الدراسات البحثيةالمتخصصة

روسيا ومصر… مسارات التعاون المشترك وآفاقها

إعداد : فوزيه صبري – متدربة في الدورة الثانية من إعداد باحث متخصص في الشئون الروسية بمركز الحوار للدراسات السياسية والإعلامية بالتعاون مع البيت الروسي – القاهرة

  • المركز الديمقراطي العربي

 

الملخص:

يشهد القرن الواحد والعشرون ظهور قوى دولية صاعدة مثل روسيا والصين تسعى إلى  منافسة الولايات المتحدة على الهيمنة العالمية -التي ظلت حكرًا على واشنطن منذ تسعينات القرن الماضي- أو تحاول جاهدة في جعل النظام الدولي متعدد الأقطاب تكون كلًا منهما أحد أقطابه؛ وفي سبيل ذلك سعت روسيا إلى تحقيق الريادة وبسط نفوذها في مناطق النفوذ الأمريكي خصوصًا في منطقة الشرق الأوسط، ووجدت روسيا مصر قوى إقليمية لها مكانتها ويمكنها من خلال التقارب معها تحقيق منافع متبادلة، وانطلاقًا من ذلك تناولت الدراسة تطور العلاقات بين القاهرة وموسكو ودوافع كلًا منهما للتقارب بالإضافة إلى أبعاد التقارب السياسية والاقتصادية والعسكرية والثقافية.

Abstract

The twenty-first century is witnessing the emergence of rising international powers such as Russia and China that seek to compete with the United States for global hegemony – which has been monopolized by Washington since the 1990s – or are striving to make the international system multipolar, with each of them as one of its poles.  In order to do this, Russia sought to achieve leadership and extend its influence in areas of American influence, especially in the Middle East region. Russia found Egypt to be a regional power with its status and through rapprochement with it, it could achieve mutual benefits. Based on that, the study dealt with the development of relations between Cairo and Moscow and their respective motives for rapprochement, in addition to The political, economic, military and cultural dimensions of rapprochement.

المقدمة:

شهدت العلاقات بين القاهرة وموسكو في السنوات الأخيرة وبالتحديد بعد ثورة ٣٠ يونيو٢٠١٣ تطور إيجابي فريد في مختلف المجالات، هذه العلاقات ليس وليدة أحداث الثورة وإنما يمكن ربطها بتاريخ بداية العلاقات الدبلوماسية بين موسكو والقاهرة ١٩٤٣ ومن ذلك التاريخ أصبحت العلاقات بين البلدين في صعود دائم   نسبيًا باستثناء فترة الرئيس المصري «السادات»، ويرجع الاهتمام الروسي بالتقارب مع مصر لعدة دوافع منها: أنها حليف استراتيجي للولايات المتحدة وأحد الركائز الأساسية في منطقة الشرق الأوسط وأيضًا الرغبة المشتركة في مكافحة الإرهاب والتطرف الديني وتنويع مصادر الحصول على الأسلحة، ولقد اتخذ هذا التقارب أبعاد عدة منها ما هو سياسي أو اقتصادي، أو عسكري، أو تعليمي وثقافي.

تطور العلاقات المصرية الروسية

يعد التقارب المصري الروسي ليس وليد الظروف الراهنة حيث تعود جذوره إلى التفاعل بين مصر وروسيا القيصرية منذ الحكم العثماني، والحماية البريطانية حيث أنه في القرن الثامن عشر قدمت روسيا أولى شحنات الأسلحة إلى مصر عندما أعلن زعيم المماليك «على بك» استقلاله وخلال عشرينات وثلاثينات القرن الماضي حاولت الحكومة البلشفية دعم القوات الشيوعية المحلية في مصر[1]وتم إطفاء الطابع الرسمي على العلاقات الروسية المصرية في أربعينات القرن العشرين وبالتحديد إلى عام ١٩٤٣والذي أعقبه توقيع أول اتفاقية اقتصادية بين البلدين عام ١٩٤٨.[2] ولقد استمر تطور العلاقات بين البلدين خلال حقبة الخمسينات والستينات  حيث أمد الاتحاد السوفيتي مصر بالأسلحة، وقدم إنذار إلي دول العدوان الثلاثي على مصر «بريطانيا، فرنسا، إسرائيل» ؛من أجل وقف الحرب وقد تم الاستجابة لهذا الانذار وتم ارسال خبراء سوفييت إلى مصر للمساهمة في مشروعاتها الانتاجية من بينهما تشييد السد العالي ومد خطوط الكهرباء بين أسوان، وتم خلال هذان العقدان إنجاز مشروعًا صناعيًا بمساهمة سوفيتيه .[3] وعليه نستنتج مدى التطور والترابط في العلاقات الروسية المصرية في خمسينات وستينات القرن العشرين.

مع تولي الرئيس «محمد أنور السادات» حكم مصر في أوائل السبعينات سيطر التوتر والتراجع على العلاقات المصرية الروسية حيث رفض الاتحاد السوفيتي  تسليم السلاح المتفق عليه إلى مصر ١٩٧١لذلك ؛قام  الرئيس «السادات» بطرد الخبراء السوفييت من مصر عام ١٩٧٢،[4] وقد بلغ عددهم ١٥٠٠٠ خبير روسي و أعقب ذلك إلغاء معاهدة الصداقة والتحالف ١٩٧٦ ثم قطعت العلاقات الدبلوماسية بين الدولتين حتى عام ١٩٨١تولي «محمد حسني مبارك» رئاسة  مصر.[5] سعى الرئيس المصري «مبارك»  منذ توليه  الحكم في محاولات جادة إلى إعادة العلاقات بين الدولتين ؛مما أدى إلى عودة تبادل السفراء بين موسكو والقاهرة وعودة التبادل التجاري ،وجمعية الصداقة المصرية السوفيتية، وبعد انهيار الاتحاد السوفيتي اعترفت مصر باستقلال روسيا واستأنفت العلاقات معها حيث زادت الزيارات الرسمية المتبادلة بين الدولتين في أوائل التسعينيات وبدأ التعاون العسكري بينهما ١٩٩٥.[6]

ولقد انعقدت اللجنة الروسية المصرية المشتركة؛ من أجل التعاون في المجالات التجارية والاقتصادية والعلمية والتكنولوجية في الفترة من ١٩ إلى ٢٥ إبريل؛ والتي نتج عنها قيام الرئيس «مبارك» بزيارة روسيا بالإضافة إلى التوقيع على اتفاقيات عدة في مجال الاستخدام السلمي للطاقة النووية والاتصالات والأقمار الصناعية والتعان في المجالات الطبي؛ ونتيجة لذلك قام الرئيس الروسي «فلاديمير بوتين» بزيارة القاهرة عام ٢٠٠٥ وتم اعتماد البيان المشترك حول تعميق التعاون بين مصر وروسيا الاتحادية وعلاوة على ذلك تم اعتماد السفير الروسي في القاهرة كممثل مفوض لدى جامعة الدول العربية ولقد قام الرئيس «مبارك» بزيارة موسكو ٢٠٠٦ ووقع عدة اتفاقيات للتعاون في كافة المجالات وقام بزيارة عام٢٠٠٨  ووقع اتفاقيات من أجل التعاون في مجال الطاقة الذرية وعلى أثر ذلك قام رئيس الاتحاد الروسي «دميتري مدفيديف » بزيارة القاهرة يونيو٢٠٠٩ وتم التوقيع على شراكة استراتيجية بين الدولتين حددت خطوط التعاون الرئيسية بينهما.[7] ونستنتج مما سبق مدى فعالية  المحاولات الحثيثة التي  بذلها الرئيس «مبارك» في عودة العلاقات الدبلوماسية الروسية المصرية بالإضافة إلى حرص كل من موسكو والقاهرة إلي تحقيق تعاون دائم .

ومع قيام ثورة ٢٥يناير٢٠١١  في مصر أطلق الساسة الروس تصريحات تعبر عن عدم رضاهم للثورة وما يترتب عليها إلا أنه سرعان ما أكدت تصريحات المسؤولون الرسمية أكثر من مرة ثبات الموقف الروسي  تجاه تأييد تطلعات الشعب المصري نحو حياة أفضل في ظل الحرية والديمقراطية،[8] وبعد ثورة ٢٥يناير وتنحى الرئيس « محمد حسني مبارك» وتولي الرئيس «محمد مرسي» الحكم استمرت العلاقات الروسية المصرية من خلال زيارة قام بها الرئيس المصري المعزول «محمد مرسي» إلى موسكو في أبريل 2013، والتقى خلالها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين[9] وكان هدف الرئيس «محمد مرسي» من الزيارة حل أزمات مصر في القمح والغاز والعملة الأجنبية وقد قدمت موسكو للقاهرة بعض المساعدات المطلوبة بالرغم من انتماء الرئيس «محمد مرسي » إلي جماعة «الإخوان المسلمين» التي تصنفها روسيا ضمن الجماعات الإرهابية المحظورة،[10] وعليه نستنتج أن موسكو بالرغم من تخوفها من انتماء الرئيس «محمد مرسي» لجماعة «الاخوان المسلمين» إلا أنها سعت إلى تجاهل ذلك وحاولت التعامل معه باعتباره الرئيس الشرعي لمصر وذلك في سبيل حرصها على استمرار التعاون في مختلف المجالات بين البلدين.

في ٣٠ يونيو ٢٠١٣ اندلعت المظاهرات في محافظات القاهرة تطالب بتنحي الرئيس «محمد مرسي» ونتيجة لذلك؛ أصدر روسيا بيانًا في ٥يوليو أوضحت فيه دعمها الثابت لتطلعات الشعب المصري القانونية من أجل حياة أفضل، وبالفعل تم عزل الرئيس المصري وتسليم السلطة إلى «عدلي منصور» رئيس المحكمة الدستورية العليا، وبعد ثورة٣٠ يونيو توترت العلاقات الأمريكية المصرية و قامت واشنطن بتأخير تسليم طائرات الأباتشي- التي كانت خاضعة لأعمال الصيانة -إلى مصر وعلى الجانب الآخر تطورت علاقات التعاون والتقارب بين موسكو والقاهرة.[11]

دوافع التقارب المصري الروسي:

شهدت العلاقات بين القاهرة وموسكو تطورًا كبيرًا، ولقد استند هذا التطور والتقارب على مجموعة من الدوافع تمثلت في:

أولًا دوافع الجانب الروسي:

١-تعد مصر  الحليف الاستراتيجي للولايات المتحدة، وأحد الركائز الأساسية في منطقة الشرق الأوسط وتسعى روسيا إلى تنمية علاقاتها معاها في مختلف المجالات بجانب تركيا وإيران؛ بهدف استعادة روسيا لمكانتها وقوتها التي فقدتها منذ انهيار الاتحاد السوفيتي في نهاية الثمانينات ونهاية الحرب الباردة ١٩٩١ بالإضافة إلى خلق لنفسها دور مؤثر وفعال يتناسب مع نفوذها كقوى صاعدة أصبحت تنافس واشنطن وبكين على الهيمنة العالمية.[12]

٢-الرغبة الروسية في التمدد في مياه المتوسط من الشرق إلى السواحل الجنوبية عبر مصر وليبيا خاصة في ظل توتر العلاقات الأوروبية الروسية ؛من أجل محاصرة أوربا جنوبًا، حيث طلبت موسكو من القاهرة إنشاء قاعدة عسكرية جوية على سواحل المتوسط غرب مصر ورفضت القاهرة ذلك، ولكن تم الاتفاق بين البلدين في نوفمبر ٢٠١٧على السماح للطائرات الروسية باستخدام المجال والقواعد الجوية المصرية وهذا الاتفاق قد منح لموسكو وجودًا أكبر من التواجد المحدود قبل ١٧٧٣.[13]

٣-تحقيق مزيد من الاستثمارات والمنافع الاقتصادية وأيضًا تحقيق الريادة في بيع الأسلحة الروسية، والشواهد على ذلك صفقة الأسلحة الروسية التي تم توقيعها في أواخر ٢٠١٤ويتسلم بموجبها الجانب المصري عددا من الطائرات والمروحيات والصواريخ بقيمة ثلاثة ونصف مليار دولار بالإضافة إلى تقديم موسكو للقاهرة قرض بقيمة ٢٥مليار دولار لمدة ٢٢ سنة بمعدل فائدة ٣٪ وعلاوة على ذلك رغبة روسيا في الاستفادة من الغاز المصري وتصديره إلى أوربا وهو ما دفع روسيا للحصول على امتياز منطقة شروق في عام ٢٠١٦ بنسبة ٣٪ وبالتالي تصبح شركة «روس نفط» طرفًا لتطوير أكبر حقل غاز في البحر المتوسط.[14]

٤-تلاقي الرغبات الروسية والمصرية للتعاون في مجال مكافحة الإرهاب والتطرف حيث أن روسيا تتخوف من صعود التيارات الإسلامية المتطرفة في الشرق الأوسط ورأت أن توسيع نشاطات هذه الجماعات سوف؛ يؤدي إلى صدى في الداخل الروسي الذي مازال يعاني من الإرهاب في أعقاب الموجات العنيفة من عدم الاستقرار في منطقة القوقاز الروسية طوال تسعينات القرن العشرين.[15]

ثانيًا دوافع الجانب المصري:

تسعى القاهرة إلى إيجاد قوى دولية كبرى أو صاعدة تمكنها من تحقيق مصالحها والبعد عن الضغوط الأمريكية وقد وجدت ذلك في موسكو لذلك؛ بذلت محاولات حثيثة للتقارب والتعاون معها في مجالات عدة خصوصًا في عهد الرئيس «عبدالفتاح السيسي» ولقد تمثلت دوافع مصر تجاه روسيا في:

١-رغبة القاهرة في تعدد وتنوع مصادر التسلح خصوصًا بعد فرض إدارة الرئيس الأميركي «أوباما» في يوليو٢٠١٣ من خلال تعليق المساعدات العسكرية الأمر الذي ترتب عليه؛ سعى القاهرة لإيجاد مصادر بديلة للسلاح الأمريكي وبالفعل تم التوقيع على صفقات سلاح روسية مصرية كبيرة ورغم ذلك  لا تستطيع القاهرة التخلي عن مساعدات واشنطن.[16]

٢-دعم  التوجه الإقليمي تجاه قضايا المنطقة خصوصًا الملفين السوري والليبي بعد وجود توافق مصري روسي حول الملفين ورؤيتهما لحلهما.[17]

٣-وجود داعم دولي يكسب النظام المصري شرعيته حيث كانت روسيا أول دولة تعلن دعمها لسلطة المصرية الجديدة بعد عزل الرئيس «محمد مرسي» من قبل الجيش المصري وبعدها بدأت اعترافات باقي الدول.[18]

أبعاد العلاقات المصرية الروسية  بعد ثورة ٣٠يونيو

 أولًا: البعد السياسي

تشهد العلاقات بين القاهرة وموسكو تطورًا إيجابيًا منذ تولي الرئيس «عبدالفتاح السيسي» حكم مصر حيث قرر زيارة  روسيا في عام ٢٠١٤ والتقى بالرئيس الروسي «فلاديمير بوتين» في وقت كانت تعاني فيه مصر من حصار عدد من الدول،[19] وقد بلغ عدد اللقاءات بين الرئيسين «فلاديمير بوتين وعبد الفتاح السيسي» أحد عشر مرة وكانت اللقاءات الأولية مفيدة للغاية للرئيس «السيسي» ؛ من أجل إكسابه الشرعية الدولية، ولقد أدت تلك القمم إلي؛ إحياء لجنة التجارة والتعاون الاقتصادي، وبالتوازي مع ذلك بدأ وزيرا الدفاع والشئون الخارجية في البلدين اجتماعات منتظمة بصيغة «2+2»[20] وعليه فإن هذا يشير إلى درجة التقارب العالية  والاهتمام المتبادل بين موسكو والقاهرة.

ثانيًا: البعد الاقتصادي

شهد التبادل التجاري بين القاهرة وموسكو نموًا إيجابيًا حيث بلغت نسبة التبادل التجاري نحو ١٧,٨ مليار دولار في الفترة من ٢٠١٨ إلى ٢٠٢٣ وفقًا لبيانات البنك المركزي المصري بالإضافة إلى وصول عدد الشركات الروسية في مصر قرابة ٥٠٠ شركة،[21] وفي 19 نوفمبر 2015 وقعت موسكو والقاهرة اتفاقًا؛  لإنشاء محطة الضبعة النووية بمحافظة مرسى مطروح غرب القاهرة، المطلة على سواحل البحر المتوسط، وسيعمل هذا المشروع على توفير طاقة كهربائية مستدامة ورخيصة.[22] علاوة على ذلك وقعت مصر وروسيا في مايو ٢٠١٨  صفقة لإنشاء منطقة صناعية روسية شرق مدينة بور سعيد، والتي من المتوقع أن تزيد عدد الشركات والاستثمارات الروسية، وتهدف موسكو إلى إنشاء منتجات صناعية متنوعة ومركز لوجستي لها في مصر لكى؛ تتمكن من الوصول إلى دول أخرى في الشرق الأوسط وأفريقيا [23].

تعد روسيا هي أكبر مصدر للحبوب إلى مصر حيث تغطي ٦٥٪ من احتياجاتها وبعد اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية في فبراير ٢٠٢٢  وفي إطار عقوبات الاتحاد الأوروبي على موسكو؛ أصبحت روسيا المستورد الأهم للخضروات والفواكه شبة الاستوائية من مصر حيث أصبحت ٨٠٪ من صادرات القاهرة إلى موسكو في صورة منتجات نباتية،[24] وفي مجال السياحة تعد روسيا من أكبر الدول المصدرة للسياح في مصر[25] وفي ضوء الحديث عن الجانب الاقتصادي لا يمكن إغفال قيمة صفقات الأسلحة.

ثالثًا: البعد العسكري

يعد البعد العسكري من أهم أبعد العلاقات المصرية الروسية حيث تحتل عقود الأسلحة مكانة بارزة بين الدولتين ففي عام ٢٠١٤ وقعت القاهرة وموسكو صفقات بقيمة تزيد عن ٣,٥ مليار دولار كما أشارنا إلى ذلك سابقًا في تطور العلاقات.[26] و لقد انطلقت مناورات عسكرية مشتركة بين كل من القاهرة وموسكو عام ٢٠١٥ لأول مرة في تاريخ العلاقات بين الدولتين،[27] وعلاوة على ذلك تمت مناورات عسكرية مصرية روسية سميت «المدافعون عن الصداقة» لمكافحة الإرهاب  في ثلاث أعوام متتالية(٢٠١٦، ٢٠١٨،٢٠١٧) خاصة بعد سقوط الطائرة الروسية في شبة جزيرة سيناء،[28] وعليه نستنتج مدى  النمو والتطور الإيجابي في البعد العسكري بين موسكو والقاهرة.

رابعًا: البعد الثقافي والتعليمي

بلغ عدد الطلاب المصريين الذين يدرسون في الجامعات الروسية عام ٢٠٢٣ أكثر من  16 ألفًا وفقًا لشريف

جاد رئيس الجمعية المصرية لخريجي الجامعات الروسية والسوفيتية ومسئول النشاط الثقافي بالبيت الروسي بالقاهرة،[29]  كما أن الجامعات الروسية  تقوم بتأهيل متخصصين في مجال الطاقة النووية بالتعاون مع الجامعات المصرية. فعلى سبيل المثال تمنح جامعة « تومسك» المتعددة التقنيات «بوليتيكنيك» شهادة جامعية مزدوجة من خلال الدراسة ببرنامج «محطات الطاقة النووية: التصميم والتشغيل والأعمال الهندسية» بالشراكة مع الجامعة المصرية الروسية.[30]

الخاتمة:

من خلال تناولنا للعلاقات المصرية الروسية ودوافعها وأبعادها تمثلت أبرز نتائج الدراسة في:

١-العلاقات المصرية الروسية الرسمية هي علاقات حديثة نسبيًا مرت بفترات صعود كثيرة وهبوط أحيانًا إلا أن المحطة الأبرز والأكثر صعودًا تمثلت في عهد الرئيس «عبدالفتاح السيسي».

٢-تعليق الولايات المتحدة الأمريكية المساعدات المقدمة لمصر، وتأخير  تسليم طائرات «الأباتشي» للقاهرة بعد ثورة ٣٠ يونيو كان بمثابة فرصة ذهبية تاريخية لروسيا، سعت إلى استغلالها وحققت التقارب مع مصر وفرضت نفوذها في منطقة من أهم مناطق نفوذ واشنطن.

٣-التقارب الفريد بين موسكو والقاهرة أتاح لمصر  مرونة وفرصة للتنويع في مصادر الأسلحة، وبالرغم من ذلك لا تستطيع القاهرة حاليًا الاستغناء تمامًا عن واشنطن.

وختامًا لذلك تربط كلًا من القاهرة  وموسكو بشركات استراتيجية كبرى تقوم على التعاون والمصالح  المشتركة والمنافع المتبادلة بين الدولتين في مختلف المجالات(سياسي ، اقتصادي، عسكري، ثقافي)؛ لذلك نوصى صانع القرار المصري  بالاستمرار في بذل جهود فعالة من أجل الحفاظ على هذا التقارب أو الارتقاء به.

المراجع:

أولًا: الكتب

١-أليكسي خليبنيكوف، صعود روسيا..السياسة الخارجية لبوتين في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، مركز الرافدين للحوار(مترجم)، (بيروت، مركز الرافدين للحوار، ٢٠٢٣).

ثانيًا: الدوريات العلمية

٢-أحمد خضير عباس الرماحي و نبيل عمار ناجي، المتغيرات المؤثرة في العلاقات الروسية -المصرية في عهد الرئيس عبدالفتاح السيسي، مجلة المعهد، معهد المعلمين للدراسات العليا، العدد١٠، ٢٠٢٢، ص١٦٩.

٣-أمجد زين العابدين ونورا جليل هاشم، الموقف الروسي من الثورات العربية، مجلة سياسات عربية، العدد ١٢، يناير٢٠١٥،ص٣٤.

٤-أحمد سلمان محمد، العلاقات الروسية المصرية في عهد السيسي، مجلة المستنصرية للدراسات العربية والدولية، مركز المستنصرية للدراسات العربية والدولية، العدد السادس ، ص١٧٣.

٥-نهاد أنور سيد، أثر تنامي النفوذ الروسي على تطور العلاقات الروسية الإفريقية: دراسة حالة  الدولة المصرية، مجلة كلية السياسة والاقتصاد، جامعة بني سويف، العدد الثالث والعشرون، يوليو ٢٠٢٤،ص٢٦٠.

ثالثا: مواقع الإنترنت

٦-اتفاق روسي مصري “مبدئي” على صفقة أسلحة بأكثر من ثلاثة مليارات دولار، فرانس ٢٤، تاريخ النشر١٧/٩/٢٠١٤، تاريخ الدخول ١٥/٧/٢٠٢٤، متاح على الرابط التالي:

https://tinyurl.com/273x7maj

٧-أحمد حمدي،  المجلس الأعلى للجامعات: 28 ألف طالب مصري يدرسون بجامعات روسيا والسودان، القاهرة ٢٤، تاريخ النشر ٦/٧/٢٠٢٣، تاريخ الدخول ١٧/٧/٢٠٢٤، متاح على الرابط التالي:

https://www.cairo24.com/1811228

٨-السيسي ينقل مصر إلى معسكر الداعمين للأسد، فرانس ٢٤تاريخ النشر ٢٩/١٢/٢٠١٦، تاريخ الدخول ١٦/٧/٢٠٢٤، متاح على الرابط التالي:

https://tinyurl.com/2dxebrmd

٩-ثمانون عاما على العلاقات .. آفاق جديدة للتعاون “الروسي– الإفريقي” عبر البوابة المصرية، مجلة السياسة الدولية، تاريخ النشر ١٩/٦/٢٠٢٣، تاريخ الدخول ١٧/٧/٢٠٢٤، متاح على الرابط التالي:

https://tinyurl.com/26vnahnm

١٠-إيمان رجب، زيارة الرئيس مرسى إلى موسكو .. ماذا تريد مصر من روسيا بالضبط ،بوابة الأهرام، تاريخ النشر ٢٣/٤/٢٠١٣، تاريخ الدخول ١٥/٧/٢٠٢٤، متاح على الرابط التالي:

https://tinyurl.com/26x8zvra

١١-طارق السنوطي، سفير روسيا: 12 ألف طالب مصري يتلقون تعليمهم في روسيا حاليا.. و110 منح دراسية مجانية

بوابة الأهرام،  تاريخ النشر ٢٩/١/٢٠٢٢، تاريخ الدخول ١٦/٧/٢٠٢٤

https://tinyurl.com/2a49v67y

١٣-مسودة اتفاق.. السماح لطائرات روسية باستخدام قواعد مصرية، العربية، تاريخ النشر ٣٠/١١/٢٠١٧، تاريخ الدخول ١/٧/٢٠٢٤، متاح على الرابط:

https://tinyurl.com/22h9jvmw

١٣-موسى الجمل، محطات في العلاقات بين مصر وروسيا، سكاي نيوز عربية، تاريخ النشر ١٣نوفمبر ٢٠١٣، تاريخ الدخول ١٥/٦/٢٠٢٤، متاح على الرابط التالي:

https://tinyurl.com/26ag6

١٤-مصر.. خطوة تاريخية جديدة في مشروع الطاقة النووية بالضبعة، سكاي نيوز عربية، تاريخ النشر ٢٣/١/٢٠٢٤، تاريخ الدخول ١٧/٧/٢٠٢٤، متاح على الرابط التالي:

https://tinyurl.com/2524bobb

١٥-مناورات مصرية روسية في البحر المتوسط.. ما أهميتها؟، سكاي نيوز عربية،  تاريخ النشر ٦/١٢/٢٠٢١، تاريخ الدخول ١٤/٧/٢٠١٤، متاح على الرابط التالي:

https://tinyurl.com/2yhnhxph

١٦-هل تمثل زيارة السيسي لموسكو مناورة دبلوماسية مصرية،  بي بي سي نيوز، تاريخ النشر ١٣/٢/٢٠١٤، تاريخ الدخول ١٧/٧/٢٠٢٤،متاح على الرابط التالي:

https://tinyurl.com/2d2qqy3t

[1] أليكس كليبنكوف، روسيا ومصر: علاقة معقدة، منتدى الشرق،٢٤ ديسمبر ٢٠١٩،ص٤.

[2] -أحمد خضير عباس الرماحي و نبيل عمار ناجي ، المتغيرات المؤثرة في العلاقات الروسية -المصرية في عهد الرئيس عبدالفتاح السيسي، مجلة المعهد، معهد المعلمين للدراسات العليا، العدد١٠، ٢٠٢٢، ص١٦٩.

[3]   ورد في: نهاد أنور سيد، أثر تنامي النفوذ الروسي على تطور العلاقات الروسية الإفريقية: دراسة حالة  الدولة المصرية، مجلة كلية السياسة والاقتصاد، جامعة بني سويف، العدد الثالث والعشرون، يوليو ٢٠٢٤،ص٢٦٠.

أحمد سلمان محمد، العلاقات الروسية المصرية في عهد السيسي، مجلة المستنصرية للدراسات العربية والدولية، مركز المستنصرية للدراسات العربية والدولية، العدد السادس ، ص١٧٣.

[4] المرجع السابق، ص١٧٣.

[5] أحمد خضير عباس الرماحي ونبيل عمار ناجي، مرجع سبق ذكره، ص١٧٠.

[6]٢٦١.  نهاد أنور سيد، مرجع سبق ذكره، ص261.

[7] أحمد خضير عباس الرماحي ونبيل عمار ناجي، مرجع سبق ذكره، ص171،170

[8] نوار جليل هاشم و أمجد زين العابدين طعمه، الموقف الروسي من الثورات العربية، مجلة سياسات عربية، العدد 12، يناير2015، ص34.

[9] موسى الجمل، محطات في العلاقات بين مصر وروسيا، سكاي نيوز عربية، تاريخ النشر ١٣نوفمبر ٢٠١٣، تاريخ الدخول ١٥/٦/٢٠٢٤، متاح على الرابط التالي:

https://tinyurl.com/26ag6xcz

[10] إيمان رجب، زيارة الرئيس مرسى إلى موسكو .. ماذا تريد مصر من روسيا بالضبط ،بوابة الأهرام، تاريخ النشر ٢٣/٤/٢٠١٣، تاريخ الدخول ١٥/٧/٢٠٢٤، متاح على الرابط التالي:

https://tinyurl.com/26x8zvra

[11] أحمد خضير عباس الرماحي ونبيل عمار ناجي، مرجع سبق ذكره،ص١٧٢.

[12]ورد في: أحمد سلمان محمد، مرجع سبق ذكره،١٧٧، ١٧٨.

نهاد أنور سيد، مرجع سبق ذكره، ص١٦١.

[13]١٧٨،١٦١. المرجع السابق،

[14]  ص١٧٩،١٧٨،١٦١.،ورد في: المرجع السابق

مسودة اتفاق.. السماح لطائرات روسية باستخدام قواعد مصرية، العربية، تاريخ النشر ٣٠/١١/٢٠١٧، تاريخ الدخول ١/٧/٢٠٢٤، متاح على الرابط:

https://tinyurl.com/22h9jvmw

[15] أحمد خضير عباس الرماحي ونبيل عمار ناجي، مرجع سبق ذكره، ص١٧٦.

[16] أحمد سلمان محمد، مرجع سبق ذكره، ص١٧٩.

[17] أحمد سلمان محمد، مرجع سبق ذكره، ص١٧٩.

[18] السيسي ينقل مصر إلى معسكر الداعمين للأسد،  فرانس ٢٤، تاريخ النشر ٢٩/١٢/٢٠١٦، تاريخ الدخول ١٦/٧/٢٠٢٤، متاح على الرابط التالي:

https://tinyurl.com/2dxebrmd

[19]هل تمثل زيارة السيسي لموسكو مناورة دبلوماسية مصرية،  بي بي سي نيوز، تاريخ النشر ١٣/٢/٢٠١٤، تاريخ الدخول ١٧/٧/٢٠٢٤،متاح على الرابط التالي:

https://tinyurl.com/2d2qqy3t

[20]أليكسي خليبنيكوف، صعود روسيا..السياسة الخارجية لبوتين في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، مركز الرافدين للحوار(مترجم)، (بيروت، مركز الرافدين للحوار، ٢٠٢٣)، ص١٩٦.

[21] ألفة السلامي، ثمانون عاما على العلاقات .. آفاق جديدة للتعاون “الروسي– الإفريقي” عبر البوابة المصرية، مجلة السياسة الدولية، تاريخ النشر ١٩/٦/٢٠٢٣، تاريخ الدخول ١٧/٧/٢٠٢٤، متاح على الرابط التالي:

https://tinyurl.com/26vnahnm

[22] مصر.. خطوة تاريخية جديدة في مشروع الطاقة النووية بالضبعة، سكاي نيوز عربية، تاريخ النشر ٢٣/١/٢٠٢٤، تاريخ الدخول ١٧/٧/٢٠٢٤، متاح على الرابط التالي:

https://tinyurl.com/2524bobb

[23] أليكسي خليبنيكوف، صعود روسيا .. السياسة الخارجية لبوتين في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا،  مرجع سبق ذكره، ص٢٠٢.

[24]  المرجع السابق، ص ٢٠٢.

[25]نهاد أنور سيد، مرجع سبق ذكره، ص٢٦٢.

[26]اتفاق روسي مصري “مبدئي” على صفقة أسلحة بأكثر من ثلاثة مليارات دولار، فرانس ٢٤، تاريخ النشر١٧/٩/٢٠١٤، تاريخ الدخول ١٥/٧/٢٠٢٤، متاح على الرابط التالي:

https://tinyurl.com/273x7maj

[27] مناورات مصرية روسية في البحر المتوسط.. ما أهميتها؟، سكاي نيوز عربية،  تاريخ النشر ٦/١٢/٢٠٢١، تاريخ الدخول ١٤/٧/٢٠١٤، متاح على الرابط التالي:

[28]٢٦٣. نهاد أنور سيد، مرجع سبق ذكره،

[29] ورد في: الفة سلامة، مرجع سبق ذكره

أحمد حمدي، الأعلى للجامعات: 28 ألف طالب مصري يدرسون بجامعات روسيا والسودان، القاهرة ٢٤، تاريخ النشر ٦/٧/٢٠٢٣، تاريخ الدخول ١٧/٧/٢٠٢٤.متاح على:

https://tinyurl.com/26x8zvra

[30] طارق السنوطي، سفير روسيا: 12 ألف طالب مصري يتلقون تعليمهم في روسيا حاليا.. و110 منح دراسية مجانية

بوابة الأهرام،  تاريخ النشر ٢٩/١/٢٠٢٢، تاريخ الدخول ١٦/٧/٢٠٢٤، متاح على الرابط التالي:

https://tinyurl.com/2a49v67y

5/5 - (3 أصوات)

المركز الديمقراطى العربى

المركز الديمقراطي العربي مؤسسة مستقلة تعمل فى اطار البحث العلمى والتحليلى فى القضايا الاستراتيجية والسياسية والاقتصادية، ويهدف بشكل اساسى الى دراسة القضايا العربية وانماط التفاعل بين الدول العربية حكومات وشعوبا ومنظمات غير حكومية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى