الدراسات البحثيةالمتخصصة

ديناميكيات الحروب الالكترونية وأثرها في الصراع الدولي

The dynamics of electronic wars and their impact on the international conflict

اعداد : قاسم خضير عباس العزاوي – ماجستير “تخصص سياسة دولية” جامعة النهرين / كلية العلوم السياسية .

  • المركز الديمقراطي العربي

 

المقـــــــــــــــــــــــدمــــــــــــــــــــــــــة :

شهدت ثورة المعلومات والقدرة على استخدام التكنولوجيا تطوراً ديناميكياً سريع، عن طريق الاختراع والإبداع  والإنتاج ، وبرزت عدة اشكال جديدة ومتنوعة من القوة الإلكترونية ، والتي أصبح لها انعكاس مباشر على المستوى المحلي والدولي، فمن ناحية أدت إلى إعادة توزيع القوة وانتشارها بين أكبر عدد من الفاعلين، وهذا ما جعل قدرة الدولة في السيطرة على هذا المجال موضوع شك مقارنة بالمجالات الأخرى للقوة .

ومن ناحية أخرى جعلت القوة الإلكترونية بعض الدول الأصغر في السياسة الدولية لديهم قدرة أكبر على ممارسة القوة الصلبة والناعمة عبر استراتيجية جديدة تمثل “القوة الإلكترونية” مصدرها  ، وهذا ما يعني تغييراً في علاقات القوى في السياسة الدولية.

واتسمت الحروب الإلكترونية بصفة تدميرية كبرى ، قد لا تصاحبه دماء  او أشلاء بالضرورة ، وقد يتضمن التجسس والتسلل ثم النسف لكن لا دخان ولا أنقاض ولا غبار، ويتميز أطرافه بعدم الوضوح، وتكون تداعياته خطيرة، سواء عن طريق تدمير المواقع على الإنترنت ونسفها وقصفها بوابل من الفيروسات ، أو العمل على استخدام أسلحة الفضاء الإلكتروني المتعددة للنيل من تلك المواقع ، وهي أسلحة يسهل الحصول عليها من خلال مواقع الإنترنت أيضاً.

أهمية البحث :

تكمن أهمية البحث من الموضوع كونه يبحث في العلاقة بين التطور التكنولوجي والتغيير في شكل الحروب والصراعات الدولية، متنقلاً بذلك الى مرحلة جديدة من علاقات القوى بين وحدات النظام الدولي والتي دخلت في حالة من التسابق الدولي في تنمية وتطوير القدرات التكنولوجية في كافة المجالات.

إشكالية البحث :

ينطلق البحث من إشكالية مفادها “ان الحروب الالكترونية نقلت علاقات القوى بين الوحدات الدولية والصراعات العالمية الى مرحلة جديدة ومختلفة والتي يمكن من خلالها استخدم التقنية الالكترونية عوضاً عن القوة البشرية ، فضلاً عن مثل استخدامها عامل حاسم في الحروب” ومن ذلك يمكننا طرح عدة تساؤلات وأهمها:

  • ما الحروب الالكترونية؟ وما أنواعها؟
  • ما اثر الحروب الالكترونية في الصراعات الدولية؟
  • ما الدراسات التطبيقية على الحرب الالكترونية؟

فرضية البحث :

ينطلق البحث من فرضية مفادها : “كلما تمت الاستعانة بالعامل التكنولوجي كلما زاد  من حالة عدم الاعتماد على العامل البشري في ادارة الحروب والصراعات الدولية”.

هيكلة البحث :

تم تقسيم البحث الى ثلاث مباحث رئيسه ، إذ جاء المبحث بعنوان مدخل لدراسة مفهوم الحروب الالكترونية وانواعها ، في حين كان المبحث الثاني الحروب الالكترونية والصراعات الدولية ، وجاء المبحث الثالث دراسة تطبيقية لبعض النماذج على وفق الشكل الاتي :

المبحث الأول  – مدخل لدراسة مفهوم الحروب الالكترونية وانواعها

لقد قامت العديد من دول عالمنا المعاصر بتطوير قواعدها البيانية والمعلوماتية بشكل يعتمد على شبكات الانترنت وبروتوكولات الاتصالات الحديث ومزايا التدفق المعلوماتي السريع , وسرية العمل المحوسب وعدم الانكشاف غير الشرعي على فحوى المعلومات وغيرها من الصفات التي تتوافق مع متطلبات العقد التكنلوجي الحديث وعليه فقد تم تقسيم هذا المبحث على وفق الشكل الأتي :

اولاً: مفهوم الحروب الالكترونية :

شكل التطور الالكتروني الذي شهده عالم التكنولوجيات الرقمية والالكترونية الكونية تنافسات شديدة بين دول العالم ، ادخلتها بما يعرف اليوم بالحرب الالكترونية ، والتي باتت تؤرق العديد من الدول في وقتنا الحالي ، إذ تتسم هذه الحروب بالصمت والظلام , وقلة التكاليف مرونة الوقت  وسرعة الاداء  وقوة التأثير  وشبه انعدام معرفة هوية المهاجم  والخلفيات الايديولوجية ، وغيرها من الصفات التي تجعل منها حرب شديدة الخطورة( [1]).

وتعرف الحرب الالكترونية بأنها: “حرب تخيلية او افتراضية ذات طبيعة غير ملموسة تحاكي الواقع بشكل شبه تام ، وهي حرب قد تكون بلا دماء ، إذ تتلخص ادوات الصراع فيها بالمواجهات الالكترونية والبرمجيات التقنية وجنود من برامج التخريب المحوسب وطلقاتها لوحات المفاتيح ونقرات المبرمجين في بيئة اصطناعية تحاول ما امكن الوصول الى صورة حقيقية لملامح الحياة المادية والملموسة”( [2]).

و وكذلك تعرف الحروب الالكترونية: “هي المشهد الصراعي  المستقبلي والقادم للبشرية ولكن بصورة رقمية وتكنلوجية ، وهي صراعات قديمة جديدة بدأت منذ الوقت الذي ابتكر فيه الانسان ادوات تواصله الاولى ، كالأصوات والتلغراف والهواتف اللاسلكية وانظمة البرق الصوتي وانظمة الترميز والات الطباعة وغيرها التي تم استخدامها في الحربين العالميتين الاولى والثانية وما سبقهما من حروب وثورات وقعت في عقدي الثورة الفكرية والصناعية”([3]).

“وهناك من يربط مفهوم الحرب الالكترونية ببيئة الانترنت فقط , كونها  ساعدت على انتشار المعلومات في مختلف ارجاء العالم بشكل كبير وسهلت الوصول اليها بشكل سريع بحيث يمكن تعريف الحروب الالكترونية بناء على ذألك بانها الحرب التي تستهدف المعلومات , وهي تعبر عن الاعتداءات التي تطال موقع البيانات الموجودة على الانترنت وتحاول الاستيلاء على معطياتها, بين اطراف متناقضة الاهداف ومتعارضة المصالح ومختلفة المواقف”( [4]).

وقد شهد العقد الاخير تطورات سريعة في مجالي الحوسبة وتكنلوجيا المعلومات بما افضى الى تغيرات بعيده المدى في جميع مجالات الحياة تقريبا ولا سيما في مجالين (العسكري والامني ) الذين أدخل فيهما العديد من تغييرات التي تتعلق بطريقة القتال وتفعيل القدرات للجيوش الالكترونية ،  ويعزي ذلك جزئيا الى المستجدات التي طرأت على انماط التفكير الاستراتيجي وعلى بلورة عقيدة قتالية تتلائم مع الواقع الالكتروني ، فضلاً عن محاولات دراسة تأثير الانتقال الى عصر المعلومات اثمرت تطوراً واضحا لفكرة (الثورة في الشؤون العسكرية)( [5]).

لذلك تعد المجالات العسكرية من اكثر البيئات تجانسا والتصاقاً بالحروب الالكترونية ، وتعرف الحروب الالكترونية تبعا لترابطها بالقوة العسكرية بأنها :(الحروب التي تتسم بالتعاون مع الحرب العسكرية إذ انها تصوب نيرانها  نحو الاهداف الالكترونية والرقمية والمعلوماتية كالتجسس على المعلومات والاشارات الصادرة من الاجهزة الالكترونية التابعة الى الاهداف المستهدفة ، وكذلك تتبع الموجات المطلقة من الاتصالات اللاسلكية وغيرها ، إذ تستهدف هذه النيران الالكترونية المصالح القومية والسياسية والعسكرية والامنية للدول المستهدفة متخذة شكل هجمات الالكترونية او اختراقات الكترونية الهادفة لتعطيل البنية المعلوماتية للدولة المستهدفة)([6]).

“تقوم الحروب الالكترونية بالدرجة الأولى على عنصرين مهمين في أي صراع الكتروني قد ينشب في الفضاء الالكتروني وهذان العنصران هما([7]):

اولا : توفر المعلومات التي ترتكز عليها الحروب التكنلوجية بشكل كبير حيث ان توفر عنصر المعلومات هو اول اليات عمل الحروب الالكترونية

ثانيا : القدرات العقلية والذهنية والتي تكون مسؤولة عن تخطيط وتوجيه الضربات الالكترونية في عالم رقمي شديد التعقيد يتبع توفر عنصري المعلوماتية والقدرات العقلية البشرية والتي تستند اليها الية عمل الحروب الالكترونية ,الاجراءات الفنية والتقنية القائمة على اساس تنفيذ خطوات واليات الحروب الالكترونية عبر الفضاء الرقمي.

ثانياً: أنواع الحروب الالكترونية :

لقد غيرت المعلوماتية من طبيعة الصراعات والحروب، وادخلت اساليب جديدة ومختلفة وهي مفاهيم بحاجة الى تقييم  وصياغة، ومنها الحروب الموجهة وحرب الشبكة والحرب التجسسية والحرب الفضائية والحرب النفسية و الاعلامية، وهذا ما سيتم التطرق اليه على وفق الشكل الأتي :

  • الحروب الموجهة :

استند هذا النوع من الحروب على المعلوماتية ، إذ انه يكفي لقهر الخصم و يتم النجاح باستخدام هياكل القيادة ولديه وسائل الاتصال مع المؤسسات الفكرية، و كذلك تستند هذه الحروب على القنابل الذكية التي استخدمت في حرب الخليج الثانية عام(1991)، وقنابل الغرانيت القادرة على تصفير دوائر المراكز الكهربائية والتي استخدمت اخيرا ضد الصرب في حرب كوسوفو، وكذلك القنابل التي استخدمت في الحرب الامريكية على العراق عام(2003)، اذ انه في حالة الصراع تصبح المعارك هدفا للمواجهة وليس فقط ما يتيح الهجوم او الصدام في الظرف الملائم([8]).

وكان اخر تطبيق عملي لهذه الحرب في العراق عام (2003)، من خلال اعتماد الولايات المتحدة على استراتيجية (الصدمة والترويع)، التي تقوم على قدرة تكنولوجية متطورة  ومنظومات تسليحية متكاملة وقادرة على تطبيق التأثير المستهدف من اجل التأثير في ارادة الخصم وادراكه، وتتطلب هذه الاستراتيجية عدة عناصر لنجاحها، هي المعرفة الكاملة بالذات والخصم والبيئة، ويشمل ذلك معرفة كاملة بالعمليات الذهنية والمنظومات التقنية لقادة الخصم وجماهيره والسرعة في جميع مراحل العمل العسكري سواء في المناورات او التحركات داخل الميدان وضمان السيطرة على العمليات سواء على الارض او في مجال الاشارات اللاسلكية والبنية الاساسية للاتصالات بما يضطر الخصم الى الاستسلام خوفا من تعرضه لدمار واسع([9]).

كما ان الحرب الموجهة تستخدم اكثر الاسلحة ذكاءاً وتتطلب وجود قوات ووحدات صغيرة ومترابطة لكي تتمكن من تنسيق هجماتها بشكل متكرر، ومن ابرز الدول التي تمتلك هذه القوات هي الولايات المتحدة وفرنسا وكندا وبريطانيا([10]).

  • الحروب الشبكية :

وهو شكل جديد من اشكال الحروب التي تمكن من التأثير على نشاطات واعمال الخصم وخصوصاً اذا كان مجتمع الخصم متطوراً ويعتمد بدرجة كبيرة على وسائل المواصلات والاتصالات، اما اذا كان الخصم اقل تطورا في اعتماده التقنيات الحديثة فان اساليب حروب الشبكات كالفعاليات التقنية والتشويش لن يكون مؤثراً بالدرجة المطلوبة، ومن ثم سيتم الاعتماد على الاسلحة التقليدية المعروفة والتي تعتمد على الدقة في الاصابة والسرعة في الاستجابة، لذا فان حروب الشبكة موجهة بشكل اساس نحو تحجيم العدو، ومن ثم هي تختلف عن الحرب الموجهة التي تكون نحو شل قدرة العدو العسكرية ([11]).

  • الحروب التجسسيية :

        ان التقدم التقني اصبح واحد من اهم مفاتيح المستقبل وعامل حاسم للسيطرة في النظام العالمي الجديد،

لذا أصبحت المنافسة شديدة في الميدان التكنولوجي والسياسي والاستراتيجي، لان من سيحصل على التكنولوجيا فانه سيسيطر في المجالات الاخرى, لذا يرى بان جزء كبير من الاتصالات العالمية تسيطر عليها اجهزة الامن والاجهزة المخابراتية، إذ ان هذه الاجهزة تراقب كل شيء تقريبا وينتشر وكلاء متخصصون في كل بلدان العالم مدعومون بأقمار صناعية تجسسيه لجمع المعلومات والعمل مع الالاف من الاذاعات والقنوات، وكل ذلك يتجه لهدف واحد الا وهو التجسس على العالم،  فالوكالات الامنية تنتشر في كل بلدان العالم وتسعى وتتنافس وبكل الطرق للحصول على المعلومات، مستخدمة كل الوسائل المتاحة بعملية تصارع اشبه بالحرب ذاتها من هنا انطلقت حرب التجسس هذه ، فالدول تسعى لانفاق ثروتها على قواعدها التنصتية ونصب وسائل ذات تقنية عالية الكفاءة للتجسس على العالم([12]).

  • الحرب النفسية :

أخذت الحرب النفسية  مقاربة جادة ووازنة هو امر شائك وبالغ الصعوبة والتعقيد، وهناك من يرى ان الحرب النفسية:”هي التي يستخدمون فيها الدعاية من اجل التأثير على اشخاص بين اوساط العدو” وثمة من اعتبرها:”عمليات تستخدم فيها وسائل الاقناع على نحو غير عنفي لتحقيق اهداف الحرب العسكرية “،  وقد حاول الباحث (بول الينبارجر) في كتابه (الحرب النفسية ) الاخذ بكل هذه التعاريف وتدوير رؤى النظر المختلفة ،إذ عرف الحروب النفسية: “بانها استخدام الدعاية ضد العدو مع اجراءات عملية اخرى ذات طبيعة  عسكرية  او اقتصاديه او سياسية” ، في حين ذهب الباحث (حامد ربيع) بتعريف الحرب النفسية :”بأنها نوعاً من القتال لا يتجه الا الى العدو “، وهي بذلك خلاف الدعاية التي تتعدد فيها الرؤى ، كما انها تعد فناً حربيا لا يسعى الا للقضاء على الارادة الفردية والجماعية للعدو([13]).

  • الحرب الفضائية:

منذ عام(1983) سعت الولايات المتحدة الامريكية لتطوير برنامج حرب النجوم او منظومة الدفاع الاستراتيجي وامتلاك القدرة المطلقة على صد اي هجوم صاروخي، ومنذ ذلك الوقت طور الفضاء العمليات العسكرية الارضية في مجال المراقبة والاتصالات والملاحة والرصد الجوي بحيث عمقت التكنولوجيا مفهوماً جديداً يخص الميدان والجبهة على كل الابعاد يدعى بالجبهة متعددة الابعاد([14]).

وان ظهور ما سمي بحرب النجوم التي ماهي الا حرب اوسع تتضمن فقط البدء بوضع اسلحة في مدارات حول الارض تمكنها من تدمير القاذفات الاستراتيجية والصواريخ النووية خلال ثوان معدودة من اطلاقها، ومثل هذا الاحتمال اذا ما قدر له ان يتحول الى حقيقة فانه سيغير مشهد الحرب عامه، فتفتقد الصواريخ العابرة للقارات فاعليتها وجدواها وبذلك نكون قد انتقلنا الى مرحلة من الاسلحة الاستراتيجية مصممة لتدمير المجتمعات، اسلحة قادرة على تدمير اسلحة الدمار الشامل , وعلى الرغم من انتهاء الحرب الباردة قاد الى تراجع اهمية هذا المشروع للمؤسسة العسكرية – الصناعية الامريكية، الا انه سرعان ما ان تصاعد وتيرة العودة للحديث عن هذا المشروع والبدء في عملية تطويره، وكذلك الكتمان الذي يحيط بالأبحاث الفضائية والمبالغ الضخمة التي تنفق على غزو الفضاء كافية لتثبت ان الامر ليس بحثا علميا خالصا لمنفعة الانسانية([15]).

وبذلك فان التكنولوجيا المتقدمة قد بدلت من روحية ودينامية منظومة القيادة والسيطرة والحاسبات والاتصالات والمراقبة والاستطلاع والاستخبارات في الحروب والعمليات العسكرية  فضلاً عن ذلك اصبحت المسافة التي تفصل بين المستوى التكتيكي والاستراتيجي قليلة جداً ، إذ يمكن للمستوى الاستراتيجي قيادة  العمليات التكتيكية مباشرة وعن بعد ، وتعد  عملية  قتل زعيم تنظيم القاعدة ” سامة بن لادن ” في عام (2011)، مثالاً حياً على ذلك فقد كانت فرقة صغيرة من القوات الخاصة تقوم بالعملية  والرئيس الامريكي مع طــاقم مجلس الامن القومي الامريكــي يتابعون العملـية مباشرةً ([16]).

وقد أحدث استخدام معدات الحرب الإلكترونية في الحروب الحديثة تطوراً هائلاً في مجالات هذه الحروب ومراحلها، وأصبح الحسم في المعارك الحديثة لصالح الجيوش والقوات التي تستخدم الحديث منها، وبقدر ما يمتلكه كل طرف من الأطراف المتصارعة، بعد أن كانت تحسم لمصلحة الطرف الذي يمتلك التفوق العددي، أو النوعي، أو يمتلك الأسلحة البعيدة المدى، والدليل على ذلك أن معدات الحرب الإلكترونية المستخدمة في الطائرات المقاتلة يقترب ثمنها من نصف قيمة الطائرة ([17]).

المبحث الثاني  – الحروب الالكترونية والصراع الدولي

خلال العقود الأخيرة من القرن العشرين دخلت أدوات وتقنيات التكنولوجيا الى ساحات الصراع المتعددة، والتي تشكل في نظر البعض امتداداً للحرب الإلكترونية ، وكذلك استخدام التكنولوجيا أدى التغيير في  شكل الصراع الدولي ،والتي تطورت واتسعت مع نهاية الحرب العالمية الثانية، وخاصة خلال فترة ما سمي الحرب الباردة. ومع بداية القرن الحادي والعشرين أصبحت الشبكة أساسية في أغلب الاتصالات والتعاملات وأجهزة التحكم، وبالإضافة إلى أنها شكلت وسيلة تجسس للبعض، كما تحولت إلى أداة للحرب بمختلف صورها، وعليه فقد تم تقسيم هذا المبحث على وفق الشكل الأتي :

اولاً: التحولات في الصراع الدولي :

شكلت ثورة المعلومات متغيرا اكتسب اهمية قصوى في عالم ما بعد الحرب الباردة وقد وصفت هذه الثورة المعلوماتية بالموجة التطورية الثالثة انطلاقا من كونها قادت الى ادخال المجتمعات الانسانية في حيز تطور قائم على محورية المعرفة والمعلومات، إذ يعيش العالم مرحلة متطورة من التقدم المعلوماتي من حيث ثورة المعلومات الشاملة وثورة وسائل الاتصال الحديثة التي بلغت الاقمار الصناعية وثورة الحاسبات الالكترونية التي امتزجت مع وسائل الاتصال والثورة المعرفية الشاملة باندماج الحاسبات الالكترونية مع التلفزيون والاتصالات السلكية واللاسلكية وان سطوة المعلومات كمتغيير دولي بعد الحرب الباردة([18]).

وفي كل مرحلة من مراحل تطور النظام الدولي تهيمن على طبيعة تلك المرحلة بما تحمله من أفكار وتوجهات لتشكل النمط السائد لما تتصف به تلك المرحلة، وهذه الطبيعة المتغيرة عبر العصور هي أساس توجيه شكل العلاقات والاعمال ومنها العلاقات الدولية في ذلك العصر. فالعصور الوسطى شهدت هيمنة فكرة الدين، ثم جاء عصر التنوير ليشهد هيمنة العقل، بعد ذلك جاءت مرحلة القرنين التاسع عشر والعشرين لتشهد هيمنة النزعة القومية، إلى أن وصلنا إلى ألالفية الثالثة، لتهيمن عليها فكرة العلم والتكنولوجيا([19]).

لذلك برزت خصخصة العنف وهو مصطلح صاغة (جوزيف .سي . ناي) ويعد من اهم الملامح التي ادت الى زيادة الحروب الاهلية من خلال ما يمكن تسميتة( دمقرطة التكنلوجيا) بمعنى سابقاَ كان يتطلب قيام رئيس دولة (هتلر وستالين) جهاز حكومة شمولية لشن الحرب، الا انه اصبح من السهل تصور قيام شبكات مسلحة وتنظيمات للقيام بشن كثير من الهجمات بدون اجهزة الحكومات ويرجع ذلك في ان ادوات التدمير اصغر وارخص واسهل اتاحة للوصول الى سلسة من الافراد والشبكات والتنظيمات المسلحة اوسع بكثير من ذي قبل وبينما كانت القنابل واجهزة توقيتاتها ثقيلة وغالية الثمن فان المتفجرات، البلاستيكية واجهزة توقيتاتها الرقمية غدت رخيصة وخفيفة([20]).

وقد تطورت أجيال الحروب بما تحتويه من مجالاتٍ وقدراتٍ وأسلحةٍ ومعداتٍ وتكتيكاتٍ، فتعاظمت مع هذا التطور خسائره بالقدر نفسه لتعاظم مكاسبه، فوجد العديد من المشكلات التي واجهها بعد انتهاء حربه وقهر أعدائه. فعلى الرغم من كونه قد خرج منتصراً انتصاراً حربياً وقد هزم أعداءه واستولى على خيراتهم، إلا أنّه اكتشف بعد إعادة حساباته بعد انتهاء القتال، أنه قد مُني بخسائر اقتصادية وبشريةٍ فادحةٍ، وقد نتجت عن حربه –على الرغم من كونه منتصراً- مشكلات متعددة ومتنوعة، اجتماعية ونفسية وفكرية وبيئية، ففكّر في وسائل أخرى لهزيمة أعدائه ونيل جميع مطامعه، من دون تكبد خسائر الحروب التقليدية أو دفع تكلفتها العالية، فابتكر الجيل جديد من الحروب بتطوراته كافة. لقد ساعد التطور التكنولوجي في تطوير أدوات الحروب الحديثة بتسارع، بنحو يتعين على الجيوش الحديثة أن تلاحقه، وهذا كان سبب تطور أساليب الصراع فيما يسمى بالجيل الأول للحرب، ثم الجيل الثاني ثم الجيل الثالث، ومع القفزة التكنولوجية الهائلة التي ظهر تأثيرها على العلاقات الدولية وعلى رأسها بالطبع أدوات الصراع العسكري، ظهرت فكرة الجيل الرابع للحرب -التي كانت بعد ذلك جزء من الحروب اللامتماثلة (غير النمطية)- في الجيش الأمريكي باعتباره أكثر جيوش العالم امتلاكاً للتكنولوجيا الحديثة والفائقة([21]).

ثانياً : أثر الحروب الالكترونية في الصراع الدولي:

ان تصاعد شبح الحرب النووية دفع بالدول المالكة لهذا السلاح بالتفكير بوسائل صراع تستثني المواجهة المباشرة، هذا بالضبط ما شهده العالم خلال الحرب الباردة والتي أمتدت حوالي (45) عاما، وقد ظهرت خلال تلك الفترة مصطلحات عدة ، كالحرب بالوكالة والحرب الاقتصادية والحرب الالكترونية وغيرها ، فضلاً عن ذلك فأن عدم اللجوء إلى استخدام السلاح النووي لا يعني بأي شكل من الأشكال توقف الدول عن التفكير بوسائل جديدة للمواجهة، وآخر هذه الوسائل هو التركيز الكبير على تكنولوجيا (الحرب الإلكترونية) والتي تعد أهم و أحدث تطور في عالم النزاعات والتنافس الدولي، هذه الحرب تعتمد بشكل أساسي على مدى التطور التكنولوجي العسكري للدول المعنية ولا يمكن لدولة تفتقر لهذه الإمكانيات أن تتمرس فيها، كما وسائل الحرب الإلكترونية تتمايز حتى فيما بينها، فبعضها دفاعي يستخدم لصد الهجمات الإلكترونية المعادية وإبطال الصواريخ المعادية وتعطيلها والبعض الآخر هجومي يعتمد على السيطرة والضبط. الوسيلة الثالثة تندرج في مجال الأقمار الصناعية وأنظمة الملاحة و أجهزة الرصد والإنذار المبكر([22]).

ومع ظهور الإنترنت ومواقع الويب أصبح الفضاء الإلكتروني أحد العناصر الرئيسية التي تؤثر في النظام الدولي بما يحمل من أدوات تكنولوجيا تلعب دورًا مهمًّا في عملية التعبئة والحشد في العالم، فضلاً عن التأثير في القيم السياسية وأشكال القوة المختلفة سواء كانت صلبة أو ناعمة ،كما وتعد الحروب الإلكترونية أحد أوجه الصراع الدولي، إذ يستطيع أحد أطراف الصراع أن يوقع خسائر فادحة بالطرف الآخر، وأن يتسبب في شل البنية المعلوماتية والاتصالاتية الخاصة به، وهو ما يسبب خسائر عسكرية واقتصادية فادحة، من خلال قطع أنظمة الاتصال بين الوحدات العسكرية وبعضها البعض أو تضليل معلوماتها أو سرقة معلومات سرية عنها، أو من خلال التلاعب بالبيانات الاقتصادية والمالية وتزييفها أو مسحها من أجهزة الحواسيب، وبالرغم من فداحة الخسائر، إلا أن الأسلحة بسيطة لا تتعدى الكيلو بايتس، تتمثل في فيروسات إلكترونية تخترق شبكة الحاسب الآلي وتنتشر بسرعة بين الأجهزة، وتبدأ عملها في سرية تامة وبكفاءة عالية، وهي في ذلك لا تفرق بين المقاتل والمدني، وبين العام والخاص، وبين السري والمعلوم( [23]).

وعلى المستوى العالمي، تنظر الولايات المتحدة إلى الفضاء الإلكتروني كحيز يجب أن تعمم فيه معايير ومقاييس سياسية وأيديولوجية مختلفة حسب مفهومها , وفي ربيع العام(2010) تم إنشاء مؤسسة تابعة للبنتاغون، هي القيادة الإلكترونية. وفي عام(2010) أعلنت وزارة الدفاع  انها شرعت بالتحكم بالشبكات الاجتماعية من أجل تحسين الصورة، وللتأثير على الدول الأخرى، وقد اشارت مديرة وكالة الدفاع الأميركية للتقنيات الواعدة “ريغينا دوغان”: “أن جهوداً إضافية ستبذل لإنشاء سلاح إلكتروني هجومي يشكل عنصراً جوهرياً في الآلة العسكرية. مع ضرورة معرفة الإمكانات الإلكترونية للدول الأخرى بهدف التحصن ضدها، وهذا يعني أن الولايات المتحدة نفسها تمارس التجسس الإلكتروني” ([24]).

ويقول خبير في الشؤون العسكرية والتكنولوجية بأحد مركز الدراسات السياسية والاستراتيجية, إن درجة الاهتمام بموضوع الحرب على الشبكة العنكبوتية قد تزايد بشكل ملحوظ وعلى مستوى أكثر عمقاً وشمولًا في عامي (2008- 2009) وانعكس ذلك على إعداد ما ينشر عنه من ورش عمل ومؤتمرات. ولم يقتصر ذلك على الجانب العسكري، فحسب بل اتسع ليشمل المؤسسات الاقتصادية والمجتمع المدني، والأخير كما هو واضح للعيان قد تمكن في كثير من الدول من جعل هذا العالم الافتراضي مسرحاً له، وميداناً لحروبه الأيديولوجية والسياسية، من دون أن يكون للعاملين على هذا المسرح مقر حقيقي ملموس، إذ يكفيهم أن يديروا معاركهم على ساحة العالم الافتراضي الممتد بلا حدود، وعلى مشهد من العالم كله، وذلك تطور خطير يحتاج إلى إعادة نظر في كثير من الأفكار القديمة ، وأضاف التقرير ان العديد من الدول بدأت تعد العدة للتصدي لهذه الهجمات ولشن أخرى مضادة عبر الإنترنت، وقد(صرح جريغ داي) أحد المحللين الأمنيين التابعين للفرع الأوروبي مشيراً بلقول: “هناك على الأقل خمسة بلدان من المعروف أنها تسلح نفسها استعداداً لهذا الصنف من الصراعات”. هذه البلدان هي بريطانيا وفرنسا وألمانيا والصين وكوريا الشمالية. مشيراً إلى أن واشنطن استخدمت أساليب قرصنة إلكترونية أثناء حملتها في العراق، وهي الأساليب نفسها التي تنتهجها من أجل إحكام رقابتها الأمنية على الصعيد القومي”([25]).

“وقد استطاعت الدول الكبرى من  انشاء جيوش الكترونية عظمى تستطيع فيها  تغيير وجه العالم  وابرز الجيوش الالكترونية في العالم هي([26]):

1- الوحدات الست في الولايات المتحدة : تعتمد الولايات المتحدة في الحروب الإلكترونية على ست عناصر هي الوحدة الأمريكية لقيادة “الفضاء الإلكتروني”، وهي المختصة بالتخطيط والتنسيق وإدارة عمليات الحروب الإلكترونية مع باقي الفروع التي تتبعها.

2- المكتب 121 في كوريا الشمالية : تمتلك كوريا الشمالية وحدة خاصة بالحروب الإلكترونية هي المكتب 121 “Bureau 121” وأهدافه الرئيسية هي كوريا الجنوبية والولايات المتحدة واليابان وأنشئ عام (1998).

3-  اللواء77 البريطاني : انضمت بريطانيا للحروب الإلكترونية باللواء (77) في أوائل(2015) ويركز في الأساس على الحسابات المؤيدة للإرهابيين على “توتير” حيث يعمل اللواء البريطاني على شن الحروب النفسية ويتكون من (2000) جندي .

4- مخابرات الإشارة الروسية : أن مجموعات من الهاكرز يعملون لصالح استخبارات الإشارة الروسية ,  وكان أحدث الهجمات التي يشنها هاكر روس بحسب  ” سي إن إن” هو اختراق وزارة الخارجية الأمريكية واختراق أنظمة البيت الأبيض لدرجة تسريب جدول أعمال الرئيس الأمريكي باراك أوباما .

5 – الوحدة (61398) الصينية : تشتهر الصين بامتلاكها أحد أفضل الجيوش في الحروب الإلكترونية في العالم ورغم عدم الكشف رسميا عن الوحدة المسؤولة عن عمليات الاختراقات الصينية إلا أن وزارة العدل الأمريكية قالت أن الوحدة هي مصدر حروب الصين الالكترونية .

6 – كوماندوز الجيش الإسرائيلي : اشتهرت اسرائيل باستخدام وحدة عسكرية من أجل الحرب النفسية على الانترنت حيث توجد وحدة كوماندوز إسرائيلية تركز على 30 موقع بالإضافة إلى العديد من مواقع التواصل الاجتماعي وتبث رسائلها بعدة لغات منها العربية والإنجليزية والعبرية والفرنسية والإسبانية .

7 – جيش إيران الإلكتروني : وفي السنوات الأخيرة برزت إيران كقوة في الحروب الإلكترونية من خلال جيش إيران الإلكتروني والذي أظهر القدرة على اختراق أهدافه ببراعة على حد قول معهد الدراسات الاستراتيجية الأمريكي([27]) .

ختاماً يمكن القول بان مزايا الحروب الالكترونية التي تفوق مزايا الدفاع ,ستدفع العالم الى مزيد من الصراعات وخاصة مع تطور اليات الهجوم الالكتروني بشكل متسارع مما يضفي عليها مزايا اضافية في المراحل المختلفة لهذه التطورات ، فغياب الاطر القانونية الدولية الرادعة في الحروب الالكترونية وانتقاء القيود الشرعية الدولية كنتيجة لعدم امكانية التعرف على هوية المهاجم على عكس الهجوم التقليدي ,كل هذه العوامل تجعل من الفضاء الالكتروني ساحة جاذبية للقوى الكبرى لا دارة صراعاتها مع بعضها البعض , فاستبدال الحرب العسكرية بتلك الالكترونية وانتقال الصراع ما بين القوى الكبرى من المساحات التقليدية الى الفضاء الالكتروني قد يسمح للقوى الدولية الدخول في مواجهات الكترونية”.

المبحــــــــــــــــــــــــــــــــث الثالــــــــــــــــــــــــــــــــــث الـــــحــــــــرب الالكتــــــــــرونيـــــــــــــــة

دراسة لبعض النماذج التطبيقية

لقد تنوعت وسائل السيطرة والتحكم الخاصة بمعظم العمليات الحيوية الموجودة على الأرض، وانتقلت إلى عالم الفضاء الالكتروني وفي صورة متعددة  منها أقمار صناعية ومحطات فضائية، كما انتقل أيضاً قطاع واسع من الحروب والمعارك والصراعات والثورات إلى العالم الافتراضي، الذي خلقه الإنسان منذ اختراعه للكمبيوتر والذاكرات الإلكترونية وشبكات المعلومات، فأنشأ داخله جغرافية افتراضية جديدة ، وأخذ الصراع الالكتروني حيزاً واسعاً من خرائط الصراع الدولية ، لذلك تمت دراسة بعض النماذج التطبيقية على تلك الحروب ، وعليه فقد تم تقسيم هذا المبحث على وفق الشكل الأتي:

اولاً : الولايات المتحدة الامريكية – وإيران :

يعد برنامج ايران للحرب الإلكترونية أحد أجنحة النظام الإيراني لمواجهة الولايات المتحدة الامريكية، الذي بدأ تشكيله عام (2012) ويشر على أدرته المجلس الأعلى للفضاء الإلكتروني، الذي تشكل بأمر من المرشد الأعلى (علي خامنئي)، وقد أصبح المجلس ركيزة أساسية بالنسبة للحرس الثوري والسياسات الخارجية الإيرانية, وقد أشار الضابط السابق في الحرس الثوري والباحث الفيزياوي (محسن فحري زاده) بقوله :”أن إيران عملت على تطوير قدراتها الإلكترونية منذ تأسيس المجلس الأعلى للفضاء الالكتروني، واستغل النظام الإيراني البرنامج لشن هجمات إلكترونية وتنفيذ عمليات تجسس إلكترونية في محاولة لإلحاق الضرر بالبنى الأساسية المالية والأمنية والسياسية الخاصة بالدول لمعادية لإيران”([28]).

 

لذلك ان للحرب الالكترونية تأثيراً عالمياً كبيراً، إذ قد تؤدي إلى تدمير بنية تحتية لدولة ما، بما في ذلك سدودها المائية ومفاعلاتها النووية , لذلك أن حرب الالكترونية هي تطور طبيعي في مفهوم الحروب، نقلتها إلى جيل جديد يعتمد على التحكم والسيطرة عن بعد ، وقبيل أعوام من توصل المجتمع الدولي إلى الاتفاق النووي مع طهران، شنّت الولايات المتحدة الأمريكية حربها الالكترونية على مشروع إيران النووي، بهدف إضعاف قدرة طهران النووية، وإجبارها على التنازل على طاولة المفاوضات، وهو ما تم وفق خبراء، وقد وضح (جورج ميد)، خبير فيروسات يعمل في الجيش الأمريكي : “إنه تم إرسال الفيروسات الخبيثة لتخريب المنشآت النووية الإيرانية، الأمر الذي أضعف قدرتها على تخصيب اليورانيوم “ , وفي الوقت نفسه لم تكن واشنطن بمأمن من الهجمات الالكترونية، ففي يوم الجمعة 23 مارس(2018) وجهت وزارة العدل الأمريكية اتهامات جنائية وفرضت عقوبات على شركة إيرانية وعلى(9) ناشطين ايرانيين ، لاختراقهم أنظمة مئات الجامعات والشركات وضحايا آخرين لسرقة البحوث والبيانات الأكاديمية والملكية الفكرية ، ووصفت وزارة العدل الأمريكية القراصنة بأنهم عصابة تسلل إلكتروني، حاول أفرادها اختراق مئات الجامعات حول العالم، وهم افراد تابعين للحرس الثوري الإيراني ، فضلاً عن اختراقهم عشرات من الشركات وقطاعات من الحكومة الأمريكية لحساب الحكومة الإيرانية، وحسب ما صدر من تقارير صادرة عن الوزارة وضحت فيه : “إن الهجوم الذي وصفته بإحدى كبرى الهجمات الإلكترونية التي ترعاها دولة ايران ، بدأ منذ 2013 على الأقل وبه تمت سرقة أكثر من 31 تيرابايت من البيانات الأكاديمية وحقوق الملكية الفكرية من 144 جامعة أمريكية و176 جامعة في 21 دولة أخرى”([29]).

ومن جانب اخر أوضح  المحلل السياسي (مجيد رفيع زاده) :”أن النظام الإيراني عمل في وقت سابق  على شن هجمات إلكترونية ضد الولايات المتحدة وغيرها من الدول”، والمثال على ذلك ، تعرضت الأنظمة المصرفية الأمريكية لهجوم بمستوى غير مسبوق فضلًا عن مواقع عدد من البنوك، مثل: “بنك أوف أمريكا” و”سيتي جروب”، وأوضح مسؤولون اميركيين: “أن مستوى تلك الهجمات يشير إلى أن الفاعل الحكومة الإيرانية“،  واتهمت مؤخراً وزارة العدل الأمريكية (7) إيرانيين بشن هجمات تعطيل الخدمة على 46 شركة، وتستهدف بصورة أساسية القطاع المصرفي والمالي، فضلًا عن أن الاستخبارات الأمريكية أشارت : “أن إيران وراء فيروس شمعون”، الذي استهدف شركة “أرامكو” السعودية  , وأوضح (زاده) بقوله :”أن القادة الإيرانيين مدركون لحقيقة أن شن هجمات إلكترونية أقل تكلفة عن الانخراط في مواجهة عسكرية مباشرة مع خصومها، خاصة وأن قدراتها العسكرية أقل من “أعدائها”، لافتا إلى أنه من وجهة نظر القادة الإيرانيين البديل للحرب الفعلية هي الافتراضية التي تقدم ميزة إخفاء الهوية كما تصعب للغاية إمكانية محاسبتهم، ورأى(زاده):”أن  إيران على الأرجح ستحاول تصدير تلك القدرات المتعلقة بالحرب الإلكترونية إلى وكلائها اقليمياً ، وقد يكون لهذا عواقب وخيمة بالنسبة لمصالح الأمن القومي الامريكي، وكذلك أشار  إلى أن برنامج الحرب الإلكترونية الإيراني أصبح مسألة أمن قومي بالنسبة للنظام؛ خاصة وأنه يساعد النظام في تحقيق أهداف سياستهم الخارجية ومطامعهم في الهيمنة الإقليمية”([30]).

ثانياً: الولايات المتحدة- ورسيا:

“لقد ادى ظهور الجيوش الالكترونية الى كشف عن نوايا حروب الالكترونية جديدة، وهذا ما كشف عنه وزير الدفاع الروسي “سيرغي شويغو”: “أن بلاده أنشأت بالفعل جيشا إلكترونياً تابعاً لوزارة الدفاع، ويتوقع أن يقوم هذا الجيش بردع الدعاية المغرضة ضد بلاده وأن يكون أداة فعالة ذكية وكفؤة”، ورغم أن مهام هذا الجيش ستكون سرية ولن تقف عند مجال الدعاية، فإن أهمية هذه التصريحات التي أدلى بها وزير الدفاع الروسي أنها جاءت في أعقاب إعلان مدير الاستخبارات الألمانية “هانس جورج ماسن”: “أن الهجمات الإلكترونية يمكن أن تقوم بتركيع الدول المتقدمة بما فيها ألمانيا”([31]).   

وفي عام 2010 تم إنشاء مؤسسة الالكترونية امريكية تابعة للبنتاغون، هي القيادة الإلكترونية. وفي عام 2011 أعلنت وزارة الدفاع  الامريكية انها شرعت بالتحكم بالشبكات الاجتماعية من أجل تحسين الصورة، وللتأثير على الدول الأخرى ، أما مديرة وكالة الدفاع الأميركية للتقنيات الواعدة “ريغينا دوغان” فقد أعلنت أن جهوداً إضافية ستبذل لإنشاء سلاح إلكتروني هجومي يشكل عنصراً جوهرياً في الآلة العسكرية. مع ضرورة معرفة الإمكانات الإلكترونية للدول الأخرى بهدف التحصن ضدها، وهذا يعني أن الولايات المتحدة نفسها  تمارس التجسس  الإلكتروني([32]).

ولا شك أن الحرب الإلكترونية التي أعلنها الرئيس الروسي، (فلاديمير بوتين)، على الانتخابات الرئاسية الأمريكية في عام 2016 ، والتي تهدف لتأثير فيها لمصلحة الرئيس (دونالد ترامب) شكلت عهداً جديداً في الحروب الالكترونية وباتت بوابة “حروب المعلوماتية، انعكست آثارها على الأرض في الولايات المتحدة  فللمرة الأولى تنتقل الحرب الإلكترونية بين الدول إلى الساحة الديمقراطية بعد أن كانت تقتصر على استهداف المنشآت العسكرية والاستخبارية ، وأن عملية القرصنة على الانتخابات الأمريكية تمثل احد اهم الاهداف لموسكو عن رغبتها القديمة في تقويض النظام الديمقراطي التحرري الذي تقوده الولايات المتحدة، وأن النشاطات الروسية في هذا المجال باتت أكثر تصعيداً في مباشرتها ومستوى النشاط وسعة الجهود، إذا ما قورنت بنشاطاتها السابقة.([33])

كما ان  الخطورة التي تشكلها أجهزة التشويش الروسية على القوات الأمريكية المتواجدة في سوريا، وذلك نقلاً عن مصادر عسكرية أمريكية وبحسب التقارير فإن القوات الأمريكية المنتشرة في سوريا تضطر بشكل متزايد إلى الدفاع عن نفسها أمام هجمات إلكترونية الروسية التي لها عواقب مميتة. وذكر ضباط أمريكيون اختبروا التشويش المعروف باسم “الحرب الإلكترونية”، إنه لا يقل عن الهجمات التقليدية بالقنابل والمدفعية وقد اشار الخبير في قضايا الأمن القومي والقضايا العسكرية في “معهد ليكسينغتون” (دانيال غور) بقوله :”ان تطور أنظمة الحرب الإلكترونية الجديدة في روسيا والتي يمكن تركيبها على المركبات الكبيرة أو الطائرات وبإمكانها التشويش على أهداف تقع على بعد مئات الأميال”([34]).

وكشفت صحيفة (الواشنطن بوست) عن توسع عمليات التجسس الأمريكية على روسيا، مشيرة إلى أنها وصلت إلى أوسع نطاق لها منذ نهاية الحرب الباردة، والتجسس الأمريكي على روسيا شمل العديد من المفاصل الحيوية، بالإضافة إلى أنظمة الأقمار الصناعية، وهو ما أدى إلى تخصيص ميزانيات كبيرة لهذه الأعمال، وهي المبالغ التي خصصت سابقاً لمكافحة الإرهاب وتغطية الحروب الأمريكية ، وأن الأنشطة التجسسية الأمريكية التي تم إخفاؤها عن الرأي العام، تعتبر جزءاً من الصراع والمنافسة بين الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا في أعقاب عقدين من الهدوء، هدوء لن يستمر في أعقاب التوترات المتصاعدة بين البلدين على خليفة العديد من القضايا ، إذ ان الشعور بالخشية من النشاط الروسي بلغ ذروته في أعقاب محاولة موسكو التأثير على المؤسسات الديمقراطية في أمريكا، والسعي الروسي الذي بدا واضحاً للتأثير في الانتخابات الرئاسية في أمريكا ، وعلى المستوى العالمي، تنظر الولايات المتحدة الامريكية للفضاء الإلكتروني كحيز يجب أن تعمم فيه معايير ومقاييس سياسية وأيديولوجية مختلفة حسب مفهومها([35]).

الخـــــــــــــــــــــاتمــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــة :  

لقد تغيرت الحروب التقليدية، وأصبحت الجيوش الالكترونية العسكرية في كافة أنحاء العالم ، تهتم بحرب المعلومات  ودورها في حروب المستقبل  والتي يتوقع  الكثير حدوثها في الفضاء الإلكتروني، وأصبح هناك مناورات يتم إجراؤها للتدريب على هذا النوع الجديد من الصراع وكيفية مواجهته والاستعداد له، والحرب الإلكترونية بشكل عام هو خرق السيادة الوطنية لأى دولة والحصول على معلومات استخباراتية وتجنيد العملاء وغيرها ، وطبيعة الحرب لا تتغير ولكن سمات الحرب تتغير مع تطور أدوات الحرب ، والحرب الالكترونية هي حرب من دون نار أو دخان أو قصف ولكن لها جانب عنيف من حيث الاختراقات والقرصنة ونشر الفيروسات وغيرها من الأساليب ، وبالرغم من فداحة الخسائر، فإن الأسلحة بسيطة لا تتعدى في أغلب الأحوال “الكيلو بايتس” التي تتمثل في فيروسات إلكترونية تخترق شبكة الحاسب الآلي  وتنتشر بسرعة بين الأجهزة وتبدأ عملها في سرية تامة وبكفاءة عالية ، وبات من الصعب تخيل صراعاً عسكرياً اليوم دون أن يكون لهذا الصراع العسكري أبعاداً إلكترونية ، وأصبحت في صلب اهتمامات الأنظمة الدفاعية لأي صراع يمكن أن يحدث في المستقبل .

وأضحى الفضاء الإلكتروني عنصراً مؤثراً في النظام الدولي، نظراً لما يحمله من أدوات تكنولوجية متطورة  تلعب دور مهم في عمليات الحشد والتعبئة في العالم برمته ، فضلاً عن التأثير في القيم السياسية والتأثير على أنماط “القوة – الحرب – الأمن” وتستخدم العديد من الدول القدرات التي يوفرها الفضاء الإلكتروني لاعتبارات في مقدمتها الأمن والقوة العسكرية ،  وهذا جعل تلك الدول تدخل الفضاء الإلكتروني ضمن حساباتها الاستراتيجية وأمنها القومي .

وظهر بعد جديد في الصراعات الدولية وهو “صراع الفضاء الإلكتروني”، حيث يستطيع أحد أطراف الصراع أن يوقع خسائر فادحة بالطرف الآخر، وأن يتسبب في شل البنية المعلوماتية والاتصالية الخاصة به، وهو ما يسبب خسائر عسكرية واقتصادية فادحة، من خلال قطع أنظمة الاتصال بين الوحدات العسكرية وبعضها البعض، أو تضليل معلوماتها، أو سرقة معلومات سرية عنها، أو من خلال التلاعب بالبيانات الاقتصادية والمالية وتزيفها أو مسحها من أجهزة الحواسيب , وحرب الفضاء الإلكتروني لا توجد بها أي أرقة للدماء ولكنها أخطر من الحروب العسكرية لأنها تستطيع تدمير الانظمة والأجهزة مما يمنعها عن العمل بشكل تام وإتلافها .

إننا نقترب من حافة هاوية خطيرة في الوقت الذي يلقي فيه الجانب الأسود للإنترنت بظلاله لحجب الفوائد الهائلة لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات وزعزعة النظام العالمي، كما ان الثورة المعلوماتية  قد غيرت من طبيعة الصراعات والحروب  وابتكرت اساليب جديدة فمنها الحروب الموجهة وحرب الشبكة والحرب التجسسية والحرب الفضائية والحرب الاعلامية ، و ان نجاح الحروب التي تشن اليوم ومستقبلاً سوف يفوز بها الجانب الذي يتقن حرب المعلوماتية والتجسس على الاتصالات.

الاستنتاجات :

1– ان دور الحروب الالكترونية اخذ يتزايد في العلاقات الدولية كعامل مهم ومؤثر في الصراعات الدولية.

2– سباق التسلح الالكتروني والمعلوماتي وفي شتى الميادين (السياسي والاقتصادي والعسكري) وغيرها بين دول العالم.

3 – لابد من الدول ان تكون مستعدة دائما لمواجهة هذه الحروب من خلال تطوير نظام(الاجراءات المضادة).

4 – اقبال الدول الى الاخذ بهذه الحروب كونها تراها حروب قليلة التكلفة وذات حجم تدميري كبير.

5 – ان الترابط بين التكنلوجيا المعلوماتية والحرب الالكترونية ادى الى طفرة نوعية مؤثرة جدا في مجال الحرب.

قائمـــــــــــــة المــــصـــادر:

 اولاً : الكتب

  • جعفر جاسم حرب المعلومات بين أرث الماضي وديناميكية المستقبل ، دار البداية للنشر والتوزيع ، عمان ، ط1، 2010.
  • عباس بدران ، الحرب الالكترونية : الاشتباك في عالم المعلومات ، مركز دراسات الحكومة الالكترونية للنشر والتوزيع ، بيروت : 2010.
  • صفات سلامة ، اسلحة حروب المستقبل بين الخيال والواقع ، مركز الامارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية ، ط1، أبو ظبي : 2005.
  • جون باسيت ومجموعة باحثين، حرب الفضاء الالكتروني : التسلح واساليب الدفاع الجديدة ، في كتاب : الحروب المستقبلية في القرن الحادي والعشرين ، مركز الامارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية ، أبو ظبي، 2014.
  • فيصل محمد عبد الغفار ، الحرب الالكترونية ، ط1، الجنادرية للنشر والتوزيع ، عمان ، 2016 ، ص30.
  • غادة محمد عامر ، تطور الصراع الدولي وفق التقدم التكنولوجي وظهور الحروب اللامتماثلة (الحروب غير النمطية) ، مركز البيان للدراسات والتخطيط ، بغداد ، 2014.
  • نوران شفيق ،اثر التهديدات الالكترونية على العلاقات الدولية دراسة في ابعاد الامن الالكتروني ، القاهرة ، المكتب العربي للمعارف للنشر والتوزيع ، 2018
  • يوسف نصر الله ، الحرب النفسية – قراءات في استراتيجيات حزب الله ، دار الفارابي للنشر والتوزيع ، ط 1 ، بيروت، 2012 .
  • وليد غسان سعيد جلعوط ، دور الحروب الالكترونية في الصراع العربي الإسرائيلي ، رسالة ماجستير غير منشورة ، جامعة النجاح الوطنية ، فلسطين ، 2013.

ثانياً: الدوريات :

  • رياض مهدي عبد الكاظم و الاء طالب خلف ، المعلوماتية و الحروب الحديثة – دراسة حالة الحرب الامريكية على العراق عام 2003، مجلة واسط للعلوم الانسانية ، جامعة واسط ، العدد (29)، 2015.
  • كمال مساعد ،الحرب الافتراضية وسيناريوهات محاكاة الواقع ، مجلة الجيش اللبناني ، العدد(253) , 2006 ، متاح على الرابط https://www.leparmy.gov.Ib/artical.asp
  • عبد الكريم صالح المحسن ، ساحة المعارك العظمى التالية : الفضاء الالكترونية ، الحوار المتمدن ، محور الابحاث السياسية ، العدد( 3604)، 2012 ، متاح على الرابط  https://www.ahewar.org/debat/shoe.art.asp

ثالثاً: الأبحاث :

  • خورشيد دلي , الاذاعات الموجهة مثالية في السياسة بدلا من الحرب ، شبكة البيان ، تاريخ النشر25 / 9/ 2000 ، متاح على الرابط https://www.albayan.ae/opinions/2000-09-25-1.1097315
  • خالد الثوراني ، الجيوش الافتراضية بين الصراع الدولي والتسقيط السياسي المحلي ، شبكة النبأ المعلوماتية ، تاريخ النشر 25/6/متاح على الرابط https://annabaa.org/arabic/informatics/11558

رابعاً: مواقع الانترنيت:

  • الحرب الإلكترونية في مستقبل الصراع الدولي، موقع ارتي عربية ، تاريخ النشر 3/10/ 2017. متاح على الرابط https://arabic.rt.com/world/902434
  • جلال خياط ، فورين بولسي تتحدث عن الحرب الإلكترونية بين روسيا وأمريكا في سوريا ، موقع اورنت نت  ، تاريخ النشر 31/7/2018 . متاح على الرابط   https://orient-news.net/ar/news_show
  • محمد الحمامصي ,القوة الإلكترونية عنصر أساسي مؤثر في النظام العالمي، موقع العرب ، تاريخ النشر 22/8/2014 . متاح على الرابط https://alarab.co.uk/%D8%
  • هدير عادل، باحث أمريكي يكشف خبايا برنامج الحرب الإلكترونية الإيراني ، موقع العين الاخبارية ، تاريخ النشر 3\12\2018 متاح على الرابط https://al-ain.com/article/iran-held-accountable-cyber-attacks-irgc
  • الحروب الإلكترونية.. معارك العالم الافتراضي تنتقل إلى الميدان, لندن – الخليج أونلاين , تاريخ النشر 24\3\2018 , متاح على الرابط http://alkhaleejonline.net

خامساً: الصحف:

  • أمريكا تشن أكبر عمليات تجسس على روسيا منذ الانهيار السوفييتي , صحيفة الواشنطن بوست : ترجمة الخليج اونلاين , تاريخ النشر 15/9/2016 , متاح على الرابط http://alkhaleejonline.net
  • عمر حرز الله ، الحرب الإلكترونية: صراع في العالم الافتراضي ، صحيفة البيان ، تاريخ النشر 4/ 3 /2012 . متاح على الرابط https://www.albayan.ae/five-senses/mirrors/2012-03-04

( [1]) وليد غسان سعيد جلعوط ، دور الحروب الالكترونية في الصراع العربي الإسرائيلي ، رسالة ماجستير غير منشورة ، جامعة النجاح الوطنية ، فلسطين ، 2013،ص75.

( [2]) كمال مساعد ،الحرب الافتراضية وسيناريوهات محاكاة الواقع ، مجلة الجيش اللبناني ، العدد(253) , 2006 ، متاح على الرابط https://www.leparmy.gov.Ib/artical.asp

( [3]) عبد الكريم  صالح  المحسن ، ساحة المعارك العظمى التالية : الفضاء الالكترونية ، الحوار المتمدن ، محور الابحاث السياسية ، العدد( 3604)، 2012 ، متاح على الرابط      https://www.ahewar.org/debat/shoe.art.asp

( [4]) جعفر جاسم حرب المعلومات بين أرث الماضي وديناميكية المستقبل ، دار البداية للنشر والتوزيع ، عمان ، ط1، 2010، ص65.

( [5])  المصدر نفسه ، ص44.

( [6]) عباس بدران ، الحرب الالكترونية : الاشتباك في عالم المعلومات ، مركز دراسات الحكومة الالكترونية للنشر والتوزيع ، بيروت : 2010، ص30.

( [7]) صفات سلامة ، اسلحة حروب المستقبل بين الخيال والواقع ، مركز الامارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية ، ط1، أبو ظبي : 2005، ص 38.

( [8]) جون باسيت  ومجموعة باحثين، حرب الفضاء الالكتروني : التسلح واساليب الدفاع الجديدة ، في كتاب :  الحروب المستقبلية في القرن الحادي والعشرين ، مركز الامارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية ، أبو ظبي، 2014، ص53.

( [9]) رياض مهدي عبد الكاظم  و الاء طالب خلف ، المعلوماتية و الحروب الحديثة – دراسة حالة الحرب الامريكية على العراق عام 2003، مجلة واسط للعلوم الانسانية ، جامعة واسط ، العدد (29)، 2015 ، ص194-195.

( [10])  خورشيد دلي , الاذاعات الموجهة مثالية في السياسة بدلا من الحرب ، شبكة البيان ، تاريخ النشر25 / 9/ 2000 ، متاح على الرابط https://www.albayan.ae/opinions/2000-09-25-1.1097315

( [11]) رياض مهدي عبد الكاظم  و الاء طالب خلف ، مصدر سبق ذكره ، ص195.

( [12]) المصدر نفسه ،ص196.

( [13]) يوسف نصر الله ، الحرب النفسية – قراءات في استراتيجيات حزب الله ، دار الفارابي للنشر والتوزيع ، ط 1 ، بيروت، 2012 ، ص 25.

( [14]) رياض مهدي عبد الكاظم  و الاء طالب خلف , مصدر سبق ذكره , ص197.

( [15]) رياض مهدي عبد الكاظم و الاء طالب خلف ، مصدر سبق ذكره ، ص197.

( [16]) الياس حنا واخرون ، مستقبل الحرب في القرن الحادي والعشرين – الشرق الاوسط نموذجاً ، في كتاب : الحروب المستقبلية في القرن الحادي والعشرين، ط1 ، مركز الامارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية ، 2014 ، ص80 .

( [17]) فيصل محمد عبد الغفار ، الحرب الالكترونية ، ط1، الجنادرية للنشر والتوزيع ، عمان ، 2016 ، ص30.

( [18]) الياس حنا واخرون ، مصدر سبق ذكره ، ص285.

( [19])فيصل محمد عبد الغفار ، مصدر سبق ذكره ، 35.

( [20]) غادة محمد عامر ، تطور الصراع الدولي وفق التقدم التكنولوجي وظهور الحروب اللامتماثلة (الحروب غير النمطية) ، مركز البيان للدراسات والتخطيط ، بغداد ، 2014، ص8.

( [21]) المصدر نفسه ، ص10.

( [22]) الحرب الإلكترونية في مستقبل الصراع الدولي، موقع ارتي عربية ، تاريخ النشر 3/10/ 2017. متاح على الرابط https://arabic.rt.com/world/902434

( [23]) محمد الحمامصي ,القوة الإلكترونية عنصر أساسي مؤثر في النظام العالمي، موقع العرب ، تاريخ النشر 22/8/2014 . متاح على الرابط    https://alarab.co.uk/%D8%

( [24])نقلاً عن : عمر حرز الله ، الحرب الإلكترونية: صراع في العالم الافتراضي ، صحيفة البيان ، تاريخ النشر 4/ 3 /2012 . متاح على الرابط https://www.albayan.ae/five-senses/mirrors/2012-03-04

( [25])نقلاً عن : المصدر نفسة.

( [26]) خالد الثوراني ، الجيوش الافتراضية بين الصراع الدولي والتسقيط السياسي المحلي ، شبكة النبأ المعلوماتية ، تاريخ النشر 25/6/ 2017.متاح على الرابط                https://annabaa.org/arabic/informatics/11558

( [27]) نوران شفيق ،اثر التهديدات الالكترونية على العلاقات الدولية  دراسة في ابعاد الامن الالكتروني ، القاهرة ، المكتب العربي للمعارف للنشر والتوزيع ، 2018، ص 201.

( [28])نقلاً عن : هدير عادل، باحث أمريكي يكشف خبايا برنامج الحرب الإلكترونية الإيراني ، موقع العين الاخبارية ، تاريخ النشر 3\12\2018 متاح على الرابط https://al-ain.com/article/iran-held-accountable-cyber-attacks-irgc

( [29])الحروب الإلكترونية.. معارك العالم الافتراضي تنتقل إلى الميدان, لندن – الخليج أونلاين , تاريخ النشر 24\3\2018  , متاح على الرابط   http://alkhaleejonline.net

( [30]) نقلاً عن : هدير عادل ، مصدر سبق ذكره .

( [31]) نقلاً عن :خالد الثوراني , مصدر سبق ذكره.

( [32]) عمر حرز الله , مصدر سبق ذكره .

( [33]) الحروب الإلكترونية معارك العالم الافتراضي تنتقل إلى الميدان , مصدر سبق ذكره.

( [34]) جلال خياط ، فورين بولسي تتحدث عن  الحرب الإلكترونية بين روسيا وأمريكا في سوريا  ، موقع اورنت نت  ، تاريخ النشر 31/7/2018 . متاح على الرابط   https://orient-news.net/ar/news_show

( [35]) أمريكا تشن أكبر عمليات تجسس على روسيا منذ الانهيار السوفييتي , صحيفة الواشنطن بوست : ترجمة الخليج اونلاين , تاريخ النشر 15/9/2016 , متاح على الرابط http://alkhaleejonline.net

5/5 - (4 أصوات)

المركز الديمقراطى العربى

المركز الديمقراطي العربي مؤسسة مستقلة تعمل فى اطار البحث العلمى والتحليلى فى القضايا الاستراتيجية والسياسية والاقتصادية، ويهدف بشكل اساسى الى دراسة القضايا العربية وانماط التفاعل بين الدول العربية حكومات وشعوبا ومنظمات غير حكومية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى