الفلسفات الصينية القديمة و الفكر الاستراتيجي الصيني
إعداد: رحاب وائل السيد – المركز الديمقراطي العربي
مقدمة:
يرجع أصل الفكر الإستراتيجي إلى الفكر الصيني في كتابات الفيلسوف والقائد العسكري “صن إتزو”, وامتزج هذا الفكر بالفلسفات السائدة حينها, وكان من أبرز هذه الفلسفات “الفلسفة الطاوية –الفلسفة البوذية-الفلسفة الكونفوشيوسية “, وكان للفلسفتين – الطاوية و الكونفوشيوسية – إسقاطات على الإستراتيجية الصينية, وإلى الآن حيث الصين تأخذ من الفلسفة الطاوية الجنوح للسلم وعدم التدخل في الشئون الداخلية للدول الأخري ومن الكونفوشيوسية وسيلة لتغيير صورة النسق . وكان هنا التساؤل الرئيس لهذه الورقة وهو إلى أى مدى كان وقع الفلسفتين في الفكر الاستراتيجي الصيني ؟
1-ماذا تعني الإستراتيجية ؟
يقول أ. د محرز الحسيني أن الاستراتيجية هي : “عبارة عن هدف ووسائل، وأسلوب لتوظيف هذه الوسائل على كافة المستويات” [1], وتنقسم إلى استراتيجية قومية واستراتيجية، عسكرية, وتركيزنا هنا على الاستراتيجية العسكرية, والتي هي عبارة عن فن وتوظيف إمكانيات الدولة العسكرية لتحقيق الهدف السياسي من الحرب، وبالتالي الاستراتيجية قائمة على فكرة القدرات والقيود ، ولتوضيح المعنى يجب الرجوع إلى أصل المفهوم في الفلسفة الصينية ولذلك سوف نناقش في هذا التحليل عدة أبعاد أساسية.
- 1- الفلسفة الطاوية واسهاماتها في الحياة الاجتماعية والسياسية الصينية
- 2-الفلسفة الكونفوشيوسية وإسهاماتها فى الحياة الاجتماعية والسياسية الصينية.
2-الفلسفة الطاوية
يشير مفهوم الطاو عند لاوتسو إلى المبدأ أو المآل, ويعرفه ( محيط الكلمات الصينية ) بأنه القانون الطبيعي أو الكيان الذاتي للأشياء, أي مبدأ الأشياء جوهرها طبيعتها الذاتية محركها الفلسفة المسئولة بنزعة صوفية, والمكتوبة بصورة شعرية ولكن لا تخرج بأي حال من الأحوال على مقتضيات الطبيعة والكون.
تعتبر الطاوية أول فلسفة طبيعية أو محاولة لدراسة العالم دارسة فيزيائية بطريقة فلسفية, وأشار رائد الطاويون لاوتسو إلى إن الطاو هو مبدأ للموجودات, وقد رنت عليهم البحث عن الكيفية التي تخرج بها هذه الموجودات ذاتها من رحم الطاو, وبالتالى نصل إلي إن الطاو في الطريق وإصلاحها هي معتقد ديني فلسفي بأصول دينية ظهرت فى القرن السادس قبل الميلاد ووضع أسسها الفيلسوف لاوتسو في كتاب الفضيلة والقوة, الطريق والفضيلة ,طاو.نتي .شيج .
وتنقسم الطاوية إلي صنفين ( الطاوية الدينية – والطاوية الفلسفية) أي إنها دين عقيدة أو فلسفية كفكر.
الدليل المشير إلي إن الطاوية دين في مباديء الطاويين رأي لاوتسو إن الخير يكمن في الذهن, والاعتدال والغفران والتسامح مع الناس وعدم مقابلة السيئة بالسيئة بل مقابلة السيئة بالحسنى, ويعد هذا الأسلم والأكمل للوجود البشري هذا تعتبر مباديء أقرب للعقائد والديانات وهنا نهتم بالطاوية الفلسفية وليس الدينية.
أولًا:-كيفية الوصول إلى الطاو
( المعرفة الصوفية ) الحقيقة أو المعرفة عند الطاويين لا يمكن الوصول إليها بالعقل ولا بالمعرفة التحليلية أو المنطق, بل عن طريق التعلم الذاتي والكشف الصوفي( الإلهام ), وبالتالي هو أقرب إلى الصوفية وبالتالي التصوف هو الطريق الوحيد للوصول للمعرفة عنده الطاويين .
ثانيًا:-أهم المرتكزات الفلسفية للفكر الطاوي
الطاوية قائمة على فكرة الطبيعة (مطلقة) وأشاروا إلى أن “لكى يصل الإنسان إلى حالة الانسجام وينجح يجب أن ينسجم فكره وسلوكه مع الطبيعة وقوانينها”, تقوم في جوهرها على العودة إلى الحياة الطبيعية، والوقوف موقفاً سلبياً من الحضارة والمدنية, وبالتالى لا تؤمن بالدولة ولا التفاوت الطبقي وإنما تؤمن أن جميع البشر على قدر واحد وليس من حق أى أحد أن يفرض إرادته على الآخرين, وتولي الطاوية جُل اهتمامها للطبيعة بكل عناصرها حيث الحركة في الكون والشمس والقمر والنجوم والكواكب وسيرانها في مسار ثابت، ذكر صن أتزو في كتابه فن الحرب, إلى أن بدأ الحرب يجب أن يكون من على مكان مرتفع، قف على الجبل واجعل الشمس في خلفك .
ثالثًا:-إسهامات الطاوية ( الواقع، الآراء الاجتماعية والسياسية، الحرب )
تتمثل غاية الطاوية في تحقيق الكمال داخل الإنسان ذاته وهذا اتضح إنهم يرفضون العالم الخارجي. ويهتمون بعالم السماء والقانون الأعظم ، وتدعو الطاوية الإنسان إلي التحرر من الشر ومن الغضب ومن العنف, تقوم الطاوية على قوتين متضادتين ( الينج ، اليانج ), حيث تسعى كل الأشياء إلي الموازنة بين هاتين القوتين حتي يتحقق التناغم مع الطاو وتتكون الوحدة المنشودة الينج – قوة سلبية ( قمر- ظلام – أنثى ). اليانج _ قوة إيجابية( شمس – نور – ذكر ).
وهذا قد ظهر في كتابين أعظم الفلاسفة الطاويون وهما( لاوتسو) و( تشانج تسي ) يبحث كلا الكتابين عن الثنائيات التضاربية في الكون( الخير والشر ) تعاليم لاوتسو “وحدة التضاد”
“ينجم الوجود و لاوجود من بعضها البعض وكذلك الصعب والسهل يكملان بعضهما البعض….”
الطاوية والواقع
لا تشجع الطاوية على تغيير الواقع وتنادى إلى تتبع قوانين الطبيعة دون أن تعترضها, وإنما تشجع على التناغم والأنسجام بين الفكر والسلوك الإنساني مع الطبيعة, واتضح ذلك في تعاليمها كالتالى “شبة حركة الإنسان بحركة الماء التي تنساب من على الجبل وأن وجدت عائق لا تزيلة وإنما تلف بجانبة” (لا تغير).
الآراء الطاوية السياسية والاجتماعية
للطاوية العديد من الأفكار السياسية و الأخلاقية والاقتصادية التي تدور حول الدول والحاكم والمحكومين , ونبذ التمايز الطبقي الناس في نظرهم متساوين. ” لأن السماء لا تفرق بين شخص وآخر “, تطور الطاوية كفكر فلسفة ومبادئ دينية, فقد انتشرت الطاوية بشكل شعبي في القرن الثاني الميلادي, وذلك بفضل حركة السلم الكبير، نشوء الطاوية الجديدة في القرن الثالث الميلادي مع نشوء عدد من المدارس الفكرية، شمول سياسة التضييق على كل الأديان في الصين ومن ضمنها الطاوية, وذلك بمجئ الشيوعية إلى الحكم في عهد ماوتسي تونج ١٩٤٩، ومنذ عام ١٩٧٦ ظهر إتجاهات تسامحية نحو الأديان بعد وفاة ماوتسي تونج ,أثرت الثقافة الطاوية تأثيرا بالغاً على بلاد الصين، ودخلت تقاليدها وتفكيرها في معظم المجتمعات والطبقات الصينية.
الطاوية و الحرب
دائماً يميل الطاويون إلى السلام أشاروا أنهم لا يتمكنون من إلغاء الحرب , ولكن إن جاءت الحرب يجب أن يكون هناك معايير إنسانية تمارس بها الحرب، وبالتالي الطاوية تؤمن بالإنسان ولا تبيح إراقة الدماء “لا تقاتل الناس…. أبتعد عن الشر والقتال… كن لينا مثل الماء”, تتهجم الطاوية على الحروب وتقيد الروح العسكرية وتنصح الحكام والملوك بعدم اللجوء إلى إستخدام العنف، وتنصح فى التعجيل في إنهائها وعدم التفاخر بها.
ومن مبادئ صن اتزو المتوافقة مع الفكر الطاوي:
- القائد الذي يكسب معركة دموية ليس في مرتبة القائد الذي يكسب دون قتال.
- قولٌ يردده الجنود :” لا أجرأ بأول خطوة… ولكننى أحب أن ألعب دور الضيف.. لا أجرأ على التقدم شبرا ومستعد للتراجع ذراعا.. القبض على العدو من غير هجوم… التسلح بلا أسلحة”
- وفى نصائح صن اتزو اهزم عدوك قبل أن تهاجمه، حالة الدفاع أحسن من حالة الهجوم،
وهذا يؤسس فكرة الحرب النفسية ب مفهومها المعاصر.
3-الفلسفة الكونفوشيوسية
أولاً :-التعريف بالكونفوشيوسية
هي فلسفة أخلاقية واجتماعية تهدف إلى رسم السلوك الأمثل للإنسان في المجتمع, وهي عبارة عن مجموعة من المعتقدات والطقوس الدينية المنبثقة من المؤلفات الكلاسيكية التي نقحها وصنفها كونفوشيوس، ناهيك عن التعاليم الأخلاقية والاجتماعية والسياسية التي أمر بها مريديه وأتباعه بتطبيقها، والتي تدعو إلي السلفية المطلقة والالتزام بالقيم القديمة، واحترام الأجداد والآباء والخضوع للحكام.
ثانياً :-حقيقة الكونفوشيوسية
والحقيقة أن تعاليم كونفوشيوس جاءت في الأساس لترسيخ قبضة الدولة علي رعاياها، فى محاولة التوفيق بين السماء والأرض (ماهو دنيوي وماهو ديني) وبين ماهو غائبي ومرئى, ومن هنا جاءت أهمية عبادة الأجداد والآباء والخضوع للحكام, و الكاهن الأكبر الوحيد فى هذه الفلسفة الإمبراطورية (ابن السماء) المسئول عن تصريف أمور الدنيا، وقصاري القول تعتبر الكونفوشيوسية أقل من ديانة وأكثر من وأكثر من نظام أخلاقى ؛ فهي بالنسبة للملك فن للحكم، وللمثقفين فلسفة أخلاقية وسياسية، وللشعب أسلوب يعبر من خلاله عن ولائه للمجتمع وإخلاصه للسلطة الإمبراطورية.
والكونفوشية أبعد ما تكون عن الاهتمامات الماورائية (الميتافيزيقية) كما أنها ليست قائمة على عقيدة مطلقة ولا علي طبقة من رجال الدين, أنها تولى اهتماماً كبيراً – مثل كل شىء – بالأمور البرجماتية والمحسوسة, فتراها تسعى سعياً حثيثاً من أجل تحقيق الإنسجام والوئام من خلال تحقيق التوازن بين القوي المضادة بين (الين واليانغ) وفرض النظام الاجتماعي والسياسي من خلال الفضائل العائلية والحب الأخوى وتعليم الشعب وتثقيفه، وجعل كل فرد من أفراده يحتل المرتبة التي يستحقها من خلال خضوغه لاختبارات تتعلق بمدي اطلاعه علي الأدبيات الكلاسيكية.
ثالثًا:-أهم مرتكزات الفلسفة الكونفوشيوسية
عمل كونفوشيوس على تحليل النفس الإنسانية للوصول إلى الفهم الكامل للمبادئ التي تتحكم في الإنسان، والتي تدفعه لاستخدام وسائل دون غيرها لتحقيق غاياته وأهدافه، وكان هدفه من التحليل فهم الإنسان من أجل صلاحه وصلاح المجتمع في آن واحد، وقد وضع تصوراً للإنسان النبيل الفاضل بناءاً على تمكنه من تحديد هذه المبادئ، وتم إثراء هذه المبادئ من قبل الحكماء والفلاسفة اللاحقين الذين أضافوا إليها الكثير من المعاني الكبيرة، والتي بدورها أثرت في التراث الثقافي الصيني.
وتتمثل هذه المبادئ في: –
1 – الـ “لي”: تدل على كل مركب في الاستعمال العرفي والاجتماعي بتضمين أخلاقي، أي أنه يعني الأدب والأخلاق.
2 – الـ “جين”: عرفها كونفوشيوس بأنها حب البشر، أي سلوك الفرد في المجتمع من أجل تحقيق الصالح العام بإتباعه التاو، والـ “جين” تحمل معاني مختلفة مثل: الفضيلة، الإنسانية، الإحسان، الطابع الأخلاقي، الخير، الحنان وطيبة القلب، والـ “جين” عند كونفوشيوس تعبر عن كمال الإنسانية لأنه بها يكمن احترام التاو الذي يعمل على سعادة الإنسان والمجتمع.
3-الـ “هسياو”: كان إيمان كونفوشيوس كبيراً بدور الإنسان الفاضل كثمرة التعليم الموصل إلى القيم الأخلاقية الفاضلة والتقاليد الجليلة، ورأى أن الإنسان الفاضل وحده قادر على بناء أسرة منظمة توصل إلى مجتمع سعيد قائم على الطاعة، طاعة الأبناء للآباء، طاعة الزوجة للزوج، طاعة المواطنين للحكام، ووجود أسرة منظمة على أساس الحب والاحترام هو بداية وجود مجتمع منظم، لأن المجتمع ليس إلا امتداد للأسرة. ويوازن كونفوشيوس بين الأسرة والدولة ويعتبر أن انتظام الأسرة يؤدي إلى انتظام الدولة، ولكثرة اهتمامه بالأسرة سميت الكونفوشيوسية النسق الأسري الصيني.
4 – الـ “يي”: وتعني الاستقامة، وهي عند كونفوشيوس التي تدل على الطريق الصحيح، أي أنها تعني الاستعداد الأخلاقي عن الإنسان للقيام بسلوك معين، وادراك أو معرفة صحة هذا السلوك.
رابعًا:-الكونفوشيوسية و تنظيم أمور الحكم
والمدينة المثالية عند كونفوشيوس أو ما أسماه “التماثل الأعظم” قوامها المساواة الكاملة بين الجميع ومبدأه يشبه النظم الاشتراكية، فالعالم جمهورية واحدة، يختار الناس ذوي الكفاءة والمؤهلات لحكمهم، ويتحمل الحاكم أعلى درجات المسؤولية الأخلاقية تجاه الدولة، وشرعيته يستمدها من ثقة العامة، ومثالية الحاكم عند كونفوشيوش تظهر العلاقة الوثيقة بين الأخلاق والسياسة، وفي هذا الإطار يطلب إلى الحاكم تحقيق تسع نقاط، وهي:
- تنظيم سلوكه الشخصي.
- احترام الموهوبين.
- التعاطف مع أقاربه وأسرته.
- احترام وزراء الدولة.
- إظهار نفسه كأب للشعب.
- تشجيع العلوم.
- المشاركة في اهتمامات موظفي الدولة ومحاولة اسعادهم.
- إظهار المودة للأغراب.
- الاهتمام بسعادة أمراء الامبراطورية.
كما أعطى كونفوشيوش أهمية كبيرة للوزير، فلو كانت سياسات الحاكم طالحة ولم يعارضه أحد ممن حوله فإن هذا التراخي كفيل بالقضاء على الدولة.
مما تقدم نرى أن كونفوشيوس ركز على الأخلاق كمبدأ من مبادئ الحكم، فأصبحت يوتوبيا كونفوشيوس تحتل مكانة مرموقة بين اليوتوبيات الانسانية التي تجعل من القيم العليا محور الدولة، كونها تعمل على إعادة بناء القيم لإيجاد نمط حياة مختلف، وهذا ما يجعلها واقعية تحمل آثار العصر الذي كتبت فيه، وترفض المقاييس النفعية, ويعتبر برنامج كونفوشيوس التربوي مدخلاً لأفكاره السياسية، فهو لايفصل بين المجالات الثلاث الأخلاق والتربية والسياسة، ولإيمانه بضرورة الاجتماع الإنساني، أعطى الحكومة جل اهتمامه من حيث كونها تحقق الاستقرار الاجتماعي وتنظم العلاقات الاجتماعية، وتحقق الأمن القومي، وهذا ما ينتج عنه بالضرورة الثقة في السلطة.
هذه الأفكار كانت جديدة على المجال الفكري لكنها تحولت إلى أساس للفكر السياسي على مدى تاريخ الصين، وقام بعده المعلم الثاني مينشيوس بتطوير فكرة أن الشعب يعبر عن إرادة,السماء وتوصل بذلك إلى حق الشعب بالثورة، وهذا الأمر لم تعرفه المجتمعات السياسية إلا في العصور الحديثة بعد التحريرية في أمريكا والثورة الديمقراطية الفرنسية.
خامسًا:-آراء كونفوشيوس الاجتماعية والسياسية
كان لكونفوشيوس آراء نافذة فى المجالين الاجتماعي والسياسي، ذلك أن فلسفته اتجهت إلى إقامة نظام اجتماعي وسياسي علي أساس عقلي ومنطقي رشيد, فالسياسة والأخلاق لا ينفصلان ويهدفان إلي إقامة نظام سياسي مستقر. أما عن آرائه السياسية وهي مايهمنا هنا فهي :
1-يري كونفوشيوس أن الحروب التي تهدد العالم من حين لآخر إنما مردها إلي فساد الحكم ويرجع هذا الأخير بسبب القوانين الوضعية التي مهما بلغت من الدرجة لاتستطيع أن تحل محل النظام الاجتماعي الطبيعي الذي تفرضه الحياة الأسرية المنتظمة.
2-آمن كونفوشيوس بأن هدف الحكومة الأساسي هو تحقيق السعادة للجميع ورفاهيتهم.
3-أكد كونفوشيوس علي أن الشعب مصدر السلطات وخاصة السلطة السياسية، رغم إيمانه بنظرية الحكم الإلهى للملك، بيد أنه لم يوافق علي السلطة الملكية المطلقة التي كانت سائدة في ذلك العهد من الزمان، ولكنه جعلها مرهونة برضا الشعب.
4- نادي كونفوشيوس بالاشتراكية كبديل فى وجه الحكومات الظالمة واستغلالها للشعب، فدعا إلي إعادة توزيع الثروة في أوسع نطاق ممكن.
5- عمل كونفوشيوس علي ترسيخ قيم سياسية مثل العدالة والمساواة والروح الجماعية التي تخدم حقوق الفرد.
6- وضع مبادئ يستند إليها من وصل من الحكام لسدة الحكم أهمها : أن يحكموا ولا يملكوا، وأن يستندوا إلي السلطات الإدارية.
الخاتمة:
ومما سبق يتضح أن الفكر عمومًا ليس بمعزل عن ثقافة وفلسفات العصر السائد فيه, ويظهر من هذا التحليل الموجز لتأثير الفلسفتين تأثيرًا كبيرًا على الفكر الإستراتيجي بشكل عام والفكر الإستراتجي الصيني بشكل خاص, ونجد أيضاً لما لهما من تأثير واضح على السياسة الصينية الحالية حيث تتباين تأثيرهما من حيث الأخذ بالتطبيق والانتهاج فى نواحى مختلفة, فالسياسة الصينية الآن تتبع سياسة عدم التدخل في الشئون الداخلية رغم قوتها، وتجنح للسلم وتحاول أن تغير الفكرة السيئة عنها في ملف حقوق الإنسان، وكل تعاملتها في الجانب الاقتصادي، تظهر نفسها على إنها الأضعف في مواجهة الدول العظمى وهذا لا يعكس الواقع وهذا يعكس أفكار ومبادئ الفلسفة الطاوية ومن الجانب الأخر تسعى إلى سياسة تغير الوضع القائم حيث توسع انتشارها العسكري في بحر الجنوب الصيني، وبناء الموانئ وعقد الاتفاقيات التجارية مع الدول المجاورة والقريبة من حدودها البحرية، ثم عقد تحالفت تكتيكية مع الروس والباكستانيين والإيرانيين ومحاولة تجميد مناطق الصراع وبؤر التوتر ما أمكن,ومشروع الحزام والطريق .
المصادر:
-محاضرات فى الاستراتيجية والفكر الصيني، محرز الحسيني، الإسكندرية
-تشوانغ تسه ( لاوتسه)، كتاب التاو فى الفلسفة الصينية.
– عبدالعزيز حمدي عبدالعزيز، “كتاب الحوار لكونفوشيوس” ، القاهرة، مكتبة الأنجلو المصرية، 2018.
-حربي عباس عطيتو محمود، “التفكير الفلسفي في حضارات الشرق” ، الإسكندرية، اورينتال، 2006.
-شاهر إسماعيل الشاهر ، “مرتكزات الفكر السياسي الصيني في الفكر الصيني من الكونفوشيوسية إلى الماركسية الصينية ” دراسة، جامعة صان يات صين- الصين.
-كتاب صن اتزو ” فن الحرب”.
-مقالة بعنوان مقالة خاصة: كونفوشيوس والثقافة الصينية، تم الإطلاع في 11مارس 2020.
http://arabic.people.com.cn/n3/2017/1124/c31657-9296787.html
-معتز ممدوح، الكونفوشيوسية: ديانة أم فلسفة؟، مقال منشور علي موقع إيضاءات الالكتروني، تم الإطلاع في 11مارس 2020.https://www.ida2at.com/confucianism-religion-or-philosophy
-صبري المقدسى، الطاوية المنشأ والجذور الروحية والعقائد الروحية.
https://www.m.ahewar.org/s.asp?aid=359700&r=0
[1] دكتور مادة الاستراتيجية والأمن القومي, بكلية الدراسات الاقتصادية والعلوم السياسية, جامعة الاسكندرية.