من يعيد المارد الى القمقم
بقلم : يوسف قججة
بعد ان تابعنا احداث الانقلاب الذي حدث في تركيا والذي حبس انفاس العالم بأجمعه وتضاربت الآراء في وقتها عن احتمالية فشله او نجاحه ولكن ما لبثت ان تكشفت بوادر فشله الذريع بعد ان طلب اردوغان من الشعب النزول الى الشارع ومساندته فقاموا بالتجمهر وافشال الانقلاب ولكن هنا بدا للجماهير ان السبب الرئيسي لفشل الانقلاب هو تجمهر الشعب التركي في الشوارع وقطع الطرق على الانقلابيين ولكن هناك أسباب أخرى كانت سببا في فشل الانقلاب هي:
- 1- افتقار التخطيط للانقلاب فيدا انقلابا ساذجا وحركة غبية
- 2- عدم وجود أي مساندين خارجيين للانقلاب او أي ذراع سياسي له
وهنا بدأت العديد من إشارات الاستفهام تلوح حول إمكانية ان يكون الانقلاب مدبرا وما هو الا عبارة عن مسرحية كان الشعب بمختلف اطيافه حتى المعارضة واحدا من المشاركين فيه ولكن عن دافع وطني ولم يكن لهم دراية عن ماهية ما يجري حقيقتا ومن الأشياء التي عززت فرضية ان يكون الانقلاب مدبرا ان الانقلاب كان ساذجا وسريعا وغير مدروس من جميع النواحي فمن الذي سيقوم بهكذا انقلاب غير مدروس وخاصتا انه يعي مدى خطورة فشل الانقلاب ونتائجه العكسية على المنقلبين وعلى مستقبل تركيا ككل
ولكن ليس هذا بصدد دراستنا الحالية هناك أشياء اكبر ستحدث فالانقلاب فشل فعلا وخرج مارد حزب العدالة والتنمية الى العلن وشرع في خطوة أولا بحملة اعتقالات كبيرة طالت الاف رجال الجيش والامن والقضاء والسياسة والإدارة في الدولة التركية
وبدت وكانها حركة امان أخيرة لحزب العدالة والتنمية وهنا بدا الطريق مفتوحا امام الطيب اردوغان للاستحواذ على السلطة والانفراد بها كليا فماذا يجول في خاطر اردوغان في المستقبل .
فبعد الخطوة الأولى في مصالحة الروس والإسرائيليين وبدا يرمي بحبال المصالحة لجيرانه وبعد ان تمكن من كسب ودهم
شرع في ترتيب بيته من الداخل ومن ابرز نتائج هذا الترتيب الداخلي من الناحية الخارجية إعطاء ظهره للولايات المتحدة الأميركية وتهديدها بالعداء وبدا الاوربيين بتهديده بإقفال ملف الاتحاد الأوربي للابد ان شرع في الاعدامات والسؤال الذي يطرح نفسه هنا هل سئم اردوغان من حلفاءه الماضين وشرع في بناء تحالفات جديدة ؟ وماهي منعكسات تحالفاته الجديدة ونتائج انفراده بالسلطة وتنظيف البلاد من خصومه الداخليين ؟
وفي اعتقادي هنا ان اول من سوف يتاثر بكل هذه الاحداث هو الملف السوري والطموحات الكردية والدليل على ذلك القيام بكل تلك التحركات في وقت واحد وهي :
أ-منح السوريين الجنسية
ب-استعطاف الروس والإسرائيليين
ج-المحاولة بإرسال رسائل خفية للنظام السوري لإعادة المياه الى مجاريها
د-التخلص من الكذب والوعود الأميركية التي عجزت عن إعطاء أي شيء ملموس للدولة الكردية الرئيس التركي بالتخاطب معها بشكل عدائي
وهنا سنطرح سؤالين عن التوقعات المستقبلية لهذه السيطرة وأول الخطوات الخارجية للحكم المستقبلي المنفرد كليا بالسلطة
1- هل سيكون هناك اتفاق سوري تركي للقضاء على الحلم الكردي في شمال سورية واللذي يعد هذا الملف مقلقا للطرفين ؟
2- هل سيكون ضم الشمال السوري واحدا من ملفات المفاوضات بين الطرفين وذلك طبعا اتماما لاحلام العدالة والتنمية في إعادة امجاد الدولة العثمانية واللتي كانت الانفراد بالسلطة اول خطواتها وثاني خطواتها منح الجنسية للشعب السوري المتواجد على الأراضي التركية
ونترك الباب مفتوحا للعديد من التكهنات واشارات الاستفهام لمستقبل تركيا الجديدة في المنطقة