الشرق الأوسطعاجل

“واشنطن بوست” الرئيس الامريكي لايحترم “خمس” من ضمنهم الزعماء العرب

أجرى جيفري غولدبرغ التشريح الأوسع للسياسة الخارجية للرئيس الأمريكي باراك أوباما، كاشفاً أنها تقوم على مبدأ أن “أفضل زعيم هو الذي يتزعم أقل ويتأمل ويتحدث أكثر”.

دافع الرئيس الامريكي باراك أوباما في المقابلة التي أجراها معه  غولدبرغ من مجلة “ذي اتلانتيك” الخميس، عن سياسته الخارجية منذ وصوله الى البيت الأبيض عام 2009 والتي باتت تعرف بـ”عقيدة أوباما”.

أورد المعلق في صحيفة واشنطن بوست دانيال دبليو درزنر “خمس أفكار” لخّص من خلالها أكثر ما فاجأه في المقابلة:

  • 1 – إن أوباما لا يحترم العاملين في السياسة الخارجية. فهو وفريقه في البيت الأبيض يبديان ازدراء حيال الآراء والأحكام الصادرة من مؤسسات الفكر والرأي التي تتناول السياسة الخارجية في واشنطن. وكتب غولدبرغ، إن أوباما يعتقد عموماً أن مؤسسات الفكر والرأي في واشنطن، التي يزدريها سراً، تجعل من “الصدقية” صنماً، ولاسيما ذلك النوع من الصدقية الذي يُشترى بالقوة. ويقول إن الحفاظ على الصدقية (صدقية أمريكا كقوة عظمى)، أدى إلى فيتنام.

ويضيف درزنر: “في مقالته الطويلة، التي لخص من خلالها المقابلة مع أوباما، يقول غولدبرغ :”بحلول عام 2013، كان استياء أوباما قد اتخذ شكلاً واضحاً. لقد استاء من القادة العسكريين الذين كانوا يعتقدون أن في إمكانهم معالجة أية مشكلة إذا ما أعطاهم القائد العام للقوات ما يريدونه، كما حنق على مؤسسات الرأي. وهناك شعور سائد في البيت الأبيض مفاده أن مؤسسات الفكر والرأي الأبرز في واشنطن تزايد على مموليها العرب وأولئك المؤيدين لإسرائيل”. لقد سمعت مسؤولاً في الإدراة يشير إلى ماساتشوستس أفنيو، المكان الذي تقع فيه الكثير من هذه المؤسسسات، على أنه أراض عربية محتلة”.

  • 2 – إن أوباما يكن احتراماً أقل للزعماء العرب في الشرق الأوسط .
  • والرئيس الأمريكي لا يقدر كثيراً بنيامين نتانياهو، لكن ذلك لا يقارن برأيه في الزعماء العرب.
  • وببساطة لم يقل أوباما أي شيء إيجابي عن أي من الزعماء العرب في هذه المقالة. لقد ورث مجموعة من التحالفات غير المستقرة مع دول عربية سنية، لكنه لم يحبها. يتحدث عن كيف أن السعودية وإيران تحتاجان إلى تقاسم السلطة في المنطقة… ومن الواضح أنه مستاء من أي وقت يخصصه، في رأيه، للشركاء في المنطقة.
  • 3- هناك قليل من دونالد ترامب في باراك أوباما. فترامب يخوض حملته بناء على فكرة أن الولايات المتحدة لا تحصل على ما يفيدها من بقية العالم، ويقول إنه سيعمل مع فلاديمير بوتين. والمفاجئ قول أوباما إن لقاءاته مع بوتين كانت جيدة. أما المثير للدهشة فهو تبني الرئيس الأمريكي المشاعر نفسها عن المستفيدين من أمريكا دون مقابل.
  • ويقول غولدبرغ:” إذا ما تساءل أوباما في السابق عما إذا كانت أمريكا هي الأمة التي لا يستغنى عنها في العالم، فإنه لم يعد يعتقد ذلك. لكنه الرئيس الوحيد تقريباً الذي يستاء احياناً من القول إن أمريكا لا يستغنى عنها عوض تبني الفكرة. لقد قال لي ان الراكبين المجانيين يغضبونني. وهو حذر بريطانيا اخيراً من أنها لن يكون في إمكانها الادعاء بـ”علاقة خاصة” مع الولايات المتحدة إذا لم تنفق على الأقل 2 في المئة من إنتاجها القومي على الدفاع”.
  • 4-  إن الاخفاقات الأكبر لأوباما في السياسة الخارجية هي محلية بطبيعتها. وكما قلت قبل بضعة أيام فإن استراتيجة أوباما الكبرى تستخف بالتهديد الذي يشكله الإرهاب والشرق الأوسط، أمام صعود الصين والتغير المناخي. ومن الواضح أن معظم الجمهوريين يخالفون هذه الأولويات، وكما يقولون هنا فإن الناس المنطقيين يمكنهم مخالفة هذه المجموعة من الأولويات.
    إن مشكلة أوباما الكبرى هي إخفاقه في اقناع الأمريكيين بأن تهديد الإرهاب مبالغ فيه.
  • 5-  الجملة التي ستثير حنق الكثيرين من أوباما هي السبب الذي يجعلني أعجب به.
  • فإذا ما كان ثمة عبارة واحدة في هذه المقالة تشكل علامة فارقة حول رأي أوباما بموقع أمريكا في العالم، فهي التالية: مع كل الثآليل الصغيرة (العيوب)، فإن الولايات المتحدة تبقى قوة من أجل الخير في العالم”.

وينطوي انسحاب أوباما من الشرق الأوسط على خيبة له من المنطقة، إلا أنه يعكس أيضاً ازدراءً لعالم عربي يجب تجنبه. فأوباما تجاهل تلك الدول التي تسعى بخجل إلى تطبيق إصلاحات ومكافحة الإرهاب، و”لم ير أي بصيص أمل أو وعد في هذا المشهد القاتم… يبدو الأمر كما لو أن العالم العربي يسكنه فقط شباب غاضبون لا يفكّرون إلا بكيف يقتلون أمريكيين، ويخلو تماماً من النساء والرجال العرب المحترمين، على غرار أولئك الملايين الذين تظاهروا وقاتلوا ضد الاستبداد وطالبوا بالحرية والتمكين والكرامة والتحديث”.

Rate this post

المركز الديمقراطى العربى

المركز الديمقراطي العربي مؤسسة مستقلة تعمل فى اطار البحث العلمى والتحليلى فى القضايا الاستراتيجية والسياسية والاقتصادية، ويهدف بشكل اساسى الى دراسة القضايا العربية وانماط التفاعل بين الدول العربية حكومات وشعوبا ومنظمات غير حكومية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى