بقلم- د. مبارك القفيدي
تتميز السياسة بإرتباطها بحياة المجتمعات الإنسانية بشكل مباشر كما تمثل أرتباط مفهومي الدولة والسلطة وفن الحكم من خلال النظام السياسي الحاكم معاً في علاقة تداخلية لا يمكن تفسير أحداهما بمعزل عن الأخرى وتتميز السياسة بوجود عدد من الفروع العلمية المنبثقة عنها منها ما يختص بتقنين وتفسير الظواهر السياسية لتفهم و تحديد أهم العوامل التي تؤدي لحدوث الأستقرار السياسي أو الحاجة لعقد الأتفاقيات أو غيرها من الظواهر كما يرتبط بالسياسة كعلم كذلك وجود مجموعة من العلماء الذي تكون مهمتهم الأساسية التنظير ومحاولة تأمل الأفكار الكبرى التي من المفترض بالسياسة أن تحققها للشعوب و الأمم ومنها العدالة و المساواة و الحرية وغيرها كما تتناول السياسة كعلم كذلك مجموعة الأسس التي تقوم عليها النظم السياسية الحاكمة للدول وتأثيرات تلك النظم على الجول المختلفة عند التطبيق والذي يقتصر عادة على سلطة الحكم السياسي في البلاد من خلال ما يسمى بالحكومة والتي تقوم بحماية نظام الحكم و حماية حقوق ومصالح البلاد و العباد كذلك أي أن الحكومة هي ممثل الدولة في ممارسة و تطبيق القانون وتحقيق السلطة كما تتضمن دراسة العلوم السياسية كذلك دراسة العلاقات الدولية والقانون الدولي ومصادر القواعد الدولية التي تحكم العلاقات بين مختلف الدول ويختلف بذلك مفهوم العلوم السياسية بحسب المنهج أو الأفكار التي ينشأ منها نظام الحكم و الأفكار المصاحبة له والتي تؤدي إلى أن تحتكر الدولة السلطات والأجهزة وسبل الضغط الدولي لتحقيق مصالح معينة و كذلك من بين العلوم المرتبطة بدراسة السياسة مفهوم الثقافة السياسية وتعتبر مجموعة المعتقدات والاتجاهات التي توجد لدى الفرد المواطن التي تتميز بعدم الثبات في المجتمعات بل تتغير دوماً بتغير الظروف السياسية والأقتصادية وغيرها من المتغيرات الحادثة على مستوى العالم و تهتم العلوم السياسية بشكل عام بضرورة التأكيد على قيم الحرية وأن سيادة الدولة وسلطاتها على الفرد يجب أن يكون بالإقناع و ليس بالخوف و الترهيب مع وجود إحساس لدى المواطن بقدرته على المشاركة في الحياة العامة والسياسية و تتوقف الثقة بين المواطن والحكومة على أساس شعوره تجاهها و تجاه ما تقوم به من سياسات تصب في مصلحته و تلبي متطلباته من عدمه كما تقوم العلوم السياسية على ترسيخ فكرة المواطنة لدى الفرد من خلال التنشئة السياسية في مختلف مؤسسات الدولة كالمدارس و الجامعات والإنخراط في العمل السياسي نفسه من خلال الأحزاب ووسائل الإعلام المختلفة وحرية التعبير عن الرأي و غيرها من القيم والمفاهيم التي تساعد في تكوين المواطن المثقف سياسياً والقادر على التأثير في مجريات الأمور في بلاده على النحو الذي يرفع من شأنها ويحقق طموحاته في مستويات حياة كريمة .!
