عاجل

شراء أمريكا ماء ثقيل من طهران يعد “دعم للبرنامج النووي الإيراني” بصورة مباشرة

أعلنت الولايات المتحدة يوم الجمعة أنها ستشتري 32 طنا متريا من الماء الثقيل من إيران لمساعدتها على الوفاء بتعهداتها الواردة في الاتفاق النووي الموقع مع القوى الدولية وتلبية الطلب المحلي في الولايات المتحدة على هذه المادة.

وقال جون كيربي المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية “نتوقع تسليم الماء الثقيل للولايات المتحدة خلال الأسابيع المقبلة.. وسيتم في البداية تخزينه في معمل أوك ريدج ثم إعادة بيعه بأسعار تجارية للمشترين المحليين.”

وذكر مسؤول رفيع بالإدارة الأمريكية أن الماء الثقيل سيكلف 8.6 مليون دولار.

ذكرت صحيفة “وول ستريت جورنال” الأمريكية نقلا عن مسئولين أمريكيين كبار أن إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما ستشتري 32 طنا من الماء الثقيل، الذي يعد أحد المكونات الرئيسية في تطوير الأسلحة الذرية، من إيران في جهد لتأمين الاتفاق النووي التاريخي الذي تم التوصل إليه في يوليو الماضي.

وقالت الصحيفة – في سياق تقرير نشرته اليوم الجمعة على موقعها الإلكتروني – إنه بحسب المسئولين فإن الدافع وراء عملية الشراء الوشيكة، من جانب وزارة الطاقة الأمريكية هو مخاوف لدى الولايات المتحدة من أن إيران لا تمتلك القدرة حتى الآن على التقليل سريعا من مخزونها من المواد كما يتطلب الاتفاق النووي.

وأضافت الصحيفة أنه بموجب الاتفاق فيتعين على إيران الاحتفاظ بما هو أقل من 130 طنا من الماء الثقيل خلال الأعوام الأولى من الاتفاق ثم أقل من 90 طنا فيما بعد، لكن بحسب المسئولين الأمريكيين فإن إيران تحاول جاهدة العثور على مشترين للمواد بالسوق الدولية وهناك قلق من خطر زيادة المخزون عن ذلك المستوى.

وأشارت الصحيفة إلى أن الولايات المتحدة تأمل بأن أول عملية شراء ستعطي الثقة لدول أخرى لشراء الماء الثقيل من إيران في الأعوام القادمة.

وأوضحت الصحيفة أن من المتوقع توقيع الاتفاق، الذي تقدر قيمته بـ 6ر8 مليون دولار، من جانب المسئولين الأمريكيين والإيرانيين في فيينا اليوم.

ونسبت الصحيفة إلى وزير الطاقة الأمريكي إرنست مونيز، قوله “لقد اختبرنا الماء الثقيل لدى إيران وهو جيد ومطابق للمواصفات، وسنشتري قليلا منه”، وأضاف مونيز “سيكون ذلك إعلان للعالم بأننا نريد شراء الماء الثقيل من إيران، وبإمكانكم شراءه أيضا، فحتى الولايات المتحدة قامت بذلك”.

وفي نفس الوقت أوضح مونيز قائلا “لن نكون العميل المشتري للأبد. فربما ستشارك بعض الشركات في الولايات المتحدة بقاعدة العملاء. ويتعين عليهم إيجاد حلول لهذا الأمر. فهم يحتاجون للتأسيس لتواجد بالسوق الدولية في حالة أرادوا الاستمرار في إنتاج الماء الثقيل”.

ورأت الصحيفة أن اتفاق الشراء يعد أحدث مؤشر على التقارب بين واشنطن وطهران بعد عقود من العداء.

علق بول ريان رئيس مجلس النواب الأمريكي على تقرير نشرته صحيفة وول ستريت جورنال يوم الجمعة وذكرت فيه أن إدارة الرئيس باراك أوباما تشتري 32 طنا من الماء الثقيل من إيران قائلا إنها صفقة تمثل “تنازلا آخر غير مسبوق لأهم رعاة الإرهاب في العالم.”

وأضاف ريان المنتمي للحزب الجمهوري في بيان أن التقرير المنشور عن الصفقة التي تبلغ قيمتها 8.6 مليون دولار تبدو في إطار محاولات إدارة الرئيس الديمقراطي لتسويق الاتفاق النووي الموقع مع إيران وأنها “ستؤدي لدعم البرنامج النووي الإيراني بصورة مباشرة.”وكالات

 

Rate this post

المركز الديمقراطى العربى

المركز الديمقراطي العربي مؤسسة مستقلة تعمل فى اطار البحث العلمى والتحليلى فى القضايا الاستراتيجية والسياسية والاقتصادية، ويهدف بشكل اساسى الى دراسة القضايا العربية وانماط التفاعل بين الدول العربية حكومات وشعوبا ومنظمات غير حكومية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى