الشرق الأوسطعاجل

الأزمة في اليمن تصفية حسابات ولا يوجد حل سياسي في الأفق

قصفت طائرات من التحالف الذي تقوده السعودية مواقع الحوثيين المتحالفين مع إيران في أنحاء اليمن يوم الأربعاء كما أسقطت جوا أسلحة للقوات المتحالفة التي تقاتل حركة الحوثي في مدينة تعز بجنوب غرب اليمن.

وتبرز الطلعات الجوية تصميم التحالف على استخدام تفوقه الجوي لصد الحوثيين بعد يوم من قول منظمة أطباء بلا حدود ان قصف التحالف دمر أحد مستشفياتها ليل الاثنين وهو اتهام ينفيه التحالف.

وتقصف السعودية ودول خليجية عربية متحالفة معها الحوثيين والقوات المتحالفة معهم منذ اواخر مارس آذار. وقتل 5600 شخص على الأقل حتى الآن لكن التحالف حقق تقدما محدودا في سبيل إعادة حكومة الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي إلى العاصمة صنعاء التي يسيطر عليها الحوثيون.

وتحولت تعز ثالث كبرى المدن اليمنية إلى جبهة قتال رئيسية في مسعى التحالف للتقدم شمالا صوب العاصمة. وأسقطت طائرات التحالف أسلحة لإسلاميين يخوضون معارك بالمدفعية والرشاشات الثقيلة مع الحوثيين في أحياء مدنية في تعز.

وقال زعيم للمقاتلين الإسلاميين لرويترز “قوات التحالف مدت المقاومة بكميات من الاسلحة عالية الجودة أسقطت في جنوب المدينة في منطقة تحت سيطرتنا.”

وعبرت الأمم المتحدة ومنظمات إغاثة عن قلقها من تفاقم الأزمة الإنسانية في اليمن الذي كان يكافح قبل الحرب الفقر والجوع. وقالوا إن أهدافا مدنية مثل الاسواق والمصانع والمنازل والمدارس والمستشفيات تعرضت للقصف.

كما عبرت أطباء بلا حدود عن غضبها من الهجوم الصاروخي الذي تعرضت له منشأتها الطبية في محافظة صعدة بشمال اليمن وقالت هيومن رايتس ووتش إن التحالف لا يحقق فيما يبدو في انتهاكات حقوق الإنسان المزعومة.

وقالت في بيان “لم تستطع هيومن رايتس ووتش التأكد مما إذا كانت السعودية -أو أي عضو آخر في التحالف- تحقق في أي ضربة جوية.” وأضافت “في بعض الوقائع نفى التحالف أن الهجمات التي وثقتها هيومن رايتس ووتش كانت غير قانونية لكنه لم يقدم معلومات تدعم مزاعمه هذه.”

وكتب نائب الرئيس اليمني خالد بحاح الذي يعمل من الرياض في افتتاحية في وول ستريت جورنال يقول “العالم قلق وعن حق من حجم القتلى في هذه الحرب خاصة المدنيين. “موت أي مدني مأساة تدمي قلبي والقوات المتحالفة معنا تحرص بشكل استثنائي على تفادي سقوط قتلى مدنيين وتستهدف فقط المواقع العسكرية.”

وقال سكان إن الضربات الجوية اصابت قواعد عسكرية ومواقع قتالية للحوثيين في تعز وصنعاء وميناء الحديدة الغربي المطل على البحر الاحمر. واستهدفت الكثير من الغارات منشآت قصفت عشرات المرات طوال الحرب غير الحاسمة بدرجة كبيرة والمستمرة منذ سبعة أشهر.

وقال وزير الخارجية السعودي عادل الجبير ان المكاسب العسكرية التي حققها التحالف خلال فصل الصيف واستعداد الجانب الاخر للالتزام بقرارات الامم المتحدة التي تنص على مغادرتهم المدن الرئيسية قريبا ستؤدي إلى إنهاء الصراع.

وقال الجبير في مؤتمر صحفي مع نظيره البريطاني في العاصمة السعودية الرياض “من المؤشرات على ان الحملة تقترب من نهايتها ان … علي عبد الله صالح والحوثيين قبلوا قرار مجلس الامن الدولي 2216 والدخول في محادثات الامم المتحدة على هذا الاساس.”

وأضاف “كما أننا نرى المكاسب التي تحققت على الارض. معظم الاراضي اليمنية التي سيطر عليها المتمردون جرى استعادتها.” لكن بينما لم يحدد موعد أو مكان للمحادثات التي تدعمها الامم المتحدة فان الجمود على الارض سيستمر.

وقال المحلل اليمني فارع المسلمي ان الصراع وصل الى نقطة جمود كامل وانه لا يوجد حل سياسي في الأفق مشيرا إلى ان ما يقوم به الجانبان هو تصفية حسابات مع بعضهما البعض في حين يجد المدنيون أنفسهم محاصرين وسط هذا الوضع.

 

Rate this post

المركز الديمقراطى العربى

المركز الديمقراطي العربي مؤسسة مستقلة تعمل فى اطار البحث العلمى والتحليلى فى القضايا الاستراتيجية والسياسية والاقتصادية، ويهدف بشكل اساسى الى دراسة القضايا العربية وانماط التفاعل بين الدول العربية حكومات وشعوبا ومنظمات غير حكومية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى