مقالات

الثقافة السياسية لمجتمع مابعد “2003” في العراق ؟

بقلم : عقيل الجنابي

ليس غريبا عندما تمر امام سوق شعبي او مقهى او لعبة كرة قدم او حتى مستشفى، الاغلب الموجود يتكلم عن الاوضاع السياسية ، ولم يتفاعل مع ماموجود في السوق ولم يندمج مع كرة القدم او يعطي اهتمام لمريضه ،وانما اصبح شغلهم الشاغل التحدث عن الاوضاع السياسية ليس فقط على مستوى داخلي فحسب ، بل اصبح يتعدى الى المحيط الاقليمي (الانقلاب التركي) و يتجاوز المحيط و يتكلم بالأوضاع الدولية (الانتخابات الامريكية ).

الاوضاع التي مرت منذو 13 عام و الى الان حيث السخط من قبل المواطنين على الحكومة ، و المشاركة في الانتخابات و الحقوق و الحريات العامة كلها مواضيع اصبحت حديث المجالس كأنها فاكهة الشتاء ، وتكون ملازمة لشفاه البعض البسيط فعامل البلدية الذي يشتغل منذ ثلاث اشهر لم يستلم من راتبه الا شهر واحد ، و المعلم الذي تقشف ربع راتبه و المتقاعد الذي افنى نفسه في خدمة هذا البلد لم تجعل لهم الدولة شيء غير التكلم بالأوضاع السياسية بصورة مباشرة او غير مباشرة.

لو قسمنا المجتمع العراقي الى طبقات سوف نجد المجتمع ينقسم الى عدة طبقات ، طبقة العاطلين و طبقة المتقاعدين و طبقة الموظفين. نلاحظ للوهلة الاولى ان هؤلاء قد حطو جميع الارقام وان هؤلاء يمكن تقسيمهم ايضا الى عاطلين اميين و عاطلين بدرجة المتوسطة و مادونها الابتدائية و العاطلين الذين حصلوا على شهادة البكالوريوس و الذين يستحوذون على الاغلبية العظمى في المجتمع العراقي . قد اكون خرجت عن فحوى الموضوع لكن اقول قسم ماكس فيبر الثقافة الى ثلاث انواع

اولا : الثقافة التقليدية : من المعلوم ان التقليدي يمثل الاصل لكن في خضم الثقافة فان التقليدي يعني  ان هذه المجتمعات تقليدية الحكم و لا تزاول الاعمال السياسية و تكون هذه المجتمعات بعيدة عن الاعمال الاخرى غير التي توفر لهم ماكل ومشرب  وتوجد هذه في الدول ذات الحكم التقليدي.

ثانيا : ثقافة الخضوع : تمثل هذه الثقافة بالخضوع لشخص الحاكم و التي يكون الشعب خلالها خاض الى شخص الحاكم بصورة مباشرة او غير مباشرة ،كما ان  ثقافة الخضوع التي هيمنت على الثقافات السياسية الاخرى في ظل النظام السياسي المنهار لم تعسف الوطن والمواطن انها ساهمت في اقصاء ثقافة المساهمة بصورة او باخري.

ثالثا : الثقافة المساهمة : يعتبر هذا النوع من الثقافات افضل انواع الثقافة التي يكون فيها المواطن على درجة عالية من المشاركة السياسية و يمكن من خلالها التعبير عن كافة ارائه  بحرية  ودون اي قيود كما ان المجتمع الذي يحتوي على هذه الثقافة  يتمتع بركيزتنا اساسية وهما ركيزة  تمتع المواطن بحقوق المواطنة وركيزة المشاركة المجتمعية في صنع القرار السياسي.

بصورة عامة ان الثقافة السياسية تتاكد على مستويين هما مستوى الفرد ومستوى النظام. فعندما نركز الاهتمام على الفرد فان بؤرة الثقافة السياسية تصبح في جوهرها، وينصب ذلك على كل الطرق المهمة التي يتوجه الفرد بها ذاتيا نحو العناصر الاساسية في نظامه السياسي والمؤسسات السياسية.

لكن لو طرحنا سؤال ماهي الثقافة السياسية لمجتمع مابعد 2003 أي المجتمع العراقي؟؟

اقول لقد حكمت المجتمع العراقي بعــد الاحــتلال توجهــات ومواقــف عــدة عــبرت عــن وجودهـا القـوي السياسية علـى السـاحة ، وانقسمت هـذه التوجهـات مـا بـين ثقافـة سياسـية مشـاركة وأخـرى تقليدية وثالثة خاضعة ورابعة تعبر عن ثقافة عنصرية أو طائفية أو عشائرية، وقد أدى واقع العراق الداخلي إلى تسريع التناقضات واحتدام الصراعات بين هذه الثقافات مما عزز بدوره التناقضات بين الفئات المختلفة لذلك غالبا ما نلاحظ ان الثقافة التي تحيط بالمجتمع العراقي هي في الغالب رعوية متشضية بين جهة واخرى بسبب التوجهات و الآراء التي يمتلكها الافرار نحو احزابهم و الجهات التي ينتمون لها.

Rate this post

المركز الديمقراطى العربى

المركز الديمقراطي العربي مؤسسة مستقلة تعمل فى اطار البحث العلمى والتحليلى فى القضايا الاستراتيجية والسياسية والاقتصادية، ويهدف بشكل اساسى الى دراسة القضايا العربية وانماط التفاعل بين الدول العربية حكومات وشعوبا ومنظمات غير حكومية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى