الشرق الأوسطعاجل

الانقلابات العسكرية في تركيا على مدى أكثر من نصف قرن (حقائق)

حث الرئيس التركي طيب إردوغان الشعب على الخروج إلى الشوارع للاحتجاج على ما وصفه بمحاولة انقلاب من فصيل صغير داخل الجيش وتعهد بأن ذلك سيواجه “بالرد الضروري”.

وقال إرودغان لمراسل لمحطة (سي.إن.إن تورك) عبر الهاتف إن على الشعب التركي الاحتشاد في الميادين العامة وإظهار رده على المحاولة الانقلابية في تصريحات تم بثها على الهواء مباشرة في التلفزيون.

وأضاف إردوغان أنه يعتقد أن المحاولة الانقلابية ستنتهي خلال “فترة وجيزة” وقال إن المسؤولين عنها سيدفعون ثمنا باهظا في المحاكم.

وقال إن هذا العمل شجع عليه “الهيكل الموازي” وهو الوصف الذي يطلقه على أتباع فتح الله كولن وهو رجل دين مقيم في الولايات المتحدة اتهمه إردوغان مرارا بمحاولة تأجيج انتفاضة بين مؤيديه في القضاء والجيش.

قال قائد القوات الخاصة التركية إن القوات المسلحة التركية لن تتغاضى عن الانقلاب ضد الحكومة بعدما قامت جماعة وصفتها الحكومة بأنها فصيل صغير بالجيش بالاستيلاء على السلطة.

وأدلى الجنرال زكائي أقسقالي بهذه التصريحات لقناة (إن.تي.في) التلفزيونية مضيفا أن محاولة الانقلاب لن تنجح وأن قواته الخاصة تحت إمرة الشعب.

قال وزير العدل التركي بكير بوزداج في مقابلة تلفزيونية إن أعضاء في الحركة الموالية لرجل الدين المقيم في الولايات المتحدة فتح الله كولن تورطوا في محاولة انقلاب عسكري تتكشف حاليا في البلاد.

فيما يلي بعض التفاصيل عن الانقلابات العسكرية في آخر 50 عاما والتي أطاحت بأربع حكومات منتخبة في تركيا.

* 1960

في الثاني من مايو أيار نفذ انقلاب عسكري بلا رحمة بقيادة ضباط وطلبة عسكريين من كليات حربية في اسطنبول وأنقرة.

في اليوم التالي طالب قائد القوات البرية الجنرال جمال جورسيل بإصلاحات سياسية واستقال حين رفضت طلباته.

شكل القادة مجلسا للوحدة الوطنية من 38 عضوا برئاسة جورسيل. وحوكم 601 شخص أدين منهم 464. وأعدم ثلاثة وزراء سابقين بينهم رئيس الوزراء عدنان مندريس بينما خفضت أحكام 12 آخرين أحدهم الرئيس جلال بايار من الإعدام للسجن مدى الحياة.

* 1971

وجه الجيش تحذيرا للحكومة بضرورة استعادة الأمن بعد أشهر من الإضرابات والاشتباكات في الشوارع بين اليساريين والقوميين. وبعد أشهر تنحى رئيس الوزراء سليمان ديمريل عن السلطة وتأسس تحالف من سياسيين محافظين وغير سياسيين لاستعادة الأمن تحت إشراف الجيش. وأعلنت الأحكام العرفية في العديد من الأقاليم ولم ترفع بشكل كامل إلا في سبتمبر أيلول 1973.

* 1980

في 12 سبتمبر أيلول نفذت قيادة الجيش انقلابا وعلى رأسها الجنرال كنعان إفرين. وإثر ذلك اندلعت معارك في الشوارع بين يساريين وقوميين. واعتقل كبار الزعماء السياسيين وتم حل البرلمان والأحزاب السياسية والنقابات المهنية. واستولى مجلس الأمن الوطني المكون من خمسة أشخاص على السلطة وعلق العمل بالدستور وطبق دستورا مؤقتا منح قادة الجيش سلطات مفتوحة.

* 1997- “انقلاب العصر الحديث”

في الثامن من يونيو حزيران اعتبر معارضو رئيس الوزراء نجم الدين أربكان أن الرجل أصبح خطرا على الحكم العلماني في البلاد وأجبر على الاستقالة تحت ضغوط من الجيش وقطاعات الأعمال والقضاء وسياسيين آخرين. ووجد الجنرالات أنفسهم مجبرين على التحرك للدفاع عن الدولة العلمانية التي أسسها مصطفى كمال أتاتورك.

* ظهر اسم مجموعة إرجينيكون للمرة الأولى حين اكتشفت كمية من المتفجرات في عملية مداهمة نفذتها الشرطة لمنزل في اسطنبول. وحوكم بعد ذلك مئات الأشخاص بزعم القيام بمحاولة انقلاب ضد رئيس الوزراء آنذاك رجب طيب إردوغان وأدين 275 ضابطا وصحفيا ومحاميا وغيرهم.

ونقضت جميع الأحكام في ذلك العام بعد أن خلصت محكمة الاستئناف لعدم وجود ما يسمى بشبكة إرجينيكون. وساند إردوغان الذي انتخب رئيسا بعد ذلك في 2014 ما قاله الادعاء لكنه بعد ذلك ألقى بالمسؤولية في تدبير هذه المؤامرة على الشرطة والمدعين المنتمين لحركة دينية يقودها فتح الله جولن الذي اختار من ولاية بنسلفانيا الأمريكية منفى له. وينفي جولن أي دور في هذا الأمر.

* 2010

كشفت صحيفة عن مخطط لانقلاب علماني تردد أن تاريخه يعود لعام 2003 بهدف إثارة فوضى اجتماعية لإسقاط حزب العدالة والتنمية الذي الحاكم ذي الجذور الإسلامية الذي ينتمي له إردوغان.

وفي 2012 قضت محكمة بسجن 300 من أصل 365 متهما. وبعد ذلك بعامين أطلق سراح جميع هؤلاء المدانين تقريبا بعد أن قررت المحكمة الدستورية أن حقوقهم انتهكت. وحمل أنصار جولن مرة أخرى المسؤولية في تلك القضية وهي تهمة ينفونها أيضا.

 

Rate this post

المركز الديمقراطى العربى

المركز الديمقراطي العربي مؤسسة مستقلة تعمل فى اطار البحث العلمى والتحليلى فى القضايا الاستراتيجية والسياسية والاقتصادية، ويهدف بشكل اساسى الى دراسة القضايا العربية وانماط التفاعل بين الدول العربية حكومات وشعوبا ومنظمات غير حكومية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى