مقالات

هاشتاغ

بقلم : درويش خليفة

الحرب السورية ومن قبلها حركة الاحتجاج التي حصلت في سوريا ضد السلطة الحاكمة خلقت نوعاً من التفكك بدءً من المؤسسة العسكرية بانشقاق عدد من الضباط والافراد مروراً بمؤسسات الدولة من وزراء وموظفين وانتهاء بطلبة الجامعات حتى وصل الأمر للتفكك الأُسَري بسبب وقوف البعض بصف السلطة التي اعتبرتها صِمام آمان سوريا في وجه التحديات التي تعصف بالمنطقة !!
اليوم وبعد عملية الفرز القومي والطائفي وحتى المجتمعي يجب أن نبحث عن المشتركات لنعود بسوريا الدولة سوريا المواطنة التي تحفظ الحقوق والواجبات بين أفرادها المواطنين ،لا القوميين لا الطائفيين ولا المتطرفين .

اليوم وفي خضم الصراع وتغذيته الروحية والفكرية من اصحاب المصالح الا وطنية ، يطل علينا شباب مثقف واعي مدرك لما يحصل حوله ، يطلق حملات مناصرة ميدانية والكترونية تدعو لأبعاد المدنيين عن الصراع المسلح وتجنيبهم النزاعات الداخلية على مستوى المناطق ، وخير مثال مايحصل في مدينة ابو العلاء المعري حيث المظاهرات المطالبة لفصيل جبهة النصرة فرع القاعدة بسوريا بأطلاق سراح عناصر من الجيش الحر حملوا السلاح ضد نظام الأسد ليدافعوا عن أبناء مدينتهم من همجية الطغمة الحاكمة وحلفائها ، كما أرسل عدة نشطاء وممثلي الحراك المدني السوري رسالة للأمم المتحدة مفادها اخراج المدنيين من حي الشيخ مقصود الذي يدور في محيطه صراع بين فصائل الجيش الحر وفصيل PYD المطالَب بفيدرالية سوريا على أساس قومي وهذا مالا يقبله السوريون بغالبيتهم بسبب التنوع السوري المتداخل من حيث المكونات علماً بأن الأحياء الشمالية لحلب وحدها تشكل لوحة من العرب والأكراد والتركمان والأرمن وبتنوعهم الديني الاسلامي والمسيحي والايزيدي !!

اعود وأركز بأن المشتركات الاجتماعية قد تَخَلَّق بعض الوئام بين المختلفين قومياً وعرقياً وحتى فكرياً وسياسياً من خلال حملات المناصرة والهاشتاغ على مواقع التواصل الاجتماعي فيس بوك وتوتير ويوتيوب والذي يحتم علينا استغلالها في صالح المجتمع السوري لينفض الغبار عنه ويعود لأناقته المعهودة .

Rate this post

المركز الديمقراطى العربى

المركز الديمقراطي العربي مؤسسة مستقلة تعمل فى اطار البحث العلمى والتحليلى فى القضايا الاستراتيجية والسياسية والاقتصادية، ويهدف بشكل اساسى الى دراسة القضايا العربية وانماط التفاعل بين الدول العربية حكومات وشعوبا ومنظمات غير حكومية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى