الرئيس الصيني يلتقي الملك سلمان في خضم ازمة دبلوماسية بين السعودية وايران
وصل الرئيس الصيني شي جينبينغ الثلاثاء الى السعودية في مستهل جولة اقليمية تقوده الى مصر وايران، في خطوة هي الاولى من نوعها تهدف لتعزيز الحضور الاقتصادي للعملاق الاسيوي في الشرق الاوسط.
وافادت وكالة الانباء السعودية الرسمية ان العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز استقبل الرئيس الصيني الثلاثاء. وعرضت القناة السعودية الرسمية لقطات من اللقاء الذي تخللته مأدبة غداء تكريمية.
وسيشارك العاهل السعودي والرئيس الصيني الاربعاء في افتتاح مركز الملك عبدالله للدراسات والبحوث البترولية في الرياض. كما يعلنان تدشين شركة “ينبع ارامكو سينوبك” (“ياسرف”) لتكرير النفط، وهي ثمرة تعاون بين شركة ارامكو النفطية السعودية و”سينوبك” الصينية للبتروكيميائيات.
وفي اشارة الى اهمية الزيارة، خصصت صحف سعودية صفحات عدة لها، علما بان العديد من الاعلام الصينية رفعت في شوارع الرياض.
وتـأتي زيارة الرئيس الصيني للرياض في خضم ازمة دبلوماسية بين السعودية وايران منذ اعدام المملكة في الثاني من كانون الثاني/يناير، رجل الدين الشيعي نمر النمر. واعلنت السعودية قطع علاقاتها الدبلوماسية مع ايران اثر تعرض سفارتها في طهران وقنصليتها في مشهد لهجمات من محتجين على اعدام النمر.
كما تأتي الزيارة بعد اقل من ثلاثة ايام على اعلان الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي رفع عقوبات اقتصادية عن ايران، بموجب الاتفاق حول برنامجها النووي، والذي تم التوصل اليه مع الدول الكبرى في تموز/يوليو.
وكانت الصين واحدة من الدول الست التي خاضت في مفاوضات شاقة مع ايران حول الملف. وتعتمد بكين على الشرق الاوسط في القسم الاكبر من وارداتها النفطية لكنها لا تتدخل عادة في التوترات والنزاعات في المنطقة.
وكان نائب وزير الخارجية الصيني جانغ مينغ التقى في الاونة الاخيرة مسؤولين سعوديين ثم ايرانيين خلال زيارتين قام بهما للدولتين.
وفي السعودية عبر الدبلوماسي الصيني عن امله في “ان يلتزم كل الاطراف الهدوء وضبط النفس ويسووا الخلافات بالحوار ويبذلوا جهودا منسقة لدفع الوضع باتجاه الانفراج”.
وفي طهران كرر الدعوة الى “الهدوء وضبط النفس” وعبر عن الامل في ان “يعمل كل الاطراف معا للحفاظ على السلام والاستقرار في المنطقة”. وفي حين ان زيارة الرئيس الصيني مقررة قبل التوتر الاخير بين البلدين، يرجح ان تشكل الازمة الناشئة مادة للبحث.
ويقول الاستاذ في كلية العلاقات الدولية في جامعات بكين تزو فينغ لوكالة فرانس برس “من الواضح ان ثمة توترات حاليا بين السعودية وايران، لذا سيذهب الى هناك محاولا تأدية دور المُقنِع”. يضيف “ستحاول الصين القيام بما يمكنها، لكنها لن تؤدي دورا اساسيا”.
وتعد الصين، نظرا لتأثيرها الاقتصادي وعضويتها الدائمة في مجلس الامن، من الدول المؤثرة والمعنية بنزاعات الشرق الاوسط، وان لم تنخرط فيها بشكل مباشر.
واستضافت بكين الشهر الماضي مسؤولين من النظام السوري والمعارضة، مكررة الدعوة الى حل سياسي للنزاع المستمر منذ نحو خمسة اعوام. وسبق للصين ان استخدمت حق النقض “الفيتو” في مجلس الامن رفضا لقرارات قد تدين نظام الرئيس بشار الاسد، تماشيا مع موقف موسكو، ابرز الداعمين الدوليين للنظام.
اما الرياض الداعمة للمعارضة، فاستضافت في كانون الاول/ديسبمر مؤتمرا موسعا لاطياف مختلفة سياسية وعسكرية من المعارضة السورية، سعيا لتوحيد رؤيتها تجاه اسس التفاوض مع النظام. وتأمل الامم المتحدة بجمع طرفي النزاع حول طاولة التفاوض قبل نهاية الشهر الجاري.
ويوضح تزو فينغ ان “الصين هي اكبر مستورد لنفط الشرق الاوسط (…) لذا فالاستقرار في الشرق الاوسط هو ما ترغب الصين في رؤيته”. وسبق لسلف شي، هو جينتاو، ان زار السعودية في 2009، حيث وقع عقودا اقتصادية شملت سكك الحديد والنفط والمواد البتروكيميائية.