الدراسات البحثيةالمتخصصة

الثورة والفن: دراسة في دور الفن في الثورة اليمنية 2011

اعداد الباحث : عبد اللطيف حيدر – باحث في الإعلام والعلاقات الدولية

  • المركز الديمقراطي العربي

 

مقدمة:

لا أستطيع بحالٍ من الأحوال الحديث عن “الثورة اليمنية” بمعزل عن الدور الذي لعبته منصة ساحة التغيير من إلهاب حماس الجماهير بالأغاني الثورية والفعاليات والسهرات والأمسيات الفنية، التي كانت تمثل بوصلة الحركة الثورية ونشاطاتها المختلفة، كالتظاهرات والاحتجاجات والمسيرات الكبيرة التي تجوب مختلف شوارع اليمن وأبرزها ساحة التغيير بالعاصمة اليمنية صنعاء معززة بمكبرات الصوت بأغاني الثورة والأغاني الوطنية المشهورة. إضافة إلى الدور الذي لعبته المعارض الفنية التي كانت تنظمها مختلف الكيانات الثورية داخل ساحة التغيير، والتي كانت تجسد يوميات الثورة والنضال ضد الآلة العسكرية لنظام علي صالح التي كانت تواجهها صدور شباب الثورة في مختلف الساحات والشوارع بصورة سلمية. كما لا يمكنني فهم استمرار الجماهير الغفيرة لأكثر من سنتين وهم مرابطون في الخيام في الشوارع وفي الأرصفة يفترشون الأرض ويلتحفون السماء، ويتعرضون لمختلف الظروف والتهديد من قبل نظام علي صالح ورصاصاته تمطر عليهم بين الحين والآخر وفي مختلف الأوقات، دون التمعّن في الدور الذي لعبه فن الثورة. حيث كان للثورة روح، وكان للفن سلطته على الجماهير وكانت الثورة فن والفن حينها ثورة بحد ذاته.

من هذا المنطلق تسعى الورقة إلى مقاربة الدور الذي لعبه الفن بأشكاله المختلفة خلال الثورة اليمنية 2011 كشكل من أشكال المقاومة والنضال ضد النظام السياسي الحاكم. والتعرف على الفنون المختلفة التي شكلت الثورة، وساهمت في كسر النظام فكرياً وثقافياً وفنياً قبل أن ينهار سياسياً وعسكرياً من خلال القراءة التاريخية لأحداث الثورة اليمنية.

الفن وصناعة الثورة:

انطلقت ثورة اليمن في مطلع فبراير 2011 معتمدة على شريحة الشباب الذين تصل نسبتهم إلى 43% من مجموع السكان وفقاً للإحصائيات السكانية. ومستفيدة من الإلهام والزخم الثوري الذي أطلقه نجاح ثورتي تونس ومصر. وقد بدأت على شكل مسيرة في 3 فبراير قامت أول نواة لساحة التغيير في العاصمة صنعاء من شباب وطلاب جامعيين، رفضوا الانسحاب عقب انفضاض مسيرة لهم أمام بوابة جامعة صنعاء، وقد كان المشاركين من الشباب المستقلين القادمين من خارج الأحزاب السياسية [1]. وتحولت العاصمة اليمنية صنعاء إلى بحر من الخيام والأعلام واللافتات، واحتشد معارضو الرئيس اليمني على عبد الله صالح في ساحة واسعة خلف جامعة صنعاء أطلقوا عليها اسما موحيا بما يحدث.. “ساحة التغيير” حيث ينام المحتجون في تلك الساحة، ويأكلون ويتسامرون ويغنون فيه، وهم حريصون على تأكيد مطلبهم السلمي بإسقاط النظام الذي يرونه فاسدا وقمعيا [2]. وقد احتشدت الجماهير إلى شوارع العاصمة صنعاء في البدء ومن ثمّ في مختلف المحافظات وبعض المديريات في اعتصامات مفتوحة، اتخذت من الشوارع والساحات العامة مقراً وسكناً ومسرحاً ثورياً داخل الخيام، والتي استمرت لأكثر من سنتين على التوالي. وقد كانت هذه الساحات حيّة وفاعلة، حيث تحولت إلى ما يشبه خلية نحل تضج بالفعاليات والأحداث والفنون المختلفة، إضافة إلى فتح مراكز تأهيل وتدريب للكوادر في الساحات في مختلف المجالات. وبالمجمل فقد كانت الثورة أكثر من ثورة سياسية وحسب، حيث أنها مثلت ثورة فكرية وعلمية وابداعية وثقافية ومعرفية وفنية، ولم تستهدف النظام السياسي وحسب، بل والنظام الاجتماعي والثقافي في المجتمع اليمني الذي ساهم نظام علي صالح في ترسيخه لعقود.

تظل هناك جدلية قائمة حول طبيعة الدور الذي يلعبه الفن في الثورات والاحتجاجات الشعبية، وخصوصاً خلال ثورات الربيع العربي كونها اندلعت جميعها بصورة سلمية في البدء، ثم تحولت بعضها إلى كفاح مسلح كما في حالة سوريا وليبيا. ولكن في الحالة اليمنية التي هي محل دراستنا فقد أعلنت الثورة عن سلميتها منذ انطلاقها وحافظت على خطها السلمي غالباً. وبالتالي فقد لجأت إلى استخدام سلاح الكلمة والفن والكوميديا والرسم والأغنية في مواجهة النظام السياسي، وتعزيز وهج الثورة في ميادينها المختلفة. وقبل التطرق إلى الدور الذي لعبه الفن خلال الثورة فإننا بحاجة إلى تعريف الفن، وماهية العلاقة بين الفن والثورة.

الفن:

يعرف الفن على ” أنه نشاط ذهني وظاهرة اجتماعية خلّاقة، متحرك ومتجدد في المعنى والمبنى وفي جوهره نشاط ثوري ناعم، ولا يمكن أن يكون غير ذلك. يعمل جيلاً بعد آخر على تجديد نفسه وهد السائد الثابت الرسمي المتجذر ليبني بديلاً جديداً يستند اليه. ويتطلع إلى قيم ورؤى فكرية وجمالية حديثة” [3]. يشير التعريف إلى طبيعة الفن الثورية ولكنها الثورية الناعمة التي تواجه الفكر وتصحح المفاهيم وتعزز الإنتماء الثوري، وتكشف فساد المستبدين وطغيانهم بحق شعوبهم. كما أشار التعريف إلى مسألة التجديد التي يتميز بها الفن، حيث يسعى الفن إلى ابتكار أساليب ووسائل جديدة لمعالجة الموضوعات التي يناقشها، كما أنه يتكيّف مع حداثة الوسائل والمتغيرات الجديدة التي تحيط به؛ ليتمكن بذلك من الاستفادة منها في ايصاله رسالته وتطوير أداءه. والفنان بكونه صانع الفن فهو دائماً تواق إلى الأفضل والأجمل والأكثر تأثيراً في مجتمعه وبيئته وثقافته، ويحاول إعادة صوغها والبحث عن معانِ جديدة لها في قالب يحقق المتعة والفائدة [4].  ولا بد للفنان، حتى يكون فناناً، أن يملك التجربة ويتحكم فيها ويحولها إلى ذكرى، ثم يحول الذكرى إلى تعبير أو يحول المادة إلى شكل، فليس الإنفعال كل شيء بالنسبة للفنان بل لابد له أن يعرف حرفته ويجد متعته فيها [5]. إذن من الواضح أن الدور يتوقف على الفنان بدرجة أساسية كونه صانع الرسالة الجمالية، وبذلك فالفنان يمتلك حاسة فنية وجمالية في تلمس واقع مجتمعه وهمومه وقضاياه، ثم يسعى إلى عكسها في أسلوب فني يعمل على إيصال رسالته بطريقة أكثر جاذبية، وتتميز بسهولة في نقل المفاهيم إلى الجمهور المتلقي، خصوصاً في الثورات الشعبية التي يغلب جمهورها من العامة الذي لا يحظون بقدر جيد من المعرفة. وبالتالي يلعب الفن دوراً حاسماً في تعريفهم بالقضايا التي يناضلون لأجلها وتبسيط فهمها بقوالب فنية بسيطة، بما يمكنّهم من فهم تعقيدات السياسة والظروف السياسية التي تدور حولهم. كما يُعرَّف الفن أيضاً على أنه الأداة اللازمة لاندماج الفرد بالجماعة حيث يتمثل بقدرة الإنسان غير المحدودة على الإلتقاء بالآخرين، وفي تبادل الرأي والتجربة معهم [6]. ومن صفات الفن أن يحمل في أعماقه التوتر والتناقض، فهو لا يصدر فقط عن معاناة قوية للواقع، بل لا بد له من اكتساب شكل موضوعي، وما يبدو من حرية الفنان وسهولة أدائه، إنّما هو نتيجة لتحكمه في مادته، كما يقول أرسطو أن وظيفة الدراما هي تطهير النفس من الإنفعالات والتغلب على الخوف والشفقة بحيث يتمكن المتفرج الذي يطابق بين شخصيته وبين تلك الشخصية من التحرر من تلك المطابقة، ويتسامى فوق صروف الأقدار، وبذلك يلقي عن كاهله مؤقتاً قيود الحياة وأعبائها[7]. أي أن الفنان ليس مجرد انساناً منفعلاً يتأثر بالظروف التي تحيط به، بل أنه يملك حساً فنياً يمكنه من تركيب مادته وتقديمها بشكل موضوعي يراعي فيه مختلف العناصر الجمالية، والتي تعد رسالة الفنان أحد تلك العناصر وليست كل شيء. وهنا كأنه يمثل الفن بالحقيقة العلمية التي تتطلب من الباحث أن يتمتع بالحياد والموضوعية ويضع مسافة بينه وبين الموضوع الذي يقوم بدراسته حتى يحافظ موضوعيته.

والفن هنا لا يعد ظاهرة حديثة، ويكاد يكون عمره عمر الإنسان [8]. حيث أن الإنسان منذ وجد وجدت معه الحاجة إلى استخدام التعبيرات المختلفة التي تعبر عن نفسيته وظروفه وأحواله أياً كانت وسائل التعبير. ” ومن البديهي أن يسبق الفن العلم والفلسفة في محاولته تفسير ظواهر الطبيعة وكشف أسرارها بدءاً من تأمل النجوم في الليل ومكائد الصيد في النهار إلى اكتشاف اللباس واللغة والنار والعجلة، وليس انتهاء بالكتابة والرسم والتمثيل والغناء والرقص”[9].  وهنا يتضح أن الفن نشأ منذ وعي الإنسان بذاته وبالمتغيرات من حوله، إذ أن الفن هنا هو نتاج مرحلة وعي. ووعي الفنان بما يدور حوله يجعله يقوم بعكس ذلك الشعور بطريقة أو بأخرى، مستخدماً جميع الوسائل التي يتمكن فيها من التعبير عما يحس به أو يشعر. وبذلك فقد تدرج في اكتشافه لوسائل التعبير حول ما يحس ويشعر به في مكنون ذاته ابتداءً من التأمل وليس انتهاء أيضاً بالعالم الرقمي والتطور التكنولوجي الهائل في العصر الحديث.

ومن هذا المنطلق فليس بغريب جدلية العلاقة بين الفن والثورة، وهل الفن صنع الثورة أم أن الثورة هي من صنعت الفن؟ وفي حالتنا التي نناقشها في الثورة اليمنية فقد استجاب للثورة، منذ أيامها الأولى، مجموعة من الفنانيين والموهوبين الذين وهبو الثورة صوتاً وزخماً أشعل جذوتها، وعبر عنها وعن مشروعها الذي خرجت من أجله من أيامها الأولى. وبالرغم من أن النظام السابق واجه الثورة منذ اندلاعها باستخدام القوة العسكرية، كما عمد إلى توظيف الماكنة الإعلامية التابعة له لمحاولة قمع الثورة إعلامياً وعسكرياً من خلال التشويش عليها وتشويهها، والتعتيم على الإعتداءات التي كان يواجه المظاهرات بها. إضافة إلى تصوير الثوار على أنهم مجموعة متمردة على النظام والقانون ويسعون إلى التخريب والخروج عن الشرعية الدستورية وغيرها من التهم التي اتجه النظام السياسي إلى توظيفها وتسويقها لكتم أنفاس الثورة لحظة اندلاعها. إلا أن الأغنية الثورية والرسوم والكاريكاتير والعروض الكوميدية والمسرحيات على منصات الثورة كانت هي السلاح الوحيد لدى الثورة لمواجهة تضليل الآلة الإعلامية الضخمة للنظام السياسي، وتفنيد ادعاءاته وكشف الالاعيب التي كان يستخدمها لتضليل الرأي العام الداخلي والخارجي. كما أن الفن الساخرة نشأة لأول مرة في اليمن والذي تمثل في برنامج الفنان الساخرة محمد الربع في برنامجه “عاكس خط” وهو برنامج تلفزيوني كانت تبثه قناة سهيل (قناة محلية خاصة) الذي كان يستخدمه للسخرية من رموز نظام علي صالح وتناقضاتهم وتضليلهم للرأي العام وتشويه صورة الثورة.

وهنا يمكن القول أن للفن بكل أشكاله وقوالبه المختلفه كان له أكثر من وظيفة وهي كالاتي:

  • تعزيز وهج الثورة والحفاظ على حيويتها وروحها بما يكفل بقاءها وديمومتها.
  • مواجهة الآلة الدعاية والإعلامية الضخمة لنظام علي صالح.
  • التعريف بالثورة وبمشروعها وبشرعية مطالبها وعدالة قضيتها.
  • استقطاب الجماهير إلى صف الثورة من مختلف الشرائح.
  • كشف فساد نظام علي صالح والعمل على مواجهته ثقافياً من خلال الدور التوعوي الساعي لرفع الوعي الشعبي بخطر بقاءه.

وقد قدم الفن خلال الثورة صورة أخرى من صور النضال والتحرر من نظام علي صالح، وبذلك المساهمة في الدفع نحو التحول الديمقراطي في اليمن. وهو الهدف المشترك الذي انفجر لأجله الشارع العربي. حيث كان الفن كغيره من وسائل التعبير مقيداً ومقموعاً الا في حدود مشروطة بأن لا يطال النظام السياسي وعرش السلطة. وبذلك عاش الفن مكبوتاً لا يختلف عن طبيعة الممارسة السياسية الأخرى، حيث عرف عن نظام علي صالح حساسيته المفرطة تجاه الفن الذي يتفاعل مع المجال السياسي بشدة. فاعتقل الفنان الشعبي فهد القرني مراراً في وقت مبكر من نشاطه؛ نتيجة لأغانيه التي كانت تحملاً نقداً سياسياً لاذعاً لمنظومة الحكم برمتها. كما اعتقل أيضاً الفنان الشعبي محمد الأضرعي عدة مرات وتم تهديدهم بالتعذيب إن استمروا في نقدهم. وبالتالي فقد كانت الثورة محطة للتنفيس عن الصوت المكبوت بداخل الفنان الذي لم يجد الفرصة التي تتيح له التعبير بحرية عن كلما يجول بخاطرة. حيث يقول الفنان محمد الأضرعي “حينما انطلقت الثورة ذهبت إلى الساحة لأقوم بممارسة دوري كفنان لكوني أقوم باستمرار في نقد النظام السياسي والفساد الذي انتجه، وعندما وصلت إلى الساحة أحسست بحياتي ولأول مرة أحس بطعم الحياة في الساحة [10]. وقد تجلى دور الفنانون في الثورة بصورة أكثر وضوحاً من خلال تشكيل ما سمي ب ” حركة فنانون من أجل التغيير” الذي تم تشكيله ليمثل مظلة ورابطاً لكل الفنانيين والموهوبين المنظمين للثورة بما يسهم في زيادة فاعليتهم وابداعهم وتوجيه جهودهم الفنية في سبيل الثورة والتغيير، ويقول عبد الله القطيبي مسؤول خيمة الفنانيين بساحة التغيير بصنعاء أن الفنانيين هم أول من استجاب لنداء الاعتصام [11].

“الفن هو من صنع الثورات أما القوة والرصاص لم يصنع ثورة” هكذا ينظر الفنان الشعبي محمد الأضرعي[12] إلى الدور الذي يلعبه الفن. كما يرى صالح المزلم الملقب ب “مؤذن الثورة” أن الفن صنع ثورة والثورة أوجدت فنانين [13]. ويقول صدام الحرازي وهو مصور فوتغرافي أن الصورة أصبحت رسالة للجميع سواء في داخل اليمن أو في خارجة [14]. ويضيف عدنان الورافي وهو ناقد فني أن الفن هو السلاح القوي والشديد والمؤلم للنظام [15]. ويقول رسام يمني أخر أن السلطة تخاف القلم من أي شيء آخر لأن القلم يقوض العرش [16]. ويتضح من ذلك أن حضور الفن كان رئيسي في ميدان الثورة وقد تجلى بصور مختلفة، فمنها الصورة الفوتغرافية، الرسم، الكاريكاتير، الأنشودة/الأغنية، المسرحية والعروض الكوميدية. إضافة إلى صوت مؤذن الثورة الذي أصبح رمزاً ثورياً وروحياً لأحداث الثورة والتغيير حتى بعد الثورة. كما يظهر أيضاً أن الحس المشترك نحو المسؤولية المجتمعية بين الفنانيين كان واضحاً، وأن دور الفنان لا يختلف عن دور السياسي والدور والعسكري، بل قد يكون سلاحاً أشد فتكاً من السلاح الناري في مثل هكذا ظروف. وقد لعب الفن التشكيلي الجزائري دوراً هاماً في مقاومة الاستعمار باعتبار الفن وسيلة للنضال والمقاومة لا تقل أهمية عن الدور الذي تلعبه الحركة الوطنية، حيث ساهم في تهيئة الظروف المناسبة للثورة التحريرية وإعداد الشعب الجزائري لمعركته الفاصلة. وذلك من خلال نشر الوعي في صفوف الشعب وربطه بقضيته الوطنية [17]. وهنا تنشأ الجدلية هل يصنع الفن ثورة أم أن الثورة هي من تصنع فناً، وهنا تقوم العلاقة بين قدرة تأثير أحدهما الآخر. حيث يرى البعض أن الثورة تنتجها متغيرات اجتماعية مختلفة كالفساد والاستبداد السياسي، وقمع الحريات وانتهاك الحقوق، والظروف الاقتصادية السيئة التي تنعكس بشكل مباشر على معيشة الناس. حيث يأتي دور الفن معززاً للانتفاضة ومعبراً عنها. بينما يرى أخرون أن الفنانون أشخاص متنورون غالباً، وأكثر حساسية للظروف والأوضاع الاجتماعية والاقتصادية التي تعيشها بلدانهم، وهذا ما يجعلهم يتوقون إلى السعي للثورة ضد هذه الظروف والتعبير بمختلف أشكال الفنون عن خطورتها على حياة الناس. وبالتالي فإن الفعاليات والثورات والاحتجاجات تصبح الخيار أمامهم للتخلص من الأعباء التي تعيشها مجتمعاتهم.

أشكال الفنون في ساحات الثورة:

تعددت صور وأشكال الفنون في الثورة اليمنية؛ وذلك يعود -بطبيعة الحال- إلى الثراء الفني والثقافي الذي تتمتع به الساحة الثقافية اليمنية، سواء من فنون الموروث الفني والتراثي أو من الفنون الجديدة التي تدخل إلى الساحة الفنية باعتبار الفن ذو طبيعة متجددة يسعى إلى إبتكار أدوات ووسائل تعبير جديدة باستمرار. وقد تمثلت تلك الأشكال الفنية في الآتي:

أولاً. الاغنية الثورية:

كانت الأغنية/ الأنشودة * الثورية هي العنصر الأكثر حضوراً والشكل الأول جماهيرياً فيما يمكن تسميته “فن الثورة”، حيث برزت الأغنية منذ البدايات الأولى للإحتجاجات. وكانت في تلك الفترة بمثابة تدشين لمشروع الثورة وإعلام للناس بوجودها. حيث أن الحراك الإحتجاجي بدأ مفاجئاً في الثورة اليمنية، وإن كانت الثورة قد انطلقت في مصر وتونس ويعد ذلك بمثابة تهيئة للشارع اليمني، إلا أن الخطاب السياسي لنظام علي صالح كان يعتبر اليمن حالة استثناء عن موجة الثورات. وعلى أية حال، يمكن القول أن الأغنية/ الأنشودة كانت الشكل الأول نظراً لما تتميز به من خصوصية فنية وقدرة على جذب الإنتباه إلى الإحتجاجات، كونها تتضمن رسائل بسيطة ومختصرة تتناسب والذائقة الشعبية للمجتمع اليمني. وتحتل الأغنية أهمية خاصة في المجتمع اليمني تاريخياً، فمثلاً في الخمسينيات والستينيات كان للأغنية الاجتماعية تأثيراً قويا، باعتبارها كانت أكثر ارتباطا بالجماهير حيث تظهر الواقع المعيشي والاقتصادي في محاكاة الفقراء والمعدمين حتى وإن كان هؤلاء يتمظهرون بمظاهر مفرغة من الحقيقة مثل ـ”الطفران” الذي يخرج يتمشى ويوهم الناس بأن لديه إمكانيات وهو لا يملك فلسا واحدا [18]. ولذا فإن الأغنية تتمتع بقدرة كبيرة على الانتشار والتأثير في عواطف ومشاعر المتلقي.

وقد استخدمت الأغنية لتحقيق الكثير من الأهداف منها:

  • استقطاب الجماهير الى صف الثورة، على سبيل المثال أنشودة ” ثورة ثورة ثورة، يالشعوب الحرة” ” يا يمن حان تغيير النظام” ” يمن يمن جديد واحد على الدوام” وكثير من الأناشيد/الأغاني التي كانت تلعب على وتر التوحد والإصطفاف ضد فساد النظام والتحرر من طغيانه.
  • إيصال رسائل سياسية معينة للنظام ” احنا لها احنا لها” وهي أغنية ثورية استخدمت للتلميح باللجوء إلى استخدام القوة العسكرية في مواجهة إصرار النظام على قمع الثورة، ومواجهة المظاهرات السلمية بالآلة العسكرية.
  • استقطاب الجيش ومشائخ القبائل والتي تمثل أبرز مراكز القوى في البلد والسعي إلى استمالتهم، ويتضح ذلك من خلال بعض الأغاني الموجهة اليهما والتي تشيد بالجيش والقبيلة مثلاً أنشودة “حيالله حماة العرين” وهي أنشودة موجهة إلى الجيش تشيد بدوره في حماية الشعب وتدعوه للوقف الى جانب خيار الشعب، وكذلك انشودة ” سلام للأحرار” وهي موجهة أيضاً للجيش.

وقد صدرت العديد من الألبومات الغنائية/الإنشادية التي وجهت بعضها إلى قطاعات وفئات معينة من المجتمع مثل الأطباء والإعلاميين وغيرهم من مختلف الفئات. كما تطرقت بعضها إلى تعزيز النشاط الثوري والحفاظ على حيوية مساره وتوهجه. حيث يرى فنانون وأدباء أن الإبداعات الفنية مثلت ترجمة لصورة الإنتفاضة الشعبية ضد النظام الحاكم، والإنتهاكات التي مارسها لإسكات صوت الثورة، ونجحت بالفعل في تقوية عزائمهم. كما أن الفنان برسالته الهادفة واكب الثورة منذ انطلاقتها الأولى وأسهم بدور بارز وأساسي في التنوير، ونشر الوعي في أوساط الجماهير وتوضيح الحقائق “وفضح جرائم القمع والاستبداد التي مارسها النظام ضد المواطنين العُزّل” [19].

ثانياً. المسرحيات الكوميدية:

لعبت المسرحيات الكوميدية على مسرح منصة ساحة التغيير دوراً هاماً في تعزيز حركة النضال الثوري، وقد سعى المسرح إلى تحقيق الكثير من الأهداف وايصال رسائل مختلفة. فمنها السعي إلى تجسيد قيم الثورة ومبادئها، ومحاولة حشد الجماهير وتعزيز شعورهم بالإنتماء للثورة ومبادئها. إضافة إلى محاكاة الفساد السياسي لنظام علي صالح وضرورة الثورة والتغيير. ففي محافظة تعز (وسط اليمن) “كان للمسرح دور الريادة في حشد وتأجيج الجماهير ومنها رفعت شعار اسقاط النظام. وحين نُدقق النظر ونتمعن فإننا نجد أن القائد الفعلي لهذه الساحة هو الممثل الكوميدي الشعبي/ فهد القرني، وعددٍ من زملائه الممثلين الذين تمكنوا بالكوميديا والمسرح الساخر والاسكتشات من جذب اهتمام كل أبناء المدينة وحضورهم الدائم الى ساحة الحرية، وبواسطة المسرح أشاعوا ثقافة الثورة والتغيير والتي منها وُلد شعور انساني طاغي بضرورة التغيير والثورة” [20]. وعلى سبيل المثال مسرحية ” كفى ظلماً” التي عمدت مجموعة من الشباب إلى التجول في الساحة وسألت المحتجين فيه عن تجاربهم في فترة الاعتصام وتصوراتهم للمشكلات التي يواجهها اليمن ثم كتبت المجموعة مسرحية سموها “كفى ظلما” واستوحوا احداثها مما سمعوه من سكان ساحة التغيير ومثلوها داخل خيمة بالساحة أيضا وأمام جمهور حاشد من المحتجين. ولاقت المسرحية نجاحا منقطع النظير وطالب سكان الساحة مجموعة الشباب بتكرار عرضها كل يوم [21]. وفي عدن (جنوب اليمن) ” أصبح المسرح مكوناً أساسيا من مكونات ساحات الاعتصام المنتشرة في بلدة كريتر والمنصورة والشيخ عثمان والمعلا، يحيي من خلاله الثوار حفلاتهم وأسمارهم المناوئة لنظام صالح. وكان لفرقة “خليج عدن” السبق في تدشين أول العروض الهادفة بمسرحية “العجائز يشتوا يسقطوا النظام” ومسرحية “أعور وعاده يتنقو” كما قدمت فرقة فنون عدن مسرحيتي “أنيس يريد إسقاط النظام” و”حكومة مش عاقلة” [22].

ثالثاً. الرسم/ الكاريكاتير:

فنون الرسم والكاريكاتير كانت مهيمنة بشكل ملحوظ على نطاق واسع في مختلف ساحات الثورة، حيث برزت الكثير من المواهب والابداعات، وبروز عدد من الموهوبين في الرسم والنحت وغيرها. كما أصبحت ساحة التغيير مركزاً حياً للفنون والتعبير المبدع الجماعي عن الأفكار والطموحات بشكل نادراً ما عرفه اليمن من قبل، ويقول فادي الحربي وهو رسام يمني: “الكثيرين يعتقدون أن الثورة اليمنية شعارها العنف، ولكن في رأيي فإن الفن هو شعار هذه الثورة لإن الفن انعكاس لحق من حقوق الإنسان وهو الحرية”. [23]. كما شهدت الثورة بروز عدد واسع ومتنوع من الفنون قد لا نتمكن من حصرها، وكانت جميعها معززة للنضال الثوري ومحاكاة واقع الثورة وطموحاتها ويومياتها، وصراعها مع نظام علي صالح. وكان من هذه الأشكال المختلفة الشعر والقصيدة الشعرية حيث برزت أسماء لامعة من الشعراء في الثورة مثل الشاعر “مجيب الرحمن غنيم” والشاعر ” مجلي القبيسي” وقد اشتهروا بقصائدهم المؤثرة والتي تقابل صدى وتفاعلاً واسعاً من الجماهير.  إضافة إلى معارض الفنون التشكيلية ومعارض الرسوم واللوحات الفنية، ومعارض الصور التي تقام باستمرار في الساحات لمختلف الأغراض منها ما يعرض الجرائم التي كان يرتكبها نظام علي صالح، وتحمل بعضها صور الشهداء وعبارات تتعهد بمواصلة النضال حتى اسقاط النظام ومحاكمته وغيرها. إضافة إلى تقليد ومحاكاة الأصوات مثل الفنان ” محمد الحاوري” الذي اشتهر بقدرته على محاكاة شخصية الرئيس علي صالح، وأبرز الشخصيات المؤثرة في نظامه ومنهم عبده الجندي وزير الإعلام حينها. إضافة إلى الشخصيات الاجتماعية البارزة في الثورة مثل شخصية الشيخ صادق الأحمر الذي يلقب ب “شيخ مشائخ حاشد (وهي من أكبر القبائل اليمنية وتحظى بنفوذ سياسي كبير)”.

الفن كسلاح لثورة سلمية:

تميزت الثورة اليمنية بتمسكها بخيار النضال السلمي منذ انطلاقتها بالرغم من القوة المفرطة التي استخدمها علي صالح لقمع الثورة ومواجهتها بمختلف الأساليب منها العسكرية والمدنية على السواء. وقد كان نظام علي صالح يقدم صورة عن المجتمع اليمني بأنه شعب قبلي مسلّح وفوضوي وجاهل، وأنه شعب متصارع فيما بينه، بما يبرر له النهج الاستبدادي والقمعي وتسخير الحكم لمصالحه الشخصية وعائلته التي كان ينوي توريثها السلطة. وقد انفجرت الثورة بصورة غيرة معهودة فاجأت الداخل نفسه قبل الخارج، حيث سعت إلى تقديم صورة حضارية عن المجتمع اليمني من خلال انتهاج سلوك حضاري في التظاهر والتعبير عن رأيه ومطالبه بتغيير النظام السياسي. تاركاً خلفه الصورة الذهنية التي قدمها نظام علي صالح عن الشعب اليمني طيلة أكثر من ثلاثة عقود. وبالرغم من القوة العسكرية التي استخدمها علي صالح ضد الثورة السلمية، إضافة إلى أن الشعب اليمني مسلّح ويتمتع بعصبية قبلية طاغية، إلا أنه تجرد عن كل ذلك، واستخدم طرقاً حضارية للمطالبة بإسقاط النظام السياسي المستبد. وهنا فقد لجأت الثورة إلى الفن كسلاح فعّال ونموذج حضاري للتعبير عن مطالبها ومشروعها الساعي إلى التغيير، مستخدمةً كل القوالب والأجناس الفنية في إيصال رسالتها والتعبير عن روح مبادئها.

حيث كسرت كل الخطوط الحمراء التي كانت تفرضها البيئة السياسية للنظام الحاكم. وأبرزها نقد شخصية الرئيس وأركان نظامه. ولا شك أن الثورة اليمنية شهدت أحداث عنف مروعة، فبعد شهور من الاحتجاجات السلمية، اندفع اليمن إلى حافة هاوية الحرب الأهلية، عندما اندلع القتال بين القوات الحكومية ومقاتلي العشائر القبلية، مما أسفر مقتل المئات وتحويل بعض أحياء صنعاء إلى أطلال. غير أن مثل تلك المشاهد الدامية تختلف كل الاختلاف عما تراه العين في ميدان التغيير، حيث يسهم الفن في التقريب بين الناس، وتقول الفنانة أطياف الوزير إن “الفن قد استأثر بالدور الرئيسي في ساحة التغيير منذ بداية الثورة قبل ثلاثة أشهر”. [24]. كما تؤكد الأديبة والقاصّة هدى العطاس أن الفن من أهم العوامل الداعمة للثورات، وهو غالبا ما يكون وعاءها والمعبر عن روحها وجوهرها” [25].

الخلاصة:

لم تكن انتفاضة الثورة اليمنية في 2011 مجرد ردة فعل وانفعال لحظي تأثرت بالزخم الثوري للربيع العربي الذي بدأ من تونس ومن ثم مصر وانتقلت اعراضه إلى أقصى جنوب الجزيرة العربية (اليمن)، بل أنها كانت لحظة تاريخية انتظرها اليمن كثيراً وقد جاءت اللحظة المناسبة للثورة. ولم تكن إشكالية اليمن متجسدة بالنظام السياسي وحسب، بل وفي الأنظمة الأخرى التي تسبب في انتاجها النظام السياسي لعلي صالح كالمنظومة الاجتماعية والثقافية أيضا. إضافة إلى أن الثورة شكّلت تحولاً جديداً في بنية المجتمع اليمني وكان من أبرزها طريقة النضال والتظاهر السلمي الحضاري، وقد كان الفن هو السلاح الأبرز الذي اتكأت عليه الثورة بكل ثقلها لتصنع منه وجودها، وتحقق أهدافها في التغيير المنشود. ولذلك فقد مثّل الفن في الثورة دوراً جوهرياً استهدف من ناحية، مهاجمة نظام علي صالح وتدميره فكرياً وثقافياً وشل الغطاء الشعبي عن شرعيته. ومن ناحية أخرى فقد استهدف تفكيك رواسب الماضي الثقافي، ومحاولة لترسيخ ثقافة جديدة تتناسب والتغيير الذي تسعى اليه الثورة. وقد كان الفن هو المحرك والحامل الأساسي لتحقيق مثل هذه الغايات. إضافة الى التعبير عن مشروع الثورة وروحها ومبادئها والاستفادة من الطاقات الفنية التي تمتلكها الثورة من مخلف الشرائح والفئات الفنية. ولذلك فقد لعب الفن محورياً في صناعة الفعل الثوري وحشد وتجييش الرأي العام نحو الثورة، كما ساهمت في تعزيز قناعات الجمهور بضرورة الثورة والتغيير وعملت على خلق هوية ثورية موحدة ضد النظام السابق، ورسخت الفعل الثوري وثقافة الثورة والنضال والتعبير الحر كوسائل حضارية في عملية النضال الشعبي.

المصادر والمراجع:

  • الجباعي، غسان. “الفن والثورة السورية“، مركز حرمون للدراسات المعاصرة، الدوحة.
  • المذحجي، ماجد. “ثورة الشباب.. محدداتها وآفاقها المستقبلية”. الثورة اليمنية الخلفية والافاق، مجموعة مؤلفين، تحرير: جلال الصلاحي، بيروت، المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات، 2012.
  • شوارتز، لويل هـ.، كاي، داليا داسا، مارتيني، جيفري. “الفن والثورات العربية“، مؤسسة راند، 2013.
  • عبد الإله، تاجوري، وليد، أجدير. “المقاومة في الفن التشكيلي الجزائري أعمال الفنان “بن عمر عيسى” أنموذجاً“، مذكّرة ماستر، جامعة أبي بكر بلقايد، 2017.
  • فيشر، أرنست. ضرورة الفن، ترجمة: أسعد حليم، مكتبة الأسرة، 1998.

[1]  ماجد المذحجي، “ثورة الشباب.. محدداتها وآفاقها المستقبلية”. الثورة اليمنية الخلفية والافاق، مجموعة مؤلفين، تحرير: جلال الصلاحي، (بيروت: المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات، 2012)، ص 429-231.

[2]  بي بي سي، فنانون في ساحة التغيير: ثورة ابداعية يمنية، تمت المعاينة في 20 ديسمبر 2018. http://www.bbc.com/arabic/middleeast/2011/06/110619_yemen_revolution

[3]  غسان الجباعي، “الفن والثورة السورية“، مركز حرمون للدراسات المعاصرة، الدوحة. ص 3.

[4]  غسان الجماعي، مرجع سابق، ص 3.

[5]  أرنست فيشر، ضرورة الفن، ترجمة: أسعد حليم، مكتبة الأسرة، 1998، ص 16.

[6]  أرنست فيشر، مرجع سابق، ص 15.

[7]   أرنست فيشر ، ص 16.

[8]  غسان الجباعي، مرجع سابق، ص 4.

[9]  غسان الجباعي مرجع سابق، ص4.

[10]  محمد الأضرعي، مقابلة معه في فيلم وثائقي بثته الجزيرة عن دور الفن في الثورة ” تقاسيم على مقام التغيير”. https://www.youtube.com/watch?v=hhO0SMzMOUg&t=1738s

[11] عبد الله القطيبي، في مقابلة معه في فيلم وثائقي أنتجته قناة الجزيرة عن دور الفن في الثورة “تقاسيم على مقام التغيير”. المرجع السابق.

[12]  محمد الاضرعي، المرجع السابق.

[13]  صالح المزلم، المرجع نفسه.

[14]  صدام الحرازي، المرجع نفسه.

[15] عدنان الورافي، المرجع نفسه.

[16]  شهاب، المرجع نفسه.

[17]  عبد الإله، تاجوري، وليد، أجدير. “المقاومة في الفن التشكيلي الجزائري أعمال الفنان “بن عمر عيسى” أنموذجاً“، مذكّرة ماستر، جامعة أبي بكر بلقايد، 2017، ص أ.

[18]  مطهر السياغي، مراجعة لكتاب نظرة في الفن والمجتمع، تمت المعاينة في 20 ديسمبر 2018.  http://www.yemenna.com/vb/showthread.php?t=7275

*تم استخدام مصطلح الأغنية والأنشودة بنفس المعنى، حيث أنهما مصطلحين فعلياً بنفس المعنى، الا انهما يحملان مفهوم مختلف من وجه النظر المحافظة، حيث يرى يفضل المحافظون استخدام مصطلح أنشودة باعتبار أن هناك ووجهة نظر من الأغاني تتعلق بمسألة تحريم وغيرها. لذا كان يغلب استخدام مصطلح انشودة أكثر من اغنية. ولكننا في هذا السياق نستخدمهم بنفس المعنى وذلك لعدم وجود فرق حقيقي بينهم.

[19]  الجزيرة نت، الفن اليمني في مواكبة الثورة، تم المعاينة 20 ديسمبر 2018، https://www.aljazeera.net/news/cultureandart/2011/7/18/الفن-اليمني-في-مواكبة-الثورة .

[20]  محمد الصلوي، من اليمن: الجانب الثقافي لثورة التغيير، تمت المعاينة 20 ديسمبر 2018. https://www.7iber.com/2011/04/from-yemen/

[21]  بي بي سي، فنانون في ساحة التغيير: ثورة ابداعية يمنية، تمت المعاينة في 20 ديسمبر 2018. http://www.bbc.com/arabic/middleeast/2011/06/110619_yemen_revolution

[22]  الجزيرة نت، مرجع سابق.

[23]  بي بي سي، مرجع سابق.

[24]  بي بي سي، مرجع سابق.

[25]  الجزيرة نت، مرجع سابق.

Rate this post

المركز الديمقراطى العربى

المركز الديمقراطي العربي مؤسسة مستقلة تعمل فى اطار البحث العلمى والتحليلى فى القضايا الاستراتيجية والسياسية والاقتصادية، ويهدف بشكل اساسى الى دراسة القضايا العربية وانماط التفاعل بين الدول العربية حكومات وشعوبا ومنظمات غير حكومية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى