دلالات زيارة ترامب المرتقبة الى السعودية
بقلم : الدكتور معتز عبد القادر النجم
ان العلاقات الامريكية السعودية حتى قبل مجي دونالد ترامب كانت سيئه جدا ،وبعد قدوم ترامب تغير المشهد واصبحنا نرى ان ترامب المرشح مختلف عن ترامب الرئيس.ولاسيما بعد زيارة ولي ولي العهد السعودي الذي استطاع ان يغير قواعد اللعبة في الشرق الاوسط. فالشرق الاوسط اليوم يعيش في مرحلة احتضار اشبه بمرحلة الحرب العالمية 1945،فيمكن اعتبار اعلان زيارة ترامب الى السعودية اشبه باللقاء الذي جمع الرئيس الامريكي روزفلت والملك عبد العزيز آل سعود في14 شباط1945.
اذ تعتبر زيارة ترامب اول زيارة يدشنها رئيس امريكي في اول اشهر استلام السلطة الى بلد عربي اسلامي، حيث وصفت هذه الزيارة على لسان وزير الخارجية السعودي بانها “زيارة تاريخية”فبالبعد الجيو سياسي لهذ اللقاء الذي ستشهدة المملكة العربية السعودية لترتيب الاوراق في المنطقه وامكانية الاطاحة بانظمة جنت الكثير من ممارساتها.
اذ ستشهد هذه الزيارة قمة ثنائية وأجتماع مع زعماء خليجين وعرب ،ولقاء اخر مع زعماء دول اسلامية ،الامر الذي يفتح عدك تساؤلات حول دلالات هذه الزيارة وتداعياتها. فهناك اربع قمم سيعقدها ترامب الاولى مع الملك سلمان،والثانية مع دول مجلس تعاون،والثالث مع منظمة المؤتمر الاسلامي،والاخيرة ستكون ذات بعد ديني القدس والفاتيكان.
فمن منطلق الاستفادة من الابعاد التاريخية لبوصلة العلاقات الدولية،فالتاريخ يعيد نفسه فكما احاط الحلفاء للاطاحة بنظام هتلر في اوربا سوف يحيطون للاطاحه بنظام الملالي في ايران في الشرق الاوسط. فالشرق الاوسط بحاجه الى ترتيب اوراق مع دول ساندة وداعمة لارتدادات هذا الترتيب،فامريكا وبلسان رئيسها ترامب نرى بانها هي من بادرت باعلان زيارة وهذا يدل على ان الولايات المتحدة ارادت ان توثق هذا التحالف الاستراتجي بين المملكة السعودية وبين امريكا،مع الاخذ بعين الاعتبار ان المملكة العربية السعودية هي اول حليف امريكي في المنطقة.هذا مايفسر ان صانع القرار الامريكي بات يدرك ان المملكة العربيك السعودية هي من اهم الحلفاء الاستراتجيين في المنطقة، ليس فقط لكونها تمثل اكبر احتياطي للنفط في العالم بل وأكبر مسيطر رئيسي على سوق النفط العالمي مع احتفاظها بموقع ديني وروحي مهم بين الدول،فالعامل الديني هو احد أهم المحركات والدعائم الاساسية التي من المهم ان تراعيها الولايات المتحدة في علاقاتها مع السعودية فتصريحات ترامب حول ان ايران راعية للارهاب،وان البرنامج النووي خطر على الامن العالمي،اذن هناك اتفاق امريكي سعودي على اولوية تحجيم دور ايران في المنطقة فاللسعودية موقع جيوستراتيجي وجيواقتصادي،لذلك تعتبر ركيزة يمكن ان يستند اليه ليبنى به تحالف عسكري اقليمي دولي،لذلك يمكن القول ان عسكرة المنطقه نتيجة للاحداث الجارية سوف تشهد تزايد ليس له نظير فالبوصلة التي تتغير اتجهاتها من السياسي الى العسكري هو مايمكن التماسه في تصريح وزير الخارجية السعودي عندما صرح (ان جهد جبار لولي ولي العهد محمد بن سلمان عندما اثمر في زيارة ترامب الى السعودية،فشكرا الى ولي ولي العهد واهلا في ترامب)اذن هذا التناغم بين البعد السياسي والعسكري في صنع القرار السياسي الذي مزجته المملكة العربية السعودية في تقديم ولي ولي العهد وزير الدفاع على الجبير وزير الخارجية السعودي،نابع من مصلحة المنطقه العليا في استقطاب السياسه الدولية والدولة العظمة الى المنطقه لمعالجة القضايا والتشضي والاصطفافات الاقليمية والدولية،فالتوظيف الامريكي لبعض القضايا في المنطقه سوف تفضي الى ترتيب عدة قضايا ولاسيما اذا ماعلمنا ان الانتخابات الايرانية على الابواب ويمكن ان يكون هناك تحول سياسي في طبيعه النظام السياسي في ايران اذا مااستلم الاصلاحيون.
- اما بالنسبه لرد فعل طهران اتجاه هذه المجريات وماهو ادراك صانع القرار الايراني فالجميع يعلم ان المجتمع الدولي يريد من ايران
اولاً: ان تتخلى عن فواعلها ومشاريعها ولاسيما مشروع المليشيات والاذرع الايرانية في المنطقة،وان تتوقف عن السياسات التدخلية النابعة من هروب طهران من التزاماتها تجاه مواطنيها وعدم رغبتها في توظيف اقتصادها في خدمة مواطنيها
ثانياً: ان تجيب ايران على التساؤل الذي يحدد كيفية التعامل مع أيران من قبل النظام الاقليمي او النظام الدولي، وهو سؤال طرحه وزير الخارجية السعودي عادل الجبير عندما تسائل هل ايران دولة ام ثورة وان تنتقل من الثورة الى الدولة وتغادر نظام ولاية الفقيه. اما فيما بتعلق بتداعيات هذه الزيارة على صعيد العلاقات البينية فالولايات المتحدة كما اسلفنا ارادت ان تبدا من السعودية لضمان ان تكون السعودية ذراع امريكا في المنطقه من تحل محاربة الارهاب اولا ومن ثم تستطيع المملكة ان تستاهم بسخاء في مكافحة الارهاب وذلك بتزعم التحالف الاسلامي،وتحمل بعض الاعياء الماليه بدلا من ان تتحمل الادارة الامريكية العبئ وحدها بشكل كامل.
ولاسيما اذا ماعلمنا ان ترامب لديه بعد اقتصادي في سلوكة السياسي لانه جاءه من موسسات إقتصادية.