مبعوث الخارجية الأمريكية للطاقة: اتفاق أوبك قد يأتي بنتائج عكسية
-المركز الديمقراطي العربي
قال مبعوث وزارة الخارجية الأمريكية لشؤون الطاقة آموس هوكستاين إنه لا يعتقد أن اتفاق منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) سيرفع أسعار الخام العالمية لفترة طويلة بسبب طفرة أنشطة الحفر الأمريكية وتحسن كفاءة الطاقة على مستوى العالم بما يعني أن أسواق الطاقة لن تتأثر بخفض الإنتاج.
واتفقت أوبك يوم الأربعاء على خفض محدود لإنتاج النفط بنحو 700 ألف برميل يوميا في مسعى لتعزيز الأسعار التي هوت من فوق 100 دولار للبرميل في 2014 إلى أقل من 50 دولارا للبرميل يوم الخميس.
ومن المقرر بلورة تفاصيل الاتفاق في الاجتماع الدوري للمنظمة في نوفمبر تشرين الثاني لكن توجد بعض الشكوك في أن يؤتي هذا الخفض ثماره المرجوة في ضوء نمو أنشطة الحفر الأمريكية للتنقيب عن النفط.
وقال هوكستاين في مقابلة يوم الخميس “لاأعتقد أن ذلك سيفلح.” فمع مرور الوقت سيؤدي ارتفاع الأسعار الناجم عن هذه الخطة إلى زيادة كبيرة في الإنتاج الأمريكي بما يدفع الأسعار للهبوط بسبب تخمة المعروض أو يزيد حصة المنتجين الأمريكيين في السوق.
وأضاف المسؤول الأمريكي “كلا الأمرين سيأتي بنتيجة عكسية على أوبك.”
وبعد تأسيس أوبك في عام 1960 أدت اتفاقات المنظمة على خفض إنتاج النفط إلى رفع الأسعار لأشهر وسنوات في كل مرة.
لكن بعد ارتفاع أسعار النفط إلى قرب 150 دولارا للبرميل في 2008 ازدهرت أنشطة التكسير الهيدروليكي والحفر في الولايات المتحدة بما أدى في نهاية المطاف إلى زيادة إنتاجها بمقدار أربعة ملايين برميل يوميا.
وحين هوت الأسعار في 2014 توقع المحللون هبوط إنتاج النفط الأمريكي. غير أن الإنتاج تماسك ولم ينخفض إلا بنحو مليون برميل يوميا مع خفض شركات الحفر للتكاليف.
ووضع النفط الصخري الأمريكي الذي تبحث عنه الكثير من شركات الحفر سقفا فعليا لأسعار الخام العالمية. لكن أوبك التي تساهم بنحو 60 بالمئة من صادرات النفط العالمية ما زالت تحتفظ بالقدرة على حماية الأسعار من الهبوط الحاد.
وصعد سعر خام القياس العالمي مزيج برنت نحو ستة بالمئة يوم الأربعاء بعد اتفاق أوبك. وزاد الخام أكثر من واحد بالمئة يوم الخميس ليصل إلى 49.24 دولار للبرميل.
وقال هوكستاين إن تقلبات أسعار النفط التي تقودها أوبك قد تكون محفوفة بمخاطر تهدد ما لا يقل عن ست دول منتجة للنفط تعتمد اقتصاداتها وخدماتها وشبكات الضمان الاجتماعي بها على إيرادات النفط.
ولم يذكر المسؤول الأمريكي دولا بعينها لكن فنزويلا وأنجولا والجابون من الدول التي تعد مثالا على منتجي النفط الذين لا يملكون صناديق ثروة سيادية ضخمة تحميها من تأثير هبوط أسعار الخام. وحتى السعودية أكبر منتج في أوبك واجهت بعض الصعوبات بسبب جمود اقتصادي تمخض عن عجز في ميزانيتها للسنة الثانية على التوالي.
وعارضت نيجيريا وليبيا وإيران الأعضاء في أوبك تبني نظام حصص الإنتاج في الاتفاق الجديد وقال هوكستاين إنه ينبغي السماح لتلك الدول بإنتاج أكبر كميات ممكنة.المصدر:رويترز