تهاوي النفوذ الإيراني في الشرق الأوسط الأسباب التداعيات ،النتائج
بقلم الباحث : قتيبة قاسم العرب – المركز الديمقراطي العربي
في ظل مواجهة حقيقية بأفعال مباشرة بين أمريكا وإيران والردود المتسارعة تجلت بضرب مواقع الحشد الشعبي من قبل امريكا على خلفية استهداف القاعدة الأمريكية ومقتل متقاعد أمريكي والرد والتصعيد وحرق سور السفارة الأمريكية ومن ثم الرد الأمريكي باغتيال قاسم سليماني الذي يقود عمليات النفوذ الإيراني بدول الشرق الأوسط والمشرف بسورية والعراق ولبنان واليمن تحت الرايات المقدسة لاستكمال مشروعها بالمنطقة يقابله الوجود الأمريكي وحلفاءهم بالخليج بقواعد أمريكية حماية لمصالحها بالمنطقة.
سوف نطرح محورين حول ذلك مع النتائج :
- أولا التدخل الإيراني بشعوب ومصير أربع دول عربية مهمة بالشرق الأوسط وبداية تهاوي هذا الدور والتدخل
- ثانيا ما هي تداعيات ذلك التدخل وتهاويه والعمليات الأخيرة بالعراق وآخرها مقتل سليماني
- ثالثا النتائج
أولا : التدخل الإيراني بالمنطقة واستخدام نفوذها خارج إيران من أجل رايات دينية مقدسة بدول عربية فالإسلام السياسي اليوم بشقيه الشيعي والسني ترعاه دولا غير عربية سواء تركيا أو إيران في ظل تراجع دور عربي إسلامي بسبب الانقسامات والمصالح والصراع العربي الإسرائيلي والذي أعطى الحجة لإيران بالتدخل بالمنطقة ولكن لم تكن الشعوب العربية بتلك الدول برغم تعدد انتماءاتها الدينية والعرقية هي من أدخل إيران للمنطقة بل عبر حكامها ابتداء من سقوط العراق والذي كان بداية التدخل الإيراني هناك لأسباب مقدسة وتورط الخليج بإسقاط صدام حسين وجاءهم البعبع الإيراني لكي يدفعوا أموالهم مقابل الحماية وانتقالا بالتدخل بلبنان عبر سيطرة حزب الله بالسلاح والقوة على الوضع السياسي الداخلي لترسيخ الدور الإيراني بغطاء الممانعة والمقاومة والذي بدآ بالتهاوي مؤخرا نتيجة التدخل العسكري بسورية وهكذا باليمن بتسليح إيران لجماعة الحوثي بالسلاح والمال لمواجهة الخليج مرورا بسورية بموافقة النظام الحاكم وليس الشعب السوري مستغلين الحرب وأصبحوا من يحكم سورية فعليا والنظام بسورية يردد باسم الشعب السوري الذي لا يمثله بتطمين وتثبيت إيران بدمشق وبالتالي أن الشعوب في المنطقة والدول العربية الأربع متضررة من حجم الصراع ولم توافق وتدعم التدخل الإيراني بالمنطقة بل هناك استقواء بالأنظمة والمجموعات المسلحة وميليشيات واستغلال الفقر والجوع بالحروب والتجنيد مقابل برامج تشيع وحماية المقدسات والأضرحة .
واستطلاعات الرأي الحقيقية لدى شعوب المنطقة كلها تؤكد انه بعد الاستقرار وصمت السلاح والحرب ستتلقى إيران ضربة موجعة من الشعوب العربية بالمنطقة برفض تواجدها وتدخلها وإذا ما ازداد هذا التدخل ستكون هناك قطيعة نهائية وخاصة بوصول ممثلي الشعب الحقيقيين لمواقع القرار فلا تزال بالعواصم الأربعة من يحكم هو القوة والسلاح واستغلال الفقر والجوع وليس صناديق الاقتراع وبالنهاية سنصل لذلك وستنعكس الأمر سلبا تجاه الكراهية والصراع الإيديولوجي بين شعوب المنطقة والشعب الإيراني أيضا وليس فقط حكامها لأن ما شهدته العراق ولبنان رغم عدم الاستقرار من قبل فئات كبيرة من الشعب يدل على حجم ما سيحصل بعد الاستقرار بالمقابل سورية نصف شعبها مهجر وضد الوجود الإيراني وبالداخل ايضآ الغالبية ضد التواجد والتدخل الإيراني بالمجتمع السوري وما بقي هو ثلة قليلة مستفيدين من الوضع والمال السياسي أما النظام فهو تحت الوصاية الإيرانية قولآ واحدا.
ثانيآ التداعيات :
في ظل غياب للقانون الدولي بالأمم المتحدة بدأت الدول العظمى تفعل ما تريد ويمكن أن تحرك جيوشها من آجل تحقيق مصالحها ولم يعد الحجم الحد الأدنى للتوافق بمجلس الأمن ولا احترام أو تنفيذ قراراته كما فعلت روسيا بسورية وما تفعله أمريكا بالمنطقة وما يلفت الأنظار أن جميع الدول العظمى وبعض الدول الإقليمية منها تركيا وإيران وغيرها ترفع شعار محاربة الإرهاب ولا احد يعلن بصراحة مصالحه وكل طرف يعتبر فصيل الطرف الآخر إرهابي وطبعا جميع الفصائل ارتكبت جرائم ضد شعوب المنطقة وانتهكت القانون الدولي الإنساني
وبالتالي الجميع متورط ولكن كل المؤشرات تشير على بداية وتهاوي الدور الإيراني بالمنطقة وإيران تعي ذلك ولكن لا تزال ترفض إنهاء هذا الدور رغم انه بالنسبة لها شر لا بد منه فهي نظام قائم على الفكر الديني والمقدسات والنهايات التي آمن بها غالبية الشعب الإيراني وبالتالي ما موقفها أمامهم بالتراجع عن الجهاد المقدس والرايات إلى جانب نشاط أمراء الحرب والمستفيدين فتجربة العراق واضحة رغم مرور أكثر من سبعة عشر عاما على سقوط نظام صدام حسين بالقوة العسكرية لم يستقر العراق رغم أن نسبة الشيعة به تفوق الستون بالمائة .
وبقية أرض العراق بيئة جاهزة وحاضنة دائما للتوتر والإرهاب والصراعات السياسية والدينية وبالتالي إيران لا تبحث عن الاستقرار والسلام بالمنطقة وفشلت بإحلال السلام بالعراق ومع بداية تجميد الصراع العربي الإسرائيلي والحديث عن السلام والتطبيع وصفقة القرن ساهم ببدء نهاية الدور الإيراني بالمنطقة وبالتالي مهما كانت ردود أفعال إيران على ما حصل فلن تكون مؤثرة لوقف نهاية دورها سواء بتنفيذ اغتيالات أو تفجيرات أو ضربة لحليف أمريكي أو هدف إسرائيلي كلها ستقوي هذه الدول وستزيد من الحجة والضغط والرد على إيران وبلورة رأي عالمي موحد ضدها فالرسائل الأمريكية والإسرائيلية والدولية واضحة بذلك مترافق بالعدوان المستمر من قبل إسرائيل على سورية لضرب أهداف إيرانية على أراضيها .
النتائج ثالثا : إيران اليوم تقف على مفترق طرق خطيرة ونهائية وهي أمام خيارين
أولا : أما الذهاب والهروب إلى الأمام وعدم التراجع واستمرار زعزعت استقرار الشرق الأوسط والمزيد من الدماء والحروب وهي لن تربح الحرب في مواجهة دول عظمى ومال عربي خليجي
في ظل استنزاف اقتصادي وحصار كبير سوف يؤدي إلى جوع الشعب الإيراني وسوف يخذل الشعب ويصل مرحلة تسقط لديه كل المقدسات وسيحصل انقسام كبير بالشعب الإيراني وبالتالي بداية نهاية النظام الإيراني وسقوط إيران وتقسيمها واستغلال ثرواتها على مدار السنوات القادمة
ثانيا : التراجع عن دورها بالمنطقة وزعزعت الاستقرار وقبول إعادة الاتفاق النووي بالشروط الجديدة والتراجع عن مشروعها الإقليمي الديني واختراق الشعوب العربية وبرامج التشيع وغيرها وإنهاء دور الميليشيات والتجنيد في المنطقة والحفاظ على نظامها وفك الحصار الاقتصادي وانتعاش الشعب الإيراني والذهاب به نحو العدالة والمساواة والرفاهية والحفاظ على علاقات ودية متوازنة مع الدول العربية قائمة على الاحترام وعدم التدخل بالشؤون الداخلية للدول والسعي للسلام والمساهمة به
وبالتالي حسب التوقعات على إيران أما أن تمهد وترتب لانتهاء دورها خارج إيران وتحمي شعبها حتى لا يكون نصيبها كالعراق من حصار وضربات وسقوط على مدار سنوات وهي التي ساهمت بدماره بهذا الأفكار والصراعات حتى الآن
وأما أن يسجل التاريخ عكس ذلك بنهايتها ودمارها ودمار شعوب المنطقة كما ساهمت بالدول الأخرى