الجذور التاريخية للقضية الكردية في العراق
The historical roots of the Kurdish issue in Iraq
اعداد : عبدالسلام سالم مسعود البوسيفي – قسم السمع والنطق- كلية التقنية الطبية صرمان – جامعة صبراتة – ليبيا
المركز الديمقراطي العربي : –
- مجلة مؤشر للدراسات الاستطلاعية : العدد الخامس عشر أيلول – سبتمبر 2024 , مجلد 4 , دورية علمية محكمة تصدر عن #المركز_الديمقراطي_العربي “ألمانيا –برلين” في التعاون مع مركز مؤشر للدراسات الاستطلاعية.
-
تعنى بنشر نتائج البحوث الاستطلاعية في مجالات العلوم الاجتماعية والإنسانية , تصدر بشكل دوري ولها هيئة علمية دولية فاعلة تشرف على عملها وتشمل مجموعة كبيرة لأفضل الأكاديميين من عدة دول ، حيث تشرف على تحكيم الأبحاث الواردة إلى المجلة . وتستند المجلة إلى ميثاق أخلاقي لقواعد النشر فيها، و إلى لائحة داخلية تنظّم عمل التحكيم ، كما تعتمد “مجلة مؤشر للدراسات الاستطلاعية” في انتقاء محتويات أعدادها المواصفات الشكلية والموضوعية للمجلات الدولية المحكّمة.
للأطلاع على البحث “pdf” من خلال الرابط المرفق :-
الملخص:
تعد القضية الكردية من القضايا التي حازت اهتماما إقليميًا ودوليًا كبيرًا منذ بدايات القرن العشرين وحتى الآن، وعلى الرغم من أن العلاقة بين الحكومات العراقية المتعاقبة والأكراد قد اتسمت بالتوتر منذ نشأة العراق الحديث في عام (1921) والتي مرّت بثورات كردية عديدة، فإن هذا التوتر قد ظهر فيه تأثير الصراع الإقليمي والدولي بصورة جليّة خلال الفترة ما بين (1972-1975) بسبب متغيرات استراتيجية جوهرية عديدة جرت في المنطقة، ومنذ نشأة القضية الكردية وإلى الآن تربط علاقة تفاعل واستخدام متبادلة بين الأكراد والقوى الإقليمية والدولية؛ أي أن هذه القوى لم تستخدم قضية الأكراد كورقة ضغط ومساومة انطلاقا من مصالحها فحسب، وإنما أيضًا كانت هناك رغبة لدى القادة الأكراد لاستخدام ورقتهم؛ أملاً في الاستفادة من ظروف تنافس القوى الإقليمية والدولية في المنطقة، وللحصول على الدعم الملائم الذي يمكن أن يعظم المكاسب الكردية، ولتحقيق المطامح التاريخية بتأسيس كيان كردي يتمتع بدرجة كبيرة من الاستقلالية أو حتى مستقل تماما إن سمحت الظروف بذلك، ولعل الفترة (1972-1975) تُقدّم نموذجا من هذا الاستخدام المتبادل، كما أنها قد تعبر في الوقت نفسه عن النتائج المتكررة التي آلت إليها العديد من الثورات الكردية، فهذه الفترة تمثل ذروة ظهور تأثير القوى الدولية والإقليمية في القضية الكردية بسبب دخول الولايات المتحدة منذ عام (1972) في تنافس شديد على العراق مع الاتحاد السوفييتي، وبدئها فعليًا باستخدام القضية الكردية أداة في هذا الصراع، فبعد أن كان الاتحاد السوفييتي الأكثر انخراطا ونفوذًا في علاقاته بالحكومات العراقية والأكراد على حد سواء منذ انقلاب عبد الكريم قاسم على الحكم الملكي عام (1958) وطوال الثورة الكردية في الفترة ( 1961-1970) كانت الولايات المتحدة قليلة الاهتمام بالطرفين بسبب تركيزها على تعزيز علاقاتها الاستراتيجية بحلفائها الإقليميين إيران، والسعودية، وتركيا، فضلاً عن انشغالها بحرب فيتنام، ولكن انسحاب بريطانيا من الخليج في نهاية عام (1971) ومحاولة العراق ومن ورائه الاتحاد السوفييتي ملء الفراغ في المنطقة وموازنة قوة إيران الإقليمية الموالية للغرب، ثم توقيع معاهدة التعاون والصداقة السوفيتية – العراقية في نيسان / أبريل ( 1972) التي كرست النفوذ السوفييتي في العراق وزادت من احتمالات تمدده في المنطقة، أدى كل ذلك إلى إعادة الولايات المتحدة النظر في سياستها تجاه العراق والأكراد.
Abstract
The Kurdish issue is one of the issues that has received great regional and international attention since the beginning of the twentieth century until now. Although the relationship between successive Iraqi governments and the Kurds has been characterized by tension since the emergence of modern Iraq in 1921, which went through many Kurdish revolutions, this tension has The impact of the regional and international conflict appeared clearly during the period between 1972-1975 due to many fundamental strategic changes that took place in the region, and since the emergence of the Kurdish issue until now, there has been a relationship of mutual interaction and use between the Kurds and regional and international powers. That is, these forces did not only use the Kurdish issue as a pressure and bargaining card based on their interests, but also there was a desire among the Kurdish leaders to use their card. Hoping to benefit from the conditions of competition between regional and international powers in the region, to obtain appropriate support that can maximize Kurdish gains, and to achieve the historical ambitions of establishing a Kurdish entity that enjoys a high degree of independence or even completely independence if circumstances permit, Perhaps the period (1972-1975) provides an example of this mutual use, and it may at the same time express the repeated results that many Kurdish revolutions led to. This period represents the peak of the emergence of the influence of international and regional powers on the Kurdish issue due to the entry of the United States a year ago. (1972) in intense competition over Iraq with the Soviet Union, and it actually began using the Kurdish issue as a tool in this conflict, after the Soviet Union had been the most involved and influential in its relations with the Iraqi governments and the Kurds alike since Abdul Karim Qasim’s coup against the monarchy in (1958).
Throughout the Kurdish revolution in the period (1961-1970), the United States had little interest in both parties because of its focus on strengthening its strategic relations with its regional allies, Iran, Saudi Arabia, and Turkey, in addition to its preoccupation with the Vietnam War. However, Britain’s withdrawal from the Gulf at the end of 1971 and Iraq’s attempt to The Soviet Union was behind it to fill the vacuum in the region and balance Iran’s pro-Western regional power, then the signing of the Soviet-Iraqi Cooperation and Friendship Treaty in April (1972), which consolidated Soviet influence in Iraq and increased the possibilities of its expansion in the region. All of this led the United States to reconsider. In its policy towards Iraq and the Kurds.