مقالات

مقاتلات الدبلوماسية السعودية تقصف طهران

كتب : ياسر بن متروك – المركز الديمقراطي العربي

لدى أهل الجزيرة العربية مثل قديم يقول ( ليس في كل مرةٍ تسلم الجرة ) ومعني ذلك أنه لن تسلم في كل مرة تُحدث فيها خطأً فربما تُغفر لك بالمرة الأولى ولكن الثانية تكون قاضية للأولي والثانية.
والمقصد من هذا المثل أن في كل مره تقوم إيران بالإعتداء على سفارات الدول بطريقة مباشرة أو غير مباشرة وإلحاق الضرر بها دون إحترام للمواثق والأعراف الدولية ومعاهدة فيينا التي تلزم الدول المستضيفة للبعثات الدبلوماسية بحمايتها وتأمينها بالشكل المطلوب وتلبية طلبات ممثليها في حال تم طلب حماية إضافية وهذا ما تقوم به كل دول العالم.
فتاريخ إيران ملئ بالإعتداء على سفارات دول عدة وهي كالتالي:
1- في عام 1829م شهد أول اعتداء وقتل الإيرانيين القنصل الروسي ألكسندر جريبويدوف.
2- في عام 1924م قتلت حشود في طهران نائب القنصل الأمريكي روبرت إمبيري.
3- في عام 1979م تم إقتحام السفارة الأمريكية وإحتجاز رهائن أمريكيين لمدة 444 يوما.
4- في عام 1987م تم الإعتداء على سفارتي السعودية والكويت بعد إشتباكات بين قوات الأمن السعودية وحجاج إيرانيين قاموا بأعمال تخريبية.
5- في عام 1988م متظاهرون يهاجمون سفارة الاتحاد السوفييتي بدعوى دعم العراق في الحرب ضد إيران.
6- في عام 2006م اعتداء على سفارة الدنمارك.
7- في عام 2009م متظاهرون إيرانيون يهاجمون السفارة الباكستانية في طهران.
8- في عام 2011م إقتحام السفارة البريطانية بعد فرض عقوبات على إيران بسبب برنامجها النووي.

بعد كل هذه الإعتداءات التي قامت بها إيران على عدد من سفارات الدول بمجرد الإختلاف السياسي معها وتسهيل ذلك الأمر على المعتدين للقيام بذلك متوقعةً أنها تشكل ورقة ضغط علي الدول التي تتعرض سفاراتها للإعتداء أو أنها تتخوف من أي فعل تقوم به حتى لا تتعرض سفاراتها للهجوم.

أن عدم تحمل المجتمع الدولي ومجلس الأمن خاصةً مسؤولياته حيال إلتزام الدول بالمعاهدات والمواثيق الدولية جعلت إيران تتمادى في إعتدائها علي المقار الدبلوماسية فعندما تعتدي علي سفارات دول عظمي مثل الولايات المتحدة وروسيا وبريطانيا ولم تحرك ساكناً هذه الدول فإن السفارة والقنصلية السعودية لا تشكل شيئاً لدى إيران بمفهومها الضيق.

لكن الدبلوماسية السعودية تتصف بالهدوء وعدم الإستعجال في الرد فتفكر قبل إتخاذ قرار وعندما تتخذ ذلك القرار يكون قاسياً وبغضب وبعد الإعتداء على سفارتها وقنصليتها لم يأخذ الرد السعودي وقتاً فالوقت مع إيران قد نفذ وكذلك الصبر فقطعت العلاقات فوراً أتبعتها دول الخليج وبعض الدول الإفريقية التي لعبت السعودية فيها الشهور السابقة محادثات سياسية لأجل إنهاء الدور الإيراني فيها.

مجلس التعاون الخليجي أدان الهجوم وأعتبره تعدي علي المواثيق الدولية فضلاً عن تدخلات إيران بالمنطقة فحتى عُمان التي دائماً ما تعتبر نفسها على حياد أدانة وزارة خارجيتها الهجوم وبدأت مقاتلات الدبلوماسية السعودية في قصف طهران ولم تقف السعودية عند مجلس التعاون فطلبت جلسة طارئة للجامعة العربية خرجت فيها بإدانة عربية مع تشكيل لجنة لدراسة التدخلات الإيرانية في المنطقة.
بدأ الخطاب الإيراني يتراجع وتحاول هي أن تتدارك المتبقي لها لكن إيران على موعد مع إجتماع لمنظمة التعاون الإسلامي لا يقل موقفاً عن ما سبقه من الجامعة العربية والتعاون الخليجي مع تصريحات لوزير خارجية السعودية بأن السعودية لديها خيارات أخرى ما لم تغير إيران من سلوكها بالمنطقة.

السعودية على علم يقين أن خطابات وبيانات التنديد لا تحرك شئً على الواقع وهي عازمة بقوة على كبح إرهاب إيران بالمنطقة بمساعدة الدول العربية والإسلامية خاصةً بعدما قامت هي بإنشاء تحالفين عربي وإسلامي يرى فيه العالمين العربي والإسلامي تغيراً جديداً قد يشكل حلاً لمشاكل المنطقة وتفككها مع معاناة كثير من الدول من الإرهاب وهم يرون في إيران الداعم الأول لهذا الإرهاب.
الدبلوماسية السعودية لم تقف بعد بيان الجامعة العربية فأرسلت وزير دفاعها الشاب إلى باكستان بعدما زار الإمارت والتقى بولي عهدها ووزير دفاعها واجتمع وزير الدفاع السعودي مع قائد الجيش الباكستاني الذي صرح أن أي إعتداء على السعودية سوف يثير ردة فعل قوية من باكستان ولعل هذه الرسالة الموجهه من خلف إيران تذكرها بأن للسعودية حليف قوي يشكل كماشة علي إيران أقوى من هلال إيران المزعوم.
لذلك فإن إيران يجب أن تختار بين الدولة أو الثورة مثلما قال وزير خارجية السعودية وهو ما يؤشر على أن السعودية لن تقبل بإستمرار سياسة إيران بالمنطقة إما أن تتحمل مسؤوليتها كدولة وتكف تدخلاتها بالمنطقة وإما مواجهة حرب سياسية قوية من السعودية لن تتهاون فيها ولن تسمح بأن يكون لإيران دور في المستقبل فلقد صبرت السعودية 35 عام على إيران ولن تصبر أكثر.

Rate this post

المركز الديمقراطى العربى

المركز الديمقراطي العربي مؤسسة مستقلة تعمل فى اطار البحث العلمى والتحليلى فى القضايا الاستراتيجية والسياسية والاقتصادية، ويهدف بشكل اساسى الى دراسة القضايا العربية وانماط التفاعل بين الدول العربية حكومات وشعوبا ومنظمات غير حكومية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى