مقالات

الى الاخوة في الوطنية و الوطن

بقلم : د.عادل حسين – المركز الديمقراطي العربي

 

  • ان الإهانات و السخرية و الاستهزاء  لا و لن تكون هي الادوات التي  تحدد وجودنا و حضورنا.

فالذي يحدد وجودنا هي المبادئ و الشّيم التي   امنا بها و نشأنا عليها و التي نستمدّ قوامها  من مراجعنا التاريخية و الحضارية عبر التاريخ ، بل  ونعمل على تطويرها بالحكمة و البناء الفكري و القيمي  على أساس الشعور بمسؤولية الذكاء المعرفي و دوره  في وحدة الشعب الواحد بمختلف اطيافه و تعدد و توجهاته و انتمائه…
لذلك اريد ، في هذا السياق،  أن أشير الى  أن كل الادوات التي تعبّر عن “السفاسف “و الحماقات لا و لن يمكن أن تكون  من  المضمون و الاهداف الجيو-انسانية  للأحرار و الشعوب التي لها في التاريخ فلسفة    و التي تسعى و تريد اقامة العدل و الكرامة للإنسان مهما يكن  هذا الانسان  في الحياة ..

فالعمليات الممنهجة من  التشويه أو الشيطنة أو تلصيق أي من نوع من انواع ،،الإتيكيت،، خاصة من الذي يرى نفسه و يزعم أنه يمثّل حزبا من الاحزاب الموجودة في المشهد السياسي أو من الذي لا يفقه حديثا أو من الذي لا يمتلك الحد الادنى من عناصر الفهم و الفرقان ، فهذا يصبّ في خانة  الأقترافات و اللامسئولية و يعتبر  ضرب من ضروب اللعب بالرأي العام  و توجيهه و كذب و اقتراف و ظلم في حق الانسان و المجتمع ، مما يؤدي الى تقسيمه و خلق الحساسيات المعنوية و العاطفية  في عمق وجدان و الكيان الواحد المكوّن لأفراده  المتنوعة…

و بالتالي ، فان هذا الأسلوب و هذا السلوك الثقافي المتخلف ، نتاج منظومة عملت على افراغ الوجدان الاجتماعي الواحد من متنه و محتواه الداخلي طيلة حقبة تاريخية ،   لا تليق و ليست من أبجديات الشيم و الثوابت التي ينبغي ان نؤمن بها لخدمة العلاقة الاجتماعية المشتركة. بالإضافة الى أنها اصبحت مملّة و كريهة بل ايضا مردودة و هابطة.

و في هذا السياق ، اشير الى أن  كل من له قرائن ماديّة و موضوعية تتعلق بخلل او مخالفة قانونية تمسّ الشأن العام فما عليه إلا أن يستدلّ بها في ملفّ عند القضاء أو السلطات المعنية و كفى من الحديث في “الزوايا” أو من نقل معلومات ليس واثقا منها سيما عندما تكون ممن يزعم أنه يمثّل حزبا يدّعي التغيير  و النهوض بالمجتمع في وعوده الانتخابية …

فالذي يمتلك الجرأة و حاشر نفسه في سياسة الشأن العام ما عليه إلا أن ينطلق و يأخذ بزمام الامور و يكون قدوة في التعبير و الحكمة في مقاومة الفساد عبر القنوات المعلومة بالضرورة . و إلا فليصمت    و ليترك المجال الى من له الحكمة و الجرأة على القيام بذلك .

فأساليب التعبير عن النفاق السياسي و الاخلاقي لم تعد تنطلي على الذين يريدون معرفة الحق و تغيير العقول و تثبيت ثقافة العلم و المنطق السياسي السليم مما يكون اساسا عليه يتمّ تراثنا و سيادتنا الرمزية  بالشكل  الصلب و  الخاوي ، في نقله ،  من التزييف و التحريف للأجيال القادمة .

Rate this post

المركز الديمقراطى العربى

المركز الديمقراطي العربي مؤسسة مستقلة تعمل فى اطار البحث العلمى والتحليلى فى القضايا الاستراتيجية والسياسية والاقتصادية، ويهدف بشكل اساسى الى دراسة القضايا العربية وانماط التفاعل بين الدول العربية حكومات وشعوبا ومنظمات غير حكومية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى