مقالات

أخطر رساله من هاكان فيدان الى الرئيس أردوغان

بقلم :  نائل ابو مروان – كاتب وناشط سياسي

الانقلاب الذي حدث في تركيا يوم الجمعه كان كبير جداً وضم ضباط كبار لهم وزنهم في المؤسسه العسكريه لا أريد أن أسرد المقال فيظهر قصه معروفه للجميع نحن في صدد مقال تحليلي يتعلق في دوله وجيش ربي وصمم لأن يكون ولائه للمؤسسه العسكريه..هذا الجيش متمرس في الانقلابات خاض العديد منها ونجح.

يعرف ماذا يعني انقلاب وماذا يعني فشل هذا الامر.مثلي مثل أي متابع للامر تفاجأت أن هناك اعلان انقلاب في تركيا .وشدني الامر لما لتركيا من وضع خاص عالمي وشرق أوسطي.

أول شيء تسألت عنه في عقلي عن الرئيس اردوغان الرئيس التركي.سمعت البيان لم أسمع به كلمه واحده أن الامر تحت السيطره وأن الرئيس تحت الاقامه .ولم يتعرض له أحد في سوء.

لأن المتعارف عليه في مثل هكذا أمور لأي انقلاب هو أظهار لقطه للرئيس وهو يتم اعتقاله.حتى تكون المفاجئه هي سيدة الموقف.

لباقي قطاعات الجيش وكذلك لأنصار الرئيس أن الامر قد أنتهى.فيتم اكمال المخطط وردوخ الجميع للامر الواقع.تذكرت وقتها أني لم أشاهد الرئيس التركي منذ ما يقارب الثلاث أيام في أي مناسبه أو حدث وكانت الاخبار تقول أنه في مرمريز في أجازه .ففكرت أنه ممكن أنه تم اعدامه..

خاصه ان الانقلابات لا تأتي في الصدفه بل تريد الكثير من التخطيط والكثير من الوقت .وكانت المفاجئه بعد تسارع الاحداث أن الرئيس ظهر على السكايب يدعوا الشعب الى النزول لحماية الديمقراطيه من الانقلابيين.هنا بالذات ولحظتها قلت في نفسي انتهى وفشل الانقلاب وهاؤلاء الذين انقلبوا أما غرر بهم أو تم خيانتهم من المؤسسه العسكريه نفسها .خاصه بعد تصريحات رئيس الوزراء ورئيس البرلمان وأنهم طلقاء لم يتم أعتقالهم.

حتى تصريحات قيادات في الجيش ومنها الجيش الاول وقائد الصاعقه ورئيس الاستخبارات والمخابرات ورئيس الشرطه وأجمع الجميع على كلام واحد أن الانقلاب محدود قامت به فئه قليله وأن الديمقراطيه في تركيا بخير.

هذا الكلام في عز الانقلاب والانقلابين والجيش مسيطر على كل مرافق العاصمه من المطار حتى التلفزيون الرسمي.

مما سردناه نستنتج ما يلي أن الانقلاب وأطرافه وعناصره وأهدافه ومن يقف به ومعه كان أردوغان والقياده السياسيه على علم به مسبق.لهذا لم يقدر الانقلابين على أعتقال أحد منهم..كذلك لم يقدروا على أعتقال أحد من زعامات حزب العداله والتنميه.حتى لم يقدروا على اعتقال قائد الجيش الاول وهو كان يسير في سيارته وسط اسطنبول.مما نلاحظه أن الانقلابيين وقعوا في الفخ.

ولا أستبعد أن يكون أردوغان لم يغادر أنقره.وما قصة وجوده في مرمريز غير دعايه للتضليل.وقصة الطائره الرئاسيه التي نزلت في مطار أتاتورك فبركه أعلاميه لأن الاوضاع كانت مشحونه والاجواء مغلقه ونزول طائره في وضع انقلابي يعني انزالها بالقوه.

وتدميرها.في كل ما ذكرناه من هو الذي أفشى سر الانقلابيين.وعرف خططهم وتحركاتهم ووضعهم تحت المراقبه .وربما كانوا يعتبروه من الحلقه الضيقه معهم وكانت مهمته الاشراف على احتواء الانقلاب لحين القضاء عليه والانتظار حتى تتوضح الصوره عن اشخاص لم يكونوا في الحسبان لاكمال الدائره على الجميع هذا العمل لا يخرج من رجل متمرس في العمل المخابراتي إن أهمية جهاز المخابرات لأي دولة، لا يقل عن أهمية رئاسة الدولة، إن المخابرات هي التي تتولى حماية الدولة من الداخل والخارج، لذا يتعين أن يرأسها الشخص المناسب من حيث البراعة والأمانة، لهذا لم تخرج عن هاكان وأعتقد أن هاكان فيدان رئيس المخابرات كان على علم في هذه المحاوله وربما عرض عليه الامر فكان لديه الخبث الكافي للمسايره مع الانقلابيين.وكان تفكيره سريع في حماية القياده المنتخبه.لهذا اطلق اخطر رساله في تاريخ تركيا الى الرئيس أردوغان.

(سنقاتلهم حتى الموت ابقى مع الشعب) تلك الشيفره السريه التي تعني لأردوغان نحن نسيطر على الوضع أخرج مع الجماهير ليكتمل القضاء على الانقلابيين وكان بالفعل .

لهذا الرجل هاكان يعود الفضل في حماية الديمقراطيه والقياده المنتخبه واختيار الشعب .من هو هاكان فيدان وصفه الرئيس التركي “رجب طيب أردوغان” بحافظ أسراره، ويطلق عليه الأتراك يد أردوغان الضاربة، ومعروف عالميا بأنه الرجل الذي تخشاه إسرائيل، حيث شهد جهاز المخابرات التركية في عهدة نقلة نوعية كبيرة، وانتقل من جهاز مترهّل محاط بالخلافات الداخلية من كل اتجاه، إلى جهاز من أقوى وأنجح أجهزة المخابرات في

العالم.ويعد “هاكان فيدان” من مواليد عام 1968 في العاصمة التركية “أنقرة”. تلقّى تعليمه في الأكاديمية الحربية التابعة للقوات البرية التركية وتخرّج منها عام 1986، وتم تعيينه بعدها رقيبا في القوات المسلحة التركية.

تولّى فيدان مهمة فنّي حواسيب في قسم معالجة البيانات التلقائية التابع للقوات البرية التركية، وأثناء تأديته لمهمة في خارج البلد، حاز على درجة البكالوريوس بجامعة ميريلاند في الولايات المتحدة الأمريكية في العلوم السياسية والإدارة.

بعد عودته إلى تركيا حصل على درجة الماجستير من جامعة بيلكنت في فرع العلاقات الدولية، وقام بتحضير بحث الماجستير بعنوان “مقارنة بين نظام الاستخبارات التركي والأمريكي والبريطاني” في عام 1999، أشار فيه إلى حاجة تركيا لشبكة استخبارات خارجية قوية جداً كما حصل على درجة الدكتوراه عام 2006من جامعة بيلكنت، عن بحث بعنوان “الدبلوماسية في عصر المعلومات: استخدام تكنولوجيا المعلومات في التحقق” تم تعيينه مستشارا اقتصاديا وسياسيا في السفارة التركية بأستراليا، بينما تابع دراسته الأكاديمية في معهد الأمم المتحدة لبحوث نزع السلاح، وفي الوكالة الدولية للطاقة الذرية، ومركز المعلومات والتدريب وأبحاث التحقق في لندن.

وفي عام 2003 تولى رئاسة وكالة التنمية والتنسيق التركية واستمر في المهمة حتى 2007، ولم تبقَ في هذه الفترة دولة في أفريقيا والشرق الأوسط وآسيا الوسطى والقوقاز والبلقان إلا وقام بزيارتها، وفي نفس الوقت كان مستشارا لرئيس الوزراء السابق أحمد داود أوغلو عندما كان وزيرا للخارجية التركية.

وفي عام 2007 عُيّن نائبا لمستشار رئيس الوزراء لشؤون الأمن الدولي والسياسة الخارجية، وكان رئيس الجمهورية الحالي “رجب طيب أردوغان” وقتها رئيسا للوزراء، وفي تشرين الثاني/ أصبح عضوا في المجلس الإداري للوكالة الدولية للطاقة الذرّية.

في 17 نيسان 2009 تم تعيين فيدان نائبا لرئيس الاستخبارات “إيمره تانير”، وعقب تقاعد رئيس الاستخبارات تانير، قامت حكومة حزب العدالة والتنمية بتعيين هاكان فيدان رئيسا للاستخبارات في 27 أيار/ مايو من عام 2010 وكان يبلغ من العمر 42 عاما، وبذلك أصبح أصغر شخص يتولى منصب رئاسة الاستخبارات التركية.

استطاع فيدان إدخال تعديلات كبيرة في تكوين جهاز المخابرات، وأقنع أردوغان بتجميع جميع أجهزة المخابرات في الخارجية والأمن والجيش تحت جهاز المخابرات العامة، وهو الأمر الذي أزعج الأوساط في الأمن والجيش.

في فبراير 2015 حدث شيء غير متوقع، حيث تفاجئ الجميع باستقالة فيدان من رئاسة جهاز المخابرات التركية، رغبة منه في المشاركة في الحياة السياسية وترشيح نفسه للانتخابات على قوائم حزب العدالة والتمنية، وكان من أكثر المنزعجين من هذا القرار هو الرئيس أردوغان، حيث أبدى تأسفه من قرار الإستقالة قائلا:

“إذا كان جهاز استخبارات الدولة ضعيفا فإنه من غير الممكن أن تقف تلك الدولة بشكل ثابت على قدميها”.“نحن نُدير دولة، وقد عبّرت عن قناعتي حيال هذه القضية من قبل. لقد قمنا بتعيينه في هذا المنصب، وأنا قمت بتعيينه، في هذه الحالة كان عليه أن يبقى في مكانه وأن لا يغادره من دون إذن”.لكن سرعان ما وعى فيدان لأهمية الدور المنوط به، وفي أقل من شهر من تاريخ الاستقالة عاد فيدان ليرأس جهاز المخابرات مجددا،

Rate this post

المركز الديمقراطى العربى

المركز الديمقراطي العربي مؤسسة مستقلة تعمل فى اطار البحث العلمى والتحليلى فى القضايا الاستراتيجية والسياسية والاقتصادية، ويهدف بشكل اساسى الى دراسة القضايا العربية وانماط التفاعل بين الدول العربية حكومات وشعوبا ومنظمات غير حكومية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى