مقالات

مستقبل اللغة العربية

بقلم : سعدي الابراهيم – كاتب من العراق

لقد شرف الله اللغة العربية بأن جعلها لغة القرآن الكريم ، الآمر الذي جعل الاهتمام بها امرا مقدسا لا يخص العرب فحسب ، بل انه هم ووجل يشغل بال كل إنسان اتخذ من الإسلام دينا له .
ولكن اللغة العربية في النهاية تبقى لغة الشعوب التي تنحدر من الجنس العربي ، وان قوة هذه اللغة واستمراريتها مرتبطة بهذه الحقيقة ، اي كلما ضعف العرب كلما ضعفت اللغة العربية ، والعكس صحيح ايضا ، اي كلما تقوت الشعوب العربية تقوت اللغة العربية وازدادت بريقا ولمعانا.
هذه الهواجس وغيرها كانت محط نقاش دار بين نخبة من المثقفين والأكاديميين المعنيين باللغة العربية والمحبين لها ، حيث اشار الدكتور محمد الشاكر ، وهو استاذ اللغة العربية في كلية الامام الاعظم ببغداد ، الى ان اللغة العربية لا يوجد اي خوف عليها ، بل انها محفوظة من قبل الله سبحانه وتعالى لأنها لغة القرآن الكريم . وانه لغة تحاكي كل العصور من غير ان يقوم بالترجمة شخص او بالفلسفة اخر .
في حين ان الاستاذ سعد الفهداوي قد كان له رأي اخر وهو ان اللغة العربية مصيرها سيكون الى الزوال وانها ستصبح في يوم من الايام مجرد لهجة مثل بقية اللهجات الاخرى المنتشرة في الدول العربية .
اما الاستاذ بشار الخليل ، فقد شكك في امكانية العرب على الاحتفاظ بلغتهم على اعتبار انها تحتاج للادامة والاستمرار ، وهو ما تعجز الامة العربية ان تقوم به في الوقت الراهن .
واخيرا ، اعترض الاستاذ مرضي الشيخ على هذا الحوار وقال بأن العرب عجزوا عن ان يطوروا لغتهم وانهم يكتفون ببحث نفس المواضيع وتكرارها دون ان يفلحوا في انتاج او صناعة قاعدة جديدة . وبالتالي فأذا لم يطور العرب قواعد لغتهم فأن مصيرها سيكون الانكماش ثم الاندثار وارتفاع شأن اللغات واللهجات الفرعية على حسابها .
لعل وجهات النظر التي جاء بها الاساتذة اعلاه هي نظراتهم الخاصة لمستقبل اللغة العربية ، وربما ان للقارئ الكريم رأي اخر او اراء اخرى ومن بينها ان اللغة العربية ستبقى لغة التخاطب الرسمية ، بمعنى انها لن تكون لغة عامية يستعملها كل الناس ، سواء اكانوا في مواقع رسمية ، ام لا . بل ان مستقبلها هو نفس حاضرها اذا ما قلنا أسوء .

Rate this post

المركز الديمقراطى العربى

المركز الديمقراطي العربي مؤسسة مستقلة تعمل فى اطار البحث العلمى والتحليلى فى القضايا الاستراتيجية والسياسية والاقتصادية، ويهدف بشكل اساسى الى دراسة القضايا العربية وانماط التفاعل بين الدول العربية حكومات وشعوبا ومنظمات غير حكومية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى