حادث مقتل السفير يزيد اواصر العلاقة بين تركيا وروسيا
بقلم : محمد غسان الشبوط
أن روسيا وتركيا تدركان بشكل كبير أنهما بحاجة لبعضهما البعض، وبوتين كان يود إعادة العلاقات إلى ما كانت عليه قد إسقاط الطائرة الروسية، وكذلك الشأن بالنسبة للرئيس التركي، ورغم ذلك فالعلاقة لن تعود كما كانت عليه في الماضي لأن مستوى الثقة اهتز بشكل كبير، كما أن تركيا ستكون حذرة من الاقتراب بشكل كبير مع روسيا حتى لا تؤثر على علاقاتها مع الدول الغربية.
وفي اليوم الاثنين بتاريخ 19\12\2016 تزامن مقتل السفير الروسي (اندريه كارلوف) في أنقرةبعد تعرضه لاطلاقات نارية أصابته بجروح خطرة توفي نتيجتها ،أثناء حضوره معرضاً للصور في العاصمة أنقرة، وفي وقت سابق، ذكر رئيس بلدية أنقرة مليح غوكتشيك في تغريدة على حسابه على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر» أن قاتل السفير الروسي في تركيا شرطي. ونقلت صحيفة «يني شفق» الحكومية التغريدة، مضيفةً أن مطلق النار على السفير الروسي عنصر في قوات مكافحة الشغب.
ويأتي اغتيال السفير عشية اجتماع مقرر بين وزير الخارجية التركي مولود تشاووش اوغلو ونظيريه الروسي سيرغي لافروف والايراني محمد جواد ظريف حول سورية.
هنا يأتي السؤال من هو المستفيد الاكبر من عرقلة الاجتماع الثلاثي في موسكو بخصوص التوصل الى حل للازمة في سوريا؟
لو رجعنا لعدة اشهر بعد حادثة اسقاط الطائرة الروسية حتى خرجت المتحدثة بأسم وزارة الخارجية الأمريكية تقول إن أمريكا مذهولة من هذا التقارب التركي الروسي المفاجئ، ولا شك أن هذا التصريح تغلب عليه الصبغة الإعلامية والدبلوماسية الكاذبة، فالأصح أن تقول المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية إن أمريكا منزعجة جداً من عودة العلاقات بين موسكو وأنقرة، إن التصريح الأمريكي المندهش ربما يعكس خيبة أمل أمريكا لأنها ربما كانت تراهن على صراع مرير بين الروس والأتراك لاستنزاف الطرفين،واتضح تماماً أن الأتراك تعلموا درساً قاسياً من الخذلان الأمريكي والناتوي الأخير لهذا جاء الاتصال بين الأتراك والروس بعيداً عن أي علم أمريكي، وربما وجدت القيادة التركية أن الاعتذار لروسيا حفاظاً على المصالح التركية أفضل وأقل ضرراً من المراهنة على حليف غدار.
نستنتج من خلال ردود الافعال لرئيس الروسي (بوتين)والمتحدث باسم وزارة الخارجية الروسية ردا دبلوماسي عقلاني، اذ ان تركيا وروسيا تربطهم علاقات ومصالح اقتصادية وسياسية متينة اكبر من حادث اسقاط الطائرة الروسية وحتى مقتل احد سفرائها الدبلوسيين في انقرة …