كيفية تحليل النص السياسي
إعداد الباحث والمحلل السياسي :حسين خلف موسى
باحث فى المركز الديمقراطى العربى
تحليل النص السياسي عملية تختلف عن قراءة النص , وان كانت القراءة هى نقطه البداية اللازمة للقيام بها . ويهدف تحليل النص السياسي الى مساعدة غير المختصين للتعمق فى عملية فهم الوقائع والأحداث السياسية , كما أنه أمر لازم لعمل المختصين والممارسين للعملية السياسية من أجل ممارسة فعالة وذات كفاءة . وتفترض عمليه تحليل النص السياسي ضرورة توفر حد أدنى من الخلفيه الثقافية السياسية العامة
1) تعريف النص السياسى :
النص السياسي هو كل إنتاج فكرى بشري يتناول ظاهرة السلطه باعتبارها هى لب الدراسة السياسية سواء كان نصاً بكامله . أو جزءاً منه – وعندما نقول ظاهرة السلطة فأننا ينبغى أن تفهمها بمعناها العام والواسع جداً
2) أهداف تحليل النص السياسي :
1- توضيح العناصر الأساسية فى النص السياسى.
2- توضيح المفردات ذات الدلالة فى النص السياسى .
3- فهم وتجميع غايات النص السياسي بعد الفحص والتنقيب . وليس انطلاقاً من عموميات أو أحكام أوليه .
4- التعليق على النص السياسي وتحديد موقفنا منه بعد فهم غاياته اذا ظهرت تباعا او وضحت بعد التقسيم الموضوع
3) ماهيه عملية تحليل النص السياسي :-
التحليل يعنى بأختصار عملية تقسيم الموضوع الى عناصره الأساسية من خلال اتباع مراحل منتظمة تتم بأسلوب معين من خلال طرح مجموعة من الأسئلة .
فتحليل النص السياسي ينصب على نص سياسى معين نعيره اهتمامنا ونطرح عدة أسئله تتفاوت أهميتها وتسلسلها حسب الظروف ولكنها كلها تطرح فى الشكل اللغوى التالى – من ؟ أين ؟ لماذا ؟ كيف ؟ من ؟ وتختصر فى كلمة ” مما كل ” وفى هذا الاطار نعطى معنى مفترض لكل من كلمات التساؤل المذكورة آخذين بعين الاعتبار طبيعة واهداف النص ثم ننظم الاسئله فى مسيرة متحركة من المعطيات الاولية الى الخلفيات والنتائج
4 ) مراحل عملية تحليل النص السياسي :-
هناك أربعة مراحل تتصل بعملية تحليل النص السياسي :-
1 ) المرحلة الاولى ” تركيز النص ” :-
وهى محطة أولية ومدخل لكل ما يحيط بالنص من معطيات خارجية موضوعية ثابتة , لابد منها لقراءة أى نص , وهذه المرحلة تتم خارج النص وفى إطار البيئة المحيطة به أن ” كافة المراحل اللاحقة تتم داخل النص متناولة توضيح التعيبرات والمفردات والمفاهيم الأساسية , ثم تفسير لبنية النص وفى النهاية تصميم خطة التحليل ”
وفى هذه المرحلة نطرح التساؤلات التالية حول الأصل :-
أ ) التاريخ :- التاريخ ليس مهما – بحد ذاته وانما تركيز النص يقتضى لمحة موجزة الى التسلسل الزمنى
ب ) المؤلف :- من المفيد جداً معرفة المؤلف , وصفته , ومركزة , واختصاصاته وصلاته
ج ) الطبيعة:-
1- اين الاطار الضيق , المرجع الذى نشر فيه
2- وايضا البيئة الاجتماعية والمعنية والتنظيمية .
4- وحتى المرجع المعتمد
5- مثلا : مقال نشر فى مجلة أو جريدة أو كتاب , أو نص قانونى , أو اى من المؤلفات , الاطار والدراسات العملية الخ
المرحلة الثانية – التعابير التى يجب الاشارة اليها :-
فى هذه المرحلة نوضح ما يبدو غامضا او مبهماً , أو غير معلوم من القارئ فى محتوى النص من تعابير سواء كانت للتوضيح أو مفاهيم وفى أساسية وفى هذا الاطار نفرق بين سؤالين :-
(أ) ماذا ؟
بعض الكلمات عندما تقرأ لاول مرة نفهم معناها وتحمل الينا طابع أولى …
ولكن يجب أن نفرق بين الطابع الأول ومعطيات الواقع الحقيقى للنص .
6- والأهداف والنيات التى نراها والتى تتعلق بإدارة صاحب النص .
(ب) ماذا ؟
مضمون النص ليس منها المعطيات البديهية أو العلمية , ولكنه مبنى على معلومات لها طابع ثقافى .
7- وأيضاً على مفاهيم أساسية
8- وبدونها لا يفهم النص ويجب فى هذا الصدد أن نفرق بين : ” الكلمات – المفاهيم – الأفكار ” لأن لكل منها مستوى من القراءة يختلف عن الآخر , فبالنسبة للكلمات لا يجب أن نهمل أيه كلمة لا نعرف معناها , أو نأخذها بمعنى يتبادر للذهن لاول وهله , لأن ذلك قد يؤدى إلى تحويل المعنى تماماً للالتباس خصوصاً إذا كان إطار لا يأتى بالتوضيح .
وبالنسبه للأفكار – فهناك عدة أفكار أساسية كبرى فى كل تخصص علمى أيا كانت التعابير المستعملة للدلالة عليها – ويجب فحص الأفكار بدقة والتعرف عليها لانها تكون ما يمكن أن نطلق عليه ” النظام العام ” للنص السياسى .
المرحلة الثالثة :
وهى المرحلة الغوص فى بنية النص والتنقيب فيها , وبنية النص من فعل وإنتاج المؤلف كما نعلم – والبنية التى نبحث فيها ثلاثة أنواع :
(أ ) البنية الطبوغرافية للنص السياسي :
عدد المقاطع فى النص يدل على تقسيم الموضوع إلى عدة أفكار وإذا لم يكن فى النص عدة مقاطع يكون الموضوع مجمعاً حول نقطة مميزة أما اذا كان النص موسعا فيجب الانتباه إلى التسلسل فى الأفكار وانتظام تنسيقها .
(ب ) البنية اللغوية :-
وتشمل حروف الوصل والإشارة لتظهر خيوط النص وأحيانا يستغنى عنها ولكنها تفهم ضمنا ويجب الانتباه عند تحليل النص – إلى صيغ الجمل وخصوصاً صيغة النفى والنهى والى محل الجمل من الإعراب لفهم ما تدل عليه .
ج- البنية المنطقية
وبصدد البنية المنطقية قاعدتان :
(1) الاستدلال بالاستنتاج المنطقى :-
… الانتقال من القاعدة العامة إلى التصرف الذى تنطبق عليه وغالبا ما يظهر على شكل خلفية منطقية والصور الأكثر استعمالا هى الاستدلال من حجة أولى وهذا ما يعبر عنه بالجمله ” من يستطيع الأكثر يستطيع الاقل ” ويمكن للانتقال من الأقل الى الأكثر بحجة الإقناع .
2- الاستدلال من المفهوم العكسى اى عندما ما يكون النص جاء بالتزام ما انه يعنى منع ما يعاكسة وعندما يحظر النص أمراً ما فانه يبيح عكسة …
.ولكن هناك بعض الصور غير الدقيقة للأسباب النتائج ولا تتخطى التحليل العلمى مثلا لا دخان بلا نار هذه النتيجة ممكنة ولكنها غير مطلقة .
3- الاستدلال بالاستقراء :-
مثال الاستدلاء من الخاص الى العام – او من الجزء الى الكل وهدفه تعميم قاعدة ويظهر خصوصا عن طريق القياس ويقصد إعطاء حالة غير منصوص عليها حكم حالة منصوص عليها .
المرحلة الرابعة :
التنقيب عن غاية او غايات النص السياسي
هذه المرحلة تعد تتويجا للمراحل السابقة كلها – لأننا نستعين بأصل وطبيعة النص ” المرحلة الأولى ” وبالمفاهيم الأساسية ” المرحلة الثانية ” وبالبنية المنطقية ” المرحلة الثالثة ” .
والسؤال هنا ما هى غاية هذا النص ؟ وما هى الرسالة التى يحملها ويريد أن تصل للقارئ ؟ بالطبع الغاية فى النص لها مفهوم نسبى بحيث يعود للمحلل وللمنظار الذى تبناه ضمن إطار علمى معين . وهناك نصوص يمكن تحليلها فى أكثر من إطار علمى وهناك أخرى لا تصلح إلا فى إطار محدد ..
المرحلة الخامسة :-
خطة التحليل السياسى : – وهى إلزامية لأنها تدل المحلل السياسى على : –
1- العناصر الأساسية المندرجة تحت عناوين – أى مجموعة مفردات معبرة بقوة دلالتها .
2- قاعدة تقسيم النص السياسى .
3- غايات النص بعد أن تكون غاياته قد وضحت وظهرت تباعا .
هذه هى المراحل الخمسة – التى تحتاج إلى مران – حتى تكتسب بالخبرة ويصير المرء قادرا على التحليل السياسي