مقالات

“حلق” الحاجة زينب .. وخيبة النشطاء !!

بقلم : حسين مرسي

ليست من رجال الأعمال الذين يحصدون الأموال ثم يتهربون من دفع الضرائب .. وليست من الفنانات والراقصات اللواتي يجمعن “النقطة” ليحصدن هن أيضا الملايين والمليارات ثم لا تجد منهن واحدة عندما نتحدث عن ديون مصر ولا دعم مصر  .. وليست من الفنانين الكبار ولا حتى الصغار الذين ظهروا علينا فجأة ليصبحوا نجوما رغم أنف الجميع بأدوراهم التافهة التي أفسدت عقول الشباب ودمرت قيما ترسخت عبر سنوات طوال ليجمعوا بتفاهاتهم الملايين وليضيفوا لأرصدتهم في البنوك أصفارا جديدة بعد أن أصبح لهم حسابات في البنوك التي كانوا يمرون من أمامها لمجرد أخذ فكرة !!

إنها الحاجة زينب .. تلك السيدة البسيطة التي لم تسع إلى شهرة ولا إلى مجد .. ولم تفكر في الذهاب إلى معدي البرامج ولا مقدميها لتظهر معهم على شاشات الفضائيات .. تلك السيدة البسيطة التي بلغت من العمر أرذله لم تفكر سوى في شئ واحد فقط هو التبرع لمصر فلم تجد في حسابها في البنوك شيئا يذكر ولم تجد من ممتلكاتها ما يصلح للتبرع سوى قرطها الذهبي – حلق دهب – قد يكون أغلى لديها من كل كنوز الأرض لكنها قررت أن تذهب في صمت لتتبرع به لصندوق تحيا مصر الذي دعا الرئيس المصريين للتبرع لصالحه حتى يكون للشعب دور إيجابي في حل مشاكلنا المستعصية على الحل ..

تبرعت الحاجة زينب بحلقها في صمت ودون دعاية .. وعندما علم الرئيس بما فعلته قابلها بنفسه وكرمها وقرر أن تسافر لآداء فريضة الحج على نفقته الخاصة .. كان هذا منذ عامين مضيا ولم يحدث الهرج والمرج الحاصل الآن بسبب إعلان ظهر فجاة عن تلك السيدة البسيطة الطيبة التي تبرعت بقرطها الذهبي لمصر ..

لم تقم الحاجة زينب بالاتفاق مع إحدى وكالات الإعلان الشهيرة لتصور لها إعلانا عما فعلته بل وجدت نفسها فجأة بطلة لإعلان يتحدث عما فعلته وما قدمته لمصر .. دون أن تشارك هي في ذلك .. وبالطبع ظهرت في الإعلان مع الرئيس وهو يقبل رأسها وهو أقل ما يمكن أن يفعله رئيس يحترم البسطاء من شعبه …

وفجأة أيضا وبدون مقدمات تحول الأمر من الحديث عما فعلته السيدة البسيطة إلى مادة للسخرية والهجوم عليها من السادة النشطاء وعناصر الإخوان من عينة المدعية والمتطاولة آيات عرابي .. أصبح التطاول على السيدة وما فعلته مادة للسخرية والتجريح لسيدة في مثل سنها.. وبدلا من احترامها وتقديرها نظرا لما فعلته هاجموها وسفهوا فعلها وما قدمته لمصر .. قالوا على سبيل “ التريقة ” إن مشاكل مصر الاقتصادية كلها انتهت لأن الحاجة زينب اتبرعت بحلقها .. وإن حلق زينب حل مشاكل مصر .. وإن حلق زينب تسبب في إفلاس البورصات العالمية .. إلى آخر تلك السخافات والتفاهات من شباب لا يجيد سوى الجلوس على الفيس بوك وتويتر ليسخر من الأباء والأمهات والأجداد .. جيل لم يعد يحترم كبيرا ولا يوقره .. جيل فقد كل مقومات الاحترام .. وإلا فما معنى السخرية من سيدة وجدت نفسها فجأة في مرمى نيران السادة النشطاء !!

وبالطبع كانت الحاجة زينب فرصة للهجوم على الدولة وعلى الرئيس السيسي نفسه من رافضي الاستقرار والتقدم  لمصر ومن الباحثين عن الفوضى الخلاقة والخراب فقط .. فحريتهم وشرعيتهم والفوضى التي يعشقونها دونها الموت .. وليس مهما أن نهين سيدة في هذا العمر لمجرد أنها من مؤيدي السيسي ولأنها تبرعت بقرطها الذهبي لصالح بلدها ..

أصبجت الحاجة زينب مادة ثرية لهواة السخرية والتريقة على خلق الله من شباب الفيس بوك ورواد تويتر حتى أنهم بدأوا في ممارسة الكذب عندما نشروا صورة لها مع زوجها وادعوا زورا وبهتانا أن الرجل الموجود في الصورة هو زوجها وأنه هو نفس الرجل الذي ظهر مع الرئيس مبارك عندما زاره في كوخه وشرب معه الشاي .. وهي طبعا إشارة واضحة إلى أن الدولة والنظام الحاكم والرئيس مازال يسير على خطى مبارك بل إنه حتى من الغباء ليظهر نفس الرجل الذي ظهر أمام مصر كلها مع مبارك ليعيدوا تصويره مع زوجته الحاجة زينب ..

ولأن الله لايرضى بالظلم ولا بالإهانة الاتهامات التي وجهها السادة النشطاء للسيدة المصرية الأصيلة فقد خرج ابنها ليؤكد وفاة والده – زوج الحاجة زينب – الذي اتهموه انه صاحب صورة مبارك .. اتضح أن زوج السيدة قد مات وشبع موت وأنه لاعلاقة لها بالرجل الذي ظهر مع مبارك من قريب أو من بعيد .. يعني الحكاية تزوير وتلفيق وكله فوتوشوب !!

هذه هي أخلاق من يدعون أنهم قاموا بثورة طاهرة .. دينهم الكذب وديدنهم التزوير والتدليس والادعاء زورا وبهتانا .. شعارهم عدم احترام الكبير حتى لو كانت سيدة لاعلاقة لها بالسياسة من قريب أو من بعيد وكل جنايتها وجرمها من وجهة نظرهم أنها تبرعت لمصر .. وأنها عندما تبرعت لم تفكر أنها يمكن أن تكون مادة للسخرية من شوية عيال لا يعرفون معنى الاحترام ..

الحاجة زينب هي أمي وأم كل مصري يحب بلده ويمنحها أغلى ما يملك حتى لو كان مجرد حلق وحتى لو كان حلق قشرة .. وأذكر كلمة قالها زميلي الكاتب الصحفي محمود بسيوني عن السيدة المحترمة الحاجة زينب عندما قال إنها بألف ممن تعدون من نشطائكم .. نعم أنت بألف من نشطائهم وأكثر .. أنت أم مصرية تعرف معنى الوطن ومعنى الأرض والعرض .. وهم بالنسبة لك مجرد أقزام لم ولن يطالوا قامتك العالية .. تحية لأمي زينب .. وأم كل المصريين والوطنيين .. وليذهب النشطاء إلى الجحيم !

Rate this post

المركز الديمقراطى العربى

المركز الديمقراطي العربي مؤسسة مستقلة تعمل فى اطار البحث العلمى والتحليلى فى القضايا الاستراتيجية والسياسية والاقتصادية، ويهدف بشكل اساسى الى دراسة القضايا العربية وانماط التفاعل بين الدول العربية حكومات وشعوبا ومنظمات غير حكومية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى