مقالات

كوليرا اليمن

إعداد :عبدالله جوده

مقدمة لابد منها :

عراقة اليمن ؛التي لا تنضب بمرور الزمن ؛وفداحة الثمن ؛ ذلك القطر العربي ،وموطن الأصل العربي ،إرتبط في أذهاننا دائما ،بكل السوء،فتطن علي مسامعك؛ العبارات التي تسئ للعرب؛قبل أصحاب البلد ؛منها (اليمن ميدان إستنزاف للدول العربية)؛لكن بالأحري الغباء العربي؛والأطماع العربية الخفية.

الصراع في اليمن دائما ؛عربي عربي خالص،حرب لا متماثلة؛منذ الحرب السعودية اليمنية؛التي إنتهت بتوقيع معاهدة الطائف في 1937؛وبعدها التدخل المصري في الستينات من القرن المنصرم؛وأحدثها التحالف العربي،وعملياته صاحبة الصيت (عاصفة الحزم ).

السواد  الأعظم يدقق؛اليمن هي الفخ ؛وميدان الإستنزاف ؛لكن لم يسئل أحد ؛ماذا فقدت اليمن ؟ ماذا تجرع أهلها ؟ ،لماذا لم تدول القضية اليمنية ؟ لماذا هذا العداء السعودي ضد اليمن؟ هل العباءة العربية أكبر من تاريخ اليمن ؟من حضارة اليمن ؟من بأس أهلها ؟ قطعا لا .

  • موقع اليمن يحارب واقع اليمن :

موقع اليمن ؛خنجر في ظهرها ،عرضها دائما لبروتكولات سفهاء عرب؛فالتحكم في مضيق (باب المندب)،الثالث عالميا ؛من حيث الأهمية ؛بعد هرمز وملقا،منحها قيمة مضافة إلي قيمتها ،قيمة التاريخ والعراقة والحضارة.

يتحكم المضيق في( 5% إلي 6%) من تجارة البترول العالمية؛يمر بالمضيق 3.5 مليون برميل ؛بعد قيام عاصفة الحزم ؛إرتفع سعر البرميل بنسبة 5% ؛لكنه إنخفض بعد فترة .

إحتلت اليمن الترتيب ال39 في إنتاج النفط؛في 2013 علي مستوي العالم ؛إضافة إلي تميزها بالمشغولات اليدوية، والأحجار الكريمة إضافة إلي البن اليمني.

لكن الوجه الآخر لليمن ،وجه العصبية والقبلية ،قبائل اليمن وعشائرها ؛التي لا زالت تحتفظ بالنكهة العربية ؛الأزلية والعتيقة.

  • التدخل العسكري في اليمن:

نتيجة تسونامي الثورات العربية؛قامت الثورة اليمنية ؛لإسقاط حكم (علي عبدالله صالح)؛ذلك النظام ؛الذي لم يختلف عن كلاسيكية الأنظمة العربية الرجعية.

حمل لواء التدخل السعودية ؛تبعتها في ذلك الدول العربية ،بسسب المصالح ؛أو النفوذ والتأثير السعودي علي القرارت العربية.

تحالف العرب علي أنفسهم ،إتفقوا في هذه الجولة ،إتفقوا علي تدمير ما تبقي من تاريخ لنا ولأمتنا.

  • أسباب التدخل السعودي خاصة :

تدخلت السعودية ؛لأسباب إستراتيجية وأمنية؛خاصة بالمملكة ؛نورد بعض منها كالتالي :

  • النظام اليمني هو النظام الجمهوري الوحيد في شبة الجزيرة العربية ،نجاح هذا النظام الثوري قد يفضي إلي تطلعات داخلية ،في دول النفط العربي ،أشبة بعدوي الثورة الفرنسية.
  • رغبة السعودية في إضفاء قيمة مضافة ،إلي دورها الإقليمي ،دور القائد في المنطقة؛وتحقيق تطلعات آل سعود في النفوذ والتوسع.
  • الحرب السعودية الإيرانية بالوكالة ،فما يحدث علي أرض سوريا ؛بين المعارضة والنظام ،يكرر في اليمن بين النظام والحوثيين ،فالمفارقة أن السعودية تدعم النظام في اليمن ؛وتحارب النظام في سوريا.
  • توتر العلاقات السعودية الامريكية ،نتيجة تحقيقات أحداث 11 سبتمبر،والسعي إلي تصنيف السعودية كدولة راعية للإرهاب،في ظل التحسن الملحوظ في العلاقات الأمريكية الإيرانية بعد إتفاق (5+1)
  • اليمن بالون إختبار للطموحات العسكرية السعودية،تأمل السعودية في إختبار قدراتها العسكرية ؛وإختبار الميزانية الدفاعية ؛الثالثة علي مستوي العالم ؛بعد أمريكا والصين.
  • ثمن الحرب علي اليمن :

آلة الحرب الأمريكية لا تتوقف، رحاها تطحن أجساد اليمنين ،صرح اللواء( ركن أحمد عسيري) المتحدث بإسم التحالف العربي (دباباتنا أمريكية ،مقاتلاتنا أمريكية ؛لذلك فإن عمل هولاء معنا أمر طبيعي ) ،حيث يتواجد (6-10) مستشارين عسكريين أمريكيين ؛في غرفة عمليات حرب اليمن .

محققي الأمم المتحدة ،صرحوا بمقتل 3200 من المدنيين اليمنيين،فيما أضاف تقرير صادر عن مؤسسة (( HUMAN RIGHTS بأن الإنتهاكات السعودية كانت كالتالي ؛41 ضربة علي أحياء سكنية ؛22 ضربة علي منشأت طبية؛إضافة إلي 15 ضربة علي الأسواق؛فيما إطلقت موجهتان بالليزر علي سوق باليمن ،نتج عن مقتل 97 مدنيا بينهم 25 من الأطفال .

في المقابل ؛تم توثيق 38 حالة إنتهاك من قبل الحوثيين ،بحق المدنيين والأبرياء اليمنيين.

حاولت السعودية تجنب الفخ ؛وعدم إراقة المزيد من دماء الأبرياء ؛فتم تعيين عقيد بالجيش السعودي ؛حاصل علي دكتوراه في القانون ؛وتم تشكيل لجنة برئاسته ؛للتحقيق في سقوط هذا الكم الهائل من الأرواح .

أما في الجانب السعودي فقد سقط 400 من القتلي من العسكريين والمدنيين.

6-عام من عاصفة الحزم:

بعد مرور عام علي عاصفة الحزم ،تم إستنزاف القدرات السعودية بنجاح،الإستعياب السعودي لم يحضر ،في البداية تم الإعلان عن مدة العمليات العسكرية ؛وأنها لن تتجاوز (10-14 يوم)، إلا أن يوم العرب يساوي دهرا ، وحاضرهم أضحي بلا فخرا.

اليمن ليست موطن الإستنزاف ؛اليمن مملكة سبأ ؛معمار سد مأرب ،الذي ينخره العرب ؛ثم يتسائلوا لماذا نغرق؟ لأننا نتنفس تحت الماء .

Rate this post

المركز الديمقراطى العربى

المركز الديمقراطي العربي مؤسسة مستقلة تعمل فى اطار البحث العلمى والتحليلى فى القضايا الاستراتيجية والسياسية والاقتصادية، ويهدف بشكل اساسى الى دراسة القضايا العربية وانماط التفاعل بين الدول العربية حكومات وشعوبا ومنظمات غير حكومية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى