الشرق الأوسطتحليلاتعاجل

مصر والصين … تعاون وشراكة

إعداد : هبة خالد جمال عبدالرازق – كلية الدراسات الإفريقية العليا، جامعة القاهرة  باحثة دكتوراه،مصر

  • المركز الديمقراطي العربي

 

مقدمة:

تعد  العلاقات  المصرية – الصينية من أقدم وأهم العلاقات الثنائية في العالم، وتعود إلى أكثر من نصف قرن وبدأت هذه العلاقات بشكل رسمي في عام 1956، عندما اعترفت مصر بجمهورية الصين الشعبية كدولة ذات سيادة، ومنذ ذلك الحين تطورت العلاقات بين البلدين في مختلف المجالات بما في ذلك السياسة والاقتصاد والثقافة والتعليم، وتتميز العلاقات السياسية بين مصر والصين بالاستقرار والتعاون المتبادل، يتشارك البلدان في وجهات نظر متشابهة حول العديد من القضايا الدولية والإقليمية، ويعملان معاً في الأمم المتحدة ومختلف المنظمات الدولية الأخرى، وضرورة احترام خصوصية الشعوب وحقها في الاختيار دون وصاية أو تدخلات خارجية ورفض تسييس قضايا حقوق الإنسان وتعزيز حوار الحضارات.

وقد شهدت العلاقات بين مصر والصين تطوراً ملحوظاً في كافة المجالات خلال العقود الماضية، وأثبت هذه العلاقات قدرتها على مواكبة التحولات الدولية والإقليمية والداخلية، وتعتبر الصين أحد الشركاء التجاريين لمصر، حيث يتجاوز حجم التبادل التجاري بين البلدين مليارات الدولارات سنوياً، وقد شهدت السنوات الأخيرة ازدياداً في الاستثمارات الصينية في مصر، خاصة في مجالات البنية التحتية والصناعة والطاقة، مع التركيز على مشاريع عملاقة مثل العاصمة الإدارية الجديدة، ومنطقة التعاون الاقتصادي والتجاري في محور قناة السويس، وتنتهج الدولتان أيضاً إلى سياسات متوافقة من حيث العمل من أجل السلام في كافة أنحاء العالم والدعوة إقامة نظام متعدد الأقطاب.

وتعكس العلاقات الصينية المصرية شراكة قوية ومستدامة قائمة على المصالح المشتركة والاحترام المتبادل، وتظهر التزام البلدين بتعزيز التعاون من أجل تحقيق التنمية والازدهار لشعبيهما، وتأتي زيارة الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي إلى الصين في 27 مايو 2024م، وتعد خطوة مهمة في تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين، وهذه الزيارة تأتي في إطار الجهود المستمرة لتعميق الشراكة الاستراتيجية بين مصر والصين، وستوضح الورقة البحثية طبيعة العلاقات بين مصر والصين، مجالات التعاون والشراكة بين الصين ومصر، انعكاسات زيارة الرئيس المصري للصين.

المحور الأول: طبيعة العلاقات بين مصر والصين

تتمتع مصر والصين بتاريخ طويل من العلاقات الدبلوماسية، يعود تاريخها إلى الخمسينيات من القرن الماضي، وكانت مصر أول دولة عربية وإفريقية تقيم علاقات دبلوماسية مع جمهورية الصين الشعبية في عام  1956م، وتطورت هذه العلاقات بشكل كبير في السنوات الأخيرة في عهد الرئيس عبدالفتاح السيسي، ليصل مستوى  العلاقات إلى الشراكة الاستراتيجية بين جميع المجالات سواء السياسية والاقتصادية والاجتماعية والتكنولوجية، فعلى مدى أكثر من نصف قرن منذ إقامة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين(1).

وتتميز العلاقات المصرية الصينية بعلاقات وطيدة منذ سنوات طويلة، وشهدت العلاقات بين البلدين تطورات كبيرة، حيث عقد بين رئيسين البلدين عدة لقاءات بشكل منتظم إضافة إلى الزيارات المتبادلة بين كبار المسؤولين من أجل بحث القضايا ذات الاهتمام المشترك، وأجرى الرئيس زيارة إلى  الصين في عام 2014 وفي عام 2018، وأيضاً زار الرئيس السيسي الصين في 2022 أثناء الحضور في حفل افتتاح الألعاب الأوليمبية، وقد شهد التعاون الأمني بين البلدين تطوراً كبيراً، حيث يتم تبادل الخبرات ف الجوانب الخاصة بمكافحة الإرهاب والجريمة المنتظمة، وإضافة إلى تنظيم عمليات حفز السلام وتعزيز الأمن السيبراني، وتعتبر الصين أحد أهم الشركاء الإقليميين لمصر، مرت بثلاث مراحل رئيسية سوف يتم ذكرها على النحو الآتي(2):-

  • المرحلة الأولى: وهي ما تسمى مرحلة التأسيس وكانت في فترة (الخمسينيات والستينيات)، وكانت عقب قيام ثورة 23 يوليو عام 1952م، فمصر من أوائل الدول التي أيدت بحماس حق الصين في استعادة مقعدها الشرعي في الأمم المتحدة، وبدأت العلاقات الدبلوماسية بين الصين ومصر رسمياً في 30 مايو 1956م، وتميزت هذه المرحلة بالتعاون في مجالات مختلفة، منها الدعم السياسي المتبادل والتعاون الاقتصادي والثقافي، وكانت الصين داعمة لحركات التحرر الوطني.
  • المرحلة الثانية: وكانت في فترة (السبعينيات والثمانينيات)، كانت هذه المرحلة خاصة في تاريخ مصر والصين، حيث تأثرت العلاقات بالتغيرات الجيوسياسية العالمية والتحولات الداخلية في كلا البلدين، حيث سحبت الصين في هذه الفترة كل سفراءها في المنطقة للمشاركة في حركة الثورة الثقافية، باستثناء سفيرها في مصر، ويدل ذلك على مكانة مصر في السياسة الخارجية الروسية، وتجسدت هذه المكانة من خلال الموقف الصيني في حرب أكتوبر 1973، حيث سارعت تأييدها التام للجهود المصرية لاستعادة أراضيها المحتلة.
  • المرحلة الثالثة: الشراكة الاستراتيجية (التسعينيات حتى الآن)، في هذه المرحلة قامت العلاقات المصرية الصينية في بدايتها على أساس مبادئ” مؤتمر باندونج”، وما اسمته مبادئ باندونج بالمنفعة والمصلحة المتبادلة، ثم تطورت العلاقات لتعميق التعاون المسترك، وشهدت هذه المرحلة العديد في توقيع الاتفاقيات في مجالات متنوعة مثل البنية التحتية، التعليم، التكنولوجيا، الثقافة، مما أدى إلى تعزيز الشراكة الاستراتيجية بين البلدين، وتزايد حركة الاستثمار الصيني وتشجيع الحكومة الصينية لدوائر الأعمال والشركات الصينية على الاستثمار في مصر، وأصبحت الصين أكبر شريك تجاري لمصر.

المحور الثاني: مجالات التعاون والشراكة بين الصين ومصر

أن المصلحة الوطنية هي الركيزة الأهم للعلاقات والسياسات الخارجية للدول مع بعضها البعض، حيث تضع كل دولة مجموعة من المصالح القومية التي تستهدف تحقيقها والتي يمكن إجمالها في ثلاث مصالح رئيسية هي: مصلحة البقاء وهي المصلحة الأساسية للدولة، ومصلحة تعظيم القوة العسكرية التي تعد أداة الدولة الأساسية للدفاع عن نفسها ضد الطامعين، ومصلحة تعظيم المكانة والقوة السياسية على المستويين الإقليمي والدولي وتعزيز التنمية الاقتصادية، بالاهتمام بالبعد الاقتصادي والتجاري في العلاقات مع الدول الأخرى(3). وتسعى البلدان إلى تعزيز التعاون الدولي في عصر العولمة وتحقيق أقصى استفادة من مبادرة” الحزام والطريق” التي أطلقها الرئيس الصيني شي جين بينغ عام 2013، وكانت مصر من أوائل الدول التي أعلنت مساندتها ومشاركتها في هذه المبادرة(4).

تتسم الشراكة المصرية الصينية  بالتكامل والتعاون في مختلف المجالات، وتقوم على أساس المصالح المشتركة والتفاهم المتبادل، ويعزز هذه الشراكة العلاقات التاريخية التي تعود إلى منتصف القرن العشرين، وتوضح الورقة البحثية أهم المجالات بين مصر والصين على النحو الآتي:

أولاً: المجالات الاقتصادية والتجارية

  • التبادل التجاري بين مصر والصين

ترتبط مصر والصين بعلاقات تجارية منذ قديم الأزل، وازداد حجم التعامل التجاري بين البلدين خلال السنوات الماضية، حيث اهتمت القيادات السياسية بين البلدين بدعم التعامل التجاري، وقد أعلن الجهاز المركزي للتعبئة والإحصاء أن حجم التبادل التجاري بين مصر والصين بلغ 13.9 مليار دولار خلال 2023 مقابل 16.6 مليار دولار خلال عام 2022م.

وتعد مصر رابع أكبر شريك تجاري للصين في إفريقيا، بينما تحتل بكين المرتبة 20 بين الدول الأجنبية المستثمرة في مصر، حيث بلغ عدد الشركات الصينية المستثمرة في مصر نحو 1668 شركة باجمالي رؤوس أموال 1.4  مليار دولار، وبلغ حجم الاستثمارات الصينية في مصر 7.1 مليار دولار(5)،  حيث تستورد مصر العديد من المنتجات الإلكترونية والأجهزة الكهربائية والمنسوجات من الصين، بينما تصدر منتجات زراعية وبتروكيماوية.

تم توقيع أكثر من 60 اتفاقية لتنظيم العلاقات الاقتصادية والتجارية بن البلدين، حيث تهدف هذه الاتفاقيات إلى تعزيز التبادل التجاري والتعاون الاقتصادي في مختلف القطاعات، وأطلقت مصر والصين مشاريع تعاونية كبرى، تستهدف تحسين مستوى المرافق العامة وشبكات توزيع الكهرباء، وتأتي هذه المشاريع في إطار تعزيز البنية التحتية ودعم التنمية المستدامة في البلدين(6).

  • الاستثمارات الصينية في مصر

تزايدت الاستثمارات الصينية في مصر بشكل كبير خلال العقدين الماضيين لتصبح أكبر مستثمر في مصر في ظل وجود نحو 140 شركة صينية، حيث كان هناك 35 مشروعاً استثمارياً صينياً في عام 2005، وبحلول عام 2007 زاد حجم الاستثمارات ليصل إلى 400 مليون دولار وتم حينها توقيع اتفاقية لتأسيس شركة مصرية صينية لتنمية منطقة قناة السويس الاقتصادية ومبنى للمستثمرين، وكان الهدف من ذلك جذب استثمارات تقدر ب205 مليار دولار، وفي عام 2010 تم وضع عدد من المحاور للتعاون المشترك بين البلدين في مجالات المواسير والحفارات، والتعاون في قطاع البترول والغاز الطبيعي والتكنولوجيا وتدريب العمالة، وتم عمل مذكرة لإنشاء أكبر مصفاة للتكرير في مصر بطاقة تصل إلى 15 مليون طن سنوياً، وبحلول عام 2014 انضم 12 مستثمراً صينياً يمثلون كبرى الشركات متعددة الجنسيات للاستثمار في مصر باعتبارها أهم وأكبر أسواق ترويج المنتجات(7).

وفي 2019 تم استقبال وفد صيني بحري لبحث إقامة محطة تداول حاويات بميناء أبو قير بالإسكندرية، وقام التحالف المصري الصيني  سامكريت بتنفيذ مشروع القطار السريع” السخنة- العلمين” بتكلفة بلغت 9 مليار دولار، وكذلك تم الاتفاق على التصنيع المشترك للعربات في بورسعيد من خلا إنشاء مصنع لتصنيع العربات في مصر، ومن أهم المشروعات المشتركة أيضاً البرج الأيقوني في العاصمة الإدارية، ومشروع سكك حديد العاشر من رمضان، ومروع أبراج مدينة العلمين الجديدة، ومشروع تنغفيذ القمر الصناعي سات2، وفي عام 2021 تم توقيع مذكرات تعاون في مجال التحول الأخضر والزراعة الذكية(8).

ثانياً:  مجالات البنية التحتية والتطوير

ترغب الصين في ربط مبادرة الحزام الاقتصادي لطريق الحرير وطريق الحرير البحري للقرن ال21 إلى الخطط التنموية الرئيسية، علاوة على ذلك تعزيز التعاون في منشآت البنية التحتية والطاقة الجديدة والفضاء(9)،  ونجد أن المشروعات التي تنفذها الشركات الصينية في مصر تتنوع بين مجالات عديدة، وهي جزء أساسي من التعاون الاقتصادي بين البلدين، وعلى النحو الآتي  سيتم توضيح أهم المشروعات:-

  • العاصمة الإدارية الجديدة، تقوم شركة”cscec” الصينية بتنفيذ منطقة الأعمال المركزية في العاصمة الإدارية الجديدة، والتي تشمل أطول برج في إفريقيا، والبرج الأيقوني بارتفاع 385 متراً(10).
  • منطقة السويس الاقتصادية، تعمل الشركات الصينية على تطوير المنطقة الاقتصادية الخاصة في محور قناة السويس، والتي تهدف إلى أن تكون مركزا ًصناعياً ولوجستياً عالمياً.
  • مشروعات الطاقة، تنفيذ محطات الطاقة الشمسية في بنبان بأسوان، حيث تعد واحدة من أكبر محطات الطاقة الشمسية في العالم، بمشاركة شركات صينية في تنفيذ وتمويل المشروع.
  • مشروعات النقل، تنفيذ مشروع القطار الكهربائي السريع الذي يربط العاصمة الإدارية الجديدة بالقاهرة الكبرى، والذي يعد مشروعاً مشتركاً بين شركة أفيك الصينية وشركة المقاولون العرب.
  • التكنولوجيا والاتصالات، التعاون في تطوير شبكات الاتصال مثل)هواوي و(ZTE في تطوير شبكات الاتصالات وتكنولوجيا الجيل الخامس 5G في مصر.

ثالثاً: المجالات العسكرية والأمنية

تشهد العلاقات الصينية المصرية تطوراً ملحوظاً في الفترة الأخيرة وخاصة العلاقات العسكرية، ونجد التعاون المثمر المتزايد في مجالي الزيارات العسكرية رفيعة المستوى لا سيما في مجالات التصنيع الحربي والتدريب المشترك، وتسعى الصين إلى إمداد مصر بنسخ مطورة من الصواريخ المضادة، وأسلحة أخرى يتم وضعها على المروحيات القتالية، ويعد مشروع التصنيع المشترك لطائرة تدريب النتقدم من طراز(كي    8إي”  من أبرز برامج التعاون العسكري المبرم بين الطرفين(11).

كما تستورد مصر أيضاً بعض المعدات العسكرية والتكنولوجية المتقدمة من الصين مثل الطائرات بدون طيار، وأنظمة الدفاع الجوي، والمركبات العسكرية، أما في مجال الأمن السيبراني، تعمل مصر والصين على تبادل المعلومات لمواجهة التهديدات الإلكترونية وتبادل المعلومات والخبرات حول أفضل الممارسات في حماية البنية التحتية الرقمية، ويتشاركان أيضاً في مكافحة ال‘رهاب والتطرف عن طريق التعاون الاستخباراتي بين البلدين حول الجماعات الإرهابية والنشاطات المتطرفة وتعزيز التعاون في مجال مكافحة الإرهاب، والتعاون أيضاً في مجال الأمن البحري لحماية الممرات البحرية الحيوية مثل قناة السويس، وتبادل الخبرات في مكافحة القرصنة وحماية الشحن البحري، وإجراء تدريبات بحرية مشتركة لتعزيز التنسيق والتعاون في عمليات البحث والإنقاذ والأمن البحري.

المحور الثالث: انعكاسات زيارة الرئيس المصري للصين

توجه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي إلى الصين في 27 مايو 2024م، وتعد الزيارة خطوة مهمة في تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين، وتأتي الزيارة في إطار الجهود المستمرة لتعميق الشراكة الاستراتيجية بين مصر والصين، وفي 28 مايو2024م التقي الرئيس المصري نظيره الصيني “شي جين بينج بالعاصمة الصينية بكين، وتناولت المباحثات كيفية تعزيز العلاقات الثنائية تزامنا مع الذكرى العاشرة لترفيع العلاقات بين مصر والصين إلى مستوى الشراكة الاستراتيجية الشاملة، وقد صدر في هذا الإطار بيان مشترك يفصل مجالات التعاون والتنسيق خلال المرحلة المقبلة، بما في ذلك الإعلان عن عام” الشراكة المصرية الصينية”، الذي سيشهد العديد من فعاليات التعاون الدبلوماسية والاقتصادية والثقافية بين البلدين.

وأوضح المتحدث الرسمي لرئاسة الجمهورية أن المباحثات تناولت رؤى البلدين بالنسبة للتطورات الدولية والإقليمية، حيث شدد الرئيس السيسي على ضرورة وقف الحرب في غزة، مؤكداً الخطورة البالغة للعمليات العسكرية الإسرائيلية في رفح الفلسطينية على الأصعدة الإنسانية والأمنية والسياسية، وما تسفر عنه من  سقوط للضحايا والأزمات الإنسانية التي يتكبدها  سكان قطاع غزة، والقصف المتعمد لمخيم النازحين الذي نتجت عنه كارثة إنسانية مفجعة.

وأشاد الرئيسان بالتطور الملحوظ في علاقات البلدين في كافة المجالات والتي شهدت طفرة كبيرة في السنوات الأخيرة في أعقاب تدشين علاقات الشراكة الاستراتيجية الشاملة بينهما في عام2014، وأكد الرئيسان أيضاً على أهمية تحقيق التكامل بين رؤية مصر ٢٠٣٠ للتنمية المستدامة مع مبادرة الحزام والطريق والعمل المشترك على ضمان تقدم مشاريع التعاون المعنية بين البلدين بشكل آمن وسلس، ويثمن الجانب المصري في هذا الإطار “مبادرة التنمية العالمية” التي أطلقها الرئيس “شى جين بينج” باعتبارها أحد المبادرات العالمية التي تسهم في الإسراع بتحقيق أهداف التنمية المستدامة وفقاً لأجندة ٢٠٣٠ للأمم المتحدة، والتي ستواصل مصر المشاركة بنشاط في التعاون بكافة المجالات في إطارها(12).

كما تثمن مصر “مبادرة الأمن العالمي” التي طرحها الجانب الصيني، مستعدة لتعزيز التواصل والبحث في التعاون مع الجانب الصيني حول سبل الحفاظ على السلام والأمن العالميين وتعزيزهما، واتفق الرئيسان على أهمية التمسك بمبادئ ومقاصد ميثاق الأمم المتحدة، ورفض المعايير المزدوجة والممارسات الأحادية، وأهمية العمل على إصلاح المؤسسات الدولية لتكون أكثر عدالة وتمثيلاً للدول النامية وأكثر فاعلية في الاستجابة للتحديات التي تواجه العالم، وكما أكدا على ضرورة تضافر جهود المجتمع الدولي من أجل العمل على معالجة القضايا الساخنة والجوهرية التي تهدد أمن واستقرار العالم، وتحقيق التعافي الاقتصادي ومعالجة قضايا الأمن الغذائي وندرة المياه وتغير المناخ ومكافحة التصحر، وضرورة التزام كافة الدول بمسئولياتها في هذا الصدد، كما أكدا على أن مصر والصين ستواصلان العمل سويًا لمواجهة تلك التحديات الدولية وتعزيز التعاون والتنسيق المشترك بينهما في المحافل الإقليمية والدولية بما في ذلك تجمع البريكس ومنظمة شنغهاي للتعاون، والعمل على تعزيز دور الأسواق البازغة والدول النامية في النظام الدولي(13).

 خاتمة:

تعتبر الصين أحد أكبر الشركاء التجاريين لمصر، حيث يتجاوز حجم التبادل التجاري بين البلدين مليارات الدولارات سنوياً، وقد شهدت السنوات الأخيرة ازدياداً في الاستثمارات الصينية في مصر، خاصة في مجالات البنية التحتية والصناعة والطاقة، مع التركيز علة المشروعات الكبيرة مثل العاصمة الإدارية الجديدة، ومنطقة التعاون الاقتصادي والتجاري في السويس، كما يتعاونان البلدان بشكل قوي في المحافل الدولية ويدعمان القضايا التي تهمهما على الساحة العالمية مثل مكافحة الإرهاب والتطرف، والقرصنة الحرية والأمن البحري، وتعزيز التنمية المستدامة. وتعتبر زيارة الرئيس السيسي إلى الصين خلال هذه الفترة أهمية كبيرة لتعزيز العلاقات الثنائية في مختلف المجالات، والتي أئفرت على توقيع اتفاقيات وشراكات جديدة تسهم في تحقيق التنمية لكلا البلدين، وتعزز من دور مصر الاستراتيجي في المنطقة. وتوصلت الورقة البحثية لعدة نتائج سيتم عرضها على النحو الآتي:

  • تعزيز النمو الاقتصادي من خلال المشروعات التي تساهم في تعزيز النمو الاقتصادي وتوفير فرص العمل، وتحسين البنية التحتية والخدمات.
  • تعميق العلاقات الثنائية من خلال الشراكة الاقتصادية والاستراتيجية مما يفتح مجالات جديدة للتعاون المستقبلي.
  • تبادل المعلومات الاستخباراتية بين البلدين حول الجماعات الإرهابية والنشاطات المتطرفة سيعزز من التعاون في مجال مكافحة الإرهاب.
  • إجراء تدريبات بحرية مشتركة سيعزز من عمليات التنسيق والتعاون في عمليات البحث والإنقاذ ومكافحة القرصنة.
  • تعزيز القدرات الدفاعية لمصر من خلال الاستفادة من التكنولوجيا والخبرات الصينية سيعزز في المساهمة في تعزيز الأمن والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط.
  • الاتفاقيات التجارية بين البلدين تسهم في تسهيل وزيادة حجم التبادل التجاري وتشجيع الحكومة المصرية للاستثمارات يخلق مناخ استثماري جيد.
  • التأكيد على تحقيق التكامل بين رؤية مصر ٢٠٣٠ للتنمية المستدامة مع مبادرة الحزام والطريق والعمل المشترك على ضمان تقدم مشاريع التعاون المعنية بين البلدين بشكل آمن وسلس.

المراجع:

  1. ناهد عبدالله إبراهيم،” العلاقات المصرية الصينية على طريق الحرير في الماضي والحاضر”، آفاق آسيوية( القاهرة: الهيئة العامة للاستعلامات، العدد الأول، مايو 2017م(، ص ص53-54.
  2. مصطفى فراج،” العلاقات المصرية الصينية.. تاريخ من التوافق”، تاريخ النشر 30 أغسطس 2017م، تاريخ الدخول 28 مايو 2024م، متاح على الرابط https://2u.pw/Wt7QiKP3
  3. د. رضا محمد هلال،”آفاق العلاقات المصرية الصينية في عصر التعددية القطبية”، مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار، تاريخ النشر9 فبراير 2023م، تاريخ الدخول29 مايو 2024م، متاح على الرابط https://idsc.gov.eg/Article/details/8070
  4. وسام عبدالعليم،” العلاقات المصرية- الصينية.. راسخة واستراتيجي وشاملة”، تاريخ النشر 28 مايو 2024م، تاريخ 29 مايو 2024م، متاح على الرابط https://gate.ahram.org.eg/News/4813752.aspx
  5. الغرفة العربية السلوفاكية للتجارة والصناعة والزراعة،“العلاقات الاقتصادية بين مصر والصن”، تاريخ النشر28 مايو 2024م، تاريخ الدخول 29 مايو 2024م، متاح على الرابط https://2u.pw/d5Iyd7IW
  6. أمل أبو هاشم،” توقيع 60 اتفاقية لتعزيز العلاقات الاقتصادية بين مصر والصين”، تاريخ النشر 29 مايو 2024م، تاريخ الدخول 29مايو 2024م، متاح على الرابط https://2u.pw/XJMvwkFj
  7. المنتدى الاستراتيجي للسياسات العامة ودراسات التنمية،” الشراكة المصرية الصينية في ضوء واقع ومستقبل العلاقات العربية الصينية”، تاريخ النشر 2 يناير 2023م، تاريخ الدخول 29 مايو 2024م، متاح على الرابط https://2u.pw/Y2rCdE4c
  8. نفس المرجع السابق.
  9. الهيئة العامة لاستعلامات،”الصين تعمل مع مصر في مشاريع منشآت البنية التحتية”، تاريخ النشر 24 ديسمبر 2014م، تاريخ النشر29 مايو 2024م، متاح على الرابط https://www.sis.gov.eg/Story/95463?lang=ar
  10. مبادرة” الحزام والطريق” تدعم التنمية في مصر من خلال مشروعات البنية التحتية الضخمة ، تاريخ النشر 7 إبريل 2019م، تاريخ الدخول 29 مايو 2024م، متاح على الرابط https://arabic.cgtn.com/news/3d497a583241444e77457a6333566d54/p.html
  11. إسماعيل جمعة،” مصر والصين.. تعاون مثمر في التصنيع والتدريب المشترك“، تاريخ النشر 7 سبمتبر 2015م، تاريخ الدخول 29 مايو 2024م، متاح على الرابط https://2u.pw/ZtBdJRi8
  12. رئاسة الجمهورية، “بيان مشترك بين جمهورية مصر العربية وجمهورية الصين الشعبية بشأن تعميق علاقات الشراكة الاستراتيجية”، 29 مايو 2024م، متاح على الرابط https://2u.pw/ivpb7DTq
  13. نفس المرجع السابق.
4/5 - (3 أصوات)

المركز الديمقراطى العربى

المركز الديمقراطي العربي مؤسسة مستقلة تعمل فى اطار البحث العلمى والتحليلى فى القضايا الاستراتيجية والسياسية والاقتصادية، ويهدف بشكل اساسى الى دراسة القضايا العربية وانماط التفاعل بين الدول العربية حكومات وشعوبا ومنظمات غير حكومية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى