تقارير استراتيجية

ما هو تاريخ ضريح سليمان شاه وما هي أهميته بالنسبة لتركيا.؟

ما هو تاريخ ضريح سليمان شاه؟ ما هي أهميته بالنسبة لتركيا؟ وهل يعد السبب الحقيقي لانضمام تركيا للتحالف؟

يقع الضريح بشمال سوريا على ضفة نهر الفرات قرب مدينة منبج في محافظة ريف حلب و هو “مشيد من الحجر الأبيض” وعمر المقبرة 700 عام تضم رفات سليمان شاه جد عثمان الأول مؤسس الإمبراطورية العثمانية وموجودة في جيب تركي بشمال سوريا ،على بعد عشرين كلم داخل الأراضي السورية وثلاثين كلم جنوب عين عرب ذات الأغلبية الكردية. ويحرسه عشرات الجنود الأتراك ويحيط به عشب مشذب.

ويقول البير أورتايلي وهو مؤرخ تركي بارز في جامعة غلطة سراي في إسطنبول “لا يمكننا ترك ذلك المكان التابع لنا بموجب اتفاقيات دون حماية، بغض النظر عن الكبرياء فإن هذا مهم لذاكرة التاريخ لدينا. وهو مهم للجميع لا للأتراك وحسب.”

فحسب المادة التاسعة من معاهدة أنقرة الموقعة بين تركيا وفرنسا في عهد الانتداب الفرنسي على سوريا في 1921 تم الاتفاق على أن يبقى “ضريح سليمان شاه” تحت السيادة التركية ويسهر على حمايته جنود أتراك ويرفع فيه علم تركي. إلا أن الأرض تقع تحت السيادة السورية منذ معاهدة سايكس بيكو 1916.

أهمية الضريح السياسية لتركيا:
و عندما طرح سؤال على الكاتب والمحلل السياسي التركي محمد زاهد غول هل يمكن أن نجزم بأن تركيا ستنضم للتحالف أكد أنه أمر وارد جدا.
وباعتبار توقع العديد من المراقبين أن الاعتداء على “ضريح سليمان شاه” يمكن أن يكون ذريعة لتنضم تركيا للتحالف وضرب تنظيم “الدولة الإسلامية” يقول محمد زاهد غول إن أي تقدم لتنظيم “الدولة الإسلامية” نحو المنطقة التي يقع فيها ضريح سليمان شاه سيجعل الطائرات التركية ترد في أقل من خمس دقائق.
وحسب غول فإن الأمر لا يتعلق فقط بضريح كما يروج بل بأرض ذات سيادة، وإن كانت وفق معاهدة “سايكس بيكو” أرضا سورية، فموضوع القبر أمر ثانوي وإن أي تقدم لتنظيم “الدولة الإسلامية” في المنطقة سيجعل تركيا ترد دفاعا عن أراضيها لأنه مس بسيادتها.
في حين يعتبر خالد عيسى أستاذ القانون الدولي وممثل حزب “الاتحاد الديمقراطي” أن تعدي تنظيم “الدولة الإسلامية” على ضريح “سليمان شاه” أو المنطقة المحاذية له ليس فعلا الذريعة الحقيقية لانضمام تركيا للتحالف لمحاربة التنظيم.
فحسب خالد عيسى فإن تركيا، التي كانت بالأمس تدعم التنظيم لوجيستيا وإقليميا أصبحت تتخوف من الدعم الدولي لقيام دولة كردية في المنطقة وبالتالي ستغير اليوم موقفها للدفاع عن نفسها من خطر قيام دولتهم في سوريا أو العراق، فإذا تركيا ترعى اليوم مصلحتها على حساب التنظيم.
وبالتالي يمكن اعتبار حماية ضريح جد الدولة العثمانية “سليمان شاه” للانضمام للتحالف لمقاتلة تنظيم “الدولة الإسلامية” ليس إلا ذرا للرماد في العيون و هو يخفي نية تركيا في حماية مصالحها وسيادتها من خطر قيام دولة كردية وهو الطرح الذي أصبح يحظى بتعاطف دولي بعد أن هاجم التنظيم الجهادي المتطرف الأكراد “بتواطؤ” تركي كما قال الأستاذ خالد عيسى.

Rate this post

المركز الديمقراطى العربى

المركز الديمقراطي العربي مؤسسة مستقلة تعمل فى اطار البحث العلمى والتحليلى فى القضايا الاستراتيجية والسياسية والاقتصادية، ويهدف بشكل اساسى الى دراسة القضايا العربية وانماط التفاعل بين الدول العربية حكومات وشعوبا ومنظمات غير حكومية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى