احدث الاخبارعاجل

الانفصاليون في جنوب اليمن يسيطرون على مقر الحكومة في عدن والسلطة تتهمهم بالانقلاب

-المركز الديمقراطي العربي

سيطر الانفصاليون اليمنيون في عدن الأحد على مقر الحكومة المعترف بها دوليا في خضم مواجهات دامية مع القوات الموالية للسلطة، في تطور ينذر بفصل دام جديد في البلد الغارق في نزاع مسلح وازمة انسانية متفاقمة.

واتهم رئيس الوزراء احمد بن دغر الانفصاليين بقيادة انقلاب في عدن، داعيا دول التحالف العربي، وخصوصا السعودية والامارات، الى التدخل “لانقاذ” الوضع في المدينة.

واندلعت المواجهات بين القوات الحكومية والقوات المؤيدة للانفصاليين المعروفة باسم “الحزام الامني” بعدما حاولت وحدات تابعة للقوات الحكومية منع متظاهرين انفصاليين من دخول وسط المدينة للاعتصام.

ويحتج هؤلاء على الاوضاع المعيشية في المدينة، وكانوا منحوا الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، عبر “المجلس الانتقالي الجنوبي” الذي يمثلهم سياسيا، اسبوعا للقيام بتغييرات حكومية، متهمين سلطته بالفساد.

وحذر المجلس في بيان الاحد الماضي من انه اذا لم يقم هادي بتغييرات في حكومته، فان الانفصاليين سيستخدمون الشارع لاسقاط هذه الحكومة المعترف بها دوليا. وانتهت المهلة الزمنية صباح الاحد.

ويقود محافظ عدن عيدروس الزبيدي الحركة الانفصالية في الجنوب. وفي 12 ايار/مايو الماضي، شكل الانفصاليون سلطة موازية “لادارة محافظات الجنوب وتمثيلها في الداخل والخارج” برئاسته.

والحراك الانفصالي يحظى بوجود قوي في جنوب اليمن وعلاقاته متوترة منذ السنة الماضية مع الحكومة التي تمركزت في عدن بعد طردها من صنعاء في ايلول/سبتمبر 2014 من قبل المتمردين الحوثيين المدعومين من ايران.

وبحسب مصادر أمنية في عدن، فان قوات “الحزام الامني” المؤيدة للانفصاليين تمكنت في خضم مواجهات عنيفة مع قوات الحكومة من السيطرة على مقر الحكومة واسر عشرات من العناصر الموالية لسلطة هادي.

وذكرت المصادر الأمنية ان اربعة عناصر في قوات الحكومة قتلوا في هذه الاشتباكات، بينما قتل اثنان من عناصر القوات المؤيدة للانفصاليين.

وقال شهود لوكالة فرانس برس ان المطار توقف عن العمل، والمدارس اغلقت ابوابها، وكذلك المحلات التجارية، وسط حال من الشلل التام في المدينة.

– انقلاب؟ –

تتلقى قوات الحكومة دعما عسكريا من قوات التحالف العسكري في اليمن بقيادة المملكة السعودية. كما تتلقى قوات “الحزام الامني” دعما مماثلا من التحالف، وخصوصا من الامارات التي تقوم بتدريب وتجهيز عناصرها.

وتقاتل القوات الحكومية وقوات “الحزام الامني” معا المتمردين الحوثيين الذين يسيطرون على مناطق واسعة في أفقر دول شبه الجزيرة العربية وبينها صنعاء.

وفي وقت تستعر الاشتباكات في عدن، اتهم رئيس الوزراء في بيان الانفصاليين بالانقلاب على السلطة المعترف بها دوليا. وقال “هناك في صنعاء يجري تثبيت الانقلاب على الجمهورية، وهنا في عدن يجري الانقلاب على الشرعية ومشروع الدولة الاتحادية”.

ودعا التحالف الى التدخل، قائلا ان على السعودية والامارات خصوصا “التعامل مع الأزمة في عدن التي تنحو شيئاً فشيئاً نحو المواجهة العسكرية الشاملة”، معتبرا ان هذا التدخل “شرط لإنقاذ الموقف”.

وعشية محاولة التظاهرة والتي تلتها الاشتباكات، دعا التحالف في بيان نشرته وكالة الانباء الرسمية السعودية الى التهدئة، بينما حذرت وزارة الداخلية اليمنية من التظاهر.

وطالب التحالف اليمنيين “بمختلف توجهاتهم وانتماءاتهم” بتوجيه “دفة العمل المشترك مع تحالف دعم الشرعية، لاستكمال تحرير كافة الأراضي اليمنية”. كما شدد على “عدم اعطاء الفرصة للمتربصين لشق الصف اليمني أو اشغال اليمنيين عن معركتهم الرئيسية”.

ويشن التحالف بقيادة السعودية منذ اذار/مارس 2015 حملة عسكرية دعما لسلطة هادي وفي مواجهة المتمردين الحوثيين. وقتل في اليمن منذ تدخل التحالف اكثر من تسعة آلاف يمني بين اصيب اكثر من 50 ألف شخص آخر.

وتعمق الاحداث في عدن النزاع وتهدد بفصل دام جديد وبتفاقم الازمة الانسانية حيث يواجه ملايين اليمنيين خطر المجاعة.

وتأتي الاحداث في عدن، العاصمة المؤقتة للسلطة المعترف بها، في وقت تشن القوات الحكومية حملتين عسكريتين تستهدفان التقدم نحو مدينة الحديدة الخاضعة لسيطرة الحوثيين على ساحل البحر الاحمر، وفك الطوق عن مدينة تعز في جنوب غرب البلاد.المصدر:أ ف ب

Rate this post

المركز الديمقراطى العربى

المركز الديمقراطي العربي مؤسسة مستقلة تعمل فى اطار البحث العلمى والتحليلى فى القضايا الاستراتيجية والسياسية والاقتصادية، ويهدف بشكل اساسى الى دراسة القضايا العربية وانماط التفاعل بين الدول العربية حكومات وشعوبا ومنظمات غير حكومية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى