عاجل

خلافات تعصف بالأحزاب في بريطانيا بعد الاستفتاء والاتحاد الأوروبي يأخذ موقفا صارما

تصاعد الخلاف بين الحزبين الرئيسيين في بريطانيا يوم الأحد بعد أن أسفر استفتاء خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي عما وصف بمحاولة انقلاب في حزب العمال المعارض ومنافسة شرسة على القيادة في حزب المحافظين الحاكم.

وترنح الحزبان من نتيجة الاستفتاء في الوقت الذي رفض فيه الناخبون البريطانيون ما دفع به قادتهم من حجج وقرروا الخروج من الاتحاد الأوروبي في استفتاء أكد انقسامات عميقة في البلد.

وأعلن رئيس الوزراء ديفيد كاميرون أنه سيستقيل لتبدأ معركة عنيفة على خلافته كما انسحب عدد من نواب البرلمان المنتمين لحزب العمال من فريق أعلى للسياسات في محاولة لإجبار زعيمهم جيريمي كوربين على ترك منصبه.

ووصفت رئيسة وزراء اسكتلندا نيكولا ستيرجن التطورات بأنها “فراغ في القيادة.”

وقال كاميرون إنه سيبقى في منصبه حتى أكتوبر تشرين الأول في محاولة لطمأنة العامة والأسواق لكن إعلان قراره بالاستقالة فور ظهور نتيجة الاستفتاء أحدث هزة في المعسكر المؤيد للخروج من الاتحاد.

قال زيجمار جابرييل نائب المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل إن الاتحاد الأوروبي لن يقدم لبريطانيا أي عروض جديدة لتبقى جزءا منه ولا يمكن أن تكون “نصف شريك.”

وقال في مقابلة نشرت أجزاء منها يوم الأحد “لقد قررت بريطانيا الخروج. لن نعقد مباحثات بشأن ما يمكن للاتحاد الأوروبي تقديمه للبريطانيين ليبقوا فيه.”

واتخذ جابرييل موقفا صارما بشأن مستقبل علاقات الاتحاد الأوروبي مع لندن في تعارض مع موقف ميركل التي اتخذت نهجا توافقيا تجاه بريطانيا اليوم بالدعوة لإجراء مفاوضات هادئة ورشيدة مع “الشريك الوثيق.”

وقال جابرييل “الموقف واضح.. لا توجد امرأة نصف حامل. ولا يمكن أن يكون لديك نصف شريك.”

وانتقد جابرييل المنتمي للحزب الديمقراطي الاشتراكي رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون “بسبب الخطأ الجسيم والتاريخي” الذي ارتكبه بالدعوة لاستفتاء أدى إلى تصويت البريطانيين لصالح الخروج من الاتحاد الأوروبي بنسبة 52 في المئة مقابل 48 في المئة. وطلب جابرييل من كاميرون الرحيل سريعا.

وأضاف جابرييل “البريطانيون سيلعنون يوما ما” بوريس جونسون الذي قاد حملة التصويت لخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.

قال مشرع ألماني كبير وحليف للمستشارة أنجيلا ميركل إن اسكتلندا مستقلة ستكون محل ترحيب للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي بعد تصويت بريطانيا للخروج من الكتلة الأوروبية.

وقال المشرع جونتر كريشبوم وهو عضو بحزب المحافظين الذي تتزعمه ميركل ورئيس لجنة الشؤون الأوروبية في البرلمان “الاتحاد الأوروبي سيظل يتألف من 28 عضوا لأنني اعتقد أن اسكتلندا ستجري استفتاء جديدا على الاستقلال (عن بريطانيا) والذي سيكون ناجحا.”

وأضاف لصحيفة فيلت ام زونتاج “يجب أن نستجيب سريعا لطلب قبول من دولة صديقة للاتحاد الأوروبي.”

وقالت نيكولا ستيرجن رئيسة وزراء اسكتلندا يوم الأحد إن اسكتلندا ستفعل كل ما بوسعها للبقاء في الاتحاد الأوروبي بما في ذلك إمكانية إعاقة تشريع بشأن خروج بريطانيا من الكتلة الأوروبية.

وصوتت اسكتلندا التي يقطنها خمسة ملايين شخص لصالح البقاء داخل الاتحاد الأوروبي بنسبة 62 بالمئة مقابل 38 بالمئة في استفتاء الخميس مما يضعها على خلاف مع بريطانيا التي صوتت ككل بنسبة 52 بالمئة لصالح الخروج من الاتحاد مقابل 48 بالمئة للبقاء بداخله.

وفي استفتاء أجري 2014 وافقت اسكتلندا بنسبة 55 في المئة مقابل 45 في المئة على البقاء كجزء من المملكة المتحدة لكن استطلاعات الرأي تشير إلى أن التأييد للاستقلال تزايد منذ ذلك الحين.

 

 

 

Rate this post

المركز الديمقراطى العربى

المركز الديمقراطي العربي مؤسسة مستقلة تعمل فى اطار البحث العلمى والتحليلى فى القضايا الاستراتيجية والسياسية والاقتصادية، ويهدف بشكل اساسى الى دراسة القضايا العربية وانماط التفاعل بين الدول العربية حكومات وشعوبا ومنظمات غير حكومية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى