اعداد : د.باسم المذحجي
الفيدرالية هي نظام سياسي أداري اقتصادي متطور ذو اسس قانونية , يقوم فيه مستويان حكوميان بحكم نفس المنطقة الجغرافية ونفس السكان , ارتبطت ظاهرة الفيدرالية بمبادئ الدفاع عن حقوق الاقليات بالتوجه نحو إضعاف مفهوم الدولة المركزية .وفي اليمن تمثل بوبة حل بديل للإنفصال في بلد يشهد انقسامات بل تعد ابرز ضمانات وحدة الأرض لأن الوحدة تأتي من وحدة الشعب وليس وحدة الأرض. ومن هذا المنطلق ففدرلة المناطق المحررة في اليمن بناء واقع المرحلة والظروف يقود الى التثبت من قدرة ابنائها على التكفل بالملف الأمني والإقتصادي بغض النظر عن كيفية الفدرلة أو اللبCore .
طالما واليمن يمر بدوامة الحرب الأهلية وتوسع الأزمة الإنسانية, فلابد من القفز عن أي قالب تجرفنا اليه ثنائية الإستبداد والفساد في اليمن ,.مملاشك بأن التجربة الحضرمية في أنموذجها تعد أفضل تحرك مسئول ينتشل اليمنيين من تقوقع الحرب والحالة اللادولة التي وصلت لها الجمهورية اليمنية.
حضرموت يميزها أنها تمتلك ثروة نفطية وتمتلك تروة بشرية استثمارية خارج اليمن .كذلك اشهار حضرموت بذاتها إقليم فيدرالي, سيعجل من بروز هذة التجربة اليمنية كتجربة ناجحة بل الرائعة وجعل مواردها والاستثمارات فيها قيد المراقبة والمحاسبة.
بالفعل اليوم حضرموت تمتلك أفضل فرص تنمي,ة عندما قفزت بعيدا ليس عن الجمهورية اليمنية, بل حتى عن المهرة وشبوة وسقطرى. ماتزال حضرموت على أرض الواقع يمنية, وتحت سيطرة منطقتيين عسكريتين في المكلاء وسسئون, لكن الفيدرالية منحتها حصانة ضد مشروع الإنفصال..للتذكير فالصين لم تكن يوما فيدرالية لكنها عندما انفصلت تايوان وبدأت اصوات اقليم التبت تتعالى سارعت الى النظام الفيدرالي لحامية وحدتها.كذلك بريطانيا ليست فيدرالية لكن اصوات الانفصال في اسكتلندا وايرلندا الشمالية تدفعها لتبني النظام الفيدرالي لحماية وحدتها الوطنية.
ملاحظ بأن المساحات واسعة في الجنوب, وبالتالي منح حضرموت خيارها الفيدرالي سيسهم بدرجة كبيرة في خلق أجواء استقرار وأمن بنسبة أعلى نظرا لأنها تمثل 36% من مساحة أراضي الجمهورية اليمنية لعدد سكان يتجاوز مليون نسمة.فإقليم حضرموت عبارة عن قسمين وهما حضرموت الوادي وحضرموت الساحل.وبالتالي فلدينا نشاط زراعي ونشاط اصطياد بالإضافة الى الثروة النفطية.كما لابد وفهم بأن أكبر العوائل السعودية من أصول حضرمية(تجار جدة) وكذلك لوبي التجار الحضرمي يمتد الى جنوب شرق أسيا, مايعني تدفق استثمارات خلقتها الفيدرالية الحضرمية.
بالفعل,تتحرر اليوم حضرموت من اللوبي النفطي (من اقليم ازال )لعقود النفط ومقاولات الحفر والاستكشاف والانتاج ومقاولات الباطن,بل الاهم بأن تتحرراليوم من قبضة اللوبي العسكري والذي جل افراده كانوا من اقلي مازال ويحكمون كامل حضرموت بالحديد والنار.
هذا المشهد الفيدرالي يمكن له أن يخرج على أرض الواقع في تعز, ولكن من بوابة المساحة الساحلية الممتدة من باب المندب حتى المخاء, لتشرك فيها مدينة تعز الجديدة ومدينة النور الصناعية والحجرية والصبيحة.ونقفز بعيدا عن الحوبان وشرعب وجبل صبر وماوية لأن تلك المناطق لاتمثل إلا اللادولة ,بينما المستقبل في الساحل اذ ثمت من يبحث عن انطلاقه ناجحه صوب الفيدرالية ام الارتباط بمحافظة أب , فذلك التقوقع الذي نجحت الدولة العميقة في صناعته وماكان لحضرموت ماكانت الا بعد ان رمت بشبوة والمهرة وسقطرى بعيدا عن الفيدرالية.
