مقالات

مسجد السيدة نفيسة … التطوير المنشود والمرغوب

بقلم: د. هبة جمال الدين – مدرس العلوم السياسية- معهد التخطيط القومي- وعضو المجلس المصري للشئون الخارجية

  • المركز الديمقراطي العربي

 

قمت اليوم بزيارة مسجد السيدة نفيسة للصلاة بداخله ومع ما شعرت به من راحة نفسية وصفاء بالقلب في ظل تواجدي في رحاب السيدة نفيسة رضي الله عنها. لكني وجدت في الوقت ذاتهسلبيات أشعرتني بالأسى والحزن، فرغم مكانتها في قلوب جميع المصريين والعرب والمسلمين لكن هناك اهمال واضح  وفي إطار غيرتي على وطني وجدت أهمية رصدها لأنها بالفعلتتطلب مراجعة  وواقفة مع النفس،  فحال أية مسجد آخر في قرية صغيرة قد يكون افضل حالا حقامن هذا المسجد الذي يضم مقام نفيسة العلم.

  • نظافة المسجد: المسجد للاسف يمتليء بالحشرات الضارة التي قد تسبب أمراض جلدية حادة
  • الخدمات حول المقام غائبة تماما، لماذا لا ننظر له كسياحة دينية؛ فقد حبانا الله بمسجد له مكانة دينية غالية على قلوب الجميع يأتي له المسلمين والعرب من كل مشارب الأرض ، ويمكنه ان يكون مصدر دخل للدولة إذا احسن التعامل معه
  • الخدمات الثقافية غائبة حول المسجد: فلا يوجد أية جهود لوزارة الثقافة يمكن ان تقدم تعريف بشخص نفسية العلم رغم أهمية وجود مثل هذه الجهود للتعريف بهذا المعلم الثقافي والسياحي لكن الوزارة لا تتواجد هناك وأنما تنتشر الاحجبة والتقاليد القديمة كبديل عن التنوير والمعرفة في عصر ما بعد المعرفة والحداثة
  • الشحاذين يملئون المسجد والطرقات ومدخل المقام ذاته الذي يتواجد في حارة ضيقة مليئة بالشحاذين والبائعين والقطط والكلاب. بل إن خدام المسجد والعاملين عليه يستغلونه كمصدر دخل، فهل هذه هى صورة مصر التي نرغب في تقديمها للجميع، أين مبادرة سيادة الرئيس بالقضاء على الشحاذين والمتسولين والمجاذيب مع العلم أن المجاذيب ينامون في الشوارع والطرقات بكل احياء السيدة ذينب للعلم فإذا طبقت وزارة التضامن مبادرة سيادة الرئيس من اجل حياة كريمة وافضل لهم أعتقد أنهم سيكونوا اقل مقاومة عن الشحاذين والمتسولين وسيتعاطون مع الوزارة.
  • رغم وجود تكييفات بالمسجد لكنها لا تعمل لا اعلم هل معطلة أم لتوفير النفقات. وإذا كانت لتوفير النفقات فالمسجد به سياح ومصلين أجانب وعرب علاوة على المصريين ومع ظروف الحر القاسية من المهم اعادة النظر في تلك الاعتبارات.
  • رغم جهود وزارة الداخلية الواضحة في التأمين وتنظيم الطريق لكن ساحات انتظار السيارات المتاحة والمتوافرة  قابعة في براثن الصراعات بين السياس المنغمسين في عملية مستمرة من الشجار الدائم للتصارع على السيارات من اجل كسب الرزق، مما يساهم بسهولة ويسر في تشويه صورة مصر ومعالمها الدينية
  • السيدة ذينب مليئة بالمساجد الدينية والأثار الدينية والسبل المهجورة التي تحتاج لمراجعة ورعاية وحماية ، خاصة مع الكثافة السكانية المرتفعة بها التي قد تأتي على حساب تلك المعالم االاثرية المهمة التي تسجل حقة تاريخية مهمة في تاريخ مصر والتي علينا حمايتها من اجل أبنائتنا والأجيال القادمة.
  • المنظور الثقافي والفكري لأهالي المنطقة التاريخية الجميلة يحتاج لجهد من وزارة الثقافة والجمعيات الاهلية بل وكافة مؤسسات الدولة لحماية الاثار الدينية بل والمشاركة في ركب التنمية . فالمطلوب ليس فقط تطوير المباني خاصة أن المنطقة المحيطة بالسيدة نفيسة شهدت العديد من الجهود الانشائية كمباني زينهم ومشروع تطوير عشش قلعة الكبش وغيرها من المشروعات الانشائية المهمة، ولكن تطوير الفكر الذي يعتبر تطوير للعمران أهم أو على الاقل من المهم أن يتواكب من تطوير البنيان

هنا استطيع القول إذا نظرنا للمساجد الدينية الأثرية كمعالم دينية مهمة يجب رعايتها من وزارة الاوقاف بشكل يليق بها، مع تكاتف جهود وزارتي السياحة والثقافة معا كمنطقة سياحية وثقافية مهمة تمثل أحد أهم معالم القاهرة الفاطمية  فهى مسجد لآل البيت الذي علينا الاهتمام به وحمايته ورعايته، مع تطبيق فعلي لمبادرة سيادة الرئيس للقضاء على الشحاذين بالسيدة ذينب، هنا اعتقد أنها ستتحول إلى معالم جميلة ومشرقة من معالم القاهرة تشع بعبق التاريخ وتؤكد على جمال مصر واشراقها.

هنا اعتقد نحتاج لرؤية اشمل لوزارة الاوقاف بالتنسيق مع وزارة الثقافة والسياحة والتضامن والداخلية لرعاية وتطوير المساجد الدينية الاثرية خاصة مساجد آل البيت بما يليق بصورة مصر ومستقبلها المشرق ان شاء الله، واقترح ان يتضمن ذلك في اطار خطة مصر 2030 كمشروع مهم ينبغي متابعة سير العمل فيه من أجل مصر أفضل لأنها حقا تستحق الأفضل. تحيا مصر

Rate this post

المركز الديمقراطى العربى

المركز الديمقراطي العربي مؤسسة مستقلة تعمل فى اطار البحث العلمى والتحليلى فى القضايا الاستراتيجية والسياسية والاقتصادية، ويهدف بشكل اساسى الى دراسة القضايا العربية وانماط التفاعل بين الدول العربية حكومات وشعوبا ومنظمات غير حكومية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى