السياسة الأمريكية في عهد أوباما وانعكاساتها علي الدور الأمريكي لحل الصراع الفلسطيني – الإسرائيلي
- المركز الديمقراطي العربي
اعداد:
- د. محمد محمد حسين – استاذ العلاقات الدولية بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية
- أسامة عنتر حمدي – باحث دكتوراه بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية
ملخص:
عندما تولي الرئيس أوباما رئاسة الولايات المتحدة الأمريكية تفاءلت الشعوب العربية والاسلامية خيراً بأن يسهم بفعالية في حل الصراع الفلسطيني – الإسرائيلي، وأن يضع حداً للانحياز الامريكي المتواصل إلي اسرائيل، وهو ما حدث بالفعل في بداية المرحلة الأولي للرئيس أوباما عندما أعلن من جامعة القاهرة في أول خطاب له في المنطقة حرصه علي تبني حل الدولتين، إلا أنه عاد وتراجع عن ذلك، واستمرت السياسة الأمريكية فيما يتعلق بالصراع الفلسطيني الاسرائيلي تتبع نفس الأطر والاستراتيجيات التى كانت تسير عليها في السابق، ليثبت بذلك أن السياسة الأمريكية تجاه الصراع الفلسطيني – الاسرائيلي تتمتع بحالة من الثبات ولا تختلف من رئيس إلي آخر سواءً كان جمهورياً أو ديموقراطيا، وأن ما يحكم تلك السياسة هي المصالح الأمريكية في الأساس، وأنه مادامت تلك المصالح مستقرة فإن الولايات المتحدة لن تغير من سياساتها تجاه إسرائيل ولا تجاه الصراع العربي – الاسرائيلي، ولذلك لا يتوقع ان يغير الرئيس ترامب ولا أي رئيس أمريكي اخر من السياسة الأمريكية تجاه اسرائيل، حتى ولو كان ذلك علي حساب الحقوق الفلسطينية المشروعة في اقامة دولتهم المستقلة علي حدود عام 1967 مثلما سبق وان صراح أوباما وغيره من رؤساء الولايات المتحدة.
إن تتبع السياسة الخارجية للولايات المتحدة الأمريكية تجاه القضية الفلسطينية، خلال فترة الرئيس “باراك أوباما”، يظهر تحولاً تجاه إدارة الصراع العربي – الإسرائيلي عموما والفلسطيني – الإسرائيلي علي وجه الخصوص، خلال تلك الفترة التى تراجع فيها الاهتمام الأمريكي ليس فقط بالمنطقة العربية وعلي رأسها منطقة الخليج العربي، وذلك بعد عقود من التقارب والاهتمام، وإنما كذلك بحل الأزمة الفلسطينية، وذلك علي العكس تماماً من تصريحات الرئيس أوباما في بداية مرحلته الرئاسية الأولي، والتي أكد خلالها ليس فقط علي حل الصراع، وإنما كذلك علي إقامة الدولة الفلسطينية، ليحتل الصراع في أواخر فترتة الرئاسية الثانية أولوية متأخرة علي أجندة السياسة الخارجية الأمريكية، وهو ما أغرى دولاً أخرى بأن تحاول التدخل علي خط الصراع وأن تحل محل الولايات المتحدة الامريكية أو علي الأقل تشاركها في المفاوضات الخاصة بتلك القضية، الأمر الذي كان من شأنه أن يعطي مؤشراً لتراجع الدور الأمريكي في ملف الصراع الفلسطيني – الإسرائيلي، وغيره من الملفات والأزمات الخاصة بمنطقة الشرق الأوسط.
ليس هذا فحسب، بل وكان لذلك تأثيراً سلبياً علي المصالح والعلاقات الأمريكية في المنطقة، خاصة مع دول الخليج العربي التى توترت علاقاتها مع الولايات المتحدة خلال الفترة الأخيرة من ولاية أوباما، بسبب موالاته لإيران وتقاربه معها دونما أي اعتبار للمصالح الكبيرة التى تجمع الولايات المتحدة بدول الخليج العربي، ذلك الخلل الذي يحاول الرئيس الأمريكي ” دونالد ترامب ” معالجته الآن من خلال إعادة العلاقات مع دول الخليج والمنطقة لسابق عهدها، بل وتطويرها بالشكل الذي يحافظ علي المصالح الأمريكية الكبيرة في المنطقة.
وكانت الولايات المتحدة خلال تلك الفترة قد أعطت أهمية أكبر لقضايا ومناطق أخرى، مما جعل الاهتمام بتسوية الصراع العربي – الإسرائيلي عموماً والقضية الفلسطينية علي وجه الخصوص لا يأخذ الاهتمام المطلوب علي الاجندة الامريكية، بالرغم من أهمية القضية ودورها في تحسين صورة الولايات المتحدة أمام الرأي العام العربي والإسلامي بعد ما يزيد علي عقد من التهميش والانحياز لإسرائيل خلال فترتي الرئيس “جورج بوش الابن”.
وفي ضوء ذلك تحول الورقة الاجابة عن عدة تساؤلات تتعلق بأسباب التحول وتأثيراته علي الدور الأمريكي، وكيفية التعامل معه ومع الأدوار الأخرى التى تحاول ملء الفراغ والتدخل في عمليات التفاوض الجارية مع اطراف الصراع، وهل يختلف الدور الأمريكي تجاه الصراع باختلاف الحزب الحاكم في الولايات المتحدة.
وتتمثل أهمية هذا الموضوع في أنه يكشف مدى أهمية القضية الفلسطينية وتأثيرها علي الولايات المتحدة ودورها في المنطقة، وبيان استعداد العديد من القوى الدولية لأن تحل محل الولايات المتحدة في حال تراجعها عن المساهمة بإيجابية في حل هذه القضية الحساسة في المنطقة.
وسنعتمد في قراءة تحولات السياسة الخارجية الامريكية ازاء القضية الفلسطينية خلال تلك الفترة علي المنهج التاريخي في تتبع مواقف وسياسات الرئيس الأوباما تجاه الصراع، وذلك لمعرفة إلي مدي تسعى الولايات المتحدة للحفاظ علي دورها في المنطقة واستخدام قوتها لفرض حلول بعينها علي أحد طرفي الصراع، وذلك انطلاقاً من افتراضات النظرية الواقعية الجديدة، التي ترى ان السياسة الخارجية للدول ما هي إلا نتاج نماذج معقدة من التفاعل [فعل ورد فعل] داخل وبين المستويين الوطني والدولي، كما تفترض ان الخيارات في عملية صنع السياسة الخارجية تتأثر بالإدراكات perceptions والقيم values المنغرسة في صانع القرار نفسه (1).
وفي هذا الاطار تم تقسيم الدراسة الي ثلاثة أقسام: الأول: المصالح الامريكية في المنطقة وعلاقته بالصراع العربي الاسرائيلي ، الثاني: تحولات السياسة الامريكية تجاه القضية الفلسطينية في فترة الرئيس أوباما ،الثالث:تنازع الأدوار الدولية مع الدور الامريكي في حل القضية.
أولاً: المصالح الامريكية في المنطقة وعلاقته بالصراع العربي الاسرائيلي
منذ حلول الولايات المتحدة الأمريكية محل الإمبراطورية البريطانية في أربعينيات القرن الماضي، وهي تسعى إلى الحفاظ علي مصالحها الاستراتيجية ومصالح حلفائها في منطقة الشرق الأوسط، باعتبار انها قلب العالم ومن يسيطر عليها يسيطر علي العالم، لما تملكه من ثروات نفطية يعتمد عليها الاقتصاد العالمي، وفي القلب منه الاقتصاد الأمريكي. وتنشط الولايات المتحدة في سعيها لإحكام السيطرة على الشرق الأوسط بتعاون وثيق مع ركائز إقليمية ودولية متعارضة بل ويحمل بعضها عداء شديدا للآخر، وتعتبر إسرائيل أحد أهم تلك الركائز. (2)
ولا تجد الإدارات الأمريكية المتعاقبة اي غضاضة في تغيير تلك الركائز مثلما فعلت مع ايران وكذلك مع العراق الذي تحول لإحدى أهم الركائز الأمريكية في منطقة الشرق الأوسط عقب الإطاحة بالرئيس العراقي” صدام حسين” عام 2003، الأمر نفسه بالنسبة لأفغانستان، وهي في هذا النشاط تؤكد ان الشرق الأوسط هو الرئة التي تتزود منها بما يلزم من الطاقة لمواجهة عناء التنافس الدولي الذي أبقي أوربا على هامش المنطقة راضية بأن تدافع الولايات المتحدة وحدها عن مصالحها الحيوية، كما تبقى الكثير من الدول الطامعة بعيدة عن المنافسة معها، وان تغير هذا الأمر مؤخرًا عقب الدخول الروسي بقوة إلي المنطقة خاصة في الحرب السورية وحرصه على التواجد بقوة ومن خلال قواعد عسكرية باتت منتشرة في سورية وإيران، حتى وان كان ذلك بالتنسيق مع الولايات المتحدة سواء في الحرب ضد تنظيم الدولة الإسلامية، أو إلي جانب النظام السوري.(3)
والولايات المتحدة في حركتها هذه تغير الرؤى والاستراتيجيات الحاكمة لحركتها بما يخدم مصالحها ودورها، وحتى لو أدى ذلك إلى إعادة تشكيل نظام الأمن الدولي، فما يشغل الولايات المتحدة في حقيقة الأمر هو تحييد القوى المنافسة لها في مناطق الصراع الدولي، مثلما فعلت عندما وضعت خطوطًا حمراء على بعض مناطق التنافس الدولي بينها وبين الإتحاد السوفيتي في السابق، مما يعني أو يعكس تخطيطًا أمريكياً جيو سياسياً عالمي الأبعاد للحفاظ علي المصالح الأمريكية(4).
وفي هذا الصدد لم تختلف الولايات المتحدة كثيرًا عن الامبراطوريات الأوربية السابقة التي كانت تفتش عن مناطق جديدة تستجيب لمتطلباتها على صعيدين؛ اثنين: الأول: الحصول على المواد الخام الضرورية لتوظيفاتها الصناعية من جهة. والثاني: الاندفاع نحو الكتل السكانية من أجل التوسع في إيجاد الأسواق لتصريف فائضها السلعي: من جهة أخرى، ولم يكن هناك في ذلك الوقت أفضل من منطقة الشرق الأوسط التى تتوافر فيها مصالح القوى الكبرى بتوجهاتها المختلفة. وذلك علي اعتبار أن من يسيطر على الشرق الأوسط يسيطر على النفط العالمي، ومن يسيطر على النفط العالمي يسيطر على إقتصاد العالم على الأقل في مدى المستقبل المنظور.(5)
ولهذا كان الحرص علي التواجد في المنطقة، والمساهمة في حل قضاياها وعلي رأسها القضية الفلسطينية (6). إذ يدرك الأمريكيون، ان تأمين مصالح الولايات المتحدة على المدى البعيد، مرتبط بقيامهم بدور فاعل في حل قضايا وأزمات المنطقة، وان تلك المصالح في المنطقة متعلقة جوهرياً، بالتطورات على المسرح العربي الإسرائيلي، وهو ما يحتم علي صناع القرار في الولايات المتحدة الجمع بين نقيضين: مساندة إسرائيل، والحفاظ على علاقاتهم مع الشعوب العربية وعلى رأسهم الشعب الفلسطيني (7).
فخبرة التعامل الأمريكي مع دول وشعوب المنطقة، تكشف حقيقة الترابط بين القضية الفلسطينية، وضمان الحفاظ علي المصالح الأمريكية في المنطقة، ولذلك كان علي الولايات المتحدة دوماً ان تهتم بالصراع العربي الإسرائيلي وتطوراته الفلسطينية، ذلك الصراع الذي كان يحتل أولوية أولى لدى الإدارات الأمريكية علي خلاف توجهاتها السياسية (8).
ورغم أهمية إسرائيل والحفاظ علي أمنها بالنسبة لصناع القرار في الولايات المتحدة، إلا أنه عند النظر إلى الدور الأمريكي في حل الصراع العربي الإسرائيلي، نلحظ أن المصالح الاقتصادية خاصة ما يتعلق منها بضمان تدفق النفط الي أمريكا إنما تأتي في المقدمة، فالسياسة الأمريكية تتحدد تجاه القضية الفلسطينية، في ضوء الاستراتيجية الكونية للولايات المتحدة ومصالحها الرئيسية في المنطقة العربية، والتى تعتبر ان الحفاظ علي مصالحها في الشرق الأوسط من أولويات السياسة الخارجية الأمريكية تجاه المنطقة، وذلك حسب ما ورد في وثيقة (الاستراتيجية الأمنية الأمريكية في الشرق الأوسط) الصادرة عن وزارة الدفاع الأمريكية! (9)
إلا أنه وخلال الفترة الأخيرة للرئيس أوباما قد حدث تراجع في تلك الأولوية، حيث باتت منطقة الشرق الاوسط وفي القلب منها المنطقة العربية تحتل أولوية ثانية علي قائمة الإدارة الامريكية لصالح قضايا أخرى منها إيجاد حل للبرنامج النووي الإيراني، وذلك علي الرغم من حرص الرئيس أوباما في بداية فترته الرئاسية الأولى علي أن يبين أبعاد الموقف الأمريكي من الصراع العربي الإسرائيلي، من أجل كسب ثقة العالم العربي، وتغيير الصورة النمطية السلبية التى تكونت لدى الرأي العام العربي تجاه الولايات المتحدة خلال فترتي الرئيس “جورج دبليو بوش”، إذ ركز أوباما في خطابه في جامعة القاهرة عام 2009 علي إيجاد حل عادل للصراع الفلسطيني الإسرائيلي. (10)
وفي هذا الصدد يرى الباحث أن الولايات المتحدة خلال تلك الفترة لم تعد ترى تهديداً لمصالحها في المنطقة، ولذلك ابتعدت قليلا عن ملف الصراع الفلسطيني، وعملت علي تغيير تحالفاتها، وإبراز إيران كقوة إقليمية ذات ثقل؛ والاعتراف بدورها كطرف أصيل في إدارة التفاعلات العربية، الأمر الذي دفع أطراف أخرى كروسيا ودول الاتحاد الأوربي للدخول علي الخط والمطالبة بلعب دور أكثر فعالية لحل القضية الفلسطينية وايجاد حل ناجز للصراع العربي – الٌإسرائيلي.
ثانياً: تحولات السياسة الامريكية تجاه القضية الفلسطينية في فترة الرئيس أوباما
تصاعدت مع مجيء الرئيس “باراك أوباما” إلى الحكم الآمال العربية في الوصول إلى السلام في الشرق الأوسط، وإنهاء الصراع العربي الإسرائيلي، وإقامة الدولة الفلسطينية التى سبق وأن وعد بها الرئيس بوش، وذلك بعد أن أعلن أوباما انه سيدعم إقامة الدولة الفلسطينية، وسيعمل على تجميد الاستيطان الإسرائيلي، للدخول في المفاوضات، واستئناف عملية السلام، إذ عبر في يناير عام 2009 وخلال القصف الإسرائيلي على غزة وقبل توليه السلطة رسمياً، عن تأثره بالمأساة الإنسانية التي حدثت في غزة، ونيته التحرك بصورة فورية ومنهجية للبحث عن تسوية عادلة للصراع العربي الإسرائيلي وفي القلب منه القضية الفلسطينية. الأمر الذي أعطي انطباعاً أوليًا بأن الإدارة الأمريكية المقبلة ستكون أكثر جدية وموضوعية بتناولها للشأن الفلسطيني، ووضعت إدارة أوباما على رأس أولوياتها إعادة إطلاق عملية السلام المتعثرة في المنطقة بهدف تحقيق حل الدولتين، وعين أوباما لهذه الغاية عضو الكونجرس جورج ميتشل، والذي بذل جهداً لإطلاق المفاوضات، وأعلن مشروعاً لهذه الغاية، تضمن إطلاق المفاوضات الثنائية برعاية أمريكا والبدء بخطوات تطبيعية عربية.(11)
ورغم التحديات التي واجهها أوباما في بداية توليه لرئاسة الولايات المتحدة سواء علي الصعيد الاقتصادي أو علي صعيد الصراعات المشتعلة في منطقة الشرق الأوسط، إلا أنه كان – في حقيقة الأمر – أول رئيس أمريكي يتحدث خلال فترة ولايته، بوضوح وصراحة، عن معانات الشعب الفلسطيني، وسعيه لبناء دولته المستقلة، مشيرًا في أكثر من حديث له إلى أن الشعب الفلسطيني عانى لأكثر من ستين سنة من التهجير، حيث بقي العديد من أبناءه ينتظرون في مخيمات اللاجئين بالضفة الغربية وفي غزة والأراضي المجاورة، وأن وضعية الشعب الفلسطيني لم تعد تُحْتَمَل، وان أمريكا لن تدير ظهرها في وجه تطلعات الفلسطينيين الشرعية للبحث في كرامة داخل وطن خاص بهم.(12)
وبل وكان الرئيس أوباما كذلك أول رئيس أمريكي يربط أهمية بناء دولة فلسطينية بمصالح أمريكا الإستراتيجية، معتبرًا أن ذلك إنما يخدم مصلحة إسرائيل، كما يخدم مصالح فلسطين وأمريكا والعالم بأسره، وانه لهذا السبب، عقد العزم على أن يتابع شخصياً هذا الملف وان يتحلى بكل الصبر والعزيمة التي تتطلبها مثل هذه المهمة.(13)
وقد حرص الرئيس أوباما في بداية فترته الرئاسية الأولى علي أن يبين للعالم العربي أبعاد الموقف الأمريكي من الصراع العربي الإسرائيلي، من أجل كسب ثقة العالم العربي، وتغيير الصورة النمطية السلبية التى تكونت لدى الرأي العام العربي تجاه الولايات المتحدة خلال فترتي الرئيس “جورج دبليو بوش”، إذ ركز أوباما في خطابه في جامعة القاهرة عام 2009 فيما يتعلق بعملية السلام وحل الصراع العربي الإسرائيلي، علي سبغ قضايا هي: العنف والتطرف، والسلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين والعرب والمسئولية المشتركة حيال السلاح النووي، والديمقراطية، وحرية الأديان، وحقوق المرأة والتطور والفرص الاقتصادية . (14)
وكانت أهمية ذلك الخطاب تتمثل في إمكانية إحداثه لتحولات مهمة في توجهات الرأي العام، خاصة فيما يتعلق بالصراع العربي الإسرائيلي الذي تعرض لتشويه كبير من قبل اللوبي الصهيوني ووسائل الإعلام الأمريكية الموالية له، والتي أوجدت قناعة لدى الرأي العام الأمريكي أن المسلمين يحملون الفكر المتطرف، وأنهم سبب الإرهاب الذي ضرب الولايات المتحدة في الحادي عشر من سبتمبر، وأن إسرائيل ضحية العنف الفلسطيني المتواصل من قبل فصائل المقاومة الموجودة في قطاع غزة والضفة الغربية. (15)
غير انه وقبل انتهاء عام 2009 تراجعت الإدارة الأمريكية عن ما سبق وصرحت به، معلنة قبولها بالمشروع الذي قدمه رئيس الوزراء الإسرائيلي “بنيامين نتنياهو”، والذي يتضمن تجميدًا جزئيًّا للنمو الاستيطاني وإطلاق المفاوضات من دون أية شروط. وهذا التراجع في الموقف الأمريكي شكك الفلسطينيين والعرب بقدرة أوباما، وربما بمصداقيته والتزامه بالمواقف التي سبق وان أعلنها. (16)
وقد جاء التراجع الأمريكي نتيجة عدم قدرة أوباما ومناصريه على ممارسة الضغوط على نتنياهو المدعوم بقوة من اللوبي الصهيوني في الولايات المتحدة. (17)
وقد أظهرت المواقف الأمريكية بعد ذلك أن إدارة الرئيس أوباما لا تنشغل في المنطقة سوى بإيجاد حل لأزمة البرنامج النووي الإيراني، وذلك على حساب علاقات أمريكا الإستراتيجية مع دول الخليج العربي التي رأت أن أمريكا في عهد الرئيس أوباما تغير من تحالفاتها وتتقارب من إيران العدو الاستراتيجي لدول الخليج في المنطقة. (18)
وحتى عندما دعا الرئيس أوباما في 19/5/2011 إسرائيل للمرة الأولي إلى العودة إلى حدود 1967، مؤكداً أن الدولة الفلسطينية المقبلة يجب أن تقام على هذه الحدود مع تبادل للأراضي مع إسرائيل. تغير موقفه في الخطاب الذي ألقاه في المؤتمر السنوي للإيباك، معتبراً أن كلماته “أسئ تفسيرها”، وبأنها لا تمثل لغة خلافية ولا هي جديدة، على أساس أن هذا هو الإطار العام للحل الأمريكي لكل الإدارات السابقة بما فيها إدارة بيل كلينتون، وأشار إلى أنه عنى بأن إسرائيل والفلسطينيين سيتفقون على حدود مختلفة عن تلك التي كانت موجودة في يونيو 1967، وان هذه الصيغة معروفة جيداً لجميع من عملوا على هذه القضية، وانه سيسمح للأطراف نفسها بمراعاة التغييرات التي حدثت على مدى السنوات ال44 الماضية بما في ذلك الحقائق الديموغرافية الجديدة على الأرض واحتياجات الجانبين، والهدف النهائي هو دولتان لشعبين: إسرائيل كدولة يهودية ووطن قومي للشعب اليهودي، ودولة فلسطينية كوطن قومي للشعب الفلسطيني، تتمتع كل دولة بحق تقرير المصير والاعتراف المتبادل والسلام. (19)
وبدا واضحاً تبنى أوباما ﻣﻘﺎرﺑﺔ ﺷﺎﻣﻠﺔ لأزﻣﺎت اﻟﺸﺮق الأوسط، بنظره إلى المنطقة ككل متكامل وعدم إدراك طبيعة وخصوصية اﻟﺼﺮاع العربي الإسرائيلي ﺑﺼﻔﺔ ﻣﻨﻔﺮدة، ولكن كجزء ﻣﻦ “قوس الأزمات” الذي يمتد ﻣﻦ فلسطين إﻟﻰ باكستان مروراً بسوريا، اﻟﻌﺮاق، إيران وأفغانستان، الامر الذي تسبب في اخفاق كبير لإدارة أوباما في سياساتها تجاه الشرق الأوسط عموما والقضية الفلسطينية علي وجه الخصوص . (20)
وفي ضوء هذا الواقع تراجع اهتمام أوباما بحل الصراع العربي الإسرائيلي، وتصدر الملف العراقي في البداية أولويات أوباما على المستوى الدولي لأسباب رمزية وشخصية وحتى اقتصادية، فأوباما عارض اﻟﺤﺮب ﻗﺒﻞ الهجوم ﻋﻠﻰ اﻟﻌﺮاق ﻓﻲ عام 2003، ولم يتغير موقفه إﺑﺎن اﻟﺤﻤﻠﺔ الانتخابية؛ حيث وعد بالانسحاب التدريجي من اﻟﻌﺮاق ﻓﻲ ﻏﻀﻮن 16 ﺷﻬﺮًا وعدم الاحتفاظ بقواعد عسكرية داﺋﻤﺔ ﻓﻲ اﻷراﺿﻲ اﻟﻌﺮاﻗﻴﺔ ﻣﻊ تدعيم اﻟﻤﺠﺎل المؤسساتي بتشكيل حكومة وصياغة دستور إرساءً للاستقرار. (21)
وإﻟﻰ جانب الملف اﻟﻌﺮاﻗﻲ، كان الملف الأفغاني واﻟﺤﺮب ﻋﻠﻰ الإرهاب ﻓﻲ صدارة الأجندة السياسية ﻟﻠﺮﺋﻴﺲ أوﺑﺎﻣﺎ؛ حيث اعتبرت أفغانستان ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻷوﺑﺎﻣﺎ ميدان المعركة الأصلي ﻣﻊ تنظيم القاعدة، وﻣﺤﺎوﻟﺔ الضغط ﻋﻠﻰ باكستان ﻟﺘﺘﺤﺮك ﻋﺴﻜﺮيًّا ضد خلايا هذا التنظيم. (22)
ﻓﺎﻟﺮﺋﻴﺲ أوﺑﺎﻣﺎ أﻋﺎد تعريف الحرب على الإرهاب بالتركيز على عدو محدد هو تنظيم القاعدة في البداية، وتغيير أولوياتها عن طريق زيادة عدد القوات في أفغانستان بإرسال 30000 جندي لتعزيز استقرار الوضع المتدهور المفتقد إلى التوجيه والموارد مقابل خفضها في العراق، فأولوية أوباما كانت هي في التركيز الحقيقي على أفغانستان ومناطق التماس مع باكستان وممارسة الضغوط على تنظيم القاعدة ومحاربة تمرد طالبان، والربط بين استمرار الحرب على الإرهاب وسياسة مراقبة التسلح الدولي، واﻟﻌﻤﻞ ﻣﻦ أﺟﻞ ﻣﻨﻊ وصول اﻟﺴﻼح النووي إﻟﻰ اﻟﺠﻤﺎﻋﺎت الإرهابية . (23)
وفي الواقع إن ما ذهب إليه البعض من أن الرئيس أوباما – وبناءً على تصريحاته ومواقفه – يفكر بطريقة مختلفة ومغايرة عما يفكر به أسلافه من الرؤساء الأمريكيين فيما يتعلق بالصراع العربي الإسرائيلي؛ لأنه ينسق الجهود مع السلطة الفلسطينية، ويبذل كل ما في وسعه لمنح الفلسطينيين استقلالاً مريحاً عن إسرائيل، تشوبه الكثير من الشكوك؛ لان الرئيس أوباما لم يتراجع فقط عن وعوده وإنما أعلن صراحة دعمه الكامل لإسرائيل التي واصلت تهديد عملية السلام، وعدم الالتزام بالقرارات الدولية ذات الصلة. (24)
وكان من الواضح من سياسات أوباما انه لم يخرج عن الموقف الأمريكي الثابت حيال إسرائيل والحرص على العلاقة الخاصة التي تجمع بين إسرائيل والولايات المتحدة، حيث أكد أوباما على التزامه بأمن إسرائيل باعتبارها أقوى حلفاء الولايات المتحدة بالمنطقة ذات الديمقراطية الوحيدة، ما يعني أن أوباما يتوافق مع الرؤية الأمريكية المهيمنة التي تعتبر إسرائيل حليفاً استراتيجياً مهمًّا. (25)
فمسألة أمن إسرائيل تحظى بتركيز خاص من قبل الإدارات الأمريكية المتعاقبة؛ وذلك لأن الاحتياجات الأمنية تأخذ بعداً واضحاً في أي مبادرة للتسوية في الشرق الأوسط ففي مختلف مبادراتها منذ روجرز حتى أوباما يتضح أن الولايات المتحدة الأمريكية تشدد في الدفاع عن الأمن الإسرائيلي عبر طرح مجموعة من الترتيبات الأمنية التي من شأنها الإبقاء الفعلي على الهيمنة الإسرائيلية. (26)
وانطلاقا من تلك الرؤية لم تحدث الولايات المتحدة تحت إدارة أوباما قطيعة مع الطريقة التي تعاملت بها الولايات المتحدة علي مدار تاريخها مع القضية الفلسطينية، فالطريقة التي يتبناها صناع السياسة الأمريكية حيال عملية السلام متمحورة حول إسرائيل، فهي أبقت على علاقاتها القوية مع إسرائيل، بل وسعت إلى تعميقها، وعملت على إزالة المعوقات التي تهدد الأمن الإسرائيلي، كتشكيل قوات مسلحة فلسطينية والسيطرة الكاملة على الأجواء الفلسطينية، والتحكم في منافذ الدخول والخروج من الأراضي الفلسطينية، والاستجابة لمتطلبات الأمن الإسرائيلية. (27)
كما أنه وعلي غرار الرئيس جورج دبليوبوش، حرص الرئيس أوباما علي ألا يغادر البيت الأبيض إلا بعد أن يقدم أكبر حزمة مساعدات عسكرية إلى إسرائيل، هي الأكبر من نوعها في تاريخ العلاقة بين البلدين، إذ ستحصل إسرائيل على 38 مليار دولار من الدعم العسكري على مدار عشر سنوات، وذلك بارتفاع ملحوظ عن الحزمة السابقة التي قدمها بوش وبلغت 30 مليار دولار، ليرد بذلك على كل من أساء تفسير الاختلافات بين البلدين حول قضايا مثل العلاقة مع ايران والملف الفلسطيني، وليؤكد على أن أمريكا ما زالت ملتزمة جدًا بأمن إسرائيل على الأمد البعيد، وليثبت للوبي الصهيوني في الولايات المتحدة أن إدارته قدمت ما لم تقدمه أي إدارة أخرى لإسرائيل، وهو أمر تزداد أهميته في سنة الانتخابات الرئاسية. (28)
وإن كانت إدارة الرئيس أوباما قد اختارت قبل مغادرتها للسلطة في الولايات المتحدة أن تعبر عن احباطها المتراكم من السياسات الاسرائيلية إزاء عملية السلام، من خلال الامتناع عن استخدام حق النقض ” الفيتو” في مجلس الامن للحيلولة دون تمرير القرار 2334 الذي دان الاستيطان الاسرائيلي في الضفة الغربية والقدس الشرقية، وعدها غير شرعية. (29)
فالنظرة الأمريكية لطبيعة الصراع في عهد أوباما – في العموم – ما هي إلا شكل من أشكال إعادة الانتشار لمصالحها من خلال ” إدارة الصراع” وليس العمل على حله وإنهائه، لذا نظرت إدارة أوباما إلى حل الدولتين كضرورة حيوية تفرضها مقتضيات مصلحتها السياسية والاقتصادية، إذ صرح الجنرال دافيد بترايوس قائد القوات الأمريكية في آسيا أن حل الصراع العربي – الإسرائيلي ضروري لمساعدة الجيش الأمريكي على إنجاز أهدافه في العراق وأفغانستان وباكستان، مما يجعل رؤية أوباما مستندة إلى موقف الجيش الأمريكي. ( 30)
ويعني ذلك أن السياسة الأمريكية لحل الصراع لم تتغير من إدارة لأخرى، فسياسات أوباما أكدت وعلي عكس المتوقع منه، انه جزء من المؤسسة الأمريكية الرأسمالية والعسكرية وليس جزءاً من التغير الذي وعد به، والانخراط في سياق ضرورة إيجاد حل ” للصراع العربي -الإسرائيلي” والقضية الفلسطينية، إنما يدخل في إطار موازين القوى التي تتحكم في الرئيس الأمريكي والتي تؤكد على تناغم التصورين الأمريكي والإسرائيلي، مع اقتصار الخلاف بين الولايات المتحدة بإداراتها المختلفة وبين إسرائيل حول التفاصيل وليس على المبدأ. (31)
ثالثاً: تنازع الأدوار الدولية مع الدور الامريكي في حل القضية:
علي الرغم من الإجماع الدولي علي الدور الذي يمكن أن تؤديه الولايات المتحدة في حل الصراع الفلسطيني – الإسرائيلي، إلا أن عدم قيام الولايات المتحدة بهذا الدور علي الوجه المطلوب، قد دفع بأطراف دولية أخرى لإبداء الرغبة والقدرة علي ممارسة انجع لهذا الدور، خاصة في ظل ما أصاب إدارتي بوش وأوباما من تراجع، وإخفاقهما في مشاريع التسوية وجمود المفاوضات التي رعوها في هذا الشأن. (32)
إذ أدى التراجع الأمريكي إلى إعادة التفكير فيما يمكن أن تقدمه الولايات المتحدة في السنوات المقبلة بالنسبة إلى حل الصراع، ومن ثم ميل كل من روسيا والاتحاد الأوربي إلى التصدي للاحتكار الأمريكي لعملية السلام، وذلك علي اعتبار أن هذا الاحتكار اثبت عدم جدواه. (33)
فقد أدى الواقع الضعيف للدور الأمريكي إلى دفع روسيا إلى تأدية دور أكثر فعالية وأهمية في معالجة هذا الصراع من خلال التحركات الدبلوماسية الروسية والمؤتمرات التي أشرفت عليها، والتي عكست رغبة روسيا في لعب دور أساسي في حل الصراع، إذ ترى أن موقعها كقوة كبرى وعضو دائم في مجلس الأمن وشريك في “الرباعية الدولية” يؤهلها لنشاط أوسع ويعفيها من الدور المساعد للجهود الأمريكية. (34)
وتنطلق روسيا ﻓﻲ رﻏﺒﺘﻬﺎ لتحقيق ذلك ﻣﻦ اﻋﺘﻘﺎد راسخ بأن روسيا ورﻳﺜﺔ اﻹﺗﺤﺎد السوفييتي تملك ﻣﻦ أوراق الضغط الفعلية ﻣﺎ ﻳﻤﻜﻨﻬﺎ ﻣﻦ أن ﺗﻜﻮن محورًا دﻳﻨﺎﻣﻴﻜﻴًّﺎ ووسيطًا ﻧﺰﻳﻬًﺎ، خاصة وأنها بعد عهد غورباتشوف أحدثت تحولا كبيرا في سياساتها الدولية مقدمة المصالح الواقعية علي العقائد والالتزامات المبدئية، وتعتقد أنها تملك علاقات مميزة مع إسرائيل، تعطيها القدرة على التأثير داخل إسرائيل، إذ أن الجالية الروسية فيها يصل عددها إلى مليون ونصف مليون شخص.(35)
وقد برزت التحركات الدبلوماسية الروسية باحتضانها مؤتمرًا لفصائل المعارضة الفلسطينية، واقتراحها عقد مؤتمر دولي في موسكو يضع الركائز الأساسية لإعادة إطلاق المفاوضات المتعددة الأطراف بإشراك لاعبين إقليميين علي غرار تركيا وإيران في ظل انسداد المسار الثنائي الفلسطيني – الإسرائيلي مع اقتراح توسيع اللجنة الرباعية الدولية لتصبح سداسية من خلال إدخال الصين والهند إليها واستبدال ممثلها توني بلير بشخصية روسية، والتفكير في إنشاء نظام أمني إقليمي في الشرق الأوسط يستطيع توفير الأمن للجميع. (36)
وترى روسيا عدم الاكتفاء بالوسيط الأمريكي الذي أثبت أن فاعليته متغيرة بحسب تغيرات السياسة الأمريكية الداخلية، وإﻗﻨﺎع الأطراف المختلفة بتغيير بنود التفاوض بحيث يتم الانتهاء من نظرية ربط الاتفاقات الجزئية بالاتفاقات الكلية، فكل جزء يتم الاتفاق عليه يدخل حيز التنفيذ خاصةً في مجال الأمن وتبادل الأراضي مع إمكانية إطلاق مسارات موازية أو متعددة للتفاوض. (37)
وفي الواقع يمكن إرجاع الموقف الروسي المطالب بوقف الاحتكار الأمريكي في الوساطة في ملف الصراع، بصفة أساسية إلى المرونة الملحوظة التي أبدتها إدارة أوباما تجاه قوى دولية وإقليمية عديدة علي راسها روسيا التي تملك أوراقًا كثيرة ﻓﻲ تسوية ﻣﻠﻔﺎت وﺧﻼﻓﺎت عديدة، تلك المرونة التى تم فهمها علي أنها تعبير عن تراجع كبير في الدور الامريكي في المنطقة، أغرى دولاً أخرى كروسيا للتدخل من أجل ملء الفراغ الأمريكي. (38)
كما كان ثمة بوادر ﺗﺸﻴﺮ إلى اﻣﺘﻌﺎض أوروبي ﻣﻦ اﻹﻧﻔﺮاد اﻷﻣﺮﻳﻜﻲ بالوساطة ﻓﻲ ﻋﻤﻠﻴﺔ السلام، برزت ﻣﻦ ﺧﻼل ﻏﻴﺎب وزﻳﺮة ﺧﺎرﺟﻴﺔ اﻹﺗﺤﺎد الأوربي كاترين أﺷﺘﻮن ﻋﻦ ﺣﻀﻮر ﻗﻤﺔ إطلاق المفاوضات المباشرة ﻓﻲ واشنطن يوم 2 سبتمبر عام2010، وبررت أﺷﺘﻮن غيابها بانزعاجها من الترتيبات اﻷﻣﺮﻳﻜﻴﺔ لقمة إﻃﻼق المفاوضات الثنائية وﺗﻔﻀﻴﻠﻬﺎ المشاركة ﻓﻲ المحادثات الثنائية مع الصين علي التواجد في الصف الثاني في حديقة البيت الأبيض. (39)
وتعود إرهاصات الامتعاض الأوربي للانفراد الأمريكي بالوساطة في عملية السلام، إلى معارضة التهميش الأمريكي للدور الأوربي في مؤتمر مدريد للسلام سنة 1991، عندما نجحت أوربا في إيجاد صيغة تمثلت في مسار برشلونة الذي اسفر عن توقيع اتفاقيات شراكة مع إسرائيل، لتثبت أوربا قدرتها علي جمع اطراف الصراع العربي الإسرائيلي في مؤتمر إقليمي واحد دون استخدام دبلوماسية القوة التي تكثر الولايات المتحدة من استخدامها. (40)
وما يدفع الاتحاد الأوربي وخاصة فرنسا إلى اتخاذ تلك المواقف هو إدراكها بان تعثر مسار التسوية في الشرق الأوسط يؤثر سلباً علي المصالح الأوربية، إلا أنه وبالرغم من ذلك عمل الطرفان الأمريكي والإسرائيلي علي تحجيم الدور الأوربي، وقصره علي الدور الخدمي، من دعم اقتصادي للسلطة الفلسطينية أو من خلال المشاركة بقوات أمنية للمساعدة علي تطبيق الاتفاقيات. (41)
وبالرغم من افتقار السياسات الأوربية لدرجة من الاستقلالية التقليدية عن السياسات الأمريكية، إلا أننا نلحظ كل فترة سعيًا أوربيًّا للعب دور قوي وإشعار الأمريكيين أنهم ليسو اللاعبين الوحيدين، إذ سبق وحدد الرئيس الفرنسي جاك شيراك في جولته الشرق أوسطية في أكتوبر1996 طموحات فرنسا والاتحاد الأوربي في المنطقة وركز في خطابه في سوريا علي ثلاث نقاط مهمة هي: استحالة تحقيق السلام من دون انسحاب “إسرائيل” من الأراضي المحتلة بما في ذلك شرقي القدس والجولان، والعمل علي إقامة دولة فلسطينية، ووجود شراكة أوربية في رعاية مسار السلام مع الولايات المتحدة، وهي نقاط تكاد تقترب من تلك التي طرحتها المبادرة الفرنسية وتعترض عليها إسرائيل الأن. (42)
ولم يقتصر دور الأطراف الخارجية علي القوى الدولية وحسب، بل حرصت الدول الإقليمية خاصة إيران وتركيا على أن يكون لهما دور في مستقبل حل الصراع العربي الإسرائيلي، حيث أسهمت موازين القوى ونظام الحلفاء والمصالح المتبادلة والتدخل الدولي في المنطقة بشكل غير مسبوق في زيادة فرص الدول غير العربية الإقليمية في فرض نفوذها، إذ تحرص إيران على أن تلعب دورا في القضية الفلسطينية خدمة لمصالحها ومشاريعها في المنطقة. (43)
وبدورها تسعى تركيا إلى لعب دور فاعل علي المستويين الإقليمي والعالمي، من خلال تعزيز البعدين العربي والإسلامي، إذ اكد أردوغان خلال لقائه المبعوث الأمريكي إلى الشرق الأوسط” جورج ميتشل” على أن أي اتفاق سلام غير ممكن دون إشراك حركة حماس كطرف أساسي في المعادلة، مؤكدًا على أن أي حل للصراع العربي الإسرائيلي إنما يقوم علي منع بناء مستوطنات جديدة، وتشجيع الوحدة الفلسطينية، وعدم ترك المهمة للأمريكيين فقط في الوساطة، وضرورة تكثيف الجهود لإقامة الدولة الفلسطينية. (44)
وبالإضافة إلى تركيا وإيران برزت المعارضة الدولية للانفراد الأمريكي بالوساطة في القضية الفلسطينية وعملية السلام والشعور بعدم جدوى المفاوضات من خلال تنامي الاعتراف الدولي بالدولة الفلسطينية ضمن حدود يونيو1967، حيث شكلت اعترافات دول أمريكا اللاتينية وعلي رأسها البرازيل والأرجنتين زخما دوليا وسياسيا ضاغطا علي إسرائيل والولايات المتحدة. (45)
إلا أنه وكالعادة تصطدم تلك المواقف بالموقف الأمريكي الرافض لإعلان الدولة الفلسطينية من جانب واحد، واستخدام حق النقض في مجلس الأمن ضد أي تحرك دولي في هذا الاتجاه، بزعم أن الذهاب إلى الأمم المتحدة يضر بعملية السلام، وان القرار الفلسطيني يهدف إلى عزل إسرائيل ونزع الشرعية عنها، وان طلب الاعتراف بفلسطين عضوا في الأمم المتحدة لن يؤدي إلى إقامة دولة فلسطينية مستقلة، وان الطريق الوحيد لإنشاء دولة فلسطينية هو المفاوضات المباشرة مع إسرائيل، وهي وجهة النظر نفسها التي تنادي بها الحكومة الإسرائيلية بقيادة نتنياهو. (46).
ونخلص من ذلك إلي أن سياسة الرئيس أوباما والحزب الديموقراطي الأمريكي لم تختلف كثيرا عن سياسات أسلافه من رؤساء الولايات المتحدة، فالولايات ﺍﻟﻤﺘﺤﺩﺓ تتعامل بشكل عام ﻤﻊ ﺇﺴﺭﺍﺌﻴل، ﻭﺨﺼﻭﺼﺎ ﺒﻌﺩ ﻋﺎﻡ 1967، ﻋﻠﻰ ﻨﺤﻭ ﻴﺠﻌﻠﻬﺎ ﺭﺼﻴﺩﺍ ﺍﺴﺘﺭﺍﺘﻴﺠﻴﺎ ﻟﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻨﻁﻘﺔ، ﻭﻋﻠﻰ ﺇﺜﺭ ﺫﻟﻙ ﺍﻨﺴﺠﻤﺕ المصالح ﺍﻷﻤﺭﻴﻜﻴﺔ ﻤﻊ ﻤﻘﺘﻀﻴﺎﺕ بقاء ﺇﺴﺭﺍﺌﻴل ﻤﺘﻔﻭﻗﺔ ﻋﺴﻜﺭﻴﺎ ﻭﺍﻗﺘﺼﺎﺩﻴﺎ ﻭﻋﻠﻤﻴﺎ ﻋﻠﻰ ﺒﺎﻗﻲ ﺩﻭل ﺍﻟﻤﻨﻁﻘﺔ، ﻭﻤﻥ ﻫﻨﺎ كان ﺍﻟﺘﻭﺠﻪ ﺍﻷﻤﺭﻴﻜﻲ، علي الدوام، ﻨﺤﻭ ﺤل ﺍﻟﺼﺭﺍﻉ بناء ﻋﻠﻰ ﺭﻏﺒﺘﻬﺎ ﻓﻲ ﺘﺤﻘﻴﻕ ﺘﺴﻭﻴﺔ ﻤﻥ ﺸﺄﻨﻬﺎ ﺃﻥ ﺘﺘﻴﺢ ﻹﺴﺭﺍﺌﻴل ﺃﻥ ﺘﺤﻅﻰ ﺒﺎﺴﺘﻘﺭﺍﺭ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺼﻌﻴﺩ ﺍﻷﻤﻨﻲ، ﻭﻴﺠﻨﺒﻬﺎ ﺘﻬﺩﻴﺩ ﺍﻟﺩﻭل ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ، ﻭﻴﻤﻨﺤﻬﺎ ﺍﻟﻔﺭﺼﺔ ﻟﻼﻨﺩﻤﺎﺝ ﻓﻲ ﺍﻟﺸﺭﻕ ﺍﻷﻭﺴﻁ ﻤﻥ ﺨﻼل ﺍﻟﺘﻌﺎﻭﻥ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻱ ﻤﻌﻬﺎ، ﻭﺍﻟﺘﻤﻬﻴﺩ أكثر ﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ﺍﻻﻨﺩﻤﺎﺝ ﻓﻲ ﺍﻟﺸﺭﻕ ﺍﻷﻭﺴﻁ، ولذلك ظل الدور الأمريكي محصوراً في نطاق معين، ولم ﻴﺭﺘﻕِ ﺇﻟﻰ محاولة حقيقية لحل الصراع العربي الإسرائيلي، الأمر الذي أغرى القوى الأخرى الدولية والاقليمية لمحاولة الحيلولة محل الدور الأمريكي في حل الصراع، ومن ثم زيادة نفوذها وتعظيم مصالحها في المنطقة وذلك علي حساب الدور الامريكية فيها.
ونخلص من ذلك أيضا إلي أن الدور الذي تلعبه الولايات التمحدة إنما يتوقف علي قوة العرب ووحدتهم ومدى قدرتهم علي التأثير علي المصالح الأمريكية في المنطقة، وأنه طالما بقيت تلك المصالح أمنة، فإن عملية السلام، و أولوية الصراع الفلسطيني الإسرائيلي علي الاجندة الأمريكية ستتراجع، بل وستتحول الولايات المتحدة عن تحالفاتها الاستراتيجية وستقوم ببناء تحالفات جديدة مثلما فعل الرئيس أوباما عندما تقارب مع إيران علي حساب علاقات الولايات المتحدة الاستراتيجية مع دول الخليج العربي.
ولذلك لا يتوقع أن تتغير السياسة الأمريكية الحالة تجاه الصراع الفلسطيني – الإسرائيلي، بل قد تزداد انحيازاً للمصالح الاسرائيلية في الأمن والاستقرار، وذلك علي حساب الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة علي حدود عام 1967 مثلما سبق وصرح أوباما وغيره من رؤساء الولايات المتحدة، بل قد تزداد الضغوط علي الاطراف الفلسطينية من أجل تقديم المزيد من التنازلات بسبب الضعف العربي وحالة الانقسام التى تشهدها المنطقة في الوقت الحالي.
قائمة المراجع:
([1]) عامر مصباح، الاتجاهات النظرية في تحليل العلاقات الدولية، (الجزائر: ديوان المطبوعات الجامعية، 2006)، ص 206
(2) أﻨدرو ﺒﺎﺴﻴﻔﻴﺘش، الإﻤﺒراطورﻴﺔ الأﻤرﻴﻛﻴﺔ: ﺤﻘﺎﺌق وﻋواﻗب اﻟدﺒﻠوﻤﺎﺴﻴﺔ الأﻤريكية، (لبنان: اﻟدار اﻟﻌرﺒﻴﺔ ﻟﻠﻌﻠوم، ﺒﻴروت، ط١ ٢٠٠٤)، ص ٣٧.
(3) ﻤﺤﻤد ﻤراد، اﻟﺴﻴﺎﺴﺔ الأﻤرﻴﻛﻴﺔ ﺘﺠﺎﻩ اﻟوطن اﻟﻌرﺒﻲ ﺒﻴن اﻟﺜﺎﺒت اﻻﺴﺘراﺘﻴﺠﻲ واﻟﻤﺘﻐﻴر اﻟظرﻓﻲ، (دار اﻟﻤﻨﻬﻝ اﻟﻠﺒﻨﺎﻨﻲ، ط١ ٢٠٠٩)، ص٤٢.
(4) أﻨدرو ﺒﺎﺴﻴﻔﻴﺘش، الإﻤﺒراطورﻴﺔ الأﻤرﻴﻛﻴﺔ: ﺤﻘﺎﺌق وﻋواﻗب اﻟدﺒﻠوﻤﺎﺴﻴﺔ الأﻤريكية، مرجع سابق، ص 38.
(5) ﺴﻤﻴراﻤﻴن وآﺨرون، اﻟﻌوﻟﻤﺔ واﻟﻨظﺎم اﻟدوﻟﻲ اﻟﺠدﻴد، ﻤرﻛز دراﺴﺎت اﻟوﺤدة اﻟﻌرﺒﻴﺔ، (لبنان: ﺴﻠﺴﻠﺔ ﻛﺘب اﻟﻤﺴﺘﻘﺒﻝ اﻟﻌرﺒﻲ، ﺒﻴروت، ط ٢٠٠٤)، ص٧٢.
(6) William J Perry, “Gulf Security and U. S Policy”, (Middle East Policy: April 1995), p.8.
(7) ستيفن والت، جون ميرشايمر، اللوبي الإسرائيلي وسياسة أمريكا الخارجية، ترجمة أنطوان باسل، (بيروت: شركة المطبوعات للتوزيع والنشر، 2007)، ص 96.
(8) Willian Quandt, Sudian Arabian Foreign Policy in 1985, Security and Oil, (Washington DC: Brooking Institution, 1981), pp. 138-139.
(9( P. J., Vatikiotis, Op., Conflict in the Middle East, (Ruskin house, 1971)., pp. 120 -122.
(10) Joseph S. Nye, “US Regional Security Strategies for the Middle East”, (The Brown Journal of World Affairs,Vol. 2, No. 2, Summer 1995), pp. 69-76
(11)Kalaitzidis. Akis, Gregory W. Streich, U. S. Foreign Policy: A Documentary and Refernce Guide, (Documentary and Reference Guides) (California: Greenwood, 2011), pp. 275 – 276.
)12 (Martin Indly, S. Bending History: Barack Obama’s Foreign Policy, (Washington: Brookings Institution Press, 2012), p. 115.
(13) Davidson. Tim, The Essential Obama: Speeches of Barack Obama, (Chicago: Aquitaine Media Crop, 2009), p. 110.
(14) Laidi. Zaki, Limited Achievements: Obama’s Foreign Policy, (Sciences Po Series in International Relations and Political Economy), (New York: Palgrave Macmillan, 2012), pp. 56 – 58.
(15)Kalaitzidis. Akis, Gregory W. Streich, U. S. Foreign Policy: A Documentary and Refernce Guide, (Documentary and Reference Guides) (California: Greenwood, 2011), pp. 275 – 276.
(16) أسامة قرطام، اتجاهات خطاب الصحافة المصرية تجاه قضايا حقوق الإنسان في عصر العولمة، رسالة ماجستير، (القاهرة: جامعة القاهرة، كلية الإعلام، قسم الصحافة، 2011)، ص 259.
(17)Migdalovitz, Carol, “Israeli-Arab Negotiations: Background, Conflicts, and U. S Policy “, (Washington: Congressional Research Service January 29. 2010), pp. 2-3.
(18) محمد السيد سليم، تحليل السياسة الخارجية، (القاهرة: مكتبة النهضة المصرية، ط 2 1998)، ص 101.
(19) نورهان الشيخ، “الموقف الأمريكي من عملية التسوية” مجلة أوراق الشرق الأوسط، (القاهرة: المركز القومي لدراسات الشرق الأوسط، العدد (47)، يناير 2010)، صص 63-65.
(20) Rabionvich, Itamar, The Lingering Conflict: Israel, the Arabs, and the Middle East. 1948-2011, (Washington: Brookings Institution Press), pp. 202 – 203. And
http://www.aipac.org/resources/speeches.
(21) طﺎرق اﻟﻜﺤﻼوي، اﻟﺴﻴﺎﺳﺔ الخارجية الأمريكية وتشكيلتي فريقي الحكم، 14-11-2010، على اﻟﺮاﺑﻂ التالي:
http://wasatiaonline.net/news/details.php?data_id=573
(22) ﻣﺤﻤﺪ ﻣﺎﺿﻲ، أولويات اﻟﺴﻴﺎﺳﺔ الأمريكية ﻓﻲ ﻋﻬﺪ أوباما، ﻣﻮﻗﻊ سويس انفو، 9-11-2008، على اﻟﺮاﺑﻂ التالي:
http://www.swissinfo.ch/ara/detail/content.html?cid=7026030
(23) ﻋﻼء ﺑﻴﻮﻣﻲ، ﺑﺎراك أوﺑﺎﻣﺎ واﻟﻌﺎﻟﻢ اﻟﻌﺮﺑﻲ، (الدوحة: مركز الجزيرة للدراسات، 2008)، ص ص 95 – 92.
(24) سعيد ﻣﺤﻴﻮ، أوﺑﺎﻣﺎ واﻟﺸﺮق الأوسط: ﺑﻴﻦ اﻟﺜﺎﺑﺖ واﻟﻤﺘﺤﻮل، موقع سويس أنفو، 5-11-2008، على الرابط التالي: http://www.swissinfo.ch/ara/detail/content.html?acid=7021010.
(25) أمريكا وإسرائيل توقعان اتفاق مساعدات غير مسبوقة، لمزيد من التفاصيل انظر موقع الجزيرة نت 14/9/2016 علي الرابط التالي: http://www.aljazeera.net/news/international/2016/9/13/%D9%85%D8%B3%D8%A7%D8%B9%D8%AF%D8%A7%D8%AA-%D8%B9%D8%B3%D9%83%D8%B1%D9%8A%D8%A9-%D8%A3%D9%85%D9%8A%D8%B1%D9%83%D9%8A%D8%A9-%D8%BA%D9%8A%D8%B1-%D9%85%D8%B3%D8%A8%D9%88%D9%82%D8%A9-%D9%84%D8%A5%D8%B3%D8%B1%D8%A7%D8%A6%D9%8A%D9%84
(26) Tommey. Joseph, Change You Can Really Believe In: The Obama Legacy of Broken Pomises and Failed Policies, Bloomingtom: Author House, 2012,p. 257.
(27) فواز جرجس، أوباما والعالم العربي والإسلامي،
http://www.aljazeera.net/analysis/pages/2693341e-f47a-8be2-1bf4017d17d152f.
((28)) ميشيل دن: حل الدولتين يستوجب وجود حياة سياسية فلسطينية، أوراق كارنيغي، واشنطن: مؤسسة كارنيغي للسلام الدولي، العدد 113، 2010، ص 10.
(29) أوباما يودع البيت الابيض بأكبر حزمة مساعدات الي اسرائيل، لمزيد من التفاصيل انظر موقع السي إن إن بالعربية، 14 سبتمبر 2014، على الرابط التالي:
http://arabic. cnn. com/middleeast/2016/09/14/israel-usa-package-aid.
(30) وحدة تحليل السياسية، تصعيد إدارة أوباما مع إسرائيل: الدوافع والآفاق، سلسلة تقدير موقف، (الدوحة: المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات، يناير 2017).
)(31)) Stewart. Dona J The Middle East Today: Political, Geographical and Cultural Perspectives. New York: Routledge, 2edition,2013,p. 234.
(32) محمد ماضي: غموض أوباما وهواجس الأمن الإسرائيلية. . وسراب حل الدولتين.
http://www.swissinfo.ch/ara/detail/content.html?cid=7400246.
(33) محمد إبراهيم المدهون: الحياة مفاوضات، موقع الجزيرة نت، 12/3/2010، علي الرابط التالي.
http://www.aljazeera.net/NR/exeres/3A2FB86D‐0336‐437F‐879A‐E6387A9F0A0F.htm.
(34) منير شفيق: مؤشرات ودلالات امتعاض أوربا من انفراد أمريكا بالتسوية، مركز الجزيرة للدراسات، الدوحة 4/2/2010، علي الرابط التالي:
(35) باتريك سيل: روسيا تتحدى دبلوماسية الولايات المتحدة في الشرق الأوسط، مركز الزيتونة للدراسات والاستشارات، بيروت، 17/12/2010، متاح علي الرابط التالي:
http://www.alzaytouna.net/arabic/?c=199&a=135261.
(36) نفس المرجع السابق
(37) بشارة نصار شربل، دور روسي في المفاوضات، بين الواقعية والأوهام، علي موقع الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية، 23 ديسمبر 2010 متاح على الرابط التالي:
(38) باتريك سيل: روسيا تتحدى دبلوماسية الولايات المتحدة في الشرق الأوسط، مرجع سابق الذكر.
(39) احمد دياب: أوباما وإعادة صياغة العلاقات الأمريكية – الروسية، السياسة الدولية: القاهرة، العدد 176، المجلد 44، أبريل 2009، ص 120.
(40) منير شفيق: مؤشرات ودلالات امتعاض أوربا من انفراد أمريكا بالتسوية، مرجع سابق الذكر.
(41) مركز الزيتونة للدراسات والاستشارات، تقرير معلومات:16 دور الاتحاد الأوربي في مسار التسوية السلمية للقضية الفلسطينية، بيروت2009، ص35.
(42) ﻣﻨﻴﺮ ﺷﻔﻴﻖ: ﻣﺆﺷﺮات ودﻻﻻت إﻣﺘﻌﺎض أوروﺑﺎ ﻣﻦ انفراد أمريكا بالتسوية، مرجع سابق الذكر.
(43) ﻣﺮوان اﻟﻤﻌﺸﺮ، “المحادثات اﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻴﺔ اﻹﺳﺮاﺋﻴﻠﻴﺔ المباشرة: دﻓﺎﻋﺎ ﻋﻦ مقاربة إﻗﻠﻴﻤﻴﺔ”، (بيروت: مركز الزيتونة للدراسات والاستشارات، 15-9-2010)، على اﻟﺮاﺑﻂ التالي:
http://www.alzaytouna.net/arabic/?c=201&a=125182
(44) تقرير معلومات: 17 :تركيا والقضية الفلسطينية، مركز الزيتونة للدراسات والاستشارات، بيروت، 2010، ص. 34.
(45) مصطفي عبدالعزيز موسى، تنامي الاعتراف بالدولة الفلسطينية .. أبعاده ودلالاته، مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية، أبو ظبي 20/12/2010، متاح علي الرابط التالي:
(46) الولايات المتحدة الأمريكية والقضية الفلسطينية، الموسوعة الفلسطينية، نشر في 1نوفمبر 2016، لمزيد من التفاصيل انظر http://www.palestinapedia.net/%D8%A7%D9%84%D9%88%D9%84%D8%A7%D9%8A%D8%A7%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%AA%D8%AD%D8%AF%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%85%D8%B1%D9%8A%D9%83%D9%8A%D8%A9-%D9%88%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%B6%D9%8A%D8%A9-%D8%A7/
- تحريرا في 18-7-2017