السباق الروسي – الأمريكي في المنطقة العربية وتركيا .. من يتأهل للوجود
بقلم : عبدالله محسن الشاوش
السباق والتنافس على الوجود بين الامريكان والروس في المنطقة العربية الذي اصبحت بيئة خصبة لزرع احلامهم بالهيمنه والنفوذ بشتى المجالات امراً حتمياً وأشد من سابقيه وذلك باِفتعال أزمات في الدول العربية ذات البعد الاستراتيجي المهم وبأدوات وأموال عربية لتحقيق أهدافهم تتمثل بالأتي :
- 1: بيع الاسلحه العسكريه بأموال عربيه لإنعاش اقتصادهم
- 2: جعل المنطقة العربية ساحة لتجربة اسلحتهم العسكرية الحديثة.
- 3: تحقيق مصالح اقتصادية كون البلاد العربيه ذات موقع إستراتيجي مهم .
- 4: تحقيق الهيمنه والقوه لكن يترتب على هذا الهدف الإنتصار .
- 5: التحكم بالقرارات السياسية للبلدان العربية وتوضيفها لمصالحهم.
فالعامل المساعد لتحقيق اهدافهم القيادات العربيه التي تعاني من التشظي والإنقسام ومرتهنة للخارج نتيجة إفتقارها للمصالح الوطنية والقومية العربية مقارنة بالدول الغير عربيه ومنها تركيا التي انتهجت مصلحتها الوطنية ولم تجعل أرضها مرتعاً خصباً للوجود الأمريكي الروسي إلا إنها لم تكون بمنأى عن صراعاتهم بحكم وقوعها بجوار الدول العربية فحاولوا إقحامها في خضم إختلافاتهم وأخذت نصيبها لكن بالقدر الذي يليق بها كدولة تحترم سيادتها وشعوبها فاُفتعلت إسقاط الطائرة الروسية بصواريخ تركيه تسببت بأزمه كبيره بين الأتراك والروس نتج عنه تلاسنات حاده وتصريحات نارية على مستوى مسئولين كبار في الدولتين تمثلت بالتهديدات وقطع العلاقات رغم محاولات عده من قبل اردوغان بإحتواء الأزمة وتخفيف حدة الإحتفان إلاّ ان الروس لم يلتفتوا لتلك المحاولات لأسباب عده ومنها :
أولاً : إسقاط الطائرة الروسية بمثابة تقزيم لحجم روسيا بعد أن تعافت من أزمتها الإقتصادية التي نتج عنها هشاشة في قراراتها الدولية وهذا سبّب إحراج للقيادة الروسية
ثانياّ : تعرية الترسانه العسكرية من التطور والحداثة التكنولوجية التي أٌعلنت عنها بعدم قدرتها على التصدي لأي أهداف معادية .
ورغم ذلك فالقيادة الروسيالروسيه لم تتسرع بأي قرار تٌقدم عليه من شأنه سيؤثر عكسياً لإنها أستشعرت بأن هناك طرف ثالث وهي امريكا ستستفيد من التوتر الروسي التركي وأدركت بأن أي خطوة عدائية ستستثمر من الجانب الأمريكي بفتح صراع مع تركيا التي ستعمل على تغذية المعارضة السورية وبالتالي سيعيق أي نجاح عسكري لروسيا في سوريا لكنها في الوقت نفسه لم تقبل محاولات الأتراك لإحتواء الازمة إلا بعد مرور فترة زمنية كبيرة بسبب تصريحات اردوغان بأن تركيا لا يمكن أن تُنتهك سيادتها وتُخترق أجوائها فهي تريد محاولات عدة من الجانب التركي من شأنه تُعاد مكانة الهيمنة لروسيا في منظور العالم وبنفس الوقت تمتنع تركيا من الوقوف أمام روسيا وعمدت الى اللعب بأوراق بديله والضغط ع الاتراك بفتح علاقات جدية لتحقيق مصالح روسيه في المنطقة مقابل طي ملف اسقاط الطائرة الأمر الذي أُجبر الامريكان ان يهندسوا لإنقلاب عسكري يطيح بأردوغان من أجل نسف التقارب الروسي التركي الذي سيفتح شهية موسكو للتوسع في المنطقة وتحقيق اهدافها في سوريا وسحب البساط الأمريكي الذي امتد لفتره كبيره إلا اإن المخابرت الروسيه نجحت بكشف الإنقلاب قبل ولادته الطبيعيه لتقدمه كهدية لأردوغان ليقوم باجهاضه قبل ولادته المحددة مقابل مصالح ستحققها مستقبلا الأمر الذي أثر عكسيا على الأمريكان والذي اتضح في حينه للأتراك بأن امريكا الراعيه والداعمه الرسمية للإنقلاب عبر فتح الله جولن وطالبت بتسليمه لتركيا تمهيداً لمحاكمته وكانت تدار عملية الانقلاب من قاعدة امريكية في تركيا مما أثار مخاوف الاتراك بالوجود الامريكي فأندثرت الاحلام الامريكيه بإجهاض اردوغان لعمليه الإنقلاب ونتج عن ذلك ترميم للعلاقات الروسية التركية بزيارة اردوغان لموسكو عقب الإنقلاب ولقائه ببوتين وفسح المجال أمام الروس لتحقيق إنتصاراتهم العسكرية بسوريا وهو ما تحقق بذلك لإن تركيا لها دور كبير في الأزمه السورية بحكم المساحة الجغرافية والإستراتيجية والعسكرية والسياسية وتُرجم الإنتصار العسكري الروسي بسوريا الى ضربة موجعة تلقتها امريكا لكنها عمدت الى افساد العلاقات التركية الروسية بحياكة حادثة اغتيال السفير الروسي بتركيا الذي كان له دور كبير في التقارب الروسي التركي وكان المصمم لترسيخ العلاقات بين الجانبين .
فراهن الامريكان بأن إغتيال على مستوى سفير روسيا سيُعيد الخلافات إلى الواجهة وسيُعكّر العلاقات بين الطرفين لكن بوتين لم يحقق أحلام الامريكان بالتزامه الهدوء والتريُّث عن التهديدات لأنه يدرك بأن الحفاظ على العلاقات بين الجانبين أمر مهم في الوقت الراهن وهو ما صرّح به بوتين بأن هُناك طرف ثالث إشاره الى واشنطن لذلك من المتوقع بأن روسيا لن تتهور بتعكير العلاقات وستزيد من ترسيخها بالضغط على انقره بتحقيق مصالح اخرى لروسيا.
بإعتقادي أن السياسة الروسية سيكتب لها النحاح لإنها ليست قائمه على فك التحالف حين تشعر بان مصلحتها ستنتهي مقارنه بالسياسه الامريكيه التي تتخلى عن حلفائها باغلب المواقف