الايرانيةالدراسات البحثيةالمتخصصة

إيران والقضية الفلسطينية خلال العهد الملكي والجمهوري

اعداد الباحث: مصطفى لمغاري – المغرب

  • المركز الديمقراطي العربي

 

مقدمة:

لعبت القضية الفلسطينية وما تزال تضطلع بأدوار مهمة في السياسة الداخلية والخارجية للعديد من بلدان العالم الإسلامي لاسيما إيران على وجه التحديد، التي عمدت إلى استغلالها لتحقيق مصالحها الاستراتيجية في المنطقة منذ بروز الكيان الصهيوني على الأراضي الفلسطينية سنة 1947م، ناهيك عن الدور الإقليمي الذي تقوم به في منطقة الشرق الأوسط خاصة بعد الثورة الإيرانية 1979 التي أعادت رجال الدين إلى سدة الحكم بقيادة الامام الخميني والتزامه على تصدير الثورة إلى خارج إيران مع تدميره للأنظمة الفاسدة التي تقمع المسلمين، واعتبار الدولة الإسلامية في إيران ستمثل قائدا للمستضعفين في الأرض.  وفي حقيقة الامر يتضح بأن إيران لا تهمها القضية، أكثر ما تحرص على استعمالها كورقة رابحة لتحقيق مصالحها الاستراتيجية في المنطقة واتخاذها وسيلة للضغط على الدول الكبرى للاعتراف بها كقوى عظمى ذات سيادة في منطقة الشرق الأوسط وبشأن ملفها النووي.

تهدف هذه الورقة البحثية إلى دراسة تعامل إيران مع القضية الفلسطينية منذ إعلان بريطانيا عن تأسيس وطن قومي لليهود في فلسطين إلى عهد أية الله الخميني، وكيف استغلتها لتحقيق أهدافها في المنطقة من خلال الإجابة على التساؤلات التالية:

  • كيف نظرت إيران خلال العهد الملكي إلى القضية الفلسطينية حكومة وشعبا؟ وما وموقفها منها؟
  • كيف تعاملت الجمهورية الإسلامية الإيرانية مع هذه القضية بعد الثورة؟ ولماذا؟
  • ماهي رهانات إيران من وراء هذا الدعم؟ بعبارة أخرى كيف استغلت إيران القضية لصالحها؟
  1. الشاه محمد رضا بهلوي والقضية الفلسطينية في العهد الملكي.

عرفت القضية الفلسطينية منذ بزوغ فجرها على المشهد السياسي الدولي، أي بعد إعلان بريطانيا عن تأسيسها لوطن قومي لليهود بفلسطين سنة 1947م، العديد من التغيرات التي شهدتها في مراحلها التاريخية خاصة في بداية تعامل الدول معها، ولا سيما الدول الإسلامية التي اعتبرتها قضيتها الأولى وهمها الوحيد الذي شغل بال الامة الإسلامية وأرقها قبيل النصف الثاني من القرن العشرين إلى اليوم. عموما، في هذا المحور سوف لن أشير إلى جميع الدول الإسلامية، بل سأحصر الكلام فقط عن موقف إيران من هذه القضية باعتبارها دولة إسلامية لها نفس الخصوصيات الإسلامية ما عذا التباين الحاصل في المذهب.

من خلال الإجابة على التساؤلات التالية: كيف نظرت إيران إلى هذه القضية؟ وكيف تعاملت معها؟

شكل قيام الكيان الصهيوني في الأراضي الفلسطينية ضربة موجعة للأمة الإسلامية قاطبة، نظرا لما لهذه الرقعة الجغرافية من أهمية بالغة ولاسيما من حيث الخصوصية الدينية التي تكتسيها لدى عامة المسلمين باعتبارهما واحدة من بين أهم الأماكن المقدسة بفضل ما تحويه من مراكز دينية، فهي أولى القبلتين وثالث الحرمين. فإذا كانت الدول الإسلامية سعت إلى الاهتمام بهذه القضية باعتبارها قضية إسلامية، فإن إيران كانت على نقيض ذلك تماما، فقد سارعت إلى تقديم العون للصهاينة وتشكيل حلف مشرك فيما بينهما يشد به كل طرف آزر الاخر[1]. وبالتالي، فإن هذا التقارب الإيراني الصهيوني مكن لكلا الطرفين الاستفادة من الاخر، وإن كان الطرف المستفيد الأكثر هم الصهاينة، في نفس الوقت بين الشاه محمد رضا بهلوي عن نواياه ، حيث أدار الظهر للقضية، ولم يعرها أي اهتمام، بل الأكثر فقد اعترف بكيان الصهاينة كدولة قائمة في الأراضي الفلسطينية سنة 1950 [2]، وكانت إيران ثاني دولة إسلامية اعترفت بالكيان الصهيوني كدولة قائمة بفلسطين تحت اسم “إسرائيل” بعد تركيا. وفي مقابل ذلك أنكر الاعتراف بحق الشعب الفلسطيني في أرضه، ونظر إليهم على أساس مخربين يحولون دون تحقيق السلام والهدوء في المنطقة[3]. كما اعتبر منظمة التحرير الفلسطينية منظمة إرهابية[4]، هذا في الوقت الذي كان يسعى فيه جاهدا على إقامة شراكة سياسية واقتصادية وعسكرية مع إسرائيل، والتي نجح فيها بفضل ما كانت تمر به إسرائيل من فترات صعبة وحرجة خاصة بعد حرب 1973م وما نتج عنها من وقف تصدير البترول إلى الدول المساندة للصهاينة في هذه الحرب، من قبل الدول العربية لاسيما السعودية ، وهو الامر الذي استغلته إيران أحسن استغلال لصالحها فقامت برتق الفتق وسد الفجوة الحاصلة في البترول الذي تعاني منه إسرائيل عن طريق تصدير النفط الإيراني إليها[5]. واستفاد منه كلا الطرفان لاسيما وأن بينهما حلف يعمل على سد حاجيات الشركاء، فالنسبة إلى إسرائيل حصلت على النفط بأسعار منخفضة مقارنة مع التكلفة الباهظة التي كان يكلفها النفط من فنزويلا، أما بالنسبة إلى إيران فقد استفادت ماديا خاصة الشاه الذي جني من هذا التقارب الثراء الفاحش على حساب الشعب وابتكار أحدث أنواع الأنظمة القمعية في العالم[6]. غير أن الشاه الإيراني لم يقف عند هذا الحد، بل تجاوزه ووقف إلى جانب إسرائيل في العديد من المناسبات لاسيما منذ بداية الهجرة اليهودية إلى فلسطين التي تلقها بصدر رحب*، وكذلك سعيه إلى ضرورة الحرص على أمن وسلامة الكيان الصهيوني، ويتجلى ذلك من خلال رفضه القاطع على استخدام النفط سلاحا للضغط على الصهاينة[7] ما دام يستفيد من هذا الجانب، خاصة وأنه صرح في العديد من المناسبات إلى عدم خلط السياسة بالعلاقات التجارية، لكن شتان بين ذلك، لأنه يصعب التفرقة بينهما باعتبارهما وجهان لعملة واحدة. بذلك ظهرت إيران كمنقذ لإسرائيل، وفي ذات الوقت اعتبرت كعدوة بالنسبة إلى الدول العربية عن طريق التقارب الإيراني الإسرائيلي بالاستناد إلى المبدئ القائل “حليف عدوي هو عدوي”[8].

في سياق غير بعيد، نجد بأن هذا التقارب لم يقتصر على تصدير النفط وإقامة العلاقات التجارية والسياسية فحسب، بل تجاوزه إلى حد الاستعانة بالكفاءات الإسرائيلية لتدريب الجيوش الإيرانية في إسرائيل[9]، وخلق جهاز استخباراتي أمني لخدمة الشاه قصد استمرار حمكه، لأن في ذلك مصلحة وفائدة مرجوة لإسرائيل وأمريكا وبريطانيا عن طريق تأمين ظهر صديق مخلص حيث أصبح الشاه كحارس المنطقة بالنسبة إليهم[10]. واصطلح على هذا النظام “السافاك” الذي شارك في تكوينه وتدريبه خبراء المخابرات الأميركية “سي. آي. إي” و”الموساد” الصهيونية[11]،  بالإضافة إلى المخابرات البريطانية  “FBI”[12]، لعب دورا لا يستهان به في الساحة السياسية الإيرانية لاسيما في القضايا المتعلقة بمعارضة الشاه وقضية فلسطين التي شهدت مشاركة الصهاينة فيها[13]. وهذا إن دل على شيء، إنما يدل على مدى تغلغل الصهاينة في عمق الدولة الإيرانية خلال العهد الملكي الذي عمل على دعم القضية الإسرائيلية كأنها هي المغتصبة في أرضها. ومما تجدر الإشارة إليه في هذا السياق أن هنالك بعض المفارقات في موقف إيران تجاه هذه القضية (فلسطين) سجلت في تاريخ الشاه، ففي الوقت الذي قام فيه بتطبيع العلاقات مع إسرائيل بشكل كبير وسعيه إلى جلب الخبرات اليهودية للاستفادة منها في جميع المجالات كما سبقت الإشارة إلى ذلك، أن الحكومة الإيرانية كانت تخصص بعض المساعدات للاجئين الفلسطينيين بلغت 450 ألف ريال إيراني سنويا هادفتا من هذا الدعم الزهيد إلى النظر إلى إيران على أساس شريك للدول العربية الإسلامية في إغاثة اللاجئين والتعاطف معهم[14]. وأن هذه القضية تعنيها بحكم العقيدة التي تجمع بينهما.

ومن الملفت للانتباه أنه في الوقت الذي كان فيه الموقف الرسمي الإيراني أولى اهتمامه إلى تطبيع العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيل، كان الشعب على النقيض من الحاكم، فقد تضامن مع الفضية بشكل كبير باعتبارها قضية تخص الامة الإسلامية عامة[15]، ويتضح هذا الدعم والتضامن من خلال العديد من المواقف لعل أبرزها ما ناد به حسين كاشف الغطاء بضرورة الجهاد في فلسطين وشد أزر المناضلين ومنع بيع الأراضي للصهاينة وصنف من قام بذلك خارج عن الملة الإسلامية[16]، أضف على ذلك مجاهرة رجال الدين بتحريم التعاون مع الكيان الصهيوني مهما كان نوع التعامل، وهنا نستحضر أبسط المواقف التي دلت على مدى مناصرة الإيرانيين للقضية الفلسطينية ما شهدته الساحة الإيرانية من سخط نظرا لما أقدمت عليه وسائل الاعلام على إقامة مباراة كرة القدم بين إيران و”إسرائيل”[17]، الامر الذي كان له الشعب بالمرصاد وأقاموا الدنيا عليه ولم يقعدوها، لاسيما وأن رجال الدين اعتبروا أي شكل من الاحتكاك والتعاون مع الصهاينة عدوه مخالفا للشرع الإسلامي، ولا يجب أن يغرب عن بالنا مدى أهمية قوة الكوادر الدينية في المجتمع الإيراني والدور الذي الكبير الذي تقوم به، إذ من شأنهم أن يحركوا عامة الشعب بخطاب ديني مؤثر يتماشى وعقولهم.

ومما يتصل بهذا الجانب ظهور بعض الزعماء الإيرانيين المناضلين في سبيل القضية الفلسطينية الذين كان لهم موقف معادي لجهاز الدولة، وما كان لمواقفهم من تابعات سواء الاعتقال أو النفي أو هما معا مثل حالة آية الله الخميني الذي عارض حكم الشاه المطلق وكان له بالمرصاد سواء في سياسته الداخلية القمع والاضطهاد، أو الخارجية دعم إسرائيل ضد العالم الإسلامي (فلسطين) والتحالف مع الغرب[18]، حيث  أصبح الشاه بمثابة حارس يسهر على حماية مصالحهم الجيو-سياسية بمنطقة الشرق الأوسط وهو ما يستشف من كثرة استيراد المعدات العسكرية في الوقت الذي اخضع شعبه للقمع والاضطهاد في ظل غياب البنية التحتية في إيران. مما دفع الشاه إلى نفيه الى تركيا سنة  1963 ثم العراق[19] ثم إلى فرنسا جراء طرده من العراق من قبل صدام حسين الذي لم يعد يطيق وجوده في البلاد[20]. بعدما فشل في اعتقاله بسبب القاعدة الشعبية التي كان يتمتع بها في الساحة الإيرانية بفضل صدى أفكاره التي لقيت أذان صاغية من طرف الشعب.

من البديهي والحال هكذا أن يعرف المجتمع الإيران تغيرا جذريا في بنيته السياسية في ظل الويلات التي يعانيها خلال العهد الملكي الذي ساد فيه الحكم القمعي بواسطة الشاه الديكتاتوري الجاثم على صدر شعبه بالقوة والمصادر للأفواه، إذ أن مجرد وشاية تؤذي لا محالة إلى الزج في السجون التي أقامها للمعارضين لحكمه، لاسيما وأن هذا الأخير كان له نظام يتولى القيام بهذه المهمة.  غير أن دوام الحال من المحال، وسرعان اندلعت ثورة اسقطت أركان النظام الملكي وأقامت مكانه حكم جمهوري إسلامي كان له موقف أخر تجاه القضية الفلسطينية.

  1. إيران والقضية الفلسطينية ما بعد ثورة 1979.

أسفرت الثورة الإسلامية الإيرانية 1979 على سقوط نظام الشاه المستبد الذي خلص الشعب الإيراني من الوضع المضطهد الذي كانوا يعانون منه، ومن البديهي أن ينتج عن هذا الأفول خسارة الكيان الصهيوني للعديد من الامتيازات التي كان يحظى بها زمن الشاه وفي طليعتها منع تصدير النفط، لاسيما وأن زعيم الثورة واحد من الكوادر الدينية البارزة في المجتمع الإيراني (آية الله الخميني) الذي عارض الشاه محمد رضا بهلوي في سياسته مع هذا الكيان الذي يهدد مستقبل الامة الاسلامية. وهو ما ينذر بظهور سلسلة من الصفعات التي سوف يتلقاها الصهاينة من هذا القائد الملمهم الذي لا تلومه في الله لومة لائم، مع العلم بأنه أعطى للصراع بعدا عقائديا وحضاريا وليس مجرد صراع سياسي فحسب[21].

عموما، فقد استهل الخميني عهده في زعامة إيران بعد الثورة بعدم الاعتراف بإسرائيل كدولة قائمة ونظر إليها على أساس كيان صهيوني[22]، لأن تداول تسمية إسرائيل ضمنيا يعني الاعتراف بها، وهذا ما رفضه الامام الخميني. كما سعى إلى ببتر العلاقات الاقتصادية والدبلوماسية التي ربطها النظام السابق (الشاه) مع  هذا الكيان لاسيما منع تصدير النفط الإيراني الذي شكل حوالي %90 من وارداتها[23]، مع حثه على الدول الإسلامية إلى فرض حظر بترولي على الدول المؤيدة لإسرائيل[24]. وما تلا ذلك من إلغاء لجميع المشاريع التي شكلت جوهر وأساس التقارب الإيراني الإسرائيلي. بعبارة أخرى، أن النظام الذي أفرزته الثورة متناقض مع الأيديولوجية الصهيونية وسياستها، وقد تمظهر ذلك من خلال وصف الخميني لهذا الكيان الداهم على الامة الإسلامية واعتبره بمثابة الغدة السرطانية التي تنخر جسم الامة، وربما الأهم من ذلك ما ذهب إليه الدكتور محجوب الزويري في كون القضية الفلسطينية سارت بمثابة أداة من أدوات الشرعية في نظام الجمهورية الإسلامية الإيرانية[25].

ومن بين التغييرات التي عرفتها إيران في العهد الجمهوري والتي أبانت عن مدى تمسكها بهذه القضية إحلال السفارة الفلسطينية محل الصهيونية[26]، وما تلا ذلك من استقبال رئيس منظمة التحرير الفلسطينية  ياسر عرفات الذي منحته الاعتراف له ولمنظمته[27]، وهذا ما يبشر بوادر خير على أن القضية الفلسطينية سوف تشهد النور من جديد وسيكون لها صدى في الوسط السياسي الإيراني لاسيما بعد أن أكد الخميني على صدق تشبته بالقضية أكثر من ذي قبل، وعزمه على استئصال الغدة السرطانية من جذورها كما سماها في قوله ” إننا ومنذ 15 عاما، كنا قد قلنا كلمتنا حول فلسطين، وحذرنا بهذا الشأن. إن وجهة نظرنا تلك، بصدد قضية فلسطين، لازالت على قوتها السابقة، وسوف نولي هذه المسألة (وجود إسرائيل)، أهمية أكثر في المستقبل، وبعد أن نرمم الخرائب التي ورثناها في بلدنا من عهد الشاه”[28]. ومما يثبت صدق تمسكه بهذه القضية إصراره على إفناء “إسرائيل” من الوجود ورفضه لجميع المقترحات التي تحول دون جلاء الصهاينة عن فلسطين وأخص بالذكر مقترحات التسوية التي ناد بها بعض الحكام العرب ولاسيما الملك فهد بن عبد العزيز. فهذا المقترح حتى وإن كان عربي إسلامي فهو لا يتماشى ومصالح أهل فلسطين، لأنه لا يختلف عن المشاريع الامريكية التي ترعى المصالح الصهيونية بالدرجة الأولى، ويعزى سبب رفض الخميني لهذه المقترحات إلى إدراكه لمحتواها الهادف إلى الاعتراف بالكيان الصهيوني كدولة قائمة*. في ذات الوقت أعرب عن تخاذل المسلمين في التعامل مع القضية خاصة بعد عقد اتفاقية كامب ديفيد وما نجم عنها من اعتراف مصر بإسرائيل كدولة قائمة في الأراضي الفلسطينية، وهو ما أثار حفيظة الخميني حيث عد الاعتراف بالكيان الصهيوني بمثابة فاجعة كبرى للمسلمين، وانتحار للحكومات الإسلامية. واعتبر معارضة هذا المشروع كفريضة إسلامية كبرى[29]. والسعي إلى دعم النضال المسلح الفلسطيني عن طريق صرف أموال الزكاة في دعم هذا النضال[30].

وفي سياق غير بعيد، نجد بأن إيران خلال هذه الفترة سارعت إلى دعم العمل الفدائي الفلسطيني عن طريق التحاق وفود من الشباب الإيرانيين إلى فلسطين لشد أزر المجاهدين من خلال  تقديم العون والمشاركة في العمليات الجهادية ضد قوات الاحتلال الصهيونية[31]. خاصة بعد تصريح الامام الخميني الذي حث فيه على الجهاد في سبيل تحرير القدس[32] الذي كان هاجسه الأول والأخير، لأن “إسرائيل” أحرقت أولى القبلتين وثالث الحرمين، ولا يجب غض الطرف عن هذا الواقع المرير التي تهاون المسلمين في علاجه، ولابد من القصاص منها وردعها عن هذه الجرائم، وما السبيل إلى ذلك سوى الالتحاق بركب الثورة المسلحة[33].

هذا، ونظرا لأهمية هذه القضية وما لها من دلالات بالنسبة إلى المسلمين عموما والخميني خصوصا الذي احتلت منزلة عظيمة في وجدانه وفكره، وهو ما جسده على الأرض الواقع حيث خصص لها يوما مهما سيظل في الذاكرة الإسلامية إلى غاية تحرير القدس من براثين الصهاينة، أسماه “يوم القدس العالمي”[34]. ما يلفت الانتباه في هذا الشأن أن الخميني جعل هذا اليوم يصادف اخر جمعة من شهر رمضان. وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على المكانة التي تحتله القدس في خلده. إن تخصيص الخميني لهذا اليوم بالذات لهذه القضية لم يكن ليأتي بمحض الصدفة أو بشكل عشوائي، بل سعى من خلاله إلى إحيائها في هذه المناسبة التي تصادف اواخر شهر رمضان، لاسيما ونحن نعلم بأن العشر الأواخر من هذا الشهر ليلة القدر التي لها مغزى ديني كبير لدى الامة الإسلامية قاطبة. يمكن القول بأن تعيينه لهذا اليوم للقضية يدل على رغبته في إيقاد شعلة في نفوس المسلمين وإيمانهم بأن لا حياة لهم ما دامت أقدس الأماكن الدينية الإسلامية التي كانت أولى القبلتين ومكان معراج الرسول الاكرم صلى الله عليه وسلم، ترزح تحت نير الكيان الصهيوني.

  • رهانات إيران من دعم القضية الفلسطينية.

إن المتتبع لمسار القضية الفلسطينية منذ ظهورها على المسرح الدولي وانشغال الدول الإسلامية بها عموما وإيران خصوصا سيلاحظ بأن هذه الأخيرة (إيران) تعاملت معها بشكل متباين، فإذا كانت في العهد الملكي قد وقفت بجانب إسرائيل، فإنها سرعان ما غيرت نواياها بعد الثورة الإسلامية وأبدت في مساندة القضية باعتبارها إسلامية تخص الامة الإسلامية عامة. وأن هذا الحضور منذ بداية الازمة الفلسطينية لم يكن من قبيل الصدفة لاسيما وأن إيران وضعت في حسبانها المصالح الجيو-سياسية والطموحات الإقليمية لها في المنطقة، وهي من ترسم السياسة الإيرانية حيال القضية سواء بالنسبة للعرب أو الغرب. خاصة وأنها سعت إلى تصدير الثورة والأفكار الشيعية إلى خارج رقعتها الجغرافية بعد 1979، في ذات الوقت استغلت القضية الفلسطينية لصالحها بفضل ما وجدت فيها من فرص سانحة استغلتها أحسن استغلال بموجب مبدأ توازن القوى الذي يحكم النظرة الإيرانية إلى علاقاتها الإقليمية، إذ لا مصلحة لها في انتصار أي طرفين لأن في ذلك تهديد لمصالحها، ويعزى السبب في ذلك إلى ما يمكن أن ينتج عن حل القضية باتحاد العرب ضد إيران وضد طموحاتها الإقليمية في الشرق الأوسط، هنا نستحضر الحرب العراقية الإيرانية التي شهدت قيام بعض الدول العربية في مساندة العراق ضد إيران بما فيها فلسطين. كما أنه من شأن انتصار إسرائيل ظهور نظام جديد في المنطقة سيعمل على إعاقة الطموحات الإيرانية بالمنطقة[35]، لذلك عمدت إلى اللعب على الوتر الحساس الذي يتماشى ورغباتها الإقليمية. مع العلم بأن الامام الخميني رفض إقامة علاقات وتحالفات مع الدول العربية ذات الأيديولوجية المتباينة مع إيران مثل ما فعل مع السادات واتهمه بخيانة الفلسطينيين بعد توقيع اتفاقية كامب ديفيد، وهدف من وراء ذلك إلى اكتساب الشرعية في العالم العربي [36] ليظهر بأن إيران مهتمة بالقضية الفلسطينية أكثر من الدول العربية.

ومما يدل دلالة واضحة على استغلال إيران للقضية لصالحها رفضها عملية التسوية؛ بين منظمة التحرير وإسرائيل بموجب اتفاقية أوسلو؛ مخافة أن تصبح معزولة في المنطقة، تحت ذريعة عدم استجابتها لحقوق الشعب الفلسطيني، لأن هذه التسوية في المنظور الإيراني جاءت لخلق نظام جديد في الشرق الأوسط بناء على العملية السلمية بين فلسطين وإسرائيل[37]، وإدراكها بأنه من شأن التسوية الحيلولة دون تحقيق مصالحها وتراجع دورها الإقليمي في المنطقة لاسيما وأن إسرائيل سعت إلى تطبيع العلاقات مع بعض الدول العربية.  هذا مع العلم بأن من شأن التضامن الإيراني مع القضية تمهيد الطريق لإيران لزعامة المنطقة، بعدما أن اتخذت من القضية ورقة ضغط على الدول الكبرى بشأن ملفها النووي، وإجبار الولايات المتحدة الامريكية على الاعتراف بإيران كقوى إقليمية عظمى في المنطقة، لأن إيران من شأنها التأثير على مصالح واشنطن المتمثلة في النفط وأمن إسرائيل[38]  لنزع الاعتراف منها وإعلان إيران  كقوة عظمى في الشرق الأوسط.

خـــاتمـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــة:

تأسيسا على ما سبق، وللإجابة على الإشكالية المطروحة في المقدمة يمكن القول  بأن موقف إيران من القضية الفلسطينية قبل ثورة 1979 كان متناقضا بين الحكومة والشعب، إذ في الوقت الذي دعمت فيه الأولى (الحكومة) الكيان الصهيوني تماشيا مع مصالح الغرب الذي نظر إلى الشاه بمثابة حارس يرعى له المنطقة ويحافظ على مصالحها فيها خاصة الولايات المتحدة الامريكية، بينما تمسك الطرف الثاني (الرأي العام) بمساندة القضية بحكم أواصر العقيدة التي تجمع بين المسلمين واعتبارها قضية إسلامية رغم ما تعرضوا له من قمع من قبل نظام الشاه الاستبدادي. أما بعد سنة 1979 فقد تضامنت إيران مع القضية حكومة وشعبا بفضل القيادة الدينية التي تزعمت إيران ولاسيما في عهد آية الله الخميني الذي عبر عن تضامنه مع القضية ويتجلى ذلك من خلال الإجراءات التي قام بها سواء قطع العلاقات الدبلوماسية والاقتصادية مع الكيان الصهيوني أو تقديم الدعم للقضية من خلال إصراره على تحرير القدس من نير الغدة السرطانية ورفض عمليات التسوية التي لا تستجيب للمصالح الفلسطينيين. غير أن إيران عمدت إلى استغلال القضية لصالحها من خلال الضرب على الوتر الحساس، إذ أن هذه المساندة والدعم للقضية كان له رهانات غامضة لم تكشف عنها إيران إلا مع مرور السنوات فقد عمدت إلى استغلال القضية لصالحها ويتمظهر ذلك جليا من خلال إبقائها على الوضع معلق كما هو عليه دون حل لأنه يتماشى مع مصالحها الجيو سياسية في المنطقة، وخاصة ونحن نعلم بأنها سعت إلى استخدام هذه القضية كورقة ضغط على الدول الكبرى نفسها كقوة عظمى في منطقة الشرق الأوسط.

القائمة البيبليوغرافية:

  • أبو زيد، سركيس.إيران والمشرق العربي مواجهة أم تعاون. بيروت، مركز الحضارة لتنمية الفكر الإسلامي.
  • إبراهيميان،أروند.تاريخ إيران الحديثة، الكويت، المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، 2014.
  • العوري، هالة.إيران بين عدالت خانه وولاية الفقيه. بيروت، رياض الريس للكتب والنشر، 2010.
  • اللباد، مصطفى.إيران والقضية الفلسطينية: مشاعر التضامن وحسابات المصالح. مجلة الدراسات الفلسطينية، عدد 94، 2013.
  • بارزي، تريتا.حلف المصالح المشتركة التعاملات السرية بين إسرائيل وإيران والولايات المتحدة. بيروت، الدار العربية للعلوم ناشرون، 2008.
  • مجموعة من الباحثين، العرب وإيران مراجعة في التاريخ والسياسة. بيروت، المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات، 2012.
  • مجموعة من الباحثين.العلاقات التاريخية بين العربية- الإيرانية الاتجاهات الراهنة وأفاق المستقبل. بيروت، مركز دراسات الوحدة العربية، 2001.
  • محمود مصطفى، نادية. والشرقاوي باكينام.إيران والعرب المصالح القومية وتدخلات الخارج (رؤى مصرية وإيرانية). القاهرة، كلية الاقتصاد والعلوم السياسية، 2009.
  • مصطفى، أمين.إيران وفلسطين بين عهدين. بيروت، المركز العربي للأبحاث والتوثيق، 1996.
  • عبد الناصر، وليد.إيران دراسة عن الثورة والدولة. بيروت، دار الشروق، 1997.
  • حميد، محمد طالب.العلاقات الامريكية الإيرانية: توافق ام تقاطع. (تعذر على الحصول على بيانات هذا الكتاب، لكن بالإمكان الرجوع إلى الموقع التالي للتأكد من صحة هذه المعلومات التي استشهدت بها:

https://books.google.com.qa/books?id=y3TlDAAAQBAJ&pg=PA236&dq=%D8%A7%D9%84%D8%B9%D9%84%D8%A7%D9%82%D8%A7%D8%AA+%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%85%D8%B1%D9%8A%D9%83%D9%8A%D8%A9+%D8%A7%D9%84%D8%A5%D9%8A%D8%B1%D8%A7%D9%86%D9%8A%D8%A9+pdf&hl=ar&sa=X&ved=0ahUKEwjj_OHPxMfSAhXPyRoKHcwxDoYQ6AEIIjAC#v=onepage&q=%D8%A7%D9%84%D8%B9%D9%84%D8%A7%D9%82%D8%A7%D8%AA%20%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%85%D8%B1%D9%8A%D9%83%D9%8A%D8%A9%20%D8%A7%D9%84%D8%A5%D9%8A%D8%B1%D8%A7%D9%86%D9%8A%D8%A9%20pdf&f=false).

  • Wright, Robin. The Iran Primer: Power, Politics, and U. S. Policy. Washington: The Endowment of the united states of peace, 2010.
  • Kiddie, Nikki. Modern Iran: Roots and Results of Revolution. United States of America: Yale university press, 2006.
  • Moin, Baqer.Khomeini: Life of The Ayatollah, London: I.B. Tauris and Co. Ltd, 2009.

[1]– أمين مصطفى، إيران وفلسطين بين عهدين، (بيروت، المركز العربي للأبحاث والتوثيق، 1996)، ص 13.

See: Robin Wright, The Iran Primer: Power, Politics, and U. S. Policy, (Washington: The Endowment of the united states of peace, 2010), P 171.

[2]– سركيس أبو زيد، إيران والمشرق العربي مواجهة أم تعاون، (بيروت، مركز الحضارة لتنمية الفكر الإسلامي، 2010)، ص 65. تريتا بارزي، حلف المصالح المشتركة التعاملات السرية بين إسرائيل وإيران والولايات المتحدة، (بيروت، الدار العربية للعلوم ناشرون، 2008)، ص 17.

[3]– سركيس أبو زيد، مرجع سابق، ص 69.

[4]– أمين مصطفى، مرجع سابق، ص 31.

[5]– مجموعة من الباحثين، العرب وإيران مراجعة في التاريخ والسياسة، (بيروت، المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات، 2012)، ص 66. تريتا بارزي، مرجع سابق، ص 17.

See: Nikki R. Kiddie, Modern Iran: Roots and Results of Revolution, (United States of America: Yale university press, 2006), P 163.

[6]– أمين مصطفى، مرجع سابق، ص 13.

*–  تقرير من وزير الخارجية الإيرانية إلى الشاه “ليس في مصلحة الحكومة الملكية تحديد الهجرة، وبيع الأراضي، واسترضاء البلدان العربية. فتجمع اليهود في هذا البلد الذي هو في الحقيقة من أهم المواقع وقلب البلدان العربية ومركزها، مفيد لإيران من حيث الجانب السياسي فضلا عن النافع الاقتصادية. فوجود هذا الشعب (اليهودي) الجاد والذي يتميز بالبراعة في جميع العلوم والفنون، ولديه مع إيران خلفية تاريخية متألقة، يعد عائقا كبير أمام تأسيس إمبراطورية أو قوة عربية متحدة تحت النفوذ الأجنبي، حيث يمكن أن تهدد في المستقبل السواحل الجنوبية والحدود الغربية لإيران، أو تخلق المشاكل والمتاعب على الأقل”. انظر سركيس أبو زيد، مرجع سابق، ص 64.

[7]– أمين مصطفى، مرجع سابق، ص 31.

[8]– مجموعة من الباحثين، مرجع سابق، ص66.

[9]– سركيس أبو زيد، مرجع سابق، ص68.

[10]– Nikki R. Kiddie, Op. Cite, P 163.

[11]– Ibid, P 134.

[12]– أروند إبراهيميان، تاريخ إيران الحديثة، (الكويت، المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، 2014)، ص 177. هالة العوري، إيران بين عدالت خانه وولاية الفقيه، (بيروت، رياض الريس للكتب والنشر، 2010)، ص 183.

[13]– أمين مصطفى، مرجع سابق، ص 25-26.

[14]– سركيس أبو زيد، مرجع سابق، ص 70.

[15]– مجموعة من الباحثين، العلاقات التاريخية بين العربية- الإيرانية الاتجاهات الراهنة وأفاق المستقبل (بيروت، مركز دراسات الوحدة العربية، 2001)، ص 638.

[16]– مصطفى اللباد، إيران والقضية الفلسطينية: مشاعر التضامن وحسابات المصالح، (مجلة الدراسات الفلسطينية، عدد 94، 2013)، ص 76.

[17]– مصطفى اللباد، مرجع سابق، ص 77.

[18]– أروند إبراهيميان، مرجع سابق، ص 204.

[19]– هالة العوري، مرجع سابق، ص 199.

[20]– ريتا بارزي، مرجع سابق، ص 46.

[21]– وليد عبد الناصر، إيران دراسة عن الثورة والدولة، (بيروت، دار الشروق، 1997)، ص 64.

[22]– Robin Wright, Op. Cite, P 171.

[23]– أمين مصطفى، مرجع سابق، 48.مجموعة من الباحثين، مرجع سابق، ص 639.

[24]– وليد عبد الناصر، مرجع سابق، ص 64.

[25]– مجموعة من الباحثين، مرجع سابق، ص 67.

[26]– نادية محمود مصطفى باكينام الشرقاوي، إيران والعرب المصالح القومية وتدخلات الخارج (رؤى مصرية وإيرانية)، (القاهرة، كلية الاقتصاد والعلوم السياسية، 2009)، ص165.

[27]– مجموعة من الباحثين، مرجع سابق، ص 67. ريتا بارزي، مرجع سابق، ص 47.

See: Robin Wright, Op. Cite, P 171- 172.

[28]– أمين مصطفى، مرجع سابق، ص 50.

*–  سعت بعض الدول الإسلامية إلى تقديم مشروع التسوية زاعمة في ذلك أن هذا المشروع يحمل في طياته بعض الجوانب الإيجابية، وإن كان في الحقيقة يحقق أهداف الكيان الصهيوني، وهو ما عقب عليه الامام الخميني يوم 17/11/1981 قائلا “إن معنى منح الضمان التام للكيان الإسرائيلي، هو أن تمنح إسرائيل، الأمان الكامل والحق والوجود والبقاء. وكلنا نعرف أن إسرائيل هي التي اغتصبت الأراضي الإسلامية منذ سنين طوال، وارتكبت المجازر الجماعية في فلسطين ولبنان وغيرهما من بلاد المسلمين، وشردت المسلمين من منازلهم، وعرضت أعراض وأرواح المسلمين للأخطار المحدقة، من أجل الوصول إلى أهدافها الخبيثة، فبعد كل ذلك. كيف يأتي المسلمون اليوم ليعترفوا بها رسميا؟” انظر أمين مصطفى، مرجع سابق، ص 52.

[29]– أمين مصطفى، مرجع سابق، ص 53.

[30]– وليد عبد الناصر، مرجع سابق، ص 64.

[31]– أمين مصطفى، مرجع سابق، ص 55.

[32]– Baqer Moin, Khomeini: Life of The Ayatollah, (London: I.B. Tauris and Co. Ltd, 2009), P 251.

[33]– أمين مصطفى، مرجع سابق، ص 57.

[34]– وليد عبد الناصر، مرجع سابق، ص 85.أمين مصطفى، مرجع سابق، ص 62.

See: Robin Wright, Op. Cite, P 171.

[35]– مصطفى اللباد، مرجع سابق، ص 80.

[36]– ريتا بارزي، مرجع سابق، ص 51.

[37]– تريتا بارزي، مرجع سابق، ص المقدمة.مجموعة من الباحثين، مرجع سابق، 640.

[38]– مصطفى اللباد، مرجع سابق، ص 82.محمد طالب حميد، العلاقات الامريكية الإيرانية: توافق ام تقاطع، ص6. (تعذر على الحصول على بيانات هذا الكتاب، لكن بالإمكان الرجوع إلى الموقع التالي للتأكد من صحة هذه المعلومات التي استشهدت بها:

https://books.google.com.qa/books?id=y3TlDAAAQBAJ&pg=PA236&dq=%D8%A7%D9%84%D8%B9%D9%84%D8%A7%D9%82%D8%A7%D8%AA+%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%85%D8%B1%D9%8A%D9%83%D9%8A%D8%A9+%D8%A7%D9%84%D8%A5%D9%8A%D8%B1%D8%A7%D9%86%D9%8A%D8%A9+pdf&hl=ar&sa=X&ved=0ahUKEwjj_OHPxMfSAhXPyRoKHcwxDoYQ6AEIIjAC#v=onepage&q=%D8%A7%D9%84%D8%B9%D9%84%D8%A7%D9%82%D8%A7%D8%AA%20%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%85%D8%B1%D9%8A%D9%83%D9%8A%D8%A9%20%D8%A7%D9%84%D8%A5%D9%8A%D8%B1%D8%A7%D9%86%D9%8A%D8%A9%20pdf&f=false).

  • مصطفى لمغاري – المغرب تحريرا في 7-6-2017
Rate this post

المركز الديمقراطى العربى

المركز الديمقراطي العربي مؤسسة مستقلة تعمل فى اطار البحث العلمى والتحليلى فى القضايا الاستراتيجية والسياسية والاقتصادية، ويهدف بشكل اساسى الى دراسة القضايا العربية وانماط التفاعل بين الدول العربية حكومات وشعوبا ومنظمات غير حكومية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى