اليمين المتطرف الأقرب للفوز بانتخابات الرئاسة في النمسا
-المركز الديمقراطي العربي
نتيجة لإقصاء مرشحي الحزب الديمقراطي الاجتماعي (SPÖ) وحزب الشعب (ÖVP) عن المنافسة في الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية في النمسا، أصبحت ساحة هذا الاستحقاق الانتخابي مسرحاً لتصارع الأحزاب اليمينية المتطرفة على هذا المنصب.
ويعتزم نوربرت هوفر مرشح حزب الحرية النمساوي (اليميني المتطرف) خوض غمار الانتخابات الرئاسية المقبلة التي ستجري في الرابع من الشهر المقبل، ضدّ منافسه ألكسندر فان دير بيلين الذي يخوض المعركة الانتخابية كمرشح عن حزب الخضر.
وبدأ شمس اليمينيين في النمسا يسطع في الساحة السياسية للبلاد مؤخراً، رغم إشراف حكومة التحالف القائمة بين الحزب الديمقراطي الاجتماعي وحزب الشعب على إدارة شؤون البلاد منذ قرابة 15 عاماً.
وتشير استطلاعات الرأي في النمسا إلى تفوق اليميني المتطرف هوفر على منافسه بيلين بفارق 4 نفاط، حيث أظهرت معظم إستطلاعات الرأي إلى احتمال حصد هوفر 52 بالمئة من أصوات الناخبين مقابل حصول منافسه على 48 بالمئة.
ويثير فوز هوفر في الانتخابات الرئاسية النمساوية، مخاوف تصاعد وتيرة العداء للأجانب والمسلمين في النمسا خاصة وفي عموم القارة الأوروبية عامة، وإنّ نجاحه سيساهم في تقوية باقي الأحزاب اليمينية المتطرفة في أوروبا.
ولتقارب نسب المرشحين إلى الانتخابات الرئاسية في النمسا، فإنّ أصوات الذين لم يحسموا أمرهم بعد، سيلعب دوراً كبيراً في تحديد اسم الرئيس النمساوي الجديد.
– من هو نوربرت هوفر؟
يُعرف نوربرت هوفر اليميني المتطرف بتصريحاته المعادية للإسلام وتركيا، ويدّعي بأنّ الإسلام لا يمتّ إلى القارة الاوروبية بصلة، ويقول بأنّ السياسات الأوروبية الخاطئة المتبعة تجاه الأجانب تسببت في خلق مشاكل كبيرة للأوروبيين.
ومن أبرز تصريحات هوفر التي تعبّر عن عدائه الواضح للإسلام والمسلمين قوله “لا أريد للنمسا أن تكون بلداً إسلامياً”، “الإسلام ليس جزءً من النمسا”، “لا مكان لتركيا في الاتحاد الاوروبي”.
ومن مقترحاته لوقف تدفق اللاجئين إلى دول الاتحاد الاوروبي، دعا هوفر إلى تعزيز الإجراءات الامنية على طول الحدود الخارجية لدول الاتحاد، وإرسال اللاجئين الذين يتم إنقاذهم من أمواج البحر الأبيض المتوسط إلى ليبيا، وفي كل فرصة يحذّر هوفر من خطر الإسلام ويردف ذلك بالعنف والقتل، ويدّعي أنه سيعمل على حماية النمسا وأوروبا من هذا الخطر.
ومن إحدى تصريحاته المعادية للقيم الإسلامية يقول هوفر إنّ ارتداء المرأة للحجاب ينقص من شأنها ويقلل من قيمتها، ويؤيّد فكرة منع النساء العاملات في دوائر الدولة من ارتداء الحجاب والبرقع.
كما يعارض هوفر اتفاقية التعاون التجاري والاقتصادي الموسع بين الاتحاد الاوروبي وكندا، ويدعو إلى عدم موافقة الاتحاد على توقيع اتفاقية الشراكة التجارية عبر المحيط الأطلسي مع الولايات المتحدة الأمريكية، ويرغب في عرض هاتين الاتفاقيتين إلى استفتاء شعبي.
واليمينيون في النمسا لا يعارضون وجود الاتحاد الأوروبي كؤسسة توحد الاوربيين، بل يعارضون هيكلية الاتحاد وطريقة عمل مؤسساته، فهوفر يدعو إلى تغيير هيكلية الاتحاد الاوروبي بشكل ينسجم مع عادات وتقاليد وأعراف وأديان وثقافات الشعوب الأوروبية، لا أن تكون هذه الهيكلية حكراً للنخبة فقط.
وينادي هوفر بتطبيق الديمقراطية بشكل مباشر في كل قرار يتم اتخاذه من قِبل مؤسسات الاتحاد الاوروبي، ويؤيد فكر الذهاب إلى استفتاء شعبي حول كافة القرارات المتخذة.
– من هو ألكسندر فان دير بيلين؟
يشدد بيلين المنافس الأبرز لليميني المتطرف هوفر، على ضرورة إيواء اللاجئين الفارين من الحروب، غير أنه يدعو في الوقت ذاته إلى أخذ التدابير اللازمة للأعداد الكبيرة الوافدة إلى بلاده، وذلك للأسباب اقتصادية.
وينظر بيلين (إبن عائلة مهاجرة) إلى الأجانب على أنهم مكسب للبلاد، ويدعو العالم إلى التأقلم مع المتغيرات الدولية.
وكما منافسه اليميني، فإنّ بيلين أيضاً يعارض توقيع الاتحاد الاوروبي على اتفاقية الشراكة التجارية عبر المحيط الأطلسي مع الولايات المتحدة الأمريكية، ويؤيّد فسخ اتفاقية التعاون التجاري والاقتصادي الموسع المبرم مع كندا.المصدر:الاناضول