تقدير الموقف

دور وأهمية المراكز البحثية في صنع السياسة الخارجية

اعداد الباحثة  : دينا شيرين محمدشفيق ابراهيم  – المركز الديمقراطي العربي

 

المقدمة

تأخذ المراكز البحثية جل اهتمام الدول والأنظمة والحركات السياسية والمفكرين،وقد مرت بتطورات وتغيرات كثيرة تبعا لتطور وتعقد العلاقات السياسية والاستراتيجية ونشوب الحروب،وأصبحت مصدرا للتوجيه والتوعية وبلورة الراى العام،وغدت وسيلة لتكريس شرعيه صنع القرار في الدول ،ولعبت دورا هاما في تطوير الفكر السياسة والاستراتيجى في كل الدول.كما وان الدراسات التي تقدمها مراكز الأبحاث السياسية والاستراتيجية تبلور نظرة الراى العام.ولان التحديات والمخاطر والتهديدات التي يشهدها العالم على المستويين الداحلى والخارجى تتتسم بالتعقيد الشديد،والتداخل بين ما هو محلى وما هو دول،وتعدد مستويات التعامل معها وتداخلها افقيا وراسيا،فان معظم دول العالم باتت تعتمد على الفكر والعلم والمعرفه لطرح حلول للتحديات التي تواجهها،للحيلولة دون تحولها الى خطر او تهديد.ولذلك زاد الاهتمام بدور مراكز الفكر والراى في دعم اتخاذ القرار وصنع السياسات والعمل على تثقيف الراى العام.

كما تشكل هذه المراكز أداة مهمة في بناء الوعى الوطن والقومى الذى يحرر الفرد من التعصب والحزبية او المصلحة الخاصة او الاحندات الخارجية،التي تصب في غير مصلحة الوطن.وتزداد أهميتها اكثر بالانفتاح على جميع شرائح المجتمع واطيافه ومؤسسات المجتمع المدنى وعمداء القرى والمدن والقوى السياسية والفصائلية العاملة على الساحة،وأيضا تزداد أهمية هذه المراكز اذا تمتعت بشبكة من العلاقات،والتشبيكات،والتوامة مع مراكز إقليمية وعالمية،والتي من خلالها تحوز على بيانات ومعلومات اكثر عمقا وشموليه ،نتيجة لتبادل الخبراء والخبرات.

وقد برز دور هذه المراكز وتوسع اثرها حيث غدت تدريجيا تعتمد على نخبة من المفكرين ،وبازدياد وسائل هذه المراكز ومكتباتها الواسعة ومعلوماتها المجتمعية ،ومطبوعاتها ودراستها وارتباطاتها مع الدولة ومؤسساتها .واصبحت بالضرورة مراكز للدفاع عن المجتمع والدولة ،وراحت تقييم النشاطات بالتعاون مع المؤسسات المشابهة لها في الدول الأخرى، كما بدات تدخل في دراسات عميقة وواسعة تتناول تركيب ودينامية الدول المحيطة والمجاورة.

ودليل على دور واهمية مراكز الدراسات والأبحاث فان اغلب نظريات السياسة الامريكية قد وجهتها وبلورتها دراسات وابحاث مشتركة قامت وتقوم بها المراكز الاستراتيجة في الدولة.ولم تقتصر دراسات واهتمامات هذه المراكز على تطوير وبلورة صناعة القرار السياسى بل تجاوزته الى دراسات وجهته لتفسير او إعادة تفسير الاحداث التاريخية أيضا،وخاصة في الشؤون التي تخدم الأهداف البعيدة للدولة .وهناك مراكز خاصة مستقلة تقوم بتاسيس لوجهات نظر في العالم عن طريق الضغوط السياسية والاقتصادية والإعلامية.وتعتمدهذه المراكز على مجالس استشارية فيها شخصيات بارزة سياسية واكاديمية من الداخل والخارج.

الموضوع

نشأة مراكز البحوث والدراسات:-

إن جذور مراكز الأبحاث العلمية كانت منذ بزوغ شمس الحضارة الإسلامية، وكان أول مراكز الأبحاث هو بيت الحكمة الذي شيد بنيانه في العصر العباسي الأول بأمر من الخليفة هارون الرشيد كنواة لمركز أبحاث كان في آنه ومكانه قفزةً نوعيةً في العلم والفكر، وريادة الثقافة بشكل منقطع النظير؛ حيث عمل الأبحاث العلمية الطبية والفلسفية، فضلاً عن الترجمة ونقل علوم وأفكار وثقافات الحضارات السابقة والمعاصرة إلى اللغة العربية؛ لينتج عن هذا التراكم المعرفي، والكم العلمي جيلٌ من أبناء الدولة الإسلامية، جاعلين لأمتهم القدح المعلّى، وشرف الصدارة الحضارية، وليتهافت الناس من كل مكان؛ كي يحتكوا بهذه الأمة، ويقتبسوا نوراً من فيض شعاع فكرها الذي أضاء جنبات المشرق والمغرب، لتشهد مرحلةُ ما بعد الرشيد تطوراً أكبر في بيت الحكمة، كما تبين ذلك كتب التاريخ ومصادر الحضارة (1).كما ان التطور الهائل الفتىشهدتهالدولة الإسلامية أدى الى قفزات كبيرة في البحثالعلموالمراكزالبحثية.ولكن النشاة الحديثة لمراكز الأبحاث فترجع الى أوربا مع بداية نشوء أولى الجامعات الاوربية في القرن الثانى عشر حيث ظهرت الكراسى العلمية والتي كانت الأساس والنواة لظهور المراكز البحثية.

ان البداية الحقيقة من الناحية الفكرية لمراكز الأبحاث كانت لغرض إنتاج الأفكار، وتناول الموضوعات العلمية وكان الساسة يستفيدون منها، لكن الوضع تطور خلال القرنين الثامن عشر والتاسع عشر الميلاديين، وبالتحديد أوائل القرن التاسع عشر حيث ظهرت مراكز الأبحاث المستقلة عن الجامعات، وكان تسخير الأبحاث فيها لخدمة السياسة، وكانت باكورة هذا التوجه تأسيس المعهد الملكي للدراسات الدفاعية ببريطانيا سنة 1831 م، وبعده الجمعية الغابية سنة 1884م، ثم توالى ظهور مراكز أبحاث أخرى في أماكن عدة منها في أمريكا مثل معهد راسل للحكمة، ومركز بروكنز الذي أسس سنة 1914.

وبعد هذا بدأت تستقل مراكز الأبحاث، وأصبحت متعددة الوظائف كل بحسب اختصاصه، لكن بقيت لها صفة الريادة والقيادة في العالم حتى أصبح بعضها يسمى بالمراصد الفكرية وهي التي توجه العالم الآن.

وظائف وخصائص مراكز البحوث والدراسات:-

لا شك أن الدور الذي تنهض به مراكز الأبحاث هو أساس النهوض الحضاري للمجتمعات، والتخطيط الاستراتيجي، والعمل العلمي الممنهج المبني على أسس وخطى منتظمة محددة المسار، واضحة الهدف، منتظمة في نسقها، واقعية في طرحها، وعملية في معالجتها للمواضيع قيد البحث.

من اهم وظائفها:

  • تحليل الواقع، وتقديم رؤى مستقبلية من أجل النهوض بواقع جديد أو تطوير الواقع الحالي إلى مستوى أفضل، وفق مرجعيات أكاديمية واستراتيجية بعيداً عن الارتجال، أو النظرة الأحادية، وهو ما دفع بعض المفكرين والساسة إلى تسمية هذه المراكز بخزانات التفكير.
  • تعتبرمراكز لانتاج الأفكار وإيجاد سبيل لانزالها وتطبيقها وقياس مدى فعاليتها في شتى مجالات الحياة
  • تقديم الخطط والاستراتيجيات المبنية على أسس علمية لأصحاب الشأن؛ من أجل اتخاذ القرارات على أسس متينة مدروسة ومعدة سلفاً، تبعاً للحقائق العلمية، والمعطيات الواقعية.
  • البحثالعلمفيكافةالمجالات،وتوليد الأفكار والسعى لتحقيها.

وبالنسبة لخصائصها:

  • وضوح الهدف والمهمة التي يقوم بها المركز لدعم القرار، بحيث يكون متخصصاً في مجال معين، سياسي أو اقتصادي أو اجتماعي أو أمني أو عسكري، أو يقوم بكل هذه التخصصات، على أن يتم تحديد مستوى التحليل: هل هو استراتيجي أم سياسات أم تكتيكي.
  • أن يرتكز المركز على مجموعة منتقاة من الخبراء والأكاديميين والمفكرين الاستراتيجيين، ويفضل من يجمعون بين الخبرة العلمية والعملية.
  • القدرة على الابتكار والإبداع، وإعداد سيناريوهات واستشراف المستقبل.
  • اقامة شبكة علاقات مع مراكز البحوث والفكر العالمية لتبادل الخبرات.
  • الانفتاح على الجمهور من خلال استقراء الرأي العام عبر تداول المعلومات ومن خلال عقد مؤتمرات مفتوحة وورش عمل يشترك فيها باحثو المركز وغيرهم.
  • توفر قيادة واعية ومدركة للمهمة الملقاة على عاتق المركز، وتستطيع الاستفادة من كافة الجهود والعقول.

دور وأهمية مراكز البحوث والدراسات في صنع السياسة الخارجية :-

اصبح لمراكز البحوث والدراسات دور ريادى في قيادة العالم وأصبحت هذه المراكز أداة لانتاج العديد من المشاريع الاستراتيجية الفاعلة.ولقد تزداد عدد هذه المراكز في دول العالم لا سيما في أوربا وأمريكا وتنوعت تخصصاتها في مختلف الميادين السياسية والاقتصاجية والعلوم الأخرى.

وذلك لما لها من أهمية قصوى في المساعدة في صنع الاستراتيجيات بصورة افضل وذلك بفضل ما تؤمنه من منافع عديدة،من أهمها ما يلى (2):

  • اكتشاف المشكلات قبل وقوعها، ومن ثم التهيؤ لمواجهتها أو حتى لقطع الطريق عليها والحيلولة دون وقوعها. وبذلك تؤدي مراكز الدراسات الاستراتيجية وظائف الإنذار المبكر، والاستعداد المبكر للمستقبل، للتحكم فيه، أو على الأقل للمشاركة في صنعه.
  • إعادة اكتشاف أنفسنا ومواردنا وطاقاتنا، وبخاصة ما هو كامن منها، والذي يمكن أن يتحول بفضل العلم إلى موارد وطاقات فعلية. وهذا بدوره يساعد على اكتشاف مسارات جديدة يمكن أن تحقق لنا ما نصبوا إليه تنمية شاملة سريعة ومتواصلة. ومن خلال عمليات الاكتشافات وإعادة الاكتشاف هذه، تسترد الأمة الساعية للتنمية الثقة بنفسها، وتستجمع قواها وتعبىء طاقاتها لمواجهة تحديات المستقبل.
  • بلورة الاختيارات الممكنة والمتاحة وترشيد عملية المفاضلة بينها. وذلك باخضاع كل اختيار منها للدرس والفحص، بقصد استطلاع ما يمكن أن يؤدي إليه من تداعيات، وما يمكن أن يسفر عنه من نتائج. ويترتب على ذلك المساعدة في توفير قاعدة معرفية يمكن لصناع القرار في الدولة أن يحددوا اختياراتهم السياسية والاجتماعية والاقتصادية في ضوئها، وذلك بدلا من الاكتفاء- كما هو حاصل حاليا- بالمجادلات الفكرية والمنازعات السياسية التي تختلط فيها الأسباب بالنتائج، ويصعب فيها تمييز ما هو موضوعي من ما هو ذاتي
  • تثقيف المواطنين عن العالم :لأن تثقيف الجمهور بالقضايا الخارجية وحشد تأييده لسياسة معينة من أبرز المهام التي تقوم بها مراكز الأبحاث في إطار عملها بالشأن العام. وقد ازدادت أهمية هذا الدور بعد انتهاء الحرب الباردة وانتهاج الإدارة الأمريكية سياسة أكثر تدخلية بعد أحداث 11 أيلول 2001.
    وقد أدت العولمة الاقتصادية، وازدياد الحاجة إلى الأسواق الخارجية لتصريف المنتجات الزراعية ،وتنامي الخوف من انتقال الأمراض المعدية، وهاجس وقوع هجمات إرهابيةعلىالدولمماأدىلزيادة الاهتمام بالشئوون الخارجية
  • المساعدةفيحلالنزاعاتالدولية: وتقوم هذه المراكز بدور الوسيط في حل النزاعات الدولية. ويسعى معهد السلام الأمريكي إلى ترتيب حوارات ومفاوضات غير رسمية بين أطراف متنازعة، ويقوم بتدريب المسؤولين الأمريكيين للتوسط في حل النزاعات المستعصية. وهنالك مراكز أخرى تنهض بأدوار أكثر فعالية في مجال الدبلوماسية الوقائية، وإدارة النزاعات وحلها.
    وتنهض هذه المؤسسات بدور إضافي كمنظمات غير حكومية ناشطة في قضية معينة. فمثلاً: مجموعة الأزمات الدولية تقوم بنشر شبكة من المحللين في بؤر التوتر في العالم لرصد الأوضاع السياسية المتفجرة، وتقوم بوضع توصيات مبتكرة ومستقلة من أجل إيجاد ضغط عالمي لإيجاد حل سلمي لها

مصادرتمويل مراكز الأبحاث والدراسات (3):-

إن مراكز الأبحاث هذه لا تقيس نجاحها بهامش الربح الذي تحققه، بل بقدرتها على تشكيل الرأي العام والتأثير في رسم السياسات. وقد أصبحت في الفترة الأخيرة أشبه ما تكون بجماعات الضغط Lobbies أو مجموعات المصالح Group interestsالتي تتنافس لزيادة نفوذها السياسي.

أما مصادر تمويل هذه المؤسسات فهي: 
– بعض هذه المؤسسات لديها منح ضخمة فلا تقبل بالتمويل الحكومي، أو تقبل بالقليل منه. مثل: بروكينز.
– تحصل بعض هذه المؤسسات على إيراداتها من عقود تقدم فيها خدماتها للقطاع الخاص أو للحكومة. مثل مؤسسة راند.
– وبعض هذه المؤسسات يعتمد بشكل كامل على الدعم الحكومي. مثل معهد السلام الأمريكي. الذي أنشأه الكونجرس عام 1987 وهو الذي يقرر ما يقدم له من دعم مالي بموجب موازنة خاصة يقرها الكونجرس.
ويعود السبب الرئيس في محاولة مراكز الأبحاث النأي بنفسها عن ميدان العمل السياسي إلى رغبتها في الحفاظ على استقلاليتها كمؤسسة علمية

ولتفعيل دور مراكز البحوث والدراسات:-

هناك خطوات عدة يجب اعتمادها اذا ما أريد لمراكز البحوث والدراسات مواكبة حركة البحث والتطور العلمى في العالم وهى كالتالى (4):

1-النضوج السياسى للدولة:-

تعتمد مسيرة مراكز البحوث والدراسات على حالة النضوج السياسي للدولة ، اذ كلما اتسم النظام السياسي بهذه الصفة كلما توفرت دفعة قوية لبناء وعمل المراكز البحثية ، اذ ان توفر البيئة المناسبة لإقامة هذه المراكز تقتضي الإيمان بأولوية النضج الفكري وعلى حساب الاتجاه السياسي وعلى خلاف ما يطرح

تعتمد مسيرة مراكز البحوث والدراسات على حالة النضوج السياسي للدولة ، اذ كلما اتسم النظام السياسي بهذه الصفة كلما توفرت دفعة قوية لبناء وعمل المراكز البحثية ، اذ ان توفر البيئة المناسبة لإقامة هذه المراكز تقتضي الإيمان بأولوية النضج الفكري وعلى حساب الاتجاه السياسي وعلى خلاف ما يطرح محاوره في البيئات المتخلفة من تغليب للوجهات السياسية على المسارات الفكرية والعلمية .

2- حرية العمل البحثي :-  

ان توفر الجو للعمل الديمقراطي والتي تحيط بالمراكز البحثية سيوفر الحرية الكافية في تناول ما تراه مناسباً من حقول المعرفة أو في القدرة على الوصول الى المعلومات التي يقتضيها عمل هذه المراكز .

أما في ظل غياب حرية العمل ، فان هذه المراكز تظل مقيدة الحركة والإمكانيات وتظل نتائجها هامشية وغير مجدية علمياً .

3- توفر البيانات :-

ان العمود الفقري في عمل مراكز البحوث والدراسات يتجسد في توفر قاعدة البيانات المتكاملة التي تقتضيها البحوث في الحقل المعرفي المطلوب وبخلافه ستكون النتائج مشوهة وبعيدة عن جوهر الموضوع المراد البحث عنه وغير قادرة على معالجة نقاط الضعف في المجتمع والتي تشكل صلب عملها ومبرر وجودها . كما يجب في هذا الشأن التحرر من قيود سرية المعلومات وعليه يجب إصدار تشريعات تحكم عمل مراكز البحث العلمي وتسهل عليها إمكانية الوصول الى البيانات المطلوبة باعتبار ان ما ستنجزه هو لخدمة المجتمع ومتخذي القرار .

4-القناعة بدور  مراكز الأبحاث والدراسات :-

ان قناعة المجتمع وطائفة العلماء وحقل العمل الذي يستثمر نتائج هذه المراكز يعد عاملاً أساسياً في استمرار عمل مراكز البحوث العلمية ، اذ ان هذه الجهات تعد بمثابة مراكز التغذية العكسية لجميع النتائج العلمية التي وصلت اليها هذه المراكز .

5-استقلالية المراكز:-

مسيرة مراكز البحوث والدراسات على حالة النضوج السياسي للدولة ، اذ 55-

ان التوصل الى الحلول السليمة لمجمل المشاكل المبحوثة النتائج الى  توفر الأجواء المناسبة التي تحيطها الحرية بحيث توفر أوسع مساحة للتفكير العقلي ، ولذلك لابد من التأكد من استقلالية المراكز في قراراتها ونتائج أبحاثها وعدم وجود غطاء ثقيل على عملها يتولى توجية أبحاثها وفقاً لغايات معينة أو لإدارة جهات محددة .

6- التحويل الوطني :-

ان توفر التحويل المالي يعد عنصراً أساس في عمل هذه المراكز ويكون أكثر فاعلية عندما يتآصل بموارد عمل هذه المراكز أو بالجهات الوطنية التي تضطلع بتمويلها ، حيث ان اعتماد هذه المراكز على مصادر أجنبية يجعلها أسيرة لتلك الجهات في طبيعة أبحاثها والنتائج التي تتوصل اليها ، وهذه النقطة لها أهمية الآن في ظل العولمة وانفتاح الآفاق أمام الشركات الكبيرة المتعددة الجنسيات لممارسة تأثيراتها على تلك المراكز من أجل شراء ذممها ، وبذلك فان هذه المراكز يجب أن تحافظ على هويتها العلمية والأكاديمية وأن يكون التمويل ذا طبيعة شفافة وان تعلن نتائج البحوث الى الجميع .

7- وجود الطلب على منتج هذه البرامج :-

ان المراكز العلمية والبحثية ينظر اليها كمؤسسات لها ميزانياتها ، فهي بقدر ما تحصل عليه من موارد ناتجة عن تسويق انجازات أبحاثها فهي تقوم بالإنفاق على عملها ولذلك عندما يثاب الدعم المالي الشفاف لأعمالها وضعت إمكانات تسويق نتائج أبحاثها فإنها ستصطدم بقيود مستلزمات استمرار العمل البحثي ، وبذلك ستكون أمام مخاطر مغادرة ساحة البحث العلمي .

8-جودة الباحثين :-

تعتمد مراكز الأبحاث في عملها إضافة إلى التمويل المالي ، على مدى قدرتها في احتضان الكفاءات العلمية البحثية ، فبقدر امتلاكها للكفاءات العلمية يتحدد افق البحث العلمي وطبيعة نتائجه .  ولذلك يجب على هذه المراكز أن تعمل على

استقطاب الكفاءات العلمية البحثية وتمد جسور التواصل مع حقل العمل .

النظام السياسي بهذه الصفة كلما توفرت دفعة قوية لبناء

من اهم وأشهر مراكز البحوث والدراسات في العالم:-

هناك مراكز معاهد بحثية تهتم بالسياسة والاقتصاد وجعل العالم اكثر امنا،ومن اشهر 5 مراكز ومعاهد (5):

معهد بروكينجز بواشنطن:

واحد من أقدم مؤسسات الفكر والرأي الحر وأكثرهم شفافية، ويكرس بروكينجز عمله غير الربحي للخدمة العامة في مجالات البحث والتعليم والعلوم الاجتماعية والاقتصاد والسياسة الخارجية وأنظمة الحكم، وقد تأسس المعهد بشراكة بين معهد الأبحاث السياسية ومعهد الاقتصاد ومعهد روبرت بروكينجز للدراسات العليا في الاقتصاد والسياسة، وينشر المعهد أبحاثه كتقرير بروكينجز السنوي للنشاط الاقتصادي، ويعمل على مد المؤسسات بأبحاثه للتطوير.

المعهد الملكي للشؤون الدولية “تشاتام هاوس” البريطاني:

تأسس المعهد بعد عام من مؤتمر باريس للسلام 1919، ويعد أعرق المعاهد البحثية ببريطانيا ولا يتبع الحكومة ليتسم بالمحايدة. فيقوم بتحليل الأحداث الدولية الجارية ومراقبتها ومشاركة نتائج التوجهات السياسية العالمية للاستفادة منها، لذا فهو يقوم على شراكة بين قنوات الصحافة والمجتمع المدني والبحث ومنظمات غير حكومية ودبلوماسيين، مع فروع عالمية لتغطية العالم. إلا أن أكثر برامج المعهد حساسية هو “برنامج الشرق الأوسط” والمهتم بأحداث فلسطين والعراق ولبنان، خاصة مع استشارات للحكومات المعنية بقضايا الشرق الأوسط.

مراكز البحثية ، اذ ان توفر البيئة المناسبة لإقامة هذه المراكز تقتضي الإي

معهدبروغل البلجيكى:النضج الفكري وعلى حساب الاتجاه السياسي وعلى خلاف ما يطرحفي البيئات المتخلفة من تغليبالسياسية على المسارات الفكرية والعلمية .

يعد بروغل مركز أبحاث أوروبيًا ومختبرًا حيويًا للسياسات الاقتصادية ومؤثرًا على متخذي القرارات، وهو حديث العهد بالعمل البحثي حيث تأسس عام 2005 ويهتم بشفافيته لأداء مهمته، وهي تحسين نوعية السياسة الاقتصادية مع مشاركة نتائج بحثه للتحليل والنقاش، ويضم بروغل من بين أعضائه الدول الأعضاء بالاتحاد الأوروبي كواضعي السياسات مع شركات ومؤسسات دولية.

معهدستوكهولمالدول لابحاث السلام بالسويد:

المعهد الدولي المستقل والمختص بشؤون النزاعات المسلحة ونزع السلاح، تأسس المعهد عام 1966 ويقدم البيانات ويعمل على تحليلها واستخلاص التوصيات استنادًا إلى مصادر معلنة من سياسيين وباحثين ووسائل إعلام وآراء الجمهور. أنشئ المعهد بقرار من البرلمان السويدي ويحصل على منحة سنوية من الحكومة السويدية مع تبرعات من منظمات أخرى لتوسعة أنشطته، ومن أهم البيانات الصادرة من المعهد وثائق الميزانيات الخاصة بوزارة الدفاع والإنفاق العسكري العالمي.

المعهدالدولى للدراسات الاستراتيجية ببريطانيا:-

العمل البحثي :-  

والمعهد الدولي للدراسات الإستراتيجية هو سلطة رائدة في مجال الأمن العالمي والمخاطر السياسية والصراع العسكري، وقد تأسس المعهد عام 1958 ببريطانيا، ومن أبحاثه الهامة نزع السلاح ووقف الاستخدامات النووية في العسكرية مع تقييم التوازن العسكري للقوات المسلحة بكل دولة.

توفر الجو للعمل الديمقراطي والتي تحيط بالمراكز البحثية سيوفر الكافية في تناول ما تراه مناسباً من حقول المعرفة أو في القدرة على الوصول الىالتالمراجعيقتضيها عمل هذه المراكز .

أما في ظل غياب حرية العمل ، فان هذه التظل مقيدة الحركة والإ(1)د.صالح محمد زكى،مراكز البحث العلم:نظرة في النشأةوالغايات، ويوجدعلىالرابطادناه:-

http://www.arrafid.ae/arrafid/p5_8-2012.hthttp://www.arrafid.ae/arrafid/p5_8-2012.html

((2)دور المراكز الأبحاث والدراسات في صنع القرار السياسى:ايران نموذجا،2015،مركز الروابط للبحوث والدراسات الاستراتيجية،ويوجد على الرابط ادناه:

 نتائجها هامشية وغير مجدية علمياً .

http://rawabetcenter.com/archives/

(3)د.شاهر إسماعيل، دورمراكزالدراساتفيصنعالسياسةالخارجية الامريكية،2015،ويوجد على الرابط ادناه:-

http://strategy.unblog.fr/2015/12/03/%D8%AF%D9%88%D8%B1-%D9%85%D8%B1%D8%A7%D9%83%D8%B2-%D8%A7%D9%84%D8%AF%D8%B1%D8%A7%D8%B3%D8%A7%D8%AA-%D9%81%D9%8A-%D8%B5%D9%86%D8%B9-%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%8A%D8%A7%D8%B3%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%AE%D8%A7

(4)د.كاظم البطاط،البناء العلمى واهمية مراكز الدراسات والبحوث، ويوجد على الرابط ادناه:

http://rawabetcenter.com/archives/11893

(5)زهراء مجدى،اهم 5مراكز للبحوثوالمجتمعاتالمدنيةلعام 2014،ساسة بوست،ويوجد على الرابط ادناه:3- توفر البيانات :-

http://www.sasapost.com/global-go-to-think-tank-ind-report-http://www.sasapost.com/global-go-to-think-tank-index-report-2014/

2014/العمود الفقري

2/5 - (1 صوت واحد)

المركز الديمقراطى العربى

المركز الديمقراطي العربي مؤسسة مستقلة تعمل فى اطار البحث العلمى والتحليلى فى القضايا الاستراتيجية والسياسية والاقتصادية، ويهدف بشكل اساسى الى دراسة القضايا العربية وانماط التفاعل بين الدول العربية حكومات وشعوبا ومنظمات غير حكومية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى