وزير الخارجية التركي :تركيا ستضطر للتراجع عن اتفاقها مع الاتحاد الأوروبي بشأن المهاجرين
قال وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو إن تركيا ستضطر للتراجع عن اتفاقها مع الاتحاد الأوروبي بشأن وقف تدفق المهاجرين إلى دوله إذا لم يمنح الاتحاد المواطنين الأتراك حق السفر إليه دون تأشيرة.
وتعرض السماح بدخول الأتراك إلى دول الاتحاد دون تأشيرة إلى التأجيل أكثر من مرة بسبب خلاف بشأن تشريع تركي لمكافحة الإرهاب وحملة أنقرة ضد المعارضين في أعقاب محاولة انقلاب فاشلة.
وقال تشاووش أوغلو لصحيفة فرانكفورتر ألجماينه تسايتونج الألمانية اليومية إن الاتفاق بشأن وقف تدفق اللاجئين كان فعالا بسبب “إجراءات مهمة للغاية” اتخذتها أنقرة.
وأضاف وفق إصدار مسبق للاقتباسات التي ستنشرها الصحيفة يوم الاثنين “لكن كل ذلك يعتمد على إلغاء شرط التأشيرة لمواطنينا الذي هو أحد بنود اتفاق 18 مارس آذار.”
وقال “إذا لم يتبع ذلك إلغاء للتأشيرة سنضطر للتراجع عن الاتفاق.. وعن اتفاق 18 مارس آذار” مضيفا أن الحكومة التركية بانتظار تحديد موعد دقيق لإلغاء شرط التأشيرة.
وقال “ربما يكون ذلك في أوائل أكتوبر تشرين الأول أو منتصفه – لكننا بانتظار موعد محدد.”
وفي وقت سابق قال جونتر أوتينجر مفوض الاتحاد الأوروبي إنه لا يرى أن يمنح الاتحاد الأوروبي الأتراك حق السفر دون تأشيرة هذا العام بسبب حملة أنقرة التي تلت المحاولة الانقلابية.
تظاهر عشرات الالاف من انصار رجب طيب اردوغان الاحد في مدينة كولونيا الالمانية تأييدا للرئيس التركي الذي يواجه انتقادات على خلفية حملة التطهير التي يقوم بها اثر محاولة الانقلاب عليه.
وقالت الشرطة المحلية عبر تويتر ان التظاهرة انتهت بعيد الساعة 16,00 ت غ من دون الاشارة الى اعداد المشاركين. وفي وقت سابق، افاد متحدث باسمها ان اربعين الف شخص شاركوا في التحرك. وكان المنظمون يأملون حشد خمسين الفا.
ولوح هؤلاء بالاف الاعلام التركية على الضفة اليمنى لنهر الراين. وحمل البعض لافتات تشيد ب”اردوغان، المناضل من اجل الحريات”.
وفي مستهل التجمع، قال خطيب “نحن المانيا” فرد عليه الحشد بهتاف “الله اكبر” وفق وسائل الاعلام الالمانية. وانشد المشاركون النشيد التركي ثم الالماني قبل ان يلتزموا دقيقة صمت حدادا على 270 شخصا قتلوا في محاولة الانقلاب في 15 تموز/يوليو والتي باشر اردوغان بعدها عملية تطهير واسعة النطاق لتمتين سلطته.
ووجه الدعوة الى التظاهرة اتحاد الديموقراطيين الاوروبيين-الاتراك، وهو مجموعة ضغط تؤيد الرئيس التركي.
– مواجهات محدودة –
وفي نهاية الاسبوع، اتخذ اردوغان مزيدا من الخطوات لاحكام قبضته على الجيش. فتم تسريح 1400 جندي واغلاق كل المدارس العسكرية فضلا عن تعيين اعضاء جدد في السلطة المدنية (وزراء) والمجلس العسكري الاعلى والاشراف في شكل مباشر على قادة اركان الجيش.
وفي كولونيا نشرت الشرطة 2700 من عناصرها لمواجهة اي حوادث محتملة، وخصوصا ان تظاهرات صغيرة مضادة نظمت في امكنة عدة من المدينة.
واضطرت الى التدخل للفصل بين نحو مئة تركي قومي قريبين من اليمين المتطرف وعدد شبه مواز من الاكراد. ولم يسجل سقوط اصابات.
كذلك، فرقت قوات الامن عصرا تظاهرة شارك فيها 250 شخصا تجمعوا في وسط المدينة تلبية لدعوة مجموعة محلية مناهضة للمسلمين.
– منع بث خطاب لاردوغان –
وقبيل التظاهرة المؤيدة لاردوغان، نددت الرئاسة التركية بقرار للمحكمة الدستورية الالمانية منع الرئيس التركي من القاء كلمة مباشرة امام المتظاهرين عبر الفيديو.
ولكن تليت خلال التجمع رسالة من الرئيس التركي شكر فيها المشاركين معتبرا ان “تركيا اقوى اليوم مما كانت عليه قبل 15 تموز/يوليو”.
وخشيت السلطات الالمانية ان يفاقم هذا الامر التوتر في صفوف الجالية التركية في المانيا، علما بانها الاكبر في العالم.
وفي المانيا، اكد معارضو حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا انهم تعرضوا لتهديدات في غمرة حملة التطهير التي قامت بها السلطات.
وطالبت انقرة برلين هذا الاسبوع بتسليم اعضاء شبكة الداعية فتح الله غولن الموجودين على اراضيها، علما بان تركيا تتهم غولن بتدبير محاولة الانقلاب.
وصرح وزير الخارجية الالماني فرانك فالتر شتاينماير لصحيفة سودويتشه تسايتونغ ان “نقل الاضطرابات السياسية الداخلية التركية الى بلدنا (…) وتخويف الذين لديهم قناعات سياسة اخرى (امر) لا يجوز”.
ورفضت الشرطة الالمانية الاحد ان يشارك مسؤولون في الحكومة التركية في تظاهرة كولونيا. وسمح فقط لوزير الشباب والرياضة التركي عاكف كغتاي كيليش بالحضور.
وياتي ذلك على خلفية تدهور العلاقات بين المانيا وتركيا اثر تصويت النواب الالمان في حزيران/يونيو على قرار يعترف بابادة الارمن ابان السلطنة العثمانية في 1915.
وفي مقابلة تنشر الاثنين مع صحيفة فرانكفورتر الغيمايني تسايتونغ، كرر وزير الخارجية التركي مولود جاوش اوغلو خطر انهيار الاتفاق بين بلاده والاتحاد الاوروبي في شان اللاجئين في حال لم يفتح الاوروبيون حدودهم امام الاتراك في موعد اقصاه تشرين الاول/اكتوبر.وكالات