الدراسات البحثيةالمتخصصة

المهاجرون المسلمون في أوروبا بين قضايا الهوية والإرهاب

Muslim immigrants in Europe between issues of identity and terrorism

العدد الثالث “يونيو – حُزيران” لسنة “2017 ” من مجلة العلوم السياسية والقانون

احدى اصدارات المركز الديمقراطي العربي

اعداد : يوسف كريم – باحث  في التاريخ الراهن- كلية الأدب الرباط- المغرب

 

ملخص:

تسعى هذه الورقة إلى دراسة إشكاليتين وثيقتي الصلة بالهجرة- من زاوية النظر الأوربية – وأهمية ثقلهما الأمني على صناعة القرار الأوروبي: إشكالية الهجرة الإسلامية والنظر إليها من زاوية أمنية على أنها تهديد للهوية الأوروبية خاصة مع تصاعد تيارات اليمين المتطرف، و إشكالية الربط بين الهجرة والإرهاب، خاصة في ضوء الاعتداءات والهجمات الإرهابية التي شهدتها عدد من الدول الأوروبية.

وقد مكنتنا هذه الدراسة من استنتاج عدّة خلاصات، أهمها:

1-  أن الهويات الأوربية المنغلقة التي تنتصر لمنطق الثنائيات(نحن-هم)، وتدافع عن التميز الثقافي الإثني والديني الأوروبي تفوت فرصا كبرى للتعايش المنفتح على كل الأبعاد القيمية والروحية في الثقافات المختلفة.

2- أن التلازم الذي يقيمه الخطاب الغربي الإعلامي المعاصر بين الإسلام من جهة،والمهاجرين والإرهاب من جهة أخرى،تلازم زائف  ينطوي على مفارقات وتناقضات لاشيء يخفيها غير العمومية والضبابية اللتين يستعمل بهما لفظ”الإسلام” في ذلك الخطاب.

ABSTRACT

This paper seeks to study the two problems related to migration – from the point of view of Europe:

1- the problem of Islamic migration and consider it from a security perspective as a threat to European identity, especially with the escalation of extremist currents

2- the problem of linking migration and terrorism, Especially in light of the terrorist attacks in a number of European countries.

This study has enabled us to conclude several conclusions;

 That the closed European identities miss great opportunities for open coexistence on all values and spiritual dimensions of different cultures.

The correlation between contemporary Western media discourse between Islam on the one hand, and immigrants and terrorism on the other, is a false conundrum that involves paradoxes and contradictions.

مقدمة:

كانت الهجرة بمنطقة البحر الأبيض المتوسط وخلال عقود تعالج في بلدان الضفة الشمالية على أنها مسألة اجتماعية-اقتصادية، لكن مع مطلع العقد الأخير من القرن الماضي، بدأت تتحول تدريجيا إلى مسألة أمنية بكل المقاييس، وأصبحت “أمننة” الهجرة أحد الجوانب الأساسية للعقيدة الأمنية الأوربية، و يمكن القول إنه في جميع الدول الأوربية مازال ينظر للمهاجرين على أنهم خطر ومصدر تهديد، فأوربا اليوم متخوفة من اندفاع مهاجري الضفة الجنوبية للمتوسط نحو الشمال بما يحملونه من منظومة ثقافية ودينية وحضارية منافسة للقيم والمعايير الأوربية، لذلك يربط الأوربيون بين الهجرة وتهديد الهوية الثقافية والتوازن الداخلي لديهم، على اعتبار أن المهاجرين يتمسكون بعاداتهم وتقاليدهم ويرفضون تبني ثقافات الدول المضيفة لهم،وهو أمر تنتج عنه فجوة ثقافية واجتماعية بين المهاجرين من جهة،والسكان الأصليين من جهة ثانية.كما شهدت السنين الأخيرة تصاعدا لنشاط اليمين المتطرف في أوربا، حيث يشكل العداء، للأجانب ورفض الأقليات وفكرة التعددية الثقافية والدفاع عن هوية إثنو- وطنية والدعوى إلى الحد من الهجرة، القاعدة المشتركة لأي برنامج سياسي لحزب يميني متطرف[1]. وقد تضاعفت الضغوط على هؤلاء المهاجرين في أوربا،و شهدت تضخُّما واضحاً، لا سيَّما إثر الوضع العدائيّ المستقرّ في الأذهان بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر2001،واستمرت في التصاعد منذ ذلك التاريخ حتى بلغت ذروتها بوقوع الاعتداءات الارهابية في مدريد  في مارس2004،والتي كان من بين المتورطين فيها أشخاص من أصول غير أوربية،وبهذه الصورة تمَّ تكثيف الحالة العدائيَّة تجاه المهاجرين، وتحوَّل الخوف من المهاجرين  في الذهن الغربيّ إلى رهاب سُمّي إرهابوفيا من منطلق احتمال قيامهم بأعمال إرهابية.ويهمنا في هذه الورقة أن نبسط للنقاش الهواجس التالية:

*- ما الذي يجعل بلدان الضفة الشمالية تخشى الهجرة والمهاجرين من جنوب المتوسط؟هل عددهم وكثافتهم،أم ثقافتهم وتأثيرهم على التوازن الداخلي للمجتمعات الأوربية؟

*- هل تمثل تفجيرات “الإسلام الجهادي”(militant Islam)التي عرفتها بعض العواصم الأوربية تهديدا فعليا للدول الأوربية؟ولماذا يصر الأوربيون على محاربة المهاجرين من خلال دينهم؟وما رهاناتهم في ذلك؟

*-كيف استطاع الساسة من أهل “القومية الأوربية” أن يدرجوا هذه الثنائية(هجرة-هوية/هجرة-إرهاب) في التصورات الأمنية الراهنة،وأن يؤلبوا قاعدة شعبوية عريضة من الأوربيين ضد هذه الشرائح الإثنية؟

*- كيف يمكن للمهاجرين درء مشاعر الإكزنوفوبيا(xénophobie) داخليا وخارجيا والتأسيس لخطاب جديد يبرؤهم من ركام التشوهات التي أصابتهم في مقتل؟.

سنحاول في هذا الورقة دراسة إشكاليتين وثيقتي الصلة بالهجرة- من زاوية النظر الأوربية – وأهمية ثقلهما الأمني على صناعة القرار الأوروبي،وهما إشكاليتين تندرجان في خانة  ما يمكن أن نسميه مصادر اللاأمن غير الكلاسيكية(non-traditional sources of insecurities) ويتعلق الأمر ب:

إشكالية الهجرة الإسلامية بنوعيها المعتدلة والراديكالية، والنظر إليها من زاوية أمنية على أنها تهديد للهوية الأوروبية وللتوازن الداخلي الأوروبي والاستقرار الثقافي والاجتماعي (المحور الأول).

إشكالية الربط (Link) بين الهجرة والإرهاب، خاصة في ضوء الاعتداءات والهجمات الإرهابية التي شهدتها عدد من الدول الأوروبية، والتي انطبعت بتغول الطرف الأوروبي في الربط الميكانيكي بين الهجرة والإرهاب (المحور الثاني).

إن الهدف من هذه الدراسة هو إعادة التفكير العلمي في موضوع الهجرة وعلاقته بالهوية والإرهاب،والمساهمة في التشخيص الإيجابي لعللهما قصد فهم موارد ومصادر النزعة الإقصائية والتدميرية في بعض التجارب الأوربية المعاصرة،وتوفير الظروف والشروط المركبة لتجاوزها وإعادة مقاربتها بعيدا عن كل الخطابات والقناعات المغلقة والمنكفئة.

المحور الأول: الهجرة والهوية الأوروبية

يطرح موضوع الهويّة مسألة ارتباط الجماعة البشريّة بالتّاريخ والمواقع الجغرافيّة بل وبأصولها الإثنية وبثقافتها وعاداتها، إذ لا يتعلق موضوع هويّة الجماعات ببعد واحد من أبعاد وجودها التّاريخي وإنما بمجموع أبعادها وامتداداتها الماديّة والرّوحي، فالهويّة مفهوم مركب تترنح معانيه بين عدة مدلولات أهمها السمات والمميزات التي تميز الفرد أو الجماعة أو الأمّة عن غيرها. كما ترمز من جانب آخر إلى ما هو خصوصي وكذلك ما هو ذاتي فيما يتعلق باللغة والعقيدة والحضارة والتاريخ والجنس والعرق. فهي بهذا خليط منسجم من القيم والتقاليد والأفكار والثقافة تختص به جهة ما عن غيرها من الجهات، وينتقل بين هذه الجهات بالتوارث.

ويمكن تعريف الهويّة للجماعة )بأنها الشفرة التي يمكن للفرد عن طريقها أن يعرف نفسه في علاقته بالجماعة الاجتماعية التي ينتمي إليها، والتي عن طريقها يتعرف عليه الآخرون بعدّه منتمياً إليها). وهي شفرة تتجمع عناصرها العرقية على مدار تاريخ الجماعة )التاريخ( من خلال تراثها الإبداعي )الثقافة( وطابع حياتها )الواقع الاجتماعي)[2].

وفي مقابل ذلك فإنّ الاستغلال البشع لهذا المفهوم دفع بالغرب إلى وضعه في ثنائية متقابلة متناقضة ،إذ نجد أنّ الإدراك الغربي للهويّة يتأرجح حول نقطة صلبة تقوم على ثنائية قطبية حادة )أنا في مقابل الآخر)[3] ،فبدعوى الحفاظ على الهويّة يتم الترويج لموضوع الهجرة والمهاجرين المسلمين مثلا بوصفها مصدر تهديد محتمل ،ويشكل هذا الترويج الخاطئ صلب حركة العديد من الأحزاب اليمينية المتطرفة التي تحاول الوصول إلى غايات، لكن بتوظيف وتسخير واستغلال  للهجرة في علاقتها بالهويّة.

أولا: صراع الهوية والاندماج

على اثر تراكمات تاريخية في حقل المفاهيم الأمنية للهوية، تكونت قناعة شبه ذاتية لدى غالبية عناصر الرأي العام الأوروبي بأن التعددية الثقافية هي بالفعل مشكلة بنيوية ذات ثقل ضاغط على توازن أوربا الداخلي، وقد تحددت الإشكالية في صعوبة دمج المجموعات المهاجرة في أنظمة المجتمعات الديمقراطية، خاصة أولئك الذين تحدوهم عقائد تشددية، ويحتشدون في أشكال تنظيمية لا تتلاءم مع النهج الديمقراطي للمؤسسات الأوربية[4]، وفي مواجهة جملة التحديات التي تثيرها الهجرة في بعدها الثقافي، اعتمدت الدول الأوربية مخططات من شأنها أن تخفف من حدة التعارض والتنازع الثقافي والعقدي بين الأغلبية (الساكنة الأصلية) والأقلية (المجموعات المهاجرة )وهي المعروفة بسياسات

“Intégration ;Acculturation et Assimilation”[5]:وهي كلها سياسات جعلت من مقاصدها الأساسية التحكم بالديناميكية السياسية والاجتماعية لمجتمعات الهجرة القابعة فوق التراب الأوربي. وبشكل عام، يرصد المراقبون أربع أنواع من السياسات الموجهة للأقليات المهاجرة، نطرحها كالأتي:

سياسات الإبعاد التي طالت العديد من الأقليات من أصول مهاجرة إلى البلدان الأصلية التي ينحدرون منها، في إطار ما عرف “بسياسة إعادة التوطين”.

سياسات رفض الحالة الانعزالية لمثل هذه الأقليات وتقوقعها حول نفسها في محيطات مجتمعية ضيقة وهشة، التي ساعدت بدورها على استفحال أعمال العنف وارتفاع مستويات الجريمة، وتطوير النزوعات الإرهابية لدى شريحة عريضة من عناصرها.

السياسات التي نظرت إلى المجموعات المهاجرة على أنها أقليات مؤقتة، وأنها من المتوقع على المستوى المبدئي أن تعود أدراجها للبلدان الأصلية، وبالتالي عدم تمتيعها بصفة المؤهل لاستحقاقات المواطنة السياسية.

–  السياسات المقرة بالتعددية الثقافية كإحدى الخصائص المميزة للمجتمعات الأوروبية، مع الاحتفاظ بمساحات واسعة في تعزيز القدرة الأمنية على مواجهة الآثار الجانبية للعناصر الأجنبية، خاصة الإسلامية منها.

ولقد ساهم في تحرك دول الإتحاد الأوروبي في اتجاه الاقتناع بأن الهوية الوطنية هي من أهم العناصر القومية المعرضة للاختراق “والتلطيخ”من قبل المهاجرين، وجود صورة نمطية حول المهاجر في أوربا مافتئت تسبب ذلك الارتفاع الكبير في ارتفاع مستويات “الأكزنوفوبيا ” )كره الأجانب أو المخاوف المرضيَّة من الأجانب، أو الكراهيَّة العميقة للأجانب) وفي انتشار ظاهرة التمييز العنصري في هذه الدول[6]،وتتمثل أهم الصور السائدة عن المهاجر القادم من جنوب المتوسط فيما يلي:

يؤمن بدين مغاير للدين المسحي وبالتالي فهو يمثل خطرا دينيا يتعين التوجس منه والحذر إزاءه. والواقع أن هذه الصورة التي تمثلتها أذهان العامة من المسيحيين رجع صدى للدعاية المحمومة التي قادتها البابوية أثناء الحروب الصليبية.

المهاجر هو حامل لمضامين ثقافية ولنمط من العادات والتقاليد التي لا يمكن بأي حال من الأحوال أن تنسجم مع الثقافة الغربية.

المهاجر يمثل خطرا ديموغرافيا، ويأتي هذا الخطر من مصدرين اثنين، أولا ارتفاع معدل الولادات بين عناصر الهجرة الإسلامية، وثانيا الانخفاض “المزعج” للمواليد الجدد بين الساكنة الأوربية، خاصة في ظل التوقعات التي تقول باحتمال أن تتحول بعض المدن الأوربية إلى مدن ذات أغلبية مسلمة ما بين 2020 و 2025.

4-  المهاجر هو مصدر للعنف والإرهاب والتطرف، وقد تعززت هذه الصورة عقب الممارسات الترهيبية التي ضربت أقطاب العواصم الغربية،ورسختها التصورات الاستشراقية العنصرية،التي جعلت من المهاجر المسلم حيوانا دمويا وإرهابيا يعشق القتل وقتل الرؤوس، وهي صفات تمثل النقيض المباشر للمسيحية[7].

لقد نجحت أوربا القرن السادس عشر في القضاء على هيمنة الكنيسة الكاثوليكية، فبات الفصل بين الديني والسياسي قائما ثابتا،حال بقوة دون تدخل الكنيسة في الشأن الدنيوي،وضمن للناس حرية ممارسة شعائرها دون وصاية أو رقابة على الضمائر،وليس من المبالغة في شيء القول هنا،بأن تيارات الهجرة التي تعاقبت على أوربا،هي التي حملت معها ثقافات جديدة،متأتية من قناعات”دخيلة” على قارة لا تنفي ولم تنف يوما ارتباطها الوثيق بقيمها المسيحية[8].

ثانــيا: تداعيات صعود اليمين المتطرف

عرفت أوربا منذ بداية الثمانينات انتشارا ملحوظا للأحزاب اليمينية، واليمينية المتطرفة، وتزايدت وثيرته مع بداية الألفية الثانية حيث عمل هذا المد على تغيير خارطة أوربا الجيوسياسية في فبراير2000،عندما تمكن الحزب الليبرالي النمساوي من حصد حوالي 30 بالمائة من الأصوات في الانتخابات التشريعية،وعندما استطاعت الجبهة الوطنية في فرنسا في2002،من الوصول إلى الثاني في الانتخابات الرئاسية الفرنسية بحصولها على نسبة 20 بالمائة من الأصوات.

إن إثارة الفوبيا من الهجرة والمهاجرين يرتبط في الغالب بالسياقات الانتخابية الأوربية،وتستثمرها بالدرجة الأولى أحزاب اليمين المتطرف، الراديكالي أو الشعبوي، حيث تقتنص هذه المناسبات لإثارة مشاعر العداء والكراهية للهجرة والمهاجرين،وتصويرهم بأنهم دخلاء وغرباء،وأنه يجب قبولهم بأقدار محددة،وأن تضبط أدوارهم،لئلا تقضي هذه الأقليات على الشخصية الأوربية التقليدية[9].والمرجعية الأساسية التي تستند عليها هذه الفئة من الأحزاب هي الإقصاء الكامل للإثنيات الأخرى،سياسيا واقتصاديا وثقافيا من مجتمع الأغلبية،والدعوة إلى إخضاعها إلى مقاربات أمنية صارمة،وتفعيل قناعة ما يسمى ب”la tolérance zéro” بدلا من اتباع سياسات الاندماج وتحقيق التقارب الثقافي بينها وبين المجتمع الأصلي،وهي كلها طروحات تترجم مستويات تطور الفكر الفلسفي العدائي لرواد التنظير اليميني المتطرف في عملية شكلنة النظام الاجتماعي الإثني[10]..

وقد كانت هذه الأحزاب في مقدمة الأصوات التي تبنت الخطاب الاسلاموفوبي في الغرب حيث حظي مفهوم “أسلمة أوربا” بنقاش واسع في الأدبيات اليمينية في أوربا، وهو يعني أن المسلمين الذين يمثلون حضارة “دونية” يحصلون على مزيد من التغلغل والنفوذ بما يكفي لتشكيل تهديد حقيقي للهوية الأوربية من قبل الآخر (القادمون الجدد)، لذا وجب منع الهجرة من البلدان الإسلامية نحو أوربا المتشبعة بقيم الحرية والعلمانية والعقلانية[11].

لقد استطاع اليمين المتطرف أن يلتقط  شعور الأوربي بعدم الأمان وعدم الثقة في عالم متغير بسرعة، وخاطبه من خلال خطاب سياسي يؤكد الحاجة إلى الحفاظ على الهوية الوطنية ضد التأثيرات الخارجية، قائم على التمييز بين الأنا والآخر(Us versis Them))، وقدم التزاماً بحماية الهوية الأوروبية من الثقافات الدخيلة، إذ إن أهم ما يميز اليمين المتطرف الأوروبي هو أنه استطاع النجاح حيث فشل اليمين واليسار التقليديان.

إن الواجب على بلدان الضفة الشمالية أن تتخلى عن الطرح الذي يجعل العناصر التي تصنع المواطنة هي الثقافة والعرق والدين والتاريخ المشترك، فأوربا على امتداد تاريخها لم يكن لها تاريخ مشترك وعرق مشترك ودين واحد، وعاشت حروبا سياسية عرقية ودينية على امتداد قرون[12]، فهذه المفاهيم هي أسطورية أكثر منها واقعية، وقد تم توظيفها إيديولوجيا من طرف أحزاب اليمين المتطرف التي تريد شيطنة الإسلام، وبدأت تحذر من خطورة “الاسلاموفوبيا”[13]،وبالتالي فإن المطلوب من دول أوربا هو أن تركز على التعددية الثقافية والعرقية والدينية، وأن تقتنع بأن الهويات تلتحم فيما بينها لتخلق مواطنة متجانسة يعتبر الإسلام على غرار باقي الثقافات الأخرى جزء فاعلا فيها، بدل العمل على توسيع مساحات تزلزل الروابط الاثنو- قومية والتي زاد من حدتها تفشي ظواهر العنف المنظم والأعمال الإرهابية في أوساط نسب مهمة من العناصر الإسلامية في الداخل الأوروبي وخارجه، وهو ما سنتناوله في المحور الموالي.

المحور الثاني: الهجرة الإسلامية و إشكالية الإرهاب

يلاحظ المتتبع لتجليات صورة الإسلام وتقلباتها في وسائل الإعلام الغربية أنها صورة متحركة،مصنوعة، تتغير فيها الألوان وتتبادل عناصرها المواقع حسب الظروف والأحوال،وفي الظرف الراهن،تبدو هذه الصورة ذات ثلاثة أبعاد هي :المهاجرون، المسلمون والإرهاب.وهكذا فالإسلام فيها لا يدل على دين أو حضارة بقدر ما يشير إلى نوع خاص من “المسلمين” هم تارة”العرب”وتارة”المهاجرون”،وحينا”المتطرفون الأصوليون”،وحينا آخر ما يتخيله صانعو تلك الصورة أن “الإسلام” يمكن أن يكون مخيفا[14].

لقد انتقل الخوف من الإرهاب من خوف عاديّ إلى خوف مرضيّ فيه نوع من الفوبيا ( la phobie ) التي تدعمها البحوث الأكاديميَّة والخطابات السياسيَّة والمنتجات الإعلاميَّة المختلفة. بل صار الإرهابوفوبيا مبحثاً نفسيَّاً واجتماعيَّاً في الفكر الغربيّ المعاصر، له مكانة وحظوة كبيرتان، ويؤثّر في الغربيّ، وينعكس على نفسيَّته، فيوجّه كيفيَّة تمثّله للآخر –المسلم أكثر من كونه مشغلاً أمنيَّاً أو سياسيَّا.

أولا:الاعتداءات الإرهابية وشيطنة المهاجرين المسلمين

منذ أحداث 11 شتنبر 2001 بنيويورك وخصوصا بعد الحرب الثانية على العراق صارت المسألة الأمنية الرهان الأساسي لكل دول العالم، سيما مع تأثير الإرهاب الدولي من جهة والأعمال العسكرية من جهة ثانية على توازن الدول واستقلالها، لذلك لم يكن للبعد الأمني أن يطغى على الاتفاقيات التي تعقد بين دول الجوار المتوسطي، والسعي إلى ترويج شعار “حماية المجتمعات الأوربية من خطر التهديدات الإرهابية”، لو لم تكن المنطقة تعيش على إيقاع تبعات ما بعد 11 شتنبر 2011، كما أن العمليات الإرهابية التي شهدتها عواصم بعض الدول الأوربية (مدريد 2004 ولندن 2005 وباريس2015) والتي كان من بين المتورطين فيها أشخاص من أصول مغاربية،ولد لدى دول الشمال المتوسطي ربط مختزل بين وجود المهاجرين وعدم الاستقرار السياسي والأمني،وجعل دول الاتحاد الأوربي تعيد النظر في الجماعات المسلمة وثقافتها في ضوء حرب الأفكار والثقافات التي يروج لها المفكرون القوميون، فبعد أحداث 11 شتنبر والأحداث اللاحقة التي هزت عددا من العواصم الأوربية، أصبح الرأي العام الغربي ينظر إلى الجاليات الإسلامية بعين سلبية، وإلى العنف الإسلامي بأنه عنف سياسي وإيديولوجي، وإن كانت الممارسة تشهد من حين لأخر بعضا من مظاهره المافيوزية (aspects mafieux) [15]،، بمعنى أن ممارسة العنف من لدن أفراد وجماعات ذات انتماء إسلامي ، تستند إلى حد كبير على عوامل عقائدية، وعلى قناعات دينية وتصورية للشاكلة التي ينبغي أن يكون علها المجتمع.

الاعتداءات الإرهابية التي ضربت عددا من الأقطار الأوربية قادت إلى خلق قفزة إلى الأمام بالنسبة للتعاون الأوروبي والتوحد حول بناء أنظمة دفاع سياسية للمجابهة الاستباقية والبعدية لتهديدات الإرهاب الدولي، وعلى هذا الأساس، يمكن أن ندرك أيضا طبيعة الإستراتيجية الأوربية الموجهة لمكافحة الإرهاب، وهي إستراتيجية تتأسس على أربعة أعمدة تتمحور حول العمل الإستباقي والحماية وتفكيك التنظيمات الإرهابية وردود الفعل إزاء الاعتداءات الإرهابية، وتعتمد الإستراتيجية على اتخاذ إجراءات على المستوى الوطني والأوروبي على حد سواء[16].

إن نمو النزعات المعادية للأجانب في دول الاتحاد الأوربي،وتصاعد نسبة التيارات اليمينية المتطرفة في مراكز اتخاذ القرار،وزيادة الضغط الأمريكي على الدول الأوربية للانخراط في الجهود الدولية لمكافحة ما تسميه”ارهابا”،ومن ثم التضييق على الجاليات العربية والإسلامية،من المحددات التي أربكت حرية تنقل الأفراد من الجنوب إلى الشمال المتوسطي،كما أن بعض الأحداث المعزولة قد شكلت إحدى أدوات تحريك مخزون الحقد والعنصرية،وأعطت مبررات لرفض كل أنواع التعاون مع أطراف الضفة الأخرى[17].

وهكذا،فإن “التموقف” الغربي تحكمه دوما النظريات التبسيطية التي تعزو مشكلة التطرف أو الإرهاب إلى دين أو ثقافة المهاجرين،مع تجاهل لأمر ذي أهمية مفاده أن المتورطين في تفجيرات مدريد في 11مارس2004،أوفي تفجيرات لندن في 7يوليوز2005،أو في أحداث باريس 2015،لم يأتوا من الشرق الأوسط،ولم يكونوا معزولين غرباء بسبب نقص الديمقراطية في بلاد مولدهم أو بلاد أسلافهم،وإنما تربوا بالأحرى في أوربا الغربية.لقد كان المجتمع الديمقراطي والحديث الذي عاشوا فيه، هو المجتمع الذي وجدوه عازلا وسببا للغربة[18].

ثانـيـا:  الاسلاموفوبيا :نحو فهم حقيقي للإسلام

يرجع أصل مصطلح الاسلاموفوبيا إلى اللغة اللاتينية، ISLAMOPHOBIA  ومعناه الخوف المرضي من الإسلام، إنه تعريف ملغوم ينتمي إلى حقل علم النفس، وبالتالي فهو دلاليا الرهاب كمرض نفسي، أي ليس هناك ما يدعو إلى الفزع والخوف بل هو مجرد وهم يسيطر على المريض فيتخيل أن هناك تهديدا من أشخاص أو أحداث تعد مصدر الأمان لهذا المريض.

وإذا كان مصطلح “الفوبيا”، أو “الرهاب”، مفهوما مستمدا من علم الأمراض النفسية، يتم التعبير بواسطته عن نوع من أنواع العصاب القهري، تجعل المصاب به لا يملك القدرة على التحكم في ردود أفعاله عند تعرضه لموضوع خوفه، فإن ارتباطه بالإسلام شكل ظاهرة يصعب تحديدها في أحادية سببية واحدة، أو إخضاعه لمنهج “كلينيكي” طبي؛ فهو يستعصي حصره في سلوكيات تتمخض عن نتائج معينة؛ إذ أصبحت الإسلاموفوبيا سلاحا وسياسة معتمدة ،وواقعاً معاشاً في الغرب وفي أوروبا بخاصة، ليس فقط من خلال منظومة القوانين التي تنتهك حقوق المسلمين بل أصبح مقبولاً ومشروعاً انتقاد المجموعات المسلمة من المهاجرين في الغرب تحت غطاء القيم الليبرالية كحرية التعبير وحقوق المرأة، والمفارقة أن ذلك تم بتأييد واسع من الإعلام ليبدو خطاب العنصرية والعدائية ضد المسلمين وكأنه عادي ومقبول مجتمعياً وسياسياً، وليصبح التمييز ضد المسلمين جزءاً غير خافٍ من المناخ السياسي السائد في أوروبا[19].

لقد تعرَّضت صورة الإسلام لكثير من التشويه والتحريف والتضليل في وسائل الإعلام الغربيَّة، والواقع أنَّ ربط الإسلام بالمهاجرين عمليَّة فيها كثير من التعسُّف،وهذا الربط غير مبرَّر وغير مقبول، فالإرهاب أوَّلاً لا دين له،والدين الإسلامي ضدّ الإرهاب مهما كانت الأسباب.وقد يكفي لبيان مدى اعتباطية ربط أحدهما بالآخر أن يلاحظ المرء أن”الإرهاب” في هذا العصر ظاهرة عامة،وذات دوافع مختلفة،يعاني منها العالم اليوم من اليابان إلى أوربا وأمريكا،عبر آسيا وإفريقيا[20].

إن التوجس الأوروبي من اللقاء بين الهجرة والإرهاب وإن كان واردا على خلفية أحداث سابقة هزت عواصم أوربية، فإنه مبالغ فيه إلى درجة أن الدفع به إنما يراد منه تبرير النزوع الأوروبي المفرط في انتهاج المقاربة الأمنية في التعاطي مع مشكلة الهجرة، وكذا لتبرير موجة الأعمال العنصرية التي تمارس ضد المهاجرين ببلدان الاستقبال.فذريعة الإرهاب لم تكن سوى أداة وذريعة وإيديولوجيا،تستخدمها القوى المعادية للإسلام كلما اقتضت الحاجة للنيل من المهاجرين.

ويرى إنجمار كارلسون “أنَّ الشرط الجوهري لنجاح عملية اندماج المهاجرين يتمثل في قدرة الغرب على التعرُّف على الوجوه المختلفة للإسلام، والتباين بين المهاجرين المسلمين، عوضاً عن الاستسلام للمقولات والمفاهيم المغلوطة، كتلك التي تقول: “عندما تلاشى الخطُّ الأحمر تقدَّم الخط الأخضر ليحلَّ مكانه” . إنَّ دعاوى من هذا النوع تحمل مخاطر استغلالها لتعزيز الإحساس بالوحدة الأوروبيَّة، وهو إحساس بدأ بالتضاؤل الآن بعد أن وصل إلى ذروته في نهاية الثمانينات. إنَّ وجود ما يزيد على (10) ملايين مسلم في أوروبا الغربيَّة، والاعتراف بحقيقة أنَّ الهجرة من العالم الإسلامي ستتواتر، يفرض طرد الهواجس التي تدفعنا لرؤية هؤلاء المهاجرين كرتل إسلامي عظيم التجانس، يزحف تحت رايات الإسلام الخضر بسيوف معقوفة يحملونها في يد والقرآن في اليد الأخرى لاقتلاع فراديس الرفاهية الاجتماعيَّة في الغرب”[21].

إن السبيل الوحيد لقيام علاقات مشتركة حقيقية بين الغرب والإسلام.تقع على عاتقي الطرفين معا،إذ يتعين على الغرب أن يعترف بأخطائه في الماضي كما في الحاضر واحترامه لكرامة المسلمين -أكانوا في بلدانهم الأصلية أو كانوا مهاجرين- ولدينهم وتقاليدهم والاعتراف بدور أجدادهم في بناء الحضارة الإنسانية. من جهة أخرى على المسلمين أن يتخلوا عن العنف في طرح رؤاهم وأن ينبذوا التطرف والإرهاب من أجل تجاوز الصورة الكاريكاتورية التي ما فتئت تقدمها عنهم وسائل الإعلام الغربية، وإرساء أسس مجتمعات ديمقراطية معتزة بثقافتها ومنفتحة على العوالم الأخرى بدل الانطواء على الذات أو الاستمتاع بالتباكي على العصر الذهبي المفقود.

خاتـمـة:

لقد دفعت التطورات الاجتماعية والسياسية والفكرية  التي عرفتها أوربا بعد عصر النهضة و التنوير ، إلى الاعتقاد  في الوعي الجمعي الأوروبي  بضرورة انسحاب الدين من الحياة العامة وبأن الحداثة تؤدي حتماً إلى العلمانية؛ لذا، وعلى الرغم من أن أوروبا قد قبلت بالمهاجرين المسلمين، إلا أنها لم تقبلهم كما هم بدينهم وثقافتهم التي يجادلون أنها تتعارض مبدئياً مع القيم الكونية التي تقوم عليها أوروبا، قيم الحرية والديمقراطية والعلمانية. فالمهاجر المُسلم حسب الصورة التي تقدمها وسائل الإعلام ليس هو المواطن وإنما هو الآخر، بغض النظر عن الجيل الذي ينتمي إليه والجنسية التي يحملها،والأفكار التي يتشبَّع بها. وتزداد هذه القناعة عند وقوع أحداث عنف، مثل عمليات إرهابية يقوم بها أوروبيون متحدرون من أصول إسلامية، أو أعمال تخريب مثل التي حدثت في اسبانيا أو فرنسا أو بريطانيا.وبمعنى آخر، فالإسقاطات الأمنية الأوربية للهجرة على الهوية والإرهاب هي عملية من قبيل”كل سلب تعين”(بتشديد الياء)،وأن الإثبات لا يعرف إلا من خلال النفي،فالعقل الأوربي  لا يرى العالم إلا من خلال تقابل الأطراف، فهو عندما يتخذ طرفا ما “آخر” له،يبنيه بناء جديدا،بل يصنعه صنعا ليضمنه جميع أنواع”السلب”،أو النفي، التي تمكنه من تحديد هويته هو إيجابيا.ومن هنا فهو لا يستطيع التفكير في المستقبل إلا من خلال “سيناريوهات”يرسم فيها لنفسه “الآخر” العدو المنتظر.وهكذا يصبح”الإسلام” وعاء لكل ما لايرغب فيه الغرب ولكل مايخاف منه،وبالتالي فالإسلام ك”آخر” يضم”المهاجرين” بوصفهم مصدر تهديد محتمل،كما يضم “الإرهاب” بوصفه يهدد الغرب ومصالحه[22].

إنَّ ما بتنا نشهده في أوربا لم يعد فقط حالة كلاسيكيَّة من الإسلاموفوبيا، بل هي ضرب من «الإسلاموبرانويا”[23] ،ويفيد هذا التحول الانفعالي الانتقال من التخوُّف العادي من الآخر إلى الرّهاب المرضي )العُظامي( الذي يفترض الشعور بالتفوُّق الحضاري والحداثي على غير الأوروبيين، وهو ما عبرت عنه جلُّ فلسفات الغرب بتعبيرات شتَّى تراوحت من تمجيد “الإنسان الأرقى ” الارستقراطي الأوروبي دون غيره )نظريَّة نيتشه) ، إلى وصف الحداثة الغربيَّة بكونها تجسيداً نهائياً للعقل الكلي )نظرية هيغل) وانتهاء إلى إعلان”نهاية التاريخ” و”الإنسان الأخير” الذي يمثله التشكيل الغربي الراهن)نظرية فوكايما)[24].

أمام وضعية الانسداد هذه،لابد من التحرك من جديد في اتجاه الانفتاح على كل العقائد والنهل منها،وإقامة حوار كوني بين الأديان من اجل القطع مع الأحكام النمطية الجاهزة،والسعي إلى تكريس شعار” حوار الحضارات”،بدل الصراع العدمي والتدميري الراهن.

قائمة المراجع:

أولا:باللغة العربية:

الكتب:

إنجمار كارلسون، الإسلام وأوروبا: تعايش أم مجابهة؟ ترجمة: سمير بواتي، مكتبة الشروق الدوليَّة، ط 1، 2003

محمد عابد الجابري،”مسألة الهوية العروبة والإسلام..والغرب”.منشورات مركز دراسات الوحدة العربية، بيروت لبنان الطبعة الرابعة، سبتمبر2012

عبد الله الشامي: “إشكالية الهويّة في إسرائيل”، سلسلة عام المعرفة  الكويت – ع: 224 ، أغسطس/آب 1978

الاسلاموفوبيا :مقاربة جيو-سياسية”،في “الإسلام والغرب”،منشورات مؤسسة مؤمنون بلا حدود،سلسلة ملفات بحثية،15فبراير2017.

الإسلام الأوربي،صراع الهوية والاندماج، منشورات مركز المسبار للدراسات والبحوث،الطبعة الأولى،مارس2010

المجلات:

الأمين الكلاعي “الصور النمطية للمهاجرين في أوربا “مجلة دراسات دولية، عدد 100، سنة 2006

رابح زغوني: “الاسلاموفوبيا وصعود اليمين المتطرف في أروبا: مقاربة سوسيو ثقافية “مجلة المستقبل العربي عدد 421 مارس 2014.

نبيل زكاوي،”جيوسياسية الهجرة السرية بحوض البحر الأبيض المتوسط:أبعاد الظاهرة وخلفيات الاقتراب الأوربي”،مجلة سياسات عربية،العدد19مارس2016

عبد الواحد أكمير “العرب الأوربيون: الهوية ،التربية والمواطنة ” مجلة المستقبل العربي، عدد 429 نوفمبر 2014

الأطروحات:

هشام هدي: “الأبعاد الأمنية لسياسات الأوروبية حول الهجرة، نموذج المقاربة الأمنية الهولندية للهجرة المغربية ” أطروحة لنيل شهادة الدكتوراه. كلية الحقوق فاس، السنة الجامعية 2008 –2009.

ثانيا:باللغة الاجنبية:

1-M.C.Ferjani. Islamisme et violence transnationale. Participation scientifique dans L’ouvrage intitulé: violence transnationale et sécurité intérieure. Editions Panthéon Assas Paris 1999.P88 et 89.

-2France, la discrimination se fait surtout sur le CV,» Alternatives Internationales, no. 30 (mars 2006),

<http://www.alternatives-internationales.fr/en-france–la-discrimination-se-fait-surtout-sur-le-cv_fr_

art_289_28498.html>.

3-Alvaro Retortillo Osuna [et al.], «Inmigración y modelos de integración: Entre la asimilación y el multiculturalismo,» Universidad de Valladolid ([n. pb.]), <http://www.ruct.uva.es/pdf/Revista%20

7/7106.pdf>.

4-Solfrid Cecilie Widmer, «Le Voile islamique a l’école catholique: Etude de terrain dans l’agglomération bordelaise,» Universitetet I Oslo (15 mai 2009), <https://www.duo.uio.no/bitstream/handle/

10852/25785/masteroppgavexxsolfridxwidme.pdf?sequence=1>.

5-Frédéric Joignot, «En France, des jeunes de plus en plus fidele à l’Islam,» Le Monde, 4/11/2012, <http://www.lemonde.fr/culture/article/2012/11/01/desjeunes-fideles-a-l-islam_1784520_3246.html>.

6-«Are Muslim Immigrants Making Europe «Poorer and Stupider»,» <http://open.salon.com /blog/lost_in_berlin/2010/08/30/are_muslim_immigrants_making_europe_poorer_and_stupider

[1] – رابح زغوني: “الاسلاموفوبيا وصعود اليمين المتطرف في أروبا: مقاربة سوسيو ثقافية “مجلة المستقبل العربي، عدد 421 مارس 2014. ص 123.

[2]– عبد الله الشامي: «إشكالية الهويّة في إسرائيل »، سلسلة عام المعرفة  الكويت – ع: 224 ، أغسطس/آب 1978 ، ص 7

[3] – عبد الوهاب المسيري: «الهويّة والحركية الإسلامية »، حوار سوزان حرفي، دار الفكر- دمشق – ط: 2، 2010 ، ص146-147.

[4] – هشام هدي: “الأبعاد الأمنية لسياسات الأوروبية حول الهجرة، نموذج المقاربة الأمنية الهولندية للهجرة المغربية “أطروحة لنيل شهادة الدكتوراه. كلية الحقوق فاس، السنة الجامعية 2008 – 2009. ص 72.

[5] – تعتمد فرنسا ما يسمى بسياسة “الانصهار”(Assimilation) والتي ترمي إلى تذويب ثقافة المنحدرين من أصول أجنبية في الثقافة الفرنسية في ظرف جيل واحد،ويقتضي ذلك محو جميع الاختلافات والتخلي عن القيم الأصلية من اجل تبني عادات وتقاليد البلد المضيف التي تختلف بطبعها عن الأولى. من هذا المنطق يرفض النموذج الفرنسي تعدد الثقافات في المجتمع ويعتبرها خطرا على فرنسا وهويتها، عكس النموذج البريطاني والنموذج الهولندي القائل بالتعدد الثقافي وبوجود الأقليات، أما النموذج الإسباني فهو يتأرجح بين النموذج الفرنسي والبريطاني.

[6] – الأمين الكلاعي “الصور النمطية للمهاجرين في أوربا “مجلة دراسات دولية، عدد 100، سنة 2006. ص 30.

[7]-مصطفى بن تمسك:”الاسلاموفوبيا :مقاربة جيو-سياسية”،في “الإسلام والغرب”،منشورات مؤسسة مؤمنون بلا حدود،سلسلة ملفات بحثية،15فبراير2017،ص43.

[8] -يحيى اليحياوي:”الإسلام الأوربي،صراع الهوية والاندماج”، منشورات مركز المسبار للدراسات والبحوث،الطبعة الأولى،مارس2010،ص29-93.

[9] – مصطفى ع.العزيز مرسي:”قضايا المهاجرين العرب في أوربا”، مركز الإمارات للدراسات والبحوث الإستراتيجية، أبوظبي الإمارات العربية المتحدة،الطبعة الاولى2010،ص96

[10]  -Gilles Ivaldi. Enjeux sécuritaires et droites populistes en Europe. Institut d’Etudes Politiques de Grenoble, 2002.P2.

[11] – أنظر مثلا مواقف الأحزاب اليمينية المعادية للأجانب، مثل رابطة الشمال الإيطالية، وحزب الكتلة في بلجيكا، والجبهة الوطنية في فرنسا التي تهاجم المهاجرين من زاوية أنهم يمثلون تهديدا للسيادة الوطنية الفرنسية، راجع التقرير الاستراتيجي العربي لسنة 2005 الصادر عن مؤسسة الأهرام القاهرة 2005 ،الرابطhttp //WW.AHRAM. ORG.EG/ACPSS.

[12]– عبد الواحد أكمير “العرب الأوربيون: الهوية ،التربية والمواطنة ” مجلة المستقبل العربي، عدد 429 نوفمبر 2014 ص 90

[13] -ازدادت درجات معاناة المسلمين بالدول الغربية عقب أحداث “شارلي إيبدو” (Charlie hebdo)بفرنسا شهر يناير 2015 ،بعد ما تضاعفت نسب الاعتداءات العنصرية ضد المسلمين، كان آخرها تقرير وزارة الداخلية الإسبانية الذي كشف أن 40 بالمائة من جرائم كراهية الأجانب مرتبطة بـ”الإسلاموفوبيا”، وأن أغلبها تمت في حق مغاربة. وأكد التقرير الوزاري الصادر سنة 2015، أن أغلب ضحايا كراهية الأجانب عامة، و”الإسلاموفوبيا” خاصة، في إسبانيا، هم المهاجرون المغاربة، باعتبارهم الجالية المسلمة الأكثر عددا في هذا البلد، إذ يبلغ عددهم أكثر من 800 ألف مهاجر.

[14] – محمد عابد الجابري،”مسألة الهوية العروبة والإسلام..والغرب”.منشورات مركز دراسات الوحدة العربية، بيروت لبنان الطبعة الرابعة، سبتمبر2012،ص169-170.

[15]M.C.Ferjani. Islamisme et violence transnationale. participation scientifique dans L’ouvrage intitulé: violence transnationale et sécurité intérieure. Editions Panthéon Assas Paris 1999.P88 et 89.

[16]Voir : conseil de l’union Européenne ; Stratégie de l’union européenne visant à lutter contre le terrorisme. Bruxelles ; 22 Novembre 2005.

[17] -نبيل زكاوي،”جيوسياسية الهجرة السرية بحوض البحر الأبيض المتوسط:أبعاد الظاهرة وخلفيات الاقتراب الاوربي”،مجلة سياسات عربية،العدد19مارس2016،الصفحة32.

[18] -فرانسيس فوكوياما،”أمريكا على مفترق الطرق:ما بعد المحافظين الجدد”،ترجمة محمد محمود التوبة،شركة العبيكان للأبحاث والتطوير،الرياض،المملكة العربية السعودية،السنة2007،ص105.

[19] – رابح زغوني،”الاسلاموفوبيا وصعود اليمين المتطرف في أروبا “….مرجع سابق، ص126.

[20] – محمد عابد الجابري،”مسألة الهوية العروبة والإسلام..والغرب”…مرجع سابق ،ص177

[21] – إنجمار كارلسون، الإسلام وأوروبا: تعايش أم مجابهة؟ ترجمة: سمير بواتي، مكتبة الشروق الدوليَّة، ط 1، 2003 ، ص 120-121.

[22] – محمد عابد الجابري.مسألة الهوية العروبة والإسلام..والغرب”.مرجع سابق،ص187

[23]– Raphael  Liogier, Le mythe de l’islamisation: Essai sur une obsession collective, Paris, Seuil, 2012, p. 24

[24] – فوكايما، فرانسيس، نهاية التاريخ والإنسان الأخير، مركز الإنماء القومي، بيروت 19

  • يوسف كريم – باحث  في التاريخ الراهن- كلية الأدب الرباط- المغرب
  • تحريرا في 1-6-2017
Rate this post

المركز الديمقراطى العربى

المركز الديمقراطي العربي مؤسسة مستقلة تعمل فى اطار البحث العلمى والتحليلى فى القضايا الاستراتيجية والسياسية والاقتصادية، ويهدف بشكل اساسى الى دراسة القضايا العربية وانماط التفاعل بين الدول العربية حكومات وشعوبا ومنظمات غير حكومية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى