الاستراتيجية الامريكية الجديدة وهدف التقسيم
بقلم :إبراهيم نوايسه
اذا اردنا تسليط الضوء على قرار الانسحاب الروسي لابد من دراسة السياسية الامريكية كلاعب اساسي في المنطقة وخاصة الازمة السورية والمتتبع لهذه السياسة سيجد بان اثر الوقعية الجديدة غالب عليها فعندما رأى البعض بان التدخل الروسي في سوريا هو بداية تراجع دور الولايات المتحدة الأمريكية وعودة روسيا لمقعدها كلاعب اساس وقطب رئيسي.
لنجد بعد فترة بان هنالك اتفاق امريكي روسي وبادارة امريكية للازمة السورية فكان التدخل الروسي ليعدل الكفة لصالح النظام بعد تفوق المعارضة المعتدلة وذلك يشكل خوف للولايات المتحدة الأمريكية من مرحلة ما بعد الاسد والهدف الرئيسي هو اطالة امد الحرب .
ومن ثم اتى اتفاق وقف اطلاق النار وبدأ الحديث عن سيناريو تقسيم سوريا وكان ذلك واضح من خطاب وزراء الخارجية الروسي والامريكي والاتفاق على مطلب المكون الكردي ومن ثم اتى قرار الانسحاب الروسي من سوريا بتخطيط من الولايات المتحدة وذلك لاضعاف النظام مرة اخرى واجباره للجلوس على طاولة الحوار ومباشرة مع المعارضة السورية وذلك جاء بعد الانتهاء من خطة التقسيم ووضعها مطبوخه بجاهزية عاليه على مائدة الحوار بذلك يكون اللاعب الوحيد والقادر على حل الازمة هي امريكا.
وبناءً على ذلك فان الازمة السورية جاءت نسخه للحرب على العراق لكن باطراف وادوار واستراتيجية مختلفة تماما.
وهذا يدل على الواقعية الجديدة والتي تدعوا الى بناء التحالفات والقوة الناعمه والحرب بالوكالة وعدم استخدام القوة العسكرية الامريكية التي بالتالي ستنهك الاقتصاد الأمريكي والخسائر البشرية في قواتها.
فهناك تشابه بين خطة التقسيم في العراق والتسويق للفدرالية بعدما كان دخول العراق بالقوة العسكرية وبتحالف امريكي بريطاني وخسائر عسكرية وسياسية واقتصاديه وبشريه.
سوريا الان يتم وضع خطة التقسيم باستراتيجية التحالفات دون الدخول في قوة عسكرية او اقتصادية واتفاقيات سريه
وكل ذلك يخدم بالنهاية المصلحة الصهيونية والتي تسيطر على عملية صنع القرار في الولايات المتحدة الأمريكية من خلال هيمنتها على الاقتصاد الامريكي وغالبية مؤسسات الفكر الامريكية.
واقتبس ما قاله بن غوريون أول رئيس وزراء صهيوني: عظمة إسرائيل ليست في قنبلتها الذرية ولا ترسانتها المسلحة، ولكنها تكمن في انهيار ثلاث دول، مصر والعراق وسورية، وهذا ما يفعلونه الآن.. دمروا العراق وأضعفوه، ويحاولون اشعال حرب أهلية في مصر، وها هم الآن يحاولون تدمير سورية.. مخطط قديم جديد يسعون لتحقيقة.