الدراسات البحثيةالمتخصصة

أثر انسحاب الولايات المتحدة الأمريكية من خطه العمل الشاملة المشتركة (JCPOA) على السياسة الخارجية الإيرانية ٢٠١٨ – ٢٠٢٣

اعداد :  ناهد على رجب عبد الفتاح , آيه عماد محمد احمد – اشراف : ا.د  دلال محمود – كلية الاقتصاد والعلوم السياسية – جامعة القاهرة – مصر

  • المركز الديمقراطي العربي

 

المقدمة :

منذ انتهاء الحرب الباردة وقد سعت الولايات المتحدة الأمريكية إلى وضع استراتيجيات للأمن القومي الأمريكي تحول دون وجود أي قوى سواء كانت قوى دولية أو إقليمية من شأنها أن تنافسها على الساحة الدولية كما سبق وكان الأمر إبان الحقبة السوڤيتيه ، وخصوصاً في منطقة الشرق الأوسط كنز النفط الثمين للولايات المتحدة الأمريكية ، فحرصت على عدم وجود قوه تضاهى حليفتها الاستراتيجية إسرائيل ، أو يهدد حلفائها التقليديين ألا وهم دول الخليج ، وكان البرنامج النووي الإيراني بمثابه شرارة البدء في ظهور قوه إقليمية جديده في منطقة الشرق الأوسط وخصوصاً بما تمتلكه إيران من موارد اقتصادية و عسكرية ، مما يجعلها الند بالند لإسرائيل الحليف الاستراتيجي لأمريكا ، إلى جانب العداء الأمريكي الإيراني الذى اشتعلت شرارته منذ قيام الثورة الإيرانية الإسلامية ضد حكم الشاه رضا بهلوي الموالي للولايات المتحدة الأمريكية ، وكان نتيجة ولائه للولايات المتحدة هو مساهمتها بشكل كبير في بناء أول مفعل نووي في إيران ، ولكن بقيام الثورة الإسلامية بدأ يبدو نوعاً من العزوف الإيراني عن الولايات المتحدة الأمريكية ،  واللجوء إلى روسيا  لمساعدتها في بناء المفاعلات النووية ، والذى قابلته الولايات المتحدة الأمريكية بالعقوبات وتجميد رؤوس الأموال الإيرانية بالخارج والتطويق الاقتصادي والسياسي لها ، ألا أن هذا العداء قل حدته بوصول الرئيس الأمريكي باراك أوباما إلى الحكم ، فعمل أوباما على الجلوس على طاولة المفاوضات والسعي للوصول لأرضيه مشتركة تساهم بشكل كبير في الحد من العداء الأمريكي الإيراني ، وتلزم إيران بالاستخدام السلمى للطاقة النووية و الحيلولة  دون امتلاك إيران للسلاح النووي أو قنبلة نووية ، وبالفعل تم التواصل إلى الاتفاق النووي عام ٢٠١٥ ، و وقعت عليه مجموعه  ٥+١ وهم الاعضاء الدائمين في مجلس الأمن إلى جانب المانيا [1]

ولكن بوصول الرئيس الجمهوري دونالد ترامب أعلن أنه سيقوم بالانسحاب من الاتفاق النووي بطريقة احاديه وإعادة فرض العقوبات الاقتصادية مره اخرى على إيران إلى جانب إلغاء الإعفاءات الأمريكية على الشركات الأجنبية الموجودة في إيران ، وندد بسياسة العصا و الجزرة الخاصة بالرئيس السابق أوباما ، وان إيران تقوم بأنشطة نووية سريه  ، وكان هذا القرار الأمريكي صدى عالمي ، و أبرزها هو ما إذا كان هذا القرار صائب في ظل وجود بدايات حراك في النظام العالمي ، وظهور قوى بدأت تتحدى الهيمنة الأميركية بشكل كبير قد تسهم في الحد من التأثير السلبى للعقوبات على ايران مما قد يتسبب في احتماليه وجود نتائج عكسيه على دور الولايات المتحدة الأمريكية في المنطقة  و خصوصا مع سعى هذه القوى لتقارب مع طهران و التعاون معها .

انسحاب الولايات المتحدة من خطه العمل المشترك الشاملة جعل ايران تقوم بأعاده هيكله سياستها الخارجية في محاوله منها لتحجيم الاثر السلبى للعقوبات الاقتصادية وكذلك الامر بالنسبة للعزلة و التطويق السياسي  الذى فرضته واشنطن علي طهران ، حيث سعت ايران الى تحييد العقوبات وكذلك الامر بالنسبة لدور الدول سواء كانوا الاطراف في الاتفاق او على مستوى العالم ، بالإضافة الى العمل تخفيف حده العقوبات الاقتصادية الأمريكية من خلال تعزيز علاقتها بالقوى الكبرى كالصين و روسيا  ، حيث بدأت السياسة الخارجية الإيرانية تتجه شرقاً ، و ذلك عبر بناء محور آسيوي ، محور ذو أبعاد اقتصاديه و جيوسياسية و جغرافية ، العقوبات التي فرضتها الولايات المتحدة الأمريكية عقب خروجها من الاتفاق النووي أجبرت إيران على الاقتراب من القوى الموجودة في الشرق منهم  الهند و روسيا والصين والقوه الفاعلة المؤثرة في الشرق ،  حيث قامت طهران بتوقيع اتفاقيه استراتيجية مدتها ٢٥ عاماً مع الصين ، ولكن هذا لا ينفي حرص إيران على إحياء الاتفاق النووي مره أخرى ، و ذلك سعياً منها للفوز بالمزيد من الحوافز الاقتصادية ، تعتبر طهران أن النظام الدولي يمر بمرحله انتقالية من احاديه القطبية بزعامة الولايات المتحدة الأمريكية إلى تعدديه القطبية تأتي في احتماليتها صعود القوى الآسيوية على رأسها الصين لذلك كانت تتسم سياسه الرئيس الايراني ابراهيم رئيسي بالبرجماتية الخارجية [2].

المشكلة البحثية

كان الإنسحاب الأمريكي صادم للحلفاء الغربيين قبل إيران لما لهم من مصالح اقتصادية وسياسية في إيران إلى جانب الشركات الأوروبية وما إذا كانت السياسة الخارجية الأوروبية ستظل خاضعة للقرارات الأمريكية أم سيكون للانسحاب اثر على رد الفعل الأوروبي .

الانسحاب أفرز العديد من الآثار على الجانبين الإيراني و الأمريكي التي جعلت من الانسحاب الامريكي و أثره على السياسة الخارجية الإيرانية محور دراسة لهذه الورقة البحثية ، حيث تدور المشكلة البحثية حول:  ما أثر انسحاب الولايات المتحدة الأمريكية من خطه العمل المشتركة على السياسة الخارجية الإيرانية ؟

وللإجابة عن هذه المشكلة ، قامت الدراسة  بصياغة عدد من الأسئلة الفرعية للإجابة عنه كالتالي  :

  • ما هي الدوافع الأمريكية وراء الانسحاب و الانعكاسات الناتجة عن الانسحاب الأمريكي لكلا من ايران و الولايات المتحدة الأمريكية ؟
  • ما هي اتجاهات القيادة السياسية الإيرانية عقب الانسحاب الولايات المتحدة الأمريكية من خطه العمل المشتركة الشاملة ؟
  • ما أثر الانسحاب على تغيير السياسة الخارجية الإيرانية تجاه منطقه الشرق الاوسط ( اسرائيل ، دول الخليج ) ؟
  • ما أثر الانسحاب على السياسة الخارجية الإيرانية تجاه القوى الكبرى (روسيا ، الصين) ؟

التحديد الزمني للدراسة

يأتي سبب اختيار الفترة الزمنية الممتدة من عام ٢٠١٨ -٢٠٢٣ لدراسة المشكلة البحثية الى ؛ إنه في عام ٢٠١٨ هو العام الذى انسحبت الولايات المتحدة الأمريكية من الاتفاق النووي ، وإعادة فرض العقوبات الاقتصادية على طهران ، وكذلك في نفس العام اتجهت السياسة الخارجية الإيرانية للتوسع شرقاً ، حيث كانت الصين الوجهة الأولى لوزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف ، و بداية اقتراب إيران من القوى الشرق (الهند ، روسيا ، الصين (

أما عام  ٢٠١٩،  فهو العام الذى اعلنت فيه  طهران التخلي عن جزء من التزاماتها حيال الاتفاق و في العام نفسه تم فرض عقوبات على الصناعة الثقيلة الإيرانية مثل الحديد والصلب ، وايضاً في العام نفسه تم تحييد الدور الأوروبي إزاء الإنسحاب ، حيث اعلن الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون بالاتفاق مع الدول الاوروبية أليه إنستكس[3] ، هو العام الذى اعلنت فيه إيران تجاوزها الحد المسموح في الاتفاق ورفع مستوى تخصيب اليورانيوم إلى ٢٠٪ .

وهكذا اخذت الأحداث تدور تباعاً بعد الانسحاب الأمريكي من خطه العمل المشتركه الشاملة بين فرض عقوبات وتعنت الطرف الأمريكي في العودة للاتفاق و رغبتها فى إحياء الأتفاق مره اخرى ، و فى عام ٢٠٢٣ كانت بمثابه تغير جوهرى فى السياسه الخارجيه الايرانيه و بالاخص تجاه منطقه الخليج العربى حيث عادت العلاقات الدبلوماسية مع المملكة العربية السعودية ، و كانت عوده العلاقات خير شاهد على التراجع النسبى لدور الولايات المتحده الامريكيه فى المنطقه حيث تم الصلح بواسطه صينيه .

التحديد المكاني

ايران ، الولايات المتحدة الأمريكية ، روسيا ، الصين ، دول الخليج ، اسرائيل ، دول الحلفاء الغربيين ( فرنسا ، بريطانيا ، المانيا )

الأهمية العلمية

إن الأهمية العلمية لموضوع الورقة البحثية ( اثر الانسحاب الامريكي من الاتفاق النووي على السياسة الخارجية الإيرانية في فترة ما بين ٢٠١٨- ٢٠٢٢) تقوم على معرفه السياسات التي اتبعتها إيران تجاه العقوبات الاقتصادية والتطويق السياسي لها_ الذي فرض عليها جراء الانسحاب الامريكي _، و معرفه دوره الفاعل في تغيير السياسة الخارجية الإيرانية ، ومعرفة الدوافع الامريكية  وراء الانسحاب و رد الفعل الأوروبي والعالمي تجاه الانسحاب ، الذى أضحى يهدد مصالح الحلفاء الغربيين للولايات المتحدة الأمريكية ، كما تهدف إلى توضيح اهم المعوقات التي قد تحول دون وصول لاتفاق  نووي جديد ، خصوصا مع التدخل الروسي الاخير في مباحثات ڤيينا والتي تمثل عائقا أمام احياء اتفاق عام ٢٠١٥ مره اخرى .

الأهمية العملية

تكمن الأهمية العملية لهذه الورقة البحثية لما لها من  أهمية كبيرة ليست على المستوى الإقليمي فقط ، بل على المستوى الدولي أيضاً .  تتضمن هذه الدراسة نوع مهم من القضايا  ألا وهو العقوبات الاقتصادية الأمريكية وكيف للولايات المتحدة الأمريكية أن تقوم باستعملها للضغط على الدول من أجل الرضوخ لأوامرها ، ولذلك فإن الأهمية العملية لهذه الدراسة تكمن في أنها تساهم في تزويد صناع القرار بمعلومات حديثه عن كيفية التعامل مع العقوبات الاقتصادية والتطويق السياسي واستغلال الحراك في النظام العالمي واستغلال الخصوم في الحد من الآثار السلبية للعقوبات الاقتصادية .

فرضية الدراسة

من خلال الإشكالية البحثية السابقة يمكن وضع بعض الفرضيات :

– كان للانسحاب الأمريكي من الاتفاق النووي تأثيره الواضح على إيران خصوصاً بفرضه العقوبات الاقتصادية من جديد

– توجهات السياسة الخارجية الإيرانية لتوثيق العلاقات مع روسيا والصين مكنها من تقليل تأثير العقوبات الأمريكية عليها والحفاظ على برنامجها النووي .

–  تولية الرئيس الأمريكي چو بايدين واعتناقه توجهات مختلفة عن الرئيس السابق له ” دونالد ترامب ” أثرت علي إمكانية عوده الولايات المتحدة للاتفاق النووي خصوصاً بعد مباحثات ڤيينا  

  • الادبيات السابقة

الموضوع الذي تهتم الدراسة به يلقى الضوء على أحد الأحداث المهمة في القرن الحادي والعشرين ، وهو الانسحاب الامريكي من الاتفاق النووي ، وتجديد العقوبات الاقتصادية وإعادة فرضها على إيران ، حيث  تعتبر هذه العقوبات واحدة من أهم الأسلحة التقليدية للولايات المتحدة ، وايضاً قضايا مهمة مثل الانتشار النووي ، و قضايا السلام الإقليمي وأثر الإنسحاب عليه ، وذلك من خلال تناول طرفي المعادلة وأثر الإنسحاب علي كلا من  إيران و الولايات المتحدة الأمريكية ، وذلك من خلال إلقاء الضوء على عدد من الدراسات السابقة التي استفاضت في الحديث عن هذا الموضوع .

المحور الاول :  يركز على مجموعة من الادبيات تتمحور حول الانسحاب الامريكي من الاتفاق النووي   

هذا المحور يلقي الضوء على الادبيات التي ركزت على الانسحاب الامريكي وآثاره السلبية ، حيث ابرز ما جاء في هذه الادبيات هو تناول حالة انسحاب الولايات المتحدة الأمريكية من الاتفاق النووي و اثاره السلبية الناتجة عن هذا الانسحاب و كذلك رد الفعل العالمي تجاه الانسحاب ، ففي الثامن من ايار عام ٢٠١٨ م ، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب انسحاب الولايات المتحدة من اتفاق النووي ، و هو انسحاب احادي من جانب الولايات المتحدة الأمريكية فقط ، وأن امريكا تسعى إلى فرض أعلى مستوى ممكن من العقوبات على طهران ، حيث رفضت الدول المشاركة في الاتفاق النووي ٥+١ الانسحاب الامريكي.

حيث تناول الاتجاه الاول مجموعه من الادبيات تناولت الدوافع وراء الانسحاب الأمريكي :  

اشارت هذه الأدبية[4] ان عقب اندلاع ونجاح الثورة الإسلامية عام ١٩٧٩م ، والإطاحة بحكم شاه إيران محمد رضا بهلوي ، و تزايد مطالبه النظام الجديد بالحد من الهيمنة الأمريكية ، جعل الولايات المتحدة الأمريكية تقوم باللجوء لعزل إيران والنظر لها على انها تهديد للمنطقة ، وذلك عن طريق استخدام سلاح العقوبات الاقتصادية والانسحاب من كافه الاتفاقيات التي قامت بتوقيعها وبالأخص البرنامج النووي  ، وجعل الدول الحليفة لها تتبع نفس سياستها تحت ضغط منها بحجه التشكك في نوايا إيران بشأن البرنامج النووي وأنها تمتلك خططاً سريه وذلك بهدف الشروع في برنامج الأسلحة النووية ، فعلى الرغم من آن الصفقة كانت من وجهه نظر العديد أنها صفقه مثاليه استطاعت الحصول على موافقة الطرفين آلا وهما إيران و الولايات المتحدة إلى أن التشكيك الأمريكي حال دون إتمام الصفقة ، و يرجع التشكيك إلى فكرة التهديد الأمني الذي تمثله إيران في المنطقة ، حيث اشارت هذه الأدبية في فكره أن الولايات المتحدة الأمريكية ترى أن إيران الداعم الاكبر للمليشيات الشيعيه الموجودة في اليمن ، إلى جانب أنها المتسبب الأكبر في الاضطرابات الحادثة في كلا من سوريا والعراق ، ولكن جادلت هذه الأدبية بإن ليست إيران فقط هي المسؤولة عن الاضطرابات التي تشهدها المنطقة وان العقوبات الاقتصادية لن تساهم في الحد من الأنشطة العدائية الإيرانية بل الآمر على النقيض تماماً ، بل انه قد يؤدي إلى تصاعد الأنشطة العدائية واعمال العنف ، وخصوصاً بين كلا من إيران والولايات المتحدة الأمريكية ، إلى جانب اشارت الأدبية ايضاً في أن السعودية واسرائيل و تركيا يساهمون ايضاً في التسبب ب الاضطرابات واعمال العنف التي تشهدها المنطقة ، وخصوصاً مع دعم السعودية للمليشيات السنيه  ، وأن إيران ليست وحدها هي من تمثل خطر وتهديد ليتم فرض عقوبات اقتصاديه شديده عليها بهذا الحد المبالغ فيه ، الذي قد يتسبب بنتائج عكسيه على صعيد الامن الإقليمي للمنطقة وانه قد يؤدي الى تكثيف نشاطات ايران من التخصيب وهذا ما حدث بالفعل . .

أيضاً هذه الأدبية[5] اتفقت في نقطه أن الولايات المتحدة الأمريكية تنظر لإيران على أنها موضع تهديد لها وخصوصاً في المنطقة ، وهذا القلق يرجع إلى نجاح الثورة الإسلامية في إيران ، ولذلك فإن الادبية تشير إلى أن من أسباب الإنسحاب الرئيسية هو الرغبة في تطويق إيران ، إلى جانب رغبتها بشكل كبير جداً في خلق نظام سياسي في إيران قائم على الديمقراطية ، وأنها لن تستطيع التخلص من هذا النظام الحالي إلا من خلال استخدام سلاح العقوبات الاقتصادية وفرضها على إيران ، مما يؤدي إلى تدهور الأوضاع الداخلية الإيرانية التي بدورها قد تؤدي إلى زياده حده التشاحن والغضب في صفوف الشعب الايراني ، وبالتالي إسقاط النظام الإيراني ، مما يجعل إيران تكن مجبوره على الجلوس على طاولة المفاوضات وبشروط أمريكية ،  وايضاً يكمن الانسحاب في فكره أن الإدارة لأمريكية كانت ترى ان من الدوافع الأساسية للانسحاب هو أن اتفاقيه العمل المشتركة او الاتفاق النووي الذي عقد في حقبه الرئيس الامريكي باراك اوباما لم يضع القيود الكافية التي تعمل على كبح الجماع الايراني بخصوص التسلح النووي ، ولكن سمح لها بالاستمرار في تخصيب اليورانيوم لمستوى يصل الى

٣.٦٧% على نحو قد يساهم في زياده احتماليه وصول ايران للقنبلة النووية ،  وأن الإدارة الأمريكية كانت ترى أن آليات التفتيش ليست على درجه من الفاعلية التي تمكنها من منع إيران من تطوير برنامجها النووي والعسكري مستقبلاً ، وبالتالي نتيجة للثغرات الموجودة في الاتفاق النووي قد تزيد من احتماليه وجود سباق تسلح في منطقه الشرق الأوسط ، بالمصالح الأمريكية نفسها في الشرق الاوسط فالأدبية تركز على توضيح أن الولايات المتحدة الأمريكية تنظر لإيران بنظامها الاسلامي على أنه تهديد لها في المنطقة ، كما أن الأدبية التي نعرضها تتفق مع الأدبية السابقة في شرح أن إيران وحدها ليست المتسببة في الإرهاب و تلقي الضوء على الإرهاب المفتعل الذي خلقته امريكا في كلا من العراق و سوريا ، وأن الدافع الأساسي للولايات المتحدة الأمريكية يكمن في أن دخولها الساحة الإقليمية أصبح محفوفا بالمخاطر  ، وخصوصا بعد فشل حلفائها كلا من الامارات والسعودية في اليمن ، لذلك تسعى إلى استغلال سلاح العقوبات الاقتصادية ، وذلك لإخضاع إيران وتسويه كافه الخلافات التي تراها انها تهدد مصالحها في المنطقة.

يكمن النقد الموجه لهذه الادبيات في تحيزها لإيران و تبرير ان أي انشطه عدائيه تمارسها ايران في المنطقة انها نتاج لسياسات الضغط التي تتابعها الولايات المتحدة الأمريكية تجاه ايران وان تحرك الولايات المتحدة الأمريكية لفرض العقوبات ناتج عن تهديد ايران للمصالح الأمريكية في المنطقة  ، و اغفال التهديدات الفعلية لسياسات ايران تجاه دول الشرق الاوسط ، حيث ثبت ان ايران كانت تدعم الجماعات الدينية و الجماعات المسلحة في منطقه الشرق الاوسط ضد انظمه الحكم الكائنة في تلك الدول ، على سبيل المثال  دعمها لحزب الله اللبناني و جماعات الحوثيين في اليمن و مساعدتها في تدعيم الحكم الديكتاتوري لبشار الاسد في سوريا ، اضف الى استمرار تصاعد انشطتها العدائية و التدخليه في العراق ، فالأنشطة العدائية الإيرانية كانت مستمرة حتى في ظل الاتفاق النووي ، و تصاعدت وتيره هذه الأنشطة بعد الانسحاب ، فتكمن الفجوه فى عدم قدره الادبيات على تغطيه سياسات الجانب الايرانى العدائيه و التى كان لها دور كبير فى دفع الولايات المتحده الامريكيه للانسحاب من الاتفاق ، الى جانب دور هذه الانشطه فى تزايد حده العداء مع دول المنطقه ، حيث ستساهم هذه الدراسه فى القاء الضوء عن الانشطه الايرانيه و ما نتج عنه قبل و بعد الانسحاب واثره على سياستها الخارجيه وصولا لعوده العلاقات السعوديه الايرانيه مره اخرى

الاتجاه الثاني  يركز على مجموعه من الادبيات تناولت مجموعه من الأدبيات ركزت على رد الفعل العالمي والأوروبي على وجه الخصوص حيال الانسحاب الأمريكي من  خطه العمل المشتركة الشاملة :

حيث اشارت الأدبية[6] على الانسحاب الأمريكي و رده الفعل الأوروبي و العالمي ، حيث  أن الإنسحاب  الأمريكي جاء من طرف الولايات المتحدة الأمريكية فقط دون التنسيق مع الأطراف الأخرى في الاتفاق النووي متعدد الأطراف ،  فحظى  الانسحاب بتنديد عالمي حيال هذا الانسحاب ومنهم دول إقليمية ك تركيا و مصر ، حيث كان الاتفاق بين دول مجموعه ٥ + ١ وهم الاعضاء الدائمين في المجلس الامن بالإضافة إلى ألمانيا وكانوا من أشد المؤيدين للاتفاق النووي والاستمرار في اتفاقيه العمل المشتركة ، ولأول مره يكون هناك موقف دولي موحد و رافض للانسحاب الأمريكي ، وبالأخص الحليف التقليدي للولايات المتحدة الأمريكية ألا وهو الاتحاد الأوروبي إزاء المسألة الإيرانية ، حيث ندد الحلفاء التقليديين بالانسحاب الأمريكي وهم بريطانيا والمانيا و فرنسا بالانسحاب الامريكي ، حيث سعت الولايات المتحدة الأمريكية لفرض سياسات الاحتواء والتطويق على ايران ليس فقط من خلال تركيز العقوبات على الجوانب الاقتصادية والسياسية فقط لا ، ولكن سعت ايضا للاستعانة بالحليف الاوروبي وفرض تطويق اوروبي وذلك من خلال العقوبات الاقتصادية التي تقوم بفرضها على الشركات المتمارسة في الداخل الايراني ،  وبالتالي تضطر الشركات الى الانسحاب والضغط على الاقتصاد الايراني وجعله اكثر تضررا بفعل العقوبات ، وحيث اعلنت كلا من روسيا والصين بانهم مستمرون في الدعم الاتفاق النووي الى جانب الاتحاد الاوروبي الذي عزل نفسه عن قرارات الجانب الامريكي حيث ان الانسحاب الامريكي لم يخلق سوى رفض دولي وموقف دولي رافض للانسحاب الامريكي وللعقوبات الاقتصادية على ايران .

حيث أشارت أيضاً هذه الأدبية[7] إلى رد الفعل الأوروبي ومحاولات الاتحاد الأوروبي  الحيلولة دون انسحاب الولايات المتحدة الأمريكية ، خصوصاً مع وصول الرئيس الجمهوري دونالد ترامب إلى كرسي الحكم ،  وخصوصاً أنه من اشد معارضي الاتفاق النووي ، ويرى أنه إتفاقاً كارثيا لا يعود على الولايات المتحدة بالنفع ، حيث أشارت أيضاً هذه الأدبية إلى رد الفعل الأوروبي ومحاولات الاتحاد الأوروبي الحيلولة دون انسحاب الولايات المتحدة الأمريكية ، حيث هذه الأدبية تشير إلى رده الأوروبي تجاه الإنسحاب والإجراءات التي سعى الحلفاء لاتخاذها حيال الموقف الأمريكي من الاتفاق ، فللمره الاولى يعارض الحليف الاوروبي الولايات المتحدة الأمريكية في قرارها حيال المسألة الإيرانية ، وأنه سيظل مستمراً في الاتفاق النووي و إدانته الشديدة ل الإنسحاب الامريكي ، من اتفاق متعدد الاطراف كان يعتبره الاتحاد الاوروبي من أهم الإنجازات الدبلوماسية متعددة الأطراف ، حيث عملت الأدبية على توضيح رد الفعل الأوروبي حيال الانسحاب الامريكي ، حيث أن اجتماع وزراء خارجيه كلا من فرنسا والمانيا و بريطانيا في بروكسل كان تأكيداً على تحييد الدور الاوروبي لأول مره تجاه العقوبات الأمريكية التي قامت امريكا بفرضها على إيران حيث يمكن القول أن الولايات المتحدة الأمريكية لن تتمكن في هذه المرة من الفوز بدعم الحليف الاوروبي حيال اي اجراء تتخذه تجاه الملف الإيراني ،  حيث ان الإجتماع الأوروبي كان يسعى إلى محاوله جاده للوصول إلى حلول تسعى للمحافظة على المزايا الاقتصادية والتجارية الأوروبية في إيران والتخفيف من حدة العقوبات الأمريكية على إيران ، وذلك من خلال  مجموعه من الاجراءات التي تعتبر هي الاولى من نوعها ، و تحد واضح للسياسة الأمريكية حيال إيران ،  وذلك من خلال تحديث قانون الحظر عام ١٩٩٦ م والذي كان يفرض على الكيانات والشركات الأوروبية الامتثال للعقوبات الأمريكية التي تفرضها الولايات المتحدة خارج حدودها الإقليمية ، ف لأول مره يقوم الاتحاد الاوروبي بعدم الامتثال للعقوبات الأمريكية ، ولكن على الرغم من الاجراءات التي اتخذها الاتحاد الأوروبي إلى أنها لم تساهم في الحد من العقوبات ، بل و العكس اوقفت جميع الشركات الأوروبية أنشطتها في إيران مما كان له الأثر السلبي على الاقتصاد الايراني والذي اصبح مضطرباً ،  حيث عملت الشركات الأوروبية على الإنسحاب من جميع الصفقات التي تم عقدها مع إيران ، بما في ذلك شركات النفط وشركات الطائرات وشركات السكك الحديد ، ولم يستطع الاتحاد الأوروبي إتخاذ اي إجراء حيال هذه الشركات.

قامت هذه الادبيات باستعراض الاثار السلبية للانسحاب الأمريكي من خلال سياسات الاتحاد الأوروبي التي اتخاذها حيال الاتفاق من حمايه الشركات الأوروبية من العقوبات الأمريكية ، حيث تناولت الادبيات الانعكاسات من جانب الاتحاد الأوروبي فقط و القوى الكبرى و اغفال جوانب سلبيه اخرى للانسحاب الأمريكي ، كتراجع الدور الامريكي بشكل نسبى في منطقه الشرق الاوسط نتيجة لتداعيات السلبية للانسحاب ، الى جانب التهديدات و الضربات العسكرية التي تعرضت لها دول الخليج العربي على يد اذرع طهران في المنطقة  كالتى قامت بها جماعه الحوثيين في اليمن ، والذى ادى بدوره لرد باهت من الولايات المتحدة الامريكية على هذا الهجوم ، والذى ادى الى تأكل الثقة بين دول الخليج وامريكا ، وما تبعته من  نتائج سلبيه على الهيمنة الأمريكية في المنطقة ، حيث تساهم الإضافة التي تمثلها الدراسة لهذه الفجوة في انها ستقوم بتوضيح الانعكاسات السلبية الناتجة عن عدم وجود اتفاق نووي ملزم لطهران و ما قد يترتب عليه من احتماليه وجود تصعيد عسكري إسرائيلي في حاله اقتراب طهران لسلاح النووي .

  • ثانيا ادبيات المتغير التابع :

المحور الاول مجموعة الدراسات التي تناولت العلاقات الإيرانية الروسية

لقد اعتمدت هذه الدراسة على الفترة الزمنيالتى ة من ١٩٩١ الي ٢٠١٨ لسرد تطور العلاقات الإيرانية الروسية خلالها والتي اتسمت بنوع من التعاون ، بدأ بالتعاون الاقتصادي وذلك في ظل خروج روسيا بعد الاتحاد السوڤيتي تعاني من أزمات اقتصادية دفعتها لبناء مفاعل نووي لتوليد الطاقة الكهربائية مع ايران، ثم ازدادت العلاقة في التحسن مع وصول بوتين للسلطة فانفتخ الطريق للتعاون العسكري أيضاً ولكن في ظل هذا التعاون لا يخفى القلق من جانب الطرفين لبعضهما ، حيث وافقت روسيا على فرض عقوبات اقتصادية على إيران جراء برنامجها النووي وذلك في إطار التنافس بينهما في عدة مواقع منها بحر قزوين الذي تسعي الدولتان للسيطرة علية باعتباره منطقة استراتيجية مهمة لكلاّ منهما ، كما هناك الازمه السورية والتي تسعي الدولتان للتوافق بشأنها ولكن ذلك لا يخفي التنافس بينهم لتحقيق المصالح .

وقد توصلت هذه الدراسة امن خلال التحليل الاحصائي الي أنه لا يوجد تكافؤ أو تساوٍ في القوه بين روسيا وإيران ، ومع ذلك فإن الدولتان راضيتان عن العلاقة بينهما ، وتسعي للحفاظ على المصالح بينهم في منطقة بحر قزوين وآسيا الوسطى وسوريا بحيث لا تستطع أياً منها تحقيق أهدافها إلا  بالتعاون والتنسيق مع الآخرين ،  وذلك مع الإبقاء على الموقف الروسي من البرنامج النووي الايراني . [8]

وقد ركزت دراسة أخري على تأثير الحرب الروسية الأوكرانية على العلاقات بين روسيا وإيران ، وتشكيل مسار العلاقات بين مجموعة دول اتفاق ٥+١ بعد انسحاب الولايات من الاتفاق واندلاع الحرب الروسية الأوكرانية. فقد ظهرت مباحثات من أجل إحياء الاتفاق النووي بعد اندلاع الحرب وذلك خوفاً من التقارب الروسي الإيراني وحاجه أوروبا الي النفط الروسي ، وقد مثل عوده الاتفاق في رؤيتهم هو تعويض حرمانهم من النفط الروسي _ بعد فرض العقوبات على موسكو _بالنفط الايراني .

مثلت مباحثات ڤيينا مصدر قلق لكلٍ من روسيا و دول الخليج في سعي الطرفان لعرقله عوده الاتفاق ، فمثل الاتفاق لدول الخليج تهديد على أمنها من إيران المتاخمة لها حدودياً وعوده الاضطرابات في المنطقة  كما زعزع الاتفاق من العلاقات الخليجية الأمريكية ، أما من جانب روسيا فقد تأكد لها مسعي الغرب في فرض عزله عليها .[9]

بالرغم من أن الادبيات ركزت على سرد العلاقات الايرانية الروسية منذ عقد التسعينيات وحتي عام ٢٠٢٢ ، إلا أنها اهتمت في إطار السياسة الخارجية الإيرانية الروسية في ضوء نظرية تحول القوه وكيف أن الدولتان تسعيان للحفاظ على العلاقة التعاونية بينهما في ضوء المصالح الاستراتيجية وذلك من خلال اعتمادها على التحليل الاحصائي ، إلا أنها اقتصرت في هذا التحليل للعام ٢٠١٤ ولم توضح التوازن في القوه بينهما لعام ٢٠١٨  مما يوضح القصور في البيانات الدالة على العلاقة بينهما ، كما أنها توضح أن العلاقة بين روسيا وإيران قائمة على أساس من عداء كلاً منهما للولايات المتحدة أي أنه لولا هذا العدو المشترك لما كان هناك تحالف روسي ايراني في بعض القضايا مثل القضية السورية ، وأيضاً في إطار تحليل اتفاقية ڤيينا التي مثلت مصدر تهديد للعلاقات بين روسيا وايران في ضوء احتمالية عوده الولايات للاتفاق مثلت خطر على قطع العلاقات بين إيران وروسيا . لذلك تركز هذه الأدبيات على عامل مهم في التفاعلات بين روسيا وإيران وهو الولايات المتحدة .

  • المحور الثاني مجموعة من الدراسات تناولت العلاقات الإيرانية الاسرائيلية

إن عداء اسرائيل لإيران يتمثل في وجودهما في منطقه واحده تسعى كلاً منهما لبسط نفوذها عليها. فإسرائيل تريد أن تظل القوه الوحيدة المحتكرة للنووي من أجل تدعيم سيطرتها على منطقة الشرق الأوسط ؛ ولهذا لم تتردد في إبداء استعدادها لمحاربة إيران مذ علمت ببرنامجها النووي الذي يضمن لإيران تحقيق التوازن مع اسرائيل  وأيضاً أن تسيطر على الشرق الأوسط . وقد ظل البرنامج النووي الإيراني اكبر مخاوف إسرائيل،  لذلك سعت لمنع الاتفاق النووي بين ايران ودول ٥+١  في إطار ما أفصح عنه رئيس الوزراء الإسرائيلي فـي ٣0 أبريـل 2017 من وثائـق سـماها «الأرشيف السـري الخـاص بالبرنامـج النـووي الإيراني»، اسـتعرض فيهـا بعـض الوثائـق التـي تخـص البرنامـج النـووي الإيراني التـي تحـاول إيران إخفاءه، مما كان سبباً في انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق وهذا ما رحبت به إسرائيل.

وقد توصلت الدراسة الي أن اسرائيل أمام ثلاث خيارات في التعامل مع البرنامج النووي الإيراني بعد انسحاب الولايات المتحدة وهي أن تستمر في تحريض الولايات المتحدة ضد إيران أو أن تشن هجمات عسكرية على مواقع ايران النووية وإما أن يستمر العمل الدبلوماسي بينها وبين الولايات من أجل فرض حصار على إيران يمنعها من مواصلة برنامجها النووي ووقد رجحت الباحثة الخيار الثالث باعتبار أن أغلب القوى مؤيده لفرض العقوبات على ايران حتي لا تصبح قوه تهدد استقرار المنطقة . [10]

أما هذه الدراسة أوضحت أن العلاقة بين إيران وإسرائيل اتسمت بالتعاون على مدار اربع وسبعون عاماً ، ثم ما لبثت أن تحولت لعداء صريح مع عودة طموحات النظام الإسلامي الإيراني للهيمنة بعد الحرب العراقية الإيرانية والكشف عن البرنامج النووي الايراني ؛ ولهذا ازدادت العلاقة بينهم لعداء أشد تعقيداً بشن تهديدات عسكرية تمس مصالح الدولتين سواء في سوريا أو العراق . وقد هدأ من مخاوف اسرائيل هو انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي الإيراني واعتمادها الضغط الدبلوماسي على إيران بواسطة العقوبات الأمريكية الشديدة على إيران.

وقد توصلت هذه الدراسة أنه بالرغم من عدم الاستقرار المهدد للمنطقة من قبل إيران وإسرائيل إلا أن احتمال نشوب الحرب بينهم أمر صعب حيث أنه سيحرق كلا البلدين ومصالحهما في دول الجوار سوريا والعراق واليمن . [11]

ركزت الدراسات في هذا المحور على التفاعلات السياسية بين إيران واسرائيل والتي تمثلت في جانبين تعاوني مره وصراعي في الأخرى، فكانت الجوانب التعاونية متمثلة في وجودهما في إقليم واحد بجانب الدول العربية لذلك لم تتردد الدولتان في إبداء التعاون من أجل أضعاف وحدة الدول العربية ، أما الصراعي فظهر بعد كشف البرنامج النووي الايراني وتبين لإسرائيل  مساعي إيران في الهيمنة على الإقليم لذلك لم تتردد الاولى في عرقله هذه المساعي والضغط على الولايات المتحدة للخروج منه وفرض العقوبات على ايران.

وقد تمثلت الفجوة في هذا المحور، في عدم تركيزه على التفاعلات الاقتصادية والتجارة بين الدولتين ، كما لم يركز على التفاعلات العسكرية ، وعلي طبيعة العلاقات الاقتصادية بينهم بعد عقد الاتفاق النووي بين إيران ودول ٥+١ وكذلك بعد انسحاب الولايات المتحدة منه .

المحور الثالث : مجموعه من الدراسات تناولت العلاقات الإيرانية الخليجية بعد الانسحاب الأمريكي من الاتفاق النووي الإيراني:

فتبين في هذه الدراسة أن العلاقات الخليجية الإيرانية اتسمت بتوتر متفاوت على ثلاث مراحل : أولها مرحله ما قبل الثورة الإسلامية حيث ميزت الخلافات الحدودية بين إيران ودول الخليج خصوصا الإمارات العربية المتحدة ، ثانيها مرحلة ما بعد الثورة الإسلامية : وقد امتازت العلاقات فيها بدايةً بنوع من التخوف الخليجي من الثورة التي دعت لإسقاط الانظمة الملكية وبادرت دول الخليج بأخذ إجراءات للتحوط من الخطر الايراني بإنشاء مجلس التعاون الخليجي، ثم بعد الحرب العراقية الكويتية بدأت دول الخليج تنفتح على ايران . أما المرحلة الثالثة : امتازت بالتوتر الشديد منذ إعلان إيران عن برنامجها النووي وحتي عقد الولايات المتحدة الاتفاق النووي معاها ، وذلك لما تمثله إيران من تهديد لنفوذ الدول الخليجية وإخلال بميزان القوى ، ولكن بدأ التوتر يقل في حدته بعد خروج الولايات المتحدة من الاتفاق النووي حيث إمكانية سعي الدول الخليجية وإيران في الدخول في سباق تسلح _ وهو ما سيؤثر سلباً على الاقتصاد الخليجي وإهدار ثرواته وازدياد سيطرة الولايات المتحدة على موارده _ ، أو التوصل إلي اتفاق بينهم بعيداً عن المواجهة العسكرية .

وقد توصلت الدراسة الي عدد من الاستنتاجات مفادها أن امتلاك إيران للسلاح النووي هو حق في حد ذاته ، أن موقف دول العالم من الاتفاق النووي بدايةً كان يبشر بالرضا والاستقرار ولكن مثلت مخاوف اسرائيل ودول الخليج حجر عثره في إتمام هذا المشروع ، كما أن انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق يمثل تكريس سيطرتها على دول الخليجي سياسياً واقتصادياً وتهديد للعلاقات البينية الخليجية . [12]

لقد تمثلت الفجوة في هذا المحور في عدم توافر دراسات لتوضيح مسار السياسة الخارجية بين إيران ودول الخليج بعد خروج الولايات المتحدة من الاتفاق ، كما أن هذه الدراسة ركزت على البعد السياسي التفاعلات بينهم ، ولكن أغفلت فيه أنه في عام ٢٠٢٢ قد عادت العلاقات الدبلوماسية بين إيران وكلاً من الامارات العربية المتحدة والكويت وذلك بعد قطيعه دامت مع الامارات حوالي ست سنوات، وكذلك في عام ٢٠٢٢ كانت تبحث إيران في إطار عوده العلاقات مع الرياض وهو ما تم في عام ٢٠٢٣ بوساطة من الصين ، واوضحت الجانب العسكري كيف كان مليء بالصراعات بين هذه الدول خصوصاً في الحرب الإيرانية العراقية وان إيران تمثل خطر لا يستهان به على أمن الخليج . أما في البعد الاقتصادي فكان مبهماً في الدراسة وكأنها تشير الي انعدام هذا الجانب بين الطرفين نظراً لطبيعة العداء بينهم ، وقد أغفلت العلاقات التجارية الإيرانية الإماراتية حيث تمثل الامارات المتحدة ثاني شريك تجاري لإيران بعد الصين ، كما أنه في ظل تراجع البعد السياسي بينهم بعد الاتفاق النووي الا ان العلاقات الاقتصادية كانت وثيقه .

المحور الرابع : مجموعه الدراسات التي تناولت العلاقات الإيرانية الصينية بعد الانسحاب الأمريكي من الاتفاق النووي الإيراني

ركزت هذه الدراسة على تطور العلاقات الجيوسياسية والعسكرية والاقتصادية بين الصين وإيران ، وحقيقه أن تاريخ العلاقات بين البلدين لم يتسم بأي صراعات وإن كان تعاون ضعيف ولكن لم تشوبه اي خلافات بين البلدين ، وقد زاد انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي ارتباط النظامين الصيني والايراني ببعضهم حيث وقفت الصين ضد قرار انسحاب الولايات المتحدة وفرض العقوبات الاقتصادية على الصين .

وقد توصلت الدراسة الي أن الصين من أجل الحفاظ على مصالحها تسعي إلي الحفاظ على توازنات علاقاتها مع إيران ودول الخليج ، وتبذل جهود من أجل حماية توريد الطاقة في منطقه بحر قزوين وهو ما تمثل فيه إيران حلقـة رئيسـية لعبـور أنابيـب النفـط لنقـل الطاقـة مـن منطقـة بحـر قزويـن إلـى الصيـن.[13]

 وقد ركزت دراسة أخري على تحليل اتفاقية التعاون المشترك بين الصين وإيران المعلن عنها من عام ٢٠١٦ عندما زار الرئيس الصيني شي جين بينغ طهران وأعلن أن الصين ستدخل في اتفاق شراكه مع طهران لمده ٢٥ عاماً ، وفي سبتمبر ٢٠١٩ أعلنت طهران عن مسوده لاتفاقية التعاون في العديد من المجالات السياسية والاقتصادية والأمنية والقضائية والإقليمية والدولية . وقد جاءت موافقة طهران على هذه الاتفاقية نتيجة الضغوط الاقتصادية التي تتعرض لها إيران جراء العقوبات الاقتصادية الأمريكية وجائحة كورونا .

وقد توصلت هذه الدراسة بافتراض أن إيران ليس بمقدورها الدخول في اتفاقيات طويلة الأمد مع الصين نتيجة تأزم الوضع الاقتصادي لها ، ووجود العديد من الانتقادات الواقعية والانقسام بين الأطراف داخل إيران على هذه الاتفاقية التي ربما تدفع إيران لتقديم تنازلات تضر بأمنها القومي والاقتصادي . [14]

تتمثل الفجوة في هذا المحور في إطار تركيزه على العلاقات الاقتصادية بين البلدين و كيف أن الصين تبذل مساعيها في الحفاظ على العلاقات مع إيران من اجل حمايه مصالحها، كما أنه لم يركز على ان العلاقات الاقتصادية بين الصين وإيران تراجعت بعد خروج الولايات من الاتفاق النووي وذلك لأن العلاقات الاقتصادية بين الصين والولايات تمثل اضعاف حجم التبادل التجاري بينها وبين إيران فليس من السهل أن تستغني الصين عن الولايات في مقابل كسبها لإيران فايران شريك لا يذكر بجانب الولايات ، وأيضاً تسعي للوساطة بين إيران ودول الخليج من أجل إعادة العلاقات بينهم وذلك في إطار الحفاظ على المصالح الصينية .

ولكن لم يركز هذا المحور على أن الصين تلعب دور الداعي للسلام من أجل عرقله الولايات المتحدة في الشرق الأوسط ، حيث تركز سياسات الولايات على الوجود العسكري والتفرقة بين الدول من أجل الحفاظ على مصالحها.

الإطار المفاهيمي

  • تعريف السياسة الخارجية :

لقد تعددت تعريفات السياسة الخارجية وتفاوتت فيما بينها بحيث لا يوجد اتفاق في أدب السياسة الخارجية حول تعريف هذه السياسة ؛ ويرجع ذلك لغموض المفهوم وتداخله عند البعض مع مفاهيم متعلقة به ، وفي هذا الإطار يمكن تحديد بعض الاتجاهات في تعريف السياسة الخارجية:

  • تعريف السياسة الخارجية باعتبارها نشاط :

من أمثلة التعريفات التي خلطت بين السياسة الخارجية والنشاط هي : أولاً . تعريف ربيع حامد ،حيث عرف السياسة الخارجية على أنها ” جميع صور النشاط الهاجري حتي لو لم تصدر عن الدولة كحقيقة نظامية وان نشاط الجماعة كوجود حضاري أو التعبيرات الذاتية كصورة فردية للحركة الخارجية تنطوي وتندرج تحت باب واسع نطلق علية السياسة الخارجية ” .

ثانياً. تعريف مارسيل ميرل : بأنها ذلك الجزء من النشاط الحكومي الموجه نحو الخارج ، أي الذي يعالج بنقيض السياسة الداخلية مشاكل تطرح ما وراء الحدود “.

ثالثاً. تعريف موديلسكي ” هي نظام الأنشطة الذي تطوره المجتمعات لتغير سلوكيات الدول الأخرى ولأقلمه أنشطتها طبقاً للبيئة الدولية وفي هذا الإطار هناك نمطين من الانشطة ، المدخلات و المخرجات ” .

يمكن الاخذ على هذا الإطار في تعريف السياسة الخارجية بأن التعريفات رادفت بين السياسة الخارجية والنشاط الخارجي للدولة ، في حين أن السياسة الخارجية ليست دائما عبارة عن نشاط ، فإذا لم تكن هذه الأنشطة تهدف لتحقيق أهداف للدولة ، فلا يمكن اعتبارها سياسة خارجية ، كما السياسة الخارجية تتضمن ابعاد أخري بالإضافة للأنشطة كالبرامج والأدوار والأهداف ، بالإضافة يمكن القول إن النشاط الخارجي للدولة ليس دائما موجه الي تغيير سلوكيات الدول الأخرى ففي بعض الأحيان تهدف للحفاظ على الوضع القائم .[15]

  • تعريف السياسة الخارجية باعتبارها سلوكيات صانع القرار :

أولاً. تعريف تشارلز هيرمان بأنها مرادفة لسلوكيات السياسة الخارجية بقولة : أن السياسة الخارجية  تتألف من تلك السلوكيات الرسمية المتميزة التي يتبعها صانعوا القرار الرسميون في الحكومة أو من يمثلونهم والتي يقصد بها  التأثير في سلوك الوحدات الدولية الخارجية “.

ثانياً. تعريف باتريك مورجان أنها ” التصرفات الرسمية المحددة التي يقوم بها صانعو القرار السلطويون في الحكومة الوطنية أو ممثلوهم بهدف التأثير في سلوك الفاعلين الدوليين الآخرين ”

ثالثاً. تعريف مازن الرمضاني بأنها ” السلوك السياسي الخارجي الهادف والمؤثر لصانع القرار ”

طبقاً لهذه التعريفات فإن السياسة الخارجية هي مجموع سلوكيات صانع القرار ، وبالتالي تجاهلت هذه التعريفات الاختلاف بين السياسة الخارجية وعملية صنع القرار ، وجعلتها قاصره على مجرد رصد سلوكيات الدول الأخرى. [16]

  • تعريف السياسة الخارجية باعتبارها منهج مخطط :

أولاً . تعريف بلانو و أولتون بأنها : منهاج مخطط للعمل يطوره صانع القرار في الدولة او الوحدات الدولية الأخرى  بهدف تحقيق أهداف محدده في إطار المصلحة الوطنية “.

ثانياً. تعريف فاضل زكي للسياسة الخارجية فيقول : ” هي الخطة التي ترسم العلاقات الخارجية لدولة معينه مع غيرها من الدول “.

يجعل هذا الاتجاه السياسة الخارجية مجرد برنامج مخطط تمت صياغته بطريقة تحقق مصالح الدولة بيد أن السياسة الخارجية تتعرض لتغيرات تبعاً للظروف في البيئة الخارجية حيث أنها علاقه تأثير وتأثر . [17]

  • التعريف الاجرائي

من خلال الإطلاع على التعريفات المختلفة للسياسة الخارجية حيث ركز كلاً منهم على عنصر يميز تلك السياسة ، يمكن تقديم تعريفات باعتبارهما أكثر شمولاً :

أولاً. تعريف روزناو : ” هي منهج للعمل يتبعه الممثلون الرسميون للمجتمع القومي بوعي من أجل إقرار أو تغيير موقف معين في النسق الدولي بشكل يتفق مع الأهداف المحددة سلفاً “.

ثانياً . تعريف محمد السيد سليم : ” هي برنامج العمل العلني الذي يختاره الممثلون الرسميون للوحدة الدولية من بين مجموعة من البدائل البرنامجية المتاحة من أجل تحقيق أهداف محدده في المحيط الخارجي “.  [18]

  • الإطار النظري :

تركز هذه الدارسة في تحليل السياسة الخارجية الايرانية بعد الانسحاب الأمريكي على نظرية الدور ، باعتبارها من النظريات الشاملة في تحليل السياسة الخارجية حيث تلقي الضوء على مختلف ابعاد السياسة الخارجية كالأهداف والأدوات وغيرها .

  • مفهوم نظرية الدور :

نشأت نظرية الدور في إطار علم الاجتماع الغربي ؛ لفهم موقع الفرد وتأثيره في السياسة الداخلية والعالمية ، ولذلك دعا علماء السياسة المعاصرين الي وضع بنية لمفهوم الدور في إطار علم السياسة الخارجية ويتضح ذلك من خلال إسهامات العديد من العلماء في تعريفها :

  • بروس بيدل :

 عرف الدور على أنه قائمة أو دليل سلوك مميز لشخص او مكانه أو منظومة من المعايير والتوصيات المحددة لسلوكيات شخص او مكانه اجتماعية .

 

  • كال هولستي :

عرف الدور بأنه تعريفات صناع القرار للأنواع العامة للقرار والالتزامات والقواعد والسلوكيات التي تصدر عن دولهم وللوظائف التي  ينبغي على ايه دولة أن تؤديها على أساس مستمر سواء في النظام الدولي او الإقليمي .

  • ستيڤن والكر :

عرفه بأنه تصورات واضعي السياسات الخارجية لمناصب دولهم في النظام الدولي .  [19]

وعلية فهمهوم الدور من المفاهيم المركزية في السياسة الخارجية حيث يفترض أن لكل وحده دولية دور أو مجموعه من الأدوار التي تقوم بها في النظامين الإقليمي والعالمي وهذه الأدوار هي ترجمة لسلوك الدولة كما يحددها صانع السياسة الخارجية بناءً على فهمه لمقدرات دولته ولشكل النظامين والفرص المتاحة فيهما.

  • تحليل الدور في السياسة الخارجية :

سيتم التطرق للدور في السياسة الخارجية وذلك من خلال مرحلتين هما تحليل صناعه السياسة الخارجية ، وثانياً تصنيف الادوار.

أولاً: مراحل تحليل صنع السياسة الخارجية : طبقاً لنظرية الدور فإن صناعه السياسة الخارجية تمر من خلال ثلاث مراحل وهم :

ا- سياق السياسة الخارجية : تتمثل في مجموعة الإشكاليات والظروف التي تؤثر على صانع القرار وتتحكم في الأدوار التي يمكن أن تضطلع بها الدولة في النظامين الإقليمي والعالمي ، وكما حدد هولستي أن السلوك السياسي الخارجي لوحده دولية هو محصلة ضغوطات تفرضها البيئة المحيطة، وتأتي من مصادر متعددة منها ما هو موضوعي يتعلق بالبيئة الداخلية او الخارجية، والبعض الأخر معنوي يتمثل في القيم والمعتقدات.

ب- توجهات السياسة الخارجية:  توجهات السياسة الخارجية هي التي يتم تحديدها بناءً على إدراك الدور الذي يتبعه صانع السياسة الخارجية ،  وتظهر نتائج ذلك في تحديد أهداف ومصالح الدولة في السياسة الخارجية ، وتحديدا في الأدوار التي تمثل المتغير الوسيط بين عملية إدراك الدور وأداءه وسلوكه، ويتحدد دور الدولة وفق قاعدتين : ١-الدور المعلن: وهو الهدف الذي تسعى اليه الدولة، وتقديرها الذاتي لوضعها ومكانتها كقائدة أو تابعة وفقا لدرجة انخ ارطها في الشؤون الخارجية

ج – الدور المنسوب من الأخرين: يرتبط بسمعة الدولة واعتقادات الحكومة الأخرى عن مكانتها، فإتباع أدوار معينة للدولة يدل علي قبول الأخرين بهذه الأدوار ويضفى الشرعية عليه.[20]

د – سلوك السياسة الخارجية: يتطلب تنفيذ اهداف السياسة الخارجية أو التعامل مع الوحدات الدولية على اتخاذ مجموعة من السلوكيات وهذه السلوكيات سواء كانت قولاً أو فعلاً فهي تصدر عن الأشخاص الحكوميون المخولون رسمياً بالتصرف باسم الوحدة الدولية.[21]

ثانياً: تصنيف الأدوار : طبقاً لهولستي يتم تصنيف الأدوار حسب معيارين هما ، مضمون الدور والذي يصنف بموجبه الي ( صراعي ، تعاوني ، محايد ) و مدي قوه النشاط للدور والذي يصنف الي ( إيجابي تدخلي ، سلبي لا تدخلي ) . ولذلك يمكن التمييز بين خمس أنماط من الأدوار وهم : صراعية تدخليه  وتشمل : قائد الثورة ، المدافع عن أيديولوجية ، المعادي لايدلوجية ، المعادي الاستعمار ، رجل الشرطة ، المدافع الإقليمي . صراعي لا تدخلي ، و تعاوني تدخلي ويشمل : قائد التكامل الإقليمي ، الموازن الدولي ، قائد التنموي ، صانع السلام ، المستقل النشط ، الوسيط الدولي .  الأدوار التعاونية السلبية : تشمل:  الجسر الدولي ، الحليف المخلص ، الأدوار المحايدة : تشمل النموذج ، صانع التنمية المحلية ، المحمية .[22]

  • تحليل السياسة الخارجية الإيرانية بعد الانسحاب الأمريكي من الاتفاق النووي ٢٠١٨

لقد اعتمدت الدراسة في تحليل السياسة الخارجية الإيرانية على كتاب ” تحليل السياسة الخارجية ” لدكتور محمد السيد سليم . حيث يشمل التحليل على تحديد اهم اهداف السياسة الخارجية وهي عنصر أساسي في سياسة اي وحده دولية لتحقيقها في المجال الخارجي وهذا يستلزم تخصيص الموارد ، كما يكون لكل وحده دولية دور تضطلع به في السياسة الخارجية وتتعدد هذه الأدوار حسب النشاط والمضمون ، وكذلك وجود ادوات تستعملها الوحدة الدولية في سبيل تحقيق أهدافها الخارجية وتتنوع هذه الأدوات بين ادوات اقتصادية وعسكرية ودبلوماسية واستخباراتية وغيرها وكلما نوعت الدولة في استخدام هذه الأدوات كان ذلك دليلاً  على تقدمها ، وتحتاج الأهداف الي استراتيجيات ألا وهي الحسابات الشاملة لصانع السياسة الخارجية للعلاقة بين الأهداف المحددة والوسائل المتاحة لتحقيقها . [23]

  • أولاً: أهداف السياسة الخارجية الإيرانية

تنطوي السياسة الخارجية لأي وحده دولية على مجموعة اهداف تحققها في المجال الخارجي أو للتأثير في سلوك الوحدات الأخرى ، ويستلزم لتحقيق هذه الأهداف تخصيص بعض من موارد الوحدة الدولية حتي لا يظل الهدف مجرد رغبه . وتنطوي أهداف السياسة الخارجية علي عده ابعاد:

في إطار تحليل أهداف السياسة الخارجية الإيرانية وبتطبيق الابعاد سالفة ذكر يتضح لدينا أن :

تحديد أهداف السياسة الخارجية الإيرانية  إما من قِبَل المرشد الاعلى أو رئيس الجمهورية الإسلامية أو كلاهما معاً باعتبارهم احد الاشخاص المخولون رسمياً بصنع سياسة الدولة ، ولكن أحياناً  كان يظهر تضارب فيما بينهم في تحديد أهداف السياسة واقامه علاقات مع الدول علي اساسها ؛ حيث أنه مع سيطرة الفصائل المعتدلة على الحكم في إيران برئاسة حسن روحاني ( ٢٠١٣ – ٢٠٢١) انتهج سياسة خارجية مختلفة عن توجهات المرشد الأعلى مثال : صرح وزير الخارجية آنذاك ” محمد جواد ظريف ” بانتقاده لدور روسيا في سياسة إيران الخارجية وقد ظهر ذلك في سرد التبادل التجاري بين الدولتين الذي كان في هذه الفترة متراجعاً بنسب قليله،  ليس لأنه متأثراً فقط بالعقوبات الأمريكية ولكن بصانع السياسة الخارجية أيضاً ،  أما مع تولية الفصيل المحافظ من عام ٢٠٢١ الي الان برئاسة ” ابراهيم رئيسي ” كان يتم تحديد أهداف السياسة الخارجية من قبل الرئيس والمرشد الأعلى في نفس الاتجاه _ اي وجود ما يسمي بالتوافق في تحديد الأهداف بينهم _ ، حيث عدلت عن نظرتها لروسيا واتجهت نحو تعميق العلاقات بينهم في سياق استراتيجية “التطلع نحو الشرق ” حيث توسع التبادل التجاري بينهم وكذلك تم توقيع اتفاقيه لمده ٢٥ عاماً.

موضوع ومضمون أهداف السياسة الخارجية الإيرانية ، تمثلت اهداف إيران الخارجية في كيفية تحييد العقوبات الاقتصادية الأمريكية بالقدر الذي لا يضر اقتصادها وتستطيع من خلاله المحافظة على النظام السياسي _ أي أنها في هذا الهدف كانت تسعي الي حماية الذات بما يضمن سلامة استقلال ارضها وصنع القرار داخلها _   ، وأيضاً اقامة تحالفات مع قوى عالمية صاعده مثل روسيا والصين ؛ لضمان حماية أمنها إقليمياً في بيئة جيوسياسية محاطة بحلفاء للولايات المتحدة الأمريكية ليس اقلها أن اسرائيل سعت لكسب دول الخليج وشمال أفريقيا وهو ما يمثل أكبر تهديد لإيران ، ولذلك اتجهت ايران الي تعزيز علاقاتها مع هذه الدول بواسطة شركائها الدوليين ، كما اتجهت لمحاولة تعزيز مكانة دولية لها عوضاً عن تلك التي لطالما منعتها الولايات المتحدة عن تحقيقها بالانضمام للعديد من المنظمات الدولية مثل منظمة “شنغهاي للتعاون ” و ” الاتحاد الاقتصادي الاوراسي ” .

  • ثانياً: ادوار السياسة الخارجية الإيرانية

لكل وحده دولية عده ادوار تقوم بها في النظامين الإقليمي والعالمي وهذه الأدوار تصنف وفقاً للعالم هولستي الي مضمون الدور  ( صراعي ام تعاوني أو محايد ) و مدي قوه النشاط ( سلبي ام إيجابي ) . وعلية فقد انتهجت ايران الدور الصراعي التدخلي ( الإيجابي ) فقد حملت على عاتقها منذ سبعينيات القرن الماضي مبدأ تصدير الثورة الي الدول المجاورة وهو مازال قائماً  في سياستها الي الآن ويتضح ذلك في عدائها لدول الخليج واشعالها للشيعة في داخل بعض الدول العربية كالعراق ودعمها الدائم للحوثيين_ وهم من أنصار المذهب الجارودي الشيعي أكثر المذاهب تشدداً _في اليمن بل كان لها الفضل في سيطرتهم على مقاليد الحكم في اليمن المتاخمة جغرافياً للمملكة العربية السعودية ، وهو ما يمثل دائماً توجهها من أجل تصدير الثورة الإسلامية في ظل النظام الإقليمي . أما علي الصعيد العالمي فقد تبنت ايران مبدأ ردع المعتدين في النظام العالمي _ اي الولايات المتحدة الأمريكية _ وقد ظهر ذلك في توجهها شرقاً نحو الصين وروسيا اللذان لا تخلو تصريحاتهم من التنديد بسياسات الولايات المتحدة فور انسحاب الاخيرة من الاتفاق النووي . وكذلك السعي من أجل تضييق الخناق علي اسرائيل من خلال محاصرتها بالميلشيات في سوريا وفلسطين والعراق .

  • ثالثاً: أدوات السياسة الخارجية الإيرانية:

تعتبر ادوات السياسة الخارجية من أهم الضمانات لتحقيق أهداف تلك السياسة وكلما نوعت الوحدة الدولية في الادوات كلما دل ذلك على تقدمها واستماتها من أجل أهدافها ، وهذا ما تبين في تحليل سياسة إيران الخارجية بعد الانسحاب الأمريكي ، فقد استخدمت الادوات الدبلوماسية والاقتصادية بل والعسكرية في العديد من الأحيان تجاه الوحدات الدولية المشار إليها في هذه الدارسة من أجل الحفاظ على برنامجها النووي وامتلاكها للأسلحة النووية بدون قيود . ولكن كانت الأداة الدبلوماسية هي الأكثر استخداماً من بين هذه الأدوات مع روسيا والصين ودول الخليج حيث بادرت إيران تجاه هذه الدول بزيارة من وزير خارجيتها فور الانسحاب الأمريكي الي كلٍ من روسيا والصين وقد ساعد ذلك علي استخدام الأداة الاقتصادية في توقيع اتفاقيات اقتصادية كبيرة من شأنها أن تؤمن لإيران الطريق في تقوية اقتصادها الذي أوشك على الانهيار بعد الانسحاب وكذلك تأمين الطريق لها في الحفاظ علي الاتفاق النووي . كما نشطت الأداة العسكرية في سياستها تجاه اسرائيل فقد واصلت إيران نشر الميلشيات في سوريا وفلسطين والقيام بغارات جوية بطائرات بدون طيار على اسرائيل. وقد حاولت مراراً  التأكيد على قدراتها العسكرية بالاشتراك في تدريبات في خليج عمان مع الصين وروسيا .

  • رابعاً: استراتيجيات السياسة الخارجية الإيرانية

اعتمدت إيران على آلية أو استراتيجية الفصل ، وتقوم هذه الأخيرة على كيفية إفساد التحالفات القائمة أو منع قيامها للحفاظ على المصلحة الوطنية وقد سلكت ايران مسارين فور الانسحاب الأمريكي من الاتفاق النووي ، أولهما هو التشدد تجاه إسرائيل ، للضغط عليها من أجل إحباط مساعيها الدائمة في عرقلة الملف النووي الايراني حيث وجهت إيران ضرباتها بالطائرات المسيرة على اسرائيل وكذلك وطدت من محاوطتها لإسرائيل بالقوات المسلحة سواء ذرعها حزب الله في لبنان أو الميلشيات التي لا تهدأ في زعزعه استقرار إسرائيل. وثانيهما تحييد انتقائي تجاه دول الخليج ، وهذه الاستراتيجية تعتمد على ادارك الفاعل لمخاطر رد الفعل العكسي ، وهذه كانت من أنجح الاستراتيجيات التي اتبعتها إيران مع دول الخليج فبعد الانسحاب الأمريكي بدأت إيران في شن هجمات على مناطق نفطية ومطارات في السعودية والإمارات العربية المتحدة وهو ما كان يسبب الذعر لهذه الدول وسعيها في كسب الحليف مره اخري ، ثم عدلت إيران عن موقفها ورحبت ببدأ علاقات دبلوماسية مع الدولتين .

التحوط في وضع سياسات بديلة من أجل الامساك بأكبر قدر من البدائل والفرص في تحقيق المصالح ، وهي استراتيجية التحوط التي اتبعتها إيران مع كافة الفاعلين الدوليين سواء القوي الكبرى أو الدول الإقليمية او حتي المنظمات الدولية .[24]

  • المنهج المستخدم :

ستعتمد هذه الدراسة على منهج تحليل النظم لدراسة أثر انسحاب الولايات المتحدة الأمريكية من الاتفاق النووي الإيراني على السياسة الخارجية لإيران ، وفيما يلي التعريف بالمنهجية

  • نشأة منهج تحليل النظم

ظهر هذا المنهج في منتصف الخمسينات وبدأ تطبيقه في إطار العلوم الطبيعية لدراسة الظواهر الطبيعية ثم انتقل للعلوم الاجتماعية والسياسية منها كمحاولة لإيجاد بديل للفكر الماركسي وذلك على يد ديفيد استون ، وهو من أكثر الأطر الفكرية استخداماً في دراسة النشاط السياسي الداخلي والخارجي .

  • مكونات منهج النظم

يعتمد المنهج على عدد من المكونات من خلالها يمكن توضيح مفهومه

  • النظام : يتكون من مجموعه من وحدات التحليل التي يحدث بينها تفاعل ، والنظام بهذا المعني هو مجموعه من العناصر المترابطة والمتفاعلة فيها بينها ، وهذا ينطبق على العلوم السياسة أو غيرها من العلوم ، كما أن التفاعل بين هذه الوحدات يصل الى درجه عملية الاعتماد متبادل ( عملية التواقف ) بحيث يتأثر طرفي العلاقة ببعضهما ، والغاية النهائية للتفاعل هي تحقيق البقاء والاستقرار للنظام السياسي ، وهذا الاستقرار لا ينفي إمكانية حدوث تغيير .
  • البيئة : وهي تشكل كل ما هو خارج النظام السياسي ولا يدخل في مكوناته ولكنها تؤثر في مدخلاته .
  • الحدود : هي كل ما يفصل النظام السياسي عن بيئته ولكنها لا تمنع إمكانية حدوث تأثير من البيئة في النظام ومن النظام في البيئة .
  • المدخلات: تتمثل في تأثير البيئة على النظام وتنقسم الي : مطالب وهي ما تريده البيئة من النظام أن يستقبلها ويستجيب لها ، و مسانده وتتمثل في تقديم تأييد مادي ومعنوي للنظام بحيث يساعده على الاستجابة .
  • المخرجات : تتمثل في تأثير النظام في البيئة وهي القرارات والسياسات التي يتخذها النظام لمواجهه المطالب.
  • التغذية الراجعة : هي عملية تدفق المعلومات الي النظام عن نتائج قراراته وسياساته وهذه النتائج تولد مدخلات جديدة . [25]
  • تطبيق منهج تحليل النظم على الموضوع محل الدراسة :

إن استقرار النظام السياسي سمة أساسية في إطار الحفاظ على شرعيته ،  وهو ما تعاني منه النظم السياسية المتعاقبة على إيران لمده ٥ أعوام متتالية فقد شهد النظام الإيراني منذ الانسحاب الأمريكي من خطه العمل المشتركة_ مدخلات_ تحديداً اضطرابات وعدم استقرار سياسي واقتصادي واجتماعي . كان للعوامل الخارجية تأثير كبير على الداخل الإيراني وهو ما ظهر جلياً في الاحتجاجات الإيرانية منذ عام ٢٠١٨ الي عام ٢٠٢٢ فقد تحولت الأخيرة من مجرد حراك اجتماعي يطالب بالإصلاح الداخلي وتحسين ظروف المعيشة نتيجة تدهور الاقتصاد الوطني الي احتجاجات سياسية تطالب بخروج إيران من سوريا و رفع يدها عن حزب الله في لبنان كما استهدفت رجال الدين الإيرانيين والحرس الثوري الإسلامي على اعتبارهم سبباً لتدني الأوضاع في إيران . ولكن النظام الإيراني لم يستجب لكل هذه الأوضاع_ مخرجات النظام _  بل اعتبر ان واشنطن مسؤلة عن اهتزاز الداخل الإيراني ،  ولهذا اتخذت السياسية الخارجية الإيرانية مسارات معادية للولايات المتحدة الأمريكية وظهر ذلك في : توطيد علاقاتها مع روسيا سواء الاقتصادية وحتي العسكرية و محاولاتها لجعل الصين راعي سلام في منطقة الشرق الأوسط خصوصاً في علاقاتها مع الدول الخليج _ على خلفية التراجع النسبي لدور الولايات في المنطقة _ ، كما فعّلت من هجماتها على اسرائيل ونشر ميلشيات مسلحة في سوريا والعراق ، وكذلك زادت إيران من نسبة تخصيب اليورانيوم الي حد ٦٠٪ كما هددت بالانسحاب من الاتفاق النووي.

وأدت توجهات السياسة الخارجية هذه الي محاوله الولايات المتحدة والحلفاء الأوروبيين الي إعادة الولايات للاتفاق النووي وهو ما حدث في مباحثات ڤيينا والتي باءت بالفشل بسبب عرقلة بعض الأطراف ” روسيا” ، ولكن مازال النظام الإيراني متخذاً سياسات خارجية من شأنها محاولة تطويق العقوبات الاقتصادية وتهديد الولايات في مناطقها الإقليمية.

تقسيم الدراسة

  • … الفصل الأول : الخلفيه التاريخيه للملف النووي الإيراني

المبحث الاول …….التعريف بالبرنامج النووي الإيراني

المبحث الثاني ……. التعريف بخطه العمل المشترك الشاملة (JCPOA)

  • الفصل الثاني…… الانسحاب الأمريكي من خطه العمل المشترك

المبحث الأول ….. الدوافع الأمريكية وراء الانسحاب

المبحث الثاني …..الانعكاسات المترتبة على الانسحاب الأمريكي

  • الفصل الثالث ….. أثر الانسحاب الأمريكي على تغير السياسة الخارجية الإيرانية

المبحث الأول ….اتجاه القيادة الإيرانية عقب الانسحاب الأمريكي

المبحث الثاني……. السياسة الخارجية الإيرانية تجاه القوى الكبرى (الصين ، روسيا)

المبحث الثالث…… السياسة الخارجية الإيرانية تجاه الشرق الاوسط ( دول الخليج ، اسرائيل)

  • الفصل الأول: الخلفيه التاريخيه للملف النووي الإيراني 

منذ ظهور المسألة  النووية الإيرانية علي الساحة الدولية وهى تشكل هاجس قلق للقوى الكبرى و الدول المجاورة لإيران  ، فقد جاء تحرك الولايات المتحدة الأمريكية لأخذ خطوه جاده نحو إنهاء البرنامج النووي الإيراني ، والعمل على منع إيران لامتلاك سلاح نووي ؛ وذلك لأسباب ليس أقلها اندلاع الثورة الإسلامية التي باتت عدوا صريحاً للمصالح الأمريكية ،  و أيضاً سعى المرشد الاعلى للثورة الإيرانية على الغاء سياسه التبعية التي كانت متبعه في حقبه شاه إيران .

بدايةً من حقبة بيل كلينتون وصولاً إلى ترامب ، يتبين أن هناك تغير بالنسبة لتوجه السياسية الأمريكية حيال طهران ،  فمن عهد بيل كلينتون إلى عهد أوباما كانت هناك سياسه متبعه شبه موحدة بينهم ، ألا وهي العصا والجزرة وهي تعمل على مهادنه الجانب الإيراني عن طريق فرض عقوبات عليه ولكن في نفس الوقت محاوله تحسين العلاقات والتعاون مع الجانب الإيراني ، حيث تستخدم التعاون كوسيله لكبح جماح الطموح النووي لإيران في الوصول إلى تصنيع أسلحه نووية ، ولكن إدارة ترامب كانت مختلفة تماماً عن سياسه المهادنة التي كانت تتبعها السياسية الخارجية الأمريكية السابقة ، فكانت سياسته معاديه تماماً لإيران ومعاديه للبرنامج النووي ، فقد وصل به الأمر إلى حد الإنسحاب من الاتفاق النووي الإيراني حيث وصلت السياسة الخارجية في عهده إلى أقصى درجات من الضغط . [26]

سيتم التعرف من خلال هذا الفصل على خلفيه تاريخيه وسياسيه عن الملف النووي الايراني ، واهم المحطات في تطور هذا الملف ، وكذلك الأمر بالنسبة للدوافع والأهداف إلى جانب المواقف السياسية التي اتخذتها الدول المعنية به سواء كانت قوه عظمى أو دول مجاوره لإيران ، كما أنه سيتم استعراض أبرز التحديات والفرص التي ظهرت في مسار المفاوضات بين كلاً من إيران ودول مجموعه ٥+١ والتي أدت في نهايتها إلى توقيع اتفاقيه العمل الشاملة المشتركة عام ٢٠١٥  ، وسيتم استعراض اتفاقيه العمل الشاملة المشتركة وأهم بنودها والتداعيات التي نتجت عن هذه الاتفاقية وصولاً إلى الإنسحاب الأمريكي عام ٢٠١٨.

  • المبحث الاول: التعريف بالبرنامج النووي الإيراني

بدأت إيران في الإهتمام بالطاقة النووية منذ ستينيات القرن الماضي ، إبان الحكم الملكي في عهد الشاه محمد رضا بهلوي ، والذي كان حليفاً للولايات المتحدة الأمريكية والغرب .

في عام ١٩٥٧ م قامت إيران بتوقيع اتفاقيه التعاون النووي مع الولايات المتحدة الأمريكية تحت بند الذرة من أجل السلام ، هذا البرنامج الذي أطلقه الرئيس الأمريكي أيزنهاور لدعم الاستخدامات السلمية للطاقة النووية وبموجب هذا الاتفاق قامت الولايات المتحدة الأمريكية بتقديم مساعدات لإيران في إنشاء مفاعلات نووية في جامعه طهران ،  وكانت مفاعلات نووية صغيره لتوظيفها في مجالات الأبحاث و قامت بتزويدها بالوقود النووي ، كما ساهمت الولايات المتحدة الأمريكية في تدريب عدد من العلماء والمهندسين الإيرانيين في حقول مختلفة في مجال التكنولوجيا النووية.[27]

وفي عام ١٩٦٨  قامت إيران بالتوقيع على معاهده عدم انتشار الأسلحة النووية ، والتي دخلت حيز التنفيذ في عام ١٩٧٠ ، وفي عام ١٩٧٤ أعلن شاه إيران عن خطته لبناء ٢٣ محطه للطاقة النووية في إيران ،  مما أدى إلى تزايد الشكوك حول الدوافع الحقيقية لشاه ايران وراء التوسع في استخدام الطاقة النووية ، والذي دفع لإثاره هذه الشكوك هي التوترات المتزايدة مع العراق  بخصوص منطقه شط العرب المتنازع عليها ،  حيث كان هناك تخوف شديد من أن الهدف الحقيقي يكمن في سعي طهران لتطوير قدراتها النووية العسكرية ، حيث كشفت تقارير تابعه للوكالة الاستخبارات الأمريكية في وقت لاحق عن أن إيران تسعى سراً لشراء مواد نووية من إسرائيل والهند وباكستان[28][29]

  • تأثير الثورة الإسلامية على البرنامج النووي الايراني

كانت الثورة الإسلامية بمثابه بداية شرارة العداء بين الولايات المتحدة الأمريكية و إيران والذي ما زال مستمراً  حتى الأن ، ففي عام ١٩٧٩ اندلعت الثورة الإسلامية في إيران والتي أطاحت بحكم الشاه ، وقامت بتأسيس الجمهورية الإسلامية الإيرانية بزعامة روح الله خميني ، ولم يكن لدى نظام الحكم الجديد في طهران مواقف تتميز بالثبات حيال البرنامج النووي الإيراني ، فبدايةً قررت الحكومة الإسلامية إيقاف جميع المشاريع النووية التي شرع فيها شاه إيران محمد رضا بهلوي ، وقاموا باستثناء المفاعلات البحثية الموجودة في جامعه طهران ، حيث يرجع هذا القرار لعده أسباب اقتصاديه و دينيه وسياسيه ، فمن الناحية السياسية رأت قياده الثورة الإسلامية أن التعامل مع الدول الغربية أصبح يأخذ شكل التبعية والتطبيع ولذلك أضحي من الضروري فصل السياسة الخارجية الإيرانية عن كونها سياسه تابعه للغرب ، وهو ما أدى لاتسام السياسة الخارجية الإيرانية في هذه الحقبة بأنها سياسه كانت تميل نحو العزوف عن الغرب.  أما من الناحية الدينية ؛ فقد اعتبر المرشد الأعلى للثورة الإيرانية أن استخدام الطاقة النووية محرماً [30] ؛ فالبرنامج النووي من وجهه نظر القياده الايرانيه يكلف الدولة أموالاً طائله ، و أنه غير ضروري ، و من الأفضل العمل على تخصيص موارد الدولة لمحاولة القضاء على المشكلات التي تواجه المجتمع الإيراني من فقر وبطاله وجهل . [31]

ولكن يمكن القول أن المرحلة التي تحول فيها الفكر الإيراني نحو بدء التفكير الجاد في إعادة إحياء البرنامج نووي مره أخرى  والبدء في عمليه تخصيب اليورانيوم مره أخرى ، هو اندلاع حرب الثمانِ سنوات  بين العراق و إيران في عام ١٩٨٠ ، الحرب التي تعرضت فيها إيران لهجمات بالأسلحة الكيميائية من قبل العراق دون ان تجد دعماً دولياً على انتهاكات العراق ، وجعل إيران تقوم بإعادة النظر في قدرتها الدفاعية وقدره الردع العسكري لديها ، حيث بدأت بالفعل ايران في عام ١٩٨٧ في البرنامج النووي الخاص بها ، إلى جانب قيامها بشراء أجهزه طرد مركزيه وخطط لصنع القنبلة النووية وفي عام ١٩٩٠  قامت إيران بطلب مساعده من روسيا في لتساعدها في برنامجها النووي .[32]

  • تصاعد الشكوك الدولية حيال البرنامج النووي الايراني

قام رئيس الحكومة الإسرائيلية في عام ١٩٩٢ بتقديم طلب باتخاذ إجراءات دوليه وذلك لمنع ايران من الوصول للسلاح النووي ، وفي عام ١٩٩٥  قامت الولايات المتحدة الأمريكية بالشروع بفرض عقوبات اقتصاديه على إيران والتي تشمل حظر استيراد النفط الإيراني وكذلك الأمر بالنسبة للتجارة او التعامل بشكل عام مع شركات النفط الإيرانية ، وكذلك في عام  ١٩٩٦ قامت الولايات المتحدة الأمريكية بإصدار العقوبات الثانوية على إيران والتي تهدف لمعاقبه الشركات الأجنبية التي تقوم بالاستثمارات في إيران ، وخصوصاً في مجال النفط والغاز،  وفي عام ١٩٩٨  أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن إيران تمثل أكبر تهديد للعالم و لإسرائيل و جيرانها في المنطقة. [33]

و مع بدايات القرن الحادي والعشرين وبالتحديد في عام ٢٠٠٢ أعلنت جماعه ” مجاهدي خلق ” أن إيران تقوم بتخصيب اليورانيوم بعيداً عن انظار العالم والوكالة الدولية للطاقة الذرية ، وخرجت إيران بعد ذلك بتصريح ينفي ذلك بالادعاء أنها استوردت أجهزه طرد مركزية وكان عليه غبار اليورانيوم المخصب ولكن بعد ذلك  كشفت معلومات وتقارير دوليه و استخباراتية أن إيران قامت بالفعل  بإجراء أنشطه نووية سريه ولم تخطر  الوكالة الدولية للطاقة الذرية عنها ، ولهذا قامت عدد من الدول بتوجيه الاتهام إلى إيران بسعيها من أجل امتلاك سلاح نووي ، و وُجِهت لها الاتهامات من قبل كلٍ من فرنسا والسعودية وإسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية .[34]

  • المبحث الثاني : خطه العمل المشتركة الشاملة (JCPOA)

خطه العمل المشتركة الشاملة هي اتفاق تم التواصل إليه عام ٢٠١٥  بين  إيران ومجموعه ٥+١  وهم الدول الخمس دائمه العضوية في مجلس الأمن متمثلين في :  الولايات المتحدة الأمريكية و روسيا والصين وفرنسا بالإضافة إلى ألمانيا وكان تحت رعاية الاتحاد الأوروبي ، ويهدف إلى منع إيران من تطوير أسلحه نووية ، و ضمان الاستخدام السلمي للطاقة النووية ، إلى جانب العمل على رفع العقوبات الاقتصادية عنها .

تهدف خطه العمل المشتركة الشاملة إلى ضمان أن يكون البرنامج النووي لا يشكل تهديداً للأمن الإقليمي ولا تهديداً للدول المجاورة لإيران وخصوصاً دول الخليج وإسرائيل ، حيث تعمل خطه العمل الشاملة المشتركة على فرض مزيد من القيود على الأنشطة النووية الإيرانية والسماح بوجود عمليات تفتيش دوليه على المنشآت النووية ، وقبل استعراض أهم بنود الاتفاق النووي ، سوف يتم استعراض مسار المفاوضات بين إيران والقوى الكبرى ،  وصولاً إلى  اتفاقيه العمل المشتركة ، حيث مرت محاولات الوصول إلى اتفاق بين الولايات المتحدة الأمريكية وإيران و دول المعنية بالمسألة النووية الإيرانية بالعديد من المراحل .

أهم محطات التفاوض بين كلا من إيران ودول مجموعه ٥+١ المعنيين بالمسألة النووية الإيرانية .

فمنذ عام ٢٠٠٣ حتى عام ٢٠٠٩ تم تبادل عروض ومقترحات بين الأطراف المعنية بالاتفاق النووي ولكن لم يؤدِ  الي تقدم يُذكر ، ففي عام ٢٠٠٣ قامت فرنسا وبريطانيا وألمانيا الدول الثلاثة بتقديم عرضاً لإيران ينص على تعليق جميع أنشطتها الخاصة بتخصيب اليورانيوم مقابل تزويدها بالوقود النووي والعمل على التعاون معها في مجالات مختلفة،  وفي عام ٢٠٠٤ قامت ايران بقبول هذا العرض مؤقتاً ولكنها استأنفت نشاطها النووي في عام ٢٠٠٥ ، وتلا هذا العام العديد من المقترحات بين الحوافز والعقوبات ولكن كانت تقضي بالنهاية بالرفض وقيام إيران بتوسيع أنشطتها النووية ، إلا أنه في عام ٢٠٠٩ تم التواصل إلى اتفاق مؤقت بشأن الطاقة النووية  بين الطرفين ايران ومجموعه دول ٥+١  برعاية الوكالة الدولية للطاقة الذرية ، والذي يتضمن نقل مخزون إيران من اليورانيوم إلى روسيا وفرنسا وذلك لتحويله لوقود نووي ، ولكن هذا الاتفاق لم يكتمل للنهاية بسبب المعارضة التي كانت مشتعلة في الداخل الإيراني .[35]

مرحله أخري من المفاوضات بين الأطراف المعنية بالمسألة النووية الإيرانية بدأت من  عام ٢٠١٠ حتى عام ٢٠١٣ تصاعدت فيها حده العقوبات التي فرضت على إيران و ذلك بسبب استمرار إيران في عمليه تخصيب اليورانيوم والعمل على إخفاء بعض أنشطتها النووية ، ففي عام ٢٠١٠ تم إصدار قرار من مجلس الآمن يقوم بفرض عقوبات جديده على إيران ، إلى جانب حظر توريد اسلحه و صواريخ باليستيه و أسلحه ثقيلة و المعدات النووية ،  كما قامت الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الاوروبي بوضع عقوبات شديده على قطاعي النفط والغاز والتأمين والمصارف وهذه العقوبات تسببت بضرر كبير في الاقتصاد الإيراني ، و أدت إلى حدوث انخفاض في العملة الإيرانية ، وكذلك الأمر بالنسبة لمعدلات التضخم والبطالة ، وقد تم استئناف المفاوضات بين الجهتين وكانت دائما ما تنتهي المفاوضات بدون التواصل الى ارضيه مشتركه ترضي الطرفين . [36]

ولكن في المرحلة الثالثة والتي هي ممتدة من عام ٢٠١٣ حتى عام ٢٠١٥ حدث تغير جذري في المشهد السياسي في إيران ، وخصوصاً مع وصول حسن روحاني إلى رئاسة إيران في عام ٢٠١٣ ، حيث كانت سياسات روحاني ترتكز بالإساس على ضرورة الوصول إلى اتفاق مع الدول الكبرى ؛ وذلك لرفع العقوبات الاقتصادية عن طهران بسبب تضرر الاقتصاد الإيراني ، حيث كان حسن روحاني يتبنى موقفاً أكثر اعتدالاً و تعاوناً عمن سبقوه ، حيث تبني السابقين مواقف أكثر تحدياً و مقاومهً ، أما روحاني فقد عبر عن رغبته الشديدة في حل الأزمة مع الغرب والعمل على تحسين العلاقات مع دول المنطقة ، وعلى خلفيه هذا أجرى روحاني اتصالاً هاتفيا مع الرئيس الأمريكي وهو يعتبر الاتصال الأول من نوعه بين قاده البلدين منذ اندلاع الثورة الإسلامية الإيرانية .[37]

اتفاقيه العمل المشتركة و قيود على الأنشطة النووية الإيرانية :  

وفي عام ٢٠١٣  تم التوصل إلى اتفاق مؤقت بين الدولتين  في چينيف ينص على تجميد أنشطه إيران النووية مقابل تخفيف بعض العقوبات الاقتصادية ، وكان هذا الاتفاق بمثابه خلق نوع من الثقة والحوار بين الأطراف المعنية ، و إعطاء مزيد من الوقت لمحاوله التواصل لاتفاق شامل ودائم ،  وهذا ما حدث بالفعل حيث أنه في يوليو عام ٢٠١٥ تم التوصل الى اتفاق في ڤيينا عرف باسم خطه العمل المشتركة الشاملة ، والذي يقضي بوضع قيود على البرنامج النووي الإيراني و إخضاعه لرقابة الوكالة الدولية للطاقة الذرية ، إلى جانب تطويع البرنامج للأغراض السلمية فقط ،  إلى جانب عمليات التفتيش المستمرة و الرقابة المستمرة في مقابل رفع جميع العقوبات المتعلقة بالبرنامج النووي الايراني .[38]

أهم بنود الاتفاق كالتالي بخصوص تخصيب اليورانيوم قامت إيران بالموافقة على تخفيض مستوى تخصيب اليورانيوم من ٢٠٪ الى ٣,٦٧٪  و أيضاً الموافقة على تقليل أعداد أجهزه الطرد المركزية التي تقوم باستخدامها في عمليه التخصيب من ١٩ آلف جهاز طرد مركزي الى ٦١٠٤ جهاز طرد  ، وكذلك الأمر بالنسبة لمخزونها من اليورانيوم المخصب سواء كان داخل ايران أو خارجها ، كان أيضاً من ضمن بنود اتفاقيه العمل الشاملة المشتركة : هو تحديد مخزون إيران من الماء الثقيل والذي يستخدم في المفاعلات النووية وقيام بضمان عدم قيام ايران ببناء اي مفاعل نووي جديد لإنتاج الماء الثقيل في مده لا تقل عن ١٥ عام . [39]

تداعيات خطه العمل المشتركة الشاملة على الأمن الإقليمي و أثرها على الاستقرار في منطقه الشرق الاوسط

فبرغم سعى قوى محليه و دوليه لاستغلال اتفاقية العمل الشاملة المشتركة لتعزيز مصالحها مثل الاتحاد الاوروبي و روسيا والصين  ، لكن كانت هناك صراعات و توترات بين الدول الإقليمية والدول المجاورة لإيران ،  حيث كان هناك توتر شديد بين إيران و إسرائيل وهو ما ظهر في تصريح  تل أبيب بأن إيران قد تستغل  هذه التسهيلات الاقتصادية و الفجوات الموجودة في الاتفاق النووي ، لتقويه برنامجها النووي وكذلك اقتصادها ،حيث أن الاتفاق لم يمنع طهران من استئناف مساعداتها و دعمها للجماعات المسلحة التي تعادي إسرائيل ، مثل حزب الله الموجود في لبنان وحركه حماس الموجودة في قطاع غزه ،  إسرائيل أعلنت رفضها تماماً لخطه العمل الشاملة المشتركة وقامت بالتحذير من أن  هذه الخطة تمثل تهديداً على أمنها و أمن المنطقة بالكامل ، إسرائيل عززت هذا العداء بقيامها بشن عدد من الضربات الجوية على مواقع إيرانية [40] و خصوصاً المواقع الإيرانية في سوريا ، و قامت باستهداف قواعد عسكريه وذلك لمنع إيران من توسيع نفوذها في سوريا و تهديد أمنها بالاقتراب من الحدود الإسرائيلية .[41]

كما أن خطه العمل الشاملة المشتركة أثارت أيضاً قلق السعودية حيث أنهم يختلفوا في المذاهب الدينية ،  حيث أعربت السعودية عن قلقها بأن إيران قد تقوم بزياده قدراتها الصاروخية و النووية ، مستغلة بذلك رفع العقوبات عنها و زياده نفوذها في المنطقة ، وخصوصاً في الصراعات الداخلية التي تشدها بعض الدول العربية  مثل سوريا ولبنان واليمن والعراق .[42]

السعودية كانت من أوائل المعارضين على خطه العمل المشتركة ، وكانت من أوائل الداعمين سياسه ترامب في الإنسحاب من الاتفاق النووي الإيراني .

الانسحاب الأمريكي من الاتفاق النووي :

لم تستمر خطه العمل المشتركة لوقت طويل ، حيث أنها واجهت العديد من التحديات منذ توقيعها حتى الآن بعضها كان مرتبطاً بالتوترات الدولية والإقليمية ، فمن أبرز هذه التحديات منها انسحاب الولايات المتحدة الأمريكية من الاتفاق في ٨ مايو عام ٢٠١٨ ،  حيث أعلن رئيس الامريكي دونالد ترامب انسحاب بلاده من خطه العمل المشتركة الشاملة حيث أنه صرح بأنه أسوأ اتفاق دبلوماسي توصلت إليه الولايات المتحدة الأمريكية ، حيث أنه لم يمنع إيران من تطوير اسلحتها النووية ولم يقم بتقويض نفوذها على المستوى الإقليمي او برنامجها الصاروخي .

حيث أعاد ترامب فرض العقوبات الاقتصادية مره أخرى على طهران ،  وقام بتهديد بفرض عقوبات على الشركات أو الدول التي تتعامل مع طهران تحت بند العقوبات الثانوية ، مما أثار حفيظة حلفاء الولايات المتحدة الأمريكية وخصوصاً دول الاتحاد الأوروبي التي كانت المستفيد الأكبر من الاتفاق النووي و يعود السبب إلى الاستثمارات الأوروبية في قطاع النفط الإيراني إلى جانب الأنشطة التجارية لشركات أوروبية كبيرة في إيران ، كما أثارت أيضاً انتقادات القوى الكبرى مثل روسيا والصين لما لهم من مصالح اقتصادية مع طهران ، حيث أدى الإنسحاب إلى تصاعد وتيرة التوترات بين واشنطن و طهران ،  جاء الرد الإيراني على هذا الإنسحاب بقيام طهران بتجاوز الحدود المفروضة عليها في الاتفاق النووي[43] ، حيث وصلت نسبة اليورانيوم المخصب إلى ما يزيد عن ٣٠٠ كيلو جرام ، إلى جانب قامت بإعادة تشغيل أجهزه طرد مركزيه متطورة وحديثه ،  مما أثار قلق المجتمع الدولي والدعوة مره أخرى لاستئناف المفاوضات ، وكانت اخرها مفاوضات في فيينا في السادس إبريل عام ٢٠٢١ ، حيث بدأت جوله جديده من المفاوضات وبين طهران و الولايات المتحدة الأمريكية بهدف استكمال و محاولة إحياء خطه العمل المشتركة الشاملة . [44]

  • الفصل الثاني : الانسحاب الامريكي من خطه العمل المشتركه الشامله

دائماً ما تتعلق العقوبات التي تفرضها الولايات المتحدة الأمريكية على الدول بمصالحها الوطنية وكذلك دوافع الهيمنة وخصوصاً في منطقة الشرق الأوسط ، والحرص على عدم وجود منافس لها ، خاصهً أن الولايات المتحدة الأمريكية تستعمل دائما مسار الضغط للحصول على مكاسب من الخصوم ، وهذا ما سعت للقيام به وتحقيق مكاسب من وراء الانسحاب من الاتفاق النووي من خلال تقويض النفوذ الإيراني و السعي من خلال العقوبات الى تقييد النشاط النووي الخاص بها وضمان عدم وجود قوه نووية غير حليفه للولايات المتحدة الأمريكية .

  • المبحث الأول : الدوافع الأمريكية الكامنة وراء الانسحاب .

رأت القيادة الأمريكية الجديدة بزعامة دونالد ترامب أن الاتفاق النووي عزز من النفوذ الإيراني ، لذلك كانت  الدوافع الأمريكية وراء الإنسحاب تكمن  في أن إيران أصبحت تمثل تهديد للنفوذ الأمريكي في منطقه الشرق الأوسط ، ولهذا كان الإنسحاب الذي نتج عنه إعادة فرض للعقوبات الأمريكية  نوع من محاوله الضغط على إيران للامتثال للشروط الأمريكية وخصوصاً فيما يخص التسلح العسكري ، و استغلال الفرصة لفرض مزيد من القيود على البرنامج النووي الإيراني ،  وخصوصا الاعتقاد الدائم للولايات المتحدة بأن الضغط هو من سيجعل  إيران تضطر إلى العودة إلى مسار المفاوضات و تستجيب  للضغوطات ، حيث أن الحرب العراقية الإيرانية هي خير شاهد ، إلى جانب أن إيران اضطرت إلى تعليق تخصيب اليورانيوم في عام 2003 بعد الغزو الأمريكي للعراق ؛ مخافةً من أن تنالها نيران الغضب الأمريكية التي احرقت العراق ، وقد جعل هذا إيران تقبل بشكل كامل جميع القيود التي تفرض على برنامجها النووي ، حيث أن موافقتها جاءت نتيجة للمخافة من اي رد بالقوة العسكرية والضغوطات والعقوبات الدولية المستمرة عليها التي قد تنهك اقتصادها[45] .

  • إيران و استغلال اتفاقية العمل المشتركة لزيادة تسلحها العسكري

استطاعت إيران بتزويد نفسها ب ٣٠٠ صاروخ سطح – جو المتقدم ، و هو نظام دفاع دخل حيز التنفيذ في إيران ، لذلك ترى الإدارة الأمريكية بقياده الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أن الاتفاق النووي يعاني من ثغرات ، حيث أنه لا يتضمن البرنامج النووي الصاروخي الإيراني ، وأن برنامجها الصاروخي هو سريع التقدم ، وإيران تمتلك حالياً صواريخ باليستيه [46]تمكنها من الوصول إلى القواعد الأمريكية والقوات الأمريكية الموجودة في منطقه الشرق الأوسط ، إلى جانب أن تقدمها العسكري من شأنه أن يمثل تهديد لحلفاء الولايات المتحدة الأمريكية في الشرق الاوسط ، سواء التقليديين او الاستراتيجيين ، وان ايران أضحت تمثل هاجس قلق لدى الولايات المتحدة الأمريكية وخصوصاً بأنه من الممكن أن تتمكن إيران من تطوير البرنامج الصاروخي إلى الحد الذي يجعله عابراً للقارات ، و قادراً للوصول إلى الولايات المتحدة الأمريكية نفسها ، وبالتالي تصبح إيران تمثل تهديداً صارخاً على الآمن القومي الأمريكي ، وعلى مصالح الولايات المتحدة الأمريكية في منطقه الشرق الاوسط ، لذلك كان من واجب القيادة السياسية الأمريكية التدخل للحيلولة دون إتمام الاتفاق النووي ، أو التزام الولايات المتحدة الأمريكية بالاتفاق الموقع عام ٢٠١٥ مع إدارة اوباما ، والعمل على ضغط  إيران من خلال العقوبات الاقتصادية لتعيق من حركه إيران ومن نشاطها العسكري سواء فيما يخص البرنامج الصاروخي الإيراني او البرنامج النووي.[47]

فقد جاءت تصريحات البيت الأبيض عن الأسباب الكامنة وراء قرار الإنسحاب الأمريكي ، حيث أن ما تسبب في انسحاب الولايات المتحدة الأمريكية من اتفاقيه العمل المشتركة  هو أن إيران حتى بعد توقيعها لاتفاقية العمل المشتركة ظلت مستمرة في أنشطتها العدائية في المنطقة حيث استمرت في دعمها لنظام بشار الاسد الدموي ، و المساعدة في تصعيد الحرب الأهليه في اليمن ، إلى جانب مساعدتها لحزب الله في التمكن من بناء ترسانة أسلحه يهدد من خلالها آمن الولايات المتحدة الأمريكية ومصالحها ، و حلفائها الاكثر أهميه في المنطقة والمقصود بذلك إسرائيل ، حيث أن الصفقة لم تكن أليه قويه بما يكفي للقيام بعمليات التفتيش والتحقيق ، حيث أعلنت إدارة الرئيس ترامب أنه في حاله الرغبة في العودة مره اخرى إلى طاوله المفاوضات فسوف يتم وضع بند السماح للتفتيش في اي وقت بالنسبة إلى المفتشين الدوليين للبرنامج الايراني ، وان الإدارة الأمريكية تحت رئاسة ترامب ترى ان الميزات الاقتصادية التي حصلت عليها إيران وفقاً لاتفاقيه العمل المشتركة سوف تجعلها تستطيع الحصول على مبالغ ماليه ضخمه ، وستزيد ميزتها الاقتصادية والعسكرية في المنطقة بما سوف يسهل عليها في فرصه الحصول على الأسلحة النووية ، حيث وصفت الإدارة الأمريكية  الاتفاق النووي بأنه اتفاق مرهق في الواقع ، حيث كانت الأرباح المالية التي كانت تكسبها إيران من اتفاقية العمل المشتركة في الأساس تتجه إلى تمويل العمليات و الأنشطة الإرهابية ، كما أن اتفاقيه العمل المشتركة ليست على درجه من الكفاء التي تجعلها تواجه التهديدات التي تمثلها إيران في منطقه الشرق الأوسط وأن إيران تمثل تهديدا صارخاً لاتفاقيه العمل المشتركة ، من خلال برنامج الصواريخ الباليستية والذي يمثل تهديداً لإسرائيل ، كما ان خطه العمل المشتركة الشاملة جاءت مدتها لفتره محدودة والتي تستمر فقط لمده ١٥ عاماً مما يعتبر تأخير للطموح الإيراني في وصولها للسلاح النووي ، وليس معنى ذلك القدرة على إيقاف الطموح الإيراني ، وان الإدارة الأمريكية ترى أن إيران سوف تظل عدو الولايات المتحدة الأمريكية الأول ، مادام يحكمها نظام ديني متعصب.[48]

  • الانسحاب كمحاولة للحد من الانتشار النووي في المنطقة

صفقه الصواريخ الباليستية كانت مليئة بالثغرات فهي لم تضع القيود الكافية من قبل الأمم المتحدة على تكنولوجيا الصواريخ الإيرانية ، كما أن الوضع أصبح بالغ الصعوبة في فكره الحد من الانتشار النووي ، والحفاظ على المعايير التقليدية لمنع انتشار الأسلحة النووية التي كانت تتعهد بها واشنطن ، وذلك أنه في حاله قيام إيران بتخصيب اليورانيوم ، فهذا سوف يسعى لتشكيل سابقه خطيره في منطقه الشرق الأوسط وآسيا ، والذي من شأنه أن يدفع دول المنطقة في السعي نحو تخصيب اليورانيوم هي الأخرى كإيران ، وأن الاتفاق النووي الإيراني لم يسهم في تحجيم الأنشطة الإيرانية في منطقه الشرق الأوسط بل عزز النفوذ والتواجد الإيراني بشكل كبير في المنطقة ، حيث أن إيران استخدمت الأموال التي استطاعت أن تحصل عليها من الصفقة في دعم قواتها الموجودة ووكلائها في العراق وسوريا ولبنان واليمن ، وهذا ما قد يهدد آمن الشركاء وحلفاء الولايات المتحدة الأمريكية وخصوصا اسرائيل و دول الخليج .

استمرار الانتهاكات الإيرانية المزعجة ، حيث أن إيران تجاوزت حدود مخزونها من الماء الثقيل ، الذي يستخدم في مفاعلات الماء الثقيل المعتدلة ، والتي تدخل بشكل كبير في إنتاج كميه كبيره من البلوتونيوم الخاص ببرنامج الأسلحة النووية ، حيث هذه الانتهاكات الطفيفة التي كانت تنتهكها إيران سمحت لها بامتلاك ما يقرب من ١٣٠ طناً من الماء الثقيل وهذا الرقم تجاوز الحد مرتين في عام ٢٠١٦ ، وهذا بناء على ما أعلنته الوكاله  الدولية للطاقة الذرية من أن إيران تجاوزت الحد ب ١٣٠.١ طن من الماء الثقيل ، كما أن خطه العمل المشترك تسمح لإيران بتشغيل ما يقرب من 10 اجهزه طرد مركزي لأغراض البحث والتطوير ، ولكن هناك تقارير صدرت من  المخابرات الألمانية بأن إيران تواصلت إلى محاوله شراء مواد غير مشروعه لبرنامجها النووي[49] .

  • المبحث الثانى : الانعكاسات المترتبة على الانسحاب الأمريكي من اتفاقيه العمل المشترك

يمكن القول ان الانسحاب الأمريكي جاء لمحاوله إخضاع النظام الايراني والحكومة الإيرانية لرغبات الولايات المتحدة الأمريكية ، و إخضاعها للجلوس على طاوله المفاوضات مره أخرى بشروط أمريكية تزيد من قيود الولايات المتحدة الأمريكية على إيران فيما يخص التسلح النووي وبرنامج الصواريخ الباليستية ، إلى جانب أمن جيرانها في المنطقة ، وخصوصاً حلفائها اسرائيل ودول الخليج إلا أن الانسحاب أدى إلى وجود انعكاسات سلبيه على الهيمنة الأمريكية في المنطقة ، إلى جانب انه لم يكسر حده النفوذ الإيراني بل أدى إلى تزايده  .

  • الانسحاب و اثاره الايجابيه على النفوذ الإيراني في منطقه الشرق الاوسط و تزايد دعمها للجماعات المسلحه :

يمكن القول أنه بعد عامين من الانسحاب لم يؤدِ لتحقيق الأهداف المرجوة منه حيث فشلت حمله الضغط القصوى التي أتبعها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ، فسياسه الضغط القصوى أدت إلى إصرار إيران على تحدي الضغط النظامي و الهيكلي الذي تفرضه عليها الولايات المتحدة الأمريكية الأمر الذي أدى إلى عدم وجود مساحه للمشاركة الدبلوماسية الهادفة بين الطرفين ،حيث لم تأتي هذه السياسة  بنتائجها المرجوة في تغيير السلوك الإيراني و خصوصاً على المستوى الإقليمي وإجبار طهران للعودة لطاوله المفاوضات مره أخرى ، حيث أن ايران بالعكس ازدادت في أنشطتها العدائية تجاه جيرانها سواء باستهداف منشآت النفط السعودية أو دعم الجماعات المسلحة الموجودة في المنطقة مثل حزب الله و الحوثيين في اليمن وغيرهم ، وتبنت إيران أقصى درجات المقاومة ، وهذه استراتيجية اتبعتها إيران لكي تستطيع التعامل مع الضغوط التي وضعتها عليها واشنطن ، حيث أن إيران تبنت مبدأ مناهضه الاحتواء الذي فرضته عليها الولايات المتحدة الأمريكية . [50]

لا تزال إيران تتمتع بنفوذ كبير على المستوى الإقليمي في منطقة الشرق الأوسط ، وبالأخص في سوريا ودعمها لنظام بشار الأسد ، هذا النظام الذي يحصل على دعم من حلفائه الإيرانيين و الروس ، حيث استطاع نظام الأسد من استعادة السيطرة على معظم الأراضي السورية ، حيث استطاعت إيران استغلال تسع سنوات من الحرب في سوريا أتاح لها التمكن من الوصول إلى ممر استراتيجي يمتد من طهران إلى بيروت مروراً بسوريا والعراق ولبنان ، وعلى الرغم من الاضطرابات السياسية التي تشهدها المنطقة إلا أن يزال حزب الله اللبناني الحليف الأقوى لإيران في المنطقة ، والذي بدوره لعب دوراً محورياً ،  سواء على المستوى الأمني أو على المستوى السياسي في اليمن و ذلك من خلال دعم مليشيات الحوثيين والتي كانت  إيران الداعم الرئيسي لهم ، إلى جانب دعمها للعمليات العسكرية العدائية التي كانت تنفذ من قبل الحوثيين ضد دول الخليج وبالأخص السعودية حليف الولايات المتحدة الأمريكية ، حيث أن الفصائل الشيعيه التي تتعهد  إيران بدعمهم ، هذه الفصائل أصبحت جهات سياسية فاعله ولها نفوذ كبير و درجة فاعليه عالية فاعليه ، بالإضافة إلى قدراتها العسكرية وخصوصاً في حقبه ما بعد داعش ، فهناك تنافس كبير بين طهران و واشنطن ، حيث أصبحت العراق ساحه للتنافس الإيراني الأمريكي ، وأن العقوبات الأمريكية لم تستطع من تخفيض حده التنافس وخصوصاً في العراق ، أما بالنسبة للتسلح العسكري ف إيران أسرعت بتسريع برنامجها الصاروخي وزياده انشطتها البحرية بالأخص في منطقه الخليج العربي.[51]

  • العقوبات الاقتصادية على طهران و نتائجها العكسية.

على الرغم من أن الولايات المتحدة الأمريكية كانت تهدف بالإساس من خلال فرضها للعقوبات الاقتصادية لتضييق الخناق على النظام الحاكم حيث أن العقوبات الاقتصادية سوف تؤدي إلى تدهور الأحوال الاقتصادية الخاصه بالمواطنين وبالتالي تشجيع الإيرانيين على الثورة على نظام الحاكم ، ولكن النتائج لم تأتي كما توقعتها الإدارة الأمريكية ، فعلى عكس ما كان متعارف عليه من تضرر إيران من العقوبات الاقتصادية لا بل استفاد النظام الإيراني من هذه العقوبات التي فرضت عليه جراء الإنسحاب الأمريكي من اتفاقيه العمل المشتركة ، فعلى الرغم من وجود عقوبات دوليه اضرت بالاقتصاد الإيراني عن طريق فرض عزله دوليه عليه ، ولكن هذه العقوبات أوجدت ذريعة للقادة السياسيين في الداخل الايراني وصناع السياسات في طهران للاختباء ورائها ، وذلك سعياً لتدعيم أسس الشرعية السياسية لنظام الحاكم تحت بند نحن نعمل من أجل الحفاظ على سياده الوطن ، والتصدي لأي تدخلات أجنبيه ، حيث استطاع النظام الحاكم  إيجاد الذريعة التي من خلالها يحصل على دعم المحكومين و خصوصاً فيما يخص السياسية الخارجية الخاصه بالدولة .[52]

  • الانسحاب من الاتفاق و علاقته بزياده الأنشطة النووية الإيرانية :

حيث رأى الاتحاد الأوروبي أن الإنسحاب الأمريكية أنه أزمه كارثيه بانسحاب الولايات المتحدة الأمريكية من هذا الاتفاق ، لأنه لن تعود هناك قيوداً ملزمه على إيران فيما يخص أنشطتها النووية مما سوف يجعل عامل الوقت متاحاً لإيران في فكره تملك وقوداً نوويا وسلاح نوويا ، مما قد يتسبب في سعى إسرائيل لتوجيه ضربات عسكريه مسبقه على إيران بمساعده أمريكية ، فالاتحاد الأوروبي اعرب أنه ليس على استعداد على اشتعال حرب مره أخرى كالحرب الروسية الأوكرانية تتسبب في إلحاق الضرر وتهديد المصالح الأوروبية والأمن الأوروبي والغربي والإقليمي .[53]

حيث حدث أن إيران في محاوله للوصول إلى أجهزه طرد مركزية متطورة ، حيث أنه في  ٨ يناير عام ٢٠٢٠ أكدت إيران وبشكل فعلى أنها تخلت عن جميع القيود المتعلقة بعدد اجهزه الطرد المركزي التي يجب أن تتوافر لدى إيران ، وجاء هذا الإعلان بالأخص بعد اغتيال قائد فيلق القدس قاسم سليماني ، فيما أنه  في العام نفسه أعلن مجلس الشورى الايراني قانونا ينص على إنتاج وتخزين ما لا يقل عن ١٢٠ كيلو جراما من خام اليورانيوم المخصب وذلك بنسبه تصل إلى ٢٠٪ ، ووضع حدود لعمليات التفتيش التي تقوم بها الوكالة الدولية للطاقة الذرية ،  إلى جانب أنه في عام ٢٠٢١ أعلنت إيران أنها بدأت في تخصيب اليورانيوم بنسبه تصل الى ٢٠٪ في منشأه دارفور ، وهي نسبه أعلى من التي كان منصوص عليها في الاتفاق المبرم بين القوه الكبرى والتي انسحبت منه الولايات المتحدة الأمريكية ، وفي فبراير من العام نفسه أعلنت الوكالة الدولية للطاقة الذرية بأن إيران قامت بإنتاج اليورانيوم المعدني والذي يستخدم كوقود للمفاعلات النووية . [54]

وفي ٢٠٢٣ رفعت إيران معدلات مستويات التخصيب مستغله عدم وجود قيود ملزمه بها مثلما كانت في الاتفاق الذي أبرمته في حقبه الرئيس الأمريكي السابق براك أوباما ، حيث أعلنت الوكالة الدولية للطاقة الذرية في بيان لها أكدت من خلاله أن تخصيب اليورانيوم في إيران جعلها تمتلك النسبة التي تجعلها على مقربة من تصنيع القنبلة النووية ،  حيث أفاد التقرير الخاص بالوكالة الدولية للطاقة الذرية أن المخزون الخاص بإيران وصل نسبته في فبراير الماضي ٣.٧٦٠,٨ كلج ، ووصل إلى .٣,٦٧٣,٧ كلغ في أكتوبر  ، وهذا يعني أن مخزون اليورانيوم لدى إيران زاد ب ٨٧,١ كلغ منذ أخر تقرير تفصيلي ، حيث وصل مخزون إيران من اليورانيوم المخصب إلى النسبة التي تجعله يتجاوز  ١٨ مره النسبة المسموح بها ، وأن إيران ما زالت مستمرة في انتهاك القيود المفروضة عليها بموجب الاتفاق النووي الذي وقع عام ٢٠١٥ ، فالانسحاب الأمريكي أعطى إيران الفرصة لتجاوز الحدود المسموحة في مستويات التخصيب ليصبح الوقت في صالح إيران في الوصول للقنبلة النووية ، و أصبحت إيران نقطه ملتهبة للصراع وخصوصاً مع جارتها الإقليمية إسرائيل ، و التي تسعى للحيلولة دون وجود دوله تمتلك سلاح نووي غيرها في المنطقة وخصوصاً أن كانت دوله غير حليفه ، حيث كشف تقرير ان اليورانيوم المخصب في ايران يصل إلى نسبه 84% ، فتزايد الأنشطة النووية الإيرانية بشكل كبير دفعت الولايات المتحدة الأمريكية لمحاوله لإحياء الاتفاق النووي مره أخرى أو ما يعرف باسم خطه العمل المشتركة الشاملة وهذا ما أعلنه ادلي كولن كال وكيل وزير الدفاع الامريكي للشؤون السياسية في جلسه بمجلس النواب الامريكي ، في تأكيده سعي الولايات المتحدة الأمريكية لإحياء الاتفاق النووي مره أخرى ،  لأن إيران أصبح الامر بالنسبة لها مسألة وقت فهي حسب تصريحه تحتاج إلى  ١٢ يوماً فقط لإنتاج ما يكفي من المواد الانشطارية لتصنيع القنبلة النووية .[55]

  • الانعكاسات السلبية للانسحاب على نفوذ الولايات المتحدة الأمريكية في منطقه الشرق الاوسط .

انسحاب ترامب من الاتفاق النووي ساهم في تراجع المصالح الأمريكية بشكل نسبى في منطقه الشرق الاوسط ، حيث ان سياسه الضغط القصوى التي اتبعها لم تجدي نفعاً ، حيث أنها لم تؤدي سوى إلى استئناف محاولات النظام الإيراني في امتلاك أسلحه نووية ، كما أن من انعكاسات الإنسحاب الأمريكي في أنه ساهم في تقليص دور الولايات المتحدة الأمريكية في منطقه الشرق الأوسط بشكل نسبي ، حيث أن سياسه الضغط القصوى التي اتبعتها الولايات المتحدة الأمريكية ضد إيران جعلت إيران تعاني من عزله اقتصاديه وسياسيه تحولت هذه العزله  إلى أنشطه عدائيه ، حيث قامت إيران بشن هجوم بطائرات بدون طيار على المنشآت تكرير النفط في السعودية في البقيق وذلك في سبتمبر ٢٠١٩ ،  وكان رد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بأن الولايات المتحدة الأمريكية لم تقم بتقديم أي التزامات لحمايه المملكة العربية السعودية أو حمايه الجزيرة العربية بشكل عام ، حيث أن هذه التصريحات تسببت في تآكل الثقة بين الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها في الخليج العربي ، والذي كان له تبعيات سلبيه فيما يخص دورها الإقليمي [56]، حيث أنه عندما عادت العلاقات بين السعودية و إيران ، و ارادت كلا منهما انهاء العداء بينهم ، و سعى دول الخليج بشكل عام لإتباع سياسه أكثر دبلوماسية مع الجانب الإيراني ، حيث أن في الصلح بين الجانبين كان بواسطه صينية وليست أمريكية مما يدل على التبعات السلبية للانسحاب والتي كان من ضمنها تأكل ثقة الخليج في الولايات المتحدة الأمريكية ، يمكن القول ان تقلص الدور الأمني للولايات المتحدة الأمريكية في منطقه الخليج بشكل نسبى ، وخصوصاً مع رد الفعل الامريكى تجاه الهجمات التي شنتها إيران على المنشآت النفطية السعودية ، اضف الى ذلك تصريح سابق للرئيس الأمريكي باراك أوباما عقب اتفاق النووي عام ٢٠١٥ ،  أنه لا يمكن للسعودية أن تعتمد دائماً على واشنطن لتحقيق أمنها فالسعودية لابد لها  من إقامه علاقات وديه وتقارب في العلاقات الاقتصادية مع طهران ، و إعادة العلاقات الدبلوماسية مره أخرى و أيضا بالنسبة لطهران كان يمثل لها الصلح مع السعودية بمثابه غنيمه ، و ذلك يرجع إلى ضمان عدم وجود معارضه لها فيما يخص بيئة برنامجها النووي مستقبلاً ، و أنها سوف تقوم بممارسه أنشطتها بحريه ، بالأخص عندما ف شلت محادثات فيينا فعملت على الاتجاه في سياستها الخارجية نحو توطيد علاقتها شرقاً ومنها المصالحة مع دول الخليج تمثل ، و أن إيران ممكن أن تستفيد من تقاربها في السعودية في المنطقة من خلال الدفع نحو الوصول إلى اتفاق نووي أفضل مع الولايات المتحدة الأمريكية مع ضمان عدم وجود معارضه لأي من دول الخليج على هذا الاتفاق ،  استطاعت طهران أيضاً ان تستفيد من فكره ردع أي تعاون أمني سعودي إسرائيلي في المستقبل .[57]

التصريحات الأمريكية في فتره ترامب ساهمت بتاثير سلبي على الدور الإقليمي للولايات المتحدة الأمريكية ، حيث أن المستفيدين من الإنسحاب الأمريكي و هذه العقوبات المفروضة على إيران هم خصوم الولايات المتحدة الأمريكية و المنافسين لها في مناطق نفوذها ، وهم الصين وروسيا ، وبدا ذلك بالأكثر واضحاً عندما اندلعت الحرب الروسية الأوكرانية ، وقامت الولايات المتحدة الأمريكية بفرض عقوبات اقتصاديه على روسيا التي تعتبر مصدر النفط لدول اوروبا بنسبة تصل إلى ٤٠ % من إجمالي واردات الطاقة لدول اوروبا فكان عليها إيجاد بديل لحلفائها الاستراتيجيين من خلال دعوه منظمه الاوبك لرفع مستوى إنتاج النفط ، ولكن استطاعت روسيا إقناع دول المنطقة بالوقوف على الحياد وعدم زياده إنتاجها من النفط  ، مما أدى إلى ارتفاع أسعار المحروقات ، حيث قامت روسيا باستغلال الإنسحاب الأمريكي من المنطقة الذي كان نتاج سياسات الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب ، حيث ان الحرب الروسية الأوكرانية جعلت الولايات المتحدة الأمريكية تدرك مدى تراجع هيمنتها وخصوصاً في المنطقة حيث لم يدين الهجوم الروسي على أوكرانيا سوي استراليا و بعض الدول الغربية وبقت باقي دول  الحياد أو كالمتفرج وخصوصاً دول منطقة الشرق الأوسط ، حيث أن أدركت الولايات المتحدة الأمريكية ضرورة استعاده الدور الأمريكي في المنطقة ، وخصوصاً في منطقه الشرق الأوسط وذلك لتأمين مرور النفط للسوق العالمية ، حيث أن الحاجه الشديدة للنفط دفعت الولايات المتحدة الأمريكية لتقديم تنازلات ، حيث تضررت الولايات المتحدة و حلفائها من تداعيات حياد دول المنطقة حيث سجل خام براند اعلى مستوى له منذ ١٤ عاماً إلى ١٣٩.١٣ دولار للبرميل مما أدى إلى حدوث أزمه تضخم عالميه بنسبه وصلت بحوالي ٩,١٪ في الولايات المتحدة الأمريكية . [58]

  • الفصل الثالث : أثر الانسحاب الأمريكي على تغير السياسة الخارجية الإيرانية

قد يسبب انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي في عزلها عن مساعيها ضد طهران ويُصعب عليها الأمور في إمكانية حشد حلفائها الأوروبيين وغيرهم في أي تحرك ضد إيران وذلك في جميع القضايا المتعلقة بإيران مثل البرنامج الإيراني للصواريخ الباليستية حيث أظهر الحلفاء الأوروبيين عدم رضاهم عن انسحاب الولايات المتحدة وقرروا الاستمرار في الاتفاق النووي وعدم الوثوق  بالحليف الأمريكي . كما اظهرت الدول المنافسة للولايات المتحدة سعيها في كسب التحالف مع إيران بل واقامه علاقات سياسيه واقتصادية وتوسعت لتشمل العلاقات العسكرية ؛ وذلك من شأنه تهديد لمكانه الولايات المتحدة وزعزعه لأمن اسرائيل في المنطقة وهي الحليف الأساسي للولايات .[59]

كما تمكنت إيران من الاحتيال على تأثير العقوبات الأمريكية على اقتصادها لذلك اتجهت لتعزيز إيراداتها في قطاع السياحة من خلال إلغاء ختمها على جوازات السفر للسياح الأجانب داخل إيران خصوصاً الصينين ، وأيضاً قد أعلن الرئيس الإيراني ” حسن روحاني ” في مايو ٢٠٢٠ أن إيرادات إيران بلغت ٤٣ مليار دولار بدون النفط أما إيراداتها من النفط فقد وصلت لنفس القيمة وهذا كله في ظل وجود العقوبات الأمريكية ، ولذلك يتضح أن إيران قد تمكنت من الاحتيال علي العقوبات من خلال علاقتها مع الصين وروسيا وغيرهم من دول المنطقة [60]، وتستعرض المباحث التالية : اتجاه القيادة الإيرانية تجاه الانسحاب الأمريكي و مواقف بعض القوى الدولية الأطراف في الاتفاق النووي و الدول الإقليمية من إيران ومساعي إيران لكسب هؤلاء القوى من أجل الحفاظ على مصالحها .

  • المبحث الاول : اتجاهات القيادة السياسية الإيرانية إيزاء الانسحاب الأمريكي

تعتبر خطه العمل المشتركة الشاملة واحده من أهم الإنجازات الدبلوماسية التي حدثت في العقد الماضي ولكن هذا الاتفاق انفرط عقده بعد أن قررت الولايات المتحدة الأمريكية الإنسحاب وبشكل فردي عام ٢٠١٨ ،  هذا الإنسحاب الذي أدى إلى ردود أفعال مختلفة من قبل الأطراف المعنية المشتركة في هذا الاتفاق ،  و خصوصاً المرشد الأعلى للثورة الإيرانية أيه الله الخامنئي  و الرئيس حسن الروحاني ، حيث سيتم تناول وجهه نظر كلا من خامنئي و روحاني حيال الاتفاق النووي و الإنسحاب الامريكي منه ، والعمل على معرفة مواقف كلا من خامنئي وروحاني حيال الاتفاق قبل وبعد الإنسحاب .

  • تناقض توجهات كلا من روحاني و خامنئي إيزاء الاتفاق النووي و الانسحاب الأمريكي منه

الإنسحاب الأمريكي أثار حفيظه الجانب الإيراني وأدى إلى وجود ردود أفعال متباينة في القيادة السياسية الإيرانية ، فكانت مزيجاً من التمسك و دعوه الأطراف المعنية بضرورة الالتزام بالاتفاق المبرم عام ٢٠١٥ وبين الابتعاد التدريجي عن الاتفاق من خلال الضغط و التهديد برفع مستويات التخصيب ، و يرجع هذا إلى تنوع الاتجاهات التي تتبناها القيادات الإيرانية ، حيث تتنوع اتجاهات القيادة السياسية الإيرانية ما بين وجود اتجاهات معتدلة و اتجاهات محافظة و أخرى صلبه ، حيث تتفاوت هذه الاتجاهات في مدى مرونتها وقدرتها على التفاوض مع الغرب ،  حيث أن الاتجاه المعتدل في القيادة السياسية الإيرانية يمثله الرئيس الإيراني حسن الروحاني ووزير خارجيته محمد جواد ظريف ، الذين كانوا مما يؤيدون التفاوض مع الغرب والعمل على تحسين علاقتهم معهم وذلك لتخفيف من حده الأثر السلبي للعقوبات الاقتصادية المفروضة على طهران [61]، و أنهم من مؤيدي وجود اتفاق ملزم للأطراف المعنية بالمسألة النووية الإيرانية ، وذلك سعياً للحفاظ على العلاقات بين إيران والغرب ، حيث قبل الانسحاب كان روحاني ممن يدعم تحسين العلاقات مع المجتمع الدولي ، كما أنه بعد توقيع خطة العمل المشتركة عمل على المحافظة على حيوية الاتفاق النووي ، وكان دائماً ما يطالب بضرورة الالتزام من جانب جميع المشاركين في الاتفاق ، و دائماً ما كان يسعى روحاني لإصلاح المشكلات الداخلية في إيران ، حيث انه على الرغم من انسحاب الولايات المتحدة الأمريكية من الاتفاق النووي عام ٢٠١٨ ، إلا أن روحاني ظل متمسكاً بالاتفاق النووي وأكد التزام إيران بالاتفاق ، وكان يطالب باستئناف المفاوضات مع باقي الأطراف المعني بالمسألة النووية الإيرانية ، إلى جانب أنه كان دائماً ما يبدي استعداده للحوار مع واشنطن لرفع العقوبات الاقتصادية مره أخرى عن طهران ، كما أنه كان يناشد بحق إيران في تخصيب اليورانيوم ، وذلك لاستخدامه في اغراض سلميه ، و صرح بأن طهران سوف تعمل على استئناف كافه أنشطتها النووية في حاله لم تلتزم باقي الأطراف بالاتفاق أو في حاله عدم رجوع الولايات المتحدة الأمريكية إلى طائله المفاوضات مره أخرى . [62]

  • المرشد الاعلى لثوره الإيرانية وسياسته المتشددة حيال الاتفاق النووي و الانسحاب الأمريكي منه

الاتجاه الصلب المتشدد يمثله المرشد الأعلى للثورة الإيرانية وقائد فيلق القدس والذين كانوا من أشد المعارضين للاتفاق النووي ، و يروا أنه خضوع للضغوطات الغربية و استسلام لسياسات الغرب ، كما كان المرشد الأعلى للثورة الإيرانية يرى الاتفاق النووي بمثابة خطر يهدد السيادة الإيرانية ، و يرى أن الإنسحاب الأمريكي أكبر دليل على فشل الدبلوماسية في الاتفاق النووي ، كما صرح المرشد الأعلى بضرورة العمل على تحدي الولايات المتحدة الأمريكية و حلفائها على كافه المستويات، وأيضاً أعطى الأمر بزياده مستويات التخصيب إذا فشلت المفاوضات حيث أنه أتهم الولايات المتحدة الأمريكية بالخداع ، وأنه لا يمكن التفاوض معها ، كما دعا الشعب الإيراني للاتحاد ضد الحرب الاقتصادية التي تشنها عليهم الولايات المتحدة الأمريكية بالعقوبات التي تم إعادة فرضها مره أخرى ، و أدان الاتفاق النووي و قال أنه لم يحقق أي فوائد لإيران ، فهو نتيجة لضعف المسؤولين الإيرانيين[63][64] الذين كانوا يرغبون في التعاون مع الغرب و أن خضوعهم في محادثات الاتفاق هو السبب فيما يحدث من تداعيات سلبية الآن على طهران . [65]

  • إجراءات المرشد الانتقامية وتصريحات بخصوص البرنامج النووي الإيراني

دعا المرشد الاعلى إلى استئناف جميع الأنشطة النووية كأداة للضغط على الولايات المتحدة الأمريكية ، وأيضاً دعّم الفصائل الشيعيه الموجودة في المنطقة كما عمل على استهداف القواعد العسكرية الأمريكية والإسرائيلية ، حيث جاء انتقاد المرشد الأعلى خامنئي لقرار ترامب أنه خطأ استراتيجي و إهانة للشعب الإيراني بأكمله ، كما صرح أيضاً أنه غير متفائل بفكره عوده الاتفاق النووي مره أخرى [66]، و أنه يشترط وجود ضمانات قويه لتدفع إيران للبقاء في الاتفاق النووي ، وصرح أن الغرض من رفع مستويات تخصيب اليورانيوم وتجاوزه الحدود المحددة في الاتفاق هو توجيه رساله قويه للأعداء ، وخصوصاً بعد حادثه مقتل قائد فيلق القدس قاسم سليماني و الذى على خلفيته دعا المرشد العام للثورة الإيرانية لطرد جميع القوات الأمريكية من المنطقة وتحرير فلسطين ، و إسقاط النظام الصهيوني ، وقام بالتحذير من الحيل الأوروبية في حاله العودة للاتفاق مره أخرى ، وقام بالتنديد بالدور السلبي لأوروبا في المفاوضات ، اتهم الولايات المتحدة الأمريكية انها المتسبب في تداعيات فيروس كورونا وتفشيه في إيران من فرض عقوبات اقتصاديه قاسيه تسببت في الاضرار بالاقتصاد الإيراني ، و اطلق على العقوبات اسم الإرهاب الأمريكي .[67]

  • رد فعل البرلمان الإيراني :

في المقابل اعلن البرلمان الإيراني أنه يدين بشده قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ، كما أكد على دعمه الكامل للحكومة بلاده في إتخاذ اي اجراءات انتقاميه ضد المصالح الأمريكية الموجودة في المنطقة ، وانه على استعداد كامل لمواجهه الإرهاب الأمريكي ، كما قام البرلمان بالتصديق على قانون ، يزيد من مستويات التخصيب و إتخاذ إجراءات انتقاميه ضد المصالح الأمريكية الموجودة في المنطقة كما أن ايران قامت باستئناف الأنشطة النووية [68].

كان الإنسحاب الأمريكي من خطه العمل المشتركة الشاملة أثر كبير في إعادة هيكله السياسة الخارجية الإيرانية و إعادة توطيد علاقاتها مع جيرانها في المنطقة سواء دول الخليج من خلال العمل على تطبيع العلاقات معهم وذلك بوساطة الدول الصديقة لها ، كما أن السياسة الإيرانية عملت على الاتجاه شرقاً في سياستها متحالفة إقتصاديا مع القوى الكبرى مثل روسيا والصين والهند ،  و ظهر ذلك بالأكثر في سياسات الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي وزير خارجيته عبد اللهيان .

عمل ابراهيم رئيسي على تحديد أولويات السياسة الخارجية الإيرانية ، و أولها العمل على تحسين العلاقات مع دول الجوار في المنطقة ،  و العمل على التوسع في توطيد العلاقات مع القوى الاقتصادية الصاعدة بما فيهم الصين و روسيا . علن حسين أمير عبد اللهيان وزير الخارجية الإيراني أن السياسة الإيرانية تعمل على إعطاء الأولوية لتطوير العلاقات مع دول الجوار و تعزيز التحالفات الاقتصادية مع الدول الآسيوية ، و تعزيز الدور الدبلوماسي للدولة في التجارة والاقتصاد ، رئيسي كان متبني بعدا برجماتياً في سياسته الخارجية ، و هي التوجه شرقاً .[69]

  • المبحث الثانى : السياسة الخارجية الإيرانية تجاه القوى الكبرى (الصين ،  روسيا )                               
  • السياسة الخارجية الإيرانية تجاه الصين

لقد كانت بكين وجهه الزيارة الأولى لوزير الخارجية الإيراني فور انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي ، مما يشير إلي أهمية الصين لإيران في التخفيف من  آثار العقوبات الأمريكية عليها،  فهي الشريك التجاري الأهم لإيران وعضو في الاتفاق النووي ، ولكن الانسحاب الأمريكي أثر على توجهات الصين بدايةً تجاه إيران ، فالعلاقات التجارية مع الولايات المتحدة تمثل اضعاف التجارة بينها وبين إيران أي أن إيران شريك لا يُذكر بجانب الولايات المتحدة ، وهذا ما دفع الصين الي سحب بعض الاستثمارات ووقف استيراد النفط من إيران خوفاً من أن تطالها العقوبات الأمريكية ، وهذا ما جعل الصين توازن في سياستها فمن جانب ان استقرار الشرق الأوسط عموماً و إيران خاصةً مهم للصين حيث يمر بها ممر مبادرة الحزم ” ممر الصين – آسيا الوسطي – غرب آسيا” ، كما أن لها علاقات مع دول الخليج تدفعها الي الموازنة خشيه من أن تخسر اي حليف .

ولكن النظام الإيراني يتمسك بعلاقاته مع الصين وبذل مساعي لتعميق توجهه نحو الشرق على أساس من المصالح التي ستتحقق لإيران وشعبها ، وفي إطار ذلك ينوع من علاقاته مع دول شرق آسيا بحيث ألا تخرج سياسة الانفتاح على الشرق عن مبدأ التوازن والبحث عن المصالح الاستراتيجية والوطنية .[70]

 التعاون الاقتصادي والعسكري  الإيراني الصيني

جاءت العقوبات الاقتصادية على إيران بعد الخروج الأمريكي من خطه العمل الشاملة المشتركة عام ٢٠١٨ ، كضربة قاضيه للاقتصاد الايراني وعلاقتها الاقتصادية سواء مع الدول الحلفاء للولايات المتحدة أو حتي الدول المعادية ، حيث قامت العديد من الشركات الدولية بسحب استثماراتها من إيران وقد برروا ذلك في رغبتهم لاستمرار تعاملاتهم التجارية مع الولايات المتحدة وأيضاً أن العقوبات المفروضة على ايران ضد البنوك الإيرانية مما يعني أنهم لا يستطيعون الحصول على الأموال ، كما شملت ايضا منع حكومة إيران من الحصول على الدولار الأمريكي وعدم التعامل مع الشركات النفطية الإيرانية ، وعلى إثر ذلك تقلص الاقتصاد الإيراني _ وفقاً لصندوق النقد الدولي _ بنسبه ٩,٥ في المائة عام ٢٠١٩ وارتفع معدل البطالة كما تراجعت صادرات النفط التي كانت مصدر الدخل الرئيسي لإيران.  [71]

وعلى هذا المنوال جاءت العلاقات الاقتصادية الصينية الإيرانية فقد احتفظ الخطاب الرسمي للصين بالتزاماته التجارة تجاه الصين ، ولكن بدايةً وعلى الصعيد الواقعي بينت المعاملات كيف أن الصين بدأت تقلص في معاملاتها التجارية مع إيران خوفاً من التصعيد ضد الولايات المتحدة حيث اقتصرت على جانبين أولهما : اقتصار التبادل التجاري على التجارة الإنسانية المتمثلة في السلع  الغذائية والأدوية والسلع الاستهلاكية وتم حظر تصدير الآلات واجزاء الصناعة التحويلية الي إيران ، أما الجانب الآخر فهو خفض استيراد النفط من إيران حيث بلغ نحو ٣٠٠ برميل من النفط يومياً مقارنةً ب ٧٧٥ برميل يومياً قبل مايو ٢٠١٨ .[72]

ولكن المتابع لحجم العلاقات الاقتصادية  والتبادل التجاري بين البلدين يمكنه تفسير عدم انقطاع العلاقات بين البلدين بعد العقوبات الأمريكية وذلك لعمق التبادل التجاري بينهم القائم على أساس المصلحة المشتركة ، فهذه المصلحة المشتركة كفيلة بديمومه العلاقات بينهم لما لكل طرف من أهمية استراتيجية واقتصادية للطرف الآخر ، وهو ما دل عليه في بيان وزاره الخارجية الصينية في أغسطس ٢٠١٨ والذي يُفيد بأن العلاقات بين الصين وإيران مُعلنة للجميع ومنذ فتره طويلة وهذه العلاقات لا تسبب خرقاً لقرارات مجلس الأمن كما أنها لا تضر بمصالح الولايات المتحدة أو اي دولة أخري لا تريد التعامل مع إيران ،  وهو ما يفسر سرعة  توقيع اتفاقية الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين إيران والصين في مارس ٢٠٢١ لتبدأ مرحلة جديدة من العلاقات النفطية بين البلدين . وجاءت الدوافع الإيرانية لهذا الاتفاق في شعور النظام الإيراني بمدى خطورة الوضع الاقتصادي المتأزم نتيجة العقوبات وبالتالي حاجتها الي حليف قوي من أجل تخفيف الأزمة  وأيضاً من أجل موازنة الضغوط التي تفرضها عليها إدارة بايدن للعودة للاتفاق النووي وجعلها في موقف تفاوضي ضعيف مثل استغلال الضغوط التي تركها ترامب أو استغلال الأوضاع الداخلية المتأزمة .[73]

على الرغم من طرح هذا الاتفاق من خمسه اعوام قبل الانسحاب الأمريكي ، إلا أنه لم يُعلن عنها إلا في عام ٢٠٢٠ وتم توقيعها في مارس ٢٠٢١ ،  وقد مثلت هذه الاتفاقية تعاون طويل الأمد وزيادة التبادل التجاري بينهم في مجال النفط وزياده الإمدادات الايرانية من الخام للسوق الصينية بما يقابله من اتساع نطاق الشركات الصينية في مشاريع النفط والغاز الإيرانية وذلك يعوض غياب المشاريع الغربية النفطية على إثر انسحاب الشركات الغربية من إيران بعد العقوبات .

  • بنود الاتفاقية

– إمداد الصين لمده ٢٥ عاماً بإمدادات ثابته من النفط الإيراني بأسعار خاصه ، في مقابل حصول إيران على استثمارات بقيمه ٤٠٠ مليار دولار تشمل البنية التحتية خاصةً السكك الحديدة والموانئ.

– مد أنابيب الغاز والنفط من جنوب ايران الي البحر المتوسط عبر العراق وسوريا .

– التعاون مع روسيا لربط بحر عمان والخليج العربي بشمال أوروبا عبر  وروسيا وساحل جنوب ايران ببحر البلطيق .

– تعاون استخباراتي وبناء شبكات الجيل الخامس .

– تطوير التعاون الدفاعي والعسكري في مجالات البحث والصناعة الدفاعية . [74]

وعلى الرغم من أن الاتفاقية تعطي إيران قدراً من رأس المال السياسي لتنفقه في مواجهة الضغط الأمريكي – مع احتمال السماح للإيرانيين بالاستفادة من زيادة التعاون مع الصين في القطاعات الرئيسية مثل: التكنولوجيا المتقدمة، والفضاء السيبراني، والصناعة الدفاعية – فإن استمرار العقوبات سيعوق تحقيق البنود الاقتصادية في الاتفاقية، وربما تجد بكين نفسها في وضع متميز إذا تم رفع العقوبات الأمريكية , وكذلك فإن الصين غير مستعده لتفضيل إيران على شركاءها الآخرين كما أن مجموعة من العوامل، خصوصاً العقوبات الأمريكية، تعني أن العلاقات بين بكين وطهران ستظل مشوبة بالحذر والتحفُّظ.

ولذلك لا يزال الاتفاق الإيراني-الصيني موضوع جدل شديد بسبب عدم الإعلان عن صيغته بشكل رسمي ، وهناك أيضاً جدل حول تداعياته الاستراتيجية، وما إذا كان عبٌر عن تحُّول استراتيجي في السياسة الصينية تجاه الشرق الأوسط . في حين أن هذا الاتفاق يمكن أن يساهم في تحسين الأوضاع الداخلية في إيران والتخفيف من معدلات البطالة والتضخم المتصاعد.[75]                     

  • ثانياً: السياسة الخارجية الإيرانية تجاه روسيا

لقد عزز الانسحاب الأمريكي في عهد ترامب خلال عام 2018 من الاتفاق النووي عدم ثقة إيران في الغرب، ودفعها لترسيخ علاقاتها مع الشرق وبالأخص الصين وروسيا بهدف الخروج من العزلة الدولية، وتنمية حركة التجارة، والحصول على أسلحة وتكنولوجيا متطورة، فضلا عن تعزيز العلاقة بعضوين دائمين في مجلس الأمن يمكن أن يستخدما حق النقض لعرقلة فرض عقوبات جديدة على إيران.  وقد كان للتقارب الايراني الروسي بعض الدوافع التي عززته منها : اشتراك الطرفان في السعي للتخلص من النظام الدولي الحالي الذي ينظران إليه باعتباره اداه يوظفها الغرب في تحقيق مصالحه  وبناء نظام دولي متعدد الأقطاب ، سعي إيران للتغلب على القيود والتهديدات التي تعيق دورها كقوة إقليمية رئيسيه في الشرق الأوسط وجنوب القوقاز وآسيا الوسطى وذلك من خلال إقامه علاقات مع روسيا ، وأيضاً تحتاج روسيا الي شركاء إقليمين أقوياء للتغلب على الحصار الذي يسعى الغرب أن يفرضه عليها . ولكن في ظل هذه الدوافع للتقارب لا يمكن وصف العلاقة بين إيران وروسيا على انها شراكه استراتيجية وذلك لوجود العديد من قضايا التنافس التاريخي بين الدولتين في آسيا الوسطى ، وكذلك اختلاف علاقتهم مع دول الخليج واسرائيل .[76]

  • التعاون الاقتصادي بين ايران وروسيا

أولاً. لمحه تاريخية عن التعاون الاقتصادي بين ايران وروسيا :

 كان للموقع الجغرافي الاستراتيجي لإيران أهمية في دفع روسيا الاتحادية للتقارب معها ، وذلك بعد خروج روسيا من الحرب الباردة منهكه اقتصادياً وتبنيها التوجه ” الاوراسي الجديد ” الذي يقودها نحو تعميق علاقتها مع الدول الآسيوية الإقليمية والبعد عن الغرب وكانت إيران بموقعها الاستراتيجي وامتلاكها مضيق هرمز وبالإضافة لقربها من الهند _التي تعتبرها روسيا سوقاً لتجارتها _ذات أهمية خاصه لروسيا في تعميق العلاقات الاقتصادية والتقارب معها. وقد كانت توجهات السياسة الخارجية لإيران التقارب مع روسيا نابعه من رغبتها في ان تصبح روسيا قوه بديلة للولايات المتحدة خصوصاً مع تولي فلاديمير بوتين الحكم والعمل على اعاده بناء اقتصاد روسيا ، ولذلك تم توقيع العديد من الاتفاقيات التجارية بين البلدين سواء في عقد التسعينات أو بداية عقد الألفيات منها :  عقد اتفاقية التعاون الاقتصادي عام ٢٠٠١ والتي تم تجديدها في عام ٢٠٢٢ وبين البلدين ولمده ٢٠ عاماً. [77]

  • ثانياً التبادل التجاري بين إيران وروسيا عقب الانسحاب الأمريكي .

مثلت العقوبات الأمريكية المفروضة على إيران عقب الانسحاب من الاتفاق النووي وأيضاً المفروضة على روسيا الاتحادية نتيجة الحرب الروسية الأوكرانية نقطة تلاقٍ بين البلدين لتوسيع علاقاتهم الاقتصادية حيث اتفقت الدولتان على تبادل شحنات التوربينات الإيرانية وبناء أنابيب غاز وكذلك تبادل قطع غيار ومعدات الطائرات ، وقد توسعت العلاقات لتشمل إلغاء التأشيرة السياحية لدخول روسيا للمجموعات .

وفيما يتعلق بالتبادل التجاري في مجال النفط والغاز : على خلفية العقوبات الاقتصادية المفروضة على إيران قررت الشركات الغربية الانسحاب من استثماراتها داخل إيران بضغط من الولايات المتحدة ، ولذلك كان على إيران أن تجد بديلاً لسد فجوة هذه الشركات وكانت روسيا هي وجهة إيران ، ففي يوليو ٢٠٢٢ عقب زيارة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بطهران وقعت شركة النفط الوطنية الإيرانية اتفاقية مع شركة ” غاز بروم ” الروسية وفيها التزمت موسكو باستثمارات في ٩ حقول نفط وغاز إيرانيين بقيمة ٤٠ مليار دولار حيث تضمنت استثمار بقيمه ١٠ مليار دولار  لتطوير حقل فارس الشمالي على أن يبدأ بالإنتاج  بداية من عام ٢٠٢٦  وزيادة إنتاج حقل فارس الجنوبي بتخصيص ١٥ مليار دولار  وتطوير السبع حقول الباقية ، وانشاء مصنع المضخات الداخلية للآبار بين البلدين في مدينه اهواز الإيرانية ويستهدف إنتاج ١٥٠ مضخة سنوياً ؛ مما يعني أن الإنتاج  من النفط والغاز سيتضاعف .

لقد تطور التبادل التجاري بين إيران وروسيا في مجال النفط والغاز على مدار ٧ عقود وصولاً لعام ٢٠٢٢ فقد بلغت الاستثمارات الروسية ٤,٥ مليار دولار في مجال النفط والغاز الإيرانيين. وفي هذا الجدول التالي توضيح لحجم التبادل التجاري بين إيران وروسيا بدايةً من عام ٢٠١٨ الي عام ٢٠٢٢ ، والذي يُظهر زيادة واضحه في اعتماد الدولتين على بعضهما وضألة تأثير العقوبات الأمريكية على التبادل التجاري بينهم . وبتحليل البيانات الواردة في الجدول نجد أن التبادل التجاري بين البلدين زاد في عام ٢٠١٨ بنسبه ٢٪ ليصل الي ١,٧ مليار دولار[78] ،ولكن في عام ٢٠١٩ نجد أنه تراجع بنسبة ضئيلة حيث في بداية العام زاد حجم التبادل بينهم بزيادة قدرها ١٣,٣٪ [79]، أما في عام ٢٠٢١ فقد تخطى التبادل التجاري بين البلدين الأعوام السابقة حيث زادت فيه نسبة الصادرات الروسية لإيران الضعف كما زادت نسبة الواردات بنسه ٢١٪  ليشكل إجمالي التبادل  نسبة ٨١,٧ ٪ ، وفي عام ٢٠٢٢ ارتفعت نسبة التبادل التجاري الي ٢٠ ٪ بقيمة ٤,٩ مليار دولار بين البلدين ، فقد ارتفعت الصادرات الروسية لإيران الي ٢٧٪ بينما ارتفعت الواردات ١٠٪ ، وقد أسند رئيس غرفة التجارة والصناعة الروسي هذه الزيادة في التبادل الي العقوبات الغربية المفروضة على روسيا بسبب الحرب الروسية الأوكرانية ، وأيضاً أهمية طهران بالنسبة لموسكو حيث تعتبر ممراً لوچستياً للتجارة مع الشرق الأوسط ودول جنوب وجنوب شرق آسيا. [80]

       العام       حجم التبادل
       ٢٠١٨      ١,٧٤١  مليار دولار
       ٢٠١٩       ١,٤٨٨ مليار دولار
       ٢٠٢١       ٤,٠٣٥ مليار دولار
       ٢٠٢٢          4,9  مليار دولار

 

  • التعاون الأمني الإيراني الروسي :

إن التعاون الإيراني الروسي في مجال الأمن يمثل واحداً من المجالات المهمة التي تم تنسيقها بين البلدين ، وعلية فإنه يشمل ثلاثة أبعاد وهم :-

ا- المجال التقني : في مطلع عام ٢٠٢١ تم توقيع اتفاقية ” أمن المعلومات ” بين البلدين ، والتي وصفها وزير خارجية ايران” محمد جواد ظريف ” بأنها نقطه تحول في قضايا الأمن السيبراني ؛ في ظل تنامي تأثيره على العلاقات الدولية . و أيضاً تم تطوير مشاريع مشتركة لتبادل المعلومات الاستخباراتية والتصدي للتهديدات .

ب- المجال العسكري : في ديسمبر ٢٠١٨ قامت الدولتان بتنفيذ الاتفاقية العسكرية الموقعة بينهم منذ عام ٢٠١٥ وهذا في إطار تعزيز التعاون العسكري في روسيا والقوقاز، كما أنه في يوليو ٢٠٢١ شاركت المدمرة الإيرانية ” سهند ” وسفينه الدعم ” مكران ” في العرض البحري الروسي في ميناء سان بطرسبرج ، وفي نهاية نفس العام شاركت إيران مع كلٍ من روسيا والصين في إجراء مناورات عسكرية ثلاثية في الخليج العربي .

ج- مجال الفضاء :  كانت إيران قد وضعت اول قمر صناعي عسكري لها في المدار في عام ٢٠٢٠ وبعد ذلك بعامين جاءت المبادرة الروسية لإيران ٢٠٢٢ لإطلاق القمر الصناعي ” خيام ” في المدار  بواسطة صاروخ سويوز من القاعدة السوفيتية السابقة ” بايكور ” والتي مقرها في كازاخستان ، وهذا القمر الصناعي سيكون مخصصاً للأغراض المدنية مثل البرامج الزراعية والمراقبة البيئية . [81]

  • المبحث الثالث : السياسة الخارجية الإيرانية تجاه دول منطقه الشرق الاوسط ( دول الخليج و اسرائيل )

 

  • السياسة الخارجية الإيرانية تجاه دول الخليج :

بعد فرض العقوبات الاقتصادية سعت ايران الي تعظيم دورها الإقليمي من خلال تنويع شركائها الإقليمين خصوصاً دول مجلس التعاون الخليجي ؛ لإدراكها وجود العديد من الحلفاء الأمريكيين في المنطقة ( الامارات ، السعودية ، اسرائيل ، تركيا ) من شأنه أن يفرض قيوداً على تحركاتها، اتسمت توجهاتها مع دول مجلس التعاون الخليجي في هذه الفترة بالتنوع ما بين عوده العلاقات الدبلوماسية والشراكة الاقتصادية  و شن بعض الهجمات على مواقع نفطية لترهيب هذه الدول من قدرتها وتقليص الدور الأمريكي في الشرق الأوسط.

  • التبادل التجاري مع دول مجلس التعاون الخليجي:

مع بداية عام ٢٠١٨ صُنفت الامارات العربية المتحدة باعتبارها ثالث أكبر سوق للصادرات الإيرانية غير النفطية ، وثاني أكبر شريك لها في الاستيراد ، وتأتي باقي دول الخليج تباعاً في مراتب أقل أهمية من الامارات حيث جاءت عمان في المرتبة العاشرة من بين أكبر الأسواق للتصدير لإيران و المرتبة ١٤ من حيث حصه السوق في واردات إيران وتليها الكويت في المرتبة ١٨ في سوق صادراتها والمرتبة ٦٠ في حصه السوق ثم قطر في المرتبة ١٩ في سوق التصدير والمرتبة ٧٠ في حصه السوق بالنسبة لإيران ، أما التجارة مع البحرين والمملكة العربية السعودية فكانت ضئيلة في هذه السنوات مقارنة بباقي دول مجلس التعاون .  وعلية فقد بدأت إيران في استقطاب اقتصادي للدول التي لها روابط وثيقه مع الولايات المتحدة واسرائيل في المنطقة وهم :[82]

  • الامارات العربية المتحدة: كانت تبعات فرض عقوبات اقتصادية على إيران على مدار السابقة وصولاً الي آخر عقوبات في ٢٠١٨ تؤثر على حجم الاعتماد التجاري بين الدولتين ؛ حيث ترى الامارات العربية المتحدة نفسها أحد الحلفاء الرئيسيين للولايات المتحدة في المنطقة ولذلك التزمت دائما بالعقوبات المفروضة على إيران ، فقد تراجعت الواردات الإيرانية من الامارات لتصل إلي ٥,٧ مليار دولار في أواخر ٢٠١٩ كما تأثرت الصادرات لتصل إلي ٥,٩ مليار دولار في نفس العام ،  وفي عام ٢٠٢١ ارتفعت واردات إيران من الامارات مسجله نمواً بنسبه ١٥٧٪ وكذلك ارتفعت الصادرات الاماراتية بنسبه ٣٣٪ . وهكذا تابعت التجارة بين الدولتين في التذبذب ما بين التقدم حيناً والتراجع حين آخر وصولاً الي تراجعها في عام ٢٠٢٢ ، ومن جانب إيران فقد أرجعت هذا التراجع الي ضعف البنية التحتية للموانئ الإيرانية .[83]
  • قطر : لقد برزت قطر كشريك تجاري لإيران بعد الحصار الدبلوماسي والامني الذي فرضته عليها دول الخليج ومصر وهو ما مثل مكسب للطرفين حيث عوضت قطر غياب دول الخليج بإيران التي تلبي احتياجاتها الغذائية وكذلك إيران عوضت تراجع العلاقات مع الإمارات بتقويه علاقتها مع قطر . وبعد فك الحصار على قطر ظلت علاقتها مع إيران كما هي بل زادت حيث عززت شركه الشحن الايرانية(Torang Darga Shipping line ) من أعمالها واستثماراتها مع قطر ، كما شكلت لجنه مشتركه لتعزيز التعاون في مجال النقل الجوي والبحري ونتيجة لهذه التطورات زادت الصادرات الإيرانية الي قطر بنسبه ٨١٪ ، وفي اجتماع لوزير الخارجية القطري مع نظيره الايراني في يناير من هذا العام ناقشوا إمكانية توسيع التجارة بين الدولتين عفي القطاعين العام والخاص .[84]

عودة العلاقات الدبلوماسية مع المملكة العربية السعودية :

بعد سبع سنوات من القطيعة الدبلوماسية والعداء العسكري بينهما _على إثر الاعتداء على السفارة والقنصلية السعوديتين في طهران _ فقد أعلنت الدولتان بمشاركة الصين بياناً مشتركاً في ١٠ مارس ٢٠٢٣ ؛ لاستئناف العلاقات الدبلوماسية بين طهران والرياض ، وكذلك حل خلافاتهم بناءً على مجموعه من القواعد الدولية واتفاقيتين ثنائية موقعه في عامي ١٩٩٨ و ٢٠٠١  . وفي حين نظرت المملكة للاتفاق على أنه رهان تحوطي لحماية نفسها من الهجمات الإيرانية بدلاً من كونه إعادة تنظيم استراتيجي بعدما تبين لها أنه لم يعد بإمكان الطرف السعودي أن يثق بالحليف الأمريكي في حماية أمنها ؛ لأسباب ليس اقلها عدم رد الولايات المتحدة على الضربات الصاروخية التي شنتها إيران على المملكة في عام ٢٠١٩ .

بينما يتجلى هدف طهران من هذا الاتفاق في عده نواحي منها :

ا- إحباط الضغط العربي المتزايد من خلال تنويع خياراتها وحلفائها داخل المنطقة

ب- تحاول تحييد التعاون الاسرائيلي المحتمل مع الدول العربية لإطلاق هجمات عسكرية عليها

ج- كما أن ابرام هذه الصفقة مع السعودية تعارض خلفية التقارير التي تخطط فيها حكومة نتنياهو لضرب المنشآت النووية الإيرانية .[85]

  • خلفية التوترات بين ايران والمملكة العربية السعودية عقب الانسحاب الأمريكي وحتي عام ٢٠٢٢:

بعد أن كانت المملكة العربية السعودية من أشد المعارضين للاتفاق النووي الإيراني ٥+١ الموقع عام ٢٠١٥ ، استعادت طمأنتها بعد الانسحاب الأمريكي عام ٢٠١٨ فقد كانت تتخوف من أن هذا الاتفاق سيمكن إيران لتصبح قوه نووية عظمى في المنطقة لتصبح محاطه بإيران واسرائيل اللتان تمثلان تهديداً للأمن القومي العربي والإسلامي ، وتخوض المنطقة حروباً ليس لها آخر . [86]

وفي ظل العقوبات المفروضة على إيران سعت لتعزيز اهداف سياستها الخارجية تجاه دول المنطقة من خلال مشاركتها في المنظمات الإسلامية كأماكن لتعزيز المشاركة البناءة والحصول على التأييد العام كدولة إسلامية مهمة ، ولكن مراراً كانت ترفض المملكة العربية السعودية منح التأشيرات للممثلين الايرانيين في حضور قمة منظمة المؤتمر الإسلامي في مكة ٢٠١٩ ومرة ثانية في جده ٢٠٢٠ . [87]

كما كانت المملكة تقوم بعمل ائتلافات أمنية في المنطقة ، في بداية من عام ٢٠١٩ دعمت الرياض زيادة في القوات العسكرية الامريكية في الخليج ، وفي ظل خشية إيران من تلك الائتلافات الأمنية التي قد تعيق سياستها الخارجية صرّح اللواء محمد باقري رئيس أركان القوات المسلحة الإيرانية بأن الامن المائي في مضيق هرمز هو مسؤولية القوات الإيرانية وأنها لا تنوي إغلاقه في وجه الملاحة حتي لا تصل إلي نقطة لا يوجد فيها خيار سوي الحرب ، وعند تحليل هذا البيان يتضح كيف أن إيران تستخدم مضيق هرمز كورقه رابحه في الضغط والمساومة على السعودية . وبالفعل وقعت هجمات على ناقلات نفطية سعودية إماراتية في خليج عمان وبالتالي كانت الاتهامات كلها موجهه ضد إيران . كما شنت إيران هجوماً جوياً بطائرات بدون طيار في سبتمبر ٢٠١٩ على منشأتين نفطيتين سعوديتين وأيضاً طائرات مسيره على أرامكو السعودية للنفط . وهذا يوضح كم العداء الذي ناصبته إيران للمملكة العربية السعودية  في هذه الفترة على الرغم من أن العداء بينهم يعود إلي قبل ذلك بعقود .  [88]

  • السياسة الخارجية الإيرانية تجاه اسرائيل :

كما هو معهود في العلاقات الدولية عدم سيرها في نفس الخط دائماً ، حيث يتخللها فترات من القطيعة وفترات أخري تبلغ فيها الصداقة الحميدة ذروتها ، وهكذا الحال بين طهران وتل أبيب ففي عهد الشاه والملكية الايرانية انخرطت الدولتان في تعاون سياسي واقتصادي وأمني ، وكان أساسها مصالح نفطية وصلت ذروتها في عدوان ١٩٦٧ حيث أقنعت إسرائيل إيران بأن تشترك معها في إنشاء خط أنابيب إيلات عسقلان ليربط بين البحر الأحمر والبحر الأبيض المتوسط ومنه تصبح إيران سوقاً للنفط الأوروبية . ولكن هذا التحالف الذي كان أساسه تعزيز المصالح بين الدولتين من أجل مواجهه الوطن العربي ، قد انتهى بعد الثورة الإيرانية الإسلامية ١٩٧٩ وتحولت من علاقات تعاونيه الي علاقات مليئة بالعداء إلي الآن. [89]

وقد كان لهذا العداء الطويل أثره في تكثيف الحكومة الاسرائيلية جهودها السرية لتقويض برنامج الاسلحة النووية الإيرانية وإقناع الولايات المتحدة لإعادة النظر في الاتفاق ، حيث أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي عن كشف محتويات الارشيف النووي الإيراني الذي تم تهريبه الي اسرائيل عام ٢٠١٨ ، وبالفعل نجحت جهود إسرائيل في سحب دونالد ترامب الولايات المتحدة من خطة العمل الشاملة المشتركة بل وإعادة فرض العقوبات على ايران .  [90]

بعد الخروج الأمريكي قامت إيران بتدعيم الميلشيات التابعة لها في سوريا ولبنان وفلسطين والعراق بالقوات والاسلحة التي هددت اسرائيل ، ففي عام  ٢٠١٩  حاولت اسرائيل إقناع النظام الإسلامي بالكف عن جهوده لتحويل سوريا ولبنان الي قاعده للمواجهة المباشرة مع اسرائيل لذلك ضربت إسرائيل مستودعات أسلحة الحشد الشعبي في العراق ومصنع حزب الله للصواريخ الموجهة في بيروت وأظهرت قدراتها الاستخباراتية والهجومية العالية لردع إيران .

ولكن لم تردع إيران بهذه الهجمات ، ففي سبتمبر من نفس العام أطلق فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني صواريخ باتجاه إسرائيل من ضواحي دمشق رداً على هذه الغارة الجوية . ومما زاد من العداء بينهم هو التدخل العسكري الروسي في سوريا ، ففي نفس العام عقد مؤتمر القدس بين مستشاري الأمن القومي الروسي والاسرائيلي والأمريكي وفي خلاله صرحت روسيا بدعمها القانوني  للوجود الإيراني في سوريا وأنها حليفه لها. [91]

وفي أواخر يونيو ٢٠٢٠ تعرضت إيران لانفجار ضخم في مجمع بارشين العسكري _الذي شارك في تجارب تتعلق بتطوير وإنتاج أسلحة نووية _ وبعد هذه الحادثة وقع حريق في محطة تخصيب اليورانيوم الرئيسية في ناتانز ومره أخري في ابريل ٢٠٢١ حدث انفجار في ناتانز اقوي من السابق له مما قد سبب بتدمير نظام الإمداد بالطاقة لأجهزة الطرد المركزي بالمحطة لتتعطل إيران عن إنتاج اليورانيوم لمده شهور ، ومره ثالثه من عام ٢٠٢١ تعرض مصنع TESA  وشركة الطرد المركزي في إيران لهجوم بطائره بدون طيار كل هذه كانت جهود اسرائيل من أجل تخريب برنامج  إيران النووي . [92]

في إطار هذه الجهود التي ترفع على قمتها عقد اسرائيل اتفاقيات السلام الابراهيمي في سبتمبر ٢٠٢٠ مع الإمارات والبحرين وتلاها بأشهر تطبيع مع السودان والمغرب ، لذلك سارعت طهران لإصلاح علاقاتها مع ممالك الخليج حتي لا تكون هذه الاتفاقيات حائلاً أمام هيمنتها إقليمياً ، فقد أدركت طهران أن تطبيع علاقاتها مع ابو ظبي والرياض يمكن أن يعزز العديد من المصالح الإيرانية ، كما يساعدها في مواجهة الجهود الأمريكية والاسرائيلية لعزل إيران ، وكذلك عززت من نشر الميلشيات والأسلحة في سوريا وكذلك العابرة للحدود السورية العراقية . [93]

وختاماً ، لا زال الاتفاق النووي الإيراني منذ توقيعه وحتي انسحاب الولايات المتحدة منه موضع جدل مستمر بين الدول سواء الأطراف فيه أو الدول التي ستتأثر به حتي إن لم تكن طرفاً فيه ، وقد ظهر ذلك في محاولة روسيا لعرقلة مباحثات ڤيينا العام الماضي من أجل عدم الإضرار بمصالحها _رغم أنها طرفاً في الاتفاق_ ، أو مواقف اسرائيل التي ظهرت في ممارسة ضغوط مكثفة على الرئيس دونالد ترامب من أجل الانسحاب وتصريحات نتنياهو بسعية لمنع العودة للاتفاق بأي صورةٍ كانت ، وكذلك المحاولات الإيرانية لخرق الاتفاق لتخصيب اليورانيوم بنسب تفوق المتفق عليها في الاتفاق .

ومع هذا الاتفاق تغيرت توجهات سياسة إيران الخارجية في بناء تحالفات كبري مع الشرق وكذلك تضخيم عدائها مع بعض الدول الإقليمية كإسرائيل ، أو فك القطيعة الدبلوماسية مع بعض دول الخليج ، ولهذا يظهر في هذه الدراسة أن ايران فاعل اقليمي مؤثر ، تتركز سياسته الخارجية في الأساس على تحقيق المصلحة الوطنية حتي لو كان ذلك على حساب الدول الأخرى . وهناك العديد من الاحتمالات بشأن مسار الاتفاق النووي ، وتري هذه الدراسة أن قرار عوده الولايات المتحدة للاتفاق مرهون بتوجهات القيادة السياسية لها وبضغط العنصر الاسرائيلي ، ولكن في سبيل الحفاظ على الاستقرار العالمي والاقليمي ؛ فإنه من المرجح استمرار المفاوضات لبحث العودة للاتفاق مع توظيف الدبلوماسية .

قائمة المراجع باللغة العربية

  

أولاً. الكتب

  • محمد السيد سليم ، تحليل السياسة الخارجية ،  مكتبة نور ، دار الجيل للطبع والنشر والتوزيع ، ٢٠٠١  ، https://bit.ly/3HZ3z60
  • كمال المنوفي ، ” مقدمة في مناهج وطرق البحث في علم السياسة”,  ( مكتبة نور ، مكتبة فلسطين للكتب المصورة ، ٢٠٠٦ )  ، متاح على https://bit.ly/42lrXGY ،  تاريخ الدخول ٢٧ فبراير ٢٠٢٣  محمد السيد سليم ،  تحليل السياسة الخارجية ،  مكتبة نور ، دار الجيل للطبع والنشر والتوزيع ، ٢٠٠١  ، https://bit.ly/3HZ3z60

ثانياً .الدراسات

  • أحمد أمين عبد العال ، خطة العمل الشاملة المشتركة ، المركز الديمقراطي العربي ، 10 يونيو 201٨خطة العمل الشاملة المشتركة ، المركز الديمقراطي العربي (de) تاريخ الدخول للرابط ٤ مايو ٢٠٢٣
  • أحمد شمس الدين ليله ، عبد الرؤوف مصطفى الغني ،العلاقــات الصينيـــة-الإيرانيــة آفاق الشراكـــة الإستراتيجية في عالـــم متغير ، مجلة الدراسات الإيرانية ، العدد الحادي عشر ، ٢٠٢٠
  • أسامة أبو رشيد ، الانسحاب الأمريكي من الاتفاق النووي الإيراني: الخلفيات والذرائع ، المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات ، ٢٧ مايو ٢٠١٨ ، متاح علي اللينك :  https://bit.ly/2PO8SKX   تاريخ الدخول : ٢٩ ابريل ٢٠٢٣
  • بدر سعود العجران ، تداعيات الاتفاق الايراني – الأمريكي وانعكاساته على أمن واستقرار الخليج العربي ، مجلة البحوث المالية والتجارية ، المجلد ٢٢ ، العدد الثاني ، ابريل ٢٠٢١ ، تاريخ الدخول ١٧ مايو ٢٠٢٣
  • جهاد ابو سعدة ، إسرائيل واستراتيجية مواجهة البرنامج النووي الإيراني ، مجلة الدراسات الإيرانية ، العدد السابع ، يونيو ٢٠١٨ ، https://bit.ly/3YYC4Pv
  • جهاد عبد الملك عودة ، “نظرية الدور وتحليل السياسة الخارجية ” ، المجلة العلمية للبحوث والدراسات التجارية ، المجلد ٣١ ، العدد ٣ ، متاح على : https://bit.ly/43hDC9y  ، تاريخ الدخول : ١٩ مايو ٢٠٢٣
  • حمد جاسم محمد، العامل الدولي والاستقرار السياسي في إيران بعد انسحاب الولايات المتحدة الأمريكية من الاتفاق النووي ، مركز الدراسات الاستراتيجية جامعه كربلاء ، مجله الدراسات الدولية ، العدد السادس والثمانون والسابع والثمانون ، تاريخ الدخول لرابط 14فبراير ٢٠٢٣ 2cd74678529425ef_(1)[1].pdf
  • دراسة بعنوان : توجهات إيران في ظل الانسحاب الأمريكي من الاتفاق النووي وإعادة فرض العقوبات _وحده البحوث – المسار لدراسات الإنسانية 9 ديسمبر 2019 توجهات إيران في ظل الانسحاب الأمريكي من الاتفاق النووي وإعادة فرض العقوبات – Al Masar Studies  تاريخ الدخول ٤ مايو ٢٠٢٣
  • عبدالله خليفة مترف ، تأثير الحرب الأوكراني على العلاقات الروسية الإيرانية ، تريندز للبحوث والاستشارات ،    https://bit.ly/3XUzBon
  • عربي لادمي محمد ، السياسة الخارجية في المفاهيم ، التوجهات والمحددات ، مجلة دراسات وأبحاث ، العدد ٢٥ ، ديسمبر ٢٠١٦ ، https://bit.ly/3JGXYT2   ، ٤ فبراير ٢٠٢٣
  • عصام اسماعيل ، ” انعكاسات الخروج الأمريكي من الاتفاق النووي الإيراني على دول الخليج العربي ” ، مجله جامعة تشرين للبحوث والدراسات العلمية ، سلسلة العلوم الاقتصادية والقانون ، المجلد ٤٠ ، العدد ٦ ، متاح على : https://bit.ly/41EDmQr ،  تاريخ الدخول : ٣ مارس ٢٠٢٣
  • علاء فاضل النجار ، سياسه الاتحاد الأوروبي تجاه تطورات الملف النووي الإيراني 2015-2019 ،مركز دراسات البصرة و الخليج العربي , جامعه البصرة ،  دوريه علميه محكمه ،،تاريخ الدخول 14فبراير ٢٠٢٣
  • علي جلال معوض ، التحالفات غير المستقرة : تعقيدات إدارة العلاقات بين الحلفاء على المستويين الإقليمي والدولي ، دراسة المستقبل ، العدد ٢٢ ، اغسطس ٢٠١٧ ، تاريخ الدخول ١٨ مايو ٢٠٢٣
  • عمار سويد ، انعكاسات الخروج الأمريكي من الاتفاق النووي الإيراني على دول الخليج العربي ، مجلة تشرين للبحوث والدراسات العلمية – سلسلة العلوم الاقتصادية القانونية ، المجلد ٤٠ ، العدد ٦ ، عام ٢٠١٨ ، متاح على : https://bit.ly/41fFC1L
  • قصي احمد المحمد ، ” تداعيات الحرب الأوكرانية على العلاقات الاقتصادية الروسية الإيرانية ” ، مجلة مدارات إيرانية. ، العدد ١٨ ، المجلد ٥ ، ٢٠٢٢، متاح علي :  https://bit.ly/412hPkI   تاريخ الدخول ٣مايو ٢٠٢٣
  • مثنى على المهداوى ، العلاقات الأمريكية الإيرانية بعد الاتفاق النووي ، مجله العلوم السياسية ،كليه العلوم السياسية ، جامعه بغداد تاريخ الدخول لرابط 14فبرةير ٢٠٢٣
  • محمود البازي ، التوجه شرقاً.. استراتيجية إيران الجديدة .. دراسة تحليلية نقديه لاتفاقية التعاون المشترك بين الصين وإيران ،  المركز الديمقراطي العربي ، مجله مدارات ايرانية ، العدد ١٠ ، المجلد ٣ ، ٢٠٢٠  ،    https://bit.ly/3SrdFjv
  • محمود حمدي ابو القاسم ، بوصلة السياسة الخارجية الإيرانية في ظل تفاقم الصراع الدولي ، المعهد الدولي للدراسات الإيرانية ، ٤ اكتوبر ٢٠٢٢ ، تاريخ الدخول : ١٩ مايو ٢٠٢٣
  • نزار عبد القادر ، الدوافع النووية الايرانية والجهود الدولية للاحتواء ، المجلة الدفاع الوطني الدوافع النووية الايرانية والجهود الدولية للاحتواء ،العدد ٥٤ ، تشرين الاول ٢٠٠٥ | الموقع الرسمي للجيش اللبناني (gov.lb)تاريخ الدخول للرابط ٤ مايو ٢٠٢٣
  • نوار الصمد ، هل تغير نتائج زياره بايدن رؤيه أوروبا لإيران ؟ ، 27 يوليو 2022 ، مركز المستقبل للأبحاث والدراسات المتقدمة ، مركز المستقبل ، (com) تاريخ الدخول الرابط ١٨ مايو ٢٠٢٣
  • نيڤين مسعد ، الملف النووي الايراني و آفاق التطور في ٢٠٢٣، آفاق مستقبلية ، العدد ٣ ، يناير ٢٠٢٣ ، https://idsc.gov.eg/Upload/DocumentLibrary/Attachment_A/7846/%D8%A3.%20%D8%AF.%20%D9%86%D9%8A%DA%A4%D9%8A%D9%86%20%D9%85%D8%B3%D8%B9%D8%AF.pdf
  • هبه الله محسن ابو الوفا ، العلاقات الإيرانية الروسية في ضوء نظرية تحول القوه ، مجلة البحوث المالية والتجارية ، المجلد ٢٠ ، العدد الرابع ، ٢٠١٩ ، https://bit.ly/3KcZKvt
  • هيبه عربي ، ” العلاقات بين إيران والصين ٢٠٠٠-٢٠٢١ ”  ، مجلة مدارات إيرانية ، العدد ١٤ ، المجلد ٤، ٢٠٢١، متاح علي : https://bit.ly/3LmLXRU    2/5/2023

ثالثا المواقع الإخبارية

  • الإعلام السعودي يصف الاتفاق النووي الإيراني بالموقف النووي الإيراني ، وكاله رويترز الإخبارية يوليو 2015 ، الاعلام السعودي يصف الاتفاق النووي الإيراني بأنه اعتداء على المصالح العربية | Reuters تاريخ الدخول للرابط 13/5/2023
  • البرلمان الايراني يصوت بالأغلبية على رفع مستوى نسبه التخصيب حتى نسبه 20% -, جريدة اليوم السابع الإخبارية بتاريخ – 29 نوفمبر 2020، اليوم السابع (com) تاريخ دخول الرابط 14 مايو 2023
  • البرنامج النووي الإيراني ” ، وكالة الأنباء العربية الجزيرة ، تاريخ  ١٨/6/2015 البرنامج النووي الإيراني | الموسوعة | الجزيرة نت (net) تاريخ الدخول للرابط ١٠مايو ٢٠٢٣
  • التبادل التجاري بين إيران وروسيا يرتفع ٢٠ بالمائة عام ٢٠٢٢ ، https://bit.ly/41SHrSh   تاريخ الدخول ٤مايو ٢٠٢٣
  • التسلسل الزمني لمفاوضات الملف النووي الإيراني – 6/4/ ، 2015 وكاله الانباء الجزيرة الإخبارية، تاريخ الدخول ٤ مايو٢٠٢٣
  • بالحقائق والأرقام.. أبرز محطات العقوبات الأميركية على إيران ، إعداد الزبير الأنصاري ، صحيفة الشرق ،تاريخ 20 أغسطس 2022 بالحقائق والأرقام.. أبرز محطات العقوبات الأميركية على إيران | الشرق للأخبار (com) تاريخ الدخول للرابط 12مايو ٢٠٢٣
  • تاريخ البرنامج النووي الإيراني في 9 محطات ، وكالة NAS الإخبارية  -26/7/2019 تاريخ الدخول للرابط 19/5/2023
  • روحاني: الاتفاق النووي بداية علاقة جديدة مع العالم _ وكاله رويترز الإخبارية _ 3 ابريل 201٥ https://www.reuters.com/article/oegwd-iran-nuclear-mz7-idARAKBN0MU0YU20150403 ،   تاريخ الدخول ٣٠ ابريل ٢٠٢٣
  • روحاني يغادر المسجد قبل أن ينهي خامنئي الصلاة: هل كشفت خطبة الجمعة في إيران عن توتر – وكاله البى بي سي الإخبارية
  • روسيا وإيران تتخليان عن الدولار في المعاملات التجارية الي النصف ، ٢٠١٩ ، https://bit.ly/3HuJSSV تاريخ الدخول : ٤مايو ٢٠٢٣
  • صحيفة اليوم السابع- بعنوان غضب إسرائيلي من اتفاق متوقع حول النووي الإيراني ٨ نوفمبر 2013 ، صحيفة اليوم السابع ، اليوم السابع (com) تاريخ الدخول للرابط 3/5/2023
  • لا نتفاوض مره اخرى مع امريكا وترامب ليس لائقا لتبادل الرسائل تصريحات خامنئي المرشد الاعلى للثورة الإيرانية ، وكاله السي إن إن العربية الإخبارية ، بتاريخ 13 يونيو 2019تاريخ الدخول الى الرابط ١٩ مايو ٢٠٢٣
  • محمد محسن أبو النور ، 10 أسباب ترجح انسحاب ترامب من الاتفاق النووي مع إيران اليوم ، ٨ مايو ٢٠١٨ ، اليوم السابع الإخبارية،  اليوم السابع (com)
  • روسيا وإيران تتخليان عن الدولار في المعاملات التجارية الي النصف ، ٢٠١٩ ، https://bit.ly/3HuJSSV تاريخ الدخول : ٤مايو ٢٠٢٣

رابعاً. التقارير

  • إراء أحمد فؤاد ، الوكالة الذرية رصدت جزيئات يورانيوم مخصب بنسبة 83.7% داخل طهران.. المخزون يتجاوز 18مرة المسموح به.. إيران أمامها 12يوما لإنتاجها، ١ مارس 2023 ، جريدة اليوم السابع الإخبارية ، اليوم السابع (com)
  • إسرائيل: الضربة الجوية في سوريا رسالة لإيران بأن لا حصانة لها ، 25 أغسطس ، وكاله رويترز الإخبارية 20١9إسرائيل: الضربة الجوية في سوريا رسالة لإيران بأن لا حصانة لها | Reuters تاريخ الدخول للرابط ٢ مايو ٢٠٢٣
  • أبرز التطورات منذ الانسحاب الامريكي من الاتفاق النووي الإيراني ،وكاله يورو نيوز الإخبارية ، صادره بتاريخ 15/4/2021 _ تاريخ الدخول للرابط 15/5/2023 تعرف على أبرز التطورات منذ الانسحاب الأميركي من الاتفاق النووي الإيراني | Euronews
  • خامنئي إخراج القوات الأمريكية من المنطقة سيكون الرد الأقوى على اغتيال سليماني ، وكاله الإخبارية ار تي تلفزيون روسيا اليوم بالعربية تاريخ النشر 16/12/2020  ، تاريخ الدخول إلى الرابط ١٥مايو ٢٠٢٣   https://arabic.rt.com/world/1183792-%D8%AE%D8%A7%D9%8
  • محمد محسن أبو النور ، رد على الانسحاب الأمريكي من الاتفاق النووي.. مستشار خامنئي للسياسة الدولية يقترح إنتاج غاز سداسي فلوريد اليورانيوم والمشعة المستقرة.. واستئناف الأبحاث حول أجهزة الطرد المركزي ، 02 يونيو 2018 ، اليوم السابع (com)
  • منى الشقاقي ، الاتفاق النووي.. شركات أوروبية ستخضع لعقوبات أميركا ، وكالة الأنباء قناه العربية ، نشر في: 14 مايو , 2018  ، الاتفاق النووي.. شركات أوروبية ستخضع لعقوبات أميركا (net) تاريخ الدخول للرابط 3مايو ٢٠٢٣
  • هدى رؤوف، سياسه ايران الخارجية والتوجه شرقا ، صحيفه independent عربيه ، 24 فبراير 2022سياسة إيران الخارجية والتوجه شرقاً | اندبندنت عربية (com) تاريخ الدخول لرابط ٦ابريل ٢٠٢٣
  • List of English Reference

Studies

  • Azizi, Hamidreza , The Ukrainian War : The View from Iran , The Cairo review of Global Affairs, 2023 , https://www.thecairoreview.com/essays/the-ukraine-war-the-view-from-iran/
  • Barnes, Julien and others, “The shoots of stability: What the Saudi – Iran deal means for the middle east and Europe ” , European council on foreign relations, march 2023 , available at: https://bit.ly/3pLvob9 , date of inter : mar3, 2023
  • Cafiero ,Giorgio , “The UAE -Iran rapprochement: causes and effects” , Gulf international forum , 2023 , available at: https://bit.ly/42DuJqB , date of inter: mar2,2023
  • Chang , L-Wei Jennifer , Taiwan – Iran Economic Relations under the international sanctions Regime, Global Taiwan institute, Vol 6 , issue 24, , link : https://bit.ly/3HtbK9Z  1/5/2023
  • Chitsazian, Mohammed Reza , Great Powers and Iran-Saudi relations, Iranian review and foreign Affairs , Vol 11, No 11, 2020 , date of acsses: mar5,2023
  • Divsallar, Abdelrasool and Hesham Alghannam , “The Stratigec Calculus behind The Saudi-Iranian Agreement ” , The Cairo Review of Global Affairs, April 9,2023 , https://www.thecairoreview.com/essays/the-strategic-calculus-behind-the-saudi-iranian-agreement/
  • Dryden, Johusa , “Iran , Israel , and struggle for the skies over the middle east” , A Journal of stratigec Airpower and Space power , vol 2, no 1 , 2023, , available at: https://bit.ly/3M9G6zH , date of inter: mar4,2023
  • Furklan, Marta , “Israeli -Iranian relations: past friendship, current Hostility , Israel Affairs , Volume 28, Issue 2, 18 feb 2022, https://bit.ly/3YIQNOD ,date of inter: Mar4,2023
  • Ghorbani, Vahid , An Analysis of China’s Military Diplomacy towards Iran , Iranian Review Foreign Affairs , Vol 12, No1, 2021 , https://bit.ly/3OAmtno
  • Katzman ,Kenneth, Iran’s foreign and defense politics”, Congressional Research service, January 11,2021, , available at: https://bit.ly/3pIJiuF , date of inter Apr29, 2023
  • Katherine Malus, From “Atoms for Peace” to “JCPOA”: History of Iranian Nuclear Development,     Columbia university magazine, September 9, 2018 ,| K=1 Project (columbia.edu) The date accessed the link 19/4/2023
  • Keynous, Banafshsh , wastindge, Edward , “Saudia Arabia and Iran : The struggle to shape the middle east, Chapter 2 : Narratives of power politics in the Iran – Saudi relationship : the view from Tehran ” , Identities and Geopolitics in the middle east, Manchester university press , 2022 , available at: https://bit.ly/451JqWe  , date of inter mar4 2023
  • Mir, Tawseef Ahmad , Iran and the Nuclear Deal: Prospects and Challenges , Research Scholar , Centre of Central Asian Studies , University of Kashmir, Srinagar, J and K, Indi , IJRAR2004154_3[1].pdf The date accessed the link 12/2/2023
  • Razak, Muhammad Ilham , Donald Trump Administration-Anak Agung Banyu Perwita , Insignia Journal of International Relations ,Vol. 7, No.1, April 2020, 17-44 P-ISSN: 2089-1962; E-ISSN: 2597-9868 The date accessed the link 30/4/2023 document[1].pdf
  • Robinson، Kalu, What is Iren Nuclear Deal ? , Council on foreign Relations, 2022 , https://on.cfr.org/3TFXOhP 27/2/2023
  • Sam Roe, An atomic threat made in America ,Chicago Tribune , Jan 28, 2007 An atomic threat made in America (chicagotribune.com) The date accessed the link 19/4/2023
  • Zweiri,Mahjoob and Nael Abusharar, Iran’s trade with neighbors: sanctions impact and the Alternative ” , Wiley online liberary, Vol29 , Issue 4, Dec 2022 , link https://onlinelibrary.wiley.com/doi/full/10.1111/mepo.12663 , 2/3/2023

Reports

  • Fulton, Jonathan , ystemic Change and Regional Orders: Asian Responses to a Gulf in Transition , Jonathan Fulton | Zayed University – Academia.edu 05 Aug 2022. – Date of access to the link 13/5/2023
  • Holmquist ,Erika and England John , China and Iran – an unequal friendship, report on: FOI-R—4976—SE, , may 2020 , link : https://bit.ly/3neGRPI  ,  1/5/2023
  • Kroenig, Matthew , The Return to the Pressure Track: The Trump Administration and the Iran Nuclear Deal , kroenig2018[1].pdf Diplomacy &Statecraft, DO
  • Therme, Clément, “The Russian-Iran Partnership in a Multipolar World ”, Russie.NEI.Reports, No. 37, Ifri, March 2022. , link https://bit.ly/41TEnoS 3/5/2023

[1] Article in Columbia university magazine titled ( From “Atoms for Peace” to “JCPOA”: History of Iranian Nuclear Development.) _ By Katherine Malus _ September 9, 2018

From “Atoms for Peace” to “JCPOA”: History of Iranian Nuclear Development. | K=1 Project (columbia.edu)

The date accessed the link 19/4/2023

[2] هدى رؤوف _ سياسه ايران الخارجية والتوجه شرقا مقاله في صحيفه independent عربيه _ 24 فبراير 2022

سياسة إيران الخارجية والتوجه شرقاً | اندبندنت عربية (independentarabia.com) تاريخ الدخول لرابط ٦/٤/٢٠٢٣

[3] ما هي آلية ” إنستكس ” .. وهل تكسر حظر ترامب ضد طهران ، مجلة صوت بيروت الإخبارية ، ديسمبر ٢٠١٩ ، https://bit.ly/3q5H6xo ، تاريخ الدخول ١٣ فبراير ٢٠٢٣

[4] Tawseef Ahmed Mir , “Iran and Nuclear deal: prospects and Challenges , Center of central Asian Studies, Vol 6, issue 1, page no pp.98-107, march 2019 , available at: https://papers.ssrn.com/sol3/papers.cfm?abstract_id=3677166

[5]  حمد جاسم محمد ، العامل الدولي والاستقرار السياسي في إيران بعد انسحاب الولايات المتحدة الأمريكية من الاتفاق النووي ، مركز الدراسات الاستراتيجية جامعه كربلاء ،  مجله الدراسات الدولية ،  العدد السادس والثمانون والسابع والثمانون ، ٢٠٢١ ،  ص ٣٤٣ و ٣٤٤

https://bit.ly/43dLEQG تاريخ الدخول لرابط 14/2/2022

[6]  مثنى على المهداوى – العلاقات الأمريكية الإيرانية بعد الاتفاق النووي – مجله العلوم السياسية – ص 91 ،93

كليه العلوم السياسية – جامعه بغداد ، ٢٠١٨ ،  متاح علي : https://bit.ly/3BQbs9J تاريخ الدخول لرابط 14/2/2022

[7] علاء فاضل النجار – سياسه الاتحاد الأوروبي تجاه تطورات الملف النووي الإيراني 2015-2019 – مركز دراسات  البصرة و الخليج العربي – جامعه البصرة – دوريه علميه محكمه – ص 199 ، 200  ، 210   ، ٢٠٢٠ تاريخ الدخول لرابط 14/2/2022

1609553755[1].pdf

[8] هبه الله محسن ابو الوفا ، العلاقات الإيرانية الروسية في ضوء نظرية تحول القوه ، مجلة البحوث المالية والتجارية ، المجلد ٢٠ ، العدد الرابع ، ٢٠١٩ ، https://bit.ly/3KcZKvt

[9] عبدالله خليفة مترف ، تأثير الحرب الأوكراني على العلاقات الروسية الإيرانية ،  تريندز للبحوث والاستشارات ،    https://bit.ly/3XUzBon

[10] جهاد ابو سعدة ، إسرائيل واستراتيجية مواجهة البرنامج النووي الإيراني ، مجلة الدراسات الإيرانية ، العدد السابع ، يونيو ٢٠١٨ ، https://bit.ly/3YYC4Pv

[11]     Marta Furlan ,  Israeli-Iranian relations: past friendship, current Hostility , Israel Affairs , Volume 28,  18 feb 2022, https://bit.ly/3YIQNOD

[12] عمار سويد ، انعكاسات الخروج الأمريكي من الاتفاق النووي الإيراني على دول الخليج العربي ،  مجلة تشرين للبحوث والدراسات العلمية – سلسلة العلوم الاقتصادية القانونية ، المجلد ٤٠ ، العدد ٦ ، عام ٢٠١٨ ، متاح على : https://bit.ly/41fFC1L

[13] أحمد شمس الدين ليله ، عبد الرؤوف مصطفى الغني ،العلاقــات الصينيـــة-الإيرانيــة آفاق الشراكـــة الإستراتيجية في عالـــم متغير ،  مجلة الدراسات الإيرانية ، العدد الحادي عشر ، ٢٠٢٠ ،

[14] محمود البازي ، التوجه شرقاً.. استراتيجية إيران الجديدة .. دراسة تحليلية نقديه لاتفاقية التعاون المشترك  بين الصين وإيران ،  المركز الديمقراطي العربي ، مجله مدارات ايرانية ، العدد ١٠ ، المجلد ٣ ، ٢٠٢٠  ،   https://bit.ly/3SrdFjv

[15] عربي  لادمي محمد ، السياسة الخارجية في المفاهيم ، التوجهات والمحددات ، مجلة دراسات وأبحاث ، العدد ٢٥ ، ديسمبر ٢٠١٦ ، ص ص ٤ ،٥ ، https://bit.ly/3JGXYT2   ، ٤ فبراير ٢٠٢٣

[16] محمد السيد سليم ،  تحليل السياسة الخارجية ، ( مكتبة نور ، دار الجيل للطبع والنشر والتوزيع ، ٢٠٠١ ) ص.٩ ، https://bit.ly/3HZ3z60 ،  ، ٤ فبراير ٢٠٢٣

[17] محمد السيد سليم ، مرجع سابق ، ص ١٠

[18] محمد السيد سليم ، المرجع نفسة ، ص ص. ١١, ١٢

[19] جهاد عبد الملك عودة ، “نظرية الدور وتحليل السياسة الخارجية ” ،  المجلة العلمية للبحوث والدراسات التجارية ، المجلد ٣١ ، العدد ٣ ، ص. ص ٥٨٤, ٥٨٦ ، متاح على : https://bit.ly/43hDC9y  ، تاريخ الدخول : ١٩ مايو ٢٠٢٣

[20] جهاد عبد الملك عودة ، المرجع السابق ، ص . ص ٥٩٤, ٥٩٥

[21] محمد السيد سليم ، مرجع سبق ذكره ، ص ٥٨

[22] محمد السيد سليم ، المرجع نفسة  ، ص . ص ٤١ – ٤٨

[23] محمد السيد سليم ، المرجع نفسه  ، ص . ص ٤٠, ٩٠

[24] علي جلال معوض ، ” التحالفات غير المستقرة : تعقيدات إدارة العلاقات بين الحلفاء على المستويين الإقليمي والدولي ” ، دراسة المستقبل ، العدد ٢٢ ، اغسطس ٢٠١٧ ، تاريخ الدخول ١٨ مايو ٢٠٢٣

[25]  كمال المنوفي ، ” مقدمة في مناهج وطرق البحث في علم السياسة”,  ( مكتبة نور ، مكتبة فلسطين للكتب المصورة ، ٢٠٠٦ ) ، ص. ص ٣٤,٣٥ ، متاح على https://bit.ly/42lrXGY ،  تاريخ الدخول ٢٧ فبراير ٢٠٢٣

[26] U.S. Foreign Policy Towards Iranian Nuclear Threat from Bill Clinton to

Donald Trump Administration-Anak Agung Banyu Perwita – Muhammad Ilham Razak – page 34 Insignia Journal of International Relations

Vol. 7, No.1, April 2020, 17-44

P-ISSN: 2089-1962; E-ISSN: 2597-9868

The date accessed the link 30/4/2023   document[1].pdf

[27]  article in Chicago tribune about  (An atomic threat made in America

By Sam Roe – Chicago Tribune – Jan 28, 2007

An atomic threat made in America (chicagotribune.com)

The date accessed the link 19/4/2023

٢٦تاريخ البرنامج النووي الإيراني في 9 محطات ،  وكالة NAS الإخبارية  -26/7/2019

تاريخ الدخول للرابط 19/5/2023

تاريخ البرنامج النووي الإيراني في 9 محطات بارزة (nasnews.com)

[29] Katherine Malus- p2

[30] نزار عبد القادر – الدوافع النووية الايرانية والجهود الدولية للاحتواء – العدد 54 – تشرين الأول 2005 مجله الدفاع الوطني

الدوافع النووية الايرانية والجهود الدولية للإحتواء | الموقع الرسمي للجيش اللبناني (lebarmy.gov.lb)

تاريخ الدخول للرابط 4/5/2023

[31] ” البرنامج النووي الإيراني ”  ، وكالة الأنباء العربية الجزيرة تاريخ

18/6/2015 البرنامج النووي الإيراني | الموسوعة | الجزيرة نت (azureedge.net)

تاريخ الدخول للرابط ١٠/٥/٢٠٢٣

[32] المرجع السابق ص 26

[33] بالحقائق والأرقام.. أبرز محطات العقوبات الأميركية على إيران ، إعداد الزبير الأنصاري ، صحيفة الشرق ،تاريخ 20 أغسطس 2022

بالحقائق والأرقام.. أبرز محطات العقوبات الأميركية على إيران | الشرق للأخبار (asharq.com)

تاريخ الدخول للرابط 12/5/2023

[34] نزار عبد القادر – مرجع سبق ذكره

[35] تقرير عن وكاله الانباء الجزيرة الإخبارية بعنوان – التسلسل الزمني لمفاوضات الملف النووي الإيراني – 6/4/2015

التسلسل الزمني لمفاوضات الملف النووي الإيراني | الموسوعة | الجزيرة نت (azureedge.net)

تاريخ الدخول للرابط 4/5/2023

[36] تقرير الجزيرة – مرجع سبق ذكره

[37] تقرير الجزيرة – مرجع سبق ذكره

[38] أحمد أمين عبد العال – خطة العمل الشاملة المشتركة – المركز الديمقراطي العربي – 10 يونيو 2018

خطة العمل الشاملة المشتركة – المركز الديمقراطي العربي (democraticac.de)

تاريخ الدخول للرابط 4/5/2023

[39] تقرير عن وكاله الانباء الجزيرة الإخبارية بعنوان – التسلسل الزمني لمفاوضات الملف النووي الإيراني – 6/4/2015

ما خطة العمل الشاملة المشتركة ولماذا وافقت إيران عليها؟ | اندبندنت عربية (independentarabia.com)

تاريخ الدخول للرابط 4/5/2023

[40] مقاله عن وكاله رويترز الإخبارية بعنوان – إسرائيل: الضربة الجوية في سوريا رسالة لإيران بأن لا حصانة لها – 25 أغسطس 2019

إسرائيل: الضربة الجوية في سوريا رسالة لإيران بأن لا حصانة لها | Reuters

تاريخ الدخول للرابط 2/5/2023

[41] تقرير اخباري من صحيفة اليوم السابع- بعنوان غضب إسرائيلي من اتفاق متوقع حول النووي الإيراني -08 نوفمبر 2013

غضب إسرائيلى من اتفاق متوقع حول النووى الإيرانى – اليوم السابع (youm7.com)

تاريخ الدخول للرابط 3/5/2023

[42] مقاله عن وكاله رويترز الإخبارية بعنوان الإعلام السعودي يصف الاتفاق النووي الإيراني بالموقف النووي الإيراني – يوليو 2015

الاعلام السعودي يصف الاتفاق النووي الإيراني بأنه اعتداء على المصالح العربية | Reuters

تاريخ الدخول للرابط 13/5/2023

[43] دراسة بعنوان : توجهات إيران في ظل الانسحاب الأمريكي من الاتفاق النووي وإعادة فرض العقوبات _وحده البحوث – المسار لدراسات الإنسانية 9 ديسمبر 2019

توجهات إيران في ظل الانسحاب الأمريكي من الاتفاق النووي وإعادة فرض العقوبات – Al Masar Studies

تاريخ الدخول للرابط 4/5/2023

[44] منى الشقاقي – الاتفاق النووي.. شركات أوروبية ستخضع لعقوبات أميركا – وكالة الأنباء قناه العربية – نشر في: 14 مايو ,2018

الاتفاق النووي.. شركات أوروبية ستخضع لعقوبات أميركا (alarabiya.net)

تاريخ الدخول للرابط 3/5/2023

Matthew Kroenig – The Return to the Pressure Track: The Trump Administration and the Iran Nuclear Deal – , kroenig2018[1].pdf Diplomacy & Statecraft, DO page 5 [45]

[46] محمد محسن أبو النور _ 10 أسباب ترجح انسحاب ترامب من الاتفاق النووي مع إيران اليوم _ ٨ مايو ٢٠١٨ – اليوم السابع الإخبارية

10 أسباب ترجح انسحاب ترامب من الاتفاق النووى مع إيران اليوم – اليوم السابع (youm7.com)

[47] Matthew Kroenig – p 4

[48] – Anak Agung Banyu Perwita – Muhammad Ilham Razak – page 34 ,35

[49] 5page  Matthew Kroenig –

[50] – Anak Agung Banyu Perwita – Muhammad Ilham Razak – page 34 , 35

[51] نوار الصمد – هل تغير نتائج زياره بايدن رؤيه أوروبا لإيران ؟ –  27 يوليو 2022 –  مركز المستقبل للأبحاث والدراسات المتقدمة – تاريخ الدخول الرابط 18/5/2023

مركز المستقبل – هل تُغير نتائج زيارة بايدن رؤية أوروبا لإيران؟ (futureuae.com)

[52] نوار الصمد – مرجع سبق ذكرة

[53] نوار الصمد – مرجع سبق ذكرة

[54] تقرير صادر عن وكاله يورو نيوز الإخبارية  بعنوان ابرز التطورات منذ الانسحاب الامريكي من الاتفاق النووي الإيراني _ صادره بتاريخ 15/4/2021 _ تاريخ الدخول للرابط 15/5/2023

تعرف على أبرز التطورات منذ الانسحاب الأميركي من الاتفاق النووي الإيراني | Euronews

[55] إسراء أحمد فؤاد – الوكالة الذرية رصدت جزيئات يورانيوم مخصب بنسبة 83.7% داخل طهران.. المخزون يتجاوز 18مرة المسموح به.. إيران أمامها 12يوما لإنتاجها

، 01 مارس 2023 – تقرير صادر عن جريدة اليوم السابع الإخبارية

أقل من أسبوعين تفصل إيران عن القنبلة النووية.. الوكالة الذرية رصدت جزيئات يورانيوم مخصب بنسبة 83.7% داخل طهران.. المخزون يتجاوز 18مرة المسموح به.. إيران ترد: غير مقصود.. ومسئول أمريكي: أمامها 12يوما لإنتاجها – اليوم السابع (youm7.com)

[56]  Jonathan Fulton , ystemic Change and Regional Orders: Asian Responses to a Gulf in Transition ,page 6,7, 05 Aug 2022. – Date of access to the link  13/5/2023,

Jonathan Fulton | Zayed University – Academia.edu

[57] Abdelrasool Divsallar and Hesham Algha nam , “The Stratigec Calculus behind The Saudi-Iranian Agreement ” , The Cairo Review of Global Affairs, April 9,2023 , https://www.thecairoreview.com/essays/the-strategic-calculus-behind-the-saudi-iranian-agreement/

[58] نوار الصمد – مرجع سبق ذكرة

[59] أسامة أبو رشيد ، الانسحاب الأمريكي من الاتفاق النووي الإيراني: الخلفيات والذرائع  ، المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات ، ٢٧ مايو ٢٠١٨ ، متاح علي اللينك :  https://bit.ly/2PO8SKX   تاريخ الدخول : ٢٩/٤/٢٠٢٣

[60] سامة أبو رشيد ، المرجع السابق ، متاح علي اللينك :  https://bit.ly/2PO8SKX   تاريخ الدخول : ٢٩/٤/٢٠٢٣

[61] روحاني: الاتفاق النووي بداية علاقة جديدة مع العالم _ وكاله رويترز الإخبارية _ 3 ابريل 2015  ،   https://www.reuters.com/article/oegwd-iran-nuclear-mz7-idARAKBN0MU0YU20150403 ، تاريخ الدخول ٣٠ ابريل ٢٠٢٣

[62] محمد محسن أبو النور –  رد على الانسحاب الأمريكي من الاتفاق النووي.. مستشار خامنئي للسياسة الدولية يقترح إنتاج غاز سداسي فلوريد اليورانيوم والمشعة المستقرة.. واستئناف الأبحاث حول أجهزة الطرد المركزي – 02 يونيو 2018 – صور.. خطة ولايتى الرباعية للرد على الانسحاب الأمريكى من الاتفاق النووى.. مستشار خامنئى للسياسة الدولية يقترح إنتاج غاز سداسى فلوريد اليورانيوم والمشعة المستقرة.. واستئناف الأبحاث حول أجهزة الطرد المركزى – اليوم السابع (youm7.com)

[63] روحاني يغادر المسجد قبل أن ينهي خامنئي الصلاة: هل كشفت خطبة الجمعة في إيران عن توتر – وكاله البى بي سي الإخبارية

روحاني يغادر المسجد قبل أن ينهي خامنئي الصلاة: هل كشفت خطبة الجمعة في إيران عن توتر؟ – BBC News عربي

[65] اسامه ابو رشيد – الانسحاب الامريكي من الاتفاق النووي مع ايران الخلفيات والتداعيات والذرائع – 27 مايو 2018 – مركز العربي للأبحاث والدراسات السياسية – تاريخ الدخول الى الرابط 16/5/2023

الانسحاب الأميركي من الاتفاق النووي مع إيران: الخلفيات، والذرائع، والتداعيات (dohainstitute.org)

[66] لا نتفاوض مره اخرى مع امريكا وترامب ليس لائقا لتبادل الرسائل تصريحات خامنئي المرشد الاعلى للثورة الإيرانية – وكاله السي ان ان العربية الإخبارية بتاريخ 13 يونيو 2019

تاريخ الدخول الى الرابط 19/5/2023

خامنئي: لن نتفاوض مرة أخرى مع أمريكا.. وترامب ليس لائقًا لتبادل الرسائل – CNN Arabic

[67] خامنئي إخراج القوات الأمريكية من المنطقة سيكون الرد الأقوى على اغتيال سليماني تقرير صادر عن وكاله الإخبارية ار تي تلفزيون روسيا اليوم بالعربية تاريخ النشر 16/12/2020

تاريخ الدخول إلى الرابط 15/5/2023 https://arabic.rt.com/world/1183792-%D8%AE%D8%A7%D9%8

[68] البرلمان الايراني يصوت بالأغلبية على رفع مستوى نسبه التخصيب حتى نسبه 20% -, جريدة اليوم السابع الإخبارية بتاريخ – 29 نوفمبر 2020.

البرلمان الإيرانى يصوت بالأغلبية على رفع نسبة تخصيب اليورانيوم حتى نسبة 20% – اليوم السابع (youm7.com)

تاريخ دخول الرابط 14 مايو 2023ا

[69] هدى عبدالرؤوف ، مرجع سبق ذكره

-[70] Kenneth Katzman, Iran’s foreign and defense politics”, Congressional Research service, January 11,2021, page 44 , available at: https://bit.ly/3pIJiuF , date of inter Apr29, 2023

[71] Erika Holmquist and John England , China and Iran – an unequal friendship,  report on: FOI-R—4976—SE, pages : 20 , may 2020 , link : https://bit.ly/3neGRPI  ,  1/5/2023

[72] L-Wei Jennifer Chang , Taiwan – Iran Economic Relations under the international sanctions Regime,   Global Taiwan institute, Vol 6 , issue 24, page 3 , link : https://bit.ly/3HtbK9Z  1/5/2023

[73] هيبه عربي ، ” العلاقات بين إيران والصين ٢٠٠٠-٢٠٢١  ”  ، مجلة مدارات إيرانية ، العدد ١٤ ، المجلد ٤ ٢٠٢١،. ص ص ١٨٩ ، متاح علي : https://bit.ly/3LmLXRU    2/5/2023

[74] هيبة عربي ، المرجع السابق ،  ،ص ١٩٠ , ١٩٢

[75] هيبة عربي. . المرجع نفسة  ، ص  ١٩٤

[76] Clément Therme, “The Russian-Iran Partnership in a Multipolar World ”, Russie.NEI.Reports, No. 37, Ifri, March 2022.page 8 , link https://bit.ly/41TEnoS  3/5/2023

[77] قصي احمد المحمد ، ” تداعيات الحرب الأوكرانية على العلاقات الاقتصادية الروسية الإيرانية ” ، مجلة مدارات إيرانية. ، العدد ١٨ ، المجلد ٥  ، ٢٠٢٢، ص ١١٠  ، متاح علي :  https://bit.ly/412hPkI   تاريخ الدخول ٣/٥/٢٠٢٣

[78] قصي احمد المحمد ، المرجع السابق ،ص ١١٣

[79] روسيا وإيران تتخليان عن الدولار في المعاملات التجارية الي النصف ، ٢٠١٩ ، https://bit.ly/3HuJSSV       تاريخ الدخول : ٤/٥/٢٠٢٣

[80] التبادل التجاري بين إيران وروسيا يرتفع ٢٠ بالمائة عام  ٢٠٢٢ ، https://bit.ly/41SHrSh   تاريخ الدخول ٤/٥/٢٠٢٣

[81] قصي احمد المحمد ، مرجع سبق ذكره  ، ص . ص ١١٩, ١٢٠

[82] Mahjoob Zweiri and Nael Abusharar, Iran’s trade with neighbors: sanctions impact and the Alternative ” , Wiley online liberary, Vol29 , Issue 4,  Dec 2022 , link https://onlinelibrary.wiley.com/doi/full/10.1111/mepo.12663 , 2/3/2023

[83] Giorgio Cafiero ,  “The UAE -Iran rapprochement: causes and effects” , Gulf international forum , 2023 , available at: https://bit.ly/42DuJqB , date of inter: mar2,2023 .

[84] Smith, Opcit, https://onlinelibrary.wiley.com/doi/full/10.1111/mepo.12663

[85] Julien Barnes and others, “The shoots of stability: What the Saudi – Iran deal means for the middle east and Europe ”  , European council on foreign relations, march 2023 , available at: https://bit.ly/3pLvob9 , date of inter : mar3, 2023

[86] عصام اسماعيل ، ” انعكاسات الخروج الأمريكي من الاتفاق النووي الإيراني على دول الخليج العربي ” ، مجله جامعة تشرين للبحوث والدراسات العلمية ، سلسلة العلوم الاقتصادية والقانون ، المجلد (٤٠) ، العدد (٦) ،  ص ١١٧ ، متاح على : https://bit.ly/41EDmQr  ،  تاريخ الدخول : ٣ مارس ٢٠٢٣

[87] Banafshsh Keynous , Edward wastindge , “Saudia Arabia and Iran : The struggle to shape the middle east, Chapter 2 : Narratives of power politics in the Iran – Saudi relationship : the view from Tehran ” , Identities and Geopolitics in the middle east, Manchester university press , 2022  , p 43 , available at: https://bit.ly/451JqWe  , date of inter mar4 2023

[88] Iped p44 , https://bit.ly/451JqWe

[89] Marta Furklan , “Israeli -Iranian relations: past friendship, current hostility”,  Israel Affaires, vol 28 , issue 2 , 2022 , available at: https://bit.ly/41GwQbS , date of inter: mar4, 2023 .

[90] Iped , https://bit.ly/41GwQbS

[91] Iped , https://bit.ly/41GwQbS

[92] Johusa Dryden , “Iran , Israel , and struggle for the skies over the middle east” ,  A Journal of stratigec Airpower and Space power , vol 2, no 1 , 2023,  p 89, available at: https://bit.ly/3M9G6zH , date of inter: mar4,2023 .

[93] Smith ,Opcit , https://bit.ly/41GwQbS

5/5 - (3 أصوات)

المركز الديمقراطى العربى

المركز الديمقراطي العربي مؤسسة مستقلة تعمل فى اطار البحث العلمى والتحليلى فى القضايا الاستراتيجية والسياسية والاقتصادية، ويهدف بشكل اساسى الى دراسة القضايا العربية وانماط التفاعل بين الدول العربية حكومات وشعوبا ومنظمات غير حكومية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى