الشرق الأوسطعاجل

السودان يفتح الحدود مع جنوب السودان ويعلن انتصاره على جماعة متمردة في دارفور

قالت وكالة الأنباء السودانية يوم الأربعاء إن الرئيس السوداني عمر حسن البشير أمر بفتح الحدود مع جنوب السودان للمرة الأولى منذ انفصال الجنوب في عام 2011.

وقالت الوكالة “أصدر المشير عمر البشير رئيس الجمهورية قرارا اليوم يقضي بفتح الحدود مع دولة جنوب السودان .. كما وجه سيادته الجهات المختصة باتخاذ كافة التدابير لتنفيذ هذا القرار على أرض الواقع.”

وكانت الحدود قد أغلقت في 2011 عندما تدهورت العلاقات بعد انفصال الجنوب في أعقاب حرب أهلية طويلة مستقطعا معه ثلاثة ارباع انتاج السودان من النفط اي ما يقدر بخمسة مليارات برميل من الاحتياطي وفقا لاحصائيات إدارة معلومات الطاقة الأمريكية.

ويتهم السودان الجنوب بدعم تمرد في منطقة دارفور السودانية وبدعم تمرد اخر في ولايتي جنوب كردفان والنيل الازرق. وينفي جنوب السودان الاتهامات.

وفي خطوة غير متوقعة وأحادية الجانب أعلن رئيس جنوب السودان سلفا كير يوم الثلاثاء تطبيع العلاقات ردا على موافقة البشير الأسبوع الماضي على تخفيض رسوم عبور نفط جنوب السودان في أراضي السودان عبر خط انابيب إلى البحر الأحمر.

وتوترت العلاقات بين البلدين منذ 2011 بعد عدم اتفاقهما على الحدود وعلى وضع عدة مناطق يطالب كل جانب بالسيادة عليها. ويتهم كل جانب الاخر بدعم تمرد مسلح ضد حكومته.

قال الجيش السوداني إنه هزم إحدى جماعات التمرد الرئيسية في منطقة جبل مرة بإقليم دارفور يوم الأربعاء وإنه يسيطر الآن على المنطقة بعد أسبوعين من القتال الضاري.

وقال مسؤولون محليون في دارفور للمركز السوداني للخدمات الصحفية المقرب من الأجهزة الأمنية إن الجيش فتح الطرق الرئيسية في المنطقة بعدما وجه ضربات عنيفة لحركة تحرير السودان- قيادة عبد الواحد.

وتعد هذه الحركة واحدة من جماعات التمرد الرئيسية في دارفور. وكان زعيمها عبد الواحد محمد نور أحد المحرضين على التمرد في دارفور عام 2003. ورفضت الحركة الدخول في حوار مع الحكومة.

وفي وقت سابق يوم الأربعاء حثت الأمم المتحدة السلطات السودانية على السماح بدخول مزيد من المساعدات لإقليم دارفور حيث اندلع قتال منذ أسبوعين وتسبب في تشريد 34 ألف شخص.

وقالت الأمم المتحدة إن نحو 19 ألف مدني فروا إلى ولاية شمال دارفور وإن ما يصل إلى 15 ألفا فروا إلى ولاية وسط دارفور هربا من القتال في منطقة جبل مرة التي تمتد في ثلاث من ولايات دارفور الخمس.

وقالت مارتا رويداس المنسقة المقيمة للأمم المتحدة في السودان في بيان “من المشجع رؤية بعض المساعدات الإنسانية تتوفر لكن هناك حاجة واضحة للمزيد… على هذا الأساس ندعو لطريقة آمنة وغير مشروطة لتوفير المساعدة في وقتها للمحتاجين.”

وتقول الأمم المتحدة إن نحو 300 ألف شخص قتلوا في دارفور وشُرّد أكثر من 2.5 مليون آخرين خلال القتال الذي استمر لأكثر من عشر سنوات. ورغم تراجع حدة القتال منذ بدأت الحرب في 2003 فإن المعارضة المسلحة مستمرة وصعّدت السلطات السودانية هجماتها على الفصائل المعارضة خلال العام الماضي.

وقالت بعثة حفظ السلام المشتركة للأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي في دارفور إن أحدث المعارك اندلعت حين هاجم مجهولون قرية مولي في التاسع من يناير كانون الثاني الماضي وشردوا عددا كبيرا من السكان إلى مدينة الجنينة المجاورة حيث نظموا احتجاجات تسببت في إغلاق المتاجر والمدارس.

وواجهت بعثة حفظ السلام اتهامات متكررة بالعجز عن حماية المدنيين في دارفور.

وسينظم السودان استفتاء في دارفور في أبريل نيسان المقبل لحسم موقفه وما إذا كان الإقليم سيبقى من خمس ولايات أم سيصبح كيانا واحدا يتمتع بشكل من أشكال الحكم الذاتي.

وكان تقسيم دارفور أحد المشاكل التي أشعلت الحرب هناك. وبدأ القتال حين حملت قبائل غير عربية السلاح في مواجهة الحكومة في الخرطوم واتهمتها بالتمييز.

Rate this post

المركز الديمقراطى العربى

المركز الديمقراطي العربي مؤسسة مستقلة تعمل فى اطار البحث العلمى والتحليلى فى القضايا الاستراتيجية والسياسية والاقتصادية، ويهدف بشكل اساسى الى دراسة القضايا العربية وانماط التفاعل بين الدول العربية حكومات وشعوبا ومنظمات غير حكومية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى