تسوية الأزمة السورية بين هيمنة القوى الكبرى وتأثير النفوذ الاقليمي

تأليف : د. خديجة رمال

نسخة “pdf”-

تسوية الأزمة السورية بين هيمنة القوى الكبرى وتأثير النفوذ الاقليمي

الطبعة الأولى “2023″ –من  كتاب: :- تسوية الأزمة السورية بين هيمنة القوى الكبرى وتأثير النفوذ الاقليمي

جميع حقوق الطبع محفوظة #المركز_الديمقراطي_العربي ولا يسمح بإعادة إصدار هذا الكتاب أو اي جزء منه أو تخزينه في نطاق إستعادة المعلومات أو نقله بأي شكل من الأشكال، دون إذن مسبق خطي من الناشر .

تقديم :-

تعد الأزمة السورية من أعقد أزمات المنطقة العربية في العصر الحديث، عجز النظام الإقليمي العربي على إحتواءها، مما جعلها تخرج من الدائرة العربية بعد إستخدام الفيتو الروسي- الصيني في مجلس الأمن الدولي ضد المبادرة العربية، كما ساهمت ممارسات النظام السوري في إدارة الأزمة لتحولها إلى أزمة إقليمية ودولية إستقطبت أطرافا من خارج مركب الأمن الإقليمي العربي، مما إدى إلى تسهيل الإختراق على غرار تركيا و إيران بالإضافة إلى روسيا و الولايات المتحدة . أدت الأزمة السورية إلى إحداث شرخ في المنظومة الدولية، التي إنقسمت بین طرف مؤید و آخر معارض لها، حيث ساندت واشنطن الحراك الشعبي في سوريا، بينما أيدت موسكو نظام بشار الأسد بصفته حليفها الإستراتيجي وقدمت له الدعم الدبلوماسي و العسكري لتفادي سقوطه، من خلال تفعيل العمل السياسي لحل الأزمة و تغليب مسار أستانة الذي يبقي على نظام الأسد كجزء من التسوية، بذلك ساهمت مواقف القوى الكبرى اتجاه الأزمة السورية في إنقسام الدول الإقليمية لسوريا حيث اصطفت تركيا، السعودية و قطر خلف الإستراتيجية الأمريكية التي تهدف إلى اسقاط نظام بشار الأسد، فيما جاء موقف كل من إيران و حزب الله داعما للموقف المتمسك ببقاء نظام بشار الأسد على رأس الحكم في سوريا. الروسي حال تضارب مصالح القوى الكبرى و انقسام الموقف الإقليمي دون تسوية عاجلة الازمة السورية التي بقيت مستمرة إلى يومنا هذا، إذ تشهد دمشق أوضاعا سياسية و أمنية غير مستقرة بالإضافة إلى إنهيار إقتصادي و تفكك المنظومة المجتمعية ، مما يعكس مدى سعي القوى العظمى و الإقليمية لتحقيق مصالحها و لو على حساب إستقرار الشعوب و أمن الوحدات السياسية

Abstract

The Syrian crisis is considered one of the most complex crises in the Arab region in the modern era. The inability of the Arab regional system to contain it, which caused it to exit the Arab circle after the use of the Russian-Chinese veto in the UN Security Council against the Arab initiative. The practices of the Syrian regime also contributed to managing the crisis in turning it into a Regional and international crisis, it attracted parties from outside the Arab regional security complex, which facilitated penetration, such as Turkey and Iran, in addition to Russia and the United States.

The Syrian crisis led to a rift in the international system, which was divided between one party supporting it and another opposing it, as Washington supported the popular movement in Syria, while Moscow supported the Bashar al-Assad regime as its strategic ally and provided it with diplomatic and military support to avoid its fall, by activating Political work to resolve the crisis and give priority to the Astana process, which keeps the Assad regime as part of the settlement. Thus, the positions of the major powers towards the Syrian crisis contributed to the division of the regional countries of Syria, as Turkey, Saudi Arabia, and Qatar lined up behind the American strategy that aims to overthrow the Bashar al-Assad regime, as stated below. The position of both Iran and Hezbollah is supportive of the Russian position that adheres to the survival of Bashar al-Assad’s regime at the helm of government in Syria.

The conflict of interests of the major powers and the division of the regional position prevented an urgent settlement of the Syrian crisis, which continues to this day, as Damascus is witnessing unstable political and security conditions in addition to economic collapse and the disintegration of the societal system, which reflects the extent to which the major and regional powers seek to achieve their interests and Even at the expense of the stability of peoples and the security of political units.

الناشر: المركـز الديمقراطي العربي للدراسات الاستراتيجية والسياسية والاقتصادية – ألمانيا – برلين

Democratic Arabic Center- Berlin – Germany