الدراسات البحثيةالمتخصصة

تأثير فاعلية الأحزاب الإسلامية على استقرار النظام السياسي: دراسة مقارنة بين حزب العدالة والتنمية في تركيا و حزب الله في لبنان ( 2000 ـ 2023م )

اعداد : ياسمين محمد صلاح ابراهيم  & ريهام محمد أحمد محمد –  إشراف : د. زينب مجدي – كلية الاقتصاد والعلوم السياسية – جامعة القاهرة – مصر 

  • المركز الديمقراطي العربي

المقدمة:

[1]تمثل الاحزاب السياسية مؤشرا فعالا لمدى قوه او ضعف النظام السياسي و درجه تطوره في ايه دوله حيث تلعب الاحزاب السياسية دورا هاما في تثبيت دعائم الديمقراطية باعتبارها همزه الوصل بين السلطة السياسية و المحكومين مما يؤثر علي تنشيط المشاركة السياسية و الحياه الحزبية بشكل عام.

ظهور الاحزاب في الدولة ،وتأثيرها على الحياة السياسة وذلك باستخدام عدد من الوسائل المختلفة والتي يمكن ان تكون بعض منها ديمقراطي سلمى والبعض الاخر على عكس من ذلك ،فاختلاف الوسائل المستخدمة يرجع الى اختلاف الروئ والاهداف التي يسعى اليها كل حزب .ولعل يكمن وراء تفاؤات نجاح الاحزاب من دولة لأخري ؛هو وجود التحديات سواء كانت هذه التحديات داخلية أو خارجية .

بالإشارة اولا الي حزب الله اللبناني ، وبنهاية الحرب الأهلية اللبنانية (1975.1990) ظهر حزب الله في نشأته التي هي بالإساس حركه مسلحه اعقبت الاجتياح الاسرائيلي عام 1982 كفاعل رئيسي علي ساحه النظام السياسي اللبناني و سمعته الشهيرة علي انه ” دوله داخل دوله ” و ذلك نتيجة لأعماله المسلحة و مقاومته التي لها اثر ليس علي الصعيد اللبناني المحلي فقط و لكن ايضا علي الصعيد الاقليمي و العالمي و الالتفات ايضا الي دوره و مكانته البارزة كممثل للطائفة الشيعية في بلاد الارز.

[2]حيث يحظى حزب الله باتجاهين مختلفين من حيث التأييد او الاستنكار بوصفه حركه اسلاميه ارهابيه من قبل الرأي العام الغير العربي و علي الجانب الاخر الشعبية الهائلة لمقاتلي حزب الله من قبل الشعب اللبناني بوصفه جماعه مجاهدة مقاومه للاحتلال الاسرائيلي و الدليل علي ذلك حرب الثلاثة و الثلاثين يوما مع اسرائيل عام 2006 .

في حاله حزب الله كان الظهور العسكري الامني الاول لحزب الله خلال السنوات الاولي من عمره (1982.1985) كقوة مسلحه مقاومه للاحتلال الاسرائيلي في منطقه خلده جنوب بيروت و ما لبس ان اتخذ حزب الله في المجال السياسي و عدولة عن مسيرته السياسية و العسكرية و قد ظهر هذا الدور السياسي بوضوح مع بداية ثورات الربيع العربي في النظم السياسية العربية و الذي داعما لنظام بشار الاسد في مواجهه الثورة السورية و في نفس الوقت يحظى بشعبيه من جانب الشعب اللبناني كما سبقت الإشارة من قبل مما تعرض الحزب للتناقضات علي الجانب الايديولوجي و العملي و السياسي بالإضافة الي الجانب العسكري و مع الرغم من كم هذه التناقضات يحاول حزب الله ان يحافظ علي قواعد اللعبة القديمة من حيث مكانته او الهدف الذى تم الانشاء من اجله و هو مقاومه و استدعاء الصراع مع الاحتلال الاسرائيلي و في نفس الوقت دوره البارز ليس علي الصعيد اللبناني المحلي فقط و لكن ايضا علي الصعيد الاقليمي و العالمي و التأثير علي النظام السياسي اللبناني ، فبدون الدخول في تفاصيل اكثر من ذلك فان هذا البحث سوف نحاول بإيجاز تناول مجموعه من النقاط و هي :  كيف نشا حزب الله كقوة مقاومه للاحتلال الاسرائيلي و حزب سياسي شيعي و قوه مسلحه مقرها لبنان و كيف تم تنظيمها و مصادر تمويل الحزب  و الدور السياسي الذى يلعبه في النظام السياسي اللبناني و مستقبل حزب الله.

ولا شك أن التغير التي طرأ على النظام السياسي التركي ،بطريقة ديمقراطية بعيداً عن الصدمات السياسية ،وحيث وجود التغيرات سواء الداخلية والخارجية التي صاحبت ظهور حزب العدالة والتنمية  في تركيا بعد فوزه في الانتخابات عام 2002.

وتحول النظام التركي الداخلي الى النظام الرئاسي ،وذلك بعد استمراره في النظام البرلماني لأكثر من تسعة عقود . كما صاحبت هذه التغيرات الداخلية ،احداث وتطورات خارجية التي كانت بشكل عام تتمحور حول تتطور العلاقات بين تركيا والدول الاخرى سواء كانت إقليمية او دولية والتي بادر الحزب بالعديد من الاصلاحات ورغبة تركيا في الانضمام للأمم المتحدة مستغلة تقدمة في العديد من المجالات  .ويرجع ذلك الى وجود تنظيمات وحركات سياسية المتمثلة في حزب العدالة والتنمية ذات التوجه الإسلامي .وذلك من خلال سلسلة من الاصلاحات المؤسسية سواء كانت عسكرية ،أو خاصة بمجال الحقوق والحريات داخل الدولة. وعلى الرغم من ذلك وجودت بعض من التحديات والتي تواجه مسيرة السياسية لحزب العدالة والتنمية ،والتي تمثلت في تحديات داخلية او خارجية .

من المتفق عليه ان الاحزاب تلعب دورا مؤثرا داخل أي نظام سياسي مهما اختلف سواء اكان رئاسي او شبه رئاسي او برلماني لذا فأننا سنحاول تفسير اشكاليه هامه في هذه الدراسة و هي ” تأثير الاحزاب السياسية علي النظام السياسي بالتركيز علي حزبي العدالة و التنمية في تركيا و حزب الله في لبنان”

تساؤلات فرعيه

تنصب دراستنا حول اشكاليه نحاول تفسيرها و هي ما اثر فاعليه الاحزاب الإسلامية علي النظام السياسي التركي و اللبناني بالتركيز علي حزبي العدالة و التنمية و حزب الله علي التوالي ؟.

و من ثم تتفرع عدد من التساؤلات الفرعية من اهمها :

  1. الي أي مدى تسهم الاحزاب السياسية بالتأثير علي النظام السياسي داخل الدولة؟
  2. ماهيه الادوار التي قام بها حزب الله لدعم صعوده في السياسية اللبنانية؟
  3. الي أي مدى اثر حزب الله علي النظام السياسي اللبناني؟
  4. كيف استطاع حزب العدالة والتنمية ذات التوجه الأسلامى الوصول الى السلطة ؟
  5. ما هي الانجازات التي حققها حزب العدالة والتنمية من خلال مشروع الاصلاح السياسي ؟
  6. الي اي مدى دامت مؤشرات الاستقرار في تركيا و لبنان؟

الادبيات السابقه:

حظى موضوع علاقة تأثير الاحزاب على النظام السياسي للدولة ،بكثير من العناية والاهتمام من جانب الباحثين والاكاديميين عبر رسائلهم الجامعية ومذكراتهم العلمية .ولذلك عند تطرقنا لهذا الموضوع الا وهو (تأثير الاحزاب السياسية على النظام السياسي للدولة )،يجب علينا سرد بعض الدراسات المشابهة أو القريبة ذات الصلة ؛لمعرفة الوجهة التشابه والاختلاف بينهم .

الاتجاه الاول ” الدراسات التي تناولت دور الاحزاب السياسيه علي استقرار النظام السياسي

الرسالة التي تقدم بها رامز جمال اسعد ـ اثر الاحزاب السياسيه علي التحول الديمقراطي  في مصر      ( 2013ـ 2015) ـ المركز الديمقراطي العربي ، حيث توصلت تلك الرسالة الي ان قوه الدوله من قوه الاحزاب حيث يوجد ازمه تتمثل في عدم الحضور السياسي لها و عدم قدرتها علي جذب اهتمام المواطنين حيث دعي الباحث الي ان تكون الاحزاب سواء القديمة او الحديثة او حتي في مرحله التأسيس ان تكون واضحه و شفافة في كل ما يتعلق بالمبادئ او علاقه مصر الخارجيه التى لابد ايضا ان تتعارض مع مستقبلها في المنطقه.

الاتجاه الثانيالدراسات التي تناولت دور حزب الله علي استقرار النظام السياسي اللبناني”

  1. [3]دراسه بعنوان ـ مسارات فهم صعود حزب الله اللبناني “صراع المنطقه الامنيه في جنوب لبنان(1985ـ2000م)”ـ مركز الملك فيصل للبحوث و الدراسات الاسلاميه ، حيث توصلت تلك الرسالة الي ان استطاع حزب الله من ان تولي القيام بعده انشطه عام 1985 من الاندماج في السياسه اللبنانيه و القيام بتوفير الخدمات الاجتماعيه ليكسب شعبيه الشعب اللبناني و من ناحيه اخرى الحفاظ علي الهدف القديم الاساسي و هو مقاومه الاحتلال الاسرائيلي عن طريق مجموعه من العوامل التي مكنت الحزب من طرد الجيش الاسرائيلي عن طريق الحروب الهجينة و غير المتكافئة بالاضافه الى الاشاره الي الدروس التى كان يجب علي اسرائيل تعلمها من نضالها ضد حزب الله ان تنامي قدرته العسكريه كانت نتيجة طبيعية لانسحاب اسرائيل عام 2000م.
  2. [4]دراسه التى تقدم بها نيكولاس بلانفورد ـ تطور حزب الله من الميشيليا اللبنانيه الي لاعب اقليمي ـ معهد الشرق الاوسط ، حيث توصلت الي عدد من النقاط:

ـ ان حزب الله مدفوع بفكر من ثلاثة محاور اساسيه : اقامه دوله اسلاميه في لبنان، معارضه وجود اسرائيل ، اتباع عقيده الولاية الاسلاميه في ولاية الفقيه ـ قام حزب الله بتوسيع دوره في لبنان و المنطقه ، مؤكدا علي ” اولويه المقاومه ” ضد اسرائيل و الغرب بعد بناء الخبرة و القدرة في سوريا ، حيث يشكل حزب الله اليوم تهديدا رئيسيا لاسرائيل.

ـ مستقبل حزب الله في سوريا اليوم يتميز بعدم الوضوح فقد يتحول الي المساعدة في تدريب القوات السورية او الانسحاب بصوره كليه و التركيز علي قاعدته في لبنان.

ـ التناقض بين القدرات العسكريه لحزب الله و التحديات الداخلية التى تواجهه و التي تشمل النقص المالي و الفساد المتزايد الداخلي.

ـ تميز حزب الله بالوجود الواضح في الهياكل الاقتصاديه و السياسيه و الاجتماعيه اللبنانيه مما قد يواجه مجموعه من التحديات من جانب الفواعل الخارجيه من اجل اضعافه مما قد يؤثر بالسلب علي استقرار الشعب اللبناني.

  1. [5]مقاله لريتشارد نورتون ـ دور حزب الله في الداخل اللبناني ، حيث تناولت هذه المقالة نشاه حزب الله و تطوره السياسي و مكانته في لبنان بعد حرب 2006 بالاضافه الي الازمات السياسيه في لنان الناتجة عن التعارض بين المعارضة و القوى الموالية للحكومة الناتجة عن اكتمال النصاب القانوني للبرلمان عام 2007 .
  2. [6]ورقه بحثيه للوفاء بمتطلبات الماجستير “هويات حزب الله و علاقتها بالعلاقات الاسلاميه الثقافيه و الدينيه” ، حيث تناولت تحول حزب الله من تفضيل الاهتمامات المادية علي العقيدة الدينيه ، كذلك توصلت الي بروز الهويه الدينيه لحزب الله التي تضاءلت عندما اصدمت بأهدافه الدينيه ، بالاضافه الي علاقه حزب الله بطهران نتيجة للسياق الايراني الذى اعقب الحرب العراقيه الايرانيه و موت ايه الله الخميني علي اولويات السياسه الخارجيه للجمهورية الاسلاميه و كذلك الانسحاب الاسرائيلي عام 2000 الذى اوضح ان صراع حزب الله اصبح خيارا استراتيجيا علي المستوى
  3. [7]الرسالة التى تقدم بها عبد الله علي عبد الله الظرافي ـ الصراع العربي الصهيوني ” دراسه فى دور حزب الله 1982ـ2004 ” ، و قد توصلت الدراسه الي عدد من النتائج الرئيسيه:
    ـ ان الجهاز السياسي للحزب عاني في الثمانيات من مستوى محدود من التطور الهيكلي و الثقافي

ـ عدم وجود توزيع رشيد للسلطات بين المراكز والفروع, أثر على وظائف صنع القاعدة, وتطبيق القاعدة وتنفيذ القاعدة, وعلى الوظيفة التحويلية بشكل عام.

ـ ان الوظيفة التحويلية لجهاز الحزب السياسيِ, ومنها وظيفة التعبير والتجميع والاستجابة , تتفاوت فاعليتها, كما تتفاوت النسبة في تطورها, فهي لجهة المدخلات القادمة من المحيط اللبناني غير الشيعي ,ليست فعاله, ونسبه تطورها ضعيف, وهي لجهة مدخلات المحيط الشيعي فاعله نسبيا, ونسبة تطورها متوسط, لكنها فعاله ومتطورة نسبياً, لجهة العمل العسكري والمقاومة.

ـ أن الحزب لم يقوم بوظيفة الاتصال بشكل صحيح, مما اثر سلبياً على وظيفة صنع القرار, فلم يكن هناك دور يذكر في التأثير على مضمون العملية السياسية كما لم تثبت أي فاعلية تذكر لنظام الاتصال في إصدار قرار جديد أو تعديل أو إلغاء قرار قائم أو منع صدور قرار ينوي الحزب اتخاذ.

ـ النظام المتشدد للتنشئة السياسية والتجنيد السياسي حدد مستوى منخفض لقابلية الجهاز السياسي للحزب فيِ التكيف, والسبب في ذلك يرجع إلى أن حزب الله في سعيه الثقافي خلال هذه الفترة لم يوسع من نطاق تنشئته السياسية, لتشمل إلى جانب البعد الديني البعد السياسي.

  1. [8]مقاله بعنوان ـ حزب الله اللبناني ـ خدمه ابحاث الكونغرس ، و التى تناولت نشاه حزب الله اللبناني بالاضافه الي الاهداف السياسيه و العسكريه التي يسعي لها الحزب و دوره في التاثير علي النظام السياسي اللبناني و الادوار التي يقوم بها الحزب من اجل كسب تأييد الشعب اللبناني.
  2. [9]الرسالة التي تقدمت بها سها معتز محمد رزق ـ اثر المحاصصة الطائفيه علي استقرار النظام السياسي اللبناني : دراسه حاله للطائفيه الشيعيه ” 2005ـ2014″ ـ المركز الديمقراطي العربي ، حيث توصلت الدراسه الي عدد من النتائج اهمها :

ـ أن مشكلة لبنان مشكلة اجتماعية وسياسية واقتصادية كبيرة يتمحور حلها حول حول وطني كبير يضمن جميع الأطراف وممثلين الطوائف من أجل إقرار قانون انتخابات معين وتعديل الدستور.

ـ من أهم المشكلات التي تواجه النظام اللبناني وتدفعه لحافة الانهيار هي المشكلات الاقتصادية التي لا تلتفت لها الطوائف ولكنها تركز علي تحقيق مكاسب سياسية وفرض سلطتها علي كافة الطوائف الآخري وبالتالي من المفترض تحقيق التنمية للمناطق والفئات المهمشة حتي لا تنضم لتنظيمات معينة وتدين لها بالولاء أكثر من الدولة.

ـ هناك انقسام في صفوف السياسيين بشكل كبير وبالتالي يجب إعادة النظر نظام المحاصصة الطائفية في لبنان وفقا لتعداد سكاني جديد يوضح التركيب الديمغرافية للبنان.

ـ توصل البحث أن لبنان يعاني من جمود سياسي ومؤسسي كبير ويقع لبنان في أزمات فراغ المناصب السياسية في فترات متتالية بدون حل جذري للأزمة ويقف النموذج التوافقي عاجزًا أمام إيجاد حل لهذه الأزمات.

ـ تعاقب الحكومات في لبنان يؤثر بشكل كبير علي الاستقرار السياسي لأن كل حكومة تأتي ممثله عن جبهة معينة وتسعي لتحقيق مطالب معينة غير التي سبقتها.

ـ تخضع لبنان لتوازنات وتدخلات خارجية وإقليمية كبيرة وخاصًة من قبل إيران وسوريا اللذان يدعمان الشيعة وخاصة حزب الله، في مواجهة السعودية التي تعمل علي دعم السنة، وحتي الآن لبنان ليس لها تمثيل دبلوماسي صريح مع سوريا في دليل علي تداخل الدولتين معًا.

ـ نموذج الديمقراطية التوافقية اللبناني لا يوفر حلولًا سياسية للخروج من الأزمات بل أنه يوفر قرارات توافقية مؤقتة بين ممثلين الطوائف بعد نفاذ كل الحلول السياسية الممكنة.

ـ نظام المحاصصة الطائفية أصبح مشوهًا لدرجة كبيرة ووضع لبنان تحت وطئه التوازنات الطائفية وجعله عرضه للابتزاز الداخلي والخارجي.

الاتجاه الثالث ” الدراسات التي تناولت دور حزب العداله و التنميه علي استقرار النظام السياسي التركي”

  1. [10]رائد حمايزية” ،”دور حزب العدالة والتنمية فى الاصلاح السياسى فى تركيا “،(مذكرة ماجستير فى العلوم السياسية ،جامعة العربى بن مهيدي ،2016)

تناولت هذة الدراسة تأثير حزب العدالة والتنمية على المشهد السياسى التركى .فتطرقت الدراسة الى الاشاره الى الواقع التاريخي للحزب قبل وصولة الى السلطة ،وضحت هذة الدراسة الإنجازات الحزبية على المستوى السياسى والعسكري ،والعوائق التى واجهته فى مسيرته السياسية

توصلت الدراسة الى :

1-التغير السياسى الى الافضل يكون بصورة تدريجية وليس بشكل مفاجئ ،وذلك بسبب التغير والتطورات التى تحدث فى البيئة الداخلية والخارجية المحيطة بالنظام السياسى للدولة .

2-يحظى حزب العدالة والتنمية بشعبية كبيرة ،وبالدليل على ذلك فوزة فى جميع الانتخابات التشريعية والمحلية .

3-كما توصلت هذة الدراسة الى تأثير الذى قام بها حزب العدالة والتنمية على تركيا بشكل إيجابي ،حيث بفضل الحزب انتقلت تركيا من دولة تعانى من عدم التوازن والأزمات المتعددة ،الى نموذج مستقر وذات تأثير فعال فى المسرح السياسى .

  1. [11]“رياض بن عربية “،جدلية العلاقة بين الاسلام السياسى والدولة فى تركيا دراسة فى مقارنة حزب العدالة والتنمية للمشروع الحضارى التركى “،(اطروحة مقدمة لنيل شهادة دكتوراة علوم السياسية ،جامعة الجزائر ،2020).

تطرقت هذة الدراسة فى مجملها إلى مناقشة وتوضيح العلاقة بين الدين والسياسة فى تركيا ،ومرجعية التاريخية والخلفية الاسلاميه فى تركيا .وتسليط الضوء على نموذج حزب العدالة والتنمية ،ورصد أهم التغيرات التى طرأت فى عهده .

وتوصلت هذة الدراسة الى الي عدد من النتائج كان من اهمها :

1-إستفاد حزب العدالة والتنمية من التجارب التى سبقته فى الحكم وذلك من خلال ،تجنب الأخطاء المرتكبة ،واتخذ لنفسة طريقاً مختلفاً،وعمل على إيجاد مشروع حضاري مما ساعده ذلك رفع مكانته السياسية .

2-عمل حزب العدالة والتنمية تسويق الأقليمى للتجربة الديمقراطية للحزب ومحاولة إبراز الدور الحيوي لتركيا فى المنطقة من جديد وذلك على الرغم من بعض التحديات التى تواجهه فى الأونة الأخيرة .

  1. [12]دراسة بعنوان :محددات الصراع السياسى فى تركيا بعد وصول حزب العدالة والتنمية إلى السلطة، إعداد “نادية فاضل عباس فضلى “والصادر عن مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية،جامعة بغداد .

تتمحور الدراسة حول التأثير الداخلى والخارجى لحزب العدالة والتنمية على النظام التركى ،وذلك من خلال زيادة شعبيته الداخلية  بين الجماهير ،وعن طريق السعي لزيادة فاعلية الدور الاقليمى لتركيا فى منطقة الشرق الأوسط وخصوصاً الدول العربية رغم التحديات التى تواجهه فى تحقيق ذلك ،وذلك فيما يخص بالمجال الخارجى .

توصلت هذه الدراسة لمجموعة من النتائج :

1-هناك عدد من التحديات الداخلية التى تواجهه الدور الاقليمى التركى ورؤية حزب العدالة والتنمية (رؤية اردوغان )،للجمهورية الجديدة والمتمثلة فى الصراع السياسى مع العلمانيين فى تركيا وذلك بسبب التمسك برؤية أتاتورك فى نهج العلمانية فى تركيا فى الشئون السياسية وهذا يختلف مع الحزب التنمية والعدالة ذات الخلفية الاسلامية .

2-تتجاوز هذه التحديات الداخلية مع العلمانيين فى تركيا الى التحديات الخارجية ،والمتمثلة فى التحديات الاقليمية والدولية .وذلك فيما يخص علاقة التركية مع اسرائيل وروسيا وامريكا وعلاقة الحزب بالقوة الاقليمية وخصوصا سوريا والعراق التى يغلب عليها التوتر .ورغم هذه التحديات التى تواجهه الحزب سوء تحديات داخلية أو خارجية .إلا أنه مازال يتمتع بالتأثير والنفوذ فى البيئة الداخلية ،إن كان قل عن بداية استلامة للسلطة عام 2002

  1. [13]دراسة بعنوان :القيادة السياسية والتحول الديمقراطي فى تركيا ،إعداد “عبدالسلام على نوير “،”عبدالله فيصل محمد علام”. الصادرة عام 2021.

تناولت هذه الدراسة تاثير القيادات السياسية على دولة تركيا ،حيث هناك خلفية تاريخية لعدد من الشخصيات الذين أثروا على النظام التركى ،وغالباً ما يرجع هذا التاثير الى السمات الشخصية فى القيادة السياسية ،وما يتمتع به هؤلاء القادة من سمات قيادية وكاريزما المؤثرة فى المشهد السياسى وذلك بدراجات متفاوتة بينهم .ولذلك تتمحور الدراسة حول تأثير القيادة السياسية على النظام التركى وذلك من عام 2002 ،أى منذ تولى حزب العدالة والتنمية الحكم .

توصلت هذه الدراسة الى عدد من النتائج ومن اهمها :

1-إن المجتمع وما يتكون منه من انظمة داخلية وخارجية ،وتحديات ومتطلبات ،ظاهرة ذات تفاعل وحركة وليست ظاهرة جامدة .وتتطلب هذه الحركة والتحديات وجود سمات معينة تواجهه وتتكيف مع هذه التقلبات والتحديات .

2-عملية التحول الديمقراطي تستلزم توافر شروط ومحددات وعلى رأسها وجود قيادة سياسية تؤمن بهذا التحول والتغير .وعلى الرغم من نجاح حزب العدالة والتنمية بقيادة (اردوغان )، فى بداية عقدة بتوفير هذه الشروط والمناخ المناسب لهذه الديمقراطية ،إلا انه تراجعت المؤشرات الديمقراطية فى تركيا حيث غلق المجال امام الحريات ،وعدم السماح للمعارضة وحقوق الانسان .

  1. [14]“بوصبع فتيحة”،”السياسة الخارجية التركية تجاة الدول العربية فى عهد حزب العدالة واالتنمية “،(مذكرة مقدمة لنيل شهادة الماستر فى العلوم الانسانية والعلاقات الدولية ،جامعة :محمد بوضياف بالمسيلة ، 2015)

تناولت هذه الدراسة التوجهات التركية بخصوص الوطن العربى وذلك من خلال فترة التى تولى فيها حزب العدالة والتنمية الحكم ،والتى اتسمت العلاقات فيها العلاقات التركية العربية بالتحولات الاستراتيجية من وصول الجزب للحكم 2002.

توصلت هذه الدراسة الى مجموعة من النتائج والتى من اهمها :

1-كان للحزب العدالة والتنمية  التاثير الواضح على العلاقات التركية العربية.

2- كان لتركيا دور محوريا ومهماً فى قضايا الشرق الاوسط وذلك من ان تولى حزب العدالة والتنمية الحكم ومن خلال دوره فى محاولة القضاء على المشاكل ومحاولة ايجاد الاستقرار فى المنطقة .

3-اخذت المؤشرات العلاقات التركية العربية فى الزيادة حيث تحولات من مجرد التعاون البسيط الى التحالف الاستراتيجي ،حيث ان استقرار الاقليمى يدعم تعزيز المصالح والوصول الى الكفاءات على عكس حالات عدم الاستقرار .

4-لقى النموذج التركى ذات التوجه الاسلامى الذى يتزعمه (جب طيب اردوغان )، ترحيباً وقبول من الدول العربية ،وبذلك فتح المجال امام التعاون الاستراتيجي والتنسيق الأمني والاقتصادي بينهم .

الاهمية العلمية والعملية :

تكمن اهمية الدراسة فى جانبين :

ال الذى يكون فى محاولة البحث العلمي فى موضوع الاصلاح السياسى فى شكلة العام ومن ثم دراسته فى كلاً من تركيا ولبنان بشكل خاص . وذلك من محاولي المساهمة فى المجال المعرفي ،فى حقل العلوم السياسية .جانب العلمي :

الجانب العملى :

تهتم هذة الدراسة برصد وتحليل دور حزب العدالة والتنمية فى تركيا وحزب الله فى لبنان فى شكل مقارن بينهم ،لمعرفة مدى اختلاف كلا منها فى التاثير على النظام السياسى والفاعلية فى تقديم الاصلاحات سواء كانت ايجابية أو سلبية  ،واختلاف الادوات والاهداف لكل منها ،والتحديات الموجهة ،وكيفية التعامل معها ،والاخفقات والإشكاليات فى هذة العملية السياسية .

الإطار النظرى للدراسة

نظرية الدور :ويتم الاعتماد ايضا فى ذلك على نظرية الدور لدراسة حالة تركيا ولبنان ،وذلك بسب اهمية هذه النظرية فى تحليل سلوك الدولة الخارجى ،ومدى تاثير النخبة والقيادي فى إيجاد دو مناسب وتحديد مكانتة الدولة ، وتاثيرعلى المشهد السياسى للدولة . والتى برزت بشكل واضح فى تركيا ولبنان ،حيث تولى النخبة الحزبية لزمام الامور داخل الدولة ، وإقامة التحالفات باسم الدولة بشكل عام ، تأثير على مكانة الدولة فى محيطها الأقليمى والدولي ،وذلك منذ توليهم لشئون البلاد بشكل رسمي وضع للخطط والاستراتجيات والتى على اساسها سيتم مسيرة الدولة بشكل عام .وذلك تمثلت تركيا فى حزب العدالة والتنمية ،وكذلك تمثلت لبنان فى حزب الله .

متغيرات الدراسه :

  1. المتغير المستقل : دور الاحزاب السياسيه.
  2. المتغير التابع : الاستقرار السياسي.

فرضيه الدراسه:

تفترض الدراسه ان التغير الذى طرا علي النظامين السياسين اللبناني و التركي نتج عن صعود الاحزاب السياسيه ذات الطابع الديني داخل الدوله و سعيها للوصول الي السلطه ، و تمثل ذلك في حزب الله و التحول الي النشاط السياسي و الأنشطة التي قام بها الحزب بدأيه من عام 1985 لكسب التأييد الشعبي اللبناني بالاضافه الي حزب العداله و التنميه و قدرته علي الوصول الي السلطه عام 2002 و قدرته علي التاثير في النظام السياسي بشكل اكثر وضوح من الاحزاب العلمانية الاخرى نتيجة لتميزه بالمرونة في عدم الاصطدام مع الافكار العلمانية.

الاطار المكاني :

بما ان الدراسه ترتبط بالأحزاب السياسيه و تأثيرها علي النظام السياسي فان الاطار المكاني للدراسه يشمل كل من لبنان بالاشاره الي حزب الله الذى يتم تمويله عن طريق ايران ليتم تصنيفه كحركة ارهابيه من جانب الامم المتحده و تهديد مباشر لاسرائيل بالاضافه الي تركيا بالاشاره الي حزب العداله و التنميه .

الاطار الزماني :

تمتد الدراسه من عام  2000 و هو دخول حزب الله بشكل واضح في الحياه السياسيه اللبنانيه و كونه فاعل اساسي في البرلمان اللبناني مرورا بعام 2002 و هي سنه تولي حزب العداله و التنميه الحكم و تمتد فتره الدراسه الي سنه 2023 ، حيث يكمن اختيار نهايه هذه الفتره الزمنية و هي الترقب لنتائج الانتخابات الرئاسيه التي من المفترض الاعلان عنها في 28 من مايو 2023 كذلك تاثير الحزبين علي الاستقرار السياسي لكل من النظامين دون اهمال الافاق المستقبلية و السيناريوهات المحتملة لتطور تأثير حزبي الله و العداله و التنميه في النظام السياسي اللبناني و التركي.

المنهج

سيعتمد الباحث علي المنهج الوظيفي و هو الطريقة العلمية التي تعتمد بالأساس على الوظيفة كآلية لتفسير الظواهر ، و تحيل الوظيفة على الفعل أو العمل الذي يقوم به كائن ما فمن الناحية البيولوجية تحيل الوظيفة على الجهاز العضوي فالعين وظيفتها البصر و اليد وظيفتها البصر و اليد وظيفتها اللمس .

حيث تركز البنائية (المنهج البنائي) علي كيفية بناء المعلومات في الكائن البشري عندما تأتي إليه المعلومات بمعرفة قائمة طورها بالخبرة والتجارب، وجذور هذا المصطلح مشتقة من علم النفس الإدراكي والأحياء وهو منهج يستخدم في التعليم ويركز على طرق خلق المعرفة من أجل التكيف مع العالم.

و سوف يتم تطبيقه في دراسه دور حزب العداله و التنميه التركي و حزب الله اللبناني علي استقرار النظام السياسي في الدولتين .

الاطار المفاهيمى للدراسة :

تتميز الدراسة ببعض المفاهيم السياسية التى يجب التطرق الى تفسيرها و ما المقصود بها :
[15]اولا :- الاحزاب السياسية :

يواجه الباحثون صعوبه في وضع تعريف جامع و دقيق للحزب السياسي حيث تتمثل في تنوع التعريفات التي صاغها الفقهاء نتيجة لاختلاف الزوايا التى نظروا من خلالها لتعريف هذا الكيان فضلا علي اختلاف الايديولوجيات و الظروف التاريخية التي عاصروها و بالرغم من ذلك ان يتم وضع تعريف شامل امر في غايه الأهمية للوصول الي التفرقة بين الحزب السياسي و غيره من التنظيمات السياسيه كجماعات المصالح.

  • التعريف اللغوي : الحزب هو تجمع بشرى لهم نفس السلوكيات و الافكار حيث يشير مصطلح  ( حزب ) الي الطائفه  وهى ايضا اسم سورة فى القرأن الكريم ، اما مصطلح ( سياسي ) فهي مأخوذة من كلمه ( سياسه ) التي تعني كافه الامور المتصلة بشئون الدوله و نظام الحكم فيها و ما للأفراد من حقوق و ما عليهم من واجبات في البيئة السياسيه التي يعيشون فيها.
  • التعريف النظرى : لقد اختلف الباحثون فى تحديد تعريف واضح و شامل لمفهوم الحزب السياسي :
  • تعريف بنامين كونستان : يمثل تعريف بنامين كونستان اول التعريفات التى وضعت في هذا المجال حيث عرف الحزب السياسي عام 1816 علي اجتماع رجال يعتنقون العقيدة السياسيه نفسها .
  • الفكر الاشتراكي : الذى يركز علي مفهوم الحزب الطبقي من خلال ما وضع من تعريفات في اطار هذا الفكر فالحزب السياسي من زاويه الفكر الماركسي ـ اللينيني :الذي يرى أن الحزب السياسي ما هو إلا تعبير سياسي لطبقة ما وبالتالي لا وجود لحزب سياسي دون أساس طبقي حسب المفهوم الماركسي وهذا استبعاد واضح من فضاء الحزبية للأحزاب الأخرى التي لا تقوم على أساس طبقي و يتجلي هذا المفهوم من خلال تعريف جوزيف استالين : يعرف جوزيف استالين الحزب الثورى على أنه ما هو الا تجمع فيه الصفات الأتية:
  1. يمثل طليعة منظمه من الطبقه العاملة.
  2. قمه اشكال التنظيم البروليتاري الطبقي و اداه ديكتاتوريه البروليتارية.
  3. وحده الإرادة التي تستلزم رفض التكتلات و الانقسامات و اجراء التطهير الحزبي للتخلص من العناصر الانتهازية .
  • تعريف جورج بيردو:يعرف جورج بيردو الحزب على أنه هو كل تجمع من الأشخاص الذين يؤمنون ببعض الأفكار السياسية على انتصارها وتحقيقها وذلك بجمع أكبر عدد ممكن من المواطنين حولها والسعي إلى الوصول إلى السلطة أو على الأقل التأثير على قرارات السلطة الحاكمة .
  • الفكر الليبرالي : الذى يركز علي ان الهدف النهائي في العمليه السياسيه التي يمارسها الحزب و الذى يتمثل في الوصول الي السلطه بوسائل دستوريه من خلال ترشيح اعضاء الحزب في الانتخابات البرلمانيه او الرئاسيه بالاشاره في هذا الصدد الي تعريف ( اوستن راني ) للحزب السياسي علي انه جماعه منظمه ذات استقلال ذاتي تقوم بتعين مرشحيها و تخوض المعارك الانتخابية علي امل الحصول علي المناصب الحكومية و الهيمنه علي خطط الحكومه.
  • التعريف الإجرائي او الاصطلاحي : يشير الحزب السياسى الي ” مجموعة من المواطنين يؤمنون بأهداف سياسية و ايديولوجية مشتركة و ينظمون انفسهم بهدف الوصول الى السلطة و تحقيق برامجهم “

و من هنا يمكن الاشاره الي الفرق بين الحزب السياسي و جماعه المصالح  و التي تعرف : جماعات منظمه تهدف من انشطتها الي التاثير علي السلطات العامة في الدوله و علي الاخص اعضاء السلطه التشريعيه لكى توجهها في سياستها و اعمالها بما يتفق مع مصالح تلك الجماعات.

[16]ثانيا: الاستقرار السياسي

اولا : المعني اللغوي
ورد في القاموس: استقر، يستقر، استقراراً، استقر الرجل بالمكان ثبت فيه وتمكن، فالاستقرار يعني ثبات الشيء في مكانه إذا لم يتغير أو يتم تغييره، والثبات لا يعني عدم الحركة فالحركة هي حركة ثابتة.
وقد اصطلح على الاستقرار في العلوم الاجتماعية على ثبات الوضع الاجتماعي الذي لا يطرأ عليه تغيير فجائي أو جذري، بمعنى عدم حدوث تغيير مقصود من قبل المجتمع نفسه أو من خارجه يقوم بتغيير النسق وتوازنه مما يفقده حاله فيخرج على حالة الثبات أو الاستقرار الذي كان عليه إلى حالة عدم الاستقرار 
إن تمتع الدولة باستقرار داخلي، يؤدي إلى منحها فرصاً أكثر لخدمة مصالحها الاستراتيجية، في علاقتها الخارجية، وبالتالي لعب دور استراتيجي أقوى، وتمتعها بثقل أكبر ضمن الحسابات الإقليمية. وعلى الرغم من وجود تعريف نظري عام واضح ومحدد للاستقرار الداخلي، وهو الذي تم التقديم به، إلا أن المعايير العملية لدراسة الاستقرار الداخلي لدولة ما، والمقاييس التي يمكن اعتمادها للحكم على الواقع الداخلي لهذه الدولة بأنه واقع مستقر أو لا، هي في الحقيقة معايير ومقاييس عديدة ومتشبعة ومتداخلة، تشير إلى مدى استقرار كل من المجتمع ومؤسسات الدولة واستقرار العلاقة بينهما، وهي معايير :
– اجتماعية: تتمثل بمستوى التعاون والاندماج الفعلي بين مختلف فئات المجتمع ضمن مؤسسات المجتمع المدني والمجتمعات السياسية والثقافية والاقتصادية.
– سياسية: كحس تمثيلي مؤسسات لمختلف فئات المجتمع، وإيجابية العلاقة بين هذه المؤسسات.
ويتأثر واقع الاستقرار في المجتمع بعوامل ثقافية وسياسية واقتصادية واجتماعية متداخلة ترتبط بالبنى الفكرية السائدة في المجتمع الثقافي وتطوير الوضع الاقتصادي، واستقرار النظام السياسي في الدولة، ومدى احترام مبدأ الفصل بين السلطات الثلاث، والتداول السلمي للسلطة، ودور المؤسسة العسكرية في الحياة السياسية: هل هي متدخلة فيها أم لا؟ وكيف يحدث هذا التدخل: هل هو على شكل ضغوط، أم يتخذ شكل انقلابات ؟ وما هي ديمومة هذا التدخل :مؤقت أم طويل المدى؟.
[17]الاستقرار السياسي هو: قدرة الحكومة أو النخبة الحاكمة على البقاء في الحكم المدة المحددة لها في الدستور. أما الديمقراطية فهي التداول السلمي للسلطة بين نخب سياسية متصارعة، تحتكم للإرادة العامة في بقائها وخروجها من السلطة.

ثانيا : المعني الاصطلاحي

البعض يرى أن الاضطرابات والمظاهرات ضد السلطة القائمة هي نوع من عدم الاستقرار السياسي، لكن يرى البعض الآخر أنها مجرد تعبير عن حرية المجتمع بحيث تطفو على السطح التناقضات الموجودة فيه. ويرى الآخرون أن التقلبات الوزارية الكثيرة وأعمال الشغب وتغيرات النظام نفسه عبر الإطاحة به لا يشكل عدم استقرار باعتبارها شيء من التعبير عن حرية الرأي، لأن أعمال الشغب مسألة نسبية وتغيير النظام من شكل لآخر أو سقوطه لا يعني أنه غير مستقر لأنه قد يبقى نظام ما في الحكم لمدة طويلة ويشرف على الانهيار رغم أنه يتداعى بشكل بطئ مثل الجمهورية الفرنسية التي استمرت لمدة 70 سنة  .

وأهم المفاهيم التي قدمها الباحثين لتعريف عدم الاستقرار السياسي هو مفهوم قدمه عدي عبد الرحمن حسن والذي يرى فيه أن عدم الاستقرار هو عدم قدرة الدولة على إدارة الصراعات القائمة داخل المجتمع بشكل يستطيع من خلاله أن يحافظ عليها في دائرة تمكنه من السيطرة والتحكم فيها، ويصاحبه استخدام العنف السياسي من جهة وتناقض شرعيته وكفاءته من جهة أخرى، ومن هذا التعريف يدرك أنه يوجد بعض التناقض في المجتمع مع استطاعة السلطة القائمة التحكم فيه سيؤدي إلى الاستقرار، لكن إذا ما فشلت في التحكم فيه فسيقود ذلك إلى عدم استقرار سياسي وتناقص شرعية النظام بحيث يصبح أمر تغييره مقبولاً من قبل بضعة مؤثرات داخل المجتمع حتى وإن كانت هذه المؤثرات ليست سوى مؤثرات ناتجة عن إحدى الأقليات الموجودة في المجتمع.
ويقول صموئيل هنتنغتون إن عدم الاستقرار يساوي المطالب السياسية مقسومة على المؤسسات السياسية، أي أن عدم الاستقرار يزيد كلما زادت المطالب السياسية وضعفت قدرة المؤسسات السياسية على الاستجابة الفاعلة لها.

[18][19] مؤشرات عدم الاستقرار السياسي

إن زيادة مؤشر العنف السياسي من أهم المؤشرات الدالة على عدم الاستقرار السياسي، وعندما تزداد هذه المؤشرات بشكل كبير فإن الدولة تسير نحو عدم الاستقرار السياسي. وتتوقف درجة العنف السياسي على عدة عوامل، أهمها :
مجال العنف: أي درجة المشاركة في العنف السياسي داخل الدولة.
وحدة العنف: أي التلف والتخريب الناتج عن أعمال العنف.
استمرارية العنف: أي الزمن الذي تستغرقه عمليات العنف السياسي.
ويرى عبد الرحمن خليفة أن أهم مؤشرات الصراع الداخلي في الدولة والتي تساهم في عدم استقراره، هي  :
1- عدد الاغتيالات السياسية داخل الدولة.
2- عدد الإضرابات العامة.
3- وجود حرب عصابات.
4- عدد الأزمات الحكومية داخل البناء السياسي.
5- عدد عمليات التطهير التي تتم في أجهزة الدولة.
6- عدد أعمال الشغب داخل نظام الدولة.
7- عدد الثورات التي نشبت داخل الدولة.
8- عدد المظاهرات المعادية للحكومة.
[20] مؤشرات الاستقرار السياسي

يخطئ من يعمم أن هناك علاقة وثيقة بين الديموقراطية والاستقرار السياسي. بل من الممكن الجدل أن الديمقراطية أحد مسببات عدم الاستقرار السياسي، حتى في المجتمعات العريقة ديمقراطياً.
وللاستقرار السياسي مجموعة من المؤشرات لا يختلف عليها الباحثون, ويمكن إجمالها كالتالي :

  • نمط انتقال السلطة في الدولة:
    المقصود بانتقال السلطة هنا تغيير شخص رئيس الدولة, وهي عملية تختلف طبقاً لنوع النظام السياسي والأساليب الدستورية المتبعة, فإذا تمت عملية الانتقال طبقاً لما هو متعارف عليه دستورياً فإن ذلك يعد مؤشراً حقيقياً لظاهرة الاستقرار السياسي, أما إذا تم عن طريق الانقلابات والتدخلات العسكرية فهذا مؤشر على عدم الاستقرار السياسي. وقد عانت الدول النامية من ظاهرة الانقلابات العسكرية, ففي الفترة من عام 1958 حتى عام 1977 رُصد (151) انقلاب أي بمعدل (8) انقلابات سنوياً.
    إن التقلبات الوزارية الكثيرة وأعمال الشغب وتغيرات النظام نفسه عبر الإطاحة به لا يشكل عدم استقرار باعتبارها شيء من التعبير عن حرية الرأي، لأن تقلبات الحكومات الوزارية لا يعني تغيير في شخصيات الوزراء، أما أعمال الشغب فهي مسائل نسبية، وتغير النظام من شكل لأخر أو سقوطه، لا يعني أنه غير مستقر لأنه قد يبقى نظام ما في الحكم لمدة طويلة ويشرف على الانهيار، رغم أنه يتداعى بشكل بطئ، مثل الجمهورية الفرنسية الثالثة التي استمرت لمدة ( 70 ) سنة .
    2- المؤسساتية.
    كلما اقترب نظام الحكم في مجتمع ما إلى المؤسساتية، كان هذا مؤشراً للاستقرار السياسي، والعكس صحيح. المؤسساتية تعني: أن صناعة القرار السياسي في مجتمع ما تحكمه آليات مؤسساتية تأخذ بنظام الفصل بين السلطات، واحترام سلطة القانون والبعد عن شخصنة عملية صناعة القرار كلما اقترب ذلك النظام السياسي من حالة الاستقرار، حتى ولو لم يكن ديمقراطياً.
    3- شرعية النظام السياسي:
    شرعية النظام السياسي من الدعائم الأساسية للاستقرار السياسي, والاستقرار السياسي يعد بدوره من دلائل الشرعية السياسية. وهناك عدة اتجاهات في تعريف الشرعية السياسية: قانوني, سياسي, ديني, والذي يهمنا هو الاتجاه السياسي, الذي يعرف الشرعية السياسية “تبرير السلطة الحاكمة من منطق الإرادة الجماعية”. بمعنى أن النظام السياسي يكتسب شرعيته من خلال تحقيق مصالح الشعب وصيانة استقلال البلاد وحماية الحقوق…. وتظهر هذه الشرعية من خلال تقبل أفراد الشعب للنظام وخضوعهم له طواعية. فرفض المواطنين أو عدم تقبلهم طواعية، واختياراً لأنماط السلطة الموجودة في المجتمع من خلال الفكر الحر عن طريق المشاركة والإقناع سيؤدي إلى العنف.
    4- قوة النظام السياسي ومقدرته على حماية المجتمع وسيادة الدولة:
    قوة النظام السياسي من المؤشرات الهامة لظاهرة الاستقرار السياسي, لأن النظام يتوجب عليه مسؤوليات – لا يمكن تحقيقها دون امتلاك عناصر القوة- كالدفاع عن البلد في حال تعرضه لاعتداء خارجي وكذلك حماية أمن المجتمع. وفي حال كان النظام السياسي ضعيفاً لا يستطيع صون سيادته وتحقيق أمنه الداخلي, فإن النتيجة الطبيعية التبعية للنظم القوية. فالنظام الذي لا يستطيع تجنب الانهيارات والتقلبات الفجائية التي قد تطيح به وببنيته الأساسية، سيفسح المجال أمام عدم استقرار سياسي وولادة نظام جديد على أسس جديدة، وإن النظام الذي لا يرضي تطلعات المواطنين سيؤدي إلى استمرار عدم الاستقرار السياسي على المدى الطويل أو القصير.
    [21]ومن معايير الاستقرار السياسي ازدياد فرص الانفتاح السياسي والديمقراطية المقترنين بالاعتدال في المواقف والسلوكيات، واتخاذ مواقف أقل تشدداً وتوتراً من قبل الأطراف السياسية والمدنية.
    وبهذا يظهر أن الاستقرار السياسي ليس وليد القوة العسكرية أو الأمنية، على أهميتها في ذلك، ولا يتأتَّى بالمزيد من الإجراءات الردعية أو الإكثار من الممنوعات والضغوطات، وإنما يتم ببناء حياة سياسية سليمة، ترفع مستوى الرضى الشعبي ومستوى الثقة في الحياة السياسية وفي مؤسسات الدولة والمجتمع، وتبث الأمن والطمأنينة وبالتالي الاستقرار. إن الكثير من الدول تملك ترسانة عسكرية كبيرة وأجهزة أمنية متطورة، والكثير من مظاهر القوة المادية، إلا أن استقرارها السياسي هش، سرعان ما يعاني التداعي والضعف مع أي ضغط أو تحول.
    5– محدودية التغيير في مناصب القيادات السياسية:
    المقصود بالقيادات السياسية في السلطة التنفيذية، فبقاء القادة السياسيين على رأس أي نظام سياسي لفترة طويلة مؤشر للاستقرار السياسي، ولكن يجب أن يقترن ذلك برضا الشعب. ويعد التغيير المتلاحق في المناصب القيادية أحد مؤشرات عدم الاستقرار السياسي  .  فسقوط الحكومات بمعدلات كبيرة، وقصر مدة استمرارها بالحكم عن ثمانية أشهر كأدنى حد لحكومة مستقرة، والتقلبات في النظام بشكل كبير أي أقل من مدته القانونية المعترف بها دستورياً من خلال النص عليها في صلب الدستور، وتتراوح هذه المدة في معظم الدول بين أربعة إلى سبعة سنوات وعلى هذا فإن أي حكومة تقل مدتها عن الثمانية أشهر فهذا مؤشر عدم استقرارها.
    6– الاستقرار البرلماني:

إن البرلمان هو الممثل للشعب أو الأفراد في كل الأنظمة على اختلاف أنماطها (رئاسي, برلماني, مختلط) ولا يجوز للسلطة التنفيذية أو رأس الدولة حل البرلمان, على اعتبار أن شرعية البرلمان تأخذ من الشعب أو الأفراد وفق عملية الانتخاب. ولكن في بعض الأحيان تظهر صور لعدم الاستقرار بالنسبة للبرلمان تتمثل في:
أ‌- استقالة أو إسقاط العضوية عن عضو أو أكثر من أعضاء البرلمان.
ب‌- حل البرلمان قبل استيفاء مدته القانونية.
إن هاتين الحالتين قد يكون السبب فيهما في كثير من الأحيان انسلاخ أو خروج فرد أو جماعة عن الحزب الحاكم أو المؤتلف، مما يسبب خلل في نسب تشكيل الحكومة والحكومة الائتلافية.
7– الديمقراطية وتدعيم المشاركة السياسية:
تعد المشاركة السياسية أحد مقاييس الحكم على النظام بالاستقرار السياسي من حيث تطبيق قواعد الديمقراطية في الحكم, وهي الحالة التي يتوافر للأفراد فيها القنوات الرسمية للتعبير عن آرائهم في القضايا الوطنية واختيار النواب والممثلين في المجالس النيابية والمحلية. بذلك تصبح المشاركة الشعبية وسيلة لتحقيق الاستقرار الداخلي وتدعيم شريعة السلطة السياسية.
8-غياب العنف واختفاء الحروب الأهلية والحركات الانفصالية والتمردات:

يرى البعض أن الإضرابات والمظاهرات ضد السلطة القائمة هي نوع من عدم الاستقرار السياسي، لكن يرى البعض الآخر أنها مجرد تعبير عن حيوية المجتمع بحيث تطفو على السطح التناقضات الموجودة فيه.
إن العنف السياسي هو التغير الرئيسي لعدم الاستقرار السياسي, أما اختفاء العنف السياسي فهو من المؤشرات الهامة على ظاهرة الاستقرار السياسي.
ويمكن تعريف العنف السياسي “الاستخدام الفعلي للقوة المادية لإلحاق الضرر والأذى بالآخرين, وذلك لتحقيق أهداف سياسية أو أهداف اقتصادية واجتماعية لها دلالات سياسية”.
والعنف قد يكون رسمي أو غير رسمي, أما الرسمي فهو الموجهة من النظام ضد المواطنين أو ضد جماعات أو تنظيمات أو عناصر معينة, أما غير الرسمي فهو الموجهة من المواطنين أو الجماعات ضد النظام وبعض رموزه. أما الحركات الانفصالية والتمردات والحروب الأهلية فتمثل أعلى صور عدم الاستقرار السياسي, وذلك لتضمنها اللجوء إلى العنف على نطاق واسع  .
9- الوحدة الوطنية واختفاء الولاءات التحتية (الأولية):
إن المجتمعات التي لا تعرف ظاهرة التعدد سواء على المستوى العرقي أو الديني أو اللغوي أو الطائفي غالباً ما تكون أقرب إلى الاستقرار السياسي من تلك التي تعرف التعددية.
العيب ليس في التعددية الاجتماعية وإنما في استراتيجيات النخب الحاكمة في التعامل مع هذه التعددية, وهنا نميز بين نوعين مختلفين: أحدهما يتعامل مع الأقلية من منطق الاستيعاب بالقوة, والثاني يتعامل مع الأقلية من منطق المساواة في الحقوق والواجبات.
إن النموذج الأول غالباً ما ينتج عنه بروز الولاءات غير الوطنية أو ما يدعى بالولاءات التحتية, وبالتالي مطالبة بالاستقلال أو حكم ذاتي… كما حدث في العراق والسودان أما النموذج الثاني فيؤدي إلى تمتين اللحمة الوطنية وإعلاء الهوية الوطنية على الهويات دون الوطنية.
10– نجاح السياسات الاقتصادية للنظام:
ينظر إلى الاستقرار الاقتصادي على أنه مؤشر عام من مؤشرات الاستقرار السياسي في كل المجتمعات, فعندما يكون النظام السياسي مستقراً, فإنه يوجه سياساته الاقتصادية نحو أهداف التنمية, وهذه السياسات التنموية التي ترفع مستوى المعيشة والرفاهية للأفراد, تخلت نوعاً من الطمأنينة والرضا الشعبي تجاه النظام السياسي.
11- مدى فاعلية وكفاءة النظام السياسي في الاستجابة لمتطلبات البيئتين الداخلية والخارجية:
عن طريق حسن استخدام موارده المتاحة لمواجهة الضغوط التي تأتيه من محيط تينك البيئتين. كلما كان النظام مرناً في استخدام موارده المتاحة سواء كانت كمية (تعليم، صحة، رعاية اجتماعية، خدمات بلدية…. إلخ) أو معيارية (حرية، عدالة، مساواة، مشاركة سياسية… إلخ) في التعامل من تلك الضغوط الداخلية والخارجية، كلما كان ذلك أدعى لاستقراره، حتى ولو لم يكن بالضرورة ديمقراطياً  .
12– قلة تدفق الهجرة الداخلية والخارجية:
إن أسباب الهجرة بشقيها الداخلي والخارجي يمكن إجماله بالوضع الأمني والاقتصادي, وكلا السببين بدورهما يؤشران إلى ظاهرة عدم استقرار سياسي, وكلما كانت معدلات الهجرة قليلة أو معتدلة دل ذلك على وجود الاستقرار السياسي. وقد تكون أحياناً العمالة الوافدة سبباً من أسباب عدم الاستقرار السياسي في الدول المضيفة.

تقسيم الدراسه :

بعد الانتهاء من عرض المشكلة البحثية الخاصه بالبحث سيتم تقسيم الدراسه الي عدد من الفصول و المباحث من اجل دراسه الموضوع دراسه دقيقه و شامله علي كافه الجوانب ، سيتم تقسيم الدراسه الي الفصل الاول تحت عنوان ” حزب الله اللبناني” و يقع في عده مباحث علي النحو التالي : المبحث الاول يتناول التطرق الي نشاه الدوله اللبنانيه و طبيعتها الأثنية و الاجتماعيه بينما يتناول المبحث الثاني طبيعه النظام السياسي في لبنان حيث يتناول الحديث عن مؤسسات النظام السياسي اللبناني و الاحزاب السياسيه اللبنانيه”، و المبحث الثالث ” دراسه دور حسب الله علي الساحة السياسيه اللبنانيه و كذلك التاثير السياسي  لحزب الله علي النظام السياسي اللبناني حيث يتضمن المبحث الرابع ”  دراسه تشكيل حزب الله و الدور السياسي للحزب” اما المبحث الخامس يتضمن ” اهم مؤشرات حزب الله اللبناني علي استقرار النظام السياسي اللبناني”

اما فيما يتعلق بالفصل الثاني ” دراسه لاهم التصورات الخاصه بمستقبل حزب الله سواء علي الداخل اللبناني او علي الاستقرار الاقليمي خاصه علي الولايات المتحده الامريكيه و شركائها او علي الجانب الدولي الخاصه بالفواعل المختلفة ذات الصلة بالدراسة  كذلك الخلفية التاريخية الدينة السياسية فى تركيا ” والذى يتمحور حول مدى تأثر المجال السياسى التركى بالتجارب الدينية الحاكمة ،وذلك من بداية الدولة العثمانية حتى الان بالاضافه الي دور حزب العداله و التنميه علي الاستقرار النظام السياسي التركي .

اما الفصل الثالث : ” دراسه مقارنه لمدى فاعليه حزب الله و حزب العداله و التنميه علي الاستقرار السياسي للبنان و تركيا علي الترتيب “.

الفصل الاول ” تأثير فاعلية حزب الله علي الاستقرار السياسي اللبناني “

المبحث الاول :

الاطار التاريخي و النظرى للنظام السياسي اللبناني

[22]المطلب الاول: الطائفيه اللبنانيه و اثرها علي الاستقرار السياسي اللبناني[23]

يتنناول هذا المبحث يتناول البحث بالدراسة موضوع الطائفية وأثرها على النظام السياسي في لبنان، ويركز اهم الطوائف اللبنانية ، ومدى تأثيرها على طبيعة النظام السياسي.

تعد الطائفيه مظهر من مظاهر الضعف في النظام السياسي اللبناني لا تكمن في مجرد تعدد الطوائف، فهذا التعدد سابق على قيام الدولة، وإنها تكمن في الأثر النفسي الذي يتركه الانتماء الطائفي داخل الجماعة الدينية والذي ينعكس على سلوكها أزاء الجماعات أو الطوائف الأخرى، فكل طائفة تنظر بعين الشك والريبة إلى بواعث ودوافع السلوك الاجتماعي والسياسي للطوائف الأخرى، ويترتب على ذلك سلوك لا يقوم إلا على الترقب والترصد والتحفز.

التعبير عن الانقسامات الداخلية في كل مجموعة طائفية بمواقف معينة تتعارض مع مصالح غيرها من الطوائف في المجموعة الواحدة، وقد يصل الأمر إلى حد الخروج على الموقف السياسي والعسكري لنفس المجموعة كما هي حالة طائفة الروم الأرثوذكس من المؤتمر المسيحي الذي عقد في العام 1983، أو كما هي حالة الطائفة السنية بعد الاجتياح الإسرائيلي، وبعد 6 فبراير في العام 1984 في بيروت الغربية، فإذ ما انتقلنا إلى مستوى الطائفة الواحدة وألقينا نظرة عامة على الطائفة المارونية المسيحية، لوجدنا أيضاً من داخلها انقسامات ومراتبيه معينة، وهذا ينطبق أيضاً على الطائفة الدرزية والطائفة السنية وبقدر أقل يصلح على الطائفة الشيعية، إلا أن الانقسامات الداخلية قابلة للانضباط نفسه على المستوى الثاني ثم الانقسامات داخل المجموعة الطائفية الواحدة بين المسلمين والمسيحيين كل على حده.

يتضح مما سبق مدى التعقيد الناتج عن الوضع الطائفي في لبنان، فالتعقيد الطائفي يؤثر على مجمل نواحي الحياة اللبنانية، فمجتمع الطوائف في لبنان، يعمل فقط لخدمة الطائفة الواحدة على حساب الطوائف الأخرى أولاً، وعلى حساب الدولة بشكل عام، بمعنى أن الطائفة وخصوصيتها ومصالحها مقدمة على كل المصالح الأخرى سواء التي تهم الطوائف أو التي تهم الدولة بشكل عام، هذه النظرة الأحادية تكرر تأثرها على كل جوانب الحياة الاجتماعية والاقتصادية والعسكرية داخل لبنان، وأدخلت لبنان في الكثير من المشاكل الداخلية والتي تطورت شيئاً فشيئاً لتدخله في حروب أهلية مستمرة، نشهد مراحلها حتى كتابة هذه السطور.

وحتى يتضح لنا مدى المأساة التي يعاني منها لبنان كنتيجة لهذا التنوع الطائفي، سوف نلقي الضوء على أهم الطوائف اللبنانية المكونة للمجتمع اللبناني.[24][25]

بصفة عامة تنقسم الطوائف اللبنانية إلى قسمين رئيسين الطوائف الإسلامية، والطوائف المسيحية، إلى جانب بعض الطوائف الصغيرة تتبع كلا القسمين الرئيسيين، إلى جانب الطائفة اليهودية.

الطوائف اللبنانيه

أولاً: الطوائف الإسلامية وهي:[26]

السنة، الشيعة، الدروز، العلويون الإسماعليون، الشركس، الأكراد

وسنلقي الضوء هنا على الطوائف الرئيسة فقط كالسنة والشيعة والدروز.

  • السنة: تعتبر من أكبر الطوائف الإسلامية حجماً، فهي تشكل نسبة 50 % من الطوائف الإسلامية وأبناؤها يؤمنون بالقرآن الكريم، ويتبعون مجموعة الأعمال والأحاديث التي تواترت ونقلت عن الصحابة عن رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم.

يتركز أبناء هذه الطائفة في الشمال والوسط وبخاصة في مدينتي طرابلس وبيروت، ويعتبر مستواهم الثقافي أعلى من مستوى غيرهم من أبناء الطوائف الإسلامية الأخرى.

وتشارك هذه الطائفة في الحياة السياسية بفاعلية، حيث يمثلها في مجلس النواب عشرون نائباً كما أن لها بعض المناصب الوزارية وأهمها رئيس الوزراء، ومنها يختار مفتي الديار اللبنانية.

  • الشيعة: ظهرت الشيعة في لبنان في ظل الدولة الفاطمية (969 – 1075م) حيث كان المذهب الشيعي هو المذهب الرسمي للدولة، فكثر عددهم وقوي نفوذهم السياسي، وقد سيطروا في القرن الحادي عشر على معظم أجزاء لبنان باستثناء منطقة الشمال حيث يتركز الموارنة، والشوف ووادي اليتم حيث ينتشر الدروز.

لذلك أصبحت هذه الطائفة الثانية من حيث الحجم فيما يخص الطوائف الإسلامية، ويتركز أبناؤها في الجنوب اللبناني وفي بعلبك وجبل الساحل، وهم أقل من حيث المستوى الثقافي من الطائفة السنية، ومن حث الأوضاع الاقتصادية، ويشارك أبناء هذه الطائفة في الحياة السياسية، حيث يمثلهم في مجلس النواب تسعة عشر نائباً ويعطيهم الدستور اللبناني رئاسة مجلس النواب، كما يشاركون في تشكيل الحكومة بمقعدين وزاريين.

  • الدروز: تعود نشأة هذه الطائفة إلى أوائل القرن الحادي عشر، حيث جاء “تكشين الدرزي” ويعتقد أنه شيعي، إلى سوريا عام 1020م واستقر في وادي اليتم عند أسفل جبل حرمون وراح يبشر بمذهب جديد يدور حول فكرة أن الخليفة الحاكم بأمر الله إمام ذو صفة فوق الطبيعة، أي أنه تجسيد للعقل الكوني، وأصبح للدروز تلامذة وأتباع أطلق عليهم اسم “الدروز” وشكلوا نواة الطائفة الدرزية وإنتشروا في ظل الدولة الفاطمية، في منطقة الشوف والمتن. (19) وتبرز في هذه الطائفة عائلتان، هما: أرسلان وجنبلاط، ولزعيمي العائلتين الزعامة في الطائفة من الناحية السياسية والدينية، وتشارك أبناء هذه الطائفة الحياة السياسية، حيث يمثلهم في مجلس النواب، ستة نواب ويمثلهم في الحكومة وزيران.

ثانياً: الطوائف المسيحية هي:[27]

الموارنة، الروم الأرثوذكس، الروم الكاثوليك، البروتستانت، بالإضافة إلى الاثينات المسيحية التالية” أرمن أرثوذكس، أرمن كاثوليك، أستوريون كلدان، سريان”.

أيضاً سنركز الحديث هنا على الطوائف الرئيسية المسيحية.[28]

  • الموارنة: تعتبر من أكبر الطوائف المسيحية في لبنان، وتعود نشأتها إلى القرن الخامس الميلادي حينما أسس تلامذه القديس “مارمارون” ديراً بإسمه شرق مدينة حماة (21)ومن أتباعهم تشكلت هذه الطائفة بعد إنشقاق اليعاقبة على أثر إنعقاد مجمع خلقيدونيا عام 451م، وقد إضطر الموارنة إلى الرحيل نتيجة لمعاداة اليعاقبة لهم، فاستقروا بصفة رئيسية في جبل لبنان، وقد تمتعت هذه الطائفة بمستوى ثقافي لم يتح لغيرها من الطوائف، وذلك نتيجة لرعاية فرنسا لها، وما كانت تتمتع به من قوة عددية عشية الاستقلال، فقد استأثرت بالمناصب الحساسة في الدولة، فمنها ينتخب رئيس الدولة، وتمثل في البرلمان ثلاثين نائباً، ويمثلها أيضاً العديد من الوزراء (22) ولذلك تشعر هذه الطائفة دائماً بأنها صاحبة الدور الرئيس في نشأة الدولة اللبنانية الحديثة، وأنها المحرك الرئيسي للحياة السياسية والاقتصادية، والعامل المؤثر في بقاء إستمرار الدولة، ومن هنا تتصور بأنه يجب أن تبقى على رأس الدولة وأن يكون لها نصيب الأسد في هذه الدولة، وهي ترى أن لبنان، لبنان عربي الوجة غربي الثقافة، يجمع بين روحانية الشرق ومدنية الغرب.
  • الروم الأرثوذكس: ظهرت هذه الطائفة في القرن التاسع واستقرت في المناطق الساحلية، وتركزت في منطقة الكورة والمدن الكبيرة، وهي أصغر حجماً من الطائفة المارونية، وفي مراحل سابقة لقيت عناية خاصة من قبل روسيا القيصرية، إلا أن هذه العناية إنتهت بقيام الثورة البلشينية عام 1917م، مما ساعد على الارتباط بين هذه الطائفة وغيرها من الطوائف الأخرى في المجتمع العربي الإسلامي، كما أن وجود مقر البطريرك الأرثوذكسي في دمشق وطر العلاقة بينهم وبين إخوانهم في سورية وجعل نظرتهم للأمور أكثر شمولية من تلك النظرة التي تسيطر على الطائفة المارونية. حيث تشارك الطائفة في الحياة السياسية حيث تحصل على أحد عشر مقعداً في مجلس النواب، ولها بعض المناصب الوزارية.
  • الروم الكاثوليك: تشترك هذه الطائفة مع الروم الأرثوذكس من حيث الأصول التي تنحدر منها الطائفتان، حيث تنتميان إلى الفساسنة، فضلاً عن أن طائفة الروم الكاثوليك كانت في الأصل جزءاً من طائفة الروم الأرثوذكس، لكنها إنشقت عنها في القرن الثامن عشر، وتتمركز هذه الطائفة بصفة خاصة في منطقة زحلة، وأبناؤها في الغالب حلفاء للموارنة، وتتمتع بوضع اقتصادي ممتاز، حيث أن غالبية أبناؤها على درجة كبيرة من الغنى والثراء، من الناحية السياسية تشارك في هذه الطائفة بستة مقاعد في مجلس النواب، ولها مقعد في مجلس الوزراء.

طبيعة النظام السياسي في لبنان[29][30][31]

يتنناول هذا المبحث يتناول البحث بالدراسة موضوع الطائفية وأثرها على النظام السياسي في لبنان، ويركز على طبيعة النظام السياسي اللبناني من حيث الدستور والأحزاب السياسية ، ومدى تأثيرها على طبيعة النظام السياسي.

[32]  يتميز المجتمع السياسي اللبناني بالتعددية الشديدة وشهد التاريخ اللبناني عددًا من الأزمات والنزاعات الداخلية التي أدت إلي هشهشة الدولة اللبنانية والنظام السياسي اللبناني، نظرًا لأن المؤسسات السياسية في لبنان قائمة علي تقاسم السلطة بين الطوائف الدينية المختلفة ويثار الحديث عن حجم الطواف ويتم توظيفها للحفاظ علي النظام الطائفي، ومن أهم النماذج الغربية التي استطاعت تقليل النزاعات حول السلطة هو نموذج الديمقراطية التوافقية ومن أشهر تطبيقتها في هولندا ذات المجتمع الصغير المتعدد، وبالتالي يبحث الفصل التالي في مؤسسات النظام السياسي اللبناني والأحزاب السياسية اللبنانية ويعرض نموذج الديقمراطية التوافقية الذي تم تطبيقه في لبنان.

مؤسسات النظام السياسي اللبناني:[33]

لقد مر النظام السياسي اللبناني بتطورات عديدة بداية من الدولة العثمانية ونظام الملل العثماني ونظام القائمتين ونظام متصرفية جبل لبنان ثم مرحلة الانتداب الفرنسي والذي استمر حتي تحقيق الاستقلال عام 1943م، وتنقسم المؤسسات السياسية في لبنان إلي مؤسسات رسمية ومؤسسات غير رسمية وتشمل المؤسسات الرسمية السلطة التنفيذية، التشريعية، القضائية ومؤسساتهم.

المؤسسات السياسية الرسمية:

[34]يقوم النظام السياسي اللبناني علي مبدا الفصل بين السلطات و توازنها ، حيث تقوم كل مؤسسه من المؤسسات اللبنانيه بالعمل علي مهامها و مسؤولياتها و يوجد قدر من التعاون فيما بينها.

أولاً السلطة التنفيذية:[35][36]

أ- رئيس الجمهورية: هو رئيس الدولة ويقوم علي حماية الدستور والمحافظة علي استقرار لبنان وهو القائد الأعلي للقوات المسلحة وينتخب بالاقتراع السري بغالبية الثلثين من مجلس النواب في الدورة الأولي ويكتفي بالغالبية المطلقة في دورة الاقتراع التالية، وتستمر الفترة الرئاسية ست سنوات ولا يتم انتخاب الرئيس إلا بعد مرور 6 سنوات من انتهاء ولايته.

ب- رئيس الوزراء: رئيس الحكومة ويكون مسئول عن تنفيذ السياسات العامة التي يضعها مجلس الوزراء ويتمتع بالعديد من الصلاحيات في عقد المجلس واختيار الوزراء، خاصة بعد توسيع صلاحياته في اتفاق الطائف أصبح بمثابة الرئيس الفعلي للبلاد.

ج- مجلس الوزراء: وفقا للمادة 65 من الدستور عام 1990 المعدل في 2004 يقوم مجلس الوزراء بوضع السياسة العامة للدولة وتنفيذ القوانيين والإشراف علي أجهزة وإدارات الدولة

ثانيًا السلطة التشريعية:

تتمثل في مجلس النواب المسئول عن وضع القوانيين ويتكون المجلس من 128 عضوًا ينتخب لمدة أربع سنوات،

ويتكون من مجلس من غرفة واحدة يختلف عدد الأعضاء من عام لآخر وفقًا لاعتبارات طائفية، ويتم توزيع المقاعد كالتالي، 20 مقعد للسنة، 30 مقعد للموارنة، 19 للشيعة، 11 للروم الارثوذكس، 16 للدروز، 6 للروم الكاثوليك، 4 للأرمن الارثوذكس، مقعد للأرمن الكاثوليك ومقعد واحد للبروتستانت ومقعد واحد للأقليات ، فالنظام التشريعي في لبنان لم يولد مشلول بسبب الطائفية ولكنه دائمًا ضحية العلاقات الطائفية والمصالح والتوازنات بين السلطة المركزية والأطراف الطائفية.

ثالثًا السلطة القضائية:[37]

يتم انتخاب عدد من أعضاء مجلس القضاء الأعلي من قبل الهيكل القضائي، تتكون السلطة القضائية من مجلس أعلي يقوم بمحاكمة الرؤساء والوزراء ويضع القوانيين الخاصة بأصول المحاكمات، ومجلس دستوري لتفسير ومراقبة مدي دستورية القوانيين والبت في النزاعات الناشئة عن الانتخابات الرئاسية.

بالإضافة إلي أنه هناك مجموعة من اللجان لها الحق في مراجعة المجلس الدستوري فيما يتعلق بتفسير الدستور ومراقبة دستورية القوانيين وهي كالتالي:

أ- رئيس الجمهورية، رئيس مجلس النواب، رئيس مجلس الوزراء، نسبة معينة من أعضاء مجلس النواب.

ب- يحق لرؤساء الطوائف اللبنانية مراجعة المجلس الدستوري في القوانين الخاصة بالأحوال الشخصية، حرية المعتقد وممارسة الشعائر الدينية، حق التعليم الديني للطوائف.

الأحزاب السياسية في لبنان:[38][39]

     تتميز الحياة الحزبية في لبنان بالتعددية حتي أنه هناك مايقرب من 80 حزبًا بدون قانون لتنظيم الأحزاب السياسية وبالتالي هناك عددًا كبيرًا من الأحزاب الغير مصرح لها بممارسة النشاط السياسي، وأدي انشغال الطوائف بالنزاعات والصراعات الطائفية بعدم إصدار قانون تنظيم الأحزاب السياسية مثل حالة العراق، وتشير الإحصائيات إلي وجود نحو ثلاثة وستين حزبًا في لبنان موزعه بين كل الطوائف، ولا يوجد ممثلون لمعظم هذه الأحزاب داخل المجلس النيابي، وهناك سمة مميزة للأحزاب أنها تقوم علي أساس ديني طائفي حيث أن الأحزاب المسيحية لا تقبل مسلمين والأحزاب المسلمة لا تقبل مسيحيين وذلك متبادل بين مختلف الأحزاب اللبنانية ، وبالتالي بعد مقتل رفيق الحريري عام 2005م وثورة الأرز، انقسمت القوي السياسية إلي تحالفين أساسيين تحالف 14 آذار وتحالف المعارضة 8 آذار.

أولاً: تحالف 14 آذار:

تجمع هذا التحالف علي أساس المطالبة بالاستقلال والتحرر من الوجود السوري بعد خروجهم في بيروت يوم 14 مارس/ آذار عام 2005م للتنديد بعملية اغتيال رفيق الحريري ويتكون من:

1[40]تيار المستقبل: تجمع سياسي أسسه رفيق الحريري ويهدف لجمع اللبنانيون علي أساس واحد ويسيطر عليه رفيق الحريري منذ تأسيسه وبعد وفاته تولي ابنه سعد الحريري وكسب تعاطفًا شديدًا، وبعد ذلك اكتسح في الانتخابات النيابية وشكل الأغلبية في المجلس النيابي وبالتالي تم تشكيل الحكومة برئاسة فؤاد السنيوة، وليس للتيار هيكل تنظيمي مؤسسي حزبي بل هو عبارة عن تجمع مناصري نهج الحريري، ويتركز في المناطق السنية وبيروت والبقاع الغربي والجنوبي والشمال، ويتملك تلفزيون المستقبل وجريدة المستقبل ويقود تيار 14 آذار الاتجاه الذي يناهض الوجود السوري في لبنان واتهامه أنه السبب وراء اغتيال الحريرى.

2- الحزب التقدمي الاشتراكي: هو حزب علماني لبناني يتزعمه الدرزي وليد جنبلاط، لم ينشأ ليمثل طائفة [41]بعينها ولكنه يمثل الموحدين الدروز وتأسس في 1949م وكان منضم للحركة الوطنية اللبنانية التي كانت تضم أحزاب آخري في مواجهة الجبهة اللبنانية المسيحية أثناء الحرب الأهلية، وكان كمال جنبلاط والد وليد دور عسكري قوي أثناء الحرب الأهلية وتولي ابنه بعد مقتله في 1977م، ويمثل الحزب نقطة أساسية في حكومة السنيورة وقوي 14 آذار

[42]ج- حزب الكتائب: تأسس عام 1936م علي يد بيار الجميل كحركة قومية شبابية وكان من أبرز المشاركين في القوات اللبنانية أثناء الحرب الأهلية، وتراجع الحزب وشهد انقسامات بعد وفاة مؤسسة

[43]د- القوات اللبنانية: حزب سياسي وميليشيا مسلحة أسسها بشير الجميل عام 1976م كذراع عسكري للجبهة اللبنانية وخاض حروبًا عديدة ضد المنظمات الفسلطينية وبدأ يستقل عن الجبهة اللبنانية عام 1982م ودخل في نزاعات مع ميلشيات الجنرال ميشيل عون وبعد اتفاق الطائف سلموا أسلحتهم وتحولوا إلي حزب سياسي كامل وتم حظرها ولكن مع خروح القوات السورية من لبنان 2005م تم رفع الحظر عنها ويرأسها سمير جعجع ولها خمسة مقاعد في البرلمان

ثانيا: آذار قوي المعارضة:

تمثل القوي التي احتشدت للامتنان لسوريا وانضم لها التيار الوطني الحر في 2006م بعد إبرامه وثيقة تفاهم مع حزب الله وتغيير موقفه من معارض لسوريا لمؤيد لها، ويتكون من:

[44]أ– حزب الله: حزب شيعي الممثل الأول عن الشيعة تكون كقوة مقاومة للاحتلال الإسرائيلي عام 1982م ثم شارك في انتخابات مايو 1982م وأصبح حزبًا سياسيًا في 2005م وشارك في الانتخابات البرلمانية ويتحالف دائمًا مع حركة أمل، وهو القوة اللبنانية التي مازالت تحتفظ بسلاحها بشكل علني بدعوي استمراره في ردع الاحتلال الإسرائيلي، والحزب له دور اجتماعي كبير يتمثل في بناء المستشفيات والمدارس ودور الرعاية، ودور إعلامي قوي فهو يمتلك محطة المنار وإذاعة وصحف، ويرأسه حسن نصرالله، ويرتبط بشكل كبير بالثورة الإيرانية عام 1979م ويتلقى دعمًا عسكريًا وماديًا من إيران واستطاع صد العدوان الإسرائيلي علي لبنان في 2006م حيث أنه كان يستهدف تصفية سلاح حزب الله ويقود تحالف 8 آذار في مواجهة تحالف 14 آ ذار.

ب– حركة أمل: حركة شيعية الممثل الثاني عن الشيعة أسسها موسي الصدر عام 1975م وكانت ذراع [45]عسكري لحركة المحرومين التي تسعي للدفاع عن مصالح الشيعة في لبنان، وعرف عنهم التحالف مع سوريا والتحالف مع حزب الله كممثلين أساسيين عن الشيعه.

ج- التيار الوطني الحر: تكون عام 1990م بعد نفي ميشيل عون لباريس وأصبح حزب رسمي في 2005م بعد عودة عون من منفاه، وكان يعرف عنهم مناهضة الوجود السوري في لبنان ولكنه بعد عودة عون تحالف مع تيار المردة الموالي لسوريا وتحالف مع حزب الله، وفي انتخابات 2005م حصل علي أكثر أصوات المسيحيين مما جعله بمثابة الممثل الأساسي عن المسيحيين وخاصة المارونيين، ويعرف بالتيار الماروني الحر.

المبحث الثاني

” دور حزب الله علي الساحة السياسية اللبنانية و التأثير السياسي  لحزب الله علي استقرار النظام السياسي اللبناني

المطلب الاول : تشكيل حزب الله و الدور السياسي للحزب[46]

[47]يعد حزب الله اللبناني واحدا من الأحزاب السياسية ذات التوجهات الإسلامية التي ظهرت في المنطقة العربية و يعد من الأحزاب الفاعلة في لبنان، إذ أخذ على عاتقه عملية المقاومة ضد إسرائيل و تحرير الجنوب اللبناني، و حاول إبراز نفسه على الساحة العربية و الإقليمية و لعب دورا واضحا من خلال التصريحات و البيانات تجاه القضايا التي طرحت على الساحتين العربية و الإسلامية.

نشاه حزب الله اللبناني و تطوره[48]

“حزب الله” هو حزب سياسي إسلامي شيعي وجماعة مسلحة، مقره لبنان، حيث رسّخت أجهزته الأمنية الواسعة، وتنظيمه السياسي، وشبكة الخدمات الاجتماعية، سمعَته على أنه “دولة داخل دولة”. تأسست الجماعة المدعومة من إيران في خضم فوضى الحرب الأهلية اللبنانية التي استمرت خمسة عشر عامًا، مدفوعة بمعارضتها لإسرائيل ومقاومتها للنفوذ الغربي في الشرق الأوسط.

[49]ظهر حزب الله اثناء الحرب الأهلية اللبنانية التي استمرت خمسة عشر عامًا، وكانت قد اندلعت عام 1975، عندما وصل السخط المتراكم منذ فترة طويلة، بخصوص الوجود الفلسطيني المسلح الكبير في البلاد، إلى درجة الغليان، حيث اتخذت الطوائف اللبنانية المختلفة مواقف مختلفة من طبيعة هذا التحدي الفلسطيني.

بموجب الاتفاق السياسي لعام 1943، قُسّمت السلطة السياسية في لبنان، بين الجماعات الدينية المهيمنة: (السنّة لمنصب رئيس الوزراء، والمسيحي الماروني لرئاسة الجمهورية، ورئاسة البرلمان للشيعة). وقد تطورت التوترات بين هذه الجماعات نحو حرب أهلية، حيث أدت عوامل عدة إلى الإخلال بالتوازن الدقيق، إذ ازداد عدد السكان المسلمين السنة، مع وصول اللاجئين الفلسطينيين إلى لبنان، بينما شعر المسلمون الشيعة بتهميش متزايد من قبل الأقلية المسيحية الحاكمة. وسط الاقتتال الداخلي، غزت القوات الإسرائيلية جنوب لبنان في عام 1978، ومرة أخرى في عام 1982، لطرد المقاتلين الفلسطينيين الذين كانوا يستخدمون المنطقة كقاعدة لمهاجمة إسرائيل.

قامت مجموعة من الشيعة، متأثرة بالحكومة الثيوقراطية في إيران (الحكومة الشيعية الرئيسة في المنطقة، التي وصلت إلى السلطة في عام 1979) بحمل السلاح ضد الاحتلال الإسرائيلي. ونتيجة رؤيتها فرصة لتوسيع نفوذها في الدول العربية، قدّمت إيران وفيلق الحرس الثوري الإسلامي التابع لها الأموالَ والتدريب للميليشيا الوليدة، التي اتخذت لها اسم “حزب الله”. اكتسبت سمعة النزعة القتالية المتطرفة، بسبب اشتباكاتها المتكررة مع الميليشيات الشيعية المتنافسة، مثل حركة أمل، والهجمات على أهداف أجنبية، من ضمنها التفجير الانتحاري عام 1983 في ثكنات تأوي القوات الأميركية والفرنسية في بيروت، قُتل فيها أكثر من ثلاثمئة شخص. أصبح حزب الله رصيدًا حيويًا لإيران، جسر الانقسامات الشيعية العربية الفارسية، ومن ثم أنشأت طهران وكلاء في جميع أنحاء الشرق الأوسط.

يصف حزب الله نفسه بأنه “حركة مقاومة شيعية”، وقد وضّح أيديولوجيته في بيان عام 1985، وتعهد بطرد القوى الغربية من لبنان، ودعا إلى تدمير دولة إسرائيل، وتعهد بالولاء للمرشد الأعلى لإيران، كما دعا إلى بناء نظام إسلامي مستوحًى من النظام في إيران، لكنه شدد على أن الشعب اللبناني يجب أن يتمتع بحرية تقرير المصير.

يتزعم “حزبَ الله” حسن نصر الله، الذي تولى منصب الأمين العام عام 1992 بعد أن اغتالت إسرائيل عباس الموسوي (مؤسس الجماعة وزعيمها السابق). ويشرف نصر الله على مجلس الشورى المكون من سبعة أعضاء، وعلى مجالسه الفرعية الخمسة: السياسي، والجهاد، والنواب، والتنفيذي، والقضائي. وتقدر وزارة الخارجية الأميركية أن حزب الله لديه عشرات الآلاف من الأعضاء والأنصار الآخرين الموزعين في جميع أنحاء العالم.

يسيطر حزب الله على كثير من المناطق ذات الأغلبية الشيعية في لبنان، ومن ضمنها مناطق من بيروت وجنوب لبنان ومنطقة وادي البقاع الشرقي. وعلى الرغم من أن حزب الله يتخذ من لبنان مقرًا له، فإن بيانه يوضح أن عملياته، خاصة تلك التي تستهدف الولايات المتحدة، لا تقتصر على الحدود الداخلية: “التهديد الأميركي ليس محليًا أو مقتصرًا على منطقة معينة، وبالتالي، فإن مواجهة مثل هذا التهديد يجب أن يكون دوليًا أيضًا”. اتُهمت الجماعة بالتخطيط وتنفيذ أعمال إرهابية ضد أهداف إسرائيلية ويهودية في الخارج، وهناك أدلة على عمليات نفذها حزب الله في أفريقيا والأميركتين وآسيا.

تستمر إيران في دعم حزب الله بالأسلحة، وبأكثر من 700 مليون دولار سنويًا، وفقًا لتقديرات وزارة الخارجية لعام 2019. كما يتلقى حزب الله أيضًا مئات الملايين من الدولارات من شركات أعمال قانونية ومؤسسات إجرامية دولية ومن الشتات اللبناني.

توجهات الحزب[50][51]
يهتم الحزب –كما يقول الشيخ حسن نصر الله- بمصير ومستقبل لبنان، ويساهم مع بقية القوى السياسية اللبنانية في إقامة مجتمع أكثر عدالة وحرية، ويهدف إلى إقامة دولة إسلامية في لبنان. ويهتم بالقضايا العربية والإسلامية وبخاصة القضية الفلسطينية.

البناء التنظيمي
رغم عامل السرية الذي يحرص الحزب عليه في أغلب نشاطاته، فإن ذلك لم يمنعه من الإعلان عن وجود بعض الهياكل التنظيمية التي تنظم عمل الحزب، منها على سبيل المثال:
– هيئة قيادية.
– مجلس سياسي.
– مجلس تخطيطي.
– كتلة النواب.
– مجموعات تنفيذية.
– هيئات استشارية.
ويتخذ القرار داخل تلك الهيئات بأغلبية الأصوات، ويعتبر مجلس شورى الحزب أعلى هيئة تنظيمية حيث يتكون من 12 عضواً تسند إليهم مسؤولية متابعة أنشطة الحزب الأخرى الاقتصادية والاجتماعية والاقتصادية.

أمناء الحزب
يعتبر الشيخ محمد حسين فضل الله المؤسس الحقيقي لحزب الله، حيث كان لنشاطه الدعوي الكبير وسط صفوف الشيعة في الجنوب أكبر الأثر في سرعة تعاطفهم مع الحزب الذي ظهر إلى الوجود عام 1982 وأعلن عنه رسمياً في عام 1985.

أما الأمين العام الأول لحزب الله فهو الشيخ صبحي الطفيلي الذي تولى هذا المنصب في الفترة من عام 1989 حتى عام 1991، ثم أجبر على الاستقالة بعد إعلانه من جانب واحد العصيان المدني على الحكومة اللبنانية الأمر الذي رفضه الحزب، وتولى منصب الأمين العام الشيخ عباس الموسوي خلفاً له، لكنه لم يستمر أكثر من تسعة أشهر، فقد اغتالته إسرائيل في عام 1992 ليقود الحزب من بعده الشيخ حسن نصر الله الذي لايزال يشغل هذا المنصب حتى الآن.

الفكر والبرامج[52]

” فكرة الدولة الإسلامية في لبنان حاضرة على مستوى الفكر السياسي، أما على مستوى البرنامج السياسي فإن خصوصيات الواقع اللبناني لا يساعد على تحقيق هذه الفكرة “.

ميز حزب الله في تحركاته السياسية على الساحة اللبنانية بين الفكر والبرنامج السياسي، فيرى أن الفكرة    السياسية لا تسقط إذا كان الواقع السياسي غير موات لتطبيقها، كما هو الحال بالنسبة لفكرة إقامة دولة   إسلامية في لبنان. يقول حسن نصر الله “نحن لا نطرح فكرة الدولة الإسلامية في لبنان على طريقة الطالبان   في أفغانستان، ففكرة الدولة الإسلامية في لبنان حاضرة على مستوى الفكر السياسي، أما على مستوى  البرنامج السياسي فإن خصوصيات الواقع اللبناني لا يساعد على تحقيق هذه الفكرة، فالدولة الإسلامية المنشودة ينبغي أن تكون نابعة من إرادة شعبية عارمة، ونحن لا نستطيع إقامتها الآن لحاجتها إلى حماية”.

اهداف حزب الله [53]

  1. أن تخرج إسرائيل من لبنان كمقدمة لإزالتها من الوجود، وتحرير القدس من براثن الاحتلال.
    أن تخرج أمريكا وفرنسا وحلفائها من لبنان، وينتهي أي نفوذ لأي دولة استعمارية في البلاد.
    3. أن يرضخ الكتائبيون للحكم العادل ويُحاكَموا جميعاً على الجرائم التي ارتكبوها بحق المسلمين والمسيحيين بتشجيع من أمريكا وإسرائيل.
    4. أن يُتاح لجميع أبناء شعبنا أن يُقرروا مصيرهم ويختاروا بكامل حريتهم شكل نظام الحكم الذي يريدونه، علماً أننا لا نخفي التزامنا بحكم الإسلام. وندعو الجميع إلى اختيار النظام الإسلامي الذي يكفل وحده العدل والكرامة للجميع، ويمنع وحده أي محاولة للتسلل الاستعماري إلى بلادنا من جديد.

مصادر تمويل حزب الله:[54][55]

تعتمد كوشف تقرير في مجلة “ناشيونال إنترست” الأمريكية عن المصادر التمويلية الأساسية لـ”حزب الله” اللبناني والتي من خلالها يقوم الحزب بانتهاج سياسة خاصة به تمتد جغرافيا أبعد من الحدود اللبنانية.

وبحسب التقرير، استطاع الحزب تأسيس اقتصاد داخلي له في لبنان من خلال أنشطة مالية واقتصادية، بالإضافة إلى توسعه وامتداده إلى الخارج وصولا إلى أفريقيا وأمريكا اللاتينية، وتضمنت أعماله في الخارج على غسيل الأموال وتجارة البناء والاتفاقات والتعاقدات وغيره.

ووفقا لتقرير المجلة عن المصادر الرئيسية للحزب اليوم فهي تبدأ من مرشد الأعلى للثورة الإسلامية، علي خامنئي، و ثم الدولة الإيرانية بالإضافة إلى مصادر الزكاة والخمس التي يتم جمعها من المسلمين. والمصادر الداخلية في لبنان من خلال أعماله ومؤسساته وكل شبكاته المالية الموجودة في الدول والقارات الأخرى.

أما عن حجم ميزانية “حزب الله” فقدرت بحوالي 700 مليون دولار سنويا ويشكل الدعم الإيراني حوالي 80% منها.

[56]واعتبر التقرير أن العقوبات المفروضة على “حزب الله” اليوم من الدول الغربية والولايات المتحدة عديمة الجدوى وغير مؤثرة بشكل كبير وذلك لأسباب عديدة ومنها أن العقوبات المفروضة على إيران ليست خانقة بما فيه الكفاية.

بالإضافة إلى سبب امتلاك الحزب على إمبراطورية مالية خارج البلاد. ورغم الجهود المبذولة لحرمانه من موارده المالية التي تأتي من أنشطته الخارجية، والتي شهدت تطورا ملحوظا في السنوات القليلة الماضية لكنها لم تساهم بوقف الأموال التي تصله من تلك المصادر.

و علي الجانب الاخر ، يقوم “حزب الله” باستغلال الدولة اللبنانية من مشاركته في الحكومة اللبنانية واستلامه عددا من الحقائب التي تسهل له بعض العمليات المالية، هذا عدا استغلاله لمجتمعه والحلفاء لدعمه في أي لحظة ميليشيا حزب الله اللبناني على قنوات رسمية وأخرى غير رسمية كمصادر للتمويل، لكن المؤكد بحسب دراسة لـ”معهد الدفاع عن الديمقراطيات الأميركي”، فإن الميليشيا تعتمد على الأنشطة الإجرامية لتأمين جزء كبير من تمويلها.

وتمتد شبكة معقدة من تبييض الأموال من أميركا الجنوبية إلى إفريقيا، فالولايات المتحدة، وحين تأتي مرحلة عودة تلك الأموال إلى الميليشيا يتم الاعتماد على النظام المالي الرسمي اللبناني والدولي.

وأولى المحطات التي تمر عبرها الأموال هي “المغسلة”، كما يسميها التقرير، حيث تعتمد الميليشيا على شبكة عالمية من الممولين لغسل أموال أنشطته الإجرامية من المخدرات والسلاح والاتجار بالبشر.

ثم يأتي دور مكاتب الصرافة، حيث تشير تصنيفات وزارة الخزانة الأميركية إلى تبادل العملات الذي يتم بتلك المكاتب، مثل شركة “شمس للصيرفة” المتهمة بنقل أموال نيابة عن ميليشيا حزب الله.

تبييض الأموال بالتجارة وسيلة أخرى تعتمد عليها الميليشيا، فبمجرد ضخ الأموال في النظام المالي الرسمي يعيد حزب الله القيمة إلى الشبكات الإجرامية التي يتعاون معها عن طريق شراء البضائع.

وهنا يتم التلاعب بوزن وقيمة البضائع أو حتى إنشاء أوراق مزيفة لمعاملات غير موجودة لتبرير تحويل الأموال.

البنوك اللبنانية محطة رئيسية أيضا، ويتحدث التقرير عن علاقة قوية تربط الميليشيا بعدد من البنوك، كما اعتبر حزب الله مسؤولا رئيسيا عن الانهيار المالي في لبنان جراء هذا التعاون المشبوه، أبرزهم بنوك “عودة” و”بلوم” و”البنك اللبناني الفرنسي” وغيرهم.

وبالإضافة لقنوات التمويل، هناك أيضا منافذ تهريب يعتمد عليها حزب الله، منها غير الرسمي عبر الحدود، ومنها الرسمي عبر 3 منافذ رئيسية، أولها مطار رفيق الحريري في بيروت حيث تحتفظ الميليشيا بحسب التقرير بمسؤولين موالين لها في أمن المطار، ويتم إدخال السلع الفاخرة والساعات والسيارات المشتراة من عائدات تجارة المخدرات لحزب الله عبر المطار.

المنفذ الثاني هو ميناء بيروت الذي كشفت كارثة الانفجار عن العمليات غير المشروعة التي تتم به ووسائل التستر على التهريب.

أما ثالث المنافذ فهو ميناء اللاذقية في سوريا، حيث أورد التقرير شهادات وكلاء مشتريات الميليشيا، مثل داني طراف وحسن حدروج، التي أكدت أن حزب الله يسيطر تماما على الميناء، فبإمكانه إغلاق جميع الكاميرات، كما أنه لا يحتاج في معاملاته لأوراق الشحن

و يمكن تلخيص مصادر تمويل حزب الله فيما يلي:

  • سبعمائة مليون دولار أميركي في السنة، توفّره “الجمهوريّة الإسلاميّة في إيران”، منذ دخول “حزب الله” إلى سوريا، بعدما كان التمويل السنوي قبل ذلك يصل الى مائتي مليون دولار سنويًّا، تضاف إليه ثلاثمائة مليون دولار، بعد حرب تموز/ يوليو 2006.
  • تهريب المواد المدعومة من لبنان الى سوريا، حتى بات لبنان، وفق تصريح لحاكم مصرف لبنان رياض سلامة، يستورد، منذ العام 2017 لدولتين.
  • تجارة البضائع المزيّفة والأدوية التي تدر مبالغ هائلة. وقد تحدّث مسؤولو الأنتربول في أكثر من منتدى عن تورّط “حزب الله” بهذا الملف الخطر.
  • تجارة المخدّرات عمومًا والكبتاغون خصوصًا.
  • توفير شبكة تهريب أموال من مغتربين ينتسبون إلى “حزب الله” عقائديًّا أو تجاريًّا.

المطلب الثاني : تاثير حزب الله و صعوده في صنع السياسه اللبنانيه

الحزب لا يترك مكاناً داخل لبنان إلا ويفرض سيطرته عليه في سبيل تحقيق نفوذه والحفاظ على مكاسبه. وفي هذا السياق، تشير إلى أنه “يمكن لحزب الله والأطراف اللبنانية الأخرى استيراد البضائع المعفاة من الجمارك بفضل قرارات مجلس الوزراء الخاصة بجمعيات النفع العام”، ويستخدم الحزب مثل هذه المراسيم لخلق غطاء لبعض أنشطته الأمنية.

حيث منذ أن دخل “حزب الله” اللبناني بشكل صريح وواضح إلى الحياة السياسية اللبنانية، بمعنى أنه بات لديه نواب في البرلمان اللبناني منذ عام 2000، ولاحقاً وزراء في الحكومات المتعاقبة منذ عام 2005، وهو يثير الجدل حول طريقة تعامله مع الدولة اللبنانية. هذا الحزب الذي بدأ عمله “متمنعاً” عن العمل السياسي تحت غطاء أنه “حزب مقاوم”، مارس “التقية السياسية”، بحيث أنه يضمر ما لا يعمل. ويعتبر أن سلاحه “مقدس” لمحاربة “العدو الإسرائيلي”، لكنه لم يتوانَ عن توجيه هذا السلاح إلى الداخل اللبناني في السابع من مايو (أيار) 2008. كذلك هو يؤكد دوماً أنه داعم لمؤسسات الدولة وللسلطة اللبنانية، لكنه ممارساته لا تنطبق مع أقواله، إذ عطل البلد بالاعتصام لمدة 18 شهراً، من 30 أكتوبر (تشرين الأول) 2006 إلى 21 مايو 2008، متسبباً بشلل تام للعاصمة بيروت، وإقفال عشرات المؤسسات التجارية وإجمالي خسائر قدر حينها بنحو عشرة ملايين دولار يومياً. كما يردد باستمرار أنه مع أفضل العلاقات مع الدول العربية الصديقة، لكنه قام بزج البلد بحروب خارج الحدود، عندما شارك بالحرب السورية منذ عام 2012 لدعم جيش النظام السوري، متخطياً مبدأ “النأي بالنفس” الذي كانت قد رفعته حكومة الرئيس نجيب ميقاتي منذ 2011، وللمفارقة أنه كان مشاركاً في التصويت على البيان الوزاري حينها، ومع هذا اتخذ قرار المشاركة متجاوزاً كل سلطات الدولة.

و يختلف حزب الله عن باقي الأحزاب المناوئة له في كيفية استخدامه لمرفأ بيروت، إذ يستغله لنقل المخدرات والأسلحة والمواد المتفجرة داخل لبنان وخارجه من دون أية رقابة حكومية على عملياته أو تفتيش حظائره التي يستخدمها”. كما أن “البضائع غير المشروعة تدخل لبنان في بعض الأحيان عبر الميناء لنقلها براً إلى سوريا. وفي أوقات أخرى تخزن المواد المستخدمة في صنع المتفجرات في الميناء ويتم جمعها مؤقتاً لتجهيزها للشحن إلى الخارج

  • يتميز حزب الله بكونه احد اقطاب السياسه اللبنانيه و اهم فاعل في مستقبل لبنان كانت للخدمات [57]التي نشط الحزب في تقديمها للجماهير وبخاصة في الجنوب اللبناني أكبر الأثر في زيادة شعبيته، فقد نشط الحزب في إقامة المدارس والجمعيات الخيرية التي تعنى بأسر الجرحى والشهداء، ومن هذه المؤسسات على سبيل المثال:
    مؤسسة “جهاد البناء” التي تأسست عام 1988 وتضم العديد من المهندسين والفنيين والعمال وتتخصص في حفر الآبار وإعداد الدورات التدريبية في مجال الزراعة والبيطرة.

[58] و تعمل مؤسسة “جهاد البناء” التي تأسست بموجب مرسوم في 25 أكتوبر 2000، ويديرها المجلس التنفيذي لـ”حزب الله”، في مجالات البناء والزراعة والمياه والطرق والصناعة وحماية البيئة، بالإضافة إلى دائرة فنية. وتعمل هذه المؤسسة بالشراكة مع العديد من الكيانات الحكومية اللبنانية، لا سيما من خلال البلديات واتحادات البلديات في المناطق ذات الأغلبية الشيعية.

  • الهيئة الصحية الإسلاميةولها فروع عدة بلغت 47 فرعاً تنتشر في البقاع والجنوب بالإضافة إلى بيروت.
  • جمعية القرض الحسنالتي تأسست عام 1982 بهدف تقديم القروض غير الربوية للمحتاجين.
  • جمعية الإمداد الخيرية الإسلاميةالتي تأسست عام 1987 وتعمل على مساعدة الأسر على الاكتفاء ذاتياً، ورعاية الأيتام والعجزة والأرامل.
  • مؤسسة الشهيدومهمتها الاهتمام التربوي والتعليمي بأسر الشهداء.
  • المؤسسة الإسلامية للتربية والتعليموالتي يعود تاريخ تأسيسها إلى عام 1993 وتهتم ببناء المدارس في مختلف المناطق اللبنانية وتحرص على أن تكون أولوية الالتحاق في تلك المدارس لأولاد الشهداء.
  • هيئة دعم المقاومة الإسلاميةالتي تجمع التبرعات للمقاومة وتعقد الندوات وتقيم المعارض لزيادة الوعي بأهمية المقاومة.

وللحزب مؤسسات رياضية وثقافية واعلامية مهمة مثل مركز الإمام الخميني، وجريدة العهد، وتلفزيون المنار الذي نجح في جذب قطاع عريض من المشاهدين، وقد عرض بالصورة الحية علميات حزب الله العسكرية ضد إسرائيل.

و يمكن الاشاره الي اهم الادوار التي لعبها حزب الله لتمكين صعوده و تدخله في السياسه اللبنانيه:

  • عمد حزب الله، علي تضخيم رسالته القومية، وقد تجلّى ذلك في خطاب نصرالله الأخير، إنما ظهر أيضاً في التقارير من ساحة المعركة وحتى في الرسوم الكاريكاتورية السياسية. فقد جرى تشارُك عدد كبير من الصور ومقاطع الفيديو عبر حسابات على صلة بالحزب عبر مواقع التواصل الاجتماعي، والتي يظهر فيها مقاتلو الحزب وهم ينزعون أعلام المتشدّدين ويستبدلونها بالعلم اللبناني في الأعلى وعلم حزب الله تحته. وقد تكرّرت هذه الصورة على الوثائق الخاصة بالعملية، وظهرت فوق كتف نصرالله اليمنى خلال خطابه في 26 تموز/يوليو. وظهر في صورة أخرى مقاتلون من حزب الله يحملون رايات عليها صور وأسماء جنود في الجيش اللبناني قضوا في القتال، ما يساهم بصورة مطردة في ترويج الوحدة والتعاطف المشترَك بين التنظيم الشيعي والجيش اللبناني.
  • يرغب حزب الله في زيادة شعبيته في الداخل، لا سيما على مشارف الانتخابات التشريعية المقبلة التي من المرتقب إجراؤها في أيار/مايو 2018، وذلك بموجب القانون الانتخابي الجديد الذي يمنح المعسكر الموالي لحزب الله فرصة أفضل في دوائر كانت تخضع تقليدياً لسيطرة خصومه. يحاول الحزب، عبر ربط عملياته ضد المقاتلين في المنطقة الحدودية بالمصلحة الوطنية والسيادة اللبنانية وبهويةٍ تتجاوز الخطوط الفاصلة الطائفية، أن يكتسب مزيداً من الشعبية. لهذا الأمر تأثيرٌ إضافي يتمثّل في إظهار تصميمه وعزيمته أمام القاعدة الداعِمة له، ليس في صفوف الشيعة وحسب إنما أيضاً في صفوف حلفائه المسيحيين. في هذا السياق، كان الهدف من الموكب الذي سار فيه مقاتلو حزب الله المحرَّرون في الثالث من آب/أغسطس الجاري في منطقة القاع، والذين جرى تحريرهم في إطار المفاوضات مع هيئة تحرير الشام – كان الهدف إذاً طمأنة الحلفاء المسيحيين بشأن تصميم الحزب على حماية الطائفة في مواجهة عدوٍّ كان ليقوم بإخضاعها، في حال نجاحه، أو كان ليفعل ما هو أسوأ من ذلك. كما أن الرسائل التي وجّهها حزب الله إلى مختلف الأديان ومعركته ضد تنظيمات أخرى مصنَّفة في خانة الإرهاب، بما في ذلك الحملة المناهضة للدولة الإسلامية في العراق، ساهمت في تليين صورته على الساحة الدولية – إلى درجة أن القوات الخاصة الأميركية، التي أكّدت وزارة الدفاع الأميركية في الثالث من آب/أغسطس وجودها في لبنان لتأمين التدريب والدعم، قد تلتحق بالجيش اللبناني وتخوض قتالاً ضد الدولة الإسلامية انطلاقاً من الأراضي اللبنانية في مجهود منفصل عن الجيش السوري وحزب الله إنما بالتنسيق معهما.
  • يسعى حزب الله، عبر تقديم نفسه بأنه يقاتل من أجل مصلحة لبنان، إلى الحصول على الدعم من الرأي العام في لبنان، ولا سيما في أوساط اللبنانيين من غير الشيعة، ما يتسبّب بتقويض الدولة اللبنانية ويقدّم تبريرات إضافية لوجود الحزب المستمر كفريق مسلّح غير دولي. يولّد ترويج الخطاب والرموز القومية، التي تلقى أصداءً في أوساط المواطنين وتحمل إمكانية استقطاب اللبنانيين من مختلف الأطياف السياسية، الثقة بما يقوم به حزب الله. ليس المقصود بذلك أن الحزب يعتقد أنه سيكسب شعبية هائلة خارج القاعدة الداعِمة له، بل إنه يعتبر أنه قادر على نشر شعور عام بين اللبنانيين بأن دوره المسلّح ضروري ولا بد من استمراره. بعد سنوات عدة من الخبرة في سورية، يصوّر حزب الله نفسه بأنه حامي لبنان من التهديدات الجهادية في أي نزاع مستقبلي مع إسرائيل. يؤدّي التنظيم المموَّل من إيران دوراً أكبر في المنطقة – يتجلّى من خلال تدخّله في سورية والعراق واليمن – ويقتضي منه هذا الدور ترسيخ نفوذه أكثر في لبنان

المطلب الثالث ” تاثير حزب الله علي الاستقرار السياسي اللبناني “[59][60][61]

يعد حزب الله في نموذجا مثاليا للفاعل المسلح من غير الدول، حيث يسيطر حزب الله على كثير من المناطق ذات الأغلبية الشيعية في لبنان، ومن ضمنها مناطق من بيروت وجنوب لبنان ومنطقة وادي البقاع الشرقي. ويدير الحزب على الجانب الآخر شبكة واسعة من الخدمات الاجتماعية في الداخل اللبناني التي تشمل البنية التحتية و مرافق الرعاية الصحية والمدارس و برامج الشباب، ولا تقتصر عمليات الحزب على إقليم محد د أو داخل لبنان فقط بل يستهدف الوجود الأمريكي في المنطقة بحسب إدعائه، إضافة إلى اسرائيل مما يجعل الحزب أكثر من مجرد فاعل يمتلك السلاح إلى وجود أجنده سياسية داخلية وخارجية تتضمن الحلفاء والأعداء وتعتبر ايران الحليف الأبرز والأقوى للحزب حيث تمد الحزب بالسلاح إضافة إلى الأموال والتدريب

دور حزب الله في الاستقرار السياسي اللبناني[62][63]

في لبنان تكمن مكانه حزب الله المسلحه في الانقسام السياسي في العقد السابق حيث كرس حزب الله جهوده المسلحه في الحفاظ علي وضعه المسلح و الذى كان له اثر واضح علي الاستقرار السياسي اللبناني و ذلك من خلال خنق العمليه التشريعيه تقويض الاقتصاد تفقيم الصراعات الطائفيه اثاره الاعمال العنيفه المتفرقه .

و من جهه اخرى يوجد علاقة بين حزب الله ، وبين الاستقرار السياسي في لبنان. حيث يوجد اتجاهان لدراسه هذه العلاقه فما عن الاتجاه الأول: ما تناولته عدة دراسات لحزب الله باعتباره لاعبا رئيسيا في الحفاظ على الأمن والاستقرار السياسي في لبنان عبر المعادلة الثلاثية الشعب والجيش والمقاومة. وكذلك اعتبار أن عدم الاستقرار السياسي في لبنان نابع من عوامل تاريخية واجتماعية وخارجية، وأن الأزمة اللبنانية في أساسها تكمن في عدم التوازن بين النظام السياسي والهيكل الاجتماعي، والسياسة والمجتمع، وشكل المؤسسات السياسية والبناء الاجتماعي.  وأن بنيوية الأزمة لا تتعلق بمشكلة حكومة أو تشكيل دستوري، بل هو عجز الأبنية السياسية والطبقة الحاكمة عن التعبير عن القضايا الاجتماعية المطروحة والقوي الجديدة في المجتمع.

أما الإتجاه الثاني: في حالات عدم الاستقرار السياسي لحزب الله وتحكمه في العملية السياسية اللبنانية عبر “الثلث المعطل”، أو عن طريق ارتباطاته الخارجية والتي تأتي بالضغوط والعقوبات على الدولة اللبنانية. فضلا عن وجود اعتقاد سائد لدي كثيرين بأن وثيقة الوفاق الوطني اللبناني اتفاق الطائف -الذي أبرم برعاية سعودية في عام 1989 لإنهاء الحرب الأهلية بشرعنتها لسلاح حزب الله على – أساس أنه موجه للخارج “المقاومة”، هو ما تسبب في نظام المحاصصة الطائفية للنظام السياسي اللبناني بكل ما يستتبع ذلك من تاثيره على الاستقرار السياسي في لبنان.

[64][65]و فيما يلي سنقوم بعرض اهم الادوار التي يقوم بها حزب الله في لبنان و تؤثر علي الاستقرار السياسي اللبناني :

يتميز الدور الذي يقوم به حزب الله بأن يمتزج فيه البعد الديني المذهبي مع البعد السياسي الاستراتيجي، حيث أن حزب الله بمثابة نموذج حركات  التمرد الاجتماعية، ، فهو حركة أفرزتها أزمة الشرعية في لبنان، بفعل عوامل داخلية تتمحور حول فشل النخبة السياسية في بناء هوية وطنية، بكل ما استببع ذلك من ظلم سياسي واجتماعي للطائفيه الشيعية، التي يستمد الحزب شرعيته السياسية منها، مستندا على رابطه الولاء للمذهب الديني، أخذا في الاعتبار أن نشأة وميلاد حزب الله جاءت في بيئة لبنانية تعاني من التشتت والحرب وعدم الإجماع على هوية وطنية، فضلا عما كانت تعانيه الطائفة الشيعية من حرمان وظلم اجتماعي وسياسي.

قام حزب الله بتعميق نفوذه في السياسه اللبنانيه و قام بالرد علي العديد من التهديدات الموجه اليه و لوضعه المسلح ما يسميه الحزب من الناحيه المثاليه ب ” اولويه المقاومه ” حيث يقوم حزب الله بتفضيل الهدف الاكثر اهميه بالسبه له و هو محاربه اسرائيل و ذلك علي حساب المشاركه في الحياه السياسيه.

[66]حيث ان انخراط حزب الله في السياسه اللبنانيه من خلال اقامه التحالفات السياسيه و التواصل مع النخبه السياسيه ادى فقد حوله الي قد حوله إلى مدافع عن الوضع الراهن في الثمانينيات ، دعا حزب الله إلى الإطاحة بالنظام السياسي الطائفي ، الذي اعتبره إرثًا غير عادل للاستعمار الفرنسي. لكن هذا تغير في عام 1992 ، في أعقاب اتفاق الطائف ، قدم الحزب مرشحين لمجلس النواب. بين عامي 1992 و 2005 ، وهو العام الذي انسحب فيه الجيش السوري من لبنان ، كان الدور السياسي لحزب الله معارضًا بشكل أساسي من داخل البرلمان اللبناني. في هذه الفترة ، كان يتمتع بمكانة مميزة تتمثل في قدرته على ترك السياسة الداخلية اللبنانية إلى حد كبير لحليفيه نبيه بري وسوريا ، اللذان كانا يتماشيان إلى حد ما مع أجندة المقاومة للحزب. ولكن بعد الانسحاب السوري عام 2005 – وفي مواجهة الدعوات المتزايدة من قبل تحالف 14 آذار المدعوم من الغرب لنزع سلاح حزب الله – أدرك الحزب أنه يتعين عليه لعب دور مباشر أكثر في السياسة اللبنانية من خلال تعيين وزراء في مجلس الوزراء. أنذر قرار الحكومة اللبنانية في عام 2008 بإغلاق اتصالات حزب الله ، وهو أمر حاسم لقدرته على المقاومة ، بتحديات محتملة من داخل الحكومة. وقد أدى ذلك إلى مزيد من التورط في النظام السياسي حيث طور حزب الله وحلفاؤه سلطة منع قرارات مجلس الوزراء ، وفي عام 2016 ، رفع العماد ميشال عون إلى منصب الرئاسة. وقد نجح هذا الانخراط المتزايد في السياسة اللبنانية ، على حد تعبير نصر الله ، في “حماية ظهر المقاومة” ، مما سمح للحزب بالتركيز على الجبهات الإقليمية. لكن التحول إلى لاعب في الوضع الراهن في لبنان أضر بالمكانة السياسية المحلية لحزب الله وكلف الحزب أغلبيته البرلمانية في الانتخابات الأخيرة ، في مايو 2022. وعلى الرغم من أن تحالف حزب الله وحركة أمل احتفظ بمقاعده ، فقد خسر حلفاؤهما المسيحيون والدروز مقاعد. المأزق السياسي والتدهور الاقتصادي الذي أوصل لبنان إلى حافة فشل الدولة يمكن أن يتغلغل في قاعدة حزب الله ويضعف نفوذه على المجتمع الشيعي اللبناني. وصل النظام السياسي في فترة ما بعد الطائف إلى طريق مسدود ، حيث يتنقل من حالة الجمود إلى طريق مسدود: غير قادر على انتخاب / تعيين رئيس أو رئيس وزراء أو برلمان جديد لأشهر أو حتى سنوات بسبب الخلافات بين الأحزاب والقادة اللبنانيين. ربما يعود سبب اختيار حزب الله للبقاء حزبيًا لهذا الوضع الراهن إلى أولوياته الإقليمية وقلقه من صراع محتمل مع نبيه بري وأمل. لكن هذه المعضلة ستصبح معضلة أعمق تواجه حزب الله مع مرور الوقت وتشكل التهديد الرئيسي للحزب وهو يدخل عقده الخامس.

[67]و فيما يلي سوف نقوم بتوضيح مراحل تطور حزب الله و تاثيره علي الاستقرار السياسي سواء داخل لبنان او خارجها منذ ظهوره و تدخله في السياسه اللبنانيه 2000 الي عام 2022 مع اهم التطورات :

[68][69]من عام 2000 إلى عام 2005. مع انسحاب إسرائيل ، لم تكن سمعة حزب الله أعلى من أي وقت مضى. لكن انتصارها كان مخاطرة بأن يكون باهظ الثمن. بدأ عدد متزايد من اللبنانيين يتساءلون عن سبب احتياج حزب الله للاحتفاظ بسلاحه بعد انسحاب إسرائيل من لبنان. ورد حزب الله بالإشارة إلى نزاعات إقليمية طفيفة على طول الحدود وعدد من اللبنانيين ما زالوا رهن الاعتقال في السجون الإسرائيلية. زعمت أن أسلحتها جزء حيوي من دفاع لبنان – في حالة عودة الإسرائيليين. اتهم العديد من اللبنانيين حزب الله بخدمة أجندة إيرانية – وليس لبنانية. لكن حزب الله ظل يتمتع بالغطاء السياسي الذي توفره سوريا ، التي استمرت في تأييد الوضع المسلح للحزب. بداية من سبتمبر 2000 شن حزب الله حملة صغيرة ضد القوات الإسرائيلية التي تحتل مزارع شبعا. منطقة جبلية على طول الحدود الجنوبية الشرقية للبنان. طالب لبنان بمزارع شبعا ، ولكن اعترف بها الأمم المتحدة كأراضي سورية واحتلتها إسرائيل منذ عام 1967. وساعدت الحملة المتفرقة من الهجمات بقذائف الهاون والصواريخ كل شهرين أو ثلاثة أشهر على استمرار المقاومة ضد إسرائيل.

في فبراير 2005 ، اغتيل رفيق الحريري ، رئيس وزراء لبنان الأسبق ، في انفجار شاحنة مفخخة. ألقى كثير من اللبنانيين باللوم على دمشق. شارك أكثر من مليون شخص – ربع السكان – في احتجاجات ضد سوريا. وسحبت سوريا قواتها من لبنان في أبريل نيسان بعد شهرين من مقتل الحريري منهية ثلاثة عقود من الاحتلال العسكري.

أجبر الخسارة المفاجئة للغطاء السوري حزب الله على التوغل أكثر في السياسة اللبنانية للدفاع عن “أولوية المقاومة”. وتحالفت مع حركة أمل ، منافستها ذات الأغلبية الشيعية منذ فترة طويلة ، في الانتخابات البرلمانية في يونيو 2005. بعد الانتخابات ، انضم حزب الله إلى مجلس الوزراء لأول مرة للدفاع عن مصالحه. في مطلع عام 2006 وقع حزب الله مذكرة تفاهم مع التيار الوطني الحر ، الذي كان آنذاك الممثل الرئيسي للطائفة المسيحية بقيادة العماد المتقاعد ميشال عون.

ومع ذلك ، فإن مشاركة حزب الله السياسية لم تنزع فتيل القضية العسكرية الأساسية. ورفض حزب الله مطالب الامم المتحدة وكذلك الاحزاب المتنافسة بنزع السلاح. نمت السياسة اللبنانية على نحو متزايد حول أسلحة حزب الله. أصبحت القضية الوطنية الأكثر إثارة للانقسام.

من عام 2006 إلى عام 2012. وشهدت أكبر مقامرة عسكرية لحزب الله. في 12 يوليو / تموز 2006 ، اختطفت ميلشياها جنديين إسرائيليين على طول الحدود للمساومة على إطلاق سراح معتقلين لبنانيين في إسرائيل. أشعلت عملية الخطف الجريئة حربا استمرت شهرا مع إسرائيل ، سعت إلى نزع سلاح حزب الله ونزع سلاح الحدود. انتهت الحرب بمأزق عسكري وبتكلفة عالية. وقتل أكثر من 1100 لبناني. كان الضرر بمليارات الدولارات. ومع ذلك ، أعلن حزب الله “نصرًا إلهيًا” لمجرد منعه تحقيق نصر إسرائيلي في أطول حرب لها منذ عام 1948.

في مواجهة انتقادات سياسية شديدة للقتلى والدمار ، انسحب حزب الله من الحكومة اللبنانية في نوفمبر 2006. وبعد شهر ، حشد احتجاجًا جماهيريًا لإجبار الحكومة على الاستقالة. صمدت الحكومة على موقفها ، لكن لبنان كان يعاني من الشلل السياسي.

تصاعدت التوترات بين حزب الله والحكومة المركزية. في عام 2008 ، أعلنت حكومة رئيس الوزراء فؤاد السنيورة أنها تعتزم إغلاق شبكة الاتصالات السلكية واللاسلكية الخاصة بحزب الله. ورد حزب الله باستيلاء قصير على غرب بيروت ، مما أدى إلى اندلاع اشتباكات استمرت لمدة أسبوع أسفرت عن مقتل أكثر من 100 شخص ودفعت البلاد إلى حافة الحرب الأهلية. وانتهت الأزمة بتشكيل حكومة جديدة وانتخاب رئيس جديد ميشال سليمان الذي تأخر طويلاً.

في عام 2009 ، واجه لبنان أزمة جديدة عندما حصل تحقيق للأمم المتحدة على أدلة تورط حزب الله في اغتيال رئيس الوزراء السابق رفيق الحريري قبل أربع سنوات. ونفى حزب الله هذه المزاعم وادعى أن المحكمة التي تتخذ من هولندا مقرا لها تخدم المصالح السياسية للولايات المتحدة وإسرائيل.
رفضت حكومة الرئيس سعد الحريري (نجل رفيق الحريري) التخلي عن دعمها للمحكمة. في يناير 2011 ، بينما كانت المحكمة تستعد لإصدار المجموعة الأولى من لوائح الاتهام ، أجبر حزب الله وحلفاؤه السياسيون على التصويت بحجب الثقة عن الحكومة. تألفت الحكومة الجديدة من حزب الله وحلفائه. وكان يقودها رئيس الوزراء نجيب ميقاتي رجل الأعمال الملياردير والمعتدل السياسي.

في مارس 2011 ، اندلعت انتفاضة شعبية ضد نظام بشار الأسد مع اندلاع الربيع العربي في جميع أنحاء الشرق الأوسط. توقع حزب الله في البداية أن تنفجر بسرعة. لكن بحلول نهاية عام 2011 ، تحولت الانتفاضة إلى حرب أهلية. في غضون أشهر ، بدأ حزب الله في إرسال مقاتلين سرًا لمساعدة الجيش السوري ضد الجماعات المتمردة الناشئة.

في مايو 2013 ، اعترف نصر الله بأن حزب الله منخرط بشكل كامل في الحرب الأهلية السورية. وقال إن المعارضة السورية تتألف من متطرفين سنة سينقلون الحرب إلى لبنان بعد هزيمة الأسد. كما حذر من أن نظام الأسد هو “العمود الفقري للمقاومة” ضد إسرائيل وأن هزيمته ستؤدي إلى انتصار إسرائيل ونهاية القضية الفلسطينية.

استاء كثير من اللبنانيين من التدخل العسكري لحزب الله في سوريا. لقد انتهك إعلان بعبدا لعام 2012 ، عندما وافق القادة اللبنانيون على تحصين لبنان من الصراع الذي مزق جاره الأكبر. كما أدى التدخل إلى تآكل التأييد العربي والإسلامي. كان حزب الله يُشيد في السابق بإنهاء الاحتلال الإسرائيلي في عام 2000 وإهانة الجيش الإسرائيلي في عام 2006 ، وقد تم تشويه سمعته الآن باعتباره أداة لا تعرف الرحمة لإبراز القوة الإيرانية في جميع أنحاء الشرق الأوسط.

امتدت الحرب الأهلية السورية إلى لبنان ، مما أدى إلى تعميق التوترات السياسية والطائفية.
في عامي 2013 و 2014 ، نفذ مسلحون سنة أكثر من 12 تفجيرًا بسيارات مفخخة في مناطق شيعية في لبنان. قُتل ما يقرب من 100 شخص وجرح 900. أدى ظهور الدولة الإسلامية في العراق وسوريا (داعش) وغيرها من الميليشيات السنية المتطرفة إلى تخفيف حدة الانتقادات الموجهة إلى حزب الله. الشيعة والأقليات

اللبنانية الأخرى اعتبروا الحزب حاميًا ضد المتطرفين السنة. لكن خسائر حزب الله كانت أعلى مما كانت عليه في أي من معاركه مع إسرائيل على مدى العقود الثلاثة الماضية. وزعزعت السخط داخل قاعدتها الشيعية.

انتهت ولاية الرئيس سليمان البالغة ست سنوات في مايو 2014. في لبنان ، يتم انتخاب الرؤساء من قبل مجلس النواب. وصدق حزب الله على حليفه المسيحي ميشال عون لرئاسة الجمهورية ورفض حضور الجلسات المتتالية للبرلمان للتصويت حتى يضمن فوز عون. استمر الجمود لمدة عامين ونصف العام ، حيث كانت الحكومة المؤقتة تفتقر إلى القدرة على تمرير التشريعات. تراجع الاقتصاد بشكل مطرد. في أكتوبر 2016 ، استسلم معارضو حزب الله. انتخب عون في صفقة عاد فيها الحريري كرئيس للوزراء. أصبح حزب الله صانع الملوك الأكبر في السياسة اللبنانية ، وهي مفارقة بالنظر إلى رفضه الأيديولوجي للنظام السياسي الطائفي في لبنان.

لمدة ثلاث سنوات ، عمل الرئيس ميشيل عون ورئيس الوزراء الحريري معًا في شراكة غير مستقرة. انتهى الأمر فجأة في أكتوبر 2019 عندما فرضت الحكومة المتعطشة للسيولة ضريبة على بوابة رسائل واتساب الشهيرة ، وهو إجراء يرمز إلى أزمة اقتصادية أوسع نطاقا .بسبب ارتفاع الأسعار وارتفاع معدلات البطالة وتفشي الفساد وضعف الخدمات العامة. اندلعت الاحتجاجات الأكبر منذ أكثر من عقد في بيروت وأخرجت أعضاء من جميع الطوائف المتناحرة في لبنان. البنوك أغلقت ومنعت العملاء من الوصول إلى حساباتهم بالدولار الأمريكي. تراجعت قيمة الليرة مع اتضاح حجم الكارثة المالية في لبنان. وتحولت الاحتجاجات إلى حركة مناهضة للحكومة على مستوى البلاد وسط غضب من ثلاثة عقود من سوء الإدارة من قبل نخبة سياسية نادرا ما تخضع للمساءلة. استقال الحريري وخلفه حسان دياب.

[70]في أوائل عام 2020 ، أصبحت الاحتجاجات أكثر عنفًا ، وشددت قوات الأمن بشكل أكثر صرامة. اقتحم أنصار حزب الله الاحتجاجات بضرب المتظاهرين بالقبضات والعصي في عدة مناسبات. حزب الله ، الذي يصف نفسه بأنه بطل “المضطهدين” و “المضطهدين” ، ظهر كحرس إمبراطوري للوضع الراهن الفاسد والمتصلب.

[71]أدى ظهور جائحة Covid-19 وعمليات الإغلاق اللاحقة بشكل فعال إلى القضاء على الاحتجاجات حتى عندما بدأت المعارضة السياسية في التكتل على الهامش. في آب / أغسطس 2020 ، أدى انفجار هائل في مرفأ بيروت ، نتج عن مئات الأطنان من نترات الأمونيوم سيئة التخزين ، إلى مقتل أكثر من 200 شخص وإلحاق أضرار بالغة بجزء من شرق بيروت. وطعن حزب الله في التحقيق الرسمي الذي اتهم حلفاءه السياسيون. وأثارت معارضته الشكوك في أن الحزب ربما كان على صلة بنترات الأمونيوم.

انخفض انتشار حزب الله في سوريا تدريجياً مع استعادة نظام الأسد السيطرة الضعيفة على جزء كبير من البلاد. لكن حزب الله ظل ناشطًا في المسارح الإقليمية الأخرى. منذ عام 2014 ، أرسلت كوادر إلى العراق لمحاربة تنظيم الدولة الإسلامية. في عام 2015 ، أرسلت مقاتلين ومدربين إلى اليمن لمساعدة المتمردين الحوثيين ضد التحالف العسكري بقيادة السعودية.

[72]في مايو 2022 ، أجرى لبنان أول انتخابات برلمانية منذ الأزمة الاقتصادية. حزب الله وحلفاؤه فقدوا أغلبيتهم البرلمانية بفارق ضئيل. كانت نسبة المشاركة الشيعية منخفضة فيما تم تفسيره على أنه احتجاج ضد الحزبين الشيعيين الرئيسيين – حزب الله وحركة أمل.

انتهت ولاية عون في اكتوبر السابق 2022  و عقدت الانتخابات البرلمانيه حيث حص 13 نائبا من حزب الله علي مقاعد في البرلمان. و يظل حزب الله القوة السياسية العظمى في البلاد. لكن سلسلة من التحديات بين عامي 2019 و 2022 أضعفت شعبيتها حيث كافحت لتحقيق التوازن بين المصالح المحلية والتزاماتها تجاه إيران.

المطلب الرابع : مؤشرات تاثير حزب الله علي الاستقرار اللبناني

بالاشاره الي تأثير حزب الله علي الاستقرار السياسي اللبناني ، فقد يعمل حزب الله علي السيطره علي الداخل اللبناني من خلال ادخال نفسه في السياسه و الحكومه و ذلك ” بشكل رسمي ” بالاضافه الي السيطره و التحكم الكامل بالقرارات الصادره عن الحزب سواء علي الداخل السياسي اللبناني او علي علاقات لبنان الخارجيه.

حيث منذ ان تم انشاء حزب الله في الثمانينات عمل علي فشل دوله لبنان و زعزعه الاستقرار السياسي اللبناني حيث عمل علي توحيد الشيعه تحت لوائه و خير دليل علي هذا انه دخل فى حروب مستمره مع ” حركه امل” حتى اخضعها تحت لوائه و اخضعها لسلطته .

كما عمل حزب الله علي فرض نفسه كفريق عسكرى كفء يحمل الاسلحه و الاموال و قادرا علي ارتكاب الجرائم الكبرى و ذلك علي المستوى سواء اكان محلي او اقليمي او دولي حيث كان يسعي الي الدور السياسي الذى من خلاله يسهل له ارتكاب الجرائم الارهابيه و بالفعل حدث ذلك و اصبح حزب الله من الفواعل الرئيسيه في السياسه اللبنانيه و التى تؤثر بشكل مباشر علي الاستقرار السياسي اللبناني .

و من جهه اخرى عمل حزب الله علي افشال الدوله اللبنانيه ، و لكن قد تبدل الحال في الوقت الحالي حيث يسعي الي تحقيق الاستقرار السياسي اللبناني و يعمل علي انجاح النظام السياسى اللبناني تحت سيطرته و لكن فشل في ذلك ايضا فاصبح يرتكب الحماقات السياسيه بشكل علني و يسعي للحصول علي الاموال التي لاتنجح اي دوله الا بدونها بالاضافه انه ارتكب خطئ شنيع و هو التطبيع مع دوله اسرائيل.

يسعي حزب الله كما اشرنا من قبل الي السيطره الكامله علي لبنان و في نفس الوقت لا يسعي الي ان يكون الحاكم السياسي المطلق علي لبنان و هذا الجانب يساعد لبنان بالاستفاده من الفوائد الاقتصاديه و الدبلوماسيه مع دول الغرب ، فاذا رجعنا بالزمن الي سنوات عديده نجد ان حزب الله قد اتخذ لبنان رهينه و هو الذي يقرر عمليا السياسه الامنيه للبنان و هو ما يؤثر بشكل مباشر علي الاستقرار السياسي اللبناني ، حيث تثبت الاحداث من انقلاب الموازين الامنيه لصالح حزب الله و ذلك علي حساب الاجهزه الامنيه الاخرى و من المعروف ان بالرغم من هذه الانقلاب و الذى لا يتلاءم مع التمثيل السياسي لحزب الله في الحكومه اللبنانيه الا ان قوته ازدادت في السنوات الاخيره و اصبح التمثيل لحزب الله في الحكومه اللبنانيه تمثيلا رسميا.

يقوم حزب الله في لبنان بما يسمي ” باللعبه المزدوجه ” في التاثير علي الاستقرار السياسي في لبنان فقد يقوم حزب الله بقياده الجيش المستقل في لبنان و هو الذى يسيطر بشكل مباشر علي لبنان بالاضافه الي الاجهزه الاستخباراتيه اللبنانيه و الذى يجعل له قوه مهمه و جزء من تعاظم قوه المحور في الشرق الاوسط عسكريا و فكريا. علي الجانب الاخر يستمر حزب الله في مواصله اعماله الارهابيه و الذي يحد من الاستقرار السياسي اللبناني بالاضافه الي دعم المنظمات الارهابيه في الخارج ، فقد يعمل حزب الله علي تقويض السياده و الحكم بالاضافه الي حمايه اسلحته و امواله و ذلك علي حساب الشعب اللبناني.

اما بالنسبه الي اتجاهات حزب الله تجاه معارضيه ، فلا يتواني حزب الله في قمع و اضطهاد و في اغلب الاحيان قتل معارضي سياسته و المخالفين معه في الراي سواء من الطائفه الشيعيه او من الطائفه السنيه،و خير دليل علي ذلك ديكتارتوريه الحزب المتمثله في  اعتقال الحسيني رئيس المجلس الاسلامي المنشق عن الحزب و من اكبر معارضيه و توجيه له تهمه محاوله التجسس لصالح اسرائيل و الضغط علي صناع القرار بسجنه لمده خمس سنوات مع صدور قرار من القضاء اللبناني بالافراج عنه.

السياسه الخارجيه لحزب الله و مستقبله:

[73]و في المجال المرتبط بالخارج و من المعروف ان الصراع بين حزب الله الممول من ايران و اسرائيل الممولة من الولايات المتحده الامريكيه فيقوم حزب الله و الذى يؤثر بشكل مباشر ايضا علي استقرار لبنان يقوم  بقطع علاقات لبنان مع الدول الأوروبية و الامريكيه ، فعلي سبيل المثال ينشط حزب الله سياسيا مع كارتيلات المخدرات و يلعب دورا مع العصابات ضد حكام معترف بيها دوليا مسببا ازمات سياسيه كبرى لتحقيق اهداف مافياويه .كما ان حزب الله شارك و لا يزال يشارك في المعارك التي خاضها النظام السورى ضد الشعب السورى ، و مارس ممارسات طائفيه و قتلا طائفيا في مدن القصير و حلب و حمص.

كما يمثل حزب الله الذراع الايمن العسكرى و السياسي لايران في لبنان و المنطقه ، حيث يمارس ارهابه و فساده في كل الدول ضمن الاستراتيجيه الايرانيه الكبرى بمواجهه النفوذ الامريكي ـ الاوروبي و السني في المنطقه.

و بالتالي يمكن تلحيص السياسه الخارجيه لحزب الله باعتبار اختيار اعدائه ـ باستثناء دوله اسرائيل ـ يكون تبعا لمصالح ايران ، و بالتالي يمكن اثبات هذا عن طريق اختيار الولايات المتحده الامريكيه و فرنسا و المملكه المتحده و تصنيفهم كاعداء لحزب الله بالرغم من انهم شركاء و حلفاء للبنان ، و علي الجانب الاخر اختيار فواعل كالصين و روسيا و سوريا كانصار لحزب الله بالرغم من احتلال الاخيره للبنان عسكريا لمده 35 عاما ، فالعبره تفضيل مصالح ايران علي مصالح الشعب اللبناني و الدوله اللبنانيه ، و هذا يتعارض ما يدعي به حزب الله حيث يدعي بالحفاظ علي دوله لبنان و الدفاع عن مصالحها اما باطنه و المتمثل في افعاله في وضع لبنان في حاله من عدم الاستقرار السياسي دائما يثبت غير ذلك.

اما ما يرتبط بمستقبل حزب الله اللبناني فهذا يتوقف بالاساس علي مستقبل لبنان باعتبار حزب الله ضل ايران في لبنان مسخره لخدمه مصالحه و ربما نجحت ايران في ذلك ، حيث يستمر حزب الله في جعل النظام السياسي اللبناني في حاله من الخطوره و عدم الاستقرار السياسي دوما كذلك علي الوجه الاخر يساعد في هدف ايران في تحقيق الهيمنه الاقليميه كما فعل علي مدار العقود الثلاثه السابقه من وجوده.

و اذا ذكرنا مفهوم ” لبننه ” اي تحول حزب الله الي حزب سياسي للتدخل في النظام السياسي اللبناني و عرقله الحياه اللبنانيه ، فان هذا المشاركة لا يمكن ان تؤخذ علي محمل تمتع حزب الله بالشرعيه و القبول من الشعب اللبناني و لشرعيه النظام الانتخابي اللبناني ، و بالتالي فان حزب الله يستمر في زياده قدراته السياسيه و العسكريه و الاجتماعيه لمعالجه هذه الاشكاليه و ايضا لمنع دون ما يعرقل او يمنع تنفيذ اوامر ايران.

بالاشاره الي وصف حزب الله لنفسه علي انه ” المدافع عن لبنان ” و هذا لا يتوافق مع افعاله كما تمت الاشاره من قبل من خلال اضعاف الحكومه اللبنانيه لاضعاف الجمهوريه اللبنانيه و نزع الشرعيه عنها ،و لكن من اجل تحقيق اهدافه فان حزب الله سوف يستمر في تقديم الخدمات الاجتماعيه التي تمت الاشاره اليها من قبل و بالتالي سوف يكسب ثقه الشعب اللبناني و يجعل لبنان تحت قبضته و يعزز من ايران كقاعده اماميه علي البحر الابيض المتوسط.

استكمالا علي الجزئيه السابقه فاذا تم السماح لحزب الله المتمثل في احكام قبضته علي لبنان و استيعاب الشعب اللبناني ـ و ذلك بطريقين اما بتخلي الغرب عن لبنان ، او باستمرار تقديمه للخدمات الاجتماعيه ـ ستقع البلاد تحت التهديد الاقليمي و الجيوستراتيجي علي حدود اسرائيل و البحر الابيض المتوسط ، و بذلك سوف يتمكن حزب الله من تعميق عملياته الارهابيه المدعوم من ايران ضد حلفاء الولايات المتحده الامريكيه و مصالحها في المنطقه دون وجود ضغط خارجي عليه.

الفصل الثاني ” تأثير فاعلية حزب العداله و التنميه علي الاستقرار السياسي التركي “

المبحث الاول :

لم يكن وصول حزب العدالة والتنمية بقيادة “رجب أروغان” للحكم التركي عام 2002 وليدة اللحظة ؛بل هي عبارة تراكم من الخبرات والصراعات مع الاحزاب العلمانية والتي كانت ترفض وبشدة وصول أي حزب سياسى ذات طبيعة إسلامية ، والتي كانت من نظرها تؤثر على طبيعة الحرية،والديمقرطية الداخلية .

على الرغم من ذلك استطاع حزب العدالة والتنمية أن يعمل على إعادة صياغ برنامج عمل سياسى ،دون الدخول فى حرب مباشره مع الأحزاب والمؤسسات العلمانية وعلى رأسها المؤسسة العسكرية التى كانت تحاول بكل الطرق قفل باب وصول أي حزب ذات مرجع ديني إسلامي للحكم .

ولذلك لا يمكننا التطرق ،والدخول في التغيرات التي طرأت على طبيعة النظام السياسي التركى؛قبل الحديث عن طبيعة الإجتماعية،والاختلافات الداخلية والايدلوجية في القيم والمبادئ في المجتمع الداخلي .[74]

أولاً: “الصراع العقائدي – ألايدلوجي” :

ويشمل هذا الصراع اختلاف بين الفكر الديني الإسلامي ،والفكر العلماني ،ويشتمل ايضا العلاقات بين المدنيين والعسكرين ،والتي يشوبها الخلافات والتوتر الشديد. فالمكانة العسكرية في تركيا لها وضعها الخاص ،وقد استخدمها “اتاتورك “كأداة لتنفيذ رؤيته وخططه العلمانية ،فمنذ ذلك الوقت والمؤسسة العسكرية ذات وضع ومكانة عالية في المجتمع التركي ،وتتدخل في جميع الشئون الداخلية والخارجية للمجتمع التركي ،مما أدى الى وجود ندبات فى نفوس المدنيين نحوها[75]

ثانياً :الصراع القومي “التركي –الكردي “:

إن تتطور الصراعات القومية بين “الاكراد _تركيا ” ،هي من الاسباب الرئيسية التي تؤثر على استقرار النظام السياسي التركي . ولعل من اهما الاسباب التي تعمل على زيادة حدة و تتدهور العلاقات بينهم ؛ هو اتباع الاتراك لسياسة تمجيد القومية التركية ، على غيرها من القوميات ، وإنكار لوجود قوميات اخرى ؛ حيث كانت تحاول إتباع سياسة انصهار القومية الكردية داخل القومية التركية ، وتعميم مبادئ الحضارة التركية دون مراعاة لأى اختلافات حضرية .

والذى أدى ذلك إلى ظهور احزاب معارضة ،والتي ترفض وبشدة سياسات الحكومة التركية أنذاك . وكان من  أهم تلك الاحزاب ، حزب العمال الكردستاني .

ولذلك كان لابد من إيجاد ،قوة جديدة تبعث الأمل داخل نفوس التركي ، وتمتلك الشعبية الكافية لكى تقف مضادة للكيان العسكري العلماني المسيطر في ذلك الوقت ، ولديها الصفات الخاصة الكافية لحماية النظام التركي من التشرذم الواقع امامه.

فظهور حزب العدالة والتنمية بقيادة رجب أروغان ،كان بمثابة الشعاع الذى تساقط ،لإحياء الأمل من جديد.

ولكن لم يصل الحزب الى الحكم التركي بشكل مباشر ،بل كانت له الخلفية الحزبية الكبيرة ،والتي من خلالها انبثق ليشارك ويؤثر في النظام السياسي سواء من الداخل أو الخارج . وذلك على النحو التالي :

بعد حظر عمل حزب الرفاة ،والتي كان بوصوله للسلطة والعمل الحزبي ،أمراً غير عادياً حيث كانت الطبيعة العلمانية منتشرة ومتأصلة وبشدة في المجتمع ،فوجود حزب إسلامي ترفضه تلك المؤسسات الموجودة فى ذلك الوقت . ولكن لم يدم الحال كثيراً ،حيث تم حظر العمل السياسي لهذا الحزب ،وذلك بعد تعارضه ورفضة لأعمال العلمانية  وما يرتبط من قيم عديدة ومنها الرأسمالية العالمية  والصهيونية بشكل مباشر، وتحدث الحزب وعرض لفكرة عدم المساوة الداخلية في تركيا ، وأن الدولة تفرض القيود والالتزامات علية فقط وغلق وعدم السماح لاستخدام المجال الإعلامي وعلى العكس من ذلك فتحت ابواب الاعلام للأحزاب الأخرى ،وكان يعارض وبشدة الأعمال التي تحدث في الدولة وتلك الأفكار الغير مناسبة للقيم الدينية من وجهة نظره ،ولذلك كانت سياسته تقوم على  الدخول في تصادمات مباشرة مع المؤسسات العلمانية  .

وفى ظل الصراعات التي كانت بين حزب الرفاه والمؤسسات العلمانية ،تم إنشاء حزب الفضيلة ، من خلال زعماء حزب الرفاة والعمل من خلاله ،فى حالة توقف العمل السياسي داخل حزب الرفاة ، وبالفعل تم حظر حزب الرفاة الإسلامي من العمل السياسي بعد حوالى شهر من إنشاء حزب الفضيلة .

ولكن لم يستمر الحزب ، وتم غلقه وإصدار امواله وممتلكاته الى الدولة. وتفكك بعد ذلك الى شقين ،الاول باسم السعادة التى تولى رئاسته رجائي كوتان والذى اهتم بحقوق الإنسان، القيم الأخلاقية والوطنية ،والشق الأخر المتمثل فى حزب العدالة والتنمية برئاسة رجب طيب أروغان .وذلك بعد ان سمحت له المحكمة الدستورية بالعفو وممارسة الحياة السياسية بشكل طبيعي .

ويعد اختيار رجب طيب أروغان ،زعيماً لهذا الحزب لما يمتلكه من رصيد شعبي واضح .ويمتلك الصفات الكاريزمية التي جعلته من اهم المرشحين لهذا العمل السياسي .

إن انتصار حزب العدالة والتنمية في انتخابات الحزبية لسنة 2002 ،بمثابة الصحوة الفكرية للرأي العام التركي ،والذى اكتشف مؤخراً ،بأن السلطة التي أعطاها للأحزاب السابقة كانت السبب المباشر في انتشار التدهور التركي سواء من الداخل أو الخارج .

وبالفعل بدأ التغير السياسي داخل تركيا منذ مجيء حزب العدالة والتنمية للحكم ،حيث كانت الدولة تعانى من ممارسة الحريات الحزبية ، على الرغم منها كانت تدعو للحرية وتبنى مبادئ العلمانية كدليل واضح بأنها دولة تعطى الحقوق وترفض الالتزام بالقيم والعادات ؛وعلى الرغم من ذلك ترفض وجود أحزاب تمارس اعمال من شأنها تهدد وجودها .

ومنذ ان تؤلى الحكم التركي سنة 2002،استمراره فى اصلاحات الاختلالات والتشوهات الموجودة فى النظام السياسي التركي .[76]

المبحث الثانى :

يمثل وصول حزب العدالة والتنمية للحكم التركي عام 2002 ،منعطفا ًتاريخياً مهماً في النظام التركى ،وذلك بسبب التغيرات التي ظهرت سواء في داخل أو خارج النظام السياسي التركي.

فالعديد من الخبراء السياسيين أشاروا بأن النظام التركي ذات حقبتين مختلفتين ،ما قبل وصول حزب العدالة والتنمية للحكم ما يطلق عليها “تركيا القديمة ” ،وما بعد وصول حزب العدالة والتنمية للحكم “تركيا الحديثة”.

وذلك يدل على كم التغيرات التي حدثت داخل تركيا من بعد وصول الحزب للحكم والتي اثرت على تغير النظام والسياسة التركية .

ولعل من الضروري توضيح السياسة التي انتهجها الحزب لسير أعماله السياسية ،وما جاء به في البرنامج الحزبي المعلن في الانتخابات ،والخطط التي وضعتها للتعامل مع الازمات الداخلية والخارجية .

قدم حزب العدالة والتنمية في برنامجه الحزبي ،العديد من الاصلاحات فيما يخص النظام السياسي التركي ،وشمل الحقوق والحريات العامة ،ومحاولة إرضاء جميع الاطراف ،وعدم إنكار تعدد الثقافات كما كان موجوداً من قبل ؛سمح بتعدد اللهجات ودراسة اللغات  المتعددة ،وقام بفرض العقوبات على من يحاول التدخل في معتقدات وقناعات الأخرين ،وسمح باستخدام اللغة والحروف الكردية التى كانت محظورة من قبل [77].

فرؤية الحزب كانت تقوم على تقوم على :

  • تحقيق السلام الداخلي والتعايش والمواطنة بين الأفراد والعمل على تفادى الاختلافات والتشرذم بين أفراد المجتمع .
  • أن يكون لتركيا مكانة إقليمية مهمة ومؤثرة في النظام العالمي؛ ولذلك فالدولة التركية من أكثر الدول استخداما لأدوات السياسة الناعمة لترويج لسياستها .
  • العمل على إظهار النموذج التركي الجديد بمظهر السلمى والفعال فى المنطقة .
  • ولذلك كانت سياسة الحزب تقوم على تفاد للأخطاء السابقة التي وجدت من قبل .

وكما تم الإشارة سابقا ،إنه قبل مجيء حزب العدالة والتنمية للحكم عام 2002 ،كانت السياسة التركية مثالا للتفكك الداخلي ،وعدم التناغم بين أفراد الشعب ،وذلك بسبب وجود الاسباب الداخلية والتي كانت بالفعل مؤثرة على الوضع السياسي الخارجي التركي ؛ ولذلك عمل الحزب على إعادة هذه المصطلحات بشكل يسمح بالوحدة وعدم الصراع ؛ولذلك حاول أن يجمع الأفراد ويوحدهم بعيداً عن الاختلافات الدينية والعرقية ،وما يجمعهم وحدة الوطن .[78]

وعمل على تفعيل سياسة التغير التدريجي للسياسات الموجودة ،وجعل للشعب مكانة مهمه فى إدارة شئون البلاد ،وذلك من خلال مبدأ الديمقراطية المباشرة ،بدلا من الديمقراطية الصورية التي كانت موجودة من قبل .

وكانت هذه السياسة المتابعة مثابة كسب لرأى العام التركي وظهر ذلك من خلال انتخابات المحلية 2014.

  • الأختلاف عن الكمالية “:

كما انها من المعروف ،بأن حزب العدالة والتنمية ذات مرجع إسلامي ،وجاء إلى مجتمع الذى استمر لسنوات عديدة يتبع النهج العلماني فى جميع شئون الدولة . وكان لابد من التغير التدريجي وعدم اللجوء الى التغير المفاجئ ، التي حتماً سيؤدى الى الفشل .

فحزب العدالة والتنمية ،أكد على أن الدين من أهم مؤسسات الدولة التي تقوم عليها الدولة ،وأختلف فى تفسير العلمانية مع مبدأ الكمالية  “كمال اتاتورك “،وأعتبر أن العلمانية  ماهي إلا شرط وعلامة لوجود الديمقراطية فقط و إن من مبادئ الديمقراطية توفير الحرية لأتباع الدين والمعتقدات للجميع وعدم تقيدهم وتوجيهم الى طريق محدد وان من يخالفهم الرائ يقع الى المحاسبة ،وهذا ما كان يرفضه حزب العدالة والتنمية .(من ضمن المظاهر التى كانت موجودة فى تركيا ،تحت بند العلمانية ،فرض القيود ومعاقبة من يتبع اسلوب الدين الإسلامي فى حياته ،رفض ارتداء الحجاب فى المؤسسات التعليمية ).

ولذلك كانت العلمانية فى تركيا ،عبارة عن أداه لتخدم الدولة ونظامها السياسي ،فكانت الدولة هى من تفرض سيطرتها على الدين وليس العكس من خلال تحديد كيفية إتباع الحياة العامة والخاصة للأفراد.

ولذلك كانت الاختلافات بين الكماليين والمسلمين في تفسير لمفهوم العلمانية .فالكماليين يفسروا العلمانية على انها تعنى تتدخل الدولة فى جميع شئون الدولة ،بما فيها طريقة حياة الفرد الدينية وفرض السيطرة علية . على العكس من ذلك ،يقوم التفسير الإسلامي بخصوص العلمانية على انها إحدى الخصائص التي تتميز بها الدولة ،وتدعو للحرية بما فيها احترام الديانات؛ ولذلك فكان الاختلاف بينهم يقوم على مدى التفسير العلمانية وليس إتخاذها كمبدأ.[79]

كما تتطرق الحزب من خلال برنامجه الى السياسة الخارجية التركية ،تتطلع الحزب الى استكمال سياسة أتورغورت أوزال والتي كان يتطلع من خلالها لبناء سياسة على المستوى الأسيوي ،الأوروبي وعدم إتباع سياسة الاتجاه الواحد .

ولذلك عملت سياسة الحزب ،أن تكون السياسة الخارجية لتركيا متعددة الابعاد والاتجاهات وأن تصبح أكثر نشاطاً وفاعلية .

وكان الهدف الرئيسي لهذه السياسة ،أن تكون تركيا لاعباً إقليمياً وعالمياً،وهذة كانت نقطة خلاف مع النظام السياسي الأسبق ،حيث يروأ الكماليون أن الدولة ينحصر دورها فى تنفيذ سياسات الدول الكبرى ،وبالأخص الدول الاوربية ،وذلك مقابل أن تكون أمنية وتقدم لها خدمات اقتصادية وعسكرية .[80]

مدخل التغير :

المؤشرات التى طرأت على النظام السياسي التركي :

قدم حزب العدالة والتنمية العديد من الإنجازات السياسية ،الاجتماعية والاقتصادية ،وكان لة الدور الأكبر فى إعادة الحقوق والحريات الداخلية ، الى الدور القيادي فى المنطقة الاقليمية والدولية . حاول الحزب أن يقدم الإنجازات التى تتماشى مع برنامجه الحزبي ،والوعود الانتخابية التى قدمها . وذلك على النحو التالي :

التغيرات الداخلية :[81]

من الناحية السياسية :

1-من اهم هذه الاصلاحات ، تخفيض نسبة الاصوات التي يجب أن يحصل عليها الحزب لكى يتلقى مساعدات مالية ،من 7%الى 3% من اصوات الناخبين . الحق في استخدام اللغات واللهجات فى الدعاية والانتخابات .

2- زيادة قدرة المواطنين فى المشاركة السياسية ،ودورهم في اتخاذ القرارات .

3- تعدد الاحزاب دون وجود العوائق من المؤسسات الموجودة.

4- إعطاء الحرية للصحافة والاعلام دون وجود قيود كما كان سابقاً.

5- احترام سيادة القانون ،واحترام السلطة التنفيذية ،واستقلال القضائي .

6- إعطاء اهتمام واسع للحقوق الاقليات والحق فى ممارسة ،التعددية الثقافية ،ويمكنهم استخدام لغة خاصة بهم.

2- النظام الاقتصادى :

أهتم الحزب بالمجال الاقتصادي ؛وذلك لأنه من إحدى المؤشرات التي تتدل على قوة الدولة ،مكانتها الاقليمية والدولية . وبالفعل استطاع الحزب أن يجعل تركيا من الدول الصاعدة فى المجال الاقتصادي فى وقت قصير ،وذلك بناءً على التقارير العالمية والتي شهدت بأن تركيا أصبحت واحدة من اكبر سبع دول فى المجال الاقتصادي فى العالم 2012.

استطاعت تركيا بفضل تخطيط حزب العدالة والتنمية أن تحقق حريتها بعيداً عن تداخلات ومعاونات التى يقدمها صندوق النقد الدولي ،وذلك يعتبر منعطفاً تاريخياً لما كان علية سابقاً فى السياسة التركية السابقة .

والتقدم الاقتصادي ،سيعطى الدولة مكانة وقوة مضاعفة ،وذلك من خلال تحقيق الاكتفاء الذاتي وهذا ما نأشارت الية وزارة المالية التركية ،فى اكتوبر 2014 . “بان عجز الموازنة التركية اّخذ في الانخفاض ،والتوقع أن يحقق فائض فى المستقبل”.

تطلع الحزب الى الانضمام الى الاتحاد الأوروبي ،وعلى هذا الاساس وضع نظام اقتصادي يقوم على معايير ومقايس التي تناسب الاتحاد الأوروبي .

2-كما اهتم بوجود الاسواق المحلية لتكون قادرة ،على التنافس مع الاسواق الموجودة فى المنظمة .

ولكى يتحقق هذة التطلعات الداخلية ؛كان لابد من بعض التغيرات فى النظام المؤسسي الموجود ،وعلى رأسها المؤسسة العسكرية :

اتخذ الحزب العديد من الإجراءات التي تعمل على الحد من سيطرة السلطة العامة في الدولة ،وذلك من خلال بعض التعديلات الدستورية :

حيث كانت تنص المادة (15)، انه يجب تعيين الأمين العام ،لمجلس الأمن الوطني من اعضاء القوات المسلحة، وتم تعديلها لسماح لتعين شخص مدنى ،وبالفعل تم تعيين محمد البوغان 2004 منصب أمين العام لمجلس الأمن الوطني . وذلك يعنى بشكل ضمني حجب السلطة العسكرية من بعض المهام سواء فى الداخل أو الخارج .

قام الحزب بمراجعة أعمال مهام المؤسسة العسكرية ،وادوارها في السياسات العامة ،وعلاقتها بالسياق السياسي ، وحرث على تفرغ الحزب ،لمهام العسكرية بما يضمن الاحتراف ؛ولذلك اهتم بالتدريب العسكري وتقدم في استخدام التكنولوجيا .

استخدام الحزب كأداة لتحقيق أهداف الحزب ،وزيادة قدرات الحزب على المستوي الاقليمي والدولي ،حيث لم يقتصر قدرته ،على زيادة قدرات الدولة الدفاعية ،بل جعل منها دولة مصنعة للأسلحة ومصدرة .

السياسة الخارجية لحزب العدالة و التنمية

حاولت تركيا من خلال حزب العدالة والتنمية ،أن يكون لها دور قيادي فى المنطقة منفرد في سياستها الخارجية ،ولم تعد تنتهج سياستها بناءً على موقف الغربي .

ولعل من اهم الاسباب التي جعلت ،سياسة الخارجية التركية ،قبل وصول حزب العدالة والتنمية ،وعدم قدراتها على أداء ادوار فعالة سواء اقليمية أو دولية :

-عدم الاهتمام بالقوة العسكرية من حيث التسليح والتقدم التكنولوجي ،فالمؤسسة العسكرية كانت شغلها الشاغل هو كيفية التدخل فى قرارات العامة للدولة ،وتضيق تفكيرهم في كيفية الحفاظ على المبادئ العلمانية والكمالية  ،زيادة المشاكل مع الأقليات (الاكراد).

وهذا ما بالفعل ما قامت به الحزب العدالة والتنمية ،حيث تفادى الاخطاء غيرهم ،وعدم الوقوع بها .

عمل حزب العدالة والتنمية منذ عام 2002،بالاهتمام بالتوجهات السياسية ،وأن تكون الخطط الخارجية ملائمة ومناسبة لبرنامجه السياسي وبالأخص حين تولى اوغلو وزاره الخارجية .

تنطلق السياسة الخارجية التركية منذ  2002من إدراكها لأهميتها ،الجيوسياسية ،والتي تتمثل فى موقعها الجغرافي المتميز وهذا الموقع اتاح لها وفره كبيرة من المواد الخام ،والسيطرة على طرق التجارة وخطوط التجارة ،وإشرافها على مضايق بحرية (البسفور والدردنيل ).[82]

تجمع تركيا علاقات عديدة بين دول الشرق والغرب ،في نفس الوقت هي عضو فى منظمة شمال الأطلسي منذ عام 1952،ولديها علاقات وثيقة مع دولة اسرائيل وذلك منذ تعاونهم الاستراتيجي 1996،ويربطها أصول عرقية مع دول الجوار ،والروابط الدينية والثقافية مع دول الشرق الاوسط .

وما شهدت تركيا من تطور سيأسى واقتصادي وعسكري في فترة بسيطة ،أعطاها مكانة متميزة وسط المنطقة ،وكما إنه من الجدير بالذكر ،تركيا تعتبر مزيجاً بين القيم العلمانية الحديثة التي تتناسب مع الغرب ،والقيم الاسلامية التي تتناسب مع الدول الإسلامية .[83]

السياسة الخارجية على الصعيد الأقليمى:

منذ بداية عمل الحزب تتطلع الى إقامة نظام إقليمي يضم( تركيا وايران ،مصر ،السعودية) ،ولكن علاقتها مع ايران توترت وذلك منذ ثورات الربيع العربي 2011، وكذلك علاقتها مع مصر ؛وذلك بسبب رفضها لموقف الجيش اثناء الإطاحة بحكم الأخوان 2013.

إن المكانة التي وضعت بها تركيا نفسها ،بان تكون لاعباً حراً، لا يتبع نهجاً معينا ولا يخضع للتحالفات الاستراتيجية الغربية ، لذلك أقامه علاقات طيبة مع حركة حماس في فلسطين متجاهلة بذلك الاتفاق الغربي .لعبت تركيا دور الوسيط في العديد من الأزمات في المنطقة الإقليمية ،وكان لها دور مهم في قضايا المنطقة ،وخصوصاً القضية الفلسطينية ،ودليل على ذلك رفضت الطلب الأمريكي لاستخدام الأراضي التركية في العمليات الحربية ضد العراق .

وعملت على مبدأ (تصفير المشاكل )،ولذلك عملت على حل مشاكلها مع دول الجوار وبالأخص سوريا .[84]

بالنسبة للعلاقات التركية الأسرائيلية.

توترت العلاقات بينهم ،بعد أن كانت تسير المشاكل جيد وذلك منذ أن قامت اسرائيل بالهجوم على الاسطول بحرى التابع لتركيا ،والذى كان يقدم مساعدات إنسانية لقطاع غزة فى فلسطين 2010. وقامت تركيا بعد هذا الهجوم بتسجل اعتراضها ،في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة ، حلف الناتو و منظمة التعاون الأسلامى ؛قدمت اسرائيل اعتذار رسمي لتركيا بعد الضغط عليها من الجهات المختلفة ،وتحملت التعويضات والخسائر الناجمة الهجوم الإسرائيلي ، إلا ان اصرار أردوغان ،على رفع الحصار عن قطاع غزة مما ادى لتوتر العلاقات بينهم .[85]

السياسة الخارجية على مستوى الدولى :

اختلفت الركائز التى على اساسها ، تم بناء تركيا لعلاقاتها مع دول الغربي ؛حيث تمت على اساس تعزيز للقيم الإنسانية والديمقراطية وذلك على عكس الركائز مع دول العالم الإنساني واعتماد مبادئ السوق الحر ،التي تقوم على فكرة تشابه الثقافات .

ومن اهم الإنجازات التى حققها الحزب على المستوى الدولي :

1-حقق الحزب نجاحاً كبيراً ،فى طريق الانضمام الى منظمة الاتحاد الأوروبي ،وتمثل ذلك فى قرار بروكسل عام 2005،ويعتبر ذلك بدء محادثات الانضمام الى الاتحاد .

2-اعلنت منظمة التنمية والتعاون الاقتصادي فى 2013 ،أن تركيا هي رابع داعم في المساعدات الانسانية فى العالم بعد الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي ،وبريطانيا وذلك لاستخدمها القوة الناعمة في ترويج لسياستها الانسانية ،ونشر القيم والمساعدات الإنسانية .[86]

3-إستقلالية السياسة التركية ،فلم تعد تابعاً او منفذاً للسياسة الخارجية  لحلفائها الغربيين ،فالاهم هو مصلحة الوطنية لتركيا . وظهر ذلك واضحاً في مشروع النووي الإيراني ،حيث ظهر وبوضوح فكرة استقلالية السياسة التركية عن الفكر الغربي ؛ حيث لم يرى حزب الدالة والتنمية ايران مصدرا للخطر علية ،على عكس منظور الغربي ، انما رأى انها شريكة اقتصاديا وسياسياً يحقق مصالح الدولة .

ومن خلال ذلك نستنتج مجموعه من العوامل التي ساعدت على تثبيت حزب العدالة والتنمية واكتساب كبير لأصوات والشعبية التركية:

1-تاكيد الحزب على عدم معارضة العلمانية ، وأن توجهه الأسلامى لا يلغى العلمانية ،انما يسعى الى التوافق والديمقراطية ؛وذلك يعتبر من اهم ما جاء به البرنامج الحزبي ،حيث ترشحه لدولة ذات جذور علمانية منذ سنوات عديدة ،يعتبر من اهم الرهانات والتحديات .

2- منذ تولى الحزب مقاليد الحكم والادارة،بدء فى احداث التطورات الملحوظة ولم يكتفى بشعارات عن الديمقراطية والحرية ،وكان ذلك سبب مباشر لاكتسابه الجمهور الكبير .

3-عمل على تطهير البلاد من الفساد وإعادة التنمية وذلك بعد اكتشافه لأسباب الازمات واهما الازمة الاقتصادية التي تعرضت لها البلاد سنه 2001 بسبب الفساد الإداري من الاحزاب السابقة .

وانعكست تلك الاصلاحات ،وإنجازاتها الاقتصادية والسياسية ،على شرعيتها الداخلية ؛تم اجراء بحث من قبل    ،  وذلك على الدول الاتحاد الأوروبي(Eurobarometer) مؤسسة

الأوروبية والدول الاولى المرشحة للدخول اليه، ظهر أن نسبة الثقة بالحكومة التركية من قبل الشعب ارتفعت خلال 6 شهور بمقدار 16نقطة لتحتل تركيا المرتبة الثالثة من ناحية الرضى الشعبي بنسبة 52%عام 2014،وقد كانت نسبة الرضى الشعبي عن الحزب عام 2013تبلغ 36%.

الانتصارات التى وصل اليها الحزب :

ونتيجة لدعم الشعبي الذى وصل اليه حزب العدالة والتنمية ،بعد تعدد الانجازات وتحقيق الوعود الحزبية :

واهما الخاصة بانتخابات عام 2014،حيث تم ترشيح أروغان رئيساً للبلاد وحصل على نسبة 51.8% ،وذلك على طريقة الاقتراع العام المباشر ، وأصبح أروغان رئيسا للبلاد ويعد ذلك ثاني اكبر انتصار للحزب حيث بعد ان كان منافيا من الحياة السياسة في الحكم العلماني اصبح الان رئيسا للجمهورية التركيا.[87]

هل استمر هذا الاستقرار داخل النظام التركى ؟

والاجابة لم يستمر هذا الاستقرار بشكله الكلى داخل النظام التركي ،حيث وجود بعض من المؤشرات التي تتدل على ذلك :

  • تم طرح مشروع تعديلات دستورية فى تركيا ،وتم بالفعل عمل لجان لاستفتاء الشعبي عليه وتم اقراره في عام 2017. والذى تم الاعتراض علية من قبل الاحزاب العلمانية ؛ حيث جاءت هذه التعديلات على تعزيز مكانة الرئيس “اردوغان” وترفع من مكانته وفى مقابل تنقص من صلاحيات البرلمان من وجهة نظرة ، وشملت التعديلات على إمكان الرئيس إتخاذ القرارات المهمة دون مشاورة البرلمان ،وهذا يدل على عدم إمكانية البرلمان مراقبة والاعتراض على قرارات الرئيس . ومع ذلك تم الاستفتاء (نعم) بنسبة 51.41%، (لا) بنسبة 48.59%.

تم الاعلان إنه سيتم العمل من خلال هذه التعديلات الدستورية في نفس الوقت التي يتم انتخابات الرئاسية والبرلمانية ؛وعلى ذلك سيكون الرئيس الجمهورية ذات السلطة العليا في البلاد.

الانتخابات الرئاسة المبكرة عام 2018: وفوز أردوغان ،وكان ذلك يعتبر الدخول العملي والتحول الى النظام الرئاسي والتي لها تداعيات كبير داخل المجتمع التركي .[88]

الإنقلاب العسكرى سنه 2016:

والتي قامت به مجموعه من القوات المسلحة التركية في عام 2016،والذى كان يهدف الى اسقاط نظام العدالة والتنمية ،والتي لم يكن اول انقلاب ؛بلا يعد هذ الانقلاب جاء بعد اربع محاولات انقلابات ناجحة في النظام التركي ،ولكن يختلف هذا الانقلاب عن غيره ؛وذلك بسبب حدوثة اثناء فترة العداة والتنمية التي كنت تحكم زمام الامور والتى بالفعل سيطرة على هذأ الانقلاب .

والتى انعكست بشكل إيجابي على اوضاع الحزب ، والتي بفضل هذا الانقلاب الفاشل على حكومة أردوغان ،اكتسب الحزب شعبية كبيره ومكانة دوليه ،وقضى على اهم معارضة المتمثلة في المؤسسة العسكرية .[89]

إنتخابات التركية عام 2023:

تمر دولة تركيا بالعديد من الأزمات سواء من الناحية الاقتصادية بانخفاض العملة ،او مشكلة اللاجئين التى تعكس على الاستقرار الداخلي للبلاد ، ومن خلال الناحية السياسة وجود معارضات للممارسات حكومة العدالة والتنمية ،وذلك منذ ان تحولت البلاد الى النظام الرئاسي بعد ان كانت تٌحكم بالحكم البرلماني من عهد الكمالية ؛وبذلك تقلصت المعارضات اتجاه الرئيس (رجب أردوغان) التى اصبح يمسك بمقاليد الحكم وعدم القدرة للمعارضة على قراراته. كما تشهد البلاد حالة من المعارضة الشديدة التى تظهر بقوة ضد الحكومة الحالية وتظهر لاول مرة منذ ان تولى الحزب للسلطة سنة 2002.

الانتخابات البرلمانية :

اعلنت النتيجة النهائية فى الانتخابات البرلمانية بحصول حزب العدالة والتنمية على اكبر عدد من المقاعد البرلمانية؛ يعنى ذلك استمرار الحياة الحزبية التركية تحت قيادة أردوغان .[90]

الانتخابات الرئاسية :

تم اعلان عن الانتخابات الرئاسية بتاريخ 14مايو 2023،وتعد هذه الانتخابات هى التي تحدد مصير تركيا فى السنوات المقبلة ،سواء استبقاء لحكومة الحالة والتي حكمت تركيا 20عاماً ،او يتغير الوضع بشكل كلى سواء فى مسار الاقتصادي ،والسياسي بالإضافي الى تغير المسار الخارجي التركي وذلك طبقا للبرنامج الحزبى للحكومة القادمة.

فالانتخابات الرئاسية فى تركيا تدور حولين شخصيتين محوريتين هما تحالف الشعب (اردوغان )،(كمال كليجدار اوغلو).

نتائج الجولة الاولى : 14\5\2023

انتهت الجولة الاولى من الانتخابات بعدم حصول كلا المنتخبين على اغلبية الاصوات ،ولقد اوضحت الانتخابات عن تقدم الرئيس أردوغان حيث حصل تحالف الجمهوري الذى يضم حزب العدالة والتنمية والحركة القومية واحزاب اخرى بقيادة أردوغان على 49.46، فى حين حصل تحالف “الشعب” الذى يضم حزب الشعب الجمهوري وحزب الجيد القومي واحزاب اخرى بزعامة كليجدار اوغلو على نسبة 44.30.

ولذلك بالصدام بينهم مستمر وتم إعلان عن الجولة الثانية فى تاريخ 28مايوة التى ستحدد الوضع النهائي داخل البلاد.

الجولة الثانية :28\5\2023

انتهت الجولة الثانية بإنتصار اردوغان برئاسة دولة تركية  بنسبة 52% وحصول غريمه “كليجدار اوغلو على نسبة 48%؛ليستمر عهد العدالة والتنمية للمرة الثالثه على التوالى داخل دولة تركيا.[91]

ومما يدل ذلك على قدرة إكتساب الحزب لثقة الشعب من جديد ،على الرغم من تراجع اداء الحزب الواضح فى الفتره الاخيرة ؛ولكن الانجازات التى قام بها الحزب وقدمها للشعب التركى كانت بمثابة رخصة للحزب لقيادة البلاد من جديد.

الفصل الثالث ” مقارنه بين حزبى الله و العداله و التنميه

ومن خلال عرض للأفكار المرتطبة بمدى الاستقرار السياسى ،فى كل من دولتى لبنان و تركيا . يتضح مدى التاثير التى ادخله كلا الحزبين فى تحقيق الديمقراطية ، ولكن بدرجات متفاوتة فيما بينهم ولعل السبب وراء ذلك يعود الى اختلاف الظروف والتحديات التى نشأ بها كل منهما.

فحزب العدالة والتنمية ظهر فى الوضع السياسى الداخلى المتازم ، وكانت الحريات والديمقراطية فى الاغلب شبة معدومة ، وتتدخل عدد من المؤسسات فى كافة الشئون وعدم السماح بوجود حريات وعلى رأسها المؤسسة العسكرية ،ولكن الوضع داخل تركيا الى حد ما كان أمناً فى ذلك الوقت ، وكان الوضع الخارجى لتركيا تسعى الى وضع المسالم ،وعدم التصدى للتحديات مع الدول الكبرى .

وكانت المجتمعات التركية فى ذلك الوقت ،متاصلة  داخل الايدلوجية العلمانية منذ حكم اتاتورك . وعند ظهور حزب ذات ايدلوجية اسلامية ،تختلف جذرياً فى اسلوب ادراتها عن العلمانية . ولذلك كان هذا من اول التحديات التى واجهت الحزب منذ بداية عمله السياسى ؛ وهو محاولة إرضاء كافة الاطراف داخل الدولة ،وايضاً انتصاراٍ للحزب وافكاره التى تتغلف بالطابع الإسلامي .

على الجهة الأخر ننقل عدسة اهتمامنا للحزب الله فى لبنان ، على العكس الوضع التى كانت تمر به تركيا ،فالوضع اللبنانى فى ذلك الوقت ،كان يمر بالتحديات الخارجية المتمثلة فى الضربات الإسرائيلية لدولة لبنان،  أختراق اسرائيل للجزء الجنوبى لبنان ، ولذلك كان لابد من الاهتمام بالجزء الخارجى للبنان ، ومحاولة حماية الاجزاء الخارجية للبلاد ، عن الاهتمام الداخلى ومحاولة تركيز جهودهم على الاوضاع الخارجية.

بالنسبة للمناخ الداخلى الذى ظهر فيه حزب الله ،كان متازماً ايضاً كانت الحرب الاهلية الداخلية منتشرة ،وعدم القدرة لسيطرة عليها .

-جاء حزب العدالة والتنمية بهدف إصلاح النظام السياسى التركى ، واحداث التغيرات داخل النظام السياسى ،وظهر ذلك من خلال اهتمام الحزب لادخال تعديلات حزبية التى تميزه عن الاحزاب الاسلامية التقليدية ، فقد جاء الخطاب الخاص بالحزب يتميز بالواقعية وتفادى لاخطاء الحزب الاخرى ،وهذا ما جعل الحزب قادراً على مواجهة والدخول فى التنافس الحزبى مع الاحزاب الكبرى .

فعلى الرغم من كونه حزباً ذات توجه ايدلوجية اسلامية ،الا انه حاول وبحرص شديد ،تفادى استخدام العبارات ،التى يمكن ان تعكس رفضة للعلمانية ،فرض الاسلامية على الدلة كما فعل “نجم الدين اربكان من قبل ” التى كان يحاول بناء دولة تركيا على اساس القومية الاسلامية ،باعتبار تركيا هى زعيمة العالم الاسلامى ،ولكن اختلف رؤية اردوغان فى ذلك حيث لم يجعل الدين هو المحرك الاساسى لبرنامجة السياسى ،انما سعى الى تعزيز الحريات وممارسة الشعائر الدينية داخل الدولة ،واكد على ان ذلك هى مفهوم الديمقراطية بشكلها الصحيح والتى تناسب الواقع .

عند انتصار الحزب فى انتخابات عام 2002، واثناء تقدم اردوغان رئيس الحزب لخطة عمل الحزب ،وحتى ابواب الشك بخصوص ايدلوجية الاسلامية للحزب ،وانه جاء لاغلاق الحريات ومنع الديمقراطية من خلال فرض ايدلوجيتة الدينية الاسلاميه .قال؛

“لقد انتظرنا طويلاً لسماع هذا النوع من الاسئلة ،لسنا حزباً سياسياً مؤسساً على الدين ،إن     العدالة والتنمية هو حزب وسط يمين ،أطلق الجمهرة بقوة …..،ويرى حزبنا أن العلمانية هى شرط اساسى للديمقراطية ….،والفكرة المركزية وراء مبدأ العلمانية  هى نزاهة الدولة تجاه جميع المعتقدات الدينية ،العلمانية هى مسألة الحرية ،فهى تحصر وتؤطر الدولة وليس الافراد.”

على العكس من ذلك تماما فقد كان مجئ حزب الله للحكم اللبنانى بهدف السيطرة ونشر رسالته وقد ظهر ذلك من خلال استخدام الحزب للشعارات الخاصة به و الظاهره بشكل عام في علمه و الذى يحمل مقوله ” فان حزب الله هم الغالبون ، المقاومه الاسلاميه “ ، وهدفة المعلن من الاساس باقامة دولة اسلامية داخل لبنان ،القيام بكافة الاعمال التى تعمل على نزع القوة الصهيونية من داخل البلاد .

منذ بداية وصول الحزب للسلطة ،كانت اعمالة الارهابية ، أولى اهدافة السياسية داخل لبنان ؛ حيث اعلن الحزب منذ البداية ان اهدافة الاساسية، هى خروج اسرائيل النهائى من لبنان ، كما اشار انه يسعى لإقامة وتوفير الحريات الداخلية ولن بشكل الذى يسمح به الاسلام وعدم التعدى على الشريعة الاسلامية وتطبيقها .

كيف اكتساب الدعم الرأى العام :

قبل تأسيس حزب العدالة والتنمية ،بدأ الحزب فى إجراء لاستطلاعات الرائ للمجتمع ،والتى كانت تهدف الى معرفة متطلبات إحتياجات الشعب من مختلف الطبقات ،والشرائح العمرية ،وماهى التطلعات التى يأملوا لإيجادها بخصوص الحزب .

وجاء ذلك على لسان بشار ياقيش؛ هو نائب رئيس الحزب للشئون الخارجية .

“قبل أن يطرح الاصلاحيون برنامجهم السياسى أجروا استطلاعات عدة للرأى ،سالوا الناس ماهة اولوياتكم ؟ ماهى طبيعة الحزب التى تقبلونة؟سألوا حتى الاسم المناسب والشعار المناسب .ومن هنا جاء نجاحة”

وتأكيد على مصداقية الحزب ،واستمرار فى تقديم الاداء الحزبى بشكل ديمقراطي موازياً  لافكار الليبرالية العالمية ،وتاكيد على ضمان الحريات ،وعدم  وجود تهديد للعلمانية ؛ حيث ام الحزب  بعمل انتخابات لسنه 2007،والذى من خلالها قام بإستبدال حوالى  200شخص  من مرشحيه ،وذلك لتعرضهم للشكوك مناهضة للافكار الديمقراطية ،وتم استبدالهم بأخرين ذات توجهات ليبرالية

وأكد إحسان داغى على هذا العمل ؛ وذلك من خلال تصريحه :

“إن العبره ليست فى هل يوجد هناك تاثير للإسلام فى السياسة ،إنما المهم كيف يؤثر فيها ،فالتفسير التحررى للاسلام من شأنة أن يوثر على السياسة بشكل ليبرالى . وقد تمسك الحزب بخط سياسى لا يوفر للعلمانيين أية فرصه للهجوم علية بتهمة تهديد العلمانية.

الاستقرار وتحقيق الديمقراطية فى الداخل :

حزب العداله والتنمية :       

من مجئ الحزب ودخولة فى الحياة السياسة التركيه ،عمل منذ البداية على تتدعم ركائزة ،واثبات جدارتة الاصلاحية ؛كان ذلك فى العديد من المجالات .

حزب الله :
اما علي نقيض حزب الله فانه منذ دخوله الحياه السياسه اللبنانيه ، عبر تقديم نفسه بأنه يقاتل من أجل مصلحة لبنان، إلى الحصول على الدعم من الرأي العام في لبنان، ولا سيما في أوساط اللبنانيين من غير الشيعة، ما يتسبّب بتقويض الدولة اللبنانية ويقدّم تبريرات إضافية لوجود الحزب المستمر كفريق مسلّح غير دولي. يولّد ترويج الخطاب والرموز القومية، التي تلقى أصداءً في أوساط المواطنين وتحمل إمكانية استقطاب اللبنانيين من مختلف الأطياف السياسية، الثقة بما يقوم به حزب الله. ليس المقصود بذلك أن الحزب يعتقد أنه سيكسب شعبية هائلة خارج القاعدة الداعِمة له، بل إنه يعتبر أنه قادر على نشر شعور عام بين اللبنانيين بأن دوره المسلّح ضروري ولا بد من استمراره ، و كون مؤسسات رياضية وثقافية واعلامية مهمة مثل مركز الإمام الخميني، وجريدة العهد، وتلفزيون المنار الذي نجح في جذب قطاع عريض من المشاهدين، وقد عرض بالصورة الحية علميات حزب الله العسكرية ضد إسرائيل.

المجال الاقتصادى :

حزب العداله و التنميه

عندما تأسس حزب العداله و التنميه عام 2001،كان الاوضاع الاقتصادية داخل البلاد تمر بازمة كبيره من الناحية المالية،وكان ذلك بسبب السياسات الاقتصادية المتبعة من قبل الحكومات من سنه1990. والتى تم وصف هذه الازمة بأسم “الاربعاء الاسود” ؛ وبسببها تم تعطيل العمل وزيادة فى نسبة البطالة ،وتراجعت قيمة العملة التركية (الليرة) ، فكان الاقتصادى التركى فى تلك الفترة يمر بحالة من التراجع الكبير.

استطاع حزب العدالة والتنمية ،بإكتشاف عمليات الغير مشروعة التى تقوم بها الاحزاب العلمانية ،والتى من شأنها هددت باستقرار الداخلى للبلاد.

ولذلك كان دور الحزب هى محاولة انتعاش الاقتصاد الداخلى للبلاد ،ويتم ذلك من خلال مجموعة من القرارات التى تحاول تغير الاوضاع السيئة الموجودة .وكان الهدف الاساسى التى يسعى اليه الحزب ،رفع فى مستوى معيشه الافراد؛وبالفعل نجح الحزب فى إنعاش الاقتصاد التركى المتازم مره اخرى .ولهذا يعتبر حزب العدالة والتنمية ،بمثابة النقطة الفاصلة فى الحياة الاقتصادية التركية .

حزب الله

عمل حزب الله علي بناء اقتصاد خاص و الذى يتماشي مع الاقتصاد اللبناني ، فيعرف هذا الاقتصاد ” اقتصاد الريف ” الذى يشمل علي سبيل المثال و ليس الحصر ” جهاد البناء ، شركه وعد ، القرض الحسن”.

و لكن مع تطور الاحداث تعرضت لبنان للازمه الاقتصاديه عام 2019 التي كان سببها منظومه الاقتصاد السياسي الذى تقاسم السلطه و مقدرات الدوله بناء علي اتفاقيه الطائف و التي اثرت بشكل كبير علي استقرار لبنان و الذى كان حزب الله سببا من اسباب الازمه الاقتصاديه حيث انه جزء من الطبقه السياسيه الحاكمه ، و انها اكثر الاطراف نفوذا في السلطه التي يصفها الحراك اللبناني بالفساده و السارقه و التي اثرت بشكل مباشر علي الاستقرار السياسي اللبناني ، بالاضافه الي ان بفعل انشطه حزب الله العنيفه و العقوبات الخارجيه المفروضه عليه من الخارج ، السبب الابرز في حرمان لبنان من الدعم الخليجي و الاجنبي و من القروض للمؤسسات الخارجيه الدوليه التي يمكن ان تساعد لبنان و يعود اليها استقرارها و السبب وراء ذلك هو ان دعم لبنان في ظل سيطرة حزب الله علي الاستقرار السياسي هو اعتراف صحيح بمساعده ايران و النظام السورى.

المجال السياسى :

حزب العداله و التنميه :

ولعل مايميز الديمقراطية الحزبية الخاصة لحزب العدالة والتنمية ،قيامة بإبعاد المؤسسة العسكرية عن التدخلات فى الحياة التركية ،والتى كانت تعيق بشكل كبير لسير الحياة الديمقراطية ،والتى كان يتتدخل من قبل بحجة حماية الحياة العلمانية  وقد عزز الجيش مكانتة منذ صدور دستور1961 والتى بموجبه اصبحت قراراته إلزمية على الحكومة التركية؛ولذلك عمل الحزب على ادخال التعديلات الدستورية التى بموجبها تم فصل الجيش عن الحياة السياسية .

ولم يقتصر التعديلات الحزب فى الحياة السياسية على الجيش فقط ،بل كانت هناك تعديلات على المجال القضائى،ومجال الديقراطية وحقوق الانسان ،بالشكل الذى يسمح باتساع الحياة الديقراطية داخل تركيا .

التعامل مع مشكلة الاكراد: تعد مشكاة الاقليات من اكبر المشاكل التى تواجه،استقرار الحياة التركية وتدور حول مشكلة الهوية ،وظهور حركات التى تتطالب بالانفصال والحصول على الهوية الكردية المنفصلة  واهما حزب الكردستان؛ ولذلك عمل الحزب على اعادة ترتيب السياسات الداخلية ،بالشكل التى يسمح بتواجد الديمقراطية لجميع افراد الدولة التركية وبما فيهم الاقليات ،وسمح لهم بممارسة حقوقهم داخل الدول من غير تقيد واحتجاز كما كان سابقاً.

إعادة مفهوم العلمانية / لم يعارض الحزب لوجود العلمانية داخل الدولة ،ولكن اعادة استخدامها بطريقة تسمح ،بحرية ممارسة الديمقراطية ؛اعتبر العلمانية من ضمن معالم الديمقراطية ولكنها ليست حكراً لاستخدام على الجميع اتباعها كما كانت تؤكد المؤسسة العسكرية ذلك . اعاد تصحيح المفهوم وازاله الغموض عنه ،حيث اشار أن وجود العلمانية ماهو الا رمزاً للديمقراطية ،وأن اتباع الدين وممارسة الشعائر الخاص به لا يمس العلمانية بصلة .

حزب الله :

عمل حزب الله في زيادة شعبيته في المجال السياسي، مع الانتخابات التشريعية التي تم إجراؤها في 2018، وذلك بموجب القانون الانتخابي الجديد الذي يمنح المعسكر الموالي لحزب الله فرصة أفضل في دوائر كانت تخضع تقليدياً لسيطرة خصومه. يحاول الحزب، عبر ربط عملياته ضد المقاتلين في المنطقة الحدودية بالمصلحة الوطنية والسيادة اللبنانية وبهويةٍ تتجاوز الخطوط الفاصلة الطائفية، أن يكتسب مزيداً من الشعبية. لهذا الأمر تأثيرٌ إضافي يتمثّل في إظهار تصميمه وعزيمته أمام القاعدة الداعِمة له، ليس في صفوف الشيعة وحسب إنما أيضاً في صفوف حلفائه المسيحيين.

جهود الحزب على المستوى الخارجى :

رفض حزب العدالة والتنمية حالة التابعية التى كان عليها الحياة الخارجية لدولة تركيا ،وحيث سعى الحزب لتغير الجذرى فى المجال الخارجى ،وعمل على ان يكون لتركيا حالة مستقلة من التحالفات مع الدول الاخرى بعيداً

عن دول الكبرى وبالاخص دول الاوربية ، كما حاول الحزب على تصفية الخلافات على المستوى الاقليمى ،وان يكون لتركيا دور اقليمي متميز ، وموازياً للدول الكبرى فى المجال الدولى .

و هذا علي عكس حزب الله هو ايران ، و ايران هو حزب الله في المنطقه كما ان حزب الله يرتبط عضويا بايران ، و هو جزء من مشروعها الكبير و من منظومتها و هذا ما صرح به الامين العام حسن نصر الله صراحه ” ان تمويل حزب الله و سلاحه و تدريبه و صواريخه ياتي من ايران ” ، كما شدد نصرالله علي ” السطح ” و مرادفها بالفصحي الجهر او العلن ، او كما نقول بالعتميه ” اشكرا العين ترى “.

كما ان حزب الله يخضع بالكامل الي توجيهات الحرس الثورى الايراني ، وانه يعلي من مصالح النظام الايراني قبل مصلحه الدوله و الشعب اللبناني حتي في ظل التراجع في تمويل ايران له جزئيا بسبب العقوبات الامريكيه علي طهران فان هذا الخضوع لم يتأثر.

الخاتمة:

خلال هذا العرض ؛يتضح الى أي مدى يمكن أن تؤثر الاحزاب السياسية على استقرار النظام السياسي ،من كافة الجوانب الداخلية والخارجية للدولة ،وفى الحقيقة يمكن أن يكون هذا التغير إيجابي ،او سلبى ؛وذلك بناءً على الاهداف الحزبية ، والبيئة التي تحيط بالحزب وذلك من خلال تأثير الواقع والعالم الخارجي التي من الممكن أن تفرض القيود على الاداء الحزبي ،والتي يمكن أن تحجب وتقلل من درجة تأثيره الحزبي ، فاستقلال الدولة وقدرتها على اتخاذ قرارتها دون اللجوء أو الاخذ في الاعتبار لموقف الدول الكبرى يعطى لمؤسساتها الحرية والقدرة على احداث التغيرات التي تفيد وتعمل على الصلاح النظام ، على العكس من ذلك فوجود الدولة تحت طاله التهديد الخارجي ،والاخذ في الاعتبار لقرارات وموقف الدول الكبرى من اصدارها للقرارات ؛فذلك يعتبر من اهم المعوقات التي تؤثر بالسلب على الاداء الحزبي .

ومن خلال دراسة حزبي (العدالة والتنمية في تركيا، وحزب الله في لبنان )،نستنتج عدد من النقاط التي عملت على تشكيل الأداء الحزبي لكل منهما .

فوجود حزب العدالة والتنمية في دول مثل تركيا التي وعلى الرغم من الأداء السيء للحكومات السابقة الإ انها مازالت تتمتع بدرجات من القوة والمكانة الجيوسياسية ،والتي منحت هذه العوامل والمؤشرات للحزب قدراً من الثقة والعمل بشكل حر وفكان المحور الذى يدور حوله حزب العدالة والتنمية هو مدى التأثير الداخلي  والاصلاحات والمصلحة القومية للبلاد التي تعتلى على اي مصلحة اخرى ،وبعد اجراء الانتخابات الرئاسية الحديثة فى تركيا ،مما يعنى استمرار سياسة حزب العدالة والتنمية داخل تركيا ،والعمل على تحقيق اهدافة الحزبية واستمرارها.

على الجانب الاخرى .ظهور حزب الله في لبنان ، يحاط لبنان مناخ من عدم الاستقرار سواء من الداخل المتمثل في الحرب الاهلية ،او الخارج المتمثل في محاولة سيطرة اسرائيل على اجزاء منها ؛ولذلك كان الاداء الحزبي في الدولة يتعدى مجرد السيطرة والانجاز الداخلي فقط ، بل وضع كامل مقوماته وصلاحياته بما يخدم السياق الخارجي للدولة والدفاع عنها _من وجهة نظر الحزب_ ؛ ولذلك على الحزب من علاقته الخارجية واعماله التخريبية المتمثلة في اعمال الارهابية عليّ المصلحة الداخلية و مصالح الشعب اللبناني.

قائمه : المراجع

اولا :المراجع باللغه العربيه

اولا : الكتب:

1)رشا محمد عبدالحليم ،توجهات السياسة الخارجية التركية تجاه الاتحاد الاوربى فى ظل حكم العداله والتنمية ،(القاهرة :المكتب العربى للمعارف ،ط1، 2019) ص37.

2) بيربية غيوم ،رجب الطيب اردوغان :طموح وسلطة،ترجمة (انطون الهاشم) ،(بيروت :عويدات للنشر والطباعه ،ط 1، 2018)ص 50-51.

3) أحمد داود أوغلو ،العمق الاستراتيجيه :موقع  تركيا ودورها فى الساحة الدولية،ترجمة محمد جابر ثلجى ،وطارق عبدالجليل (الدوحة :مركز الجزيرة للدراسات ؛بيروت(دار النشر) :الدار العربية للعلوم 2010،ص 605-645.

ثانيا: الرسائل العلميه

  • هويات حزب الله و علاقتها بالعلاقات الاسلاميه الثقافيه و الدينيه ، ورقه بحثيه للوفاء بمتطلبات الماجستير .
  • عبد الله علي عبد الله الظرافي, الصراع العربي الصهيوني” دراسة في دور حزب الله” (رساله ماجستير, جامعه صنعاء ,كلية التجارة و الاقتصاد 2010 م )
  • رائد حمايزية” ،”دور حزب العدالة والتنمية فى الاصلاح السياسى فى تركيا “،(مذكرة ماجستير فى العلوم السياسية ،جامعة العربى بن مهيدي ،2016)
  • رياض بن عربية ،جدلية العلاقة بين الاسلام السياسى والدولة فى تركيا دراسة فى مقارنة حزب العدالة والتنمية للمشروع الحضارى التركى “،(اطروحة مقدمة لنيل شهادة دكتوراة علوم السياسية ،جامعة الجزائر ،2020).
  • بوصبع فتيحة ، السياسة الخارجية التركية تجاة الدول العربية فى عهد حزب العدالة واالتنمية “،(مذكرة مقدمة لنيل شهادة الماستر فى العلوم الانسانية والعلاقات الدولية ،جامعة :محمد بوضياف بالمسيلة ، 2015)
  • سامة زيدي، “الطائفية الدينية وأثرها علي الاستقرار السياسي في الدولة (دراسة حالة لبنان)”، (مذكرة الماستر، جامعة العربي بن المهيدي: كلية الحقوق، 201602017).
  • مزابية خالد، “الطائفية السياسية وأثرها علي الاستقرار السياسي (دراسة حالة لبنان)”، (مذكرة مقدمة لاستكمال شهادة ماستر أكاديمي في العلوم السياسية، جامعة قاصدي مرباح-ورقلة، 2013).
  • بيرج نعلبنديان، “النظام السياسي اللبناني ( الواقع والآفاق)”، ( دراسة أعدت لنيل درجة الماجستير في العلوم السياسية اختصاص دراسات سياسية، جامعة دمشق، كلية العلوم السياسية، 2011).
  • محمد الأمين، راهم علي، ” النظام السياسي اللبناني دراسة في المؤسسات والفواعل“، ( مذكرة مكملة لنيل شهادة الليسانس في العلوم السياسية تخصص علاقات دولية، جامعة 20 أوت 1995 سكيكدة، كلية الحقوق والعلوم السياسية، قسم العلوم السياسية، 2015/2016).
  • سراء شريف جيجان آل كعود، النظام السياسي في لبنان(١٩٨٢-١٩٩٥ ) ، رسالة ماجستير -كلية العلوم السياسية، جامعة بغداد، ١٩٩٦.
  • شباح،فتاح ، السلطه التنفيذيه في الانظمه السياسيه التعديديه”دراسه مقارنه بين النظامين السياسين الجزائري و اللبناني” ،( دراسه دكتوراه ، جامعه باتنه ، 2016 )
  • إيمان رجب، تأثير الهوية على سلوك الفاعلين من غير الدول في المنطقة العربية:دراسه حالتى حزب الله وحركة حماس، رسالة دكتوراه في العلوم السياسية، (جامعة القاهرة: كلية الاقتصاد والعلوم السياسية ) ،2014
  • رائدة حمايزية :دور حزب العدالة والتنمية فى الاصلاح السياسى التركى ،(كلية الحقوق والعلوم الانسانية /جامعه العربى بن مهيدى )، 2015-2016.
  • برادعى فتيحة ،مؤشرات التحول فى استراتيجية الامنية التركية بعد فشل الانقلاب العسكرى 2016،( كلية الحقوق والعلوم الانسانية ، جامعه :قاصدى مرباح –ورقلة )، 2016/2017.

ثالثا : الدوريات العلميه

  • رامز جمال اسعد,االمركز الديمقراطي العربي،اثر الاحزاب السياسيه علي التحول الديمقراطي في مصر”2013ـ2015″ ،(2014)
  • تاثير حزب الله علي الواقع السياسي اللبناني،اسبار الشرق الاوسط،15اكتوبر،2021
  • مسارات فهم صعود حزب الله اللبناني “صراع المنطقه الامنيه في جنوب لبنان(1985ـ2000م)” ، مركز الملك فيصل للبحوث و الدراسات الاسلاميه ، فبراير، 2016 م
  • سها معتز محمد رزق ,اثر المحاصصه الطائفيه علي استقرار النظام السياسي اللبناني : دراسه حاله الطائفه الشيعيه” 2005ـ2014 ” ,المركز الديمقراطي العربي, 22يوليو,
  • نادية فاضل عباس فضلى، محددات الصراع السياسى فى تركيا بعد وصول حزب العدالة والتنمية إلى السلطة ، مركز الدراسات الأستراتيجية والدولية،جامعة بغداد .
  • عبدالسلام على نوير، عبدالله فيصل محمد علام ، القيادة السياسية والتحول الديمقراطى فى تركيا ، 2021.
  • احمد براهيم ,مفهوم الاحزاب السياسيه و دورها في عمليه رسم السياسه العامه ,ISSN:0834 العدد 02(2021), 31/12/2021 ,ص79ـ88
  • محمد محفوظ، في معنى الاستقرار السياسي، صحيفة الرياض، ال محمد محفوظ، في معنى الاستقرار السياسي، صحيفة الرياض، العدد 13819، 25 أبريل 2006.
  • لمحة عن الكاتب: د. شاهر اسماعيل الشاهر كلية العلوم السياسية – جامعة دمشق – مدير المركز الوطني للبحوث والدراسات عدد 13819، 25 أبريل 2006
  • الصفار, فاضل(2008)، الحرية السياسية دراسة مقارنة في المعالم والضمانات, دار العلوم للتحقيق والطباعة والنشر، ط1, بيروت، ص244
  • حنفي عبد العظيم محمود(2013)، ظاهرة عدم الاستقرار السياسي وأبعادها، الأهرام المسائي، 10/9/2013
  • حاج سليمان، رائد نايف (2009)، الاستقرار السياسي ومؤشراته، الحوار المتمدن، 21/3/2009.
  • مسعد، نيفين عبد المنعم، الأقليات والاستقرار السياسي في الوطن العربي، القاهرة، مكتبة النهضة المصرية
  • سها معتز محمد رزق ، أثر المحاصصه الطائفيه علي استقرار النظام اللبناني : دراسة حاله للطائفة الشيعية ” 2005ـ2014 ” ،(دراسات بحثية ، المركز الديمقراطي العربي ، 2022 )
  • أبرات حوراني، “الطائفية والطوائف في لبنان“، منظمة التحرير الفسلطينية- مركز الأبحاث، أكتوبر/نوفمبر 1976، العدد60.
  • ذيب اسليم القراله، ” الخريطة الطائفية في لبنان وأثارها السياسية“، جامعة عين شمس- كلية التربية- الجمعية المصرية للقراءة والمعرفة، سبتمبر 2015، العدد 167.
  • ذيب أسليم، “الخريطة الطائفية في لبنان وأثارها السياسية”، جامعة عين شمس- كلية التربية- الجمعية المصرية للقراءة والمعرفة، سبتمبر 2015.
  • أحمد علي سالم، “الطائفية السياسية في لبنان”، مؤسسة الأهرام، ابريل 2013، المجلد13، العدد50.
  • القراله /ذيب اسليم ، طبيعه النظام السياسي اللبناني ، القراءه و المعرفه ، 166 ، 2015 ، 193 ـ206
  • د.بشار نرش ، اي نظام سياسي في لبنان ، ايلاف ، 5 ديسمبر 2022 .
  • لمحه عن النظام اللبناني ، رئاسه الجمهوريه اللبنانيه ، 28 ايار 2023.
  • [1] لبنان : النظام السياسي و السلطات ، وزاره الاعلام/الجمهوريه اللبنانيه ، 29 ديسمبر 2015.
  • مايا وهيب منصور/وكارلوس يوسف داود ، استقلال النظام السياسي في لبنان و حياده ، الشبكه الاروـ متوسطيه لحقوق الانسان ، قبراير 2010.
  • أنطوان نصري مسرة، “الأحزاب السياسية في لبنان: تجدد والتزام”، الطبعة الثانية، بيروت: المركز الاستشاري للدراسات والتوثيق، 2007
  • شوكت أنشتي، “الأحزاب اللبنانية: قراءة في التجربة“، بيروت: مؤسسة الانتشار العربي،2004.
  • عبد الغني عماد, حزب الله في لبنان المؤسسات والحضور الاجتماعي, مركز المسبار للدراسات والبحوث, ايار 2015, ص82.
  • كرونولوجيا : تطور المسار السياسي و العسكرى لحزب الله اللبناني 1982ـ 2022 ، الخاندقه ، 22 تموز 2022.
  • مسارات فهم صعود حزب الله اللبناني ” صراع المنطقه الامنيه في جنوب لبنان (1985ـ 2000 ) ” ، مركز الملك فيصل للبحوث و الدراسات الاسلاميه ، فبراير 2016 ، ص 4،5،6
  • حسن فضل الله، حزب الله والدولة، بيروت، شركة المطبوعات للتوزيع، 2015.
  • كريستين مارتن ، السياسه التوافقيه ، تاثير حزب الله علي استقرار الطائفيه في لبنان .
  • كرونولوجيا : تطور المسار السياسي و العسكرى لحزب الله اللبناني 1982ـ 2022، مرجع سبق ذكره.
  • فؤاد عجمي ، الامام المتلاشي : موسي الصدر و شيعه لبنان ( نيويورك ، مطبعه جامعه كورنيل ، 60 ، 1986 )
  • ايتان عزاني ، حزب الله : قصه حزب الله : من الثوره الي المؤسسات ( نيويورك ، بالجريف ماكميلان ، 62 ) ، 2019
  • التحولات في ايدلوجيه حزب الله : الايدلوجيه الدينيه ، الايدلوجيه السياسيه ، و البرنامج السياسي ، امستردام ، مطبعه جامعه امستردام ، 2006.
  • هاريك ، جوديث بالمر ، بين الاسلام السياسي و النظام : مصادر و اثار الدعم الشعبي لحزب الله اللبناني ، مجله حل النزاعات ، م40 .
  • ميشيليا حزب الله تنشئ مؤسساتها التعبويه لابتلاع لبنان ، جريده الرياض ، 15 اكتوبر 2021.
  • احمد عبدالعليم حسن ، الفاعلون المسلحون من غير الدول و تاثيرهم علي الاستقرار السياسي:دراسه نظريه و تطبيقيه ، القاهره ،المكتب العربي للمعارف ، 2021.
  • عبد الل عيسى عبده عيسى الشريف، تاثير الفاعلين المسلحين من غير الدول علي الاستقرار السياسي(حزب الله نموذجا)، المجلة العلمية لكلية الدراسات الاقتصادية والعلوم السياسية بجامعة الإسكندريه ، المجلد الثامن (العدد الخامس عشر، يناير 2023 )، https://esalexu.journals.ekb.eg
  • عقيل سعيد محفوض،تركيا والاكراد:كيف تتعامل تركيا مع المسألة الكردية ؟،سلسلة دراسات (الدوحة :المركز العربى للابحاث ودراسة السياسات ،2012)،ص 82. https://www.dohainstitute.org/ar/lists/ACRPS-PDFDocumentLibrary/document_3E70E2BB.pdf
  • د. حسن فتحي عبد المولى اّدم : مرتكزات النظام السياسي التركى فى ضوء المبادئ الكمالية ، المجلة الليبيه العالمية، عدد 51، ابريل 2021، ص 4-13.

file:///C:/Users/middle%20east/Downloads/Documents/3-51.pdf

  • اّمر الله أيشلر، فى ندوة بعنوان :”مغزى التحولات فى تركيا ومستقبل العلاقات التركية –العربية “، مركز دراسات الشرق الأوسط ،عمّان ،5يناير 2011. http://mesc.com.jo/activities/lecture/lecture1.html
  • سعد عبدالعزيز مسلط ،”المشروع السياسى لحزب العدالة والتنمية فى تركيا” ،مركز الدراسات الاقليمية ، عدد 5(12).

https://search.mandumah.com/Record/419354/Details

  • ميشال نوفل ، ” تركيا فى العالم العربى :الإطار المفهومى لإعادة توجية السياسة التركية ” مجلة الدراسات الفلسطينية (اتجاهات نظرية فى تحليل السياسة الدولية ): العدد 92،سبتمبر.
  • سعد عبدالعزيز مسلط ، مشروع السياسى لحزب العداله والتنمية فى تركيا ، مركز الدراسات الاقليمية ، عدد 5.

https://www.palestine-studies.org/ar/node/38117

  • رنا عبدالعزيز،” النظام السياسى التركى فى عهد حزب العدالة والتنمية من 2002-2014″،(سلسلة اطروحات الدكتوراة،مركز دراسة الوحدة العربية ،ابريل 2016). https://platform.almanhal.com/Files/1/99411
  • حسن حافظ وهيب:عرض لكتاب”موقع تركيا ودورها فى الساحة الدولية ” ، دراسات دولية ،العدد 47.

https://jcis.uobaghdad.edu.iq/index.php/politics/article/download/226/195

  • عقيل سعيد محفوض ،السياسة الخارجية التركية : الأستمرارية – التغيير،(بيروت :المركز العربى للابحاث ودراسة السياسات ،2012).
  • طارق محمدطيب القصار ،الموقف التركى من القضية الفلسطينية بعد عام 2002 ، عدد 3، 2016، ص 55-82.

رابعا: المراجع الالكترونيه

ثانيا : المراجع باللغه الانجليزيه

  • Nicholas Blanford , (2017 ) Hezbollah’s Evolution: From Lebanese Militia to Regional Player,The Middle East Institute
  • Augustus Richard Norton (2007) The Role of Hezbollah in Lebanese Domestic Politics, The International Spectator, https://doi.org/10.1080/03932720701722852
  • Lebanese Hezbollah, Congressional Research Service, January 11, 2023, https://crsreports.congress.gov
  • Council on Foreign Relations, What Is Hezbollah,2021 available on https://www.cfr.org/backgrounder/what-hezbollah 7 dec 2021
  • ALAGHA, JOSEPH, “Hizbullah’s Conception of the Islamic State,” in Les mondes chiites et l’Iran, edited by Sabrina Mervin (Paris-Beirut: Karthala-IFPO, 2007), 87-112
  • US DEPARTMENT OF THE TREASURY PRESS RELEASE, “Treasury Labels Bank Providing Financial Services to Hizballah as Specially Designated Global Terrorist,” August 29, 2019, bit.ly/2zEO1A9
  • [1] Nicholas Blanford, Hezbollah’s Evolution From Lebanese Militia to Regional Player,Middle East institute , Policy Paper 4, November 2017
  • Nicholas Blanford, Hezbollah’s Evolution From Lebanese Militia to Regional, reference ex
  • Augustus Richard Norton (2007) The Role of Hezbollah in Lebanese Domestic Politics, The International Spectator, https://doi.org/10.1080/03932720701722852
  • Shaan Shaikh and Ian Williams, Hezbollah’s Missiles and Rockets: An Overview, Center for Strategic and International Studies (CSIS) 2018
  • Ronen Bergman, The Hezbollah Connection, the newborn times magazine, 2015 available on https://www.nytimes.com/2015/02/15/magazine/the-hezbollah-connection.html 15 mar 2020.
  • Florence Gaub ،THE ROLE OF HEZBOLLAH IN POST-CONFLICT LEBANON، DIRECTORATE-GENERAL FOR EXTERNAL POLICIES OF THE UNION Institute for Security Studies, France / Germany 16/July/ 2013
  • Norton, A. R. ‘‘ Hizballah and the Israeli Withdrawal from Lebanon’’. Journal of Palestine Studies 30, 1 (2000): 22–35
  • Lebanese Hezbollah , Congressional Research Service, January 11, 2023
  • Morella’s Bassedas , Hezbollah’s Identities and their Relevance for Cultural and Religious IR, Master of Science in International Relation,2009

[1] رامز جمال اسعد,االمركز الديمقراطي العربي،اثر الاحزاب السياسيه علي التحول الديمقراطي في مصر”2013ـ2015″ ،(2014)

[2] تاثير حزب الله علي الواقع السياسي اللبناني،اسبار الشرق الاوسط،15اكتوبر،2021

[3] مسارات فهم صعود حزب الله اللبناني “صراع المنطقه الامنيه في جنوب لبنان(1985ـ2000م)” ، مركز الملك فيصل للبحوث و الدراسات الاسلاميه ، فبراير، 2016 م فبراير

[4] Nicholas Blanford , (2017 ) Hezbollah’s Evolution: From Lebanese Militia to Regional Player,The Middle East Institute

[5] Augustus Richard Norton (2007) The Role of Hezbollah in Lebanese Domestic

Politics, The International Spectator, https://doi.org/10.1080/03932720701722852

[6]  هويات حزب الله و علاقتها بالعلاقات الاسلاميه الثقافيه و الدينيه ، ورقه بحثيه للوفاء بمتطلبات الماجستير .

[7]  عبد الله علي عبد الله الظرافي, الصراع العربي الصهيوني” دراسة في دور حزب الله” (رساله ماجستير,  جامعه صنعاء ,كلية التجارة و الاقتصاد 2010 م )

[8] Lebanese Hezbollah, Congressional Research Service, January 11, 2023, https://crsreports.congress.gov

[9] سها معتز محمد رزق  ,اثر المحاصصه الطائفيه علي استقرار النظام السياسي اللبناني : دراسه حاله الطائفه الشيعيه” 2005ـ2014 ” ,المركز الديمقراطي العربي,  22يوليو, 2022.

[10]  رائد حمايزية” ،”دور حزب العدالة والتنمية فى الاصلاح السياسى فى تركيا “،(مذكرة ماجستير فى العلوم السياسية ،جامعة العربى بن مهيدي ،2016)

[11]  رياض بن عربية ،جدلية العلاقة بين الاسلام السياسى والدولة فى تركيا دراسة فى مقارنة حزب العدالة والتنمية للمشروع الحضارى التركى “،(اطروحة مقدمة لنيل شهادة دكتوراة علوم السياسية ،جامعة الجزائر ،2020).

[12]  نادية فاضل عباس فضلى، محددات الصراع السياسى فى تركيا بعد وصول حزب العدالة والتنمية إلى السلطة ، مركز الدراسات الأستراتيجية والدولية،جامعة بغداد .

[13]  عبدالسلام على نوير، عبدالله فيصل محمد علام ، القيادة السياسية والتحول الديمقراطى فى تركيا ، 2021.

[14]  بوصبع فتيحة ، السياسة الخارجية التركية تجاة الدول العربية فى عهد حزب العدالة واالتنمية “،(مذكرة مقدمة لنيل شهادة الماستر فى العلوم الانسانية والعلاقات الدولية ،جامعة :محمد بوضياف بالمسيلة ، 2015)

[15]  احمد براهيم ,مفهوم الاحزاب السياسيه و دورها في عمليه رسم السياسه العامه ,ISSN:0834 العدد 02(2021), 31/12/2021 ,ص79ـ88

[16]  محمد محفوظ، في معنى الاستقرار السياسي، صحيفة الرياض، العدد 13819، 25 أبريل 2006

[17]     محمد محفوظ، في معنى الاستقرار السياسي، صحيفة الرياض، العدد 13819، 25 أبريل 2006.

لمحة عن الكاتب: د. شاهر اسماعيل الشاهر كلية العلوم السياسية – جامعة دمشق – مدير المركز الوطني للبحوث والدراسات

[18] [18]    الصفار, فاضل(2008)، الحرية السياسية دراسة مقارنة في المعالم والضمانات, دار العلوم للتحقيق والطباعة والنشر، ط1, بيروت، ص244

[19]    حنفي، عبد العظيم محمود(2013)، ظاهرة عدم الاستقرار السياسي وأبعادها، الأهرام المسائي، 10/9/2013

[20]     حاج سليمان، رائد نايف (2009)، الاستقرار السياسي ومؤشراته، الحوار المتمدن، 21/3/2009.

[21]    مسعد، نيفين عبد المنعم، الأقليات والاستقرار السياسي في الوطن العربي، القاهرة، مكتبة النهضة المصرية

[22]  سها معتز محمد رزق ، أثر المحاصصه الطائفيه علي استقرار النظام اللبناني : دراسة حاله للطائفة الشيعية ” 2005ـ2014 ” ،(دراسات بحثية ، المركز الديمقراطي العربي ، 2022 )

[23] أسامة زيدي، “الطائفية الدينية وأثرها علي الاستقرار السياسي في الدولة (دراسة حالة لبنان)”، (مذكرة الماستر، جامعة العربي بن المهيدي: كلية الحقوق، 201602017).

[24] مزابية خالد، “الطائفية السياسية وأثرها علي الاستقرار السياسي (دراسة حالة لبنان)”، (مذكرة مقدمة لاستكمال شهادة ماستر أكاديمي في العلوم السياسية، جامعة قاصدي مرباح-ورقلة، 2013).

[25] أبرات حوراني، “الطائفية والطوائف في لبنان“، منظمة التحرير الفسلطينية- مركز الأبحاث، أكتوبر/نوفمبر 1976، العدد60.

[26] ذيب اسليم القراله، ” الخريطة الطائفية في لبنان وأثارها السياسية“، جامعة عين شمس- كلية التربية- الجمعية المصرية للقراءة والمعرفة، سبتمبر 2015، العدد 167.

[27] ذيب أسليم، “الخريطة الطائفية في لبنان وأثارها السياسية”، جامعة عين شمس- كلية التربية- الجمعية المصرية للقراءة والمعرفة، سبتمبر 2015.

[28] أحمد علي سالم، “الطائفية السياسية في لبنان”، مؤسسة الأهرام، ابريل 2013، المجلد13، العدد50.

[29]  القراله /ذيب اسليم ، طبيعه النظام السياسي اللبناني ، القراءه و المعرفه ، 166 ، 2015 ، 193 ـ206

[30] بيرج نعلبنديان، “النظام السياسي اللبناني ( الواقع والآفاق)”، ( دراسة أعدت لنيل درجة الماجستير في العلوم السياسية اختصاص دراسات سياسية، جامعة دمشق، كلية العلوم السياسية، 2011).

[31]  محمد الأمين، راهم علي، ” النظام السياسي اللبناني دراسة في المؤسسات والفواعل“، ( مذكرة مكملة لنيل شهادة الليسانس في العلوم السياسية تخصص علاقات دولية، جامعة 20 أوت 1995 سكيكدة، كلية الحقوق والعلوم السياسية، قسم العلوم السياسية، 2015/2016).

[32]  د.بشار نرش ، اي نظام سياسي في لبنان ، ايلاف ، 5 ديسمبر 2022 .

[33] أسراء شريف جيجان آل كعود، النظام السياسي في لبنان(١٩٨٢-١٩٩٥ ) ، رسالة ماجستير -كلية العلوم السياسية، جامعة بغداد، ١٩٩٦.

[34]  لمحه عن النظام اللبناني ، رئاسه الجمهوريه اللبنانيه ، 28 ايار 2023.

[35]  لبنان : النظام السياسي و السلطات ، وزاره الاعلام/الجمهوريه اللبنانيه ، 29 ديسمبر 2015.

[36]  شباح،فتاح ، السلطه التنفيذيه في الانظمه السياسيه التعديديه”دراسه مقارنه بين النظامين السياسين الجزائري و اللبناني” ،( دراسه دكتوراه ، جامعه باتنه ، 2016 )

[37]  مايا وهيب منصور/وكارلوس يوسف داود ، استقلال النظام السياسي في لبنان و حياده ، الشبكه الاروـ متوسطيه لحقوق الانسان ، قبراير 2010.

[38] أنطوان نصري مسرة، “الأحزاب السياسية في لبنان: تجدد والتزام”، الطبعة الثانية، بيروت: المركز الاستشاري للدراسات والتوثيق، 2007.

[39] شوكت أنشتي، “الأحزاب اللبنانية: قراءة في التجربة“، بيروت: مؤسسة الانتشار العربي،2004.

[40]  تيار المستقبل, موقع الجزيرة, نشر بتاريخ 13/3/2014, على الرابط: https://www.aljazeera.net

[41]  الحزب التقدمي الاشتراكي, المعرفة, نشر بتاريخ 6حزيران2009, على الرابط: https://www.marefa.org/index.php?title

[42] حزب الكتائب اللبنانية, المعرفة, نشر بتاريخ 7أيار2015, على الرابط: https://www.marefa.org/index.php?title

[43]  القوات اللبنانية, الموسوعة الحرة( ويكيبديا), نشر بتاريخ 29أب2020, على الرابط: https://ar.wikipedia.org/wiki

[44] عبد الغني عماد, حزب الله في لبنان المؤسسات والحضور الاجتماعي, مركز المسبار للدراسات والبحوث, ايار 2015, ص82.

[45]  حركة أمل, موقع الجزيرة, نشر بتاريخ 31/7/2006, على الرابط: https://www.aljazeera.net/news/arabic/2006/7/31

[46]  حزب الله اللبناني : الجذور و منابع النفوذ ، BBC NEWS عربي ، 4 ديسمبر 2018.

[47] Council on Foreign Relations, What Is Hezbollah,2021 available on https://www.cfr.org/backgrounder/what-hezbollah 7 dec 2021.

[48]  كرونولوجيا : تطور المسار السياسي و العسكرى لحزب الله اللبناني 1982ـ 2022 ، الخاندقه ، 22 تموز 2022.

[49]  مسارات فهم صعود حزب الله اللبناني ” صراع المنطقه الامنيه في جنوب لبنان (1985ـ 2000 ) ” ، مركز الملك فيصل للبحوث و الدراسات الاسلاميه ، فبراير 2016 ، ص 4،5،6

[50] ALAGHA, JOSEPH, “Hizbullah’s Conception of the Islamic State,” in Les mondes chiites et l’Iran,

edited by Sabrina Mervin (Paris-Beirut: Karthala-IFPO, 2007), 87-112.

[51]  فؤاد عجمي ، الامام المتلاشي : موسي الصدر و شيعه لبنان ( نيويورك ، مطبعه جامعه كورنيل ، 60 ، 1986 )

[52]  ايتان عزاني ، حزب الله : قصه حزب الله : من الثوره الي المؤسسات ( نيويورك ، بالجريف ماكميلان ، 62 ) ، 2019

[53]  التحولات في ايدلوجيه حزب الله : الايدلوجيه الدينيه ، الايدلوجيه السياسيه ، و البرنامج السياسي ، امستردام ، مطبعه جامعه امستردام ، 2006.

[54] US DEPARTMENT OF THE TREASURY PRESS RELEASE, “Treasury Labels Bank Providing Financial Services to Hizballah as Specially Designated Global Terrorist,” August 29, 2019, bit.ly/2zEO1A9

[55] Nicholas Blanford, Hezbollah’s Evolution From Lebanese Militia to Regional Player,Middle East institute , Policy Paper 4, November 2017

[57]  هاريك ، جوديث بالمر ، بين الاسلام السياسي و النظام : مصادر و اثار الدعم الشعبي لحزب الله اللبناني ، مجله حل النزاعات ، م40 .

[58]  ميشيليا حزب الله تنشئ مؤسساتها التعبويه لابتلاع لبنان ، جريده الرياض ، 15 اكتوبر 2021.

[59]  احمد عبدالعليم حسن ، الفاعلون المسلحون من غير الدول و تاثيرهم علي الاستقرار السياسي:دراسه نظريه و تطبيقيه ، القاهره ،المكتب العربي للمعارف ، 2021.

[60] Nicholas Blanford, Hezbollah’s Evolution From Lebanese Militia to Regional, reference ex

[61] Augustus Richard Norton (2007) The Role of Hezbollah in Lebanese Domestic Politics, The International Spectator, https://doi.org/10.1080/03932720701722852

[62]  حسن فضل الله، حزب الله والدولة، بيروت، شركة المطبوعات للتوزيع، 2015.

[63]. إيمان رجب، تأثير الهوية على سلوك الفاعلين من غير الدول في المنطقة العربية:دراسه حالتى حزب الله وحركة حماس، رسالة دكتوراه في العلوم السياسية، )جامعة القاهرة: كلية الاقتصاد والعلوم السياسية ) ،2014

[64] Shaan Shaikh and Ian Williams, Hezbollah’s Missiles and Rockets: An Overview, Center for Strategic and International Studies (CSIS) 2018

[65] Ronen Bergman, The Hezbollah Connection, the newyork times magazine, 2015 available on https://www.nytimes.com/2015/02/15/magazine/the-hezbollah-connection.html 15 mar 2020.

[66] Florence Gaub ،THE ROLE OF HEZBOLLAH IN POST-CONFLICT LEBANON،  DIRECTORATE-GENERAL FOR EXTERNAL POLICIES OF THE UNION Institute for Security Studies, France / Germany 16/July/ 2013

[67]  كريستين مارتن ، السياسه التوافقيه ، تاثير حزب الله علي استقرار الطائفيه في لبنان .

[68] Norton, A. R. ‘‘ Hizballah  and the Israeli Withdrawal from Lebanon’’. Journal of Palestine Studies 30, no. 1 (2000): 22–35.

[69]  كرونولوجيا : تطور المسار السياسي و العسكرى لحزب الله اللبناني 1982ـ 2022، مرجع سبق ذكره.

[70]  كارول صباغ ، لبنان 2020…احتجاجات اشعلها انفجار و اطفأها فيروس ، العين الاخباريه ، 21/12/2021 ، متاح علي اللينك https://www.independentarabia.com

[71]  كورونا يقتل مؤسس “حزب الله” ، اندبندنت عربيه ووكالات ، 8 يونيو 2021 ، متاح علي اللينك  https://al-ain.com/article/corona-harvest-port-violence

[72]Lebanese Hezbollah , Congressional Research Service, January 11, 2023

[73] Morillas Bassedas , Hezbollah’s Identities and their Relevance for Cultural and Religious IR, Master of Science in International Relation,2009.

[74]  عقيل سعيد محفوض،تركيا والاكراد:كيف تتعامل تركيا مع المسألة الكردية ؟،سلسلة دراسات (الدوحة :المركز العربى للابحاث ودراسة السياسات ،2012)،ص 82. https://www.dohainstitute.org/ar/lists/ACRPS-PDFDocumentLibrary/document_3E70E2BB.pdf

 [75]  د. حسن فتحي عبد المولى اّدم : مرتكزات النظام السياسي التركى فى ضوء المبادئ الكمالية ، المجلة الليبيه العالمية، عدد 51، ابريل  2021، ص 4-13.

file:///C:/Users/middle%20east/Downloads/Documents/3-51.pdf

[76] رائدة حمايزية :دور حزب العدالة والتنمية فى الاصلاح السياسى التركى ،(كلية الحقوق والعلوم الانسانية /جامعه العربى بن مهيدى )، 2015-2016. http://bib.univ-oeb.dz:8080/jspui/bitstream/123456789/2431/1/%D9%85%D8%AF%D9%83%D8%B1%D8%A9%20%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%83%D8%AA%D8%A8%D8%A9.pdf

[77]  اّمر الله أيشلر، فى ندوة بعنوان :”مغزى التحولات فى تركيا ومستقبل العلاقات التركية –العربية “، مركز دراسات الشرق الأوسط ،عمّان ،5يناير 2011. http://mesc.com.jo/activities/lecture/lecture1.html

[78]  سعد عبدالعزيز مسلط ،”المشروع السياسى لحزب العدالة والتنمية فى تركيا” ،مركز الدراسات الاقليمية ، عدد 5(12).

https://search.mandumah.com/Record/419354/Details

[79] سعد عبدالعزيز مسلط ، مشروع السياسى لحزب العداله والتنمية فى تركيا ، مركز الدراسات الاقليمية ، عدد 5

[80]  ميشال نوفل ، ” تركيا فى العالم العربى :الإطار المفهومى لإعادة توجية السياسة التركية ” مجلة الدراسات  الفلسطينية (اتجاهات نظرية فى تحليل السياسة الدولية ): العدد 92،سبتمبر.

https://www.palestine-studies.org/ar/node/38117

[81]  رنا عبدالعزيز،” النظام السياسى التركى فى عهد حزب العدالة والتنمية من 2002-2014″،(سلسلة اطروحات الدكتوراة،مركز دراسة الوحدة العربية ،ابريل 2016). https://platform.almanhal.com/Files/1/99411

[82]حسن حافظ وهيب:عرض لكتاب”موقع تركيا ودورها فى الساحة الدولية ” ، دراسات دولية ،العدد 47.

https://jcis.uobaghdad.edu.iq/index.php/politics/article/download/226/195

[83]  عقيل سعيد محفوض ،السياسة الخارجية التركية : الأستمرارية – التغيير،(بيروت :المركز العربى للابحاث ودراسة السياسات ،2012).

https://www.academia.edu/6869734/%D8%B9%D8%B1%D8%B6_%D9%83%D8%AA%D8%A7%D8%A8_%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%8A%D8%A7%D8%B3%D8%A9_%D8%A7%D9%84%D8%AE%D8%A7%D8%B1%D8%AC%D9%8A%D8%A9_%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%B1%D9%83%D9%8A%D8%A9_%D8%A7%D9%84%D8%A7%D8%B3%D8%AA%D9%85%D8%B1%D8%A7%D8%B1%D9%8A%D8%A9_%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%BA%D9%8A%D8%B1

[84]  بوشوشة، صدام حسين ذيب ، التحول في السياسة الخارجية التركية في عهد أردوغان ما بين 2002 2016 م، مذكرات ماستر ،(جامعة قسنطينة 3 صالح بوبنيدر، كلية العلوم السياسية)، 2017.

[85]  طارق محمدطيب القصار ،الموقف التركى من القضية الفلسطينية بعد عام 2002 ، عدد 3، 2016، ص 55-82

[86]  رقية مصطفى : بالذكرى الـ 18 لتأسيسه… تعرف على أهم الانجازات الاقتصادية لحزب العدالة والتنمية،وكالة انباء تركيا، 14/8/2014.

https://tr.agency/news-53876

[87]  “إردوغان يفوز بالانتخابات الرئاسية في تركيا”،موقع عربى BBC NEWS،10/8/2014.

https://www.bbc.com/arabic/worldnews/2014/08/140810_turkey_president_elections

[88]  أحمد مشعان النجم ” النظام الرئاسي في تركيا بين الواقع والتحديات- رؤية مستقبلية”،(مجلة العلوم السياسية ،العدد(59)،30/6/2020). https://www.iasj.net/iasj/download/87845fa9444070af

[89]

برادعى فتيحة ،مؤشرات التحول فى استراتيجية الامنية التركية بعد فشل الانقلاب العسكرى 2016،( كلية الحقوق والعلوم الانسانية ، جامعه :قاصدى  مرباح –ورقلة )، 2016/2017.

https://dspace.univ-ouargla.dz/jspui/handle/123456789/15982

[90]  “انتخابات تركيا.. أعلى نسبة تمثيل للنائبات بالبرلمان في تاريخ البلاد”  ، وكالة انباء الجزيرة ،16/5/2023. https://2-m7483.azureedge.net/news/politics/2023/5/16/%D8%A7%D9%86%D8%AA%D8%AE%D8%A7%D8%A8%D8%A7%D8%AA-%D8%AA%D8%B1%D9%83%D9%8A%D8%A7-%D8%A3%D8%B9%D9%84%D9%89-%D9%86%D8%B3%D8%A8%D8%A9-%D8%AA%D9%85%D8%AB%D9%8A%D9%84

[91] “الانتخابات التركية 2023: أردوغان يعلن فوزه برئاسة تركيا أمام أنصاره”، وكالة انباء عربى  BBC NEWS، 28/5/2023. https://www.bbc.com/arabic/middleeast-65736658

4.8/5 - (5 أصوات)

المركز الديمقراطى العربى

المركز الديمقراطي العربي مؤسسة مستقلة تعمل فى اطار البحث العلمى والتحليلى فى القضايا الاستراتيجية والسياسية والاقتصادية، ويهدف بشكل اساسى الى دراسة القضايا العربية وانماط التفاعل بين الدول العربية حكومات وشعوبا ومنظمات غير حكومية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى