الجيش السوري يقصف مناطق للمعارضة في حلب وروسيا تدعو لاستئناف المحادثات
شددت روسيا يوم الثلاثاء على أن الجولة التالية من محادثات السلام السورية يجب ألا تتوقف على وقف للقتال في حلب بعدما أبلغ مبعوث الأمم المتحدة إلى سوريا ستافان دي ميستورا مجلس الأمن أنه يهدف إلى عقد المفاوضات في أواخر أغسطس آب.
وقال المبعوث الروسي في الأمم المتحدة فيتالي تشوركين للصحفيين عقب اجتماع مغلق للمجلس المكون من 15 عضوا “كلما تراجع مستوى العنف كان ذلك أفضل للمحادثات.. لكن يجب ألا تكون هناك شروط مسبقة للمحادثات.”
وكسرت المعارضة المسلحة فعليا حصارا تضربه الحكومة منذ شهر على شرق حلب الذي تسيطر عليه المعارضة يوم السبت مما أدى إلى قطع طريق الإمداد الرئيسي للحكومة وأثار احتمال أن يصبح غرب حلب الذي تسيطر عليه دمشق محاصرا.
وطالب تشوركين الدول ذات التأثير على المعارضة السورية أن تتأكد من استعدادها للمحادثات في المستقبل.
وقال “يأتون إلى المحادثات دون أن يقولوا أي شيء إذ يكتفون بالقول إن (الرئيس السوري بشار) ’الأسد يجب أن يرحل’ وهذا ليس موفقا تفاوضيا.”
ويشن كل من روسيا والولايات المتحدة غارات جوية في سوريا ضد مقاتلي الدولة الإسلامية لكنهما يدعمان طرفين مختلفين في حرب أهلية أوسع حيث تساند موسكو حكومة الأسد وتقول واشنطن بضرورة تركه السلطة.
وانهارت محادثات السلام في أبريل نيسان الماضي بعد مغادرة وفد المعارضة لاتهامه الحكومة بتجاهل وقف القتال التي جرى التوصل إليه في فبراير شباط.
وقالت السفيرة الأمريكية في الأمم المتحدة سامانثا باور إن هناك حاجة ملحة لأن تعود محادثات السلام السورية إلى مسارها لكن “البيئة اللازمة للمحادثات يجب أيضا أن تكون مناسبة.”
وأضافت للصحفيين “بشأن الوصول الإنساني.. نحن نعود للوراء. وبشأن وقف القتال فإننا نعود إلى حيث كنا قبل وقف الأعمال القتالية مع آثار سلبية إضافية ناجمة عن حصار حلب.”
وتطالب الأمم المتحدة بوقف أسبوعي للقتال مدته 48 ساعة من أجل الوصول إلى حلب. وقال مسؤول الإغاثة الإنسانية في الأمم المتحدة ستيفن أوبراين الذي أطلع المجلس أيضا على تطورات الوضع الإنساني في سوريا إن المحادثات مستمرة (بشأن وقف القتال).
وقال تشوركين إن الولايات المتحدة وروسيا تبحثان “بشكل عملي جدا” في جنيف كيف يمكن إيصال المساعدات إلى حلب وإن موسكو تدعم وقفا في القتال لمدة 48 ساعة لكن هدنة من هذا القبيل “لا تنطبق على الإرهابيين”.
وقالت الأمم المتحدة يوم الثلاثاء إن مليوني شخص لا يحصلون على المياه النظيفة في حلب مما يوجد خطرا لانتشار الأمراض. وأضافت أن الفنيين بحاجة إلى الدخول لإصلاح شبكات الكهرباء التي تشغل محطات ضخ المياه.
أفادت وسائل إعلام موالية للحكومة السورية بأن القوات الحكومية السورية وحلفاءها استعادوا مناطق من قبضة المعارضة المسلحة في جنوب غرب حلب يوم الثلاثاء قرب منطقة فتحت فيها الفصائل المعارضة قبل فترة وجيزة طريقا يقود إلى مناطق سيطرتهم في شرق المدينة.
وقالت قناة المنار التابعة لحزب الله اللبناني إن القوات الحكومية تقدمت ومنعت حركة مقاتلي المعارضة إلى مناطق سيطرتهم في حلب. لكن مسؤولا من المعارضة المسلحة نفى أي تقدم للقوات الحكومية بالمنطقة.
وخلال الأشهر الماضية أضحت حلب أهم مناطق القتال في الحرب الأهلية الدائرة بسوريا منذ أكثر من خمس سنوات وهي التي كانت قبل بداية الصراع كبرى مدن البلاد ولا يزال يسكنها قرابة مليوني نسمة.
وانقسمت حلب جراء الصراع إلى منطقتين إذ تسيطر القوات الحكومية على الغرب ويسيطر المعارضون على أحياء في الشرق حاصرتها القوات الحكومية الشهر الماضي بقطع طريق الإمداد الرئيسي للمعارضة من الشمال.
وكسر مقاتلو المعارضة الحصار عمليا من خلال هجوم على مجمع عسكري رئيسي للقوات الحكومية في الأطراف الجنوبية الغربية من حلب يوم السبت الماضي ونجحوا في فتح طريق يؤدي إلى مناطق سيطرتهم في الشرق. وفي الوقت نفسه قطع مقاتلو المعارضة الطريق الرئيسي المؤدي لمناطق سيطرة القوات الحكومية في حلب في تطور أثار احتمالات بأن يفرض المعارضون حصارا على تلك المناطق.
وقالت قناة المنار يوم الثلاثاء إن القوات الحكومية مدعومة بقصف جوي كثيف بعض الأراضي وقطعت الطريق الذي تستخدمه المعارضة.
لكن مسؤولا بالمعارضة قال إن القوات الحكومية لم تحقق أي مكاسب. وقال أبو الحسنين وهو قيادي بارز في تحالف فتح حلب الذي يتألف من فصائل من المعارضة المعتدلة داخل المدينة “ما في تقدم.. ما في شيء.”
وأضاف أن الموقف جيد رغم كثافة القصف وأن مقاتلي المعارضة يختبئون لحين بدء مرحلة جديدة.
وقال أحمد حماحر المتحدث باسم جماعة نور الدين الزنكي المعارضة “اليوم الجيش السوري أخذ تل الصنوبرات لكن الثوار استعادوا السيطرة على التلة وما خسروا شيء.. خسروا نقاط لكنهم استعادوا السيطرة على هذه النقطة.”رويترز