الكتب العلمية

مفهوم التّغيير في الثقافة الإنسانيّة قديمها وحديثها دراسة مقارنة

The concept of change in human culture, ancient and modern Comparative study

 

تألبف : د. كمال بالهادي

الثقافة الإنسانيّة

نسخة “pdf”-
مفهوم التّغيير في الثقافة الإنسانيّة قديمها وحديثها دراسة مقارنة

الطبعة الأولى “2023″ –من  كتاب: – مفهوم التّغيير في الثقافة الإنسانيّة قديمها وحديثها دراسة مقارنة

جميع حقوق الطبع محفوظة #المركز_الديمقراطي_العربي ولا يسمح بإعادة إصدار هذا الكتاب أو اي جزء منه أو تخزينه في نطاق إستعادة المعلومات أو نقله بأي شكل من الأشكال، دون إذن مسبق خطي من الناشر .

تقديم :

لاشكّ في أنّ قضيّة التّغيير استحوذت على اهتمام الباحثين و المثقّفين في المجتمعات العربيّة منذ وقت غير قصير، وازداد الاهتمام بهذه الإشكالية بعد “ثورات الربيع العربي”، حيث انبرى الباحثون و المهتمون بالشأن العام يبحثون عن طريق تقود إلى إحداث نقلة نوعيّة في المجتمعات العربية من عصر الاستبداد إلى واحة الديمقراطية، و لكنّ الانتكاسات التي وقعت في أكثر من تجربة عربيّة جعلتنا نفكّر في مشروع هذا الكتاب الموسوم “بمفهوم التغيير في الثقافة الإنسانية قديمها وحديثها ، دراسة مقارنة”، إيمانا منّا بأنّ التغيير يتحدّد نجاحه أو فشله على جملة العناصر و الشروط الموضوعية المتوفّرة في الواقع المراد تغييره. وعليه فإنّه كان من الضروري أن توجّه دراستنا نحو منهج المقارنة للاطّلاع على التجارب التي استطاعت أن تحدث تلك النقلة الحضارية الشاملة في بناء الإنسان و المجتمع و الدولة.

و الحقيقة أنّ هذه الدراسة قد فتحت أمامنا أبوابا واسعة لتأصيل مفهوم التغيير في الثقافة الإنسانية قديمها وحديثها، شرقها وغربها، و أمدتنا هذه الدراسة بقوانين و شروط حركة التّغيير العلمية و الموضوعية التي تنقل المجتمع من حالة تأخر حضاري إلى حالة تقدّم وازدهار، بعيدا عن تلك التحليلات والرّؤى التي تستند إلى نظرية المؤامرة في تفسير العجز العربي عن كسب معركة التغيير. ففي آسيا كما في أوروبا لم تنهض الشعوب من خمولها و تقاعسها و تواكلها إلاّ عندما توفرت الشروط العلمية و الفكرية و النفسية التي جعلت الإنسان ينهض بواجباته تجاه نفسه و مجتمعه ودولته. وهذا لا يعني أنّ العوامل أو الشروط الخارجية لا تتسبب في عرقلة مجتمع ما من التقدّم و التطوّر، بل إنّ فعلها موجود عبر التاريخ، ولكن الشروط الموضوعية الداخلية كفيلة بأن تكون قادرة على التأثير من تلك العوامل الخارجي بل في أحيان كثيرة وجدنا أن تلك العوامل الخارجية كانت “مساندة” لحركة التّغيير. فالمجتمعات ليست “كانوتنات” مغلقة أو جزر معزولة، بل إنّ شرط التفاعل مع الآخر يدخل ضمن قوانين التغيير و شروطه.

ولعلّنا لا نجانب الصواب، إن قلنا إن هذه الدراسة مكّنتنا من نزع قدسية بعض التفسيرات التي حلّت محلّ الحقائق العلميّة الموضوعية، في محاولات فهم ما يسمّيها محمّد أركون “حالات الفشل الحضاري” التي رافقت التجارب العربية منذ عصر النهضة و إلى يومنا هذا. ولسنا ندّعي أنّنا نأتي مسألة غير مدروسة من قبل، ولكنّ ما نضيفه في هذه الدّراسة هو توجيه البحث الأكاديمي نحو فكّ شفرات النجاح والفشل في حركة التغيير العربيّة، باعتماد قراءة علميّة ومنطقيّة وواقعيّة. وليس أفضل في نظرنا من أن نضع تجاربنا في ميزان المقارنة لنفهم ونعيَ قوانين التّغيير الصحيحة التي تكفل النجاح المنشود. وذلك دون تقليد أعمى لتجارب تلك المجتمعات الخاصّة ولكن لنعرف ماهي القوانين والشّروط المطابقة لواقعنا و المنبعثة من ترابه؟

Abstract

There is no doubt that the issue of change has captured the attention of researchers and intellectuals in Arab societies not long ago, and interest in this problem increased after the “Arab Spring revolutions”, as researchers and those interested in public affairs searched for a way to bring about a qualitative shift in Arab societies from the era of despotism to the oasis of democracy.

However, the setbacks that occurred in more than one Arab experience made us think about the project of this book entitled “The Concept of Change in Human Culture, Ancient and Modern, A Comparative Study”, in our belief that change determines its success or failure on a number of objective elements and conditions available in the reality to be changed.

Accordingly, it was necessary to direct our study towards the comparative approach in order to see the experiences that were able to bring about this comprehensive civilizational shift in building man, society and the state.

The truth is that this study has opened wide doors for us to root the concept of change in human culture, ancient and modern, east and west. And the visions that are based on the conspiracy theory in explaining the Arab inability to win the battle for change.

In Asia, as in Europe, people did not rise from their lethargy, inaction, and dependence except when the scientific, intellectual, and psychological conditions were available that made man carry out his duties towards himself, his society, and his country. This does not mean that external factors or conditions do not cause a society to hinder progress and development, rather their action has existed throughout history, but the internal objective conditions are sufficient to be able to influence those external factors, but in many cases we found that these external factors were Support for the movement for change.Also the Societies are not closed “cantons” or isolated islands. Rather, the condition of interaction with the other falls within the laws and conditions of change.

Perhaps we are not wrong, if we say that this study enabled us to de-sanctify some of the explanations that have replaced objective scientific facts, in attempts to understand what Muhammad Arkoun calls “civilizational failures” that have accompanied Arab experiences since the Renaissance to the present day. We do not claim that we are addressing an issue that has not been studied before, but what we add in this study is directing academic research towards deciphering the success and failure codes of the Arab change movement, by adopting a scientific, logical and realistic reading. In our opinion, there is nothing better than putting our experiences in the balance of comparison in order to understand and be aware of the correct laws of change that guarantee the desired success. This is without blindly imitating the experiences of those special societies, but to know what are the laws and conditions that correspond to our reality and emanate from its soil

  • الناشر: المركز الديمقراطي العربي للدراسات الإستراتيجية والسياسية والاقتصادية
4.2/5 - (5 أصوات)

المركز الديمقراطى العربى

المركز الديمقراطي العربي مؤسسة مستقلة تعمل فى اطار البحث العلمى والتحليلى فى القضايا الاستراتيجية والسياسية والاقتصادية، ويهدف بشكل اساسى الى دراسة القضايا العربية وانماط التفاعل بين الدول العربية حكومات وشعوبا ومنظمات غير حكومية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى