بـــسـبـب غــــزة والـــيـــمـــن قد يقيم الكـــيـــان الــــصــــهـــيـــوني قـــاعـــــدة في صــومـــالـــيـلاند
اعداد : السفير بلال المصري – المركز الديمقراطي العربي – القاهرة – مصر
منذ إقامة الكيان الصهيوني وإعلانه كدولة في 15 مايو 1948 إعــتبر المسئولين الصهاينة أن البحر الأحمر منفذ الكيان الوحيد للعالم الثالث وفي مقدمته القارة الأفريقية فأفريقيا كانت مجالاً لإهتمام مؤسسي الدولة الصهيونية حين عُرض عليهم في البداية توطين اليهود في أوغندا , كما فكرت بريطانيا بعد أن سيطرت علي أرتريا عام 1941 تحويل الهجرة اليهودية إليها بدلاً من فلسطين نظراً للظروف المناخية المواتية ووفرة الأراضي غير المُستغلة بإرتريا لكنها تراجعت لخشيتها من تصادم المهاجرين اليهود مع المستوطنيين الأجانب الآخرين الذين كانوا يسيطرون بالفعل علي الزراعة والتجارة في أرتريا كما أن إمبراطور إثيوبيا هيلاسيلاسي رفض الفكرة لتعارضها مع طموحه بالضم الدائم لأرتريا , بل وعندما كنت سفيراً في أنجولاً نشرت بعض المصادر الإعلامية بمناسبة زيارة الرئيس الأنجولي للكيان الصهيوني في 5يوليو 2005أن أنجولاً كانت مُقترحة لتكون موطناً لليهود وهو حديث غير مُسند تاريخياً إلا أن ذلك كان من قبيل الترويج الإعلامي الصهيوني لا أكثر فللصهاينة علاقة تطورت مع أنجولا بعد نهاية الحرب الأهلية الأنجولية في أبريل 2002 . كان الهدف المرحلي الأول للصهاينة هو الوصول لموانئ شرق أفريقيا , ولهذا كان ميناء Eilat ومن ثم البحر الأحمر هو الممر الرئيسي لبناء علاقات الصهاينة بأفريقيا ككل وآســيـا, وفي هذه المرحلة كانت إثيوبيا مُلحقة بها أرتريا الواقعة علي البحر الأحمر تمثل نقطة الإرتكاز الأولي أو لنقل الدعامة الأولي لهذا البناء وظلت كذلك في المرحلتين الأولي والثانية اللتين وضع فيهما الكيان أسس متنوعة لبناء علاقاته الأفريقية , وقد بدأ هذا الكيان في تطبيق إستراتيجية الوصول لأفريقيا بداية لوجيستيكية بإقامة محلية (ميناء فيما بعد) Eilat أو Elath جنوبي صحراء النقب علي خليج العقبة عام 1951 والتي كان عدد سكانها وفقاً للتعداد الرسمي الإسرائيلي في 31 ديسمبر 1971 يبلغ 15,900 نسمة * ( IRAEL POCKET LIBRARY . Geography . KETER BOOKS .1973 .Page 197 ) وهو المنفذ الوحيد للكيان علي البحر الأحمر الذي كان – ومازال – يعتبر المنصة التي إنطلقت منها في ستينات القرن الماضي شركة Zim (ZIM Integrated Shipping Services ) للوصول لموانئ شرقي أفريقيا , ولإن بناء الكيان أساسه عقيدي, لذلك لا يمكن القول بأن هذا الكيان مُنتم للعالم العربي والإسلامي ولا هو كذلك مرتبط بالقارة الأوروبية إرتباطاً جغرافياً , لذا كان لابد لها وهو محاصر بفكرته عن نفسه كدولة يهودية عبرية محاصر بالمحيط المُلاصق له والمختلف عنه أن يقفز قفزاً فوق هذين النطاقين من الحصار , وقد حقق ميناء إيلات هذه القفزة بالإقتران بالعمل الديبلوماسي والمخابراتي المُنضبط مما حقق للكيان الصهيوني منفذا لأفريقيا أتاح لها في فترة الستينات من القرن الماضي بدء علاقات نشطة مع أفريقيا أي مع شرقها تحديداً , وقد ساعد الكيان علي ذلك كونه مُرتبط بحلف مُقدس مع الولايات المتحدة بالتضافر مع فرنسا التي وفرت مظلة للصهاينة في الصومال الفرنسي (جيبوتي لاحقاً) , ويُذكر أنه في نهاية الخمسينات أمدت فرنسا الصهاينة بكمية من الكعكة الصفراء Yallow Cack (مُستخلص اليورانيوم) من مناجم النيجر التي تقوم فرنسا علي إستغلالها .
بالرغم من أن الكيان الصهيوني لم يتبادل التمثيل الدبلوماسي الكامل مع إثيوبيا حتي منتصف خمسينات القرن الماضي , (حتي عام 1962 لم يكن هناك تمثيل صهيوني علي مستوي سفير مع إثيوبيا وكان التمثيل الدبلوماسي الصهيوني حتي هذا العام مع غانا والكونجو كينشاسا و ليبيريا ومدغشقر وإتحاد جنوب أفريقيا ) إلا أن العلاقات الإثيوبية الصهيونية كانت نشطة وفعالة نسبياً لتحقيق أهداف الصهاينة المُضادة لمصر , وهي أهداف شاركت إثيوبيا الصهاينة في تحقيقها , فعلي سبيل المثال وفي إطار تحضير الصهاينة لمشاركتها في العدوان الثلاثي علي مصر في 29 أكتوبر 1956وصل في 27 أكتوبر 72 صهيونياً إلي الصومال الفرنسي (جيبوتي) قادمين من إثيوبيا تم توزيعهم يوم 31 أكتوبر 1956 أي بعد بدء الهجوم علي مصر بيومين علي طائرات أُستأجرت من شركة هندية وأتجهوا إلي مصوع وهو ميناء في أرتريا علي البحر الأحمر (إبان سيطرة إثيوبيا عليها في إطار الإتحاد الفيدرالي الذي فرضته علي أرتريا عام 1936) ومن مصوع تسلموا سفينتين إثيوبيتين هما ” أبينا ” و ” كاترينا ماردي” , اللتين إسنأجرهما الصهاينة من إثيوبيا وأسندت إليهما مهمة حربية وهي إيصال مواد التموين إلي وحدات اللواء التاسع الصهيوني في شرم الشيخ بمجرد الإستيلاء عليها وغادرت هاتان السفينتان إثيوبيا يوم 4 نوفمبر 1956, ولما توجه الملحق العسكري المصري لدي إثيوبيا لإستطلاع الأمر طرده المسئولين الإثيوبيين , في الوقت الذي كانت فيه السفينتان قد وصلتا بالفعل لمنطقة العمليات الحربية في 15 نوفمبر 1956 وكانت شرم الشيخ قد أوشكت علي السقوط في قبضة القوات الصهيونية , فأرسلت السفينتان قوة مُسلحة لإحتلال جزيرتي تيران وصنافير وهما في مدخل خليج العقبة , ولتغطية التواطؤ الصهيوني الإثيوبي أعلن الصهاينة أن السفينتان دارتا حول رأس الرجاء الصالح وذلك لإبعاد الشبهات عن إثيوبيا , ومع ذلك تقدمت إثيوبيا مع بعض الدول العربية والإسلامية بمشروع القرار 999 بتاريخ 4 نوفمبر 1956 للمطالبة بتنفيذ القرار السابق عليه والقاضي بالإنسحاب الصهيوني إلي ما راء خطوط الهدنة , ومع مرور الوقت بدا إنحياز إثيوبيا لموقف مصر في الأمم المتحدة عندما أعلن ديلما ديرسا مندوب إثيوبيا لدي الأمم المتحدة أنه من حق مصر أن تؤمم شركة قناة السويس مع الإعتراف بالمصالح الدولية المُتمثلة في حرية المرور في القناة كما طالب بإنسحاب القوات المُعتدية من مصر فوراً , بل إن إثيوبيا عرضت إرسال قوة إثيوبية للمشاركة في قوات الطوارئ الدولية التابعة للأمم المتحدة , لكن سياسة إثيوبيا لم تكن إلا سياسة مزدوجة , ففي حديث للإمبراطور هيلا سيلاسي لجريدة NEW YORK TIMES في فبراير 1957 إتهم مصر بإتباع سياسة هدامة حيال إثيوبيا بسعيها إلي بث الفرقة بين المسلمين والمسيحين بها , هذا في الوقت الذي كانت العلاقات الإثيوبية الصهيونية يضطرد توثقها في جميع المجالات بل وتوسعت أنشطة الشركات الصهيونية في أديس أبابا , وفي الواقع لم يكن الموقف السياسي المُعلن لإثيوبيا في الأمم المتحدة إلا مسايرة للسياسة الأمريكية إزاء العدوان الصهيوني علي مصر والذي رفضته الولايات المتحدة بقوة . ولكي تتحقق مصر من الأمر نظراً لخطورته علي إستراتيجيتها في البحر الأحمر كلفت القنصل السوداني بأديس أبابا لإستطلاع الأمر فذهب للمنطقة التي قيل أن فرنسا خصصتها كقاعدة للصهاينة جنوب ميناء Djibouti فوجد أن العمل متوقف بها وأرجع سبب التوقف إلي معارضة الأهالي ورفضهم المساهمة في إقامة منشآت لهم في بلادهم وكذلك لإعتراض إثيوبيا علي منحهم إمتيازات في Djibouti لدرجة أن إثيوبيا هددت بتأميم السكك الحديدية التي تربط Djibouti بأديس أبابا , لكن فرنسا التي كانت تستعمر Djibouti آنئذ واصلت سياستها المعادية لمصر رداً علي دعم الأخيرة لثوار الجزائر فسمحت للسفن الحربية الصهيونية بالرسو في ميناء Djibouti ومنحت أحدي الشركات الصهيونية إمتياز مخازن الترانزيت داخل الميناء والسماح لها بإعادة التصدير ورخصت لإفتتاح فرع لشركة انكودا الصهيونية في Djibouti (أغلق عام 1957)* ( د . محمد عبد المؤمن محمد عبد الغني . مصر والصراع حول القرن الأفريقي 1945 – 1981 . دار الكتب والوثائق القومية .مركز تاريخ مصر عام 2011 . صفحة 125) , ففي هذا الزمن المُشرق كانت هناك روح قومية لدي شعب الصومال الفرنسي الذي دعمته مصر وأيدت قضية إستقلاله بكل الوسائل ومنها الإعلام فعبر الإذاعة الموجهة من القاهرة أعلن زعماء الصومال الفرنسي رغبتهم في الإنضمام للصومال بعد فشل مفاوضاتهم مع فرنسا , لكن إثيوبيا والصهاينة واجها هذه الرغبة بمعارضة قوية , فإثيوبيا كانت تخشي من أن يؤدي هذا الإنضمام إلي تعزيز قوة الصومال بما يمكنها من المطالبة بالأوجادين التي إستولت عليها إثيوبيا قسراً , فيما خشي الصهاينة من أن يؤدي إستقلال الصومال الفرنسي إلي تحكم مصر في مضيق باب المندب , وطالبت الصحف الصهيونية في 16 سبتمبر 1966 بممارسة فرنسا لنفوذها لضمان بقاء الصومال الفرنسي غير معاد للمصالح الصهيونية , وعندما أعلنت فرنسا عن تنظيم إستفتاء لتقرير مصير الصومال الفرنسي أعلن الصهاينة أنهم لن يقفوا مكتوفي الإيدي فإستقلال الصومال الفرنسي أو إتحاده مع الصومال يترتب عليه مخاطر جمة للصهيونية لأن Djibouti تعتبر المنفذ الرئيسي لتجارةالصهاينة مع أفريقيا , ولذا شرع الكيان الصهيوني في الإتصال بجوار جيبوتي وفرنسا لمواجهة هذا الإحتمال * ( د . محمد عبد المؤمن محمد عبد الغني . مصر والصراع حول القرن الأفريقي 1945 – 1981 . دار الكتب والوثائق القومية .مركز تاريخ مصر عام 2011 . صفحة 174) .
في هذا الإطار ومواصلة لإهتمامها بمنطقة القرن الأفريقي التي مثلت المدخل الأول للصهاينة نحو أفريقيا نجد أنه وبعد تشغيل ميناء Eilat في أعقاب العدوان الثلاثي علي مصر في أكتوبر 1956 تفاوضت فرنسا مع الصهاينة لمنحهم منطقة حرة بميناء Djibouti لتكون حلقة إتصال بين منطقة شرقي أفريقيا التي يمثل هذا الميناء عقدة مواصلات بحرية مهمة لها وبين ميناء Eilat , بل إن سلطات الإستعمار الفرنسي في Djibouti خصصت قاعدة عسكرية للصهاينة بها .
لكن حـــرب غـــزة كشفت عن بعد آخر يتعلق بأهمية القرن الأفريقي للكيان الصهيوني إذ أن طوفان الأقصي الذي بدأ في 7 أكتوبر2023 وتداعياته ومن أهمها نشأة مايُسمي بجبهات الإسناد ومنها جبهة أنصار الله الحوثييين في اليمن إضطلعت بدور مهم في ضرب حصار بحري علي ميناء إيلات الصهيوني بخليج العقبة وأفرغت قيمة الصفقة التي بموجبها آلت جزيرة تيران للسعودية وهي الجزيرة التي إستخدمت مصر مضيقها في غلقه لإحكام الحصار علي ميناء إيلات في حرب 1956 حتي 4 يونيو1967وهي الصفقة التي إعتقد الصهاينة أنها أمنت لهم حرية الملاحة في خليج العقبة لكن الحوثيين في اليمن هاجموا أي وحدات بحرية صهيونية أو غير صهيونية متوجهة لإيلات في البحر الأحمر أوفي مدخله في خليج عدن وإمتداده في بحر العرب لمنع للكيان الصهيوني أو إيلات من حرية التعامل التجاري عبره مما أدي إلي شلل شبه تام لميناء إيلات وبالتالي رد الحوثيين رداً عملياً علي حصار غـــزة بحصار مماثل لكل الكيان الصهيوني الذي أصبح يعتمد فقط علي ميناء حـــيـفا علي البحر المتوسط في إستيفاء إحتياجاته السلعية وهو الميناء الذي تكفل حزب الله هو الآخر بتهديده .
لذلك وبالرغم من أن الصهاينة يدركون أهمية البحر الأحمر في إستراتيجيتهم البحرية إلا أنهم لم يكن في تصورهم الإستراتيجي أن يمتد الأثر السلبي لطوفان الأقصي حتي يهدد حرية الملاحة التي حصلوا عليها بعد أكتوبر1956 وأكدوا عليها بعد 8 أبريل 2016تاريخ توقيع إتفاقية ترسيم الحدود السعودية /المصرية لصالح ميناء إيلات بالرغم من أن الكيان الصهيوني كلف كياناً وظيفياً يُدعي الإمارات البحرية بتنفيذ إستراتيجية إستحواذ علي الموانئ بالقرن الأفريقي ومن ضمنها ميناء بربرة بصوماليلاند والبحر الأحمر لصالحه في النهاية ولكن باسم هذا الكيان الوظيفي المُسمي بالإمارات المتحدة حتي تتم عملية الإستحواذ بصفة تامة وتؤول هذه الموانئ لمالك آخر – إن دعت الضرورة – ومن الواضح أن سياسة الإستحواذ تلك لم تؤت أكلها إذ أن الكيان الصهيوني بالرغم من تحرك الولايات المتحدة الأمريكية من خلال تكوين تحالف عسكري بحري متعدد الجنسيات سُمي بعملية “حارس الإزدهار” وهو تحالف تأسس في 18 ديسمبر 2023 بمبادرة أطلقتها الولايات المتحدة بهدف التصدي للهجمات الحوثية التي تستهدف السفن التجارية من إسرائيل وإليها عبر البحر الأحمرواستخدم الأمريكان حاملات طائراتهم ومدمراتهم في البحر الأحمر ومدخله لتأمين الملاحة التجارية إلي ميناء إيلات إلا أنها لم تنجح في تحقيق هذا الهدف وهذا ربما مادعي الكيان الـــصهيوني (وبدعم عسكري أمريكي وتمويل إمارتي و/ أو سعودي للتوجه صوب صوماليلاند لأقامة قاعدة عسكرية في أرض الصومالSomaliland لمواجهة التهديد الحوثي من اليمن , ففي 18 أكتوبر2024 نشر موقعNws Allisrael “أن تقارير ذكرت أن دولة إسرائيل تسعى إلى إنشاء قاعدة عسكرية تابعة لجيش الدفاع الإسرائيلي في جمهورية أرض الصومال الواقعة في شمال الصومال لمواجهة التهديد الصاروخي المستمر الذي يشكله الإرهابيون الحوثيون في اليمن” , وأنه “بحسب تقرير لموقع ميدل إيست مونيتور الإخباري القطري في 15 أكتوبر2024 فإن إسرائيل ستقيم علاقات دبلوماسية مع أرض الصومال مقابل إنشاء قاعدة عسكرية إسرائيلية في الدولة القائمة بحكم الأمر الواقع , وبناء علي هذا التطور المُحتمل تثور ثلاث أسئـــلة رئيــســية علي الأقل هي :
ألف – هــل ســتحـــسم القاعدة العسكرية الصهيونية في صوماليلاند المعركة ضد اليـــمــن ؟
بـــاء – هـــل حصول الكيان الصهيوني علي قاعدة عسكرية في صوماليلاند ممكن ؟
جــــيـم – رد الفعل المتوقع من اليمنيين ؟
في تــقــديــري أن الإجـــابــة تـقـديـريـة علي هذه الأســـئــلة الـثلاث وهي كما يلي :
1- أن الصهاينة وحلفاءهم يعتقدون أنهم عن طريق التموضع في قاعدة عسكرية بصوماليلاند الواقعة على بعد أقل من 400 ميل من ميناء الحديدة الذي يسيطر عليه الحوثيون في اليمن سيكون في مكنتهم مكافحة ما يزعمون أنه قرصنة وإرهاب حــوثي في البحر الأحمر من خلال تقصير المسافة إلى أهداف الحوثيين بشكل كبير وبالتالي تعزيز قدرات الاستجابة الصهيونية ولكني ووفقاً للواقع العملي أعتقد بل أكاد أجــزم أن هذا تصور واه فالواقع يشير بل يؤكد القدرات المتواضعة للعسكرية الصهيونية التي إنما تكتسب قدراتها علي مواصلة القتال علي مختلف الجبهات من الدعم العسكري والمخابراتي الأمريكي المُعلن فهاهي غزة وجنوب لبنان في متناولهم لكنهم أي الصهاينة وبالرغم من هذا الدعم الأمريكي غير مُستطيعين فعل شيئ سوي إدارة عمليات إغتيال غادرة و توجيه ضربات جوية لم تحسم الحرب منذ بدء طوفان الأقصي في 7 أكتوبر2023 كما لم تقض علي القدرات القتالية لحزب الله في الجنوب اللبناني ولا لحماس في غـزة ثم أن الولايات المتحدة وبعض من حلفاءها الأطلسيين شنوا عبرعملية “حارس الإزدهار” التي أشرت إليها وهي عمليات مضادة للبحرية اليمنيــة قبالة سواحل اليمن وكانت بلا جدوي , فكيف سيتأتي للصهاينة وهم علي بعد 400 ميل من سواحل اليمن حسم معركتهم مع اليمنيين ؟ .
2- أن صوماليلاند نفسها قد تتردد في قبول العرض الصهيوني القائم علي الإعتراف بصوماليلاند كدولة مقابل الحصول علي قاعدة عسكرية ومنشأ هذا التردد أن وجود الصهاينة في صوماليلاند لإدارة حربهم المُعلنة علي الحوثيين في اليمن قد يُعرض صوماليلاند لشظـــايـا هذه الحرب ويؤثر في علاقتهم علي المدي الطويل مع اليمنيين كما أنه من المحتمل أن يؤدي تموضع الصهاينة في صوماليلاند لنقل جزء من حروب الشرق الأوسط للقرن الأفريقي وتعــيينـاً في صوماليلاند / هـــرجـــيـــسة وقد تجلب هذه الخطوة – إن تمت – إعتراضات داخلية بسبب حرب الإبادة الصهيونية في غــزة ليست صوماليلاند علي إستعداد لمواجهتها الآن كما أن هذه الخطوة قد تستفز حركة الشباب الصومالي المُسلحة , وقد تستخدم حكومة مقديشيو التواجد الصهيوني في صوماليلاند في ممارسة المزيد من التحريض ضد مجموعة عبده بيهي الرئيس المزعوم لصوماليلاند وسيكون هذا التحريش مقنعاً لقطاع عظيم من الجماهيير في صوماليلاند وخارجها في عموم الصومال الفيدرالي .
3- من المُستبعد أن تحتمل صوماليلاند المزيد من الضغوط السياسية فهناك ثمة تواجد محتمل لإثيوبيا التي وقعت في الأول من يناير2024مع صوماليلاند مذكرة تفاهم بشأن الحصول علي إمتياز لخمسين سنة في ميناء بربرة لإقامة منفذ بحري تجاري وقاعدة عسكرية تواجه بمعارضة من تحالف ثلاثي يضم مصر والصومال وأرتريا كل منها مدفوع بدوافع جيوسياسية خاصة به لكنه في النهاية ضار بإثيوبيا وحلفاءها في صوماليلاند وهم تحديداًفريق عبده بيهي , وإن حدث وأن أُضيف إلي التواجد العسكري الإثيوبي علي أراضي صوماليلاند تواجد عسكري من نوع آخر أكثر مرارة وهو التواجد العسكري الصهيوني تكون صوماليلاند في هذه الحالة ألبت عليها خصومها في القرن الأفريقي مضافاً إليهم خصوم محتملين في العالم العربي والعالم الثالث بأسره ممن يعارض الإبادة الجماعية التي يمارسها الكيان الصهيوني وتأكيداً لهذا المنطق فإن الكيان الصهيوني لوأنه إختار تاريخ يقع قبل طوفان الأقصي في 7 أكتوبر 2023 لكانت صوماليلاند رحبت بهذه المبادرة الصهيونية القائمة علي الإعتراف بصوماليلاند كدولة مقابل قاعدة عسكرية للصهاينة ذلك أن المناخ السياسي موات لتقبل هذه المبادرة علي أساس براجماتي بحت , لكن في الوقت الحالي فإن الجمع بين إثيوبيا والكيان الصهيوني سيظهر أن صوماليلاند مأوي للمافيا السياسية والعسكرية ومحطة لغسيل الملابس القذرة .
4- لم يستتب الأمر بعد لإثيوبيا لكي تنفذ ما ورد بمذكرة تفاهم أول يناير2024 بشأن القاعدة العسكرية والمنفذ البحري في بربرة نظراً للمعارضة الثلاثية الشرسة من مصر وأرتريا والصومال الفيدرالي نفسه وجيبوتي بصفة مُستترة ومعارضة كينيا غير المباشرة , فكيف يمكن تصور قبول صوماليلاند أو هذه الأطراف العرض الصهيوني بأقامة قاعدة عسكرية في صوماليلاند (في بربرة أو زيلع بغربي صوماليلاند) ؟ صحيح أن أرض الصومال لديها ساحل يبلغ طوله 740 كيلومترًا على طول خليج عدن يمكنها من أن تلعب دورًا مهمًا في حماية ممر باب المندب المائي والبحر الأحمر من القرصنة والإرهاب والتهريب لكن الصومال كله غير مُستقر بعد ويعاني من مخاطر القرصنة ولم تستطع القيادة العسكرية الأمريكية حتي الآن من تحقيق إستقرار تام في وحداته الثلاث وبالتالي فالكيان الصهيوني ربما يكون مدفوعاً بإغراء خيال عسكري لإحباط تهديد اليمنيين لحرية الملاحة في كل البحر الأحمر بعهد أن تصوروا علي سبيل السذاجة الأمنية أنهم حققوها في خليج العقبة بعد أن أمنوا مضيق تيران , إن توقيت العرض الصهيوني – الذي لم يُطرح بعد رسمياً علي صوماليلاند – توقيت غير مناسب وخاطـــئ وربما يكون هذا ما دفع الكيان الصهيوني لتسريب هذا العرض للإعلام حتي يجس النبض لإستبيان إمكانية طرحه رسمياً علي صوماليلاند , ومن المتصور جداً بالرغم من خطأ التوقيت أن تقوم الإمارات بجهد سياسي/ مالي لتسهيل أمــر حصول الكيان الصهيوني علي قاعدة عسكرية في صوماليلاند فالإمارات عبارة عن شركة تمويل عقاري وسمسار سياسي ومقامر محترف لا يشينه شيئ غير مشرف .1
5- إن وافقت صوماليلاند من واقع علاقاتها الممتدة مع إثيوبيا أو بإغراء /ضغط مالي إماراتي علي منح الكيان الصهيوني قاعدة عسكرية في موضعما بصوماليلاند فذلك سيكون لأن صوماليلاند في الحقيقة كيان فرعي تابع لإثيوبيا فقبول صوماليلاند إقامة قاعدة عسكرية ومنفذ بحري تجاري إثيوبي من واقع مذكرة تفاهم أول يناير 2024 الموقع بين إثيوبيا وصوماليلاند يبرهن علي أن الإدارة السياسية في هـــرجــــيــــســة فرع تابع لرئاسة وزراء إثيوبيا والدليل أن صوماليلاند رفضت بصفة غير مباشرة لكنها مؤكدة علي عرض مصري مماثل فقد حاولت مصر التوجه نحو صوماليلاند للإستفادة من موقعها المُتاخم لإثيوبيا لمواجهة مخاطر مُتوقعة من سد النهضة علي أمن مصر المائي لكن للأسف يبدو أنها أخفقت في ذلك , ففي 11 يوليو 2020 أُعلن ونُشر فقط بموقع إخباري كيني عن زيارة بدأت في 12 يوليو 2020 وأستغرقت يومين لوفد رسمي مصري لهرجيسة عاصمة صوماليلاند , ألتقي خلالها بتاريخ 15 يوليو برئيس صوماليلاند Muse Bihi Abdi , كما أجري مباحثات ثنائية مع مسئولين بوزارة الخارجية والتعليم والصيد والثروة الحيوانية بصوماليلاند وأشار موقع Garowe Online بتاريخ 15 يوليو بالإحالة علي مصدر وصفه بأنه ذا مصداقية ومطلع قوله بأن مصر مُتحمسة لفتح قنصلية لها في هرجيسة لما لذلك من تعزيزلنفوذها بالقرن الأفريقي , كما أشارالموقع إلي أن وزير خارجية صوماليلاند Liban Yousouf Osman قال للوفد المصري”إني أنتهز هذه الفرصة لأرحب بكم في زيارتكم تلك لهرجيسة التي تأتي رداً علي زيارتي للقاهرة في 25 مارس 2020 وهو مؤشر جيد علي تقوية العلاقات بين بلدينا ” وقد أشارت مواقع إخبارية إلي أن الوفد المصري الذي ترأسه مساعد وزير الخارجية للشئون الأفريقية طرح مسألة إقامة قاعدة عسكرية مصرية بزيلع بصوماليلاند أوالحصول علي تسهيلات عسكرية مُحددة , فصوماليلاند تخشي أن تتحول بسبب موافقتها علي الطلب المصري لإنشاء القاعدة إلي طرف في صراع يتجاوز قدرتها علي تحمل تبعاته فإثيوبيا لها حدود معها ويمكنها لذلك ولأسباب أخري مختلفة أن تسبب الكثير من المتاعب لصوماليلاند وربما من بين هذه الأسباب الأخري التحرك الإثيوبي النشط الهادف إلي تخريب التحركات المصرية في الصومال ككل إذ إستطاعت المخابرات الإثيوبية النافذة في الصومال بوحداته الثلاث الحصول علي خطاب مسرب وجهته وزارة الدفاع الصومالية إلى نظيرتها المصرية ونشر بموقع The Reporter في 30 مايو 2020 وهذا الخطاب وقعه وزير الدفاع بجمهورية الصومال الفيدرالية ، حسن علي محمد بتاريخ 29 فبراير 2020أشار إلى أن الوزارة تلقت 13 نوعًا مختلفًا من الأسلحة النارية والمدفعية والذخيرة من مصر كما تضمن فقرة نصها : ” تشهد وزارة الدفاع في جمهورية الصومال الفيدرالية أنه لن يتم إعادة بيع هذه البضائع أو إتاحتها للاستخدام من قبل أي فرد أو كيان ليس في خدمة قوات الأمن الصومالية دون موافقة خطية من وزارة الدفاع في جمهورية مصر العربية ووفقاً لهذا الخطاب أكدت الصومال تلقيها كمية من 50 قاذفة قنابل RPG-7 و 1200 بندقية من طراز AK47 و 25 مدفع رشاش PKM (متوسط) مع 100 ذخيرة و 175 مدفع رشاش PKM مع 700 ذخيرة و 50 DSHK عيار 12.7 ملم و 20 بندقية قنص مع 1000 ذخيرة وتم تسليم 6 قذائف هاون عيار 82 ملم مع 550 ذخيرة و 12 وحدة من 12 قذيفة هاون عيار 60 ملم مع 636 مسدسًا إلى الصومال .
لكن علي أية حال ومن جهة أخري لاشك في أنه من الوجهة المنطقية هناك ثمة تباين بين موافقة صوماليلاند للإمارات – التي تعترف بصوماليلاند – علي إنشاء قاعدة لها عام 2017تخدم تدخلها العسكري في اليمن وموافقتها في أول يناير2024 علي منح إثيوبيا مساحة 20كم مربع في ميناء بربرة لإنشاء قاعدة عسكرية ومنفذ بحري تجاري وبين عدم موافقتها علي طلب مصر إنشاء قاعدة لها في زيلع , فالإمارات حلف لإثيوبيا وإثيوبيا تدير أمورهـــرجــــيـــسة . الأمـــر واضـــح .
6- أنه بإفتراض أن هناك في الأفق ثمة إحتمال لطلب صهيوني للحصول علي قاعدة عسكرية في صوماليلاند فإنه من المنطقي والحالة هذه أن تقاوم أو تعترض إثيوبيل سبيل موافقة صوماليلاند علي عهذا العرض علي إعتبار أن عرضاً صهيونيا في هذا التوقيت السيئ سيتقاطع مع سبيل إثيوبيا للحصول علي منفذ بحري تجاري وقاعدة عسكرية في بربرةوكنتيجة فإن هذا الأمر من شأنه أن يستبعد أو علي الأقل يؤجل تحقيق إمكانية حصول الكيان الصهيوني علي قاعدة عسكرية في صوماليلاند .
7- إقامة قاعدة صهيونية في صوماليلاند مشروطة بتبادل الإعتراف المُتبادل لكن الحقيقة العملية أن نظامي هرجيسة وتل أبين نظامان غير أخلاقيين وبالتالي فإن عملية الإعتراف الصهيوني بصوماليلاند أو العكس مسألة وقت وليست مسألة مبدأ من الطرفين لثلاث أسباب رئيسية أولها : ترحيب صوماليلاند بإتفاقيتي التطبيع اللتين وقعتهما دولة الإمارات ومملكة البحرين مع الكيان الصهيوني ولم يكن هذا الترحيب من واقع بيان رئاسي أو من وزارة خارجية صوماليلاند إذ من الواضح أن هناك حذر من جانب حكومة هرجيسة فيما يتعلق بالعلاقات مع الكيان الصهيوني وهو حذر مبني علي مخاوف أمنية ولذلك كان الترحيب صادراً عن Bashe Omar Awil مبعوث صوماليلاند لدي كينيا في تصريح له نُشر بموقع SOMALILAND STANDARD في 15 أغسطس 2020 قال فيه : ” إن إتفاق إبراهام مثال جيد للتحالفات بين دول المنطقة المُهتمة بالإستقرار الإقليمي والتعاون ويُؤكد علي التطلعات الدائمة للتوصل إلى السلام بين الجيران ” ثانيها : إقتران إفتقاد صوماليلاند لوضعية الدولة المُعترف بها دولياً مع إفتقاد القيادة السياسية لهذا البلد – أعني رئيس الدولة – لإجماع وطني علي الأقل من قبل المُعارضة السياسية إذ تري المعارضة الرئيس Musa Bihi Abdi رجلاً لا إستعداد لديه لتقبل النقد وميوله الإستبدادية وسوء تعامله داخل الحزب الحاكم والصفقات المشبوهة التي أبرمتها الحكومة التي يقودها الرئيس مع الشركات الأجنبية , ثالثها أن صوماليلاند كيان تابع لإثيوبيا وبالتالي فإن إعتراف هذا الكيان بكيان مماثل كالكيان الصهيوني ليست مسألة موائمات لصوماليلاند بقدر ماهي مـــسألة خاضعة لأولويات السياسة الإثيوبية الأوسع مدي للصومال ككل , وكذا لإستعداد الكيان الصهيوني نفسه لإتخاذ قرار يتعلق جزئياً بالإتحاد الأفريقي الذي سعي الكيان الصهيوني لإكتساب صفة المراقب فيه في قمة مالابو الأفريقية لكنه أخفق أخيراً بسبب معارضة الجزائر وجنوب أفريقيا ومع ذلك فهو سعي مُستمر .
8- بالنسبة لليمن فقد يترتب علي تسريب تحرك الكيان الصهيوني من أجل الحصول علي قاعدة عسكرية في صومالايلاند الآتي :
– مبادرة الحوثيين للتحرك بإتجاه بناء علاقات إيجابية مع حركة الشباب الصومالية لمواجهة عدو مشترك .
– تـــغــيــر مُحــتــمــل في مــعــادلة الصراع الحالي في الصومال بحيث قد يــنتقل الـــصـــراع في الصومال من نموذج صراعات القرن الأفريقي بسماته الخاصة إلي نموذج جديد قد يجمع مابين ســـمــات نموذج أفغانستان / طالبان ونموذج غـــزة /حماس وهو ما قد يؤدي إلي تدخـــل أمـــريكي يحبذ تخـــلي الكيــان الـــصــهـــيوني عن فكرة إقــامة قاعدة عسكرية في صوماليلاند إتـــقـــاء لمخاطرها المُحتملة والإكتفتاء بتبادل العلاقات الدبلوماسية بين جمهورية صوماليلاند المزعومة والكيان الصهيوني المزعوم .
– بدء تــــمــــدد طـــــوفـــان الأقـــصي بما يتضمنه من سمات الصراع في الشرق الأوسط والتي يغلب عليها الطابع الديني بالرغم من محاولات الإدعاء الخاطئ بأنها سمات سياسية بحتة ليصل إلي الـــقـــرن الأفريقي وهو ما يمكن أن تنظر إليه الإدارة الأمريكية علي أنه نـــذير يجب الحذر منه ومنعه إن أمكن .
– إن إمكانية تحقيق الكيان الصهيوني الحصول علي قاعدة عسكرية له بصوماليلاند من المؤكد أنها إمكانية مرتبطة إما بالتنسيق مع كيان الإمارات وإثيوبيا أو بــعـــونـــهــمـا وبالتالي ستكون الإمارات وإثيوبيا هـــدفاً للحوثيين فكلاهما بشكل أو آخر تعاون مع عدو الحوثيين وعليه أن يتحمل تكلفة هذا التعاون .
الـــمـــوقف المصري المحتمل :
لو أن الكيان الصهيوني نجح في التموضع في قاعدة عسكرية في صوماليلاند فإن الأوراق ستختلط أمام مـــصر علي طاولة الصومال فإثيوبيا لا ترتبط مع مصر بإتفاقية سلام كتلك التي وقعتها مصر مع الكيان الصهيوني في 26 مارس1979 بل أن لمصر خصومة تاريخية مع إثيوبيا زاد من حدتها مشروع سد النهضة الخلافي علي مجري النيل الأزرق , لكن الحقيقة التي لا مراء فيها أن الكيان الصهيوني عدو للمسلمين والعرب وللإسلام والعروبة , ومع ذلك فموقف مصر من الوجود الصهيوني المحتمل في قاعدة عسكرية بصوماليلاند سيكون إطاره الملزم لللكيان الصهيوني ولمصر هو مـعاهدة السلام – كما أشرت – اما الموقف المصري من إثيوبيا فسيكون إطاره الخصومة المصرية الإثيوبية والتحالف المصري / ألارتري /الصومالي .
لكن تموضع الكيان الصهيوني في قاعدة عسكرية بصوماليلاند سيظهر قدر التناقض المصري في الموقف من الكيان الصهيوني ومن إثيوبيا التي ستستخدم هذا التناقض المصري – إن حدث – قدر إمكانها في ممارسة دعاية مضادة لمصر وعلي أية حال فعلي مصر عدم التخلي عن الصومال فموقفها في دعم الصومال بقدر ما هو مفيد للصومال فهو يصون أمن مــــصـــر القومي والمضار من التموضع الصهيوني في صوماليلاند – إن تحـقـق – سيكون تركيا يـليـها مصر فالصومال الفيدرالي ذلك أن الكيان الصهيوني إن تموضع في صوماليلاند فسيتموضع عسكرياً وإقتصادياً وسينافس الأتراك والصينيين (تايوان) منافسة حادة .
النتيجة العامة هي أن وجود الكيان الصهيوني مقترناً بإثيوبيا في صوماليلاند لن يكون في صالح وحدة أراضي الصومال أو إعادة التوحيد فكلا من الكيان الصهيوني وإثيوبيا يكمن في باطن عقلهما السياسي ميول توسعية متجذرة ستضر بالصوماليين جميعاً الذين عليهم وحدهم واجب التصدي الإستباقي للصهاينة والإثيوبيين وكلاهما صورته الحقيقية الشائهة واضحة للعيان في داخل فلسطين وإثيوبيا .
الــــــــــــــــــــــــــــــــســــــــــــــــفــــيــر : بـــــــــــــــــــلال الـــــــمــــــــصـــــــــري –
حصريا المركز الديمقراطي العربي – الــــــقــــاهــــرة / تـحـــريـــراً في 20 أكتوبر2024