عاجل

إستراتيجية التحول الديمقراطي في اليمن

اعداد : د.باسم المذحجي

 

يقصد بالتحول الديمقراطي :”عملية الانتقال من أنظمة تسلطية إلى أنظمة ديمقراطية ،تم فيها حل أزمة الشرعية والمشاركة والهوية والتنمية،أي انتهاج الديمقراطية كأسلوب لممارسة الأنشطة السياسية،فالتحول الديمقراطي يعني تغييرا جذريا لعلاقات السلطة في المجال السياسي وعلاقات التراتب في الحقل الإجتماعي”

التحول الديمقراطي يصطدم بانتكاسة التسلط العسكري المليشاوي في اليمن,وتعد هذة المرحلة أخطر مرحل الإنتقال في اليمن والتي مهدتها مخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل.
حيث حاول رعاة المبادرة الخليجية, دمج رعاة نظام الحكم المركزي القديم مع رعاة النظام الفيدرالي ( الإتحادي) الجديد على أساس وضع حلول شاملة لقضيتي صعدة والجنوب, إلا أن الواقع اسفر عن عودة النظام المركزي ,عبر نظام المليشاوي قاد تمرد مسلح خرج بملف صعدة الى صف العمليات الإنتقامية والثأرية بناء الإطاحة بحكم الامامة سنة 1962م, وقفز على المطالب الجنوبية بتكريس ثقافة الإجتياح والفيد في 2015م في تكرار لسناريو 1994م, ماعلق فكرة بناء الدولة الإتحادية وجعلها تنتقل من مربع فيدرالي ممكن الى مربع كونفيدرالي لاممكن.

العوامل المؤثرة في التحول الديمقراطي في اليمن.
1.القيادة السياسية.
رغم وجود قيادة سياسية ذات رغبة جامحة في انتقال ديمقراطي, تحت غطاء يمن اتحادي من ستة أقاليم, إلا أنها هناك إخفاق واضح في مواجهة المعارضين والمناهضين لهذا التحول, وخصوصا من مؤامرات الجماعات الإجتماعية(الفاسدة) والتي تقاتل من أجل مصالحها, والتي تهدد الفرد المستقل والمستفيد من دولة تسود فيها المواطنة والمساواة والحوكمة الرشيدة والتوزيع العادل للسلطة والثروة.
2. عوامل الإستقرار السياسي.
لاتزال القدرة على تعبئة الموارد البشرية والمادية والمعنوية ضعيفة نحو تحقيق مخرجات الحوار الوطني الشامل ,فيما ماتزال تلبية مطالب المواطنين الرمزية التي ترفع من نسبة تأيدهم كذلك ضعيفة, ماعدا أفضلية التأييد الإقليمي والتي وحدها حصلت على التفوق المنشود.
ماتزال القدرة على تلبية خدمات المواطنين ودفع رواتب الموظفين تمثل انتكاسة خطيرة في الوقت الراهن لتحتفظ الشرعية بنسبة التأييد التي منحتها الإنتقال الديمقراطي بناء الإجماع الدولي.
3.العامل الإقتصادي.
من وجهة نظري فهذا العامل بإمتياز يدفع بالإنتقال الديمقراطي الى حدوده العليا, لأنها وسيلة تحول قادرة على اسقاط نظام الدولة العميقة ومراكز لقوى في اليمن ,بناء فتح التنمية خارج المركز القديم للدولة اليمنية في العاصمة صنعاء, أي سحب البساط التسلطي والمركزية المفرطة لتحل محلها القدرة التنموية في الساحل اليمني والذي تعرض للتغييب والظلم المتعمد على مدى ثلاثة عقود.مانزال نراهن على العامل الإقتصادي في صناعة تحول في اليمن.
تختصر هذة الإستراتيجية بأنها تواجه خطر الجماعات المتضررة من التحول (الإنتقال)الديمقراطي, والتي لجئت لخيارات عسكرية وتستفيد كذلك من خلفيتها الدبلوماسية خارج اليمن, وثقلها الإجتماعي داخل المؤسسة العسكرية والأحزاب والقبيلة.

مواجهة إفشال الإنتقال الديمقراطي في اليمن تعد مرحلة الساعة, بفعل تلقي دعم خارجي والحديث عن النظام السابق بالإضافة الى الدعم القائم من إيران في المجال العسكري والخبرات الميدانية والتدربية القتالية .

لقد كانت سنتين من تدخل قوات التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن هدفها اثبات القدرة على إعادة عجلة الإنتقال الديمقراطي نحو المسار الذي اختاره اليمنيين في مؤتمر الحوار الوطني الشامل, بينما تسعى قوى الإنقلاب الى التشكيك في ذلك ,وجرف البلاد الى مربع القبول بعودة النظام القديم ,مالم فالأوضاع ستزداد سواءا خصوصا مع انقطاع الاجوار والمرتبات وتفاقم معاناة المواطنين.
الظلم التسلطي السابق يراهن على الوقت وفشل السلطة الشرعية في امال تحرير البلاد ,وفي ذات الوقت ازدياد معاناة الشعب المادية والمعنوية وتقزم الحريات ,مايعني بأن السلطة الشرعية عاجزة عن حماية مؤيديها وبالتالي تراجع إجباري لزخم ذلكم الـتأييد.

4/5 - (1 صوت واحد)

المركز الديمقراطى العربى

المركز الديمقراطي العربي مؤسسة مستقلة تعمل فى اطار البحث العلمى والتحليلى فى القضايا الاستراتيجية والسياسية والاقتصادية، ويهدف بشكل اساسى الى دراسة القضايا العربية وانماط التفاعل بين الدول العربية حكومات وشعوبا ومنظمات غير حكومية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى